الفصل السادس عشر
الماضي4
ملاحظة: الرواية ليست للنسخ و الاقتباس و الترجمة و غيرها.
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أسماء هارون.
شيماء
وكم هي غريبة الحياة …
وكم تخدعنا الكلمات، تربكنا، و تتحدانا..
شريرة هي أرواح الناس.
وكذب من يقول خلاف ذلك
ذروني أعبر عن هذه الغرابة
دعوني أتمعن في هذه السذاجة
والبلادة
الغباء
و الحماقة
وأخيرا ..
البلاهة
و ادعاء الحذاقة
قبل سنتين من الآن وعندما كنا ننعم بالهدوء في هذه الحياة والدعة، لا يعكر صفو حياتنا دخيل أو متطفل، جميعنا عائلة باختلاف ألقابنا وأنسابنا، نشترك في الأفكار التي تودي بنا إلى كل ما هو مفيد، نحوم في هذي البلدان ونسر بما نجنيه عند المشاركة في مزاد، نفرح عندما نكون معا، نجتمع على طاولة كبيرة واحدة، ولا نهتم بآداب الطعام، كل ما يهمنا هو ال Gioia.
وأن نكون سعداء، لا ألوان البشرة تفرقنا ولا الاختلافات الزائفة، نحن واحد، واختلافاتنا واحدة، نحن بنو آدم من صلب واحد !
وصدق الحديث الذي ينص على أن الأعمال بالنيات، نيات شريرة، تبتسم في وجوهنا أشد ابتسامة، تفرح لفرحنا حتى تصيبنا الدهشة، ونبدأ بالسؤال، هل تقالبنا الأدوار أم ماذا ؟
عجبا !
عجبا لمن كان لي خير صديق، ولم أصدق عنه كلمات تحذير، لم أجد الدليل، الذي يدين جلادي اللعين، من كان خير سمير، له أجمل ابتسامة تمتد على عرض الوجه، من الأذن اليمنى إلى اليسرى والعكس صحيح.
بِئْسًا لي من فتاة.
فلْتَكْتُبِي نَفْسك يا قصائد الرِّثاءْ.
أمامكِ قصة الأحزان.
التِي حدثت في بيت تملَأُه الأفراحْ.
ولْتَنْشُطِي يا براكينًا خَامِدَةً في قَلْبِي.
ولْتَحْقِدِي على من جَلَبَ كَرْبِي.
سأضع قلبي في جيبِي.
أنتقم وأَسْتَرِدُّهُ عِنْدِي.
ثم أََعْدِلُ عن فِكْرَتِي.
وأَنْدمُ على هذا أشدَّ ندمِي.
ثم أقِف وأقُول جُمَلِي.
كلِمَاتٌ مُسْتَفِزَّةٌ هو خِطَابِي.
ليْس سِوى مَسِيرَةِ حَيَاتِي.
عندما أغْرَقُ في دَوّامَة أفْكَارِي.
لا أَجِد سِوَى فَرَاغَ أَيَّامِي.
عُمْقَ تِلْكَ المْشَاعِرِ مَشَاعِرِي.
عَبَقَ المُسْتَقْبَل مُسْتَقْبَلِي.
المُقَدِّمَةُ الطَّلَالِيَّةُ مُقَدِّمَتِي.
فِي مُقَدِّمَةِ مَعْرَكَتِي.
حيث قيل لي هلمّي.
فقَفزت والحزن غمرني.
قهرني ودمَّرني.
بكيت فخاصمَني.
شحذت فيصلي.
ولم أجِد سوى صدأ هزيمتي.
أحلام انتصاراتي.
وضحْكته أثناء هزيمتي.
كفيف هو عقلي.
توقف عن انجادي.
تخلّى عني.
في أشد حاجتي.
أرْهَقتِني يا مقدمتي.
وتَركْتَنِي يا خطابي.
والنجوم تبهرني.
انفجاراتها تأسِرُني.
تبدو لي كلمعان مسيرتي.
وليست سوى خراب أمنيتي.
و بالبنان انتشلتني.
أفضل من اخترتها في دربي.
بعد أن فقدت ذويّي.
كتمت عبراتي.
فصالحني عقلي.
وأعاد لي رشدي.
كنت قد ترددت في سماعي.
فعذرا لنفسي.
كانت برجوازية حياتي.
فتدخل نذل من أقربائي.
وأزهاها بنذالة مزدوجة لإلهائي.
أنثروبوفاجي① تَحْتَ ظِلِّي.
مَاسِخٌ وَجْهَهُ بِلِحْيَةٍ مُغْتَصَبةٍ أَمَامِي②.
فلتكن حياته مُرّة كالعلقم كانتقامي.
وليذق الزقوم والزمهرير من أجلي.
قد أنهيته ولم يشفى غليلي.
نسيت الأمر و تركت آخر غريمي.
قد عاد، دعني منه ولأذكر قريبي.
الذي استحدث مصيبتي.
وجعلني أفغر فاهي.
وأبدي تعجبي.
وأري الجميع اسودادي.
ثم أنكب على اكتئابي.
بيد أن الآخر تأكد من انسحابي.
وضحك من إنجازي.
فيا قصائد الرثاء لِمَا لمْ تكتبي.
نفسك وإياي أنجدي.
فأنت إلى الآن لم تفلحي.
ولم تنفعي.
لم ترسمي.
ولم تتعبي.
فهيا يا قصائد الرثاء ناشدي.
وبكلماتك غنّي.
سأنتقم وهذا قسمي !.
لإنه من أسوء عملي !.
الذي سأفني فيه عمري.
وأحل عقدة لساني.
وأقول خذوا دمائي.
روحي و كلّي.
إن لم أصل مرادي.
وحنثت بقسمي.
وأقول يا قصائد الرثاء تعالي.
اشهدي و سجلي فسادي.
وهزّي بكلماتك فؤادي.
ولترثي قصة كفاحي.
ولْتُبَجِّلِي نِضَالِي.
الَّذِي أَعْيَا تَفْكِيرِي.
وفِيهِ رَسَمْتُ خُطَطِي.
الّتِي دُشِّنَتْ بِفَشَلِي.
لٍأَتَنَاسَى وَعْدِي.
ثم يَئِسْتُ من جِهَادِي.
في سَبِيل أَوْلِيَائِي.
و تركْتُ قَصَاصِي.
لِيَوْمً لَمْ أُحَدِّدْ فيه تَارِيخِي.
تبًّا لهُم لم يَتَوَانَوا عَن إِتْعَابِي.
ولَمْ أَجْنِ حَقَّ أَتْعَابِي.
فيا وَيْلَهُمْ حين لِقَائِي.
عندما أسدِّدُ دَيْنِي.
وأُكَفِّرُ عندها عن ذَنْبِي.
أنا شيماء، من العائلة البرجوازية الراقية، التي لم ينج منها أحد سواي، قبل سنتين، كان هذا على مرأى من عينيّ، كنت أنظر إلى قاتلهما الملثّم، الذي لم تخفى عليّ ابتسامته، ابتسامة كانت تظهر من تجاعيد عينيه، اللتين كانتا تختبآن تحت نظارات سوداء فحميّة، التي أثارت في قلبي الحمية، حميّة الجاهليّة.
وكنت أصدق القول الذي له هذا المعنى: إن تجهل علينا جهلا نجهل عليك جهلا أجهل من جهل الجاهلية.
ولكنني لم أفعل، أو لم أستطع، ربما كنت بلا حيلة، بلا خطة، أو خطة فاشلة، باءت أخيرا بالفشل.
عائلتي المخملية، التي في قلبي مثالية، كان ينخرها فساد عظيم ، له تنظيم ، غريب ذو اعوجاج ذميم.
كالبحر البنطيِّ④ صار قلبي، فلتقرضه الجحيم !، ولتنطفئ الفوانيس، فلترعد السماء عليه، وليصبه البرق ويشطره، يا ليته يملك خمسين ألف حياة ! كي يشفي غليلي، الذي عذبني، وا ألماه و حسرتاه على أوليائي وأقاربي وخلاني الذين فنوا في لحظات أمام ناظري.
وا كرباه لو كان له رؤوس بقدر رؤوس مالهيدرة⑤ لاستأصلتها جميعها وقطعتها، نحرتها وشوهتها، ثم حنّطتها وعلقتها على أعمدة وجعلتها زينة لغرفتي.
إسمه هو سميث، قريب لنا وصديق للعائلة، بل هو أكثر من ذلك، كان من العائلة !، و لهذا السبب قد ذهلت من نوع الضغينة التي يكنها للعائلة كي يقدم على فعلة نكراء شنيعة كهذه، قاتله الله، وليُحرَق في نار الجوى، وليجلد بسياط رفيع.
يا ليت عكاشة العنكبوت لم تكن في عينيّ وتظلل أعماله، ويا ليتني قد علمت مآربك منذ بعض الزمن، قبل أن تغدر بنا يا سميث.
أهو الجشع و الطمع؟ ووعد بمال وجاه وسلطة؟ أم حقد دفين، وماض حزين؟.
أيا ليت السماء قد عاقبته بالعواصف، والزوابع.
لم يستحق الموت على يد من أرسله، بل كان عليه الموت بين يديّ هاتين، و لأقتلعَنّ كبده، و أعذّبنه عذابا شديدا، فيتمنّى الموت آلاف المرات ولا يجده، وآخرا أحقق ما أريده وأعلق رأسه المحنط على عمود و أزيّن به غرفتي !، لأتذكر كل يوم عندما أرى ذلك الرأس انتقامي، وجهلي الأجهل من جهل الجاهلية.
لقد كنا في اجتماع عائلي، وهذا ما جعل الحادثة أكثر غرابة لبساطتها، كانت مبتذلة لدرجة لم أعهد لها مثيل، مما يثير السخرية، عن ذكائنا الخارق الذي لم يكتشف هذه الخطة البلهاء.
سميث الرجل الطيب حلو اللسان، حسن المنظر، يهذب شاربه بطريقة أفقية للجانبين دائما، و يقرصهما بخفة ليحافظا على شكليهما، مما كان يثير ضحكي، واستهزائي العفوي منه كلما كان معنا.
ولكنني لم أظن أبدا بأنه وغد سيغدر بنا، ويعضّ اليد التي قد مُدّت إليه ، أيُّ سبب كبير غريب سحيق عجيب عظيم جلل بهذه الفعلة؟
وتبقى الإجابة عدة احتمالات كلها معقولة.
لا تتعلق بأحد كثيرا، لا تثق بأي أحد ثقة كاملة، لا تعطي أسرارك لأحد.
لقد تعلمت من هذه التجربة، واخترت جيدا من هو أهل بهذه الثقة و هما صديقتاي كوثر و توليب ! و حسب لا غير !.
جاحظ العينين بشوش، ملونتان بلون البحر الصافي، وتتوسط جبهته بقعة حبر، شامة كبيرة، جعلت منه يشبه الهنود.
ولا أنكر بأنني كنت أتنمر عليه في بعض الأحيان بسببها، و لكن بطريقة عفوية طيبة لا تحمل سخرية.
كانت وليمة كبيرة، جميعنا نرقص و نغني في سعادة ونأكل، ونمزح مع بعضنا البعض بسعادة تغمرنا غمرا !، وكل منا وديع، لا يحمل شرا ولا سوء، أو هذا ما كنا نظنه !
كنا نضحك بكامل أصواتنا التي تعلو مع كل ضحكة، بعدها، الأمر الذي جعلني أتعجب من البلاهة التي حلت علينا كي لا نلحظ الحبكة المبتذلة التي نُسجت، بينما من كان ينسجها يحمل المغزل و يغزل أمام أعيننا ونحن ننظر إليه.
قد اعتذر سميث بحجة تعبه، وبعد عشرة دقائق تقريبا من ذهابه سمعت صوت انفجارات من الحديقة الخلفية للمنزل، ولكبر المنزل استغرقت وقتا للوصول، وقد شعرت بأن الأرض تكاد تنشق و تبلعني بسبب هزات الانفجارات لها، كنت الوحيدة التي لم تكن معهم بسبب حاجتي إلى الحمام.
أنا النّاجِية الوحيدة!
عندما وصلت.
كان كل شيء يحترق.
لقد كانت الحديقة ملغّمة.
ألغام تنفجر بجهاز تحكم !
لقد حدثت مجزرة !
وبعدها ..
بعدها ..
بعدها ..
فقدت عقلي لبضعة دقائق ..
هل هذا حقيقي؟
هل كل هذه النيران تلتهم أفراد أسرتي؟
هل هم موتى؟
إنتهى أمرهم؟
نيران .. نيران في كل مكان .. تلتهم عائلتي .. أحبائي .. وأغلب ما أملك ..
وبعد تلك الدقائق التي ظللت فيها أنظر إلى النيران تلتهمهم، سمعت صوته، ذلك الأخرق، الساذج، الوغد الغادر، الفاسق.
ولن تغادر كلماته ذاكرتي : يا إلهي، لقد انتهى أمرهم أيها البوس، لا يمكنك أن تتخيّل كيف سعدت بانتقــ ..
ولم يكمل جملته، لأنه وببساطة.
فقد حياته النّجسة ..
كيف؟
لأن الشخص الذي كان معه، أطلق عليه.
لم أر وجهه، ولكني سمعت صوته و هو يقول بعد أن أطلق ضحكة مدوية ارتعشت لها أوصالي : لن أثق بشخص غدر بأقربائه .. ستغدر بي في أول فرصة، أيها النذل.
لم أكن متأكدة، ولكنني متأكدة ! تناقض، ولكن .. إنه ذلك الرجل السفاح المجرم !
سأنتقم منه.
ولكن السؤال الذي نخر باطن عقلي.
لماذا؟
لماذا قضى عليهم؟
عائلتي ..
سامحوني بحقّكم !
لأني لم أطفئ النار التي نهشتكم !
و لم أدنو حتى من الغريم الذي أهلككم !
يا عائلتي !
①آكل لحوم البشر.
②بمعنى أنه جندي زاعم ذلك، كون الجنود يطيلون لحاهم "مجرد تعبير مجازي"
④البحر الأسود.
⑤أفعى أسطورية ذات تسع رؤوس.
ها قد عادت الكاتبة هارون أسماء بفصل جديد، أعلم بأنه قصير و لكن ذلك الشعر الحر الذي في الأعلى لم يكتب بمفرده و إنما عصرت خلاياي المخية والوجدانية لرسمه بهذه الجودة.
لست أمشي في شعري على السليقة. كالجعديّ.
قد أثْرَت الكتب التي أستعيرها من الثانوية رصيدي اللغوي، و عدّلت من أسلوبي، أوليس؟
Ciao.
قصيدة صغيرة لصديقتي شيماء قدور
فَعَلَى لِسَانِكِ يَا شَيْماء أنا قُلْتْ ..
شِعْرًا و حِيلَةً عَدِمْتْ ..
قَلَمًا وحِبْرًا وقَوْلًا كَتَبْتْ ..
حُرًّا كَطَائِرٍ طَلِيقٍ حَلَّقْتْ ..
بِقَوْلِكِ فَلَا تَهْجُرِي وكَبَتّْ ..
كَلاَمِي فَانْتَظِرِي غَزَلَا قَد عَنَيْتْ ..
مَحْبُوبَكِ تَاي العَظِيم قَصَدْتْ ..
الذِي سَيُخْجِلُكِ بِغَزلِهِ أَنا جَعَلْتْ ..
حَتَّى تَتَوَرَّدَ وَجْنَتَاكِ وقَلْبَكِ جَبَرْتْ ..
وشَوْقُكِ لَهُ حَوَّلْتُهُ شِعْرًا ورَسَمْتْ ..
ولَا تَلُومِي بَحْرِي الَّذِي أَلْفَيْتْ ..
مِنْهُ غَيْرَ مَوْجُودٍ و أَبْحَرْت ..
هل أعجبك Mio sorella?
معنى هذه الكلمات المبهمة أن تاي العظيم سيقول لك شعرا يفاجئك. و بالطبع أنا أسماء الأعظم من كتبته 💓
هناك فصل قادم قريبا.
مما يعني بأنني لن أغيب لعدة أشهر كالعادة.
ربما ثلاثة أسابيع كحد أقصى. و فصل طويل،(نوعا ما)
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top