05: تلبُّد.
بريطانيا العظمى، اليوم الثلاثاء بتاريخ التاسع عشر من يوليو، الساعة 10:00 صباحًا.
استيقظنا مبكرًا الساعة العاشرة وفطرنا، وها نحن نتجهز للتحرك، صوت الإنذار صدح في المكان لأنظر لـلارا برعب، ركضت لغرفة المراقبة لأرى العجوز مايكل على الأرض وهم يأ-...يأكلونه «تبًا!» همست لارا، انتقلت لكاميرا أخرى لأرى الكثير منهم يدخلون من الباب، اللعنة لقد نسيت الباب مفتوح «تبًا!» صرخت.
صوت صراخ بإسمي جذب انتباهي لأخرج هارعة لأرى ماثيو وتايلور يحاولان إغلاق الباب الخشبي «لن يصمد لوقت طويل، هيا بنا!» صرخ تايلور لنركض جميعنا للردهة التي توصلنا للشاحنة، دخلت فيها لأهدأ قليلًا.
وحينها نظرت لـيداي «أين هي؟» همست ونظرت لـلارا، ليست معها. «أين هي؟» صرخت «من؟» قال ماثيو لأسمع صوت بكاءها «ميلا» همست لارا بصوت باكي، ألتفت لأراها على الأرض بكرسيها وعلى بعد خطوتين منها المتحولين، صرخت باسمها وركضت لأجلبها ولكن ماثيو وتايلور أمسكاني «دعوني أذهب لأجلبها، هي هناك!» صرخت ولكن لا يردون «دعوني و اللعنة! هي هناك، أرجوكم» صرخت ولكن فات الأوان ليغلق الباب الحديدي وأنا أرى ملامحها الباكية «أرجوكم» همست ليتركوني، وقعت على ركبتاي ونظرت ليداي التي ترتجف، كنت أستطيع سماع صوت بكائها والآن؟ لا شيء، فقط هدوء وصمت.
بقيت على هذه الحالة حتى شعرت بيد على كتفي، نظرت وكان كايل يبتسم بأسى، أين الإبتسامة الحماسية والإيجابية؟ «هيا لنذهب» قال وأومأت له، وقفت ووجدت لارا تبكي وتشهق بحضن ماثيو، مشيت من أمامهم بغير توازن، صعدت لمؤخرة الشاحنة، وضعت السماعات في أذناي.
نظرت مرة أخرى إلى لارا لأراها لا زالت تشهق وتقاوم بكائها، لمً لا أستطيع البكاء مثلها؟ لمَ لا أستطيع البكاء مثل أيّ شخص عادي؟ حاولت كثيرًا، أعتصرت جفناي لأيّ علامة على الدموع ولكن لا شيء.
منذ موت أبي وأنا مجردة من المشاعر، أبكي فقط على الأشياء السخيفة، كفراق سيارة أو موت أحد شخصيات الروايات أو الأفلام، نفاذ النوتيلا والطعام، ولكن موت ميلا... لم أعرف كيف أبكي، كما لو أن الدموع جفت من عيوني، فقط ألم، ألم قاتل في صدري وقلبي، حزن وندم، وغضب لأنني لم أستطع إنقاذها، كانت أمامي ولم أستطع فعل شيء.
أنا سيئة جدًا، أم سيئة، ابنة سيئة، أخت سيئة وصديقة سيئة، أنا حتى لم أواسي صديقتي ولكن أعرف أن الصديقة هي من يجب أن تواسيني في هذه الحالة، ولكن هي تعلم أن كل هذا لن يجدي نفعًا، أغلقت عيناي واستقبلت الظلام.
---
استيقظت على صوت ينادي بإسمي ويهزني ط، فتحت عيناي ورأيت كايل: «هيا يا فتاة حان وقت الإستراحة» قال بإبتسامة حماسية، افتقدت تلك الإبتسامة التي تشعرك بأن كل شيء على ما يرام، وهو ليس كذلك. أومأت له بإبتسامة صغيرة، نزلت من الشاحنة لأرى المتجر الكبير وجميعهم بداخله، نظرت للساعة بيدي وكانت الرابعة، لقد نمت خمس ساعات، لم يكن لدي أيّ مزاج لفعل أيّ شيء لذا جلست بجانب المتجر.
شعرت بأقدام أحدهم أمامي لأرفع رأسي لأرى لارا ذات العينان المنتفختان والوجه والشفتان المحمران من البكاء «خذي» ومدت لي زجاجة ماء، نفيتُ برأسي «هيا خذيها فقط هذه، أرجوكِ» نظرت لي بوجه بريئ لأتنهد وأخذها «شكرًا» قالت قالت وذهبت مع ماثيو، لربّما المياه لم تكن فكرة سيئة لقد شربتها كلها.
أمسكت السكين بيدي اليمنى وبدأتُ ألعب بها، ضغطتُ عليها من غير تفكير لتخرج الدماء منها، تألمت لكنني لم أبكي كي أرتاح، لا شيء.
أخفيت يدي عندما رأيت ماثيو صعد على الشاحنة وأخذ شيء وعاد للداخل، تنهدت براحة لأنه لم يلحظني ولكن وقع قلبي بين قدماي عندما سمعت صوته الأجش يقول «أعطيني يدك» رفعت رأسي لأرى، ومن غيره تايلور؟ «ماذا؟» تكلمت أخيرًا منذ خمس ساعات «أعطيني يدك» لم أمدها وادعيت الغباء ليجلس بجانبي ويأخذ يدي المجروحة ويبدأ في تعقيمها وأنا فقط صامتة.
«فقط لمجرد أنهم لم يروكِ لا يعني أنني لم أرها، لا تفعليها مرة أخرى حسنًا؟» بعض الاهتمام؟ هل هو يهتم؟ شعرت ببعض الأمل ينمو ولكن حطمه بالكامل عندما أكمل: «نحتاجكِ بكامل قوتكِ للحماية» تحطم كياني عندما قالها.
قبل مجيء ميلا، كنت الباردة والقاسية لكن بعد مجيئها أعطتني بعض الأمل وتغيرت وأصبحت فجوة الأمل كبيرة فيّ، لكن بموتها ذهبت، لأعود كما كنت، فجوة كبيرة قي قلبي من الظلام، الآن لا شيء يستطيع تغيري، جمعت شتات نفسي وتوقفت عن الإحساس بالشفقة على نفسي عندما انتهى من تعقيمها لأقول بكل برود: «شكرًا» لم يبدي أيّ ردة فعل ووقف وابتعد عني، لعين.
صوت صرخات من الداخل جذبتني لأقف وأدخل المتجر لأرى رجل يمسك لارا من رقبتها ويوجه سلاحه على الموجودين «من أنتم؟» صرخ وأنا تقدمت نحوه «توقفي!» صرخ ولكن أنا لن أتوقف «قلت توقفي!» ووجه السلاح نحوي، لا أهتم فليطلق «قلت توقفي واللعنة!» توقفت عندما وجه السلاح لرأس لارا التي تبكي بخفوت وخوف.
«من أنتم؟» سأل وهو يتفقدنا «نحن اللهو الخفي بوو» قلت بسخرية «حقًا؟ أتظنين أنه الوقت المناسب لكي تتكلمي بسخرية؟» قالها الرجل لأنفجر «وتظن أنه الوقت المناسب لكي توجه السلاح نحونا؟ أجل أجل، فنحن الأعداء هنا بينما تلك المخلوقات في الخارج تنتظرنا لكي تأكلنا بدون تردد ونحن هنا نتعارك ونوجه الأسلحة على بعضنا! أتظن أن هذا الوقت المناسب؟ حسنًا إذًا» صرخت وأخرجت سلاحي ووجهته نحوه.
أخفض سلاحه وترك لارا التي هربت نحوي لأخبئها بحضني «آسف، كنت فقط أحمي صغيري، ظننتكم عصابة أو ما شابه» قالها لأخفض سلاحي «ابنك؟» سألته ليومئ وينادي بصوت عالي «جيرمي» ليخرج من باب الحمامات طفل صغير، ربما في السادسة من عمره، أبيض وعيون سوداء جميلة «أبي» همس وتمسك بقدم أباه.
«مرحبًا أيّها الصغير، ما اسمك؟» قلت بعد أن انحنيت لأجلس على ركبتاي أمامه، نظر لأباه ليومئ له «جيرمي» قال بصوت خافت لأبتسم «مرحبًا جيرمي البطل، أنا اسمي آيسل سعدت بلقائك» ومديت يدي له ليمسكها بتردد «أتريد بعض الحلوى؟» همست له ليومئ لي بسعادة، ما ذنب هذا الطفل ليعيش بمجزرة كهذه؟ وميلا؟ وما ذنب جميع الأطفال مثلهم؟
خلعت حقيبتي ليخرج منها لوحان من الشوكولاتة وعصير بطعم الموز «تفضل» مديتها له ليأخذها بتردد، لكن سرعان ما بدل رأيه وأخذهم بحماس «شكرًا لكِ» قالها وقبّلني على وجنتي بسرعة «لا بأس» قلتها ووقفت لأرى أباه يبتسم بسعادة «جوزيف» ومد يده لأصافحه «آيسل» أبتسم ثم أكمل: «شكرًا لكِ» وأشار على جيرمي الذي يأكل الشوكولاتة بسعادة «لا بأس، فقط أعتني به» قلت ليومئ لي بإبتسامة، خرجت من المتجر وتركتهم وأنا فورًا تذكرت ميلا لأغضب وأضرب قدمي بالأرض، هذه أنا عندما أحزن أغضب وعندما أغضب أحزن وآكل نوتيلا أو طعام وأقفز على الأرض بغضب كما أفعل الآن.
#
تايلور.
كنت أراها تقفز على الأرض، مشيت لأرى ما بها ولكن يد صديقها ماثيو أستوقفتني. «دعها هي تعبّر عن حزنها هكذا». نظرت له بغرابة وأردفت: «معظم الناس تبكي لا تقفز كالمجانين» سخرت ليقول ماثيو: «هي لا تستطيع البكاء» قال وكأنه أبسط شيء في العالم وأنا عقدت حاجباي: «ولكن أنا رأيتها تبكي عندما كانت تودع السيارة» قال وتذكرت كيف كانت كالأطفال «هي تبكي على الأشياء السخيفة فقط، ولكن الأشياء الصعبة والثقيلة لا تستطيع» قالها ثم أعدت بنظري نحو الفتاة الغريبة.
توقفت عن القفز وبدأت في فك شعرها لينسدل شعرها الأشقر على ظهرها، لم أكن يومًا من محبي اللون الأشقر ولكن هذا مختلف، كان أشقر مع بعض الخصل البنية، لكن هو جميل.
مررت يداها بشعرها وأخذت تفرك فروة رأسها، انحنت ووضعت يداها على ركبتيها لتتنفس بعمق، استقامت وأعادت ربط شعرها وكانت ستدخل ولكنها التفت وابتسمت بخبث «لا أحب وقع هذه الإبتسامة» قالت لارا وهي تنظر لها، لا زالت تبتسم وبحركة واحدة رفعت قدمها ليسقط أمامها متحول، لقد قتلته بضربة واحدة بقدمها، هي حقًا قوية.
حركته عدة مرات لترى إذا كان حي ولكن لا ردة فعل، ابتسمت بفخر وكأنها أنقذت العالم وهي لم تنقذ أي واحد بالمئة حتى منه، هذه الفتاة غريبة حقًا، والأكثر غرابة أنها عميلة وهي لم تتعدى الخامسة والعشرون من عمرها، غريب فقط غريب.
#آيسل.
بعد انتهاء الوقت صعدنا جميعنا إلى الشاحنة وجوزيف وجيرمي قررا المجيء معنا، وكالعادة وضعت السماعات في إذناي وأغمضت عيناي، ولحظي العاثر كانت أغنية تتحدث ع الذكريات مع الأحباء.
بدأت أتذكر ذكرياتي مع ميلا، مع أنها قليلة ولكنها كانت جميلة، خصوصًا عندما تمسك أصبعي بيدها الصغيرة، إبتسامتها المشرقة التي تذكرني بإبتسامته، إبتسامته المشرقة التي كانت لا تفارق وجهه حتى أزلتها أنا، إبتسامة أخي الجميلة.
فأجل أنا كان لدي أخ، توأمي في الحقيقة، كنت أحبه كثيرًا، ولا زلت أفعل، كنا معًا في كل شيء، نضحك نمزح نحزن نغضب معًا، كنا لا نفترق أبدًا، حتى عندما أصبحنا في الجامعة، دخلنا جامعة الطب معًا. أجل أنا كنت طبيبة، كنا أذكياء ودخلنا الجامعة في وقت مبكر، كان لي كالأخ والأب والصديق و الحبيب وكل شيء، حتى كانوا الناس يعتقدون أننا أحباء وينصدمون عندما يعرفون أنه أخي.
كنت أسعد بإبتسامته، كان يومي لا يكمل بدونه، بدون سماع صوته، صوته وهو يناديني باسم 'أسل' وكيف يلفظه هكذا ليغيظني لأنه يعرف كم أكره هذا الاسم، ولكنني حطمته، حطمته بفعلتي، أتذكر كل شيء حصل ولا زلت أشعر بالندم، عندما فعلتها لم تكن لدي الجرأة بالنظر في وجهه أو في وجه أمّي لذا هربت، هربت وتركتهم خلفي، وما حطمني أكثر رسالات أمّي التي تخبرني فيها أنه تحوّل إلى الأسوأ بسببي، تبًا لي، تبًا لكل شيء.
#ماثيو
كنت أنظر إلى آيرين الشاردة حتى أستوقفني صوت «ما بها؟» أخرجني من شرودي صوت «ها؟» نظرت وكان جوزيف يشير إلى آيسل «ما بها؟» ابتسمت بأسى «لقد خسرت أختها» قلت ليبتسم بحزن «جميعنا فقدنا شخصًا عزيزًا» ونظر لولده «ولكن أحاول أن أقنعه أنها لا زالت على قيد الحياة لتعطيه بعض الأمل» ولمعت عيناه لأعرف أنه يتحدث عن زوجته وأم جيرمي «ولكن هي لم يتعدى عمرها الأربعة أشهر، هذا ليس عادلًا!» قلت بصدق وبالفعل هذا ليس عدلًا.
«عليها أن تبكي» قال جوزيف لأنظر له بغرابة «أنا طبيب نفسي، عليها أن تبكي وإلا سوف تتضرر» قال لأميل رأسي قليلًا أفكر «لمَ؟» سألته وأنا لا أفهم حقًا ماذا يقول «هي حزينة وغاضبة، إذا بكت سوف يخف حالها، ولكنها تحبس بكائها وهذا ليس جيد، سوف يسبب لها أمراض داخلية في المستقبل، أو سوف تبكي على أية ضربة، حالتها سيئة، وعليها أن تبكي» قالها وأنا نظرت بحزن لصديقتي.
«أشكر الله أنها لم تنهار للآن» قلت «لمَ؟» سأل وعقد حاجباه «آيسل عانت كثيرًا في حياتها، لو كنت أنا مكانها وتلقيت الصدمات التي تلقتها هي لانهرت وانتحرت، ولكن هي قوية، صدقني كمية الصدمات التي تلقتها كثيرة جدًا، وكفيلة بقتلك، لذلك أنا لا أستغرب إذا أصابها تلبد بالمشاعر، ولكن كما قلت صديقتي قوية» قلت ونظرت لها.
«أنظر، الآن هي ليست واعية، سوف تخرج شوكولاتة وتأكلها» وبالفعل أخرجت لوحا شوكولاتة وبدأت في أكلهم «أتعني أنها لا تعي ماذا تفعل؟» سأل ببطء «هي ليست مجنونة أو ما شابه ولكن ضع سماعات في أذنها وحلوى ولن تخرج من عالمها الخيالي إلا بصفعة» قلت وهو أومئ لي بتفهم «أتريد أن ترى؟» قلت وابتسمت بخبث على فكرة صفعها «لا لا، دعها أرجوك، هي تبدو قوية ولا أريد أن أموت الآن» قالها وضحكت على ردة فعله، هي فعلًا قوية، مرة صفعتها وهي هكذا ولكمتني على وجهي وظهرت كدمة زرقاء تحت عيني لم تختفي إلا لأسبوع.
ولكن سأبقى أحبّها مهما فعلت، أختي الصغيرة، بالطبع كأختي وليس كحب، فأنا من ملكت قلبي الفتاة النائمة على كتفي بتعب حاليًا، ابتسمت ونظرت ل يورا ووجها المسترخي، أرخيت رأسي على كتفها وأغمضت أنا أيضًا عيناي بتعب.
---
عند موت ميلا كنت أستمع لأغنية lovely لذا بدأت بالبكاء، نغمتها حزينة جدًا.
أنا بحثت عن أسباب عدم البكاء وهناك عدة أسباب ومنها تلبد المشاعر أو وجود جفاف في جسم الإنسان، لكن في قصتنا، وبسبب الصدمات التي حصلت مع آيسل سبب عدم بكاءها هو تلبُّد مشاعرها.
وبحثت عن أضرار عدم البكاء، هي أيضًا سيئة من ناحية جسدية في إحداث أضرار داخل الجسم، أو من ناحية نفسية ك كبت المشاعر والأحاسيس.
أما الجزء حيث فكت ربطة شعرها عندما شعرت بالغضب أو الحزن، أظن أن هذا يحدث لمعظمنا، لا أعلم السبب ولكن جيمع الفتيات أتفقن فعل هذه الحركة عند شعورهن بأي شعور.
كان صعب علي أحوّل الرواية بالكامل من وجهة نظر ثالثة -الراوي- حتى ما تصير أنه #اسم وهيك، لكن الرواية بالكامل من وجهة نظر آيسل وقليل ما حدا يردف من نظره، لهيك قلت خليها على هي الحالة أفضل.
كل الحب إيميز. 💙
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top