11

الفصل الحادي عشر
ــــــــــــــــــــ
" منجم الذهب "

جلست جوانا على ركبتيها فوق ارض المطبخ و كانت تنظف بكل نشاط وهمه و لم تكن تعرف من اين اتتها كل هذة القوة فقد كانت تخطط لأن تقلم أشجار الحديقة وكانت تتعجب من اين مثل هذه الطاقة
-" سأنصرف الآن يا امي " قالت كريستين
-" متى ستذهبين الى المكتبة ؟"
كانت كريستين و نيكول يعملان سويا في مشروع وعلى الرغم من شكواهما الكثيرة الا انهما اصبحا يستمتعان بها وكانت مفاجأتهما الكبرى عندما اكتشفا تواجد الكثير من الشباب وكما قالت كريستين فقد اكتشفا منجم للذهب
-" لا اعلم متى سنذهب ولكنني سأتصل وتذكري , ان نيكول ستأتي بعد ذلك "
-" انني متذكرة "
ترددت كريستين ثم سألت :
-" متى ستخرجين مع السيد لوند ثانية ؟"
نظرت جوانا الى النتيجة ثم قالت :
-" في عطلة السبوع القادم , سنحضر حفلة عشاء مدير شركته "
-" آه "
حكت جوانا ذراعها على خدها ونظرت في شك لأبنتها وقالت :
-" ماذا يعني هذا ؟"
-" ماذا "
-" آه هذه ماذا تعني ؟"
-" لاشئ انك لاترينه بكثرة كما توقعت انا ونيكول أمي انت معجبة بالسيد لوند اليس كذلك؟"
-" انه لطيف "
فأذا قالت جوانا أي شئ آخر , كان ذلك كفيل يبعث بأن شكوك وافتراضات كريستين كانت جوانا تريد لعلاقتها مع تانر ان تنمو ببطء
-" اهذا كل ما يمكنك ان تقوليه عن السيد لوند؟"
-"لقد اعطيت للمسألة اهتماما جادا و أعتقد انه اكثر من مجرد لطيف "
-" حقا يا أمي ؟"
زفرت جوانا زفرة عميقة و أعادت رأسها ثانيه داخل الفرن لتنظيفه , فقالت كريستين :
-" هل ستتجاهلين ؟"
خرجت جوانا ثانية و نظرت مباشرة الى ابنتها
-"نعم الا اذا تطوعت بتنظيف الفرن"
-" كان بودي ولكنني مضطرة الى الذهاب الى المكتبة مع نيكول "
لاحظت جوانا الندم الذي ملأ صوت ابنتها وكانت كريستين تشعر بالأسف لأنها لن تستطيع المساعدة فقالت بعد ان شاهدت سيارى تانر
-" سأكلمك عندما ننتهي " حسنا ياحبيبتي أقضي وقتا سعيدا"
" سأفعل "
خرجت كريستين من المطبخ و بدت جوانا محبطة لأن تانر لم يدخل ليتحدث معها قليلا , فقد اتصل بها و أوضح لها انه سيذهب الى المكتب بعد ان يوصل الفتاتين ليعالج مشكلة ظهرت مؤخرا في العمل
الحقيقة كانت جوانا شاكرة أكثر من محبطة لأنه لم يتوقف ليتحدث معها لقد كانت تحتاج تلك الفترة القصيرة لتجمع شتاتها فبعد كل الذي حدث بينهما شعرت بالخوف تجاه الوقوع في غرام تانر فكلما كانت تفكر فيه و كان ذلك كل دقيقة كانت تشعر بالدفء و السعادة فلأول مرة منذ طلاقها , اعطت لنفسها حق الحلم ثانية على الرغم من ان فكرة الزواج ثانية كانت تثيرها و تشعرها بالخوف كانت جوانا قد انتهت من تنظيف الفرن ثم قالت :
-" حسنا " تمتمت واستدارت ثم ذهبت لفتح الباب لتجد ديفي زوجها السابق يقف أمام الباب وكانت تلك الصدمة كفيلة لأن تسحقها
- " هل لي ان ادخل ؟"
-" بالطبع "
ادخلت يدها في شعرها وتنحت لتسمح له بالمرور بدا وسيما ومن مظهره , كان يبدو ان عمله يسير على أكمل وجه
-" كم هو جميل ان اراك يا جوانا "
-" وانا كذلك " ما الذي أتى بك الى البلدة ؟!"
كانت جوانا تحارب من اجل ان يبدو صوتها ثابت ورزين
-" انني هنا لحضور مؤتمر في وسط البلد و أعتذر عن حضوري بدون سابق أنذار و لكن بما أنني ذاهب الى سبوكين , ففكرت ان اتوقف و أمر عليك لأراك أنت و كريستين "
-" كنت اتمنى لو كنت اتصلت قبل ذلك , فكريستين في المكتبة "
لم يتوقف ديفي لرؤية ابنتهما على الرغم من انه قد كان يريد جوانا ان تعتقد ذلك , لقد كان هذا جزء من اللعبة التي طالما لعبها معها , فقد كان يريدها ان تعتقد ان انفصالهما قد أثر فيه , ولكن جوانا كانت تعرف ديفي كانت تعرفه جيدا
-" كان ينبغي علي ان اتصل , لكنني لم اعلم اذا كان لدي الوقت و لم ارغب في ان اصيبك بخيبة امل "
لم تصدق جوانا كلامه و لم تقتنع فقالت بجفاء :
-"تفضل و تناول بعض القهوة "
قادته الى المطبخ و ملأت كوبه و أجابها بابتسامة , فكان ديفي بارسونز يبدو ساحرا عندما كان يريد و لكن الشئ المحير عن زوجها السابق انه لم يكن شيئا للغاية , لقد احرجها بشدة بعدم اخلاصه و لكنه قد احبها بطريقته هي و كريستين اكثر مما احب أي شخص أخر بجانب نفسه لقد استغرق الأمر جوانا عدة سنوات لتحدد صفاته الحميدة ولتسامحه على الألم الذي لحق بها قال ديفي :
-" لديك مكان جميل هنا منذ متى وانت تقيمين هنا ؟"
-" سبعة اشهر "
-" كيف حال كريستين ؟"
أحست جوانا بالراحة لأنهما يتحدثان في موضوع آخر و تحدثت معه جوانا عن كريستين عن نشاطاتها المدرسية و كل شئ منذ ان تركهما
كان ديفي يستمع و يضحك و بدا في ان يشعلها غيظا عن السنوات الأولى من زواجهما و ما كانت تقوم بطهيه في ذلك الوقت و سمحت له جوانا بل و استمتعت بتعليقاته, فقد كان ديفي دافئ و مرح عندما كان يريد ان يظهر ذلك و فجأة دق جرس الباب فوقفت جوانا وقالت :
-" يبدو انه أحد اطفال الجيران , سأغيب عنك دقيقة "
كانت جوانا مندهشة من طريقة تعاملها السلسة مع ديفي , فقد ذبح قلبها الى نصفين و كذب عليها مرات و مرات و خدعها و بالرغم من كل هذا لم تستطع ان تكون بصحبته و لا تضحك , لقد كان يحتاج لعدة دقائق ليغزوها و لكنه ابد لم يفشل , كانت ناضجة بما فيه الكفاية لتتعرف على أخطاءه و للمرة الثانية في هذا اليوم , اصابت الدهشة جوانا من الرجل الذي ظل واقفا على الباب الأمامي
-" تانر "
" مرحبا ! لقد وصل الفتاتين بخير وظنت ان اتوقف لتناول قدح من القهوة قبل ان اتجه الى المكتب " كانت عيناه تبتسم بدفء
- " لقد سمعتك تضحكين ؟ هل لديك أحد ؟ هل احضر في وقت آخر ؟"
-" كلا تفضل " قالت جوانا وهي تشعر بدقات قلبها وكأنها طبول
دخا تانر الى حجرة المعيشة ثم توقف لحظة ليرفع يديه ليلمس خدها بحنان بالغ حتى تمنت جوانا لو سقطت بين ذراعيه و نظر اليها نظرة حب و ودت جوانا لو قبلته بعينيه
-" هذا وقت سئ اليس كذلك ؟"
-" كلا ليس في الحقيقة "
عندما استدارت كان ديفي يقف في المطبخ يراقبهما , و بدأت جوانا بالحديث لتعرفهما
-" ديفي هذا تانر لوند تانر هذا ديفي والد كريستين "
للحظة وقف الرجلان ينظران الى بعضهما فأوضحت جوانا اكثر
-" ديفي قد جاء للبلدة لحضور مؤتمر و قد توقف لرؤية كريستين "
-" لقد جئت لأراك ايضا جوانا "
أضاف ديفي في صوت أجش ينبأ ان في رأسه أكثر من مجرد زيارة لتناول القهوة , و نظرت اليه جوانا نظرة كادت ان تؤدي به
-" كريستين و ابنتي بالمكتبه " اوضح تانر
-" لقد شرحت لي جوانا "
-" ماذا تعمل ؟ " سأل زوجها السابق
-" انني امتلك نصف سبوكين للألمنيوم "
بدا من الواضح لجوانا ان ديفي لم يكترث حتى بالسماع لرد تانر لأنه رد عل الفور
-" لقد افتتحت حديثا مكتبي و اخطط لتوسيعه , لكن سبوكين للألمنيوم , اتذكر انني قد قرأت شيئا ان جون بيكي قد اتخذ شريكا "
كادت جوانا ان تشعر بالأسف جهة ديفي فقالت :
-" كريستين و ابنة تانر نيكول , اصدقاء , فقد كانا في عرض يوم عيد الحب الذي كنت احدثك عنه "
قطع تانر الحديث وقال :
-" و بما ان الفتيات أصدقاء هكذا , بدا من الواضح ان نبدأ في التواعد انا وجوانا "
ابتسم تانر ونظر الى جوانا في دفء
-" فهمت " أجاب ديفي
لم يظهر انه افاق مما ذكره تانر قبل ذلك
-" أمل في ان تتفهم "
قاومت جوانا و هي تنظر الى السقف فقد كانا يتصرفان و كأنهما أطفال فقال ديفي :
-" أعتقد انه علي ان ارحل "
-" سأوصلك الى الباب " قالت جوانا
-" ليس ضروريا " قال تانر بابتسامته الدافئة المعهودة
-" بالطبع ضروريا " أجابت جوانا
تبعهما تانر و وقف في الحديقة الخلفية بينما كان ديفي يحدد موعدا ليتحدث الى كريستين مساء و كانت جوانا تحس بعيني تانر طوال الوقت و لم تعرف لماذا اصر على اللحاق بهما و كأنه لا يثق بها في ان تلقي بنفسها بين ذراع ديفي لحظة غيابه و بالطبع كان هذا يضايقها
, وما ان خرج ديفي و أغلق الباب خلفه حتى استدارت لتواجه تانر , كانت رأسها مليئة بالأسئلة , ولقد تقابلا مرة واحدة ولكنه يتصرف وكأنهما مرتبطان

- " اعتقدت انه تسبب في ايلامك " قال تانر
كانت جوانا في حيرة , اتجاوبه ام لا وقررت ان تفسر الأمور
-" لقد فعل "
-" لقد سمعتكما تضحكان , هل تقضين وقتا سعيدا مع الرجال الذي يفترض ان تكرهينهم ؟"
-" انا لا اكره ديفي "
-" صدقيني انا اعلم "
-" تانر ما خطبك؟"
كان هذا السؤال أحمق , لأنها كانت تعلم ماذا به , لقد كان غيورا و منزعج و مجروح
-" ما خطبي ؟ !! لاشئ مجرد انني قد رأيت المرأة التي ارتبطت بها و هي تضحك مع زوجها السابق الا امانع في ان اخبرك انني منزعج و لكن لاشئ بي , اذا كان هناك شيئا خطأ فأنه بك يا سيدتي "
تعلقت جوانا بصبرها قبل ان تبدأ الجدال وقالت :
-"دعنا نجلس و نحل هذا ؟"
حاولت ان تفهمه انهما ليس اعداء حتى وان كان هذا من اجل كريستين قالت جوانا :
-" اولا و قبل كل شئ لا يمكنني كراهية ديفي , بالطريقة التي اعتقد انه يجب علي ذلك ففي حد اختصاصي , من سيتألم في النهاية هو انا و كريستين , ديفي ليس قادرا على الوفاء لأمرأة واحدة , و لكن دائما ما سيكون والد كريستين وليس هناك سبب آخر يضطرني الى البقاء معه كأصدقاء "

-" ولكنه خدعك داوم على خدعك "
-" نعم " تانر و لكنني قضيت سنوات عديدة مع ديفي انه ليس سيئا لهذا الحد , و لا يوجد أي شخص سئ و نحن الآن منفصلان ماذا سيفيدني شن الحرب عليه ؟ لاشئ كما ارى "
-" لقد اوضح منذ اللحظة الأولى انه يمكنه الرجوع اليك في أي وقت "
لم تكن جوانا عمياء , لقد لمحت تلك النظرات التي وجهها ديفي لتانر
-" يجب ان يعتقد ذلك , فهذا يساعده كثيرا على التعامل مع ذاته "
-" هل تسمحين له ؟"
-" ليس بالطريقة التي تعنيها "
-" كم مرة يتوقف هكذا بدون سابق انذار ؟"
وقفت جوانا مترددة ماذا كان عليها ان تجيب ام لا , لقد كان غاضب , كانت تشعر بالعطف نحوه , ولكنها لاتحب ان تدافع عن نفسها
-" لم اره منذ سنة و هذه اول مرة يزورنا في هذا البيت "
أمسكت يد تانر قدح القهوة وقال :
-" انك مازلت تحبينه اليس كذلك ؟"
كان هذا السؤال بمثابة ضربة وجهت اليها ولم تجد الكلمات اللازمة لتنكر ذلك ثم اتضح لها ان ليس لديها القدرة فالكذب على تانر شئ بسيط و سهل ومن شأنها ان يهدئ الأمور ولكنه سيؤدي الى خطأ بينهما
بدأت جوانا التحدث ببطء :
-" انه والد طفلتي و لقد كان حبي الأول , تانر والحب الأوحد الذي كان لي على الرغم من انني و ددت لو اخبرك انني لا اشعر بأي شئ لا يمكنني عمل ذلك , لكن من فضلك حاول ان تتفهم "
-" ليس عليك ان تقولي أي شئ آخر , انني مقدر لصراحتك معي لكنني لن اضيع مزيدا من الوقت و اتمنى لك وكريستين حياة هانئة "
بهذه العبارة خرج تانر من الغرفة وهو متوجه الى الباب وصدمت جوانا فقالت :
-" تانر تجعل ذلك يبدو و كأنك لن تراني ثانية "
-" اعتقد ان ذلك سيكون أفضل لكل الأطراف المعينة " أجاب تانر بدون ان يلتفت لينظر اليها
-" لكن هذا سخف لم يتغير شيئا "
اغلقت جوانا فمها و فكرت لحظة , اذا كان تانر يريد التصرف بهذه الطريقة الطفولية و يدمر كل شئ فلن تناقشه فهو الذي اصبح منذ البداية على ان يكون بينهما شيئا خاصا , شيئا جميلا كفيل بأن يضرب بمخاوفها عرض الحائط و الآن يتصرف بهذه الطريقة حسنا اذا كان هذا ما يريده كان من المستحسن اكتشاف طريقته قبل تطور الأمر بينهما , كم كان سريع الأنفعال كم كان جارح
-" ليس لدي النية ان ارتبط بأمرأة لازالت على حبها مع زوجها السابق "
كان صوته هادئا ولكنها كانت تعلم ما به و انفجرت جوانا و هي غير قادرة على كبح غضبها و فتحت جوانا الباب
-" حركة جيدة تانر "
كانت كلماتها تشوبها السخرية " لقد اخطأت خطأ جسيما بأن ترتبط بأمرأة ترفض ان تكره " والآن وقد وضح لها الأمر , لم يكن بالأمير الذي تخيلته , لا لم يكن الا ضفدع آخر
لم ينطق تانر بكلمة و أغلق الباب وراءه و اشتعلت الدموع في عينيها و احتقن جوفها و هرولت الى المطبخ و هي لا تريد ان تترك لمشاعرها الحرية حتى لا تأخذها بعيدا و جسدا و روحا
انتهت من عملية التنظيف و أخذت حماما ساخنا و جلست في انتظار كريستن لتحدثها حتى تذهب لتأخذهما و في طريقها الى البيت عائدة من المكتبه توقفت لشراء بعض الطعام كان رأسها مليئا بالشكوك و الأفكار, فقد ودت لو احسنت الأيضاح لتانر , فمجرد التفكير في عدم رؤيته ثانية أصبح مؤلما
-" الن تطلبي شيئا يا امي " سألتها كريستن
-" ليس الليلة "
-" هل انت بخير ؟"
-"بالطبع "
بذلت جوانا قصاري جهدها لأخفاء دموعها و لكنها لم تتمكن و تحدثت كريستن قائلة :
-" امي ماذا حدث ؟"
-" لاشئ يا حبيبتي "
-" اني ارى دموع في عينيك ؟"
-"لاشئ "
-" لم ارك تبكين "
-"لابد و أن شيئا أصاب عيني و جعلها هكذا , لا اود ان اخيب أملك اذا لم اقابل السيد تانر ثانية "
-" هل فعل هذا ؟ " قالت كريستن في ذهول
-" كلا لقد قلت لك انه شيئا أصاب عيني "
نظرت جوانا الى ابنتها , و علمت كم كانت حمقاء لتترك نفسها لرجل ثانية لهذا فهي تستحق هذا الألم و لكن قلبها رفض ان يرضخ لعقلها و بعد مرور ساعتين , حضر تانر لأخذ نيكول و ذهبت كريستن لفتح الباب و بقيت جوانا في المطبخ متظاهرة بأنها مشغولة
و عندما انفتح الباب ظنت جوانا انها كريستين فقالت :
-" هل كانت نيكول فتاة حسنة و هل مضي كل شئ معها حسنا ؟"
-" ليس بعد" قال تانر الذي دخل في غفلة منها
-" أين الفتاتان ؟"
-" في حجرة كريستن يجب ان اتحدث معك "
-" لا ارى كيف سيساعد هذا "
-" لقد فكرت "
-" جميل و لكن لسوء الحظ لقد فكرت كذلك , انك محق تماما في ان الأمر سيكون افضل لو اننا توقفنا عن رؤية بعضنا الآخر " مرر تانر أصابعه فوق رأسه وقال :
-" حسنا اعترف لقد احسست بالغيرة عندما جئت و شاهدتك تحتسين القهوة مع ديفي وشعرت انك تعاملينه و كأنه بطل فاتح قد عاد من الحرب "
-" في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك "
-" كنتما تضحكان وتبتسمان "
-" هذه خطايا انا متأكدة "
-" كل ما استطيعه هو الأعتذار , لقد عشت دور الأحمق مرة مع امرأة أحبت رجلا آخر و كان هذا كافيا و مصدر للحزن العميق ولا امل في ان أعيد ذلك معك , اعتقدت انه بأمكاني ان ارحل عنك بدون ان اشعر بأي أسف او ندم , لكنني اخطأت فلم اكف عن التفكير فيك اعترف انني ربما بالغت في تصرفي او انني تصرفت و كأنني احمق غيور "
-" ربما ، ربما , لقد كنت غير متعقل و جارح و قد تسببت في ان آكل الكثير من الفطائر "
-"ماذا ؟"
-" لقد سمعتني و الآن اشعر انني سأصاب بوعكة صحية , أذا كنت تعتقد اني خائف مما قد حدث مع كارمن فهذا يعد لاشئ بالمقارنة بمخاوفي منذ ان التقينا لا استطيع معالجة مخاوفك لأنني لدي الكثير منها "
-" جوانا لقد اعتذرت اذا كان لك ان تخبرني انه ليس هناك فرصة لرجوعك الى ديفي , اقسم لك أنني سأنهي الموضوع بلا رجعة لكنني في حاجة لأن اعلمك انني آسف و لكنني بحاجة لسماع ذلك منك "
-" كانت حياتي جميلة هادئة قبل ان تقتحمها "
-" جوانا لقد سألتك سؤالا "
-"لابد و انك مجنون , سأكون غير عاقلة اذا عدت لديفي – لأن زواجنا و علاقتنا قد انتهت بمجرد بمجرد طلبي الطلاق وربما قبل ذلك بكثير "
- " لن الومك اذا قررت عدم رؤيتي ثانية و لكنني امل ان تنسي كل ماحدث حتى نعود اصدقاء ثانية "
وقفت جوانا لحظة ثم تراجعت و وافقت و تقدم تانر نحوها فوقعت في أحضانه بسهولة متناهية و أحست انها تنتمي له و كأنه الرجل الوحيد الذي يليق بها لقد ذكر لها ذات مرة انه لن يجرحها كزوجها السابق و لكنها في ذلك الوقت تعلمت كيف يكون الأمر اذا ما اعطت الرجل السلطة بجرحها
-" ايعني هذا انك تهتمين ؟ كان صوته همسا "
-" أنني اكره المجادلة معك , فهذا يؤثر على جوفي "
مكث تانر لحظات و هو يمطرها بقبلات فوق وجهها
-" لا اصدق أي نوع من الحمقى نحن ؟"
-" نحن؟"
نظرت اليه , و كان ينظر اليها بحنان و قبلها و تركها و اتكأت جوانا في دفئة و هي تحتضنه و تضم جسدها الى جسده و نظرت اليه و عينيها تملأها الدموع
-" انني سعيدة لأنك عدت " قالت جوانا :
-" وانا كذلك "
قبلها ثانية و لكن اكثر لطفا هذه المرة وهو يقبل دموعها التي انهمرت
-" انني لا استحق ذلك "
كان يحاول ان يلامس شفتيها و يطلق احساس لذيذ الذي بعث الرعشة في جسد جوانا وضغطت يد تانر و احتضنت جوانا حتى سمعا صوتا فجأة
-" لا اريد ان اراك ثانية " سمعت جوانا كريستن وهي تتحدث
-" ليس اكثر مني " قالت نيكول :-" ما هذا ؟ " قال تانر و عينيه تسأل جوانا :
- " لا اعلم , لكنني اعتقد ان من الأفضل ان نعرف ؟"
دخلا حجرة المعيشة ليجدا كريستن و نيكول يقفان يتشاجران
- " كريستن توقفي عن هذا الآن , ان نيكول ضيفة و لا اسمح ان تحدثيها هكذا " قالت جوانا بادر تانر نيكول قائلا :
- -" و انت ضيفة كريستن و اتوقع ان تسلكي سلوكا حسنا كلما تواجدت هنا "
فقالت نيكول :
-" لا اوافق على ان اكون صديقة لها بعد الآن و لا اعتقد انه يجب ان تكون لك علاقة بمدام بارسونز بعد الآن "
-" لا اريد لأمي ان تكون لها علاقة بالسيد لوند ":قالت كريستن :
فأسرعت جوانا وا قترحت على تانر قائلة :
-" اعتقد اننا من الأفضل ان نفرقهما و نعرف ماذا حدث "
-" هيا يا حبيبتي يجب ان نتحدث "
لكن وجه كريستين رفضها وقالت :
-" ليس لدي شئ لأقوله " وخرجت من الحجرة غاضبة
فرفعت جوانا عينيها في تساؤل لتانر الذي انزل يديه و تبع ابنته.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top