17: تفجيرات.

الساعة أصبحت الثانية صباحًا وتايلور لم يعد بعد، قلقي أصبح يأكلني وكنتُ على وشك الاتصال به مئات المرات لكنني تراجعت لأنه لا يزال لديه وقت.
نظرتُ لتارا التي تحمل تايسل وتلاعبه بينما جوني بجانبها يبتسم، من المستحيل المخاطرة بحياتهما من أجل...تايلور، لهذا سأنتظر حتى الساعة الثالثة، لو لم يحضر حتى حينها سوف أتصل به ثم انتظر ساعة أخرى، لو لم يحضر سوف أُغلق الباب علينا.
«آمل أن تكون هنا تايلور، لن أتحمّل فعل هذا بك».

---

بعد ساعة أمسكتُ الهاتف وبأصابع ترتجف اتصلتُ به، رنة، رنتان، ثلاثة حتى أجاب لأبتسم لكن تلاشت ابتسامتي حين قال: «يا إلهي آيسل، أعلم أنني تأخرت لكنني قادم» قال وهو يلهث ليتنقبض قلبي: «ماذا يحدث تايلور؟» سألتُ بسرعة ليجيب: «هناك مجموعة من المتحولين تلاحقنا، أحاول تفاديهم حتى يضيعونا لكن عددهم يزداد ولا أعلم ماذا أفعل».

«كم عددهم بالضبط؟» سألته. «ربّما عشرون» قال صوتٌ رجل آخر لأعقد حاجباي، خرجتُ من المنزل ونظرت حولي لأقول: «يمكنني قتل عدد منهم إذا صعدتُ على إحدى المنازل وكان لدي رؤية جيدة، اقتل البعض منهم وأنا سأقتل الباقي، هل هذا جيد؟» سألت. «أجل، عشر دقائق وسنكون أمامكِ» قال وأغلق الخط.

دخلتُ المنزل وبسرعة أحضرتُ عدة أسلحة ومنها القناص مع كاتم صوت. «سوف يأتي صديقي ومعه بعض الأشرار، أدخلوا المنزل ولا تخرجوا منه حتى نأتي، لو أصبحت الساعة الرابعة ولم نظهر أغلقوا باب القبو عليكم واعتنوا ببعضكم وبتايسل، حسنٌ؟» سألتهم لتنفي تارا: «لمَ؟ لا تتركينا وحدنا» قالت وهي تبكي ليبكي جوني وهو يحضنها.
«أعدكِ سأحاول ألّا أفعل، سأعود أعدكم» قلت واحتضنتهم، خرجتُ من المنزل وأغلقته، أعدتُ تسلّق منزل تارا وجوني وأخذتُ مكان لي عليه، وضعتُ سلاحي مما أتاح لي رؤية جيدة على الشارع بأكمله.

عدّة دقائق اتصل بي تايلور وأجبته: «سوف نأخذ هذا المنعطف ونظهر أمامك» قال وظهرت سيارة تايلور وخلفها المتحولين، بدأتُ بإطلاق النار عليهم واحد تلو الآخر ليقعوا أرضًا، بالطبع مع كاتم للصوت، بدأوا يقعوا أكثر بسبب إطلاق من السيارة نفسها، حين وصلوا المنزل كان هناك خمسة منهم وراءهم، وقفتُ بسرعة وبسلاح آخر أطلقتُ عليهم بسرعة.

«لا تخرجوا قبل أن أقول لكم» أخبرتهم وانتظرنا عدّة دقائق في حال خرج أحد. «المكان خالٍ» قلت ليخرج تايلور من السيارة ومن المقعد بجانب السائق خرج شاب، ومن المقعد الخلفيّ فتاة، نظر لي تايلور لأبتسم وأنا أشعر بالدموع تتجمّع بعينيّ، بدأتُ بالنزول بصعوبة وشعرتُ بيد أحدهم على ظهري وخصري وكان تايلور، قفزت وسقطتُ بأحضانه لأحتضنه بقوّة.

«حمدًا لله على رجوعك، كنت سأقتلك» قلت وأنا أقهقه ليبتسم، تراجع وقبّل ما بين عينيّ واحتضنني مرّة أخرى ثم تراجع. «هذا ستيفان، وجدته يحارب المتحوّلين وساعدني بإحضار المؤن لنا، كونغسو هذه آيسل التي أخبرتكَ عنها» قال وعرّفني على الشاب لأصافحه. «مرحبًا» قال وابتسمت له: «أهلًا».
«وهذه تيسا، كانت تختبئ بأحد المحلات التجارية، تايون هذه آيسل» صافحتها لأبتسم: «مرحبًا» قلت لتومئ برأسها فقط.

دخلتُ المنزل ليركضا نحوي ويعانقاني، بادلتهما العناق وأنا ابتسم: «وعدتكم أنني سأعود، وأحضرتُ بعض الأصدقاء» قلت وأشرت للذان يحملان الأغراض، نظر لي تايلور بتعجب لأرفع كتفاي.

بدأنا بنقل الأغراض داخل القبو، لقد أحضر بعض المستلزمات لتايسل وبعض الأدوية. وضعنا كل شيء وحين أصبحت الساعة الرّابعة والنصف فجرًا أغلقنا باب القبو بقوّة وإحكام، الآن سوف ننتظر وندعو أن الباب سوف يتحمّل وسوف نكون بأمان، رغم هذا إلا أنني أثقُ بالمدير كريس، رغم حقارته بعدم إخباري هو كان يعتني بي منذ بداية دخولي.

التفت وكان جوني مستلقيًا على أحد الأسرّة وبجانبه تارا، أعطيتهما دواء منوّم غطيتهما بالأغطية التي أحضراها وقبّلتُ رأسيهما لتبتسم تارا: «شكرًا لكِ آيسل، لولاكِ لكنا متنا» قالت لأبتسم: «لا داعي عزيزتي، هيّا اخلدي للنوم، كل شيء سيكون بخير» قلت لتومئ وتغمض عيناها.
لا أريدهما أن يكونا مستيقظان حين يحدث الانفجار كي لا يسمعا الصوت ويخافا.

ابتعدت وذهبت لتايلور وأشار لهما برأسه: «وجدتهما بالمنزل مقابلنا يختبآن واحضرتهما لهنا، أخبرتني قبل ساعات تارا بالقصة، والداهما خرجا كي يحضرا بعض المؤن قبل أسبوع لكنهما لم يعودا» قلت له ليومئ وأكملت: «ماذا حدث معك لتتأخر كل هذا؟» سألت وتنهد: «في البداية كنتُ أبحث، معظم المحال كانت فارغة، يبدو أننا لسنا وحدنا من يبحث، ثم وجدت ستيفان وقضينا بعض الوقت نختبئ ونحارب، ثم وجدنا تيسا وحدث نفس الشيء نختبئ منهم، وبالنهاية الوقت الأكبر كان محاولة التخلص منهم، لم أرد أن آتي هنا ومعي المتحولين كي لا أعرّضك أنتِ وتايسل للخطر».

فسّر لأبتسم: «أنا من أنقذت مؤخرتك لهذا لا تخف من تعريضي للخطر» قلت ليقهقه ويومئ: «معكِ حق، شكرًا لكِ لاتصالك، نسيت أمر الهاتف بالكامل» قال لأشعر بالذنب لشكره لي، لا أستحق الشكر. «في الواقع لا تشكرني، قلتُ لنفسي أنني سأنتظر حتى الرابعة، لو لم تأتي سوف أغلق الباب كي لا أعرّض الأطفال للخطر» قلت وطأطأت رأسي بحزن ليحتضنني: «لا بأس آيسل، كنتِ ستفعلين الشيء الصحيح نظرًا لوجود الأطفال» قال لأبتسم وأبادله الحضن.

نظرت لتيسا التي تجلس على أحد الأسرّة بصمت ثم لستيفان الذي جلس على سرير، لم يتبقى سوى سرير واحد الذي نجلس عليه، يبدو أن تايلور فهم ما أفكّر لأنه نظر لي وابتسم بجانبية لأضرب كتفه. «توقف أيها المنحرف وإلا سأجعلك تنام على الأرضية» همست ليقهقه ويومئ.

«أنا سوف آخذ دواء كي أخلد للنوم، لا أريد أن أكون مستيقظة حين يحدث الأمر» قالت تيسا لنومئ لها، أخذت الدواء ثم استلقت تحت الأغطية.

جميعنا جلسنا وانتظرنا كي يحدث الأمر، خائفين من عدم نجاح القبو.
أقل من دقيقة ثم تطرق الساعة السادسة صباحًا، شعرتُ بتايلور يمسك يدي لأشدَّ عليها بقوّة، ثلاثون ثانية، بدأتُ أتنفس بعمق، أنظر للجميع حولي كي أتفقدهم، عشرون ثانية، قرّبتُ تايسل لي ووضعته بحضني ثم شدّيتُ على حضنه، عشر ثوان، اقترب تايلور مني ثم احضتنني أنا وأغلقتُ أذنا تايسل.

ثلاثة، اثنان، واحد.

شعرنا باهتزاز الأرض حولنا، صوت الانفجارات كان خفيفًا لكن يمكنك سماعه، الأسرّة بدأت تتحرك وقفز ستيفان كي يمسك سرير الأطفال، فجأة استيقظت تيسا وهي تبكي وترتجف، وقعت على الأرض ليسحبها ستيفان، وضع رأسها من جهة اليمين على صدره وبيد غطى أذنها، واليد الأخرى تمسك سرير الأطفال، أما تيسا شدّت على قميصه بينما تبكي بصمت.

استمر الوضع لعشر دقائق حتى خفَّت الاهتزازت ثم توقفت نهائيًا مع اختفاء الأصوات، تراجعت تيسا عن حضن ستيفان وشكرته بصوت خفيف ثم بصعوبة وقفت وعاد للسرير لتضع الأغطية حولها.
ستيفان بدوره رفع نفسه واستلقى على سريره، وضعت أنا تايسل بمكانه ثم وقفت عن الأرض. «سأتصل بكريس وآتي» قلت لتايلور ليومئ.

ضغطت الأرقام على هاتفي من الورقة، ثوان حتى أجاب صوته المدير كريس: «العميل كريس» قال لأتردد لكن نطقتُ بالنهاية: «مرحبًا مدير كريس، أنا العميلة آيسل» قلت لأسمع تنهيدة منه: «يا إلهي حمدًا لله أنكِ بخير! قلقتُ عليكِ كثيرًا وخفتُ ألّا تصلكِ الرسالة، هل أنتِ بخير؟ والضابط تايلور بخير؟» قال لأبتسم.

«لقد وصلتني وأنا بالمنزل الآن، أنا بخير والضابط تايلور بخير أيضًا، كما أننا أنقذنا ثلاثة أطفال، شاب وشابة، بفضلك نحن بخير ولدينا الكثير من المؤن، رغم أنك من أسباب ما يحدث بالوقت الحاليّ لكن شكرًا» قلت ليقهقه: «لن تسامحيني لأنني لم أقل لكِ، أليس كذلك؟» قال لأنفي برأسي رغم أنه لن يرى هذا.

«سعيد أنكِ بخير، سوف أوصل سلامكِ للعميل ماثيو وباقي أصدقائكِ. التفجيرات سوف تستمر وتُعاد حتى يتم الإقرار أن الوضع آمن، حين يحدث هذا سوف أخبركِ كي تخرجوا من المنزل ونأتي لأخذكم، حسنًا؟» سأل. «حسنًا، اعتنوا بأنفسكم» قلت ليقول لي نفس الشيء، ودعني ثم أغلق الخط.

تنهدت بتعب وذهبت لأستلقي على السرير بجانب تايلور، حين استلقيت حرص هو على ترك مسافة بيننا وشكرته على هذا، السرير كان متوسط الحجم لهذا اتسع لكلانا.
«ماذا قال؟» سأل بهمس لأنظر له وأجيب بما قاله لي المدير كريس، أومأ ثم ساد الصمت بيننا مرة أخرى.

«تصبح على خير تايلور».

«تصبحين على خير آيسل».

---
دن! *-*

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top