IN:TRO


فوت وكومنت وفولو❤

___________

التَقَطَت حصاةً كبيرة، ثم رمتها بكل قوتها نحو النهر حتّى كادت كتِفها أن تُخلَع، فارتطمت الحصى على سطح الماء ثلاثُ مرات، أطلق جيلبرت صيحة مرحٍ ثم قال:

«مرحى! لقد فعلتَها هاري!»

التَفَتَ إلى المعنيّةِ بكلامهِ، فأدهشه استياءها، فسألها مستعلِمًا:

«هل رأيتَ هذا؟ لقد ارتطمت الحصى ثلاثُ مرّاتٍ على الماء، هذا مُدهِش!»

لم تُجِبه، بل لاحَظ استياءها أكثر، وملامحها أظهرت تبرُّمًا، كان الهواءُ يلعبُ بشعرها القصيرِ بحريِّةٍ تامةٍ، وكانت غّرتها تُخفي ما تقوله عيناها، تقرَّب جيلبرت منها، وأراح كفًّا على كتفها، ولكنها ابتعدت خطوة إلى الوراء، لتُبعِد كفّه عن كتفها، فتتأرجح إلى جانبه.

أحسّ بضيقٍ مما يحدُث، فهاري متجهمة الوجه معه، في أيِّ وقتٍ يتلاقيان، مُنذ يومين، ولا يعرف السبب، فهي لا تخبره بما يضايقها أيًّا كان بحسب طبيعتها الكتومة.

فسألها عازِمًا على استخراجِ الصِدقِ منها:

«ما الأمر؟ ما بِكَ هاري؟ هل فعلتُ شيئًا أزعجَك؟»

قبضت على يديها بقوة، ثم أرختهُما، وجلست القُرفصاء أمامه، ولفّت يدها حول رُكبتَيها، وأسندت ذقنها على ذراعيها، وأظهرتا عيناها ما لم يستطِع فاهها أن يتفوَّه بهِ، لكنّه استطاع أن يفهم إن غضيها ليسَ منه، انحنى وأراح يديه على رُكبتاه ثم ابتسم وأمال رأسه وقال:

«كان يجب أن تُخبرني بذلك من البداية.»

رفعت رأسها له باستغراب، وحدّقت به من عينان مبللتان، أنّى له أن يعرِف ما يلِجُ داخلها، وقبل أن تنطق بأي حرف قال:

«مالذي قالاه لكَ أولئك المزعجان مرةً أُخرى؟»

عنى بكلامه الأخوة توماس، فهما دائمًا ما يسخران من صداقتها معه، ثم فكّر ساخِرًا: بالرغم من كِبَر عمراهما إلا أن عقلهما عبارة عن جوزتان مربوطتان بخيط خَيشٍ من أذانِهما.

أسوى جذعه، وعرض عليها كفّه، لكنها تجاهلت كفّه ودفنت وجهها بين ركبتيها، ثم قالت:

«هل أنا غريبُ أطوارٍ بالنسبة لك؟»

أراد أن يجيب، لكنها أضافت سائلة:

«هل أنا شيءٌ لَزِج؟ هل أنا عالةً بالنسبةِ لك؟»

أجاب قبل أن تقاطعه:

«من الذي قال ذلك بحق الله؟»

رفعت رأسها وأجابته، وقد أغرورق عيناها بالدموع
ضحك بهدوء، كانت ابتسامته عذبة، عذبة جدًا، ورغبت هاري أن ترسمها بشدة، أخرج منديل وقدّمه لها، كان منديلٌ أبيض محفورٌ عليه أول حرفٍ من اسمه G بخطٍ ملكي ولونٌ ذهبي، بغَت أن لا يتسِخ بمخاطها، لكنها لا تستطيع أن ترفض أو لا تنظف أنفها ووجهها.

قال بينما كانت تنظف نفسها:

«الجميعُ مجانين، فهم لا يعرفونك جيدًا، أنا أضمن أنهم يأكلون هراء.»

قال ذلك كمزحة حتى تضحك، ووصل إلى مراده، فقد ضحكت، عرض عليها كفّه من جديد، وهذه المرّة أخذت بها واستوت بجذعها، وضعت المنديل في جيبها وقالت:

«أنا متأكد أنك لا ترغب باستعماله بعد استعمالي المُهين له، سأغسله وأرجعه لك.»

حكّ جيلبرت خلف رقبته، ناظِرًا إلى النهر، ثم تذمر رادفًا:

«تبًا لهم، كانت رمية جيدةً للحصى، ولكنك كنت مستاءٌ طوال الوقت.»

كانت تحدُّق به، أدرك ذلك فظهر عليه الخجل قليلًا، ثم أردف:

«ما الأمر؟ ما سبب التحديق؟»

ترددت قليلًا، ثم زمّت شفتاها بعزم وسألته:

«ألا تبالي إن كنتُ فتاةٌ أو فتًا؟»

تنهد ثم ابتسم بهدوء وقال:

«لا يهمني إن كنت صخرةً حتّى.»

شجعها كلامه، وأحسّت بإخلاصه، وهاجت عاطفتها امتنانًا له، فقالت بنبرةٍ ظهرت فيها عواطفها؛ فاهتزّ صوتها:

«شكرًا لك جيلبرت!»

كان الحصول على جيلبرت كصديقٍ لها، كالحصولِ على اللؤلؤِ من الأصداف، فمظهرها الصبياني جعل الجميع يبتعد عنها، ويسخر منها، وكان عزاءها الوحيد لتحملِ هذا هو والدها وجيلبرت فهما الوحيدان اللذان يعاملانها بطبيعية.

_________^________

إنها قصة هاري؛ الفتاةُ بمظهرِ فتًا

_________________

فكرة معيودة، ومهروسة، بس حبيت أسوي قصة بيهه.

منو متحمس¿

©️حقوق أحداث القصة هي لي بلا شك وأنا المالكة الحقيقة لها، وأي تشابه فهو محض صدفة.

الغلاف من تصميمي، رايكم فيه؟

هاي القصة راح أكتبهه بعد ما أخلص القصة اللي تحت إيدي، اللي هي كاليبسو، وانصحكم بالذهاب وقراءتها فهي قصة رائعة^^

فوت وكومنت وفولو🥀

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top