الفصل الحادي عشر
الحقيقة و التعارف
ملاحظة: الرواية ليست للنسخ و الإقتباس و الترجمة و غيرها.
كنت يومها في سلام…أستمتع بيومي رفقة أختي غير الشقيقة…حيث كنا نتفسح لاستكشاف معالم هذا البلد…و حين أردنا سلوك طريق مختصر…إلى أنه كان خاليا تماما من الناس…إلى أن نصادف شابة تترنح…و ما أضاف الصدمة هولا هو أنها تنزف دما…قد كان الدم على الأرض…و ربما قد نزف منها حتى سقط …إذ لم أستطع رؤية مكان الجرح لارتدائها معطفا طويلا…عندها كنت أفكر…هل أذهب و أختي و ندعها و شأنها؟…أم نساعدها؟ …ماذا لو كان شخص ما يتقفى أثرها و يريد قتلها؟؟ …ما الذي سأفعله حينها؟ …و لكن ضميري محب المساعدة استيقظ فجأة دون سابق إنذار ليؤنبني…و يصحو ليخاطبني…بجلسة قصيرة…في جزء من الثانية…حيث ألقى علي بالكلمات …إلى أن أصحاني…و جعلني أرضخ لكلامه الصحيح…صحيح؟ …أعتقد بأنه حقا قد قام بترسيخ وجهة نظره!! …عندها سقطت الفتاة الشابة أرضا …مغما عليها…في تلك اللحظة أفاقني من تأمل ملامحها ذات التفاصيل الصغيرة نقرة من يد أختي…لتنبهني عن الوضع أمامنا…قائلة بأن علينا مساعدتها …كان العالم هو من يتحكم بي في تلك اللحظة …بلا أي إرادة مني…قمت بحملها بأسلوب الزفاف إلى السيارة…فكرنا أنا و أختي عندها بأن نأخذها إلى المستشفى لتتلقى العلاج اللازم…و لكن!، عندما رأت أختي الجرح …أخبرتني بأننا قد نسقط في مشكلة كبيرة إذا ما أخذناها إلى المستشفى…لذلك شققنا طريقنا نحو المنزل…ثم نستدعي لها طبيبا…هل كان علي حقا أن أتورط في هذا؟! …مع أنه من المفترض أن أكون في إجازة…إجازة انتظرتها طويلا كي ألتقي أختي غير الشقيقة التي لم أرها من قبل…و عائلتي التي افتقدتها…مع أنه كان يومي الأول في الراحة هنا…إلى أنني لا أعتقد بأن الراحة موجودة…قد كانت تلك الشابة جميلة…لدرجة أنها جعلتني أتوه في بحر ملامحها الصغيرة…و أشرد في تفاصيلها…حتى و إن كانت نصف ميتة.
قد وصلنا بعد طريق دام خمسا و أربعين دقيقة…حيث حملتها مرة أخرى…و هذه المرة نحو غرفتي…لم يجل بخاطري شيئ آخر سوى إنقاذ الشابة التي سقطت على مرئى من عينيّ… كيف لا و قد سحرتني تلك العيون قبل إغلاقها؟…كانت وجهتنا الجديدة هي غرفتي…حيث استدعيت الخادمة لتستدعي بدورها الطبيب…كنت حينها مغيبا عن العالم…كأني كنت في عالم خاص بي…أنا و هي فقط و لا أحد آخر…و لكن! كان علي أن أستفيق على يد أختي على كتفي لتنشدني كي أحضر الطبيب لمعالجة من استولت على كياني و هدته رأسا على عقب…كان من ودي أن أبقى طول عمري أتأمل تلك الملامح إلا أنني إن أردت ذلك فسيكون علي جعلها تعيش…مع أني أتمنى لو تدوم هذه اللحظات إلى أجل غير مسمى…ندهت الطبيب عبر الهاتف حيث جاء بعد قرابة النصف ساعة…وددتها لو تدوم أطول…و لكن…و بدورها ستكون وقتا يؤخذ حياة هذه الملاك الصغيرة…و هذا بالطبع ما لا أريده…لذلك أريدها أن تشفى بسرعة …كي أرى حركة شفاهها و هي تخاطبني…لقد سمعت بالإعجاب من أول مرة و صدقته…و سمعت بالحب من أول نظرة إلى أنني لم أصدقه حتى هذه اللحظة التي كانت ضامرة ضمور المكائد الخبيثة…أما الآن فقد صارت واضحة وضوح الشمس إذا ما طلُعت أو غرُبت لقد انتظرت وقتا طويلا …مع أنه كان أقصر مما قد يخطر على البال مع الأخذ بالعلم عن خياطة ذلك الجرح الذي ينزف في بطنها…إلا أن حالتها بالمقابل في استقرار تام
في مكان آخر
لقد باشرت هي بالحديث ثم…في تلك اللحظة التي لم أكن فيها أستمع إلى حديثها معي لمحت شيئا خاصا بي على معصم تلك الشابة…بدت كما لو أنها ربطة
شعر مألوفة …كما لو أنني رأيتها من قبل أو أنها تخصني…حيث انتابتني قشعريرة كبيرة عند رؤية ربطة الشعر تلك…لدرجة أنني لم أهتم أبدا بالحديث الذي يدور من طرف واحد لقد كنت أرى حركات شفاهها و هي تتحدث إلا أنني لم أسمع ما قالته…أو أنني كنت مندمجة لدرجة أصابتني بالصمم كان الأمر أشبه بلقاء شخص مهيب لا تستطيع التعامل معه و لكن في هذه هذه حالة أمامي مجرد شابة تتحدث و تبتسم ابتسامة كاملة عريضة …جعلتني تلك الإبتسامة بدوري أبتسم…لدرجة أنني أعتقد بأن غمازاتي باتت واضحة بشكل كبير حتى و إن لم أرها …مع أن ما كان شاغل عقلي مسبقا هو كيف تعرف اسمي و لكن …لا أعتقد أن هذا مهم الآن…أنا فقط أريد التعرف إليها…إلى من أعتقد أن وجودها مألوف و عادي…مع ذلك الإحساس الذي يقشعر له بدني في قرابة الجزء من الثانية…و كأنني كنت أعرفها منذ زمن …أو ربما شخص أعلم بأنه يعرفني…على الأقل شخص ما مهتم بأمري…أ ليس كذلك…لم يهتم بي أحد عدى صديقتاي و العم أندري و خدمه…إقتربت منها بسرعة خارقة…هل كنت سريعة هكذا من قبل؟ …لدرجة أني إقتربت حتى صار وجهها مقابلا لوجهي…ثم عندها توترت و بدى هذا على ملامحها…و زالت الإبتسامة و جاء محلها التوتر…مع أنني كنت أود لو تدوم هذه الإبتسامة كي أدقق في ملامحها أكثر لعلي أعرف السر الخفي ورائها…مع أنها ليست بالشيئ الذي من المفترض أن أتحسس منه…إلا أن طفرة غريبة قد أصابتني…لسبب مجهول! …بعد هذا آثرت الحديث عن الصمت المحرج لها…حيث كان أول سؤال بدهي في عقلي هو أن أسأل كيف عرفت إسمي…و لكن أولا أزحت هذا التفكير و اخترت السؤال عن إسمها هي…ثم بعدها سأقوم بإستجواب هذه الفتاة التي تحدثت إلي و كأنها تعرفني…
أسماء: ما إسمك؟
ياسمين: لماذا لا تقولين أهلا أولا ثم تكون الأسئلة لاحقا؟
أسماء: لا أحب الترحيب بأحد لا أعرفه لذلك سألت عن اسمك
*يا إلهي أين أخلاقي، هل نسيت الترحيب قبل السؤال، و لكن على أي حال لقد تداركت هذا الوضع بجعله عادة*
ياسمين: حسنا إذا أنا ياسمين، هل يذكرك هذا الإسم بشخص ما؟
لم أفكر حتى في ما أقوله أجبت بسرعة هذا الجواب
أسماء: لا، لا أعتقد ذلك…على كل حال من أين تعرفين إسمي؟
لقد ظللت عينيها بغرة شعرها و كأنها خائبة، و لكني متأكدة تماما من أنني لا أعرفها، و لم ألتق لها من قبل…و لم أتحدث مع شخص بهذا الإسم من قبل لذلك هو لا يذكرني بشيئ…هذه الفتاة مشبوهة!
ياسمين: هل أنت متأكدة؟ أ لا يذكرك بأي أحد؟
أسماء: أنت فتاة غريبة، تنادينني بإسمي أولا و كأنك تعرفينني ثم تسألين إن كنت أعرفك و إسمك من المؤكد بأنك أخطأت الشخص
ياسمين: لا أنا لم أخطأ الشخص…و كإجابة عن سؤالك…أنا أعرفك لأنك كنت تعرفينني…و لكنك لم تفي بوعدك الذي قطعته منذ سنوات…و مع ذلك الآن هذا لم يعد مهما إن لم تتذكري…أنت تغيرت فعلا من ذلك الحين لا زلت طفلة تحتاج إلى الرعاية كما كنت دائما …مع أنك كنت تقومين بهذا لي سابقا…أنت قد وعدتني بأن لا تنسيني و لكنك لم تفعلي…رجاءا راجعي ذكرياتك القديمة…
و ذهبت…
لا أعلم ما أقوله الآن فتصنمت متخشبة على بلاط الأرضية أنظر إلى سرابها الراحل و عندما فقت من هذا التجمد وجدت بأنها غادرت…هل ما كانت تقوله منطقي حتى؟ …أنا متأكدة من ذلكet je suis vraiment sure(و أنا متأكدة حقا) بأنني لم أرها من قبل…و عن أي وعد تتحدث هذه الفتاة الشابة…لم أبرم أية صفقة أو وعد مع أحد…من المستحيل أن أنسى ذلـــــــــــ…لقد إستيقظت الآن حقا على نسياني بأن شيماء مفقودة كنت سأخطو و لكني سمعت صوتا …كان صوت كوثر و هي تحمل كوبا من الماء…كيف لي أن أشرح لتلك الهمجية البربرية هذا الموقف من دون أن تقاطعني في كل كلمة أقولها…أنا أشعر بالتعب حتى عند التفكير في ذلك…و التعب أيضا من التفكير في تلك الشابة التي جاءت فجأة…أعتقد بأن لدي صداعا قويا في رأسي
كوثر: أسماء مرحبا بقدومك…لدي خبر سعيد جدا…لقد استيقظت شيماء قبل قليل …ما رأيك أن نذهي معا إليها؟
أسماء: كان هذا من دواعي سروري لو أنها لم تختفي
فجأة
سقط كوب الماء من يد كوثر و تهشم أشلاءا
كوثر: ما الذي تقصدينه، ما الذي تعنينه بأنها لو لم تختفي فجأة…أين هي
دفعت كوثر أسماء و توجهت مندفعة إلى غرفة شيماء للتأكد …و كأنها تضع احتمالا و لو كان ضئيلا بأن ما تسمعه أذناها كذب أو مزاح و لكن الحقيفة ظاهرة حتى و لو مرت سنوات …فلا مهرب أو فرار من حكم الحقيقة و هيمنتها لأنها حقيقة فهذا هو فخرها…أن تظهر مهمى طال إنتظارها و كثر …عاجلا أم آجلا ستواجه المصير الذي تخاف منه …الذي كان يوما ما مجرد خوف كبير و هلع سيتبدد و يظهر على شكل أحجية كاملة غير مدهلزة بل محلولة و غير محبوكة …أمام الناظر حاذر يا مناظر فالحقيقة ستظهر بعد ثوانٍ.
بدأت تصرخ و تحاول إقناع نفسها بأنها موجودة ها هنا و لكنها ليست كذلك
كوثر: شيمااء شيمااااااء…أين أنت؟ رجاءا أجيبيني أعلم أن هذا واحد من مقالبك…أنت و أسماء تصالحتما و تريدان كشف ذلك على شكل مقلب…لقد فهمت هيا إظهري الآن لقد كشفتكما الآن …لا داعي لهذه المسرحية…كفى رجاءا…شيماااااااااااااااااااااء
أسماء: كوثر هذه ليست مزحة …شيماء اختفت و أنا لا أعلم أين ني الآن…إن تم إختطافها …لن تستطيع الذهاب بنفسها…من الواضح أن أحدا ما أخرجها…
كوثر: لا لا لا مستحيل هذا غير صحيح …لا يمكن …لا يمكن…لاااا… كيف ذلك …كيف أنها لم تعد موجودة هنا…كيف من المفترض أن نتصرف الآن في وضع كهذا
أسماء: أنا لا أعلم …كل ما بوسعنا و إمكانيتنا فعله بالطريقة الصحيحة و البدهية هو البحث عنها فقط…لا يمكننا أن نصرخ فقط …هي لن تعود على صوت صراخك هذا …علينا أن نتصرف!
كوثر: حسنا
في مكان آخر
سارة: هل جهزت نفسك؟
رشا: لأي شيئ؟
سارة: لقد قلت مسبقا بأننا ينذهب إلى المستشفى لمتابعة وضعك الصحي أم أنك نسيتي؟
رشا: نعم لقد نسيت تماما.. هذه الألعاب ألهتني
سارة: حسنا…إذهبي لتتجهزي ريثما آكل قليلا
رشا: أ لا تعتقدين بأنك بدينة كفاية؟…من المضر لك تناول وجبات غير منتظمة في كل وقت
سارة بغضب: و ما الذي تعرفينه أنت عن الصحة، أخبري هذا لنفسك أيتها النحيفة
رشا إبتسمت: حسنا سأذهب كي أجهز نفسي …و أنت كلي بالقدر الذي تريدينه كي تكتسبي وزنا زائدا و صحة جيدة
سارة بوجوم: ههههه مضحك جدا…
دخلت رشا إلى الغرفة و أقفلت الباب…و عند إقفاله فتحت مشاعر سارة الفياضة
لقد إبتسمت! تلك الفتاة الصغيرة إبتسمت…لابد و أنها سعيدة …أتمنى أن تبتسم أكثر و أن لا تتذكر ذلك الماضي المؤلم القاسي و أن لا تلقاه…الوضع هكذا أفضل… أن تنسى هو الخيار الأمثل …أن تعيش على حطام الماضي أمر سيئ…لذلك عليها أن لا تتذكر أبدا…و إلا ستنهار مرة أخرى…و هذه المرة سيكون إنهيارا كبيرا غير قابل للترميم!
رشا: لقد انتهيت، هل نذهب؟
سارة: نعم
رشا: لابد و أنك لم تأكلي، هل كان لكلامي تأثير كبير لشهيتك الأسطورية؟
سارة: لا شيئ يهز شهيتي الأسطورية، من المستحيل أن يحدث ذلك…لنذهب، إركبي السيارة سأحضر شطيرة تسكت جوعي في الطريق
رشا: علمت ذلك…سارة لا تعدل أبدا…سأنتظرك في السيارة.
سارة: حسنا…هيا
في مكان آخر
بعد أن استقرت حالتها بقيت بجوارها كي أطمئن عليها و لذلك …غفوت قليلا نصف غفوة أفاقني منها تأوه صغير يبدو و أنها تلك الشابة…لابد و أنها استيقظت و لكن بهذه السرعة؟ قد مرت ساعتان فقط منذ انتهاء الطبيب من خياطة جرحها…لقد كانت ملامحها تتغير و يبدو على وجهها الإنزعاج…ربما هي تتألم…لقد فتحت عينيها ببطئ شديد و أغمضتهما بسرعة كبيرة حين قابلتا التدرج الجديد من الضوء …هل أتكلم معها أم أدعها تكتشف وجودي عندما تستيقظ جيدا…؟…لا أعلم لأدع الأمور كما هي فقط من دون أن أحرك ساكنا…لكني أعتقد أني اخترت الخيار الثاني على هذا المنوال…إنها تحاول النهوض بعد تفحص عينيها بنظرة سريعة للغرفة…يبدو و أنها لاحظت أن المكان غير مألوف لها و لكن علي التدخل الآن لأنها ستتأذى هكذا
حيث قلت: إنتظري!
إلا أنها انتفضت في رعب و نظرت إلي بحيرة في أمرها و كأنها تسأل بعينيها عن هويتي…فطمأنتها: أنت في مكان آمن…لقد وجدناك مغما عليك و لهذا السبب أحضرناك إلى هنا …إلى هنا و ليس المستشفى لأنك كنت تبدين هاربة من شخص ما خاصة مع ذلك الجرح في بطنك…خوفا عليك من أن تتم ملاحقتك و خوفا منا عن التحقيق في الأمر و أن نواجه المشاكل.
لقد كانت صامتة طوال الوقت و لم تقاطعني ولكنها تكلمت و صدر ذلك الصوت الذي أطرب أذني
لماذا تتكلم بصيغة الجمع؟
لقد شعرت بأكوام من الحجارة تسقط على رأسي حين سألت هذا السؤال…ظننتها ستسأل عن شيئ آخر أو تقول شكرا …مع ذلك أجبتها: أتكلم بصيغة الجمع لأنني و أختي من فعلنا هذا
من أنت؟
سألت مجددا و أجبت: أنا تاي…مرحبا بك My lady. ثم قمت بتقبيل يدها بنبل إلا أنها قامت بسحبها و مسحها في الفراش بقرف و اشمئزاز!
في مكان آخر
هي لم تتذكرني…لقد أملت بوعدها لي…هي لم تفي بذلك …لقد تعاهدنا على اللقاء ببعضنا مستقبلا…و أن نكون على صلة عميقة…أن نلتقي ببعضنا و نعود كما كنا…أنا لم أنسك أبدا…عندما كنت ألهو كنت أفكر في إذا ما كنت تفعلين ذاك أيضا أم تتألمين…عندما كنت آكل كنت أفكر إن كنت تأكلين أم لا…كنت أحيانا لا أكمل صحني بل أتركه في شرفة الغرفة لعلك تأتين من السماء و تأخذينه…و عندما كبرت علمت بأنه لا يمكن أن يأتي الأشخاص من السماء أو النجوم…كنت واهية بحق و أنا أنتظرك بفارغ الصبر و لكن…إكتشفت الآن أن كل ما حلمت به و إنتظرته طويلا ذهب بعيدا و تبدد غبارا منثورا! …كما تبددت كل إحساساتي…ذلك الوعد الذي لم أحنث به و القسم الذي عاهدت نفسي به…لم يعد مجديا بعد الآن…كل ما انتظرته كان حلما واهيا مغلفا بأحلام وردية تكاد تخبو…و شيئا من السراب الذي انقشع و ظهرت الحقيقة بعده…تلك الحقيقة التي لم أرد استقبالها يوما…الحقيقة التي حولتها إلى ما يناسبني من أفكار…قامت هذه المرة بعصيان أوامري و تشكلت على حقيقتها المرة التي أخفيت تراكيبها منذ وقت طويل الأمد.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top