ثلاثة ٢٨

ركضت نحوهما. هذا ما فعلته فور أن رأيت ماكس تقريباً يحاول قتل هيذر.

تحديداً ركضتُ نحوه هو و قفزت عليه بقوة مبعدةً جسده عنها،"ما الذي تفعله ماكس؟." صرخت عليه بينما أجذبه بعيداً.

"سُحقاً أبريل، ما الذي تفعلينه أنتِ؟."سأل ماكس و حاول إبعاد ذراعاي عنه.

"لقد ظننتكَ تحبها. لما تغرز أنياب الذئب خاصتك في رقبتها؟ أتحاول قتلها؟." صحت بغضب و لم أفلتهُ بينما أراقب وجه هيذر المشوش.

ضحك ماكس للحظات و هذا مالم أتوقعه أبداً منه ثمّ قال:"أجل أبريل أنا بالفعل أحبها..كثيراً. و لأكون دقيقاً معكِ في عالم المستذئبين هذا ما يفعله الاحباء."

"تلتهمون بعضكم البعض؟." سألت بغرابة و إبتعدت عنه لأستمع إلى صوت قهقهة هيذر العالية.

"لا. أبريل يا إلهي، أنا بغرزِ أنيابي في رقبتها أجعلها ملكي ليعلم المستذئبين الاخرين أنها تملكُ رفيقاً. هذا نوعاً ما يشبه الارتباط." ردّ ماكس ببساطة بينما ينظر لهيذر الباسمة.

إذن تقنياً أنا الآن قمتُ بمقاطعة لحظاتهم الحميمية. واو..هذا محرجٌ للغاية.

"آوه..رفاق أنا حقاً أسفة، يا إلهي هذا بشع للغاية." تمتمت بينما أمرر يدي في خصلات شعري و أنظر بعيداً عنهما.

"حسناً أنا نوعاً ما أتمنى قتلكِ لمقاطعة هذه اللحظة و لكن لا بأس. أتمنى ألا يكرر هذا مجدداً." ضحك ماكس في نهاية حديثه ضارباً كتفي بخفّة لأتنهد.

"أسفة مجدداً، سأترككما الآن لتكملا عملكما." قلت و أعطيتهما ظهري عائدة للمكان الذي مكث فيه الجميع و كان هاري هناك مستيقظ.

"اللعنة أبريل! أيمكنكِ رجاءًا التوقف عن الاختفاء بهذا الشكل؟ أنتِ تتسببين في فزعي." إقترب مني سريعاً بينما يتحدّث.

"أنا أسفة.." تنهدت.

"أين ماكس و هيذر؟ هما ليسا معكِ؟." تسائل بينما ينظر حولي.

"أهه، هما..هما يسيران سوياً في الارجاء." كذبت.
سيكون من الصعب جداً إخباره عما يفعلان فعلاً.

"فقط..أتمنى ألا يبتعدان، يكفينا متاعب." تمتم هاري و أمسك بيدي ساحباً أياي لنعاود الجلوس حيث كنّا نائمين.

"أريد أن أنام قليلاً بعد، أرجوكِ فقط لا تتحركي من هنا." طلب هاري بينما يتمدد محتضناً جسدي بحرص لأقهقه.

"حسناً، سيدي."

****

كنا نكمل المشي بعد أن إستيقظ الجميع و عاد ماكس و هيذر مجدداً لمكاننا مخبرين الجميع انهما فقط رغبا في "الحصول على بعض الهواء النقي"

"إنتبهوا للأشواك." قال كلاي بينما يسير أمامنا لأنظر للارض أمامنا التي إمتلأت بالاشواك الكثيفة.

"أتسمعون هذا الصوت؟." سأل ماكس فجأة لأضع تركيزي على حاسّة السمع كما أفعل عادة بعد أن حصلت على تلك الخصلة من المستذئبين.

"لا أسمع شيئاً." قال هاري، وافقه توم و كول بينما هيذر تحدثت قائلة:"أجل أسمعه، إنه خرير المياه."

"أنا أسمعه بوضوح." قلت لماكس بينما مجموعة ماكس بأكملها من المستذئبين وافقوني الرأي.

"أجل لقد فهمت الآن." إبتسم كول فجأة و أضاف:"هم يسمعون جيداً لأنهم مستذئبين..تقنياً كلهم مستذئبين و واحدة منهم تسمع فقط كالمستذئبين."

ضحك كلاي و ضرب كتف كول قائلاً:"لقد دربتكَ جيداً، هاه؟."

"لنتقدم إذن من مصدر الصوت، نحن نحتاج الماء فمخزوننا كما ترون قد نفذ و جميعنا نشعر بالعطش." توم قال هذه المرّة.

أومأ الجميع موافقين على هذا القرار و عدنا نكمل المشي في هدوء لم يقاطعه سوى صوت غناء ماكس البشع و ضحك هيذر عليه.

بينما أنا كنت أقهقه على سخافته و لكن دون سابق أنذار شعرت بلسعة ما في رقبتي ثمّ ذراعي و قدمي اليُسرى. شعرت بألم خفيف بدأ ينتشر في جسدي فحاولت التغاضي عنه الآن لأنني لا أريد أن أقلق أحداً.

"أنا أسمع الصوت الآن."قال كلاي حين بدأنا نقترب أكثر من مصدر الصوت
الخاص بالماء، أعتقد أنه ربما نهر جاري.
لا يمكن أن يكون بحيرة مثلاً.

"أنتِ بخير أبريل؟. لما ترتجفين؟." سأل هاري بنبرة صوت قلقة لأجد أن يدي الممسكة به بالفعل ترتجف.

"لا أعلم ربما فقط أشعر بالبرد." أخبرته.

"متأكدة؟، ربما تشعرين بالألم؟." سأل مجدداً لأجيب مطمئنة إياه:"لا شيء. فقط برد."

تنهد و حرك رأسه بإيماءة خفيفة قبل أن يسحبني لداخل عناقه بينما نسير خلف الباقون.

..بعد مدّة من المشي، ربما خمس دقائق أو أكثر وصلنا إلى مصدر صوت خرير المياه و الذي كان نهراً يمتلك مياهاً نقية بدت و كأنها شفّافة.

"أيريد أحدكم الإستحمام؟." صاح كلاي ضاحكاً ليهتف الجميع بسعادة.

للاسف..يبدو أن مياه النهر تلكَ لن تظل نقيّة لفترة طويلة.

و بالفعل خلع الشبان ثيابهم و ظلّوا بسراويلهم الداخلية فقط ثمّ قفزوا في النهر بينما يصيحون بإستمتاع.

"هل حقاً سنفعل هذا؟." سألتني هيذر بينما تقترب لتقف بجانبي.

"لا أعلم صدقاً." قلت.

"فتيات..ماذا تنتظرن؟ هيّا؟." ضحك كلاي بينما يبعد شعره المبتل عن وجهه.

"أمم. كلاي.." قاطع حديثي صياح كاميلا التي قفزت في النهر جاعلةً المياه ترتفع للأعلى.

نظرت لهيذر التي إبتسمت لي..حسناً إذن يبدو أنه لا مفر.

"لننزل.." أخبرتها لتومئ و تبدأ بخلع بذلتها كما فعلت أنا مع معطف هاري و بذلتي تاركةً ثيابي الداخلية على جسدي.

ركضت مبتعدة عن حافة النهر ثمّ بسرعة عدت أركض نحوه قبل أن أقفز في الهواء و أصرخ ثمّ في لحظة وجدت المياه تغمرني.

إرتفع جسدي للأعلى و شهقت بقوّة طالبةً الهواء.

"أجل يا فتاة!." إستمعت إلى صوت كول بينما يشير لي فإبتسمت له.

بحثت بعيناي عن هاري قبل أن أجده ينظر لي بإبتسامة غير مريحة.

هيذر تحركت في المياه لتقف بجانب ماكس و تحتضنه بينما كاميلا إقتربت مني قائلة:"أتريدين رؤية شيء رائع؟."

"بالتأكيد." أومأت لتحرك هي يداها بطريقة غريبة لأجد بعضاً من مياه النهر ترتفع لأعلى مشكلةً شكل كرة من المياه و بداخلها عدّة أسماك.

"واو..هذا جميل." همست بينما أراقب الكرة تتحرك يميناً و يساراً حتى لاحظها الجميع و نظروا لها بإنبهار.

عيني تحركت نحو هاري لأجده ينظر نحو كاميلا بإعجاب و هذا جعلني أشعر بالضيق لأكون صريحة.

و كذلك شعرت بالألم يعود لرقبتي و رأسي بدأت تؤلمني و كأن طبولاً إفريقية داخلها.

الكُرة عادت مجدداً للمياه و كاميلا نظرت نحوي،"هذا كان جميلاً للغاية كاميلا." أخبرتها محاربةً الألم الذي أشعر به في جميع انحاء جسدي.

"شكراً لكِ." قالت و تحركت في المياه مبتعدة.

لاحظت أن هاري يقترب من مكاني و الألم إزداد داخلي فأغلقت عيناي مخرجة أنين صغير.

عندما عاودت فتح عيناي مرّة أخرى لاحظت نظرات القلق على وجه هاري و إستمعت إلى صوت أحد ما من مجموعة ماكس يقول:"رفاق..لما المياه أصبحت ساخنة فجأة؟."

المياه فعلاً كانت حرارتها ترتفع بسرعة و كنت أشعر بالنيران و كأنها حولي.

"أبريل..أنتِ تخرجين الدخان من جسدكِ!." توم صاح مشيراً نحوي و تلقائياً جميع الأعين إتجهت لي و وجدت الألم يزداد أكثر لأخرج صرخة دون أن أدرك.

و هُنا شعرت بي..أشتعل!.

"سُحقاً!." كان هذا صوت رولاي الذي نادراً ما أستمع لصوته.

"أخرجوا من المياه سريعاً.." ماكس دفع الجميع للخروج من النهر بينما أنا فضلت البقاء في الماء حتى لا أؤذيهم.

هم خائفون مني الآن.

"هاري!." صاح توم لأحرك رأسي باحثة عن هاري الذي وجدته لازال في الماء و لم يخرج منها.

"أخرج!." قلت. صوتي لَم يخرج عادياً بل كان به بحّة ظاهرة ربما لأن حلقي جاف للغاية.

"آب.." همس مُقترباً أكثر مني.

"هاري..تباً فقط إبتعد لا أريد أن أتسبب في أذيتكَ." صرخت فيه بينما أعود للخلف و أنظر ليدي التي تخرج النيران منها.

"أبريل أنظري إليّ. أنتِ بخير، فقط إهدأي." حاول أن يمد يده نحوي و لكني إبتعدت سريعاً.

"أبريل حاولي إحتواء النيران! أنتِ لا تستطيعين السيطرة على نفسكِ بعد." كول تدخل بينما يقف على حافّة النهر و ينظر لي بترقب.

"لا..لا أستطيع." قلت له بينما رؤيتي أصبحت نوعاً ما مشوشة.

دفعت جسدي بأكمله أسفل المياه لعلّ النيران تنطفئ و لكن لم ينجح الأمر و كانت النيران تنبعث مني حتى و أنا أسفل المياه.

عدت أصعد للأعلى و تنفست بثقل.

"شش، إهدأي الآن. لا بأس أبريل." كان صوت هاري يحاول طمأنتي بينما جسدي كان يرتخي و النيران لم تنطفئ.

"أغمضي عيناكِ.." قال و لكني لم أبديل أي ردّة فعل حتى أضاف:"أرجوكِ، من أجلي."

ببطئ أغمضت عيناي و إرتخيت على الماء بينما أسمع صوته يحدثني دون توقف و لكني لم أكن حقاً أسمع الكلمات بل أسمع همهمته فقط.

فجأة شعرت بيده تمسك بخاصتي بينما يهمس في أذني:"أنتِ بخير الآن."

لم أستطع أن أتحرك أو أتحدث حينها فحملني هاري بين ذراعيه و شعرت به يخرج من الماء ببطئ.

"ضعها أرضاً." قال كلاي ففعل هاري كما طلب و مددني على الأرض.

"أنتِ بخير أبريل، لقد نجحتي. لقد إختفت النار." قال كلاي بينما يخرج علبة ما من حقيبته ثمّ فتحها و أخرج مادة شفافة و وضعها على وجهي، رقبتي بجانب ذراعاي و قدمي.

كان نظري لازال ضعيفاً و لكني إستطعت رؤية وجه كاميلا.

كانت تنظر لي بطريقة غريبة..كانت تبتسم و لكن ليس بود، كاميلا كانت تبتسم لي بشر.

أو هذا ما أظنه.

-

أنَا زعلانة منكم:(

أني واي إينجوي التشابتر.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top