7

الفصل السابع
ــــــــــــــــــــ
" الليلة الكبرى "


- " أمي ان المكالمة لك ! " صاحت كريستين
اندهشت جوانا , مكالمة لها في مساء يوم مدرسي كان شيئا نادرا و الشئ المدهش هي انها مكالمة قد قطعت المكالمات المستمرة بين نيكول وكريستين
- " من المتحدث ياحبيبتي ؟"
لم يكن هناك ادنى شك انه شخص اما يرغب في تنظيف السجاد او بيع احدى الخطط
- " لا اعلم "
أجابت كريستين وهي تحمل الهاتف فوق كتفيها وخفضت صوتها قائلة:
- "ولكن أي كان فيبدو صوته غريبا "
- " الو "
- تحدثت جوانا في حين اتجهت كريستين الى غرفتها
- " يمكنك التحدث؟ "
وبدا الصوت الرجالي الأجش لصوت تانر 
- " نعم!"
نظرت جوانا جهة غرفة كريستين حتى تتأكد ان ابنتها لاتسمعها
- " هل لنا ان نتقابل غدا على الغداء "
- " في أي وقت ؟ "
- " في وقت الظهيرة عند مطعم البحري "
- " هل نضبط الساعات ؟"
لم تتمكن جوانا من مقاومة السؤال , فلقد مر اسبوع منذ ان تحدثت معه وفي خلال هذا الوقت في حد ذاته مدعاة للشك ولكن جوانا كانت منشغلة بعملها كثيرا حتى انها لم تفكر في ذلك
" لاتكوني ظريفة يا جوانا فأنا في حاجه الى المساعده "
-" ماعليك الا ان تدعوني الى العشاء وأصبح ملك يديك "
لم تكن جوانا تعني ما قالته ولكنها كانت مسرورة لأنه لم يعلق على ذلك
- " سأراك غدا "
- " حسنا "
ارتسمت ابتسامة فوق شفتيها ووضعت الهاتف ومكثت يد جوانا لدقائق فوق الهاتف
- " من كان هذا يا امي ؟ " سألتها كريستين وهي متجه جهة غرفتها
- " صديقة تحدثني لتسألني اذا كنت استطيع مقابلتها على الغداء "
- " آه " وتغير وجه كريستين الى الشك وقالت :
- " اعتقدت للحظة ان الصوت يشبه صوت السيد لوند وهو يحاول ان يقلد صوت سيدة"
- " السيد لوند هذه حماقة"
قالت جوانا وهي تفتعل الابتسامه ثم غيرت الموضوع عن قصد
-" كريستين لقد تجاوزت الساعة التاسعة والنصف "
- " حسنا يا امي تصبحين على خير "
- " استمتعي بغدائك غدا "
- " سأفعل "
لم تتمكن جوانا ان تتحرك من جانب الهاتف حتى دق جرسه ثانية ومدت يدها لتجيب بسرعة :
" الو "
كانت تتوقع ان تسمع تانر ثانية ولكنه بدا صوت والدتها الواضح
-" جوانا أمل انه لم يتأخر الوقت للتحدث معك "
-" بالطبع لا يا امي " هل كل شئ على مايرام ؟"
تجاهلت والدتها السؤال ووجهت لها سؤال آخر بدلا منه
-" ماذا كان اسم الشاب الذي تواعدينه؟"
" امي انا لا اواعد احد وقد ذكرت لك ذلك من قبل "
" تانر لوند اليس كذلك؟"
-" لقد خرجنا للعشاء مرة واحدة و معنا الاطفال و هذا هو حدود العلاقة بيننا , اذا كانت كريستين قد جعلتك تعتقدين أي شئ آخر فلم يكن الا مجرد امل لها فقد توقف الامر عند هذا الحد " عشاء واحد فقط " اقسم لك "
" لكن ياجوانا يبدو الامر انه رجل لطيف , انه نفس تانر لوند الذي اشترى تقريبا نصف شركة سبوكين للالمنيوم اليس كذلك؟"
لقد رأيت اسمه في جريدة هذا الصباح وتعرفت عليه على الفور , سعدنا انا و أباك كثيرا لأنك تواعدين شخصية ناجحة ومشهورة"
-" امي من فضلك انا و تانر مجرد اصدقاء , كم مرة علي ان اخبرك بذلك , نحن لا نتواعد فكريستين و ابنته نيكول اصدقاء و اقسم لك انه كل ما هنالك "
صاحت والده جوانا تقاطعها :
-" في اول مرة ذكرت فيها اسمه سمعت بنبرة في صوتك قد غابت منذ سنين يمكن انك تحاولين ان تخدعي نفسك ولكن لا تحاولي خداعي فأنك معجبة بتانر هذا "
" امي لا يمكن ان ينتج شئ عن هذا حتى ان كان صحيحا و هو بالطبع ليس صحيحا " حسنا لم يكن ذلك الجزء صحيحا بالكامل ولكن الجزء الآخر كان صحيحا بالفعل "
- " ولم لا لقد ذكرت ذلك بنفسك , انه مشهور بالأضافة الى ثراءة وانا لست في مستواه "
- " هراء "
كانت جوانا تعلم انه لاجدوى من الدخول في معركة الكلمات مع والدتها العنيدة التي قالت :
" والآن لا تكوني سخيفه انك معجبة بتانر لوند و انا اذكرك انه قد حان الوقت ان تزيلي تلك العوائق التي شيدتها من حولك جوانا ياحبيبتي لقد كنت تختبئ وراءها لسنوات لاتجعلي تجربتك مع ديفي تحطم حياتك"
- " لا انوي ذلك"
وعدتها جوانا ومضت فترة من الصمت قبل ان تزفر والدتها وتقول:
-" حسنا أنك بحاجة لبعض السعادة فأنت تستحقينها !"

في اليوم التالي وفي الميعاد المحدد , دخلت جوانا الى جراج مطعم البحر وكان تانر ينتظرها عند المدخل فقال وفي عينيه نظرة الصداقة :
- " مرحبا ماذا ليس هناك تنكر؟"
ضحكت جوانا وشعرت بالخجل والحرج من ما كانت ترتديه في المرة السابقة وقالت :
- " ان كريستين لا تعرف احد يتناول طعامه هنا "
- " انا سعيد لذلك "
كانت ابتسامة دافئة تكفي لاذابة الثلج وقد حذرت جوانا نفسها مرارا وتكرارا الا تتأثر بها ولكن لامحيص قال تانر وهو يمتد ليصحبها الى داخل المطعم
- " كم يسعدني ان اراك !"
- " وانا كذلك "
على الرغم من ان جوانا لم تقابله منذ اسبوع الا انه لم يفارق خيالها و فكرها, كانت نيكول قد مكثت عندها و كريستين عندما كان تانر في رحلته الى نيويورك لمدة يومين و ذلك في منتصف الأسبوع الماضي , فقد اكتسحت عاصفة ثلجية منطقة سبوكين ليلة رحيله
يومها شعرت جوانا بالقلق و التوتر طوال وقت رحلته في مثل هذه الظروف الجويه و لكنها لم توجه له اسئله كثيرة عندما عاد ليأخذ نيكول فقد كان الحوار عاديا, طبيعيا و لطيفا و لكن شعورها بالارتياح لأنه قد وصل سالما قد تسبب في ايقاظها لساعات طويلة و لكنها غضبت أشد الغضب من نفسها بسبب قلقها واهتمامها الزائد
اجلسهما مضيف المطعم على الفور و ناولهما قائمة المأكولات وطلبت جوانا سلطة الجمبري و قدح قهوة وكذلك تانر
-" عيد ميلاد نيكول الاسبوع القادم"
بدا تانر وهو يحملق في وجهها ثم اضاف :
- " في لحظة ضعف , أخبرتها انها من الممكن ان تقيم حفلا كبيرا"
اختفت ابتسامة جوانا ثم قالت في محاولة لأن تبدو سعيدة فلم يكن يعلم المسكين ماهو مقدم عليه
- " كما اذكر فقد قالت لي نيكول شيئا عن هذا الحفل !"
- " من الواضح انك اشجع مني "
- " هل تعتقد انك اقترفت خطأ ما "
- " اخشى ذلك " اعلم اننا قد اتفقنا على الا افعل أي شئ سويا ولكنني بحاجة الى نصيحة من صديقة "
- " ماذا يمكنني ان افعل "
- " جوانا ليس لدي ادنى فكرة عن كيفيه تسلية جيش من الفتيات يمكنني التعامل مع مشاورات العقود وقرارات العمل ولكنني أفزع لمجرد وجود تلك الفتيات في بيتي لكل هذه الساعات "
- " كيف تريدني ان اساعدك ؟"
- " هل تفكرين في..؟ "
نظر اليها وكله امل ثم هز رأسه في ندم :
- " لا لا يمكنني ان اسألك ذلك بجانب اننا لا يجب ان نعطي الفتاتان أي افكار عنا ما احتاجه هو بعض الاقتراحات عن كيفية العمل على ان اشعلهم وما يفعله الاباء الأخرون."
- " الاباء الأخرون يعرفون اكثر "
- " هذا ماكنت اخشاه"
- " في أي وقت ستصل الفتيات؟"
- " في السادسه "
- " تانر 00هذا وقت مبكر جدا "
- " اعلم ولكن نيكول أصرت على ان اعد العشاء الخاص واقترحت ان تحتشد الفتيات ليشاهدوني"
- " هذا لن ينفع فسوف ينتهي الأمر بك الى عشرة أزواج من الأيدي تحاول ان تساعدك"
- " فكرت كثيرا يالهي جوانا كيف تورطت في مثل هذه الأزمة"
- " اطلب بعض البيتزا " فليس هناك احد لا يحبها "
- " بيتزا حسنا ماذا عن الألعاب "
- " اظن من الأفضل ان تطلقهم على جيرانك"
- " حتى الان نجحنا في ملأ الثلاثين دقيقة الأولى من الساعات الأربعة عشر"
- " افلام و عروض الكثير من العروض ويمكنك ان تحجز فيلمين من أحدث نسخة من الأفلام و بذلك تسعد الفتيات "
- " فكرة عظيمة "
- " واذا اردت ان يشعرن بالأثارة لتأخذهن للتزحلق"
- " هل تعتقدين ان ذلك سيعجبهن "
- " بالطبع "
- "هل تعتقدين انني سأنجح في ان اجعل الجميع سعداء"
- " انا متأكدة من ذلك أجهدهن اولا ثم اعد لهن العرض مع اطفاء الأنوار و سينمن عند منتصف الليل"
جاءت السلطة و غرس تانر شوكته في طبقه وتوقف للحظات ثم قال :
" والآن ماذا عن ما ذكرته ليلة امس ان ادعوك على العشاء وتصبحين لي "
-" لقد كانت زلة لسان "
- " انه حظي فقط "
ابتسما معا فلم ترتبط جوانا ابدا مع أي رجل بعلاقة كهذه ولأن الطفلتان كانت في نفس السن , فقد كانت بينهما اشياء مشتركة كثيرة فقد كانا كل منهما يبذل قصارى جهده ليكون والد مثالي ولأن يرعى كل منهما على اكمل وجه
فقد كانت تلك الطقوس الخاصة بالتواعد غير لازمه معه, فقد كان تانر صديق لها وقد جدد ايمانها في الجنس الآخر و السبب الرئيسي في ان تعرف انه مازال هناك رجال مثله , كانت صداقتهما تشد من ازرها في حين كان انجذابها نحوه يخيفها

-" انا حقا شاكر لمقترحاتك فقد ساورني ذلك الشعور بالرعب منذ ثلاثة أيام مضت , اعتقد انه لم يكن حسنا ان اطلبك بالبيت و لكنني كنت يائس "
- " ستكون بخير ما عليك الا ان تتذكر ان تكون لك اليد العليا"
- " سأحاول "
-" بالمناسبة متى ستكون الليلة الكبرى ؟"
" يوم الجمعه القادم "
-" اعتقد ان كريستين قد اكتشفت انك المتحدث ليلة امس "
-" آه هل اكتشفت ؟"
-" نعم فقد بدأت في السؤال مباشرة بعد ان انهيت المكالمة وقد ادعيت ان صديقتي قد بدا صوتها وكأنه السيد لوند وهو يحاول ان يقلد صوت امرأة "
تنحنح تانر قائلا :
" ان هذا سيعلمك كم كنت يائس " .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top