08: أتعدُني؟

بريطانيا العُظمى، اليوم السبت بتاريخ الثالث والعشرون من شهر يوليو، الساعة 10:00 صباحًا.

استيقظتُ بنشاط ودخلت للحمام واستحممت، خرجتُ من الحمام وارتديت ملابسي، وضعت سكين بجزمتي، وسلاحين على جانبيّ، سرحت شعري على شكل ضفيرتين وارتديت عقدي الجالب للحظ، أهداني إياه أخي في عيد ميلادي الخامس عشر، كل شيء أسود، حتى العقد. أخذت سلاح ومشطين ووضعتهم تحت الوسادة مع ورقة كتبت عليها «إذا وجدته أستخدمه جيدًا وحاربهم هم لا نحن، رافقتكَ السلامة» ابتسمت وأرجعت الوسادة محلها.

وضعت رشاش صغير كاتم للصوت على ظهري، حضرت حقائبي وحقيبة الظهر، نظرتُ للغرفة للمرة الأخيرة، تنهدت وأغلقتُ الباب، صفَّر أحدهم من خلفي وكان توم: «جميلة» قال وأنا مددت لساني له بغيظ.

نزلتُ للأسفل وكان جميعهم هنا «حسنًا، السلاحين فهمتهما وأيضًا السكين، لكن لمَ الرشاش؟» سأل ماثيو لأجيبه: «أشعر بشعور سيء لذا أحذر» قلت له وأومأ بتفهم وحمل سلاح آخر. «هيّا!» قال الضابط تايلور وخرجنا من المنزل، جلسنا في الخلفية، أخذتُ الوسادة التي أخذتها من غرفتي وجلست عليها ووضعت السماعات بأذني وذهبتُ في عالمي الخاص.

شعوري بالسقوط للأمام أفاقني من شرودي، رفعتُ رأسي لأرى وجه ماثيو المرتعب، نزعت السماعات ووضعتها في حقيبتي ونظرتُ لما ينظر له ماثيو؛ حشدٌ كبير منهم، ربما أربعين أو خمسين، زفرتُ بسخط ونظرتُ لتايلور. «ماذا سوف نفعل؟» سأله ماثيو. «علينا محاربتهم، لا يوجد طرق أخرى للوصول لوجهتنا إلا هذا» قال تايلور بقلة حيلة. «حسنًا يمكننا محاربتهم، ولكن ماذا عن الباقي، أين سنخفيهم ريثما نتخلص منهم؟» سألته وهو نظر حوله. «هناك» قال سايلس وأشار لمحل ملابس. «حسنًا سأذهب لتفقده» قال ماثيو وذهب وعاد بعد خمس دقائق وقال: «إنه فارغ» ليومئ تايلور.

نظر للجميع من النافذة في الشاحنة «لا يوجد إلا هذا الطريق للذهاب لوجهتنا، علينا أن نحاربهم، لذا من معي؟» سألهم «أنا» قلت «أنا أيضًا» قال ماثيو. «أنا مهم ولستُ مستعد للمخاطرة في حياتي» قال سايلس وأنا تمنيت وضع رصاصات سلاحي في رأسه المتعجرف لأريه كم هو مهم عندي.

«أنا بالتأكيد» قال كايل وهو يبتسم لأبتسم أنا أيضًا، ابتسامته معدية تعطيك الأمل. «أعرف كيفية القتال ولكن بالسيف فقط» قال جايسون لأسحب حقيبتي وأخذ منها قطعة حديدة طويلة وأعطيته إياها «هل ستفي بالغرض؟» سألته «أجل» قال وهو يتفحصها.

«أنا معكم» قال سام. «حسنًا هذا يكفي، توم وجوزيف يجب عليكم البقاء لحماية سايلس، لارا وجيرمي، حسنًا؟» قال تايلور ليومؤا. «نحن ستة، أظن أننا سنكفي» قال ماثيو. «حسنًا تسلّحوا» قال لأسحب حقيبتي لأخذ سلاحي المفضل، G36 الذي يطلق 750 رصاصة في الدقيقة الواحدة، وعدة سكاكين وقنبلتين، تسلّحنا وأوصلنا البقية إلى محل الملابس وسلّحناهم، اختبئنا ثم وجه تايلور نظره إلينا وأشار بأصبعه، واحد، إثنان، ثلاثة لننطلق.

قتلت واحدًا بسلاحي وأطلقتُ على الثاني، أصبت واحد في قدمه ولكن هجم علي لأضربه بسلاحي على مقدمة رأسي ثم أطلقتُ عليه النار، ألتفت وقفزت في الهواء وركزت قوتي كلها في قدمي لأضرب واحد على رأسه ليرتطم في الحائط.

بقيت أطلق النار من أسلحتي حتى نفذت، وضعتهما في محلهما وأخرجت السكاكين لأرميها في رأس أحدهم، ألتفت وكان أحدهم على وشك عض جايسون من الخلف ولكنني أطلقتُ السكين عليه لتنغرز السكين في رأسه ويسقط.

بقينا هكذا نحارب حتى قضينا عليهم جميعهم، سقطتُ بتعب على الأرض في محل الملابس وأنا ألهث كما حال الجميع. وقفت ورأيت لارا قادمة نحوي وفي عينيها بعض الدموع لأعقد حاجباي وأذهب من الطريق الذي أتت منه.

جوزيف يمسك بسلاح ويرتجف وأمامه متحول، نظرتُ للجهة الأخرى ليسقط مني سلاحي لرؤيته في حالة يرثى لها ويضع يده على كتفه والدماء تخرج منها لأعرف أنه تم عضه «لم أره، أتى فجأة» قال بصوت مرتجف.

«توم؟» همس سام عندما رآه وسقط على ركبتيه أمامه وزحف حتى وصل له «كيف؟» سأل ببكاء وأمسك بوجهه «أقسم أنني لم أره» قال ببكاء هو الآخر «لمَ؟» نبس بهلع «لمَ أيها اللعين لمَ؟» ضربه عدة مرات على كتفيه وخبأ وجهه بصدره ليبكيا الأثنان معًا، سبقَ وأخبرني توم كيف أن علاقتهما مميزة، هما معًا منذ طفولتهما وكانا كالأخوة في كل شيء، لا أريد أن أكون مكان سام حاليًا.

رفع سام رأسه ومسح دموعه بعنف ونظر نحو سايلس وقال: «أنت، ألم تقل أنكَ تعرف العلاج؟ عالجه هيًا!» قال له ووقف «أنا لا أستطيع» قال بهدوء ليهجم عليه سام: «لقد تم عضه لأنه كان يحاول أن يحمي مؤخرتك اللعينة لذا عالجه واللعنة وألا سأرميكَ بنفسي لهم» صرخ وهو يمسك بياقته.

أبعده تايلور قائلًا: «أنتَ لا تريد جلبهم لنا بصراخك، إهدأ» قال له بصرامة «أهدأ؟ أهدأ و صديقي يصارع الموت وطبيبكَ اللعين يأبى معالجته!» صرخ حتى برزت عروقه. «أترى أية أدوات هنا لأعالجه؟ أحتاج إلى محاليل وأدوات، لمَ برأيك نحاول الذهاب إلى بارادايس؟ فيها كل ما نحتاج من محاليل وأدوات» قال سايلس بقليل من العصبية، أوه البارد يستطيع أن يشعر مثلنا «فليصمد حتى نصل إلى هناك» أكمل سايلس وأشاح بنظره عنا.

«سام؟» قال توم ليهرع له سام قائلًا: «ماذا؟» بقلق. «إذهب» قال توم بصعوبة. «ما الذي تقوله؟ أنا لن أتخلى عنكَ» قال سام لكن توم نفى برأسه وقال: «أرجوك إذهب، أنا لا أستطيع الصمود، أنا بالفعل أشعرُ بالظلام يتسلسل بداخلي، أرجوك إذهب».
«أرجوك لا تقل هذا، لا تفعل، لا يهمني حتى لو تحولت سأبقى معك» قال سام ببكاء.

«حسنًا، لا تذهب» قال توم ليبتسم سام قليلًا ويومئ بسرعة. «لكن اقتلني» أكمل ليتجمد سام. «أنا لا أريد أن أتحوّل لواحد من هذه المخلوقات، خلصني منه وافعلها».
«أيها اللعين أقسم أني سأقتلك!» قال سام بعصبية وضربه ليقهقه توم: «إذًا افعلها» قال وابتسم بألم. «لا أستطيع، أرجوك لا تجبرني على فعل هذا».
«إذن إذهب، فقط إذهب واترك لي سلاح، سأفعلها بنفسي» قال توم للآخر بترجي. «حسنًا» قال بتلعثم ليبتسم توم بهدوء.

«عِش حياتك، حسنًا؟ وإذا كانت هايا على قيد الحياة تزوجها وإلا سآتي لكَ على شكل روح سوداء أقتلك، أتَعِدُني؟» قال ليبتسم توم من بين دموعه. «حسنًا أعدك».
«أحبكَ أخي الكبير» قال توم. «وأنا أيضًا أحبك أخي الصغير» قال سام واحتضنا بعضهما.

صعدنا جميعنا بالشاحنة وانتظرنا سام ليأتي، حضنه لآخر مرة وصعد سام بخطوات متثاقلة، لوَّح توم لسام، ثم نظر لي وفعل إشارة القلب بأصابعه، لأردها على شكل قلب كبير بيداي.

ابتعدنا عنه ولكن ببعد مناسب لكي نسمع صوت الرصاصة الواحدة ثم الهدوء، شدَّ سام على قبضته وأرخى رأسه على قدميه.

أنا آسفة سام، وآسفة توم لأنني لم أستطع حمايتك.

---
أعرف أنه قصير ولكن أظن أن أحداثه كافية. ")

حاسة شكلي غبي وأنا أحكي بالفصحى، لكن رح أحاول عشان تفهموا علي معظم الكلمات.

لوفيوز!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top