18: تدريب.

«هل أتاكِ خبر من كريس؟» سألني تايلور لأنفي له برأسي ثم عدنا للأكل، الجميع نائم بينما نحن في زاوية القبو نأكل أنا أطعم تايسل وهو على مقعده بينما تايلور يهزه حين يتوقف عن الطعام كي ينام.
مضى أسبوع منذ أوّل تفجير، واستمرت الأصوات طيلة خمسة أيام حتى توقفت، ومنذ حينها نحن ننتظر اتصال كريس كي يخبرنا أن نتحرك أم لا، إذ خفنا الخروج ويرانا أحد كتهديد.

طيلة هذا الأسبوع تعرفنا على بعضنا أكثر، تيسا اتضح أنها كانت تترحل مع مجموعة من الأشخاص مثلنا، لكن حصل هجوم عليهم وهي اختبأت ولم تساعد لهذا بقيت على قيد الحياة، لم تكن تتحدث كثيرًا وهذا كل ما أخبرتنا به، تلوم نفسها ولا تزال تستوعب ما حدث.
أما ستيفان فكان يحارب لوحده لأنه بنظره الجلبة وكثرة العدد تجذبهم، هو شرطي، وخسر عائلته المكونة من أمه، أبيه وأخته، إذ تحوّلوا لكن لم يستطع قتلهم لهذا هرب بعيدًا عنهم وبقي يتجوّل ويقتل أكبر عدد منهم.

الطفلان كانا حزينان وبكيا كثيرًا على فقدان والدهما، لا يعلمان هل هما حيّان أم تحوّلا وهذا أكثر ما يؤلمهما. أما تايسل يأكل، يلعب قليلًا ثم ينام، على حسب حساباتي فهو قد أصبح عمره شهران، والحقيقة أنني تعلّقت به كثيرًا، كل يوم أحبّه أكثر ويصبح أقرب لي، عندما يضحك أو يمسك أصبعي بيده الصغيرة.

كان أمامي وأنظر له بعيون على شكل قلوب، لا أعلم إذا كنتُ سوف أخذه وأربّيه بنفسي حين نصل للأمان أم سوف أضعه بميتم، سوف يكون مؤلمًا لي أن أفعل به هذا بعد كل الوقت الذي مضيناه سويًا، وسيكون مؤلمًا بحق ميلا، أن هناك فرصة كي يعيش بشكل جيد معي، بينما ربّما في الميتم لن أعلم لو أن من يعمل هناك جيد، أو من سوف يتبناه جيد. ربّما حتى معي لن يعيش بشكل جيد، لكن على الأقل سوف أحاول.

«هل تحبّينه؟» قُوطِعَت أفكاري من قِبل تايلور لأنظر له وهو أشار لتايسل، ابتسمت وأومأت له لأجيب: «أفكّر هل اعتني به أم أعطيه لميتم حين نصل للأمان» قلت بما أفكر ولم يقل شيئًا.
حتى تايلور أظن أنه تعلّق به، كان يغني له وهو يضعه للنوم، يطعمه ويلعب معه، رأيتُ جانب لم أره من قبل فيه وهو يتعامل مع تايسل، أظن أنه يفكّر بنفس الشّيء.

«لو قررتِ تربيته فسوف أساعدكِ، أنا تعلّقت به بدوري ولا أريد الابتعاد عنه، لكن لو لم تريدي لن أربّيه، لا أستطيع تربيته وحدي، أما معكِ سيكون الأمر سهلًا» قال لأتفاجأ مما قاله، وشعرتُ ببعض الخجل من فكرة أنني وتايلور نعتني بتايسل سويًا، بمنزل لوحدنا.

«هل هذه دعوة للعيش معًا؟» سألته بابتسامة جانبية ليقهقه بصوتٍ منخفض. «كنت أعني أن يكون أسبوع معي وآخر معك وهكذا، لكن لو أردتِ العيش معًا فلن أمانع» قال بسخرية، وبهذه اللحظة تمنيت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني لأن هذا محرج كثيرًا.

«سأحبُّ العيش معكِ، في الواقع تعلّقتُ بكِ أيضًا، ولا أظن أنني سوف أعتاد مجددًا على العيش بدونكِ بعد كل هذا الوقت معًا» قال وحكَّ رقبته لأبتسم بخجل وأومئ: «وأنا أيضًا» قلت ونظرنا لبعضنا بتأمل.

«هل نحن على وشك تقبيل بعضنا؟» سأل لأرفع حاجباي وأعض شفتيّ: «ربّما» قلت وغمزت لينفي برأسه ويردف: «لا لن اسمح لكِ بالتّصرف هكذا، أنا وحدي من يتصرّف هكذا» قال لأقهقه ثم أعيد نظري لتايسل الذي نام وأخيرًا.

انتبه عليه تايلور وبدأ بوضع الطعام مكانه، أما أنا حملتُ تايسل ووضعته على السرير، أصبح ينام بيني وبين تايلور لأن النوم على المقعد دائمًا ليس جيدًا لظهره.
استلقيت ثم أغلق تايلور الأضواء وشعرتُ به يستلقي في الجهة الأخرى.

غطيتنا ووضعتُ يدي حول تايسل كي لا يتحرك على ظهره ثم أغمضتُ عينيّ، شعرت بشيء على يدي وكانت يد تايلور، فتح يدي ثم شبك أصابعنا مع بعضها ثم لم يتحرك.
فتحتُ عينيّ ولم أكن أرى شيئًا بسبب الظلام، شدَّ على يدي وأعدتُ إغلاق عينيّ وابتسمتُ بخفة على حركته لأشدَّ على يده أيضًا.

---

استيقظت على شيء يضرب وجهي وقهقهات عديدة، تأفأفت حين علمتُ أنه تايلور يمسكُ يدي تايسل الصغيرة ويضربني بها، ابتسمت لكن سرعان مع شعرت بشيء سائل عند فمي، فتحتُ عينيّ ورأيت خط اللعاب الممتد من فم تايسل لوجهي، جعدتُ وجهي وازدادت القهقهات بينما أعدّل جلستي وأمسح اللعاب عني.

«أعتذر، لم أتوقع أن هذا سيحدث» قال تايلور وهو يحاول عدم الضحك. «هو طفل تايلور، يصدر لعاب كثير باليوم الواحد لدرجة أنه سوف يملأ حوض سباحة، بالطّبع لعابه سوف يسيل» قلت بقرف ولم يستطع التحمل لهذا ضحك بقوّة بينما يحمل تايسل جيدًا كي لا يقع.

استقمتُ وذهبتُ للاغتسال، هناك حمّام صغير في نهاية القبو، يوجد هنا مكان للاستحمام، وعلى ما يبدو أن الأنابيب تقود لخارج القبو رغم أنني لم أفهم هذا كثيرًا، لكن لم نستخدمه كثيرًا، اتفقنا أن كل يوم أحدنا سوف يستحم ولحسن الحظ اليوم يومي.
أخذتُ ملابسي من حقيبتي ثم بدأتُ استحم، انتعشت لشعور الماء متوسط الحرارة، آخر مرة استحممتُ بها كانت قبل أسبوع لهذا اشتقتُ لشعور الماء على جسدي.

حين انتهيت ارتديت ملابسي وخرجت لأرى تايلور وستيفان يتقاتلان، قبل خمسة أيام اتفقنا أن نحاول التدريب على قتالنا في حال استمرت هذه الأزمة، نحاول تعليم الطفلان وتيسا بعض الحركات، ستيفان بما أنه شرطيّ لم يكن بحاجة للتدريب لكن هذا لم يمنع أن نتقاتل.

وضع تايلور خصمه أرضًا ثم وقف وهو فخورٌ بنفسه، نظر لي وأشار لمنتصف المكان: «هيّا آيسل، دوركِ» قال لأنفي برأسي وأجيب: «لا شكرًا، استحممتُ للتوّ» قلت، من بعد إمساكه يدي البارحة أشعر بالخجر تجاهه. تنهد: «هيّا، أنا لم أحاربكِ أبدًا، أو ربّما أنتِ خائفة أن أهزمكِ؟ إذا كان هذا الأمر فلا بأس» قال لأنظر له بتحدٍ. «عاركني» قلت وأخذتُ وضعية القتال.

أخذ هو الخطوة الأولى ولكم بيده اليمنى لكنني تفاديتها ولم ألحظ لكمة يده اليسرى السريعة والتي ذهبت لبطني، كانت قوية بعض الشيء لهذا ابتعدت وسعلت، ابتسم لأعقد حاجباي، لقد عبث مع الشخص الخطأ.

رفعتُ قدمي كي أركله لكنه أمسكها وابتسم لي، ابتسمت ليعقد حاجباه، التفت وهو يمسك قدمي وبالقدم الأخرى ضربته على وجهه ليترك قدمي ويبتعد، هبطتُ على يداي ثم وقفت وصفقت لنفسي بينما أدور.

شعرتُ به خلفي بينما يضع يده حول عنقي وهو بجانب جسدي الأيمن، أمسكتُ يده بيدي اليسرى وبالأخرى على خصره، ابتعدت ووقفت خلفه لأرفع يده اليسرى للأعلى وأشدُّ على خصره، بدأ يأن ثم بقدمي ضربتُ الخلفية من ركبته ليقع أرضًا، وضعته على الأرض وأنا فوقه وشددتُ على يده.

«من الخائف من الهزيمة؟» همستُ بأذنه وقهقهت، سمعتُ صوت رنين الهاتف لأنظر له بسرعة، تركته وهرعت له وأجبت من غير النظر للمتصل. «كريس؟» صرخت ليأتيني صوته من الجهة الأخرى بالإيجاب لأتنهد براحة.

«أعتذر على تأخري بالاتصال، كنتُ أحاول تدبير وسيلة نقل لنا، تجهزي لأننا غدًا قادمون لأخذكم للمكان الآمن خارج البلاد، في كندا.
هناك العديد من الحطام فوقكم ولن يمكنكم الخروج وحدكم، أنا مشغول لكن أردتُ الاتصال بكِ كي تتجهزوا، حين نصل غدًا سوف اتصل بكِ مرّة أخرى، إلى اللقاء».

قال كلامه مرة واحدة ثم أغلق الاتصال، رفعتُ رأسي ونظرتُ للجميع حولي لأبدأ بالقفز والصراخ بحماس بينما أخبرهم بما حدث للتو، بدأوا بالقفز معي بحماس والصراخ بسعادة، حتى تيسا ابتسمت وصرخت معنا رغم أننا لم نرى ابتسامتها منذ أن تعرفنا.

حين انتهى الاحتفال بدأ الجميع بتجهيز نفسه من ترتيب الحقائب والمكان من حولنا، سيكون اليوم طويلًا إذ أشك أن أحدنا سينام بعد هذه الأخبار الرّائعة.

---
فصل خفيف لطيف.

الحركة يلي استخدمتها آيسل لما هاجمها تاي من الخلف شفتها من فيديو، أنه لما حدا يحط يده على كتفك من غير إذنك وما كنت مرتاح استخدمها ضده، وأنا جوي وأجوائي أتعلم حركات قتالية ثم اجربها على أختي حتى اشوف مدة فعاليتها بعدين أحطها برواياتي. 👁👁

لما جربتها على أختي ضبطت لكن هي كانت عارفتها لهيك ما تفاعلت معي وضلت تتهرب لهيك ما توجعت كتير. 😔😂

وجست والله كونوا بخير إيميز. 🤎

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top