11: إصابات.

شعرتُ برئتي تحترق، أرى النيران من داخل الماء ومعظم أجزاء السيارات قد دخلت الماء، عيوني تؤلمني من الماء وأريد أن أشهق لأن تايلور رحل مثل الباقي وأنا بقيتُ لوحدي، هو ضحى بنفسه كي أعيش أنا ويعيش الباقي، وكل ما فعلته هو الركض نحو بحيرة كي أنقذ نفسي، مثل العادة؛ كل ما اهتم له هو نفسي.

سحبت لخارج الماء وأخذتُ نفس عميق ثم بدأتُ أسعل، نظرتُ للمكان وكان يحترق، والكثير من الجثث موجودة على الارض.
بدأتُ بالسباحة خارج البركة وجهزت سلاحي في حال صادفني أحدهم، مزعتُ جزء من قميصي ولففته حول ذراعي لأن الدماء كانت تتدفق منها، إحدى الأجزاء اصدمت بذراعي وجرحته جرح شبه عميق.

مسحتُ وجهي من الماء ودموعي وبدأتُ أبحث عنه، ربّما لم يمت، ربّما هرب باللحظة الأخيرة. نظرتُ لجهة المكان حيث الشاحنة ولم تكن هناك، جيد أنهم رحلوا، كنتُ سأفرغ برأسهم أسلحتي بعد كل هذا العناء.

مشيتُ قليلًا من جانب الساحة ونظرتُ للأعلى حيث كُسِرتَ النافذة بمكان معين والباقي كان جيدًا، نظرتُ للأسفل وكان هناك بركة سباحة، وبها يرقدُ جسد تايلور.

هرعتُ له وكان يطفو على سطح الماء المختلط بالدماء، سحبته بصعوبة لذراعي وثقل جسده لحضني، تفقدت نفسه ولم يكن موجودًا، مددته وبدأت بعمل التنفس الاصطناعي له.

«هيّا! هيّا!» قرّبتُ فمي من فمه ونفخت به ثم أعدتُ الكرة للمرة الثانية، الثالثة، هيّا! الرابعة، نفختُ بفمه وحين ضغطتُ على صدره بصق الماء وبدأ يسعل.

قهقهتُ من بين دموعي وساعدته على الجلوس، أرخى رأسه على كتفي بتعب وانتبهت لجرح ساقه. «انتظر حتى أعالج جرح قدمك وسوف أوبخك على فعلتكِ هذه» قلتُ بينما مزعتُ الجزء الآخر من قميصي كي ألفه على قدمه.

«قدمي ليست الوحيدة المجروحة» قال بصوتٍ ضعيف ليتمدد مرة أخرى وأرى ملابسه الدامية بسبب جرح على بطنه، اللعنة!
نزعتُ قميصي بالكامل لأبقى بحمالة الصّدر الرياضيّة وبدأتُ بالضغط على الجرح، سمعتُ صوتًا خلفي وكان هناك أحد المتحولين قادمٌ نحونا، أخذتُ سلاحي الكاتم للصوت ثم قتلته.

«هل تستطيع التحميل قليلًا؟ يجب أن نذهب من هنا المكان غير آمن» سألته وأومأ، ساعدته على الوقوف بعد عناء طويل وبدأنا المشي ببطء بسبب قدمه، أساعده بالمشي بيدي المصابة وباليد الأخرى أضغط على جرحه.

أتى أحدٌ آخر أمامنا ليأخذ السلاح عن خصري ويقتله بعد ثلاثة رصاصات. «لا أستطيع الرؤية بشكل جيد» همس لأقهقه.

وجدتُ مخزن ملتصق بالمجمّع التجاريّ، وضعتُه على الأرض وذهبتُ لتفقده، كان فارغًا، تأكدتُ من الباب ثم سحبتُ تايلور لهنا ووضعته على سرير كان في زاوية الغرفة، أغلقتُ الباب ببطء كي لا يسبب ضجة كبيرة وتأكدتُ منه ثم ارتميتُ على الأرض بتعب.

استقمت وبدأتُ بتفقد الأدوات، كان هناك ولّاعة، أخذتها وجلستُ بجانبه، سحبت السكين لينظر لي، حين فهم ما أرمي له تنهد. «هذا سوف يؤلم، أليس كذلك؟» سأل لأومئ بخفة. «أعتذر» همست لينفي برأسه وأشار لي أن أبدأ.

بدأتُ بتسخين السكين وهو وضع الجاكيت الخاص به داخل فمه، حين سخنت السكين بشكلٍ جيد أبعدتُ القماشة عن جرح بطنه وبسرعة وضعتها عليه، بدأ يأن وصرخ بصوتٍ منخفض وشدَّ على فخذي، تألمت وأردتُ وضع السكين بها لكنني تراجعت.

أغمي عليه من الألم لأتفقد نفسه بسرعة لكنه كان منتظم، أعدتُ تغطية جرح بطنه ثم سخنت السكينة ووضعتها على جرح قدمه والذي استيقظ عليه بسرعة وبدأ يبكي بخفة ثم غطيته حين انتهيت.

بقي يأن وهو يمسك فخذي ثم هدأ بعد عدّة دقائق لأعلم أنه خلد للنوم. تراجعت وأعدتُ الكرّة لكن هذه المرة وضعتُ السكين على ذراعي، شعرتُ بجلدي يحترق والألم يتمرر جميع أنحاء جسدي.
بدأتُ أشهق وأبكي بصوتٍ منخفض وأبعدتُ السكين حين التأم الجرح، هذه الحركة من أسوأ الحركات كي نضمد الجرح، وسوف تترك أثر لكن لا خيار أمامنا.

غطيتُ يدي ووضعتُ كل شيء على جنب، تفقدتُ المكان بعينيّ ورأيتُ غطاء، غطيتُ به تايلور وأخذتُ الوسادة لي، تمددتُ على الأرض ووضعت الوسادة تحت رأسي لأغمض عينيّ بتعب، فقط لوقت قليل لأنني متعبة.

---

استيقظتُ على أنين تايلور ورفعتُ جسدي عن الأرض بصعوبة، تفقدتُ حرارته وكانت منخفضة وهو يرتجف، بحثت حولي عن أي شيء له وكان هناك ثلاجة صغيرة بها بعض علب الماء والعصائر، يبدو أن أحدهم كان يعيشُ هنا.

بحثتُ عن وعاء ووضعتُ الماء به، وبقطعة قماش غرقتها به ثم وضعتها على رأسه، وبقطعة أخرى بدأتُ بمسح جسده كي تخف حرارته.

تفقدتُ باقي المخزن ووجدتُ بعض الطعام المُعلب وبعض الأدوية، أعطيتُ مسكن للألم وخافض للحرارة له وأنا أخذتُ لنفسي أيضًا.

«أنا آسف».
«أرجوكِ...لا ترحلي».
«سوي».

بدأ يهذي بهذه الكلمات وتنهدت، أنا متعبة وأريدُ النوم، لهذا غيّرت القماشة على جبهته وعلى جروحه ثم عدتُ لمكاني على الأرض لأعود للنوم.

---

«آيسل».
«آيسل استيقظي».

سمعتُ صوت تايلور لهذا فتحتُ عينيّ ووجدته على السرير ينظرُ لي، استقمت وتفقدتُ حرارته وكانت منخفضة. «هل أنتَ بخير؟» سألته وأومأ لي، تفقدني ونظر لذراعي وعبس، نظرتُ أيضًا نحو الجرح وكان مقرفًا، الدماء حوله وشكله ليس جيدًا.

«يجب أن ترى جروحك أوّلًا يا سيدي، إذا كان جرحي مقرفًا فجروحك هي منبع القرف» سخرت ليبتسم. «كنتُ قلقًا في الواقع ولم أكن سأسخر، فعندما حملتني كانت بهذه الذراع» قال بصوتٍ منخفض لأبتسم. «لا بأس، المهم أنكَ بخير، الآن يجب أن نأكل».

ساعدته على الجلوس وأحضرتُ الطعام المُعلب والماء. «لدينا أربعة علب ماء، ثلاثة عصير، خمس علب طعام معلب واثنان راميون. لا نعلم كم سنبقى هنا لكن نظرًا لأننا متعبون فسوف نبقى لبعض الوقت، لهذا يجب أن نقتصد كي لا تنتهي المؤن. لا نعلم متى سوف نجد متجر آخر جيد به بعض الطعام والشراب» قلت وأومأ لي لنبدأ بالأكل.

«هل رحلوا؟» سأل. «لم أرَ الشاحنة، لذا أظن أجل» أجبته. «لمَ ذهبت للمُجمّع رغم أنكَ كنت تعرف بعدم احتمال نجاتك؟» سألته ليبقى صامتًا ويتوقف عن تناول الطّعام ليفكّر. «لأنني لن أسامح نفسي لو تراجعت عن الذهاب ويموت الباقي» قال وأكمل تناوله.

«وهل كنت سوف تتركني وحيدة؟ ماذا لو لم يكن هناك بركة سباحة، أو ماذا لو لم أجدكَ من الأساس؟» سألتُ بغضب، فكرة أنها كانت خطتي وهو وافق عليها تغضبني. «لكن كل هذا حدث وها أنا ذا حيٌ يرزق، بفضلكِ، شكرًا لكِ على إنقاذي» قال لأتنهد.

«أيضًا أثقُ أنكِ سوف تعيشين لو تركتكِ وحدكِ، أنتِ عن مئة رجل، وهذا مديح» قال لأقهقه ويبتسم هو.

«لن ينتهي هذا الأمر سريعًا، أليس كذلك؟» سألته لينفي برأسه. «لا أظن هذا، لكن آمل أن يجدوا علاج له أو حتى يحموا من لم يتحوّل» قال لأتنهد.

«كيف سنذهب إلى المنطقة الآمنة؟ السيارات القريبة فجرناها، وأشك أن نجد واحدة سليمة».

«لا تقلقي، سوف نتدبر أمرنا، أيضًا حتى لو لم نجد سيارة سوف نذهب سيرًا على الأقدام، لا تستخفي بقدمي فهي جيدة حتى مع إصابتها» قال وغمز لي.

«ولا تستخف بذراعي فهي تستطيع اللكم حتى مع إصابتها» قلّدته ليقهقه بعلوّ وابتسم بدوري، سيكون البقاء معه ممتعًا.

---
لو أقول لكم إني كتبت هالفصل الساعة ثلاثة الفجر تصدقوني؟ عيوني يسكروا لحالهم لكن ما تركته غير لحتى أنهيته. *-"

تشاوز، تصبحوا بخير من عندي. 🤎

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top