ثلاثة ٧

"هاري؟."تمتم ماكس.

"أجل، هاري. ماذا قرأتَ عنه؟."تسائلت ليبتسم و يجيب:"حسناً دعيني أتذكر.."

أومأت و نظرت إليه بينما يعدل خصلات شعره بيديه..

"هاري.. سَريع الغضب، و يكره المتطفلين و من يتدخل في شؤونه الخاصّة."قَال لأضحك داخلياً.

بالتأكيد.. هذا هو المتوقع من شخص حادٍ مثله

"ماذا أيضَاً؟"كنت متحمسة لمعرفة كل شيء عنه.

"كثير السخرية، يحب أن يكون القائد دائمَاً و يحب الأشخاص بصعوبة..و لديه أربع حلمات!."هتفَ ضاحكاً.

"ماذا؟.."أطلقت ضحكة صغيرة.

"أجل، كُتب في قسم الأشياء الغريبة التي يمتلكها أنه لديه أربع حلمات في جسدهِ."ردّ مَاكس لأبتسم.

"أكمل.."أعدتُ ظهري إلى الخلفِ لأستندَ على الشجرة.

"تبدين مهتمة كثيراً لمعرفته"ضحك ماكس بخبث و عيناه ترمقني بنظرات متسائلة.

"فقط أكمِل ماكس و لا تكن متطفلاً."قلت ليدير عينيه و يكمل:"على كلٍّ.. هو ولِد في الأول من فبراير تقريباً لا أتذكر جيداً و يخاف الفئران."

"هل تعرف أين نشأ؟."سألته.

"لا.. في الحقيقة لم يتم ذِكر نشأته أو أي شيء يخص أفراد عائلته أو حياته الشخصية."أجاب ببساطة لأتنهد مُتمتمة بـ حسَناً.

"لننام قليلاً حتى تشرق الشمس.."عرضَ مَاكس ثمّ جلس بجانبي على جذع الشجرة الكبير و إحتضن كتفي حتى لا أسقط أو يسقط هو.

رفعت رأسي للسماء و وجدت نفسي أفكر في جورجيا..أتمنى أن تكونَ بخير .

و بينما أنَا أفكر أضاءت السماء و ظهرت أسماء من ماتوا اليوم، و كانوا أربعة اشخاصٍ إثنان منهما من ذات المجموعة.

أغمضت عيناي في تعبٍ و بسرعة أنَا فقدتُ الإتصال بالعالم...

لم أشعر أنني حصلت على كفايتي من النوم إلا و ماكس يحركُ جسدي برفق.

"لقد ظهرت أول خيوط الشمس، علينا الذهاب بسرعة. أحدهم يقترب من منطقتنا."هزني و هو يهمس لأنظر نحوه بتشتت.

"كيفَ عرفت أن هناك من يقترب؟، هل سمعت صوتَاً؟، ربما مجموعتنا."نظرت حولي و تفقدت المكان.

"لا.. ليست مجموعتنا هناك خطر مُحدق. أستطيع الشعور بالخطر قريبٌ للغاية."قال بجدية و مد قدمه للأسفل و تشبث بالشجرة ليقوم بإنزال جسده ببطئ.

"هيّا..أسرعي نحن لا نملك وقتَاً كما ترين."قال لأومئ بسرعة و أتبعه في حذر.

بضع دقائق و لمست قدمي الأرض ليمسك مَاكس بيدي و نبدأ بالركض.

"تمهل.. مَاكس، أنتَ سريع للغاية"لهثت بينما أحاول إلتقاط أنفاسي.

"بسرعة أبريل.. ارجوكِ هم يقتربون." جذبني نَحوه و أكملنا ركضنا لنختبئ خلف صخرة كبيرة.

"شش..لا تُصدري أي صوت."همسَ ماكس في أذني فـ كتمتُ أنفَاسي.

"أينَ ذهبا؟، أقسم أنني إشتممتُ رائحة الخوف تفوح منهما."صاح أحدهم بغضب و لم أستطع منع قلبي من الخفقان بقوة.

كيفَ إستطاع شمّ رائحة خوفنا؟.. لقد بدأت أقلق من هذا المكان.

"ربما أخطأتَ هينري."صوت فتاةٍ ردّ عليه.

"لنكمل البحث.. لا بُد أنهما قريبان. لنقتل الجميع فـ أنا أريد الخروج من هنا حياً و ليس كجُثة هامدة."قال الرجل بخشونة و إستمعت بعدها إلى أصوات خطوات أقدامٍ تبتعد.

كدت أن أتحدث و لكن ماكس وضع كف يده على فمي و رفع جسده قليلاً لينظر في الأرجاء.

"لقد ذهبا.."تنهد و إبتعد عني لأتنفس الصعداء.

"جسدكَ حارٌ للغاية ماكس، إبتعد عني."دفعت جسده الذي يبدو و كأنه يخرج حرارة.

"أسف.. حينَ أتوتر ترتفع حرارتي."تمتم ثمّ وقف و أمسك بيدي لنمشي هذه المرة.

"لنحاول البحث عن المكان الذي فقدنا المَجموعة فيه، ربما هم هناك."قال ماكس لأنفي برأسي قائلة:"لا أعتقد، اظن أنهم تحركوا للبحث عنا."

"إذن لنُكمل السير ربما نجدهم أو يجدونا."رفعَ كتفيه و لم يكن أمامنا حلٌ أخر غيرَ هذا.

بدأنا السير بحذر، نلتفت حولنا كل ثانية و لكننا فوجئنا برجلين يظهرا أمَامنا دون سابق إنذار.

"مرحبَاً بالفتى ذا الشعر الزهري.. و رفيقته الجميلة."إبتسم أحدهما و كان رجلاً أصلع بوشم ثعبان طويل على رقبته ثمّ أخرج سيفاً فضي اللون و حاد من وراء ظهره.

"يبدو للأسف أن نهايتكما ستكون اليوم.."قال الاخر ذا الشعر الأشقر و الأنف الحاد بخبث و في يده خنجر أسود.

تذكرت كلمات توم قبل أن ندخل هذه اللعبة.. لا للإشتباك مع الاعداء. لنحاول عدم القتل أو الشجار مع أحدهم حتى لا نُقتَل نحن.

لذا الخيار الوحيد الذي تبقى لي.. كان الهرب!.

و قبل أن أستوعب ما أفعله أمسكت بيد ماكس و ركضت بسرعة و هو بجانبي.

"إلى أين نحن ذاهِبان؟."صرخ و هو ينظر خلفه حيث الرجلان يركضان ورائنا و صوت ضحكاتهما يتعالى.

"لا أعلم أيها اللعنة، لنهرب من هنا و نختبئ"أجبت و ركضت بأقصى سرعة أملكها حتى أنني بدأت أشعر بالألم في جانباي و بنفسي يكاد ينقطع.

"إنعطفي يميناً.."سحبني معه و إنعطفنا يميناً مُكملين الركض.

"أنظر.. إنه الشلال الذي سقطنا من أعلاه، تقريباً. هَل يوجد شلال اخر؟."

"توجد مـ.."قبل أن يكمل ماكس حديثه كان ساقطاً على الأرض و خنجر الرجل الأشقر قد إخترق ظهره.

"ماكس!"صرخت و كدت أعود له و لكنه صرخ فيّ:"اهربي أبريل.. بسرعة!، سأكون بخير."

كنت خائفة و لم أعرف ماذا علىّ أن أفعل لذا ركضت و إختبأت وسطَ الأشجار الكثيفة.

لهثت و حاولت تنظيم تنفسي، الرعب قد دبَّ في أوصالي و أطرافي كانت ترتعش بقوة.

جلست على الأرض و ضممت قدماي إلى صدري و تنفست..شهيق، زفير.

ليس الوقت المناسب للنوبة.. لا.

علىّ أن أهدأ.

نظرت حولي و لم يكن هنّاك شيء سوى الأشجار الطويلة و أصوات عصافير.

إستمعت مُجدداً إلى صوت شيء ما يقترب..ببطئ.

بدأ الصوت يقترب.. أكثر و أكثر و قبل أن أستطع التحرك و الركض قفز قرد صغير فوقي.

"أوه.. يا إلهي"تنهدت شاكرة أنه مجرد قرد لطيف.

أخذ يعبث في شعري مُصدراً أصواتاً غريبة لأبتسم نحوه.

و بعد فترة من مداعبتهِ أصدر فجأة صوتَاً يبدو كصوت بُكاء طفل مريض ليظهر جيش من القرود المتوحشة امامي في لمح البصَر.

أسنان حادة.. أحجام كبيرة و نظراتٌ مخيفة.

ما اللعنة؟، هل أنا في فيلم طرزان؟.

كنت أعرفُ أنه يتوجب علىّ الهرب مُجددَاً فوضعت القرد جانباً بحذر و زحفتُ إلى الوراء.

و مع أول حركة أنا تحركتها صرخ واحد من القردة بقوة فَوقفت أنا بدوري و ركضت مبتعدة، قدماي قد عُذِبتا كثيراً اليوم.

لم أعرف ماذا أفعل سوى الركض و الصراخ بينَ الحين و الأخر.

أفرع الأشجار الحادة قامت بجرح يدي و وجهي بينما أركضت لأنتحب بألم و لكني لم أستطع التوقف عن الركض حتى لا أموت و أنا طعامٌ لقردةٍ متوحشة في لعبة مجنونة.

بعد كثيرٍ من الركض كنت قد ضللتهم و إحتميتُ في مكان بين صخورٍ كبيرة.

"ها أنتِ ذا."

صرختُ بفزع لذلك الصوت و تلك اليد التي أحاطَت خصري.

-

هولا💙;)

أحبني و أنَا بحدث بسرعة.

رأيكم في التشَابتر؟.

مجرى سير الأحداث و طريقة الكتابة و الحبكة؟.

طيب تتوقعوا مين اللي أمسك بـ أبريل؟.

و رأيكم في ماكس؟.

توقعاتكم للقادم؟.

لوڤ يو أل💕

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top