ثلاثة ١٨
(وجهَة نظر أبريِل)
"كيف فَعلتِي هذا؟." توم إقتربَ مني بحذر، ربما خائف.
"لا أعرف." نظرت ليداي بخوف. هذا ليس عادياً أبداً..أنا بالكاد أستطيع دفع أحدهم إذن كيف بحق الرب قمت بكسر عنق شخص ما بكُل بساطة!.
جسدي إرتعش بمجرد تذكُري للأمر.
"أبريل، سددي لي لَكمة." هاري قال
"ماذا؟."
"هيّا، سددي لي ضَربة في الوجه."كَرر. "لا بأس."أضافَ.
"أنتَ واثق؟" سألته ليومئ مبتسماً بلُطف.
إقتربت منه بهدوء و قبضت يدي قبل أن أسدد له لكمة..لم تكن قوية أبدًا، هاري لم يتأثر حتى و صراحةً شعرتُ بالألم في يدي.
"هذه لا تبدو لي كـ اللكمة التي سددتها لهذا الرجل هُنا." هاري أشارَ للرجل الميت و الذي قد قمتُ بكسر عنقه.
"لا أعرف، هي فقط تحدثُ وحدهَا." نظرت بعيداً عنه بتوتر.
أنا قلقة، هذا غريب جدًا.
"لدي نظرية هُنا." تدخلت هيذر.
"هل لنا أن نبتعد أولاً عن هُنا؟" نظرتُ لجثث الأشخاص الذين قتلناهم برُعب.
"لنذهب." وضعَ هاري يده على خصري بهدوء سَاحباً جسَدي برفقته بعيدًا و الباقي تبعونا.
"أخرجي ما عندكِ، هيذر." قال ماكس.
"حسب ما رأيت في المرات القليلة التي كنت فيها حول أبريل و هي تضرب أحدهم. أظن أن دافعها في كل مرة كان الغضب، الحزن أو شعوراً ما. كمثال هي لكمت هاري حين رأتني أول مرة..أظن أن دافعها أنها كانت خائفة, أو ربما غاضبة لأنه كان يعاملني بحقَارة."
إبتسمت هيذر بجانبية بينما تنظر لهاري الذي أدار عيناه.
"المرة الثانية هيّ كانت بالفعل غاضبة، و حزينة لأجل صديقتها..مشاعر أبريل تتحكم في قوتها التي لا نعرفُ حتَى الآن ماهيتها." هيذر أنهت حديثها بنظرة تفحص لنا جميعًا.
حسناً ..الحديث عن تلكَ القوة الغريبة اللعينة التي أمتلكُها يُخيفني للغاية.
أعني، كيفَ بحق الجحيم أمتلكُ قوة؟ هل أنَا سأتحول أو شيء ما كماكس و هيذر.
"لنسترح قليلاً. جميعنا مُتعبين." توم قال حينَ لاحظ إضطرابي.
و رؤية توم يتحرك بجانبي جعلني أسترجع ذكرياتٍ..كعيناه التي كانت حمراء و ظهوره في حلمي قائلاً بأنني الهيموجل!
ما هذا الشيء بحق الجحيم؟ هل له علاقة رُبما بقواي العجيبة.
"هاي! أنتِ بخير؟" هاري مال نحوي ماسحاً على وجنتي.
"لا." تنهدت.
"ما الأمر؟."
لم أرد أن أفصح عن كوني خائفة، خصوصاً لهاري بحكم أنه قد يسخر مني لذا فضلت قول شيء أخَر.
"أريدُ الخروج من هُنا، سَريعًا."
"لا تقلقي، ستكونين بخير أب." كانت هذه المرة الأولى التي أنتبه فيها أنه قد ناداني بـ أب.
"لا أعتقد. "
"إنه وعدٌ مني، أعدكِ أنني سأحرصُ علَى كونكِ بخير و على أن تخرجي من هُنا حية.
أعدكِ حتى الرمق الأخير من عُمري." إبتسمَ بخفة مُظهراً غمازته العميقة.
شعره كان يغطي جُزءًا من عيناه بينما يميلُ للأمام نحوي.
مددتُ يدي لأعيد شَعره للخلف و أبتسم أنَا الأخرى لهُ.
"شُكرًا." إحتضنته بخفة و هوَ لفَ ذراعيه حولي في عناق مُستنداً بذقنه على كتفي مما جعله يميلُ قليلاً نظرًا لفرق الطول بيننا و قامَ بتقبيل شعري.
"لا بأس."
* * *
الليل قَد حلّ و المكان أصبحَ ساكناً..كُنا جميعاً نجلسُ حولَ النيران المشتعلة للتدفئة و هذه المرة دون جورجيَا.
هاري قام بصيد غزالة و هذا كان من حُسن حظنا.
توم تكفلَ بأمر شوائها و ها نحن ذا نتناول بعضاً منها في هدوء قررت قطعه.
"هيذر، حتى الآن أنَا لم أفهم ما الذي حدثَ لكِ و لما كنتي مصابة حينَ أتيتي لنا و مما كُنتي تهربين؟. لا أريد أن أكونَ وقحة إذا كنتي لا تُفضلين الحديث يمكنـ-" قاطعتني، "لا. لا مشكلة صدقاً..سأخبركِ."
ماكس جلسَ بإعتدال و لاحظتُ أنه مهتم جدًا.
"أنَا من المجموعة الثَانية. كنت مع مجموعتي و كل شيء كانَ طبيعياً حتى ذلك الصبَاح الذي أخبرتهم أنني سأتجول في الأرجاء.
كنتُ قريبة جدًا منهم، لم أبتعد أبدًا حتَى أنهم كانوا علَى مرمى بصَري و لكن فجأة ضربة قوية على مؤخرة رَأسي جعلتني أفقد الوعي تماماً."تنفست الهواء.
"إستيقظت في غُرفة ما..المنطقة عندَ صدري كانت مُغطاة بقماش أبيض و هناك وجدتُ العديد من المعدات..-" قاطعها ماكس بصياحه،"لحظة! هل كانت غرفة بيضاء و بها شيء ما كدولاب أصفر كبير؟"
"أجل! و لوحة لشخص ميت؟" هي تسَائلت ليومئ ماكس و يقول:"لقد كنت هُناك. هناك أنا تحولت لمستذئب."
"أنا أيضًا." قالت، "شخصان دخلا الغُرفة بعدها..أحدهما قد إرتدى معطفاً أبيض و حملَ شيئاً كمصل مُخدر في يده و الأخر كانَ مُمسكاً ببندقية كبيرة." أضافت.
"ذُعِرت حينَ رأيت تلك البندقية، ظننت أنهما قادمان لقتلِي..فوقفت و ركضت ،بطريقة مَا إستطعت التملص من قبضة الرجل العملاق و هربت من الغرفة ليقابلني رواقٌ طويل أبيض اللون ربما زهريّ حتى. ركضت دونَ أن أنظرَ خلفي و لكني كنت أستمعُ لصوت خطواتٍ قادمة ورائي مما جعلني أزيد من سرعتي.
كنت أشعر بوجود شيء مَا بداخلي، شيء غريب يهمس في رأسي بأن أتركَ نفسي." إبتلعت ريقها و صمتت بينما تعبثُ قليلاً في أصابعها.
"سقطتُ على الأرض فجأة دون أن أدري، عويل عالي خرجَ من شفتاي و شعرتُ لوهلة أن مطرقة حديدية تضربُ رأسي بقوة.
هنا كنتُ قد تحولت للمرة الأولَى..تحولت لذئبتي و إستطعت الهروب خارج المكان نهائياً."
"لحظة واحدة، هل هذا يعني أنكِ تعرفينَ أينَ يوجد هذا المكان؟."تدخلتُ أنَا.
صمتت،"أجل." قالت بعد لحظات.
"لما تتبعوكِ مُجددًا؟، أعني هم أخرجوني في كل الأحوال دونَ أن أطلب. إستيقظت لأجد نفسي في الخارج." قالَ ماكس.
"لا! هُناك فرق." توم عقب. "هم أخرجوكَ و أنت فاقدٌ للوعِي ماكس. هذا يعني أنكَ لا تعرفُ موقع هذا المكان الذي تم إحتجازكما فيه بينما هيذر قد هربت بإرَادتها و كانت في كامل وعيها لذا تقنِياً هي رأت العديد من الأشياء التي لم يكن من المفترضِ أن تَراها مُطلقاً." أكمل توم.
"علينا أن نذهب إلى هُناك." قلتُ لهم، الأدرينالين إشتعلَ بداخلي رغبة في معرفة ما اللعنة التِي تحدث حولِي.
"لا تتهوري أبريل، المكان خطر للغاية" هاري حذّر كنت أعرفُ انه يعلم أنني متهورة و قد أفعل أي شيء لأكتشف ما الشي يحدث لي، لماكس و هيذر..حتى توم!.
"أظننا سنضعُ خطةً ما أولاً." تحدثَ توم لأومئ برضَى.
"الآن فقط لنسترح قليلاً." تنهدت هيذر مغمضة عينيها و إحتضنت جسدها بهدوء.
بينما ماكس كذلك إستكان بجانبها و أنا..أعدتُ ظهري للخلف و راقبت السماء بصمت.
"تبقَى لحظات قليلة." هاري إقتربَ من مكاني و تمددَ بجانبِي.
"ماذا تقصد؟."
"سيظهر إسمها في السماء." هاري قال لأفهم ما يَرمي إليه..جورجيَا إسمها و صورتها ستظهر لأنها من قَتلى هذا اليوم.
و بالفعل لم تمضي دقيقة و كانت الأسماء تظهر في السماء..الأشخاص الذين قاتلناهم و الرجل الذي كسرت رقبته ظهروا و في النهاية ظهرت صورة جورجيَا..إسمها، تاريخ الوفاة و الساعة.
"أرقدي فِي سلام." همست و قد تجمعت بضع دموع في عيناي.
هاري إقتربَ مني و إحتضنَ جسدي بقوة، وضعت رأسي على صَدره متنهدة و أغمضت عَيناي بتعب..ليختَفي كُل شيء.
* * *
"هيموجل..أنتِ..هيّ.. ستموتين!"
صَرخت بفزع و إنتفضت، كنت في مكاني نائمة..هاري بجاني و عيناه مغلقة..الجميع كان نائمًا بتعب.
فركتُ جبيني بوهن و مسحت وجهي المتعرق بيداي..لا أعلم هل كان حُلماً أو رؤية أو أنني فقط اتخيل أصوات و لكن الأمرَ تكرر حينَ إستمعت لذات الصوت مُجددًا.
"الهيموجل..تَعالِي."
نظرت حولي بترقب، صفعت وجهي بخفة علّني نائمة و لكني كنتِ في كامل وعيي الذِهني.
وقفت. "من هُناك؟" هتفت ناظرةً حولي و لم أتلقَى رَداً.
"الهيموجل..إنها أنتِ." صوتاً قادته الرياح سمعته من ورائي فنظرت خَلفي سريعًا.
بداية أشعة الشمس بدأت تظهر، كُنا في الفجر تقريباً.
بدأت الحركة للأمام و لم أتوقف عن النظر حولي بهدوء أحاول تَحديد مكان الصوت..عليّ أن أعرف ما هو الهيموجل!.
"هُنا.." أحدهم ركض من ورائي..طار لأكون أكثرَ دقة حيثُ أنني بالكاد شعرتُ بوجوده.
"من أنتَ؟" صرخت و نظرت حولي بترقب و فجأة شيء سَريع دفعني بقوة لشجرة غَليظة.
ظهري اصطدم بقوة جعلتني أطلق تأوهَا عالياً.
"أهلاً." إبتسمَ ذلك الرجل الغَريب نحوي و هو يقوم بتثبيت جسدي على الشجرة.
عيناهُ كانت زيتية، شعره بُني داكن للغاية و بشرته بيضاء مع بعض الحُمرة عليهَا.
زوايا شفتاهُ إرتفعتا في إبتسامة خبيثة.
"من أنت؟" حاولت دفعه و لكنه كانَ قوياً.
مال نحو أذني ببطئ قبل أن يهمسَ بطريقة أرسلت رعشات لعمودي الفقري،"حظكِ السيء."
و في ثانية هو طعنني بشيء ما في رقبتي بقوة..شعرتُ بألم رهيب و شيء حارق هُناك مما أدى إلى صُراخي بصوتٍ عالي..و دونَ توقف.
-
رأيكُم في التشَابتر؟.
لوڤ يو أل💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top