تكملة الفصل السادس


مواقف و صدفة

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس أو الترجمة و غيرها.

للحياة سيناريو مشوه تكتبه بأنامل ذهبية و أحاسيس حيث لا تعطيك أبدا السعادة الأبدية ، لهو أمر مستحيل لن يحدث مطلقا ، فلا وجود لشيئ إسمه "سعادة تامة"
إلا إذا حاول كل شخص إستخلاص السعادة من أيامه و حياته و طيات صفحات الحياة ، ربما عندها يمكنه تسميتها السعادة المزيفة ، مجرد إنطلاقة وهمية مختلقة حسب مزاج ذي نسج هاوٍ في المسير ، لكن: "تحطم أيها القلب فعلي أن ألزم الصمت". 

في المستشفى تنتظران خبرا ليومين كاملين ، و هما تنتظران بشغف بالغ و دقائق سهوة فقط لتناول الطعام ، تنتظر حاضنة يدها بكل رقة حاملة تعابير المنية و الأمنية " كوثر " ، و في الجانب الآخر حاملة قناع البرود و الجدية " أسماء "

أسماء: لقد مرت بالفعل أربع و عشرون ساعة ، لماذا لم تستيقظ حتى الآن؟

كوثر: لا أعلم ، هل علينا سؤال الطبيب الفاشل و تهديده بخسارة عمله مجددا ؟

أسماء: هذا ليس حلا ، لنسئله بعفوية فقط.

كوثر: منذ متى أضفت إلى قاموسك كلمة عفوية.

أسماء: ما أقصده بالعفوية ليس المعنى الذي فهمته بل بالمعنى العكسي لها ، فمتى إستعملت العفوية ؟

كوثر: آه ، فقط إعتقدت فمن غير المنطقي أن تحادثي شخصا غيري و شيماء بلطافة.

أسماء: هل سنذهب إليه أو نبقى هنا نتحدث في أمور تافهة ؟ .

كوثر: لا تعدلين،  لنذهب إذا

أسماء: هيا

كوثر: إنتظرِ قليلا أشعر و كأنها حركت يدها.

كانت هذه الجملة كافية كفاية الكفاية لجذب إنتباه أسماء إلى من تقبع ذلك السرير و تتوسطه .

أسماء: حقا؟

كوثر: نعم

أسماء: ك كيف؟

كوثر: إنها تفتح عينيها الآن

لتفتح المقلتان و تواجهان رأسين فوقهما واقفين ، حقا الصبر مفتاح للفرج ، ها هي الآن بعد يوم واحد من إنتهاء العملية  تستيقظ ، بعد إنتظار قصير كان كالأيام لا بل كسنوات طوال .

أسماء: سأحضر الطبيب لا تدعيها تنبس بحركة

كوثر: حسنا ، لكن أسرعي فآثار الألم بادية على وجهها

أسماء: بضع دقائق فقط و سأكون هنا مع الطبيب إنتظريني فحسب.

لتومئ كوثر هازة رأسها دلالة على الموافقة.

........

....

..

.

أسماء: أيها الطبيب تعال معي بسرعة .

الطبيب: لماذا ، هل حدث مكروه ما للآنسة؟

أسماء: أعتقد أنها إستيقظت

الطبيب: جيد ، أنا قادم حالا مع الفريق الطبي ، و أيضا الشرطة تريد التحقيق في القضية ، فكما تعلمين هي مصابة بطلق ناري

أسماء: أعلم ذلك ، لقد تحدثت في هذا من قبل مع العميد و هو يعلم سبب الإصابة كونه كان في قلب الحدث ، هي إصابة طلقة خاطئة على كل حال ، و الآن هل ستأتي؟

الطبيب: ح حاضر ، سأستدعي الممرضين حالا

أسماء: أنا أنتظرك هنا

الطبيب: حسنا

*في ذلك المكان من المستشفى*

سارة: رشا ، سوف تأتي الطبيبة لفحص حالتك الآن ، و تقرير موعد خروجك

رشا: كم مرة أخبرتك أن لا تناديني بهذا الإسم ؟ و أيضا لا تتكلمي معي علانية و كأنك تعرفينني منذ زمن و حالتي الصحية ليست من شأنك ، حتى أني لا أعرف لماذا أنا في هذا المكان

سارة: رجاء ، إستمعي إلي ، فأنت الآن لا تذكرين ما حدث قبل أربع سنوات من الآن ، ذلك الحدث الذي جعلك تدخلين الغيبوبة ، مع محاولات الأطباء المستميتة في علاجك كان الحل الوحيد هو إدخالك في غيبوبة تحت العناية المركزة ، أنت لا تذكرين الآن من أنت ، و أنا أتفهم ذلك ، فالأربع سنوات ليست بالوقت الهين على الإطلاق ،  و إسمك هو رشا***** عليك أن تعلمي ذلك .

رشا: أين عائلتي ، أ ليس من المفترض أن تكون لدي عائلة بجانبي في مثل هذا الوقت الراهن ؟

سارة: في الحقيقة إن سبب دخولك لتلك الغيبوبة أمر متعلق قليلا بعائلتك و لكنك الآن لست في حالة تسمح لي بالحديث عن ذلك

رشا: ما هو دليلي على أنك تعرفينني و يمكنني الثقة بك و الذهاب معك و تصديقك

سارة: يمكنك سؤال الأطباء على من كان متكفلا بك طيلة تلك السنوات إذا .

رشا: حسنا ، سأفعل ، و لكن الآن عليك أن تشرحي لي كل شيئ من قبل أن أدخل الغيبوبة كما تقولين .

سارة: لا يمكنني فعل ذلك فأنت الآن ف

لتقاطعها رشا

رشا: ستعترفين بكل شيئ الآن و إلا س

ليقاطعهما هذه المرة صوت طرق الباب

رشا: تفضل

الطبيبة: مرحبا ، إنه وقت الفحص الصباحي

كانت فرصة ذهبية إغتنمتها سارة لمجاراة رشا و إغلاق صفحة العائلة التي تحكي ماض قاس على شخص إستيقظ منذ وقت ليس بطويل ، فلقد خسرت رشا قبل أربع سنوات و الآن هي لا تريد خسارتها مجددا.

في مكان آخر حيث يقبع عرش الشيطان الخبيث المتوعد بالويل و الوعيد

تلك الشابة التي تبتسم بشيطانية مع الحائط و كأنها في عقد إجتماع مع شخص غير مرئي و تناقشه في المخطط الأسطوري الجديد الذي لا يحوي أي ثغرة خطأ إنها هي ياسمين.

قد أخذت حريتها هذه الأيام منذ وفات والدتها التي أبعدتها عن صديقة طفولتها العزيزة و هي بعمر الخامسة لتسافر بحثا عنها على أمل بقاءها هنا في نفس المكان و محافظة على الوعد الذي قطعته لها قبل سنوات الذي يقتضي اللقاء مستقبلا

كانت تتذكر اليوم الذي ودعته فيه مع سيل من الدموع الجارية

*عودة للماضي*

ياسمين: أسماء أنت تعلمين بأن ماما تريد السفر من هنا لأن والدي يسمح لي بلقاءك و لكنها لا تريد ذلك البتة ، لذلك هي قررت أن نغادر البلد نهائيا

أسماء بحزن: حسنا أنا معتادة على ذلك الجميع يأتي ثم يرحل فجأة .

ياسمين: لا تقولي هذا ، أ لن تفتقديني حتى ، وجهك يوحي بذلك

أسماء: بحقك ، كيف لن أفتقد محبة الشتم هذه ؟ بالطبع يا غبية

ياسمين: إذا هاتي يدك أريد أن نتواعد على شيئ

أسماء بتوتر: ل لا لل لا داعي لذلك ، ه هل تفعلين كالأطفال 

ياسمين: أ و لسنا أطفالا ، نحن بالخامسة و الآن هاتي يدك

لتجذب يدها 

ياسمين: آآآ آه يا إلهي ما بال يدك هل ضربك والدك مرة أخرى ، أخبرتك أن تدعيني أشتكي به للمحكمة

أسماء: لا يهم الآن ، ماذا تريدين لقد أخذت يدي

ياسمين: خذي

أسماء: ما هذا

ياسمين: إنه تذكار

لتقوم أسماء بحل ربطة شعرها و تهديها لياسمين

أسماء: هذا أيضا تذكار ، اذكريني به

ياسمين: حسنا ، و شيئ آخر

أسماء: أسرعي لا أريد أن تراك أمك معي و تقوم بتأنيبك

ياسمين: دعك منها ، أود أيضا أن نترك كبسولة زمن

أسماء: كبسولة ماذا؟

ياسمين: إنها علبة تقوم بوضع أعز شيئ لديك فيها ثم بعد سنوات تقوم بإخراجها مع صديقك و تسترجع ذكريات الماضي

أسماء: من أين لك هذه الفكرة؟

ياسمين: من الأنمي

أسماء: أ لا تزالين تتابعين ذلك الشيئ

ياسمين: بالطبع ، تابعيه أيضا إنه رائع

أسماء: وااااا أعتقد أننا إنحرفنا عن الغاية الأساسية ؟

ياسمين: نعم،  صحيح ، سندفن هذه العلبة في أرض المتنزه ثم عندما أكبر و أعود و أصبح كبيرة و جميلة لدرجة أنك لن تستطيعي التعرف علي ، نفتحها و نثبت ذلك

أسماء: حسنا هيا

ياسمين: هيا

....
..
.

ياسمين: وااااا إنتهيناااااا

أسماء: جيد ، هكذا سنتذكر بعضنا و أعدك أن لا أغادر البلد نهائيا حتى تعودي

ياسمين: شكرا

أسماء: سأفتقدك حقا

ياسمين: و  و و أنا أ أ أيضا

أسماء: هذا ليس وقت الدموع الآن

ياسمين: ح حسنا

أسماء: وداعا ياسمين

ياسمين: وداعا

لتفترقا بغية الذهاب إلى أن تحتضن ياسمين  أسما فجأة من الوراء

ياسمين: لا تنسيني

أسماء: لن أفعل

* عودة للحاضر *

تقوم ياسمين بشد قبضة يدها على ربطة شعر معينة  و تقول

ياسمين: أنا لن أنساك أبدا أسماء **** سوف نلتقي قريبا ، و عندها أتمنى أن لا يخيب ظني بك و تنسيني سأستعين ببعض أفكار الشياطين خاصتي للوصول إليك فكوني على إستعداد و إنتظريني فحسب.

في المكان المنتظر

أسماء: إذا،  كيف حالتها

الطبيب: في الحقيقة يا آنسة ، إن حالتها الصحية مستقرة و لكنها ستبقى نحت تأثير المخدر لبعض الوقت تجنبا لأي مضاعفات ، و لا يمكن الحكم على موعد خروجها بعد

كوثر : إذا علينا إنتظارها مرة أخرى لتستيقظ

الطبيب: لا ، هي لم تتأثر تماما بالمخدر لذلك يمكنكما زيارتها قليلا حتى يتفاعل تأثير المخدر

أسماء: هذا جيد شكرا لك

الطبيب: نعم

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top