ثلاثة ٢
"عليكم التعارف على شركائكم في المجموعة. رجاءًا ليُعرف كل شخص عن نفسه مع ذكر الاسم و العمر."
كان هذا حديثُ توم، هو قائد فريقنا رجل ذو شعر بُنيّ ناعم و قصير نسبياً، عيناه سوداء حادة و لديه بنية ضخمة و عضلاته عملاقة كذلك يمتلك طولاً شاهقاً.
"أنا ماكس ديمونز في الخامسة و العشرين من عمري من مدينة إيلان." تحدث ذا الشعر الزهري المستفز.
" جورجيا روجر.. في الخامسة و العشرين من عمري من مدينة زنترون." قالتها جورجيا بإبتسامة صغيرة.
حان دوري فأخذت نفساً قائلة:" أبريل جايمس في الرابعة و العشرين من عمري،من مدينة زنترون."
عم الصمتُ بضعة دقائق فتوجهت أعيننا جميعاً لذلك الشاب ذا الاعين الخضراء الواقف بدون حراك ، و حين لاحظ تحديقنا فيه رفع حاجبيه بمعنى ماذا؟
"عرف عن نفسك."تحدث توم بتملل.
"هاري ستايلز، في السادسة و العشرين و قادمٌ من مدينة رون."قال بنبرة خافة و هو يعبث في خواتمه.
مدينة رون! إلهي، تلكَ المدينة تعد أخطر مدينة من المدن المتبقية في المنطقة لقد سمعت عنها العديد من القصص يتحدثون فيها عن مدى خطورة العيش هنّاك و بشاعة جرائم القتل.
"واو! لا بد أنك شجاع يا فتى لتعيش هناك." ضربه توم على كتفه بخفة.
"بالتأكيد يا صاح، أنا أعلمُ ما أفعله جيدًا."إبتسامته المتكلفة أخذت طريقاً فوق شفتيه.
يبدو واثقاً من حديثه..
"حسناً يا رفاق، لنصعد الآن إلى غرفة اجتماع فرقتنا لأخبركم جميعاً ببعض التعليمات البسيطة ثم سننزل مجدداً لنتجه نحو مكان إقامة اللعبة." إتجه توم لداخل المبنى الكبير فتبعناه بصمت.
جدران سوداء اللون، أرضية سوداء منقوشة و العديد من النوافذ موجودة في الممر.
"ما هذا المكان الكئيب؟."تمتمت جورجيا التي تمشي بجانبي.
" مرحباً بكم في مبنى الثلاثة كواكب." هتف توم بصخب يرفع يديه في الهواء.
"هيّا إلى داخل هذه الغرفة."أشار بيديه إلى إحدى الغرف لندخلها خاضعين لطلبه.
و بالفعل دخلنا إلى الغرفة الواسعة ذات اللون السماوي،مبهجة.. عكس باقي المكان خارجاً.
بها حائط زجاجي كبير يطل على المكان في الخارج.
اقتربت لانظر للمكان في الاسفل، الارتفاع شاهق و أشعر أنني سأسقط في اية لحظة رغم ان الزجاج يفصلني عن الهاوية و لكنني فضلت التراجع إلى الخلف و لسوء حظي إصطدمتُ بصدر أحدهم ليصدر الشخص صوت تذمر.
رفعت رأسي و إذا به هاري يرسل لي نظرات حادة.
"أسفة." إعتذرت مبتعدة عنه.
" و هل إعتذاركِ سيبعد الألم الذي أشعر به الآن في اصبع قدمي الكبير بسبب دهسكِ عليه؟" حديثه ساخر و هذا ما إعتدت عليه منذ سماعي لصوته.
" هاي! لقد أخبرتك بأنني أسفة، لما أنت لئيم هكذا؟ "
هو يثير جنوني،أكثر ما أكرهه في حياتي هو البرود و السخرية. أشعر بأنني قد أقتل شخصاً من شدة غضبي حين يتحدث احدهم ببرود امامي.
" لا يهم، فقط إبتعدي عن طريقي!"دفعني برفق بيديه ثم تقدم لينظر من الحائط الزجاجي.
"إنه شخصٌ فظ للغاية." همست جورجيا بإنزعاج بجانب أذني.
"أجل هو كذلك، لا أعرف لما و لكنني أشعرُ انه سيجلب لنا الكثير منَ المتاعب." أعدت خصلات شعري إلى الوراء و تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتاي.
"إنتبهوا رجاءً! .." صفق توم بيديه كالأبله لننظر نحوه، لما يتصرف و كأنه مقدم في برنامج تلفزيوني؟!.
"قواعد اللعبة كالأتي.. أولاً، عليكم محاولة إجتياز جميع المراحل و كذلكَ ساعدوا بعضكم لتخرجوا جميعاً من اللعبة منتصرين كمجموعة. ثانياً، حاولوا قدرَ الإمكان عدم أذية أي شخص أو قتل متسابق أخر إلا عند الضرورة.. ثالثاً، قد يتم إضافة أية قوانين جديدة حتى بعد بدئ اللعب فكونوا حذرين.
رابعاً، إنَ مدّة اللعبة تتراوح بين ستة إلى تسعة أيام متواصلة فحاولوا الحصول على الطعام و تخزينه للإحطيات، و إحرصوا على ألا تتفرقوا و خامساً، بَعد دخول حقل اللعبة لا مجال للإنسحاب أو التراجع فأنتم من وقع عليكم الخيار من أجل القدوم هنا و كما تعلمون جميعاً سيكون مكان اللعِب هو الغابة الصناعية حيث تم تحديد حدود معينة يمكننا ممارسة اللعبة بداخلها."
أخبرنا بعدهَا توم بالعديد من التعليمات و القواعد المهمة و بعد الانتهاء كان علينا الحصول على زيٍّ مُعين لإرتدائه و التخلي عن جميع ما في حوزتنا من ملابس و غيره حيث انه من شروط اللعبة أنه علينا الدخول بدون أية مستلزمات خاصة.
أخذت الزي الخاص بي و بدلته سريعاً في غرفة صغيرة ملحقة بالغرفة التي كنا فيها و بعد خروجي دخلت جورجيا.. رفعت شعري في ذيل حصان و إرتديت حذاءً رياضياً أسود تماماً كالزيّ.
"أنتِ مستعدة؟." سألتُ جورجيا التي تمسح على وجهها بعد خروجها من دورة المياة بتوتر أستطيع الشعور به.
"أجل، فقط أريد أن نبدأ تلك اللعبة الجحيمية سريعاً حتى لا أنهار." ردت بصراحة.
" لا تقلقي، أنا معكِ جورجيا."
"عليكم إرتداء هذه الاساور لنستطيع تحديد اماكن بعضنا البعض." أعطانا توم أساور سوداء ضيقة وضعت إسواري في معصم يدي و كذلك فعل الجميع.
"حسناً يا رفاق و الآن لنخرج فاللعبة على وشك ان تبدأ، سنذهب للموقع الآن.. و لا تنسوا التعليمات." فتح توم باب الغرفة التي كنا بداخلها و إتجهنا جميعاً للخارِج.
حولت عيناي لهاري الذي يمشي بجانبي، كَان قد رفع خصلات شعره الطويل في كعكة جميلة، فكه الحاد مشدود و عيناه الخضراء تنظر بثبات أمامه، يبدو و كأنه كان في الجيش مُسبقاً.
"أيعجبكِ؟"حركت جورجيا حاجبيها بتلاعب و إبتسامة خبيثة مرسومة على محياها و المعتاد هو أن جورجيا صديقتي العزيزة.. لا تفعل إلا شيئين في حياتها، شتم الاخرين و محاولة جعلي أقع لاحد الرجال.
في كل مرة انظر فيها لأي رجل و لأي سبب كان يجب عليها ان تخبرني بأنني حتماً معجبة به و أحبه حد الجنون و أننا سنتزوج غداً!
"أصمتي قليلاً جوري، لا وقت لتراهاتكِ حالياً."أدرت عيناي.
خرجنا من المبنى لنستقبل العديد من الاشخاص المجتمعين و الفرق الخمسة موجودين بالفعل.
ظهر المقدم صاحب الذراع المبتورة عبر الشاشة الكبيرة مجدداً يتحدث قائلاً:"و الآن و بعد أن إستعدت جميع الفرق لنودعهم بحرارة لأنهم على وشكِ ركوب قطارنا الابيض و السريع الخاص متجهين إلى الغابة الكبيرة حيث تبدأ اللعبة هناك و سيتم عرض ما سيحدث في الشاشة الكبيرة هنا على مدار فترة اللعبة."
أصدر الناس المجتمعين ضجيجاً عالياً و أخذوا يلوحون بأيديهم في الهواء.
"أتمنى لكم حظاً طيباً، كونوا بخير."قالها المقدم قبل أن يختفي و يظهر الرمز الخاص بلعبة الثلاثة كواكب السنوية على الشاشة.
"هيّا لنذهب." قال توم ثم إتجهنا جميعاً حيث ذلك القطار الابيض العملاق في انتظارنا لنركبه.
و بالفعل دخلت جميع الفرق إلى القطار و بدأوا بتوزيعنا على العربات، كل فرقة معاً في عربة.
" هل يوجد طعام هنا؟، أشعر بالجوع." سأل ماكس صاحب الشعر الزهري بينما يجلس على مقعده.
نظر توم نحوه بصرامة.
"ماذا؟! أنا أريد الاستمتاع بحياتي قبل دخول تلك اللعبة التي ربما قد اموت بداخلها" رفع كتفيه ضاحكاً ببساطة.
أدار توم عينيه قائلا:" حسناً سأحدثهم ليجلبوا الطعام لكم"
"رائع!" إبتسم ماكس.
جلست على مقعدي بجانب جورجيا و هاري في مواجهتي تماماً، يمسك بدفتر بني اللون يخربشُ فيه شيئاً لا استطيع رؤيته و لكن بالتأكيد أتمنى معرفة ما يكتبه لأنه كان مندمجاً للغاية و بدى أنه أمرٌ مهم.
هل هيّ وصيته؟ لانه ربما قد يموت في اللعبة.
"مرحباً أبريل"قاطع ماكس شرودي فيما يفعله هاري بقفزه أمامي مباشرة.
"أهلاً ماكس."تحدثت مبتسمة ببساطة.
"ما الذي قد يدفع فتاة مثلكِ للاشتراك في لعبة كتلك؟.. انا فقط أتسائل." وضع يديه تحت ذقنه منتظراً مني إخباره بقصة طويلة شيقة و لكنني حطمت توقعاته.
"و ما الذي قد يدفع رجلا مثلك ليصبغ شعره كله باللون الزهري؟" رفعت حاجبي بتحدي.
أستطيع سماع صوت ضحكة هاري الرجولية، جذابة تماماً كوجهه..
صمت ماكس لا يجد ما يجيب به.
" أرأيت؟ بعض الأسئلة ليسَ لها جواب يا صديقي" دفعت كتفه بخفة.
قام توم بإحضار الطعام لنا في ما بعد لنأكل جميعاً بشراهة، لسببين.
الاول هو أن الطعام كان فاخراً جداً.
و الثاني هو، أننا سنظل في الغابة لفترة و بالتأكيد لن نجد طعاماً جيداً كهذا هنّاك لذلك أظن انه علينا التمتع باللحظة.
عدتُ لأجلس في مقعدي و كذلك فعلت جورجيا التي جلست بجانبي لأضع رأسي على كتفها و هكذا انتهى بي الامر أخذ قيلولة صغيرة حتى نصل.
فربما لن أنام أبداً في السبعة أيام القادمين،و ربما قد أنام نوماً أبدياً !
______
رأيكم في البداية؟
رأيكم في الفكرة؟
بحبكم💙،باي.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top