ثلاثة ١٣
أخذنا خطواتنَا عائدينَ إلى الكهف, هذه المرة ماكس كانَ برفقتنا و كذلكَ كان بحوزتنا الكثير من الحقائب المليئة بالطعام, المعدات و بعض الأدوية و ضمادة طبية من أجل قدم جورجيا المُتضررة.
لم أخبر هاري عن كون ماكس يتحول لذئب, فضلَ ماكس أن يُبقى الأمرَ سرًا حتى يعرف ما سيفعل و كيف سيتصرف بهذا الجزء الجديد منه.
"ماذا فعلتم في الأيام الماضية بدوني؟" سألَ ماكس مبتسمًا.
"ليسَ الكثير صراحةً..لقد كنا جميعًا مُتعبين و أنَا كنت بالكاد أستطيع الوقوف كما ترى..هذه الجروح في يدي و وجهي كانت تؤلم كثيرًا."
"أتمنى أنكِ بخيرٍ الآن، حلوة." هو إبتسم لأشكره بخفوت ماسحةً على كتفه.
كان ذلكَ قبل أن أصطدم بظهر هاري الصلب و أتأوه.
"إحذري يا أنتِ" تحدثَ بقسوة, عيناه تُرسل لي نظراتٍ حارقة.
"مـ- اللعنة هاري أنتَ من وقفت فجأة!" هتفت. غير مُصدقة أنه عاد ليتعامل معي بذات الطريقة الحقيرة.
"لا أهتم, عليكِي النظر حولكِ جيدًا." وضع يديه في جيب بنطاله مُتحدثاً و هو يسير ببطئ.
"يا رجل! الفتاة مُحقة, أنتَ المُخطئ هُنا."قال ماكس واقفاً في صفي.
"..لا تتدخل بيني و بينها يا أنت, إهتم بشؤونكَ الخاصّة."كان هاريّ حاداً للغاية في حديثه.
"لا أصدق أنكَ حقاً عدت لتتحدث بحقارة" بصقت الحديث بغضب.
"أعتقد أنه شيء في جيناتي و لن يختفي ابداً,أبريل." سخر و بدى كأنه يريد ضربي في أي دقيقة.
"اللعنة عليكَ و على جيناتك الغبية."شتمت بداخلى و لكني على أرض الواقع تجاهلت ما قاله و أكملت السير بحذر هذه المرة.
وصلنا الكهف بعد مدة من السير في صمتٍ تَام و هدوء مُمل.
"أين كنتما؟, لقد أفزعتما اللعنة بداخلي.. لحظة. ماكس؟." تقريباً توم صرخَ في نهاية حديثه فور أن وقعت عيناه على ماكس المُبتسم ببساطة.
تخطانَا هاري و دخل الكهف بينما توم و ماكس إحتضنا بعضهما البعض و جورجيِا إقتربت لتحتضنني بقوة.
"هل أنتِ بخير الآن؟." همست بقرب أذني لتتأكد أنني أصبحت بخير بعد تعرضي للنوبة.
"أجل، أظن أنني أفضل حالاً."قلت و هكذا دخلنا جميعاً إلى الكهف.
"كيف حصلتم على الحقائب؟, هل ذهبتما إلى حقل الألغام؟." وجه توم حديثه لي و لهَاري.
"أبريل من حصلت عليهَا." ردّ هاري.
"كيف؟." سألني توم، "آوه، إنها قصة طويلة.."
بدأت أقص عليهم كل ما حدث منذ خروجي أنَا و هاري حتى رؤيتي لماكس بالتأكيد مع بعض التأليف و التغيير في تفاصيل قصة عثوري على ماكس.
لا أريد أن أخيب ظنه أبدًا, سأحمي سره الكبير.
و كان هاري يستمع لي بصمت طوال الوقت عكس الجميع. توم لم يتوقف عن اخباري بكم أنَا شجاعة و جورجيَا كانت تخبرني بكم هيّ فخورةٌ بي.
"لنأكل شيئاً." إقترح توم مُخرجاً الطعام من الحقائب التي أتينا بها.
×××
"اللعنة, توم توقف!" صرخت و دخلت في جولة أخرى من الضحك بقوة.
"صدقوني لقد كانت هذه اسوأ تجربة مررت بها في حياتي."قهقه توم مُتنهداً و هو يحاول إلتقاط أنفاسه.
كنا جميعاً نضحك بهيستيريا, و بدى لي أن الطعام الموجود في الحقائب قد طُهي و إضيف إليه نبيذ قوي المفعول.
"ماذا سنفعل الآن, رفاق."تنهد ماكس مُتسائلاً.
"سنحاول البقاء أحياءًا." قال توم و تنهدنا جميعاً.
الليل كان قد قارب على الحلول، تقنياً كانت أخر خيوط الشمس موجودة في السماء و هذا الامر يعطيكَ إيحاءًا بأنكَ تعيش بطبيعية في العالم الخارجي.
كلٌ منا أخذ له إتجاها في الكهف أو خارجه، جورجيِا و توم كانا يدردشان في أمورٍ عشوائية.
ماكس خلد للنوم, لأنه صراحةً بدى مُتعباً جداً و لا ألومه بعد كل تلك الأحداث و الامور الغريبة.
هاري كان يقف على باب الكهف، تقريباً خارجه..يُراقب السماء بصمتٍ تام دون التحرك إنشاً واحدًا.
بينما أنَا كنت جالسة في مكاني، ساكنة و لا أصدر صوتاً بجانب أنني فقط أفكر في كل شيء في العالم تقريباً.
عدت بظهري إلى الخلف لأشعر بشيء ما خلفي.
نظرت و رأيت طرف كتابٍ ما يخرج من فتحة في أسفل الحائط.
نظرت حولي و كان الجميع كما هُم، مُنشغلين فيما يفعلون و هكذا أنَا مددت يدي لأسحب ذلك الكتاب و الذي إتضح في النهاية أنه مذكرات!.
مذكرة جلدية سوداء أتذكر أنني رأيتها قبلاً، كل ما أحتاجه هو أن أقوم بعصر عقلي فأتذكر.
وميض ذكرى ظهر لأتذكر أن هذه المذكرة تنتمي لهاري..أجل أنَا واثقة كُلياً أنها ملكه هو.
نظرت نحوه و كان كما هو، أشعر و أنه قد تحول إلى تمثال حجري أو دخل في سُبات و لكن لا يهم..هذا لصالحي.
إمتدت أصابعي لتفتح المذكرة من المنتصف، إذا بدأت من البداية هذا قد يستغرقني الكثير من الوقت..الكثير جداً.
".. الأمر غريب، هذه المدينة غريبة.
أستطيع رؤية الأشخاص يقومون بالإعتداء على بعضهم البعض دون توقف.. هم لا يتوقفون نهائياً عن القتل في أي وقت.
أنَا خائف، خائفٌ من خسارة عائلتي في هذا المكان الموحش. أخشى أن أعود يوماً من العمل و أجد أختي الصغيرة قد قُتلت أو خطفت أو حتى قد أجد أمي أصيبت بطلقة نارية في جمجمتها..!
كل شيء وارد حدوثه هُنا.
نحن لم يعد بوسعنا العودة إلى منزلنا القديم، كل شيء قد دُمِر ."
لم استطع فهم الجزء الكبير مما يكتبه، و لكني إستطعت فهم أنه و عائلته قد عانوا بالفِعل في مدينته.
أدرت الصفحات و فتحت صفحة أخرى مليئة بالخربشات على الجوانب.
"..لقد قتلوهَا كما تنبأت، لم أستطع حمايتها أبداً.
جيسي أختي الصُغرى إختفت من حياتي إلى الأبد.
أنا حقير لعدم وجودي في المنزل ذاك الوقت، كيف لم أستطع حمايتها كما وعدتها منذُ صِغرنَا.
وجدت جثتها محروقة على الأريكة و أمي فاقدة للوعي بجانبها.
لا أريد أن أعيش بعد الآن، لقد.."
"ما اللعنة التي تفعلينها؟" صُراخ هاري أفزع اللعنة بداخلي.
"أنَا.. أنـ.." تلعثمت غير مدركة لما سأقوله، أدرك جيداً أنني تدخلت في شؤونه الخاصّة.
"أنتِ متطفلة و فضولية لعينة، هذا ما أنتِ عليه!"تحدث من بين أسنانه بحدة و سحب مذكرته من بين يداي بقوة.
"هاري أنا أسفة للغاية." تنهدت بعمق.
"ليس عليكِ أن تكوني كذلك.. أبريل." نطق إسمي في النهاية بحدة و إنسحب خارج الكهف تاركاً أياي مع شعوري بالذنب.
كان الجميع نائماً و أنَا كنت فقط ساكنة في مكاني لا أستطيع إغلاق جفناي، و هاري لم يكُن في الجوار.
دقائق مضت ثمّ ساعة قبل أن أستمع إلى صوت ركض قريب..و شخص يلهث بقوة.
فجأة ركضت فتاة يافعة بدت لي في مثل سني إلى داخل الكهف ثمّ سقطت على الأرض.
"أنقذيني!.." ههمست بتعب.
و هكذا دوى صوت إطلاق النار في الأرجاء.
+++
أسفة على التأخير في التحديث هنا:(
المُهم، رأيكم في الأحداث؟
طب تصرف أبريل و رد فعل هاري؟.
- كلمة للكاتبة؛)
- مساحة لله.
كمانن النهاردة عيد ميلادي!!! هعيطط تميت ١٥ سنة ياييي💕💕😂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top