ثلاثة ١٥
(وجهة نظَر ماكس.)
فتحت عيناي بوهن. كنت أشعر بعضلاتي مُتصلبة و جسدي بالكاد يسترخي في إستلقائه.
لحظات لم أتحرك من مكاني حتى تذكرت أنني بعد قتلي لذلك الذئب و بعد أن رأيتُها..تلك الفتاة.
أنَا فقدت الوعي من فرطِ تعبي و شعرت بنفسي أسقطُ بين أحضانها.
حين نظرت حولي وجدتها..هُناك بجانب شجرة طويلة تجلس في هدوء و تُراقب السماء.
الأمر كان غريباً..تلك الشُحنات بيننا و التي شعرت بها فور أن وقعت عيناي على خاصتها.
أنَا اعرفُ مَا يحصُل. هناك جُزء بسيط من قصّتي لم أخبر أبريل بهِ.
في الحقيبة التي وجدت بها ملابسي كان هناك كتاب كبير و بداخله وجدت كل شيء أحتاجه عن المُستذئبين.
كل شيء بالفعل لدرجة أنني أمضيتُ يوماً و نصف أقرأ فيه دون توقف. لم يكن هُناك شيء أخر بإمكاني فعله في جميع الأحوال.
في أخر صفحات الكتاب وضِعت مُلاحظة و كتب عليها بخط يدٍ مُنظم و حاد.
"..أنتَ ألفَا يا ماكس.
و لديكَ مجموعة للإعتناء بها."
لو لم أكُن قد قرأت الكتاب مُسبقاً لسال لُعابي على تلكَ الورقة التي لم أكُن لأفهمها.
و لكني قرأته و فهمت أن هُناك مُستذئبين غيري و عليّ أنَا أن أكونَ قائدهُم.
كذلكَ قرأت عن ذلكَ الجُزء الخاصّ بالرفقاء و كان أكثر الأجزاء تعقيدًا بالنسبة إليّ و لم أستطع فهمه كُلياً حتى رأيتها و بدأت تلكَ الأعراض التي قرأتُ عنها و سخرت منها تنتابني واحدةً تلو الأخرى.
تلك الفتاة كانت هي.. رفيقتي.
و حسب ما قرأت عن الرفقاء أنهم أشخاص تحددهم آلهة القمر لنا منذُ ولادتنا و بمجرد أن نتقابل نحن نشعرُ بذلكَ الرابط بيننا.
رابطُ قوي و يُصبح أقوى فور أن نرتبط.
و لكن الغريب في الأمر هو أنني لم أكُن مُستذئباً منذُ ولدت..كيف حددت لي آلهة القمر رفيقة؟.
شيء بداخلي يُخبرني أن تلكَ الآلهة -التي لا أؤمن بها كُلياً- تحملُ لي مُستقبلاً مُتعباً.
على كُلٍّ فإنَ الطريقة التي نرتبط بها غريبة للغاية..و مُخيفة.
حيثُ على الذكر أن يقوم بغرز أنيابه في منطقة مُحددة من عنق رفيقته لتُصبح ملكه.
هذا يُشعرني بأنني نوعًا مَا سأقوم بإلتهامها.
بجانب أن الرفقاء يُمكنهم رفض بعضهما البعض إذا كانا قد وقعا في الحُب مع شخصين أخرين مُسبقاً.
أتمنى ألا تكون تلك الفتاة واقعة في الحُب مع أحدهم..تباً.
ماكس! ما اللعنة التي أفكرُ بها.
هذا لا يهمني. أنَا لن أفعل أياً من أمور الذئاب المُخيفة تلك أبدًا و سأحاولُ أن أعود بشرياً طبيعياً مرة أخرى.
و لكن الذئب بداخلي كان يُسيطر على حواسي. يدفعني نحو الهاوية، يدفعني لأخطو نحوهَا و هذا ما وجدتني أفعلهُ.
"مـ..مرحباً؟." كانت نبرتي أشبهُ بسؤال فورَ أن وقفت أمَامها.
"آوه. أهلاً." رأيتُ وجنتيها تتوردان سريعان مما جعل ذئبي يهيجُ بداخلي.
ماكس اللعنة تمالك نفسك.
"إذن..أنتِ.. أنتِ، أمم.." لاحظت تلعثُمي في الحديث لذلك إبتسمت بحنو و قالت:"رفيقتُكَ."
كان الأمر مُذهلاً..جميلاً. أن تخرج تلكَ الكلمة من بين شفتيها جعل شعوراً بداخلي يتفجر كان السبب الرئيسي به هو ذئبي الذي لا يتوقف عن العويل داخلي يطلبُ مني أن أقتربَ منها بأي طريقة.
"أنَا ماكس."تحدثت محاولاً إخراس ذئبي و وضعي لكامل تركيزي نَحو الفتاة.
"هيذر ستاندل." صافحتني لأبتسم فور أن لامست أصابعها البَاردة خاصتي الدافئة فلاحظتُ إرتجافها.
بعد هذه المُحادثة الصغيرة بيننا إستيقظ الجميع و تفحصتني أبريل لتتأكد من كوني بخير كما أنها كانت قلقة مما أثار غيرة رفيقتي و هذا ما لاحظته من طريقة تحديقها نحو أبريل التي لم تنتبه.
لاحظتُ كذلكَ تجنب توم لي.
منذُ عودتي للمجموعة بعد أن أصبحتُ مُستذئباً لم يتوقف ذلك الشعور السيء الذي يُخاجلني ناحية توم.
رائحة شيء غريب كانت تفوح منه، و بحكم كوني مُستذئباً فإن رائحة الشمّ عندي قوية..جدًا.
و تلك الرائحة التي أشمّها تنبعث منهُ تمزجُ بين دماءٍ نتنة و رماد قد قرأتُ عنها في الكتاب كذلك و من المُفترض أنها تعود لمصاصي الدماء!.
و لكن كيف؟. أعني، هذه المخلوقات أسطورية و ليست موجودة على أرضِ الواقع.
و لكني لم أكُن مُتأكدًا بنسبة كبيرة حيث انني لم أؤمن بوجود المُستذئبين كذلك.
و هَا أنَا ذا..واحدٌ منهُم.
و لديّ رَفيقة كذلك.
"أنتَ بخير؟." سألني توم و عيناهُ تنظر لي بحذر. أشعرُ به يهابني بعد أن علمَ أنني مُستذئب و جزء كبير مني لَم يُرِد خلقَ هذه الحواجز بيننا.
"أجل توم، شكراً لك."إبتسمت نحوه و أعيطته عناقاً سريعاً قبل أن أنسحب.
وجدت أبريل تسحب هاري بعيدًا عنا نسبياً يداها مُمسكة بيده مما جعل شُعلة الفضول داخلي تشتعل فتبعتهُما بحذر.
"أنظر.." تنهدت قبل أن تُكمل:"أسفة. أنَا لا أخجلُ من إعتذاري لأنني أعلم أنني أخطأت بالتطفُل على مُقتنياتك الشخصية. لذا سامحني."
كانت تتجنب النظر لعيناه، وجهها إكتستهُ الحُمرة و أصابعها لم تتوقف عن العبث في بعضها البعض.
"أنظري إليّ.."هاري أمسكَ بوجهها لترتفع عينيها نَحوه و أجدني أبتسم بإتسَاع.
"أسامحكِ.."همسَ بصوته العميق و مَال نحوهَا حتى لم تعُد تفصل وجهيهما سوى بضع إنشات و وجدت إبتسامتي تتسعُ أكثر فأكثر.
كادت شفتاهُما أن تتلامس قبل أن أشعر بهيذر تهمس بجانب أذني:"ماذا تفعل؟."
إنتفضت صارخاً مما أدى إلى قطع لحظة أبريل و هاري الحميمية..هذا سيء.
"ما الذي يحدثُ هُنا؟." عينا هَاري أصبحت داكنتان.
"أمم..إن هيذر تُريد التعرف عليكما." إختلقت كذبة بينما أنظر لهيذر التي إتسعت عيناها قبل أن تنظُر نحوي و تبتسم إبتسامة ذات مغزى.
"كيف الحال؟. أنَا أبريل." إبتسمت أبريل بودٍ و إقتربت من هيذر و بدأ الحديث بينهما.
لاحظت إقتراب هاري مني قبل أن يهمس:"هل أنتَ..هكذا منذُ ولادتك؟."
"لا."
"إذن..كـ..كيف؟." هو نظرَ نحوي بترقُب قبل أن أتنهد قائلاً:"إجمع الجميع و سأخبركم كُلكم بما حدثَ لي."
و بالفعل إجتمعنا جميعاً و جلسنا أسفل إحدى الشُجيرات و أخبرتهم بكُل ما حدثَ لي كما أخبرت أبريل مُسبقاً و هذه المرة قمتُ بذكر الكتاب و أمر كوني ألفا و شرحت لهم ما هو الألفا.
لكني لم أذكُر كون هيذر مُستذئبة..أو كُونها رفيقتي.
"هُناك شيء غريب."قال هاري و صمت.
ثمّ أكمل بحدة: "أشعرُ أن هناك شيئاً غريباً يحدثُ في هذه اللعبة نحن لا ندركهُ..فأمر تحولكَ لمستذئب لن يمر بسهولة ماكس فهناك من خطط مُسبقاً لفعل هذا بك. و قد..قد يفعل نفس الشيء لأي فردٍ منا."
كانت كلماتهُ ترنُ في أذناي.
هو مُحق. أياً كانَ ما حدثَ لي فلابد أنه جزء من تلك اللعبة.
تدخلت جورجيا هذه المرة قائلة:"لا أريد منكم صرفَ النظر عن ما حدثَ لأبريل. هي دفعت جسد هاري الصُلب فعاد للخلف بقوة رهيبة! و كأنه طار في الهواء. أخشى أن شيئاً ما قد أصابها."
وجهت نظري لأبريل و كانت صامتة تُراقب صديقتها بإبتسامة.
"محقة. لازلتُ أشعرُ بالألم في ظهري جراء تلك الدفعة."قال هاري و هو يُراقب أبريل التي إبتسمت له بحرج.
"هل تناولتي أي شيء ليس من الغابة أثناء تواجدكِ في اللعبة أبريل؟. شيء بُعِث لكي من الخارج؟."تحدثت هيذر و صوتها وحدي جلب الرعشات لجسدي و حاولت قدر الإمكان السيطرة على نفسي و عيني التي تنظرُ لها..بطريقة غير مُريحة.
صمتت أبريل و بدت كأنها تحاول التذكر و لكن هاري تدخل فجأة قائلاً:"أجل! الدواء. لقد بُعثَ لها دواء من الخارج عن طريق العصفور."
قال توم هذه المرة بعد صمته الطويل:"لابد أن ذاكَ الدواء لهُ علاقة بما حدث."
وافقناهُ جميعاً و للحظات استطعت شمّ رائحة الخوف تنبعثُ من أبريل الجالسة بيني أنَا و هاري.
"لا بأس."همستُ ممسكاً بيدها لأطمئنها قبل أن أشعر بألم حاد في كفي الذي يُمسك بها.
وجهت نظري لهيذر فوجدتها تدخلُ سكيناً في كفها دون أن يُلاحظ أي أحد مما تسبب بشعوري بالألم في ذات الكف!.
عيناهَا قابلت خاصتي قبل أن تهمس بصوتٍ خفيض إستطعتُ سماعه:"إبتعد عنهَا."
فسحبت يدي بعيدًا عن أبريل كما طلبت هيذر.
كنت أراقب توم طوال الوقت تقريبًا.
جزء كبير بداخلي يُخبرني أن هُناك شيء ما يُخفيه عننا و رائحته تُزعجني و أشعر أنه رُبما بالفعل مصاص دماء.
لا أعرف هل أصارحهُ أم أكتفي بالأمر لنفسي حتى يُظهر أي شيء يدل على كونه كذلك.
"رفاق أنا جائعة. هل هناك طعام باقي؟."تحدثت أبريل فحرك توم رأسه إيجاباً و سحب حقيبة كانت معه أستطاع أخذها معه حين هربنا و خرجنَا من الكهف.
أخرج توم بعض الإطعمة المعلبة و بدأنَا الأكل مع بعض الأحاديث الصغيرة.
كان كُل شيء هادئ قبل أن نستمع إلى صوت صرخة أنوثية عالية و فجأة السماء أظلمت للحظات قبل أن تُضيء مرة أخرة.
و يظهر وجه ذلك المقدم صاحب الذراع المبتورة في السماء لننتفض جميعاً بذعر.
* * *
ستووبب.
حد فاكر المُقدم أبو إيد مقطوعة ده؟.
ده أنَا هولع الدنيا و هجيب وجهة نظر كُل أبطال الرواية..الموضوع و الله بيفلت مني يجماعة.😂
المهم رأيكم في التشَابتر و كده؟+ أسفة على التأخير ياحبيبي.
ڤوت و كومنتس بقى و شبرءوني.
بحبكم أوي و الله💕
- صلوا على الرسول.
ڤولو مي xEmmaa_x
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top