الفصل السادس
لقاءان مصيريان
ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس أو الترجمة و غيرها.
قد كان نوعا من الصدمة الغير عادية أن تنتظر ، ثم تجد شيئا يعرف باللاشيئ ، مجرد وهم تم تخيله و لكن جاء الوقت حين ينقشع الضباب و تبدو الخبايا واضحة وضوح الشمس إذا طلعت و غروبها إذا غربت.
أن تنتظر أربع سنوات هباءا و سدى ، لكنها مع ذلك لا تزال واقفة ململمة شتاتها الباقي لإستدراك الوضع.
رشا: من أنت؟
إنتظرت قليلا حتى قام عقلها بمعالجة الكلام الذي سمعته الآن مع إعطاء إحتمال أنها لم تسمع جيدا ، فبعد أن إنتظرت كل هذا الوقت الطويل في الإشتياق لا ضائر من البكاء على الأطلال
سارة: ماذا؟؟؟
رشا: من .... أن.... ت . هل فهمت الآن؟
سارة: أ أ ... ر ... رشا ....هذه أنا سارة هل عرفتني الآن إنها إنا صديقتك منذ الطفولة لقد تعاهدنا قبل دخولك العملية و الغيبوبة بأننا سنظل معا ، هل تذكرين ذلك ك ... كيف تنسين من أنا !!!!؟
رشا: عذرا و لكنني لا أذكر أنني عاهدت أحدا على أي شيئ و لا أعرف من تكون رشا هذه و الآن من فضلك لتعلمي أن الباب يسع جَمَلا و لا تنسي إغلاق الباب بعد خروجك
إسترسلت الحديث و دقت الحديد و معها عاد وقع طبول القلب الخائف ، هل أنا الآن أفقد أحدا ؟ سؤال محير أ ليس كذلك ، ربما لأن هذا دق ناقوس الخطر و فتح أبوابا كان عليها أن تظل موصدة مغلقة مهملة دون العيش في أسرارها العظيمة
لكن تحطم أيها القلب فعلي أن ألزم الصمت.
نعم الصمت وحده سيد الموقف و من يحركه إلى أن تم كسر سيادته بصدى صوت غلق الباب الهادئ
عندما أغلق الباب ، أغلق معه قلب و روح مكسورة و أغلق معه ذكريات محفورة و عيونا مشدوهة و حكايات مشبوهة .
و معها أيضا كان للصّدمة مكان موضعيّ ما بين الأسطر التي كتبت أسى و قهرا.
لم يكن هنالك خيار سوى أن تذهب و تتقصى الأمر و حوادثه ، لقد إكتشفت أنه لا ضير أو فرق لاستعمال الكلام أو دونه.
متوجهة بسرعة إلى عيادة الطبيبة المسؤولة عن حالة رشا الصحية ، مع تلك الثواني التي تفصلها عن باب المكتب كانت تفكر في أمور إيجابية ، ربما فقط لأنها لا تريد سماع ما يريده المنطق .
حيث غاصت في : أنها قد تكون تعاني من التشوش العقلي بعد نومها لأربع سنوات متواصلة و شهرين لهذا قد يكون سببا في عدم تذكرها لها أو حتى أنها تلقت ضررا ما من العملية التي أجريت قبل سنوات و لذلك حدث هذا معها ، لم تعلم بأنها تقوم بتصبير نفسها فقط و لكن الحقيقة مهما إختبئت و إلتوت و إنعرجت ستظهر عاجلا أم آجلا.
طرق الباب
الطبيبة: أدخل
تفتح سارة الباب و تدخل إلى المكتب
الطبيبة: تفضلي يا آنسة سارة
تجلس
سارة: أيتها الطبيبة أنت كما تعلمين المشرفة على حالة رشا الصحية لمدة أربع سنوات و تعرفين أيضا كل شيئ عنها و لكن لم يخبرني أحد أنها لا تذكر شيئا ، لقد سئلتني من أكون و لم تتعرف عليّ ، هل لديك تفسير لذلك؟
الطبيبة: مع الأسف آنسة سارة فصديقتك ...............
في تلك الغرفة التي تقبع في المستشفى و تنام على أحد أسرتها صديقة وفية وجدت من القدر القاسي ما يرى الآن و طعن الخنجر خلف الظهر ، لم يكن ذلك متوقعا أبدا أن تكون صديقتك المقربة من الطفولة تاجرة مخدرات.
كوثر: أسماء ، لقد تأخر الوقت أ لن تستيقظ بعد ؟
أسماء: هل لاحظ ذكاءك العظيم بأنها لاتزال تحت تأثير المخدر و الطبيب قال بأنها ستستيقظ بعد أربع و عشرين ساعة؟
كوثر: شعرت بأن سنة مضت أو أكثر
أسماء: أفففف، لا يهم ، لكنني أشعر بأن مصيبة قادمة إلى هنا الآن ، ربما هو حدسي
كوثر: مصيبة؟؟!!! هل من مصيبة أخرى بعد هذه التي حدثت الآن
أسماء: لا أعلم ، من يدري ما قد يحدث.
في مكان بعيد قليلا عن مجريات هذه الأحداث تقف بجانب المطار جارة ورائها حقيبة السفر الصغيرة تلك و و ورائها أيضا الشابان اللذان يخدمانها يكادان يتشققان من الحمل الثقيل ، مع إبتسامة متكلفة ظاهرة على محياها تزيل تلك النظارة السوداء الشمسية المميزة التي تغطي عينيها عن وجهها لتبرز ملامحها الكاملة المواصفات ، و تقف بإستقامة تجر القدم وراء الأخرى جرا ثم تخرج من المطار و يظهر ذلك الصوت الأشبه بفحيح الأفاعي
ياسمين: لقد عدت ، رحبوا بي
يا ترى هل ستكون هذه المرة فقط هي النهاية التي ستكون اخر مره يقف فيها الزمن من اجل اعطاء حياة اسوء لبعض الفتيات والقدر الغبي الذي يرسم بسطوره السوداء وله دائما راي اخر يتدخل به في كل شيء ليغير مجرى سير الحكاية.
في مكان اخر في ذلك المستشفى
سارة: كيف لهذا أن يحدث يا حضرة الطبيبة وكيف لم تعرفي بأن هذا سيحدث يوما ما ، هل تستطيع تذكرني مرة اخرى
الطبيبة: ليس بيدي حيلة يا انسة سارة ففقدان الذاكره بعد الغيبوبة امر طبيعي جدا كل ما علينا فعله هو الانتظار واعطائها بعض الأدوية الحديث الآن ليس مفيدا أبدا.
سارة: حسن اذا متى يمكنه الخروج من هذا المستشفى
الطبيبة: ليس فورا ، ولكن عليها اخذوا بعض الفحوصات ثم يمكنك اخذها يا انسه سارة ولكن عليك الحذر فهي فاقدة للذاكرة.
سارة: حسنا شكرا لك على أي حال.
الطبيبة: هذا واجبي وهي مهنتي
سارة في نفسها: هل حقا لم تعد تتذكرني فقد انتظرتها أربع سنوات كلها بشغف شديد فقط من اجل سماع صوتها تناديني بإسمي والآن تقول أنها لا تتذكرني ، رشا صديقتي هل حقا لا تذكرين صديقتك العزيزة ساره لقد كنا معا طوال تلك الأوقات ولكن ساكون مستعدة لكي أجعلك تعودين كما كنت و أفضل أيضا يمكنك الإعتماد علي في أمر هذا أنا هنا دائما كما عهدتني حتى في أيام تلك الغيبوبة سأبقى بجانبك.
أمام المطار
ياسمين: ماكس جي إسمعاني عليكما احضار كل مستلزماتي بالفندق ريثما أنتهي من بعض الأعمال
ماكس: أ لا يمكننا مرافقتك
ياسمين: لا لا يمكنك فعل ذلك
جي: لكن والدك اوصانا بأن لا ندعك وحدك
ياسمين: أعلم هذا ، جي ولكن الأمر الذي سافعله الان مهم جدا لذلك تفهم الأمر وتوجها إلى الفندق ، فالشخص الذي أبحث عنه هو شخص مهم جدا ، سنلتقي لاحقا مايك بجانبي وهو من سيسوق بي السيارة على كل حال شكرا على إهتمامكم و إخلاصكما لوالدي
ماكس: علم
ياسمين: إتفقنا إذا سأمسك بالفريسة و أعود
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top