5~بِدُونْ سَابِقْ إِنْذَارْ!


قراءة ممتعة💙

﴿مَنْ قَالَ إِنَّهُ وَصَلَ، فَإِنَّهُ مَازَالَ فِي أَوَّلِ الطَّرِيقْ﴾

- راقتني💫

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

- سيدة جيون؟!
فغرت ڤانيسا فاهها بدهشة من زيارة الأخرى الغير متوقعة، وكذلك سبب مجيئها الذي جعلها تحدق بالرجل يمناها، ثم بالبقيةِ خلفها، وأخيراً بتلك الأربعينية البشوشة من خلف النافذة أمامها!

- صباح الخير كِنّتي الجميلة، تعالي بسرعة...سنخرج معاً لقضاءِ وقتٍ ممتع.
حيّتها تلك السيدة ببسمةٍ واسعة، فإبتسمت لها ڤانيسا بإرتباك.
- خالتي، في الحقيقة...لقد حصلت على عمل مؤخراً، وإن تغيّبت عنه سيتم فصلي!

- لا تقلقِ، مديركِ يبدو لطيفاً وقد منحكِ إجازة بمناسبة زفافك.

رمشت ڤانيسا مراراً، ثم إستدارت حيث الرفاق وناظرتهم مستنجدة...هذه السيدة شيءٌ ما بحق!

إلاّ أنّ الأورجي وسومي قد قهقهوا على موقفها، وإكتفى جين بقوله ساخراً حتى يرد إعتباره:
- أتمنى لكِ نزهةً جميلة رفقة حماتكِ اللطيفة ڤاني.

كشرت له ڤانيسا عن أسنانها وشزرته بسخط، بيد أنها قد ندهت لسومي بأن تناولها حقيبتها من فوق المنضدة بعد أن كانت متجهزة بالفعل من أجل الذهاب الى العمل، إلا أنّ والدة زوجها المصون قد قلبت كل شيء.

وقبل أن تخرج، لوحوا لها جميعاً بإبتسامة كان عنوانها الإستفزاز ولا شيء غير الإستفزاز، فدحرجت مقلتاها وأزفرت بحنق من طفوليتهم الزائدة.

________________________

كان جونغكوك قد إنتهى للتو من تجهيز نفسه بقصد الذهاب الى العمل، إلا أنه وقبل أن يغادر غرفته ألفت أذناه أصوات ضجيجٍ تملأ الطابق السفلي من منزله، فعقد حاجباه في حيرةٍ من أمره، وتمتم متسائلاً:
- هل يعقل أنّها السيدة لي؟! ولكنها في العادة لا تأتِ قبل الساعة التاسعة!

أمال شفتاه وقد أخذ بخطواته نحو الأسفل، وما لبث حتى توقف مكانه وإعتلت الريبة وجهه لِما رأى.

حيث كان نامجون يقف بهيأته وهندامه المرتب على الدوام رفقة ستة أشخاص لم يرهم من قبل.

- صباح الخير سيد جونغكوك، نأسف على الضجيج الذي أحدثناه تواً.
تحدث نامجون أولاً برسميته المهذبة، فعقد جونغكوك حاجباه لهوية هؤلاء الزوار وأجاب:
- لا بأس.

بدى من ثيابهم أنهم عاملوا تنظيف من شركةٍ خاصة، وما أثبت ظنونه هو أدوات التنظيف أمامهم، وكذلك حديث نامجون:
- لقد أمرت السيدة جيون بإحضار طقمٍ من أفضل شركات التنظيف حتى يهتموا بالمنزل قبل موعد الزفاف...وأعتقد بأنهم سينتهون من تنظيفه اليوم بما في ذلك الحديقة.

أطلق جونغكوك 'آه' متفهمة بعد أن أشبع فضوله، ولكنه تذكر أمراً ما، فحذر نامجون من القيام به كونه سيكون المشرف عليهم:
- يمكنكم تنظيف المنزل بالكامل، وكذلك الحديقة، ولكن لا تقتربوا من صوبة أزهاري...حذاري نامجون!
رفع حاجبه وسبابته نحو الآخر كتأكيدٍ على الأمر.

همهم نامجون، ثم ناوله جدوله لليوم وإستأنف إشرافه على عاملي التنظيف، أما جونغكوك فقد غارد بالفعل بينما يخاطب نفسه من جديد:
- لا أعلم لما أحضرتهم أمي، فأنا أهتم بنظافة المنزل وأمتلك مدبرةً بالفعل!

هز كتفاه وصعد سيارته متجهاً بها صوب الشركة.

وفي حين أنه سيزاول عمله ككل يوم بشكلٍ طبيعي، هناك من تم إفساد كافة خططها وترتيباتها منذ الصباح!

إنها ڤانيسا التي تجوب أرقى المراكز التجارية رفقة حماتها غريبة الأطوار!

- عزيزتي عزيزتي أنظري، ألا يبدو جميلاً؟
رفعت السيدة جيون فستاناً أنيقاً أزرق اللون أمام وجه الأخرى، فإبتسمت ڤانيسا وأومأت.
- أجل، إنه جميل.

- أظنه سيبدو جميلاً عليكِ، هيا هيا...أدخلي غرفة القياس وجربيه.
أعطتها الفستان بينما تصفق، ثم إستدارت ببسمتها الواسعة لتبحث عن قطع ثيابٍ أخرى.

أما ڤانيسا...فقد رسمت وجهاً باكي لهذه الورطة التي أوقعت نفسها بها.

حيث أنّه الفستان الخامس عشر الذي ستجربه داخل هذا المتجر في زمن لم يتجاوز النصف ساعة!

دخلت وإرتدت الفستان بالفعل، ثم خرجت لتجد السيدة جيون بإنتظارها.

- اوه يا إلهي...تبدين في غاية الجمال عزيزتي.
شابكت أناملها وصارت تتأمل الفستان على ڤانيسا التي إبتسمت مجاملةً إياها.

وسرعان ما تفقدت السيدة جيون شكل الفستان عن قرب وبدأت تصفق مقهقهةً لوحدها.
- الآن يمكنني التفاخر أمام صديقاتي والقول بأني أمتلك كِنّةً حسناء بقوامٍ جميل...جسدكِ وطول قامتكِ هو المفضل لدى إبني بالفعل.

رمشت ڤانيسا مراراً، ثم إبتسمت بإرتباك لكلامها.

وكل ما فكرت به لحظتئذٍ هو أنّ هذه السيدة مجنونة وتمتلك روح شابةٍ في العشرين من عمرها رغم أنها قد ناهزت منتصف الأربعين بالفعل، كما أنها كثيرة الكلام!

___________________________

سومي، يونجون، كاي، بومقيو، سوبين، وأخيراً تايهيون...ستّتهم يقفون وسط حي دونغدايمون المشهور بكثرة مراكزه التجارية الخاصة بالثياب في جميع
أنحاء العاصمة سيول.

حيث قد تخصرت سومي بينما تقف وسطهم، ثم أغمضت عيناها وأخذت نفساً عميقاً قبل أن تهتف بحماس:
- اليوم هو يومنا يا رفاق...هيا بنا.

بدا عليها الحماس المفرط لمجرد أنها ستتبضع وتشتري ملابس جديدة...فعلى كل حال أغلب الفتيات هكذا.

وبالطبع ستكون أكثر بهجة بما أنّ والدها قد أرسل لها بطاقةً إئتمانية لتتبضع بها قبل حلول الجامعة هي وهؤلاء الخمسة.

ناظر الأورجي بعضهم بعضاً، وما لبثوا حتى صرخوا مثلها ولحقوا بها بإستثناء كاي الذي قهقه عليهم وتمتم لنفسه:
- أحياناً أشك بأني أصغرهم!

لحق بهم متريثاً، ولم يكف عن الإبتسام بين الفينة والأخرى لحماسهم وهم يجربون أنماط الثياب المختلفة.

حيث قرر سوبين إنتقاء ثياب بسيطة وبألوان مريحة نظراً لتطابق شخصيته مع هذا النمط الهادئ من اللباس.

أما يونجون، فقد ركّز على القمصان الفضفاضة وكذلك البناطيل بذات النمط، والقاسم المشترك بينهما هو ألوانهم الحيوية والجريئة والمواكبة للموضة.

تايهيون ركز على شراء البناطيل العملية وكذلك القمصان المخططة، وفضلّ إرتداء كنزاتٍ قطنية فوقها حتى يكتمل مظهره كطالب مجتهد.

كاي...يمكننا القول بأنّ نمط ثيابه معظمه بالأسود ولا شيء غير الأسود، ولهذا لم يكن صعباً عليه إختيار ما سيشتري، فأي قطعة سوداء نالت إعجابه قام بضمها الى رفيقاتها بين يديه.

وأخيراً بومقيو، والذي لطالما تميز بنمط الفتى السيء، قمصان فضفاضة بألوان غامقة، بناطيل ممزقة، أقراط الأذن...هذا كان لباسه على الدوام.

وبالحديث عن سومي، وهي العنصر الأنثوي الوحيد بينهم، فقد كانت دائماً ما تفضل الملابس ذات الطابع اللطيف والأنثوي، ولم يجذبها يوماً نمط الثياب الجريء، فقد تميزت دوماً ببساطة لباسها، وإنتقائها لألوانٍ هادئة ومبهجة في ذات الوقت.

_________________________


Jungkook pov:~

كنت أجلس بسلام في مكتبي، أراجع أوراقاً ما وأتلذذ بمذاق قهوتي الداكنة، الى أن باغتني دخول جيمين مع تلك الإبتسامة!

تلك الإبتسامة أعرفها جيداً...إنها إبتسامته العابثة!

- لما لازلت هنا؟!
راقص لي حاجباه وحشر كفاه في جياب بنطاله، فإبتسمت بدوري وتسائلت:
- ولما سأغادر؟

- ببساطة لأن عمي قد منحك إجازة الى ما بعد شهر عسلك، وأنا من سيأخذ مكانك.
رمش محاولاً إدّعاء الظرافة واللطف، ولكنه ما لبث حتى إنفجر ضاحكاً على سيمائي التي رسمت الفراغ...هل يمزحون معي جميعاً؟!

- المعذرة مالذي قلته؟!
كانت قد تشكلت عقدة طفيفة بين حاجباي رفقة عيناي اللتان أبتا التوقف عن الرمش.

- عمي قرر منحك إجازة من العمل...تأكد من هاتفك، فهو قد طلب من نامجون أن يخبرك لكنك لم تجب، لهذا أتيت أنا.

تأكدت من هاتفي بالفعل، وقد كان على الوضع الصامت...ياللروعة، عائلتي تعايشت مع الوضع أكثر مني حتى!

- آه...الرحمة!
أطلقتُ سيل تذمراتي، ووضعت رأسي على مكتبي بثقل.

قبل ثلاثِ ساعات والدتي وشركة التنظيف، والآن والدي والإجازة...ترى هل من مزيد؟

- لا بأس، إن كنتُ مكانك فسأستمتع بإجازتي التي قُدِّمت لي على طبقٍ من ذهب، ولهذا يجب أن تغادر الآن وتستمتع بوقتك، وأنا من سيهتم بالعمل مكانك...لا تقلق.
رمى لي جيمين سترتي وهمّ بدفعي نحو الباب.
- هيا هيا أيها العريس الوسيم...إذهب الى منزلك حالاً وخذ قسطاً وافراً من الراحة، أهذا مفهوم؟
قهقه بقصد إغاظتي، وقد نجح بالفعل لأنه تلقى مني لكمة على كتفه.

- كفاك سخرية وأنت أول من يعرف بأن هذا الزواج مزيف...لا تتعايش مع الموقف كثيراً كعائلتي!

- ولكنهم لا يعلمون الحقيقة...ما ذنبهم!
إستكمل جيمين ضحكه، بيد أنّي قد دحرجتُ عيناي بعد أن سئمتُ سخريته المبتذلة، وغادرتُ الشركة بأكملها بينما ألعن حظي العاثر منذ بداية اليوم...والذي سيبقى هكذا حتى ينقضي، أنا أعلم.

فأنا قد هيّأتُ نفسي جيداً لتلقي الصدمة التالية!

هذه قاعدتي اليومية...إن كان اليوم سيئاً منذ بدايته، فسيظل هكذا حتى نهايته، والعكس صحيح.

End jungkook pov.

________________________


كان تايهيونغ على صدد مغادرة المبنى حيث مكتبه وعمله، ولكنه توقف فجأة ما إن حطت عيناه على شيءٍ ما!

- مالذي تفعله هذه هنا؟!
جُحِظت عيناه، وفكه كاد يلامس الأرض!

وسرعان ما أخفى جسده خلف الجدار بقربه وصار يراقب في صمت، إلا أنّ إختباءه هذا لم يدم طويلاً بفضل جين الذي سحبه من ربطة عنقه وجرّه خلفه حيث تقف الأخرى.

- أنرتي هذا المبنى يا إبنة عمي الوسيمة.
إبتسم جين بإتساع.

- وهل يصح نعت المرأة بالوسيمة يا مغفل؟!
رفعتْ جينا حاجباها بينما تقهقه وتُخرِج بعض الصناديق من من سيارتها، فدحرج جين مقلتاه ورفع شعره بنرجسية.
- أياً كان.

إكتفتْ بهز رأسها والقهقهة عليه، الى أن حطت عيناها على الواقف خلفه.
- سيد كيم تايهيونغ؟!

رمشت مراراً، ثم إبتسمت بترحيب وتقدمت نحو المنزعج لتصافحه.
- يالها من صدفة جميلة!

قهقهت مجدداً، فإبتسم مجاملاً إياها رغم إنزعاجه من تواجدها لإحتمالٍ قد داهم عقله.

وسرعان ما تسائلت:
- مالذي تفعله هنا؟

لم يستطع إخفاء بسمته الشبه ساخرة لسؤالها، وقال:
- بل أنتي مالذي تفعلي...!

- تايهيونغ أيضاً يمتلك مكتباً في هذا المبنى، أي أنّ ثلاثتنا سنعمل بذات المكان...هذا رائع!
قاطعه جين الذي رفع كفه متحمساً، إلا أنهما قد تجاهلاه بالفعل!

فالأولى قد رفعت حاجباها رفقة بسمتها دلالةً على إندهاشها من عمل تايهيونغ معهم في ذات المكان، أما الثاني فقد فغر فاهه وجحظ عيناه مجدداً!
- هل ستعمل هنا هي أيضاً؟!
وجه تايهيونغ سؤاله لجين الذي همهم ببساطة، ثم ناظرها ورمش مراراً.

وما لبث يحدق بها حتى لعق شفتاه، وإبتسم بتكلف حتى لا يبدو كرجلٍ غير مهذب أمامها رغم صدمته لقدومها.

كل ما في الأمر أنّ مجيئها لم يرقه البتة...وذلك بفضل غيرته الطفولية منها!

- حسناً إذاً...الى أين كنت ذاهب؟
تسائل جين، فأجابه الآخر:
- كنت ذاهب لتناول الغذاء.

- جيد، بما أنكما على معرفةٍ مسبقة ببعضكما البعض، سنذهب ثلاثتنا لتناول الغذاء سوياً.
صفق جين كما لو أنه إقترح شيئاً مبهراً.

- ولكن...
كاد تايهيونغ يعترض، فأخرسه جين بوضع كفه أمام وجه الآخر.
- الغذاء سيكون على حسابي، وجينا التي ستُقلنا بسيارتها.

- بالطبع، ولكن قبل ذلك دعاني آخذ الصناديق الى مكتبي.
تحدثت جينا بينما تحمل صندوقاً، فربت جين على كتفيْ تايهيونغ المرتخيان لِما حدث، وقال:
- هيا هيا أيها القوي، فلنحمل معها الصناديق حتى نذهب بسرعة، إنّي أتضورُ جوعاً وقد ألتهم نفسي...أراهن أنّ مذاقي سيكون لذيذاً كوجهيَ الحلو.
بروز وجهه، بينما إكتفى تايهيونغ بالتمتة رفقة إمتعاضه:
- الرحمة!

ثم حمل صندوقاً ولحق بالتي سبقتهما نحو الداخل بتثاقل.

___________________________

وجد جونغكوك أنه لا ضير من إستغلال هذه العطلة كما قال جيمين لممارسة هواياته المحببة الى قلبه...فعلى الأقل إمتلك سبباً وجيهاً ليترك العمل مؤقتاً دون أن يقتله الملل.

كان قد دخل للتو الى منزله، فوجد أنّ عاملوا التنظيف ينظفون الطابق السفلي بعنايةٍ تامة.
- أظنه أول قرارٍ سديد تتخذه والدتي بشأن حياتي!

تمتم لنفسه مستضحكاً ما إن تذكر طباع والدته الغريبة، وسرعان ما تقدم منه نامجون وإستطرد قائلاً:
- لقد تم تنظيف الطابق العلوي بالكامل، يمكنك تفقّده.

- حسناً سأفعل.
ربت جونغكوك على كتف نامجون، وسار صوب السلالم بينما يخلع سترته ويفك بعضاً من أزرار قميصه.

وفور أن دلف غرفته، إستوطنت الحيرة ملامحه لِما وجده من فوضى وأكياس وملابس في كافة أرجائها!

وما كاد عقله يستوعب المنظر حتى ظهر له جسد السيدة لي الصغير من خلف زجاج الخزانة.

- ما كل هذه الاكياس سيدة لي؟! ولِما ثيابي مبعثرة بهذا الشكل؟!
صاحب الهلع سؤاله، فأجابت الخمسينية:
- لقد أرسلت والدتك أكياساً بها ثيابٌ نسائية قبل قليل، وأمرت أن أُعيد ترتيب خزانتك حتى تتشاركها مع زوجتك.

صفع جونغكوك جبينه، كما وإستلّ نفساً عميقاً حتى يُهدِّأ من روعه، فهو سيتقبل أي شيء جديد وبرحابة صدر عدا العبث بنظام ترتيبه الصارم!

- أعلم أنك تحب النظام كثيراً، ولهذا سأحرص على ترتيب ثيابك بذات منوالك السابق...لا تقلق.
إبتسمت تلك السيدة، فهمهم الآخر، ثم طلب منها الخروج قليلاً حتى يغير ثيابه.

وأثناء ذلك وقعت عيناه على المنضدة المقابلة للحمام، وقد إفتقد شيئاً ما كان موضوعاً فوقها!..إنه أحمر شفاه ڤانيسا.

- أين إختفى؟!
تذمر بينما يبحث عنه، ولكنه لم يجده...كل ما في الأمر أنه كان ينوي إعادته لها، ولكنه نسي ذلك في الأيام الماضية، وهاهو قد ضاع الآن.

أزفر بضجر وجلس على حافة سريره حيث الأكياس، فتملكه الفضول لرؤية ما أرسلته والدته.

أخذ يتفحص الأكياس، وقد كانت ثياباً نسائية بالفعل.
- لا أعتقد أنّ ڤانيسا ستحظى بحماةٍ كأمي بعد أن ننفصل...والدتي أحبتها كثيراً!
تمتم مخاطباً نفسه، بيد أنه لازال مستمراً بتفحص الأكياس، إلا أنّ وجهه وأذناه قد تصبغوا جميعاً بحمرةٍ قانية لما إنتشلته يداه تواً!

دفع ذاك الكيس بعيداً، وأخذ يرمش بعينان جاحظتان، ثم إزدرد ريقه وأدار وجهه للجانب الآخر.
- تباً لفضولي!

شتم نفسه، لأن محتوى ذاك الكيس كان عبارةً عن قمصان نوم مغرية وكاشفة رفقة ملابس داخلية بألوانٍ مثيرة.

بعثر شعره وإستقام، ولم يكف عن شتم نفسه لفضوله الذي دائماً ما يوقعه في مواقف محرجة كهذه.

وسرعان ما وقف أمام المرآة الطويلة وصار يحدق بإنعكاسه بينما يفكر بصوتٍ عالٍ.
- لا أعتقد أنّ فكرة بقائي هنا ستكون سديدة، فأنا أريد الراحة وغرفتي تبدو كما لو أنها سوقٌ شعبي، وكذلك بقية المنزل الذي يعمه الضجيج...هل أذهب لمنزل عائلتي يا ترى؟
مطط شفتاه وراح يعبث بخصلاته الطويلة يعدلها بعد أن بعثرها قبل هنيهات، ثم همهم.
- أجل، سأذهب الى غرفتي هناك.

حمل مفاتيح سيارته وهاتفه، وهمّ مغادراً بعد أن أعاد ذات التعليمات على نامجون والسيدة لي.

وأثناء قيادته تذكر تلك الثياب مجدداً، فعاد للإحمرار!
- آه تباً لي...هذا محرج!
إنتحب وفتح نظام التكييف بالفعل رغم أنّ الطقس ربيعي ولا يحتاج، ثم شغّل الموسيقى أيضاً حتى ينسى ذاك المنظر...فهو رجل أعزب بالنهاية!

_________________________

Vanessa pov:~

لم أعد أشعر بساقاي!

هذه السيدة شيءٌ ما بحق!

وعلى الرغم من فارق السن بيني وبينها، إلا إنها لم تشكو من شيء طوال الخمس ساعات الفارطة التي قضيناها بين المراكز التجارية!

على الأقل كانت لتعبر عن ألم قدميها ولو قليلاً، خصوصاً وأنها كانت ترتدي حذاءً بكعبٍ عالٍ!

على كل حال ألحّت علي بالقدوم معها الى المنزل حيث سنتناول الغذاء سوياً، ولم أكن لأرفض بما أني كنتهم الجديدة أولاً ويجب أن أمنحهم إنطباعاً حسناً عني، وثانياً لأن لا أحد بمنزل جين.

فقد علمتُ من كاي أنهم سيخرجون للتبضع، وجين لم يعد من العمل بعد، وانا أكسل من أن أعود وأحضِّر وجبة غذاء لنفسي بعد هذا اليوم الشاق!

لذا لا ضير من التمتع بحياة الأغنياء ولو قليلاً.

دلّتني خالتي جيون الى غرفة جونغكوك حتى أغتسل وأغير ثيابي بما أنها قد جلبت جزءً مِن الثياب التي إشترتها لي الى منزلهم هنا حتى أستعملها لمثل هذه الظروف.

وبالطبع لن أصف لكم النعيم الذي رأيته...

حمام غرفة جونغكوك وحده بمثابة حجم غرفتي وغرفة الجلوس في منزل عائلتي بإيطاليا!

حوض الإستحمام كبير وقد تم تحضيره لي بعناية، مع الصابون المعطر والفقاقيع اللطيفة...وانا قد تناسيت نفسي بداخله حتى كدتُ أنام!

لا بأس ڤانيسا، تمتعي بالترف والرفاهية ما دمتي كنتهم...اجل اجل.

وبعد مدة، أنهيت إستحمامي وإرتديتُ ثيابي، ثم فتحت الباب لأصرخ فزِعة!

لقد كان جونغكوك يقف أمامه، ويبدو أنه قد كان على صدد الدخول الى الحمام، ولم يعلم أني هنا.

ولشدة فزعي من صراخه المتفاجئ، صرختُ بدوري مرة أخرى وتزحلقت للخلف...لقد وقعتُ بقوة!

أما هو، فقد تراجع للخلف وقطب حاجباه كما لو أنه يستوعب سبب تواجدي بحمامه، إلا أنه إستفاق إثر أنيني عندما حاولتُ الوقوف، حيث هرع نحوي وجلس القرفصاء بجواري.

- هل أنتِ بخير؟
تخلل القلق سؤاله، فأومأتْ وساعدني على الوقوف برفق...مؤخرتي كادت تتهشم يا جماعة!

لم أكن قادرة على السير بشكلٍ طبيعي، لذا أمسك بذراعي وحاوط خصري حتى يساعدني على المشي.

- سيري برفق.

ياله من لطيف...

إبتسمتُ بشكر ولم أجلس، بل ظللتُ واقفة حتى بعد أن أفلتني.

لن أكذب...الألم فظيع!

- هل تتألمين؟
سألني بذات تعابيره القلقة، فأومأتُ مراراً وقد أمسكتُ بكتفه حتى أستند عليه.

أما هو فقد رفع طرف قميصي ليرى إن كانت هناك أي كدمات.

- أين تشعرين بالألم بالضبط؟
أخذ يدلك ظهري حتى أحدد له مكان الإصابة إلا أنّ الألم الحقيقي كان في مكانٍ خطير يا عزيزي!

- هنا.
كذبت وأشرتُ له على أسفل ظهري، فهمهم وذهب الى الحمام حتى يحضر مرهماً مسكناً.

وحينما عاد، رفع قميصي مجدداً، ولكنه قرر مساعدتي على الجلوس أولاً حتى أرتاح ويتمكن هو من وضع المرهم بشكلٍ أفضل، إلا أنه وفي تلك اللحظة تحديداً...دخلت خالتي جيون!

وضعيتنا كانت مشبوهة، حيث أنه يرفع قميصي كاشفاً عن بطني وظهري بينما يده اليسرى تستقر على خصري، واليمنى توزع المرهم برفق، وأنا أئن لشدة ألمي...بإختصار كان منظرنا كالسافلان!

تصنمتُ مكاني ما إن رأيتُ إبتسامة والدته تتسع، وكدتُ أفقد وعيي حينما قالت:
- يالكما من شقيان...أعتذر عن المقاطعة.

ثم فرّت هاربة تاركةً إيانا في موقفٍ لا نُحسدُ عليه!

رائع ڤانيسا جيوڤاني! لا أعتقد أنّ هناك إنساناً على ظهر هذا الكوكب قد تعرض لكل هذا الكم من المواقف المثيرة للشفقة مثلك!

تباً هذا محرج!

أغمضت عيناي ورسمت تعابير باكية بما أنه يجلس خلفي، أما هو فقد إلتزم الصمت، ثم تحمحم...وقد أدركتُ أنّ حاله ليس أقل مني سوءً!

إبتعد بعد ذلك وإستقام بوجهٍ محمر.
- أعتذر لكِ عمّا حصل، أنا آسف.

لم يجرأ على التحديق نحوي مطلقاً، وأنا إبتسمتُ بإصفرار حتى أنقذ الوضع.
- لا بأس، الخطأ كان بسببي...لم يكن عليّ القبول بدخول غرفتك وإستعمالها منذ البداية.

- لا عليكِ.

صار الوضع هادئاً بشكلٍ مخجل بيننا، الى أن تحدثنا سوياً.

- سأغادر إذاً.

- يمكنك الذهاب...سأضع المرهم بنفسي.

حدقنا ببعضنا ورمشنا لثوانٍ، ثم همهم هو وأشار نحو الباب.
- سأذهب.

همهمتُ وأنزلتُ رأسي رفقة خصلاتي المبللة، ولم أرفعه حتى سمعتُ صوت إغلاق الباب.

- آه يا إلهي هذا محرج!
إنتحبتُ متذمرة...ولكن من الجيد انه غادر حتى يتسنى لي وضع المرهم على المكان الصحيح.

إستقمت برفق وأغلقتُ الباب، ثم عدتُ ووضعتُ المرهم، وبعدها إستلقيتُ قليلاً حتى أخذ المسكن مفعوله.

شعرت ببعض التحسن بفضله، لذا قررتُ النزول.

وجدتهم يجلسون حول مائدة الطعام بإنتظاري، وكم تمنيتُ أن أتبخر حينما ناظرتني خالتي جيون بينما تبتسم...تباً!

جلست بجوار جونغكوك، وقد كان هناك فردان ناقصان!

- أين البقية؟
تسائلتُ حتى أشبع فضولي، وكذلك لأخفف حدة الإحراج القائم بيني وبين الذي بجواري.

إلا أنّ الذي أجابني كان عمي جيون.
- أونوو في الجامعة وسيعودُ في وقتٍ متأخر، وجيمين في الشركة يعمل.

همهمتُ متفهمة، إلا أني لن أنكر فراغ مكان جيمين الواضح، فلو كان هنا كان سيخفف من هذا التوتر بمزاحه المرح.

على كل حال أخذتُ أتشاطر الحديث رفقة هيجين حتى أتهرب من نظرات خالتي جيون المبتسمة لي ولجونغكوك، أما عنه...فشكرتُ حظي لانه إلتهى بمناقشة والده عن أمورٍ تخص العمل ربما.

وحسبما فهمت أنه قد منحه إجازة الى ما بعد شهر العسل.

وعلى ذكر الإجازة...أنا لم أتحدث مع يونغي بهذا الشأن!

ترى هل أذهب غداً لأفهم منه كل شيء، فبحسب كلام خالتي جيون انه منحني إجازة انا الأخرى الى ما بعد شهر العسل...لستُ أعلم كيف أقنعته بمنحي إياها قبل أسبوعٍ من زفافي حتى، ولكنها بارعة بحق!

End Vanessa pov.

__________________________

بينما إنشغل جين بالثرثرة وإمتداح أطباق المطعم الذي أتوا لتناول الغذاء فيه، وجينا التي تشاطره الحديث في امورٍ عدة، إكتفى تايهيونغ بسماع دردشتهما مع قلة مشاركته فيها.

تارةً يأكل، وتارةً يحدق بصاحبة الشعر القصير بينما يضيق عيناه...لا يعلم لما يراها ماكرة الى حدٍّ كبير!

رغم أنها لطيفة في تعاملها ومحترمة، وتجيد إنتقاء كلماتها برقي...ولكنه يقنع نفسه بأنها ماكرة!

وكل هذا لأن غيرته الطفولية من نجاحها تشعره بالتهديد...فشخصٌ مثله قد حمل إسم مهنته عن والده المعروف والمتمرس في مجال القانون، وتلقى شهاداتٍ عليا أثناء دراسته، والكل يمتدح عمله المتقن وذكائه الحاد في قضاياه، لن يحبذ أن يأتي من ينافسه على كل هذه الألقاب.

فكثيرٌ عليه أن يعمل محاميان آخران بذات قدراته في نفس المكان برفقته...وأقل ما يمكن توقعه أنهما قد يسرقا منه الأضواء والشهرة في ذاك المبنى القانوني!

اجل...تايهيونغ يحب الإهتمام من طرف الجميع ولفت الإنتباه!

على كل حال شرذ في أفكاره بينما يناظرها، الى أن أفاقه صوتها:
- بالمناسبة، راجعتُ ذاك العقد، وما يزال أمامي سوى أن ألتقي بڤانيسا حتى ترى إن كانت تود إضافة بعض الشروط كما فعل موكلك.

همهم تايهيونغ، وعاد لمرافقةِ الصمت، إلا أنّ تذمر جين قد جذب إنتباهه!

- لما عليهم وضع السمسم فوق الكيمتشي دوماً؟!
تعابيره قد توحي بأن وضع السمسم فوق الكيمتشي هو جريمة دولية قضيتها معقدة وقد عجز عن حلها! إلا أنّ السبب تافهٌ بالفعل!

- أظنهم يضعونه لغرض التزيِين.
أبدت جينا برأيها حول تذمرات إبن عمها عديمة الجدوى، أما تايهيونغ فقد أمال جانب شفتيه في إبتسامة خفيفة من طباع جين التي لم تتغير منذ زمن، فهو لازال متناقضاً...قبل دقائق كان يمتدح الطعام، والآن يتذمر منه!

- وأخيراً رأينا إبتسامتك!

توقف تايهيونغ عن الأكل ورفع نظراته نحو المبتسمة، وقبل أن ينطق بحرفٍ واحد قال جين:
- لا أدري ما مشكلته؟ في العادة يكون مرحاً، والجلوس معه جالبٌ للمتعة، أما اليوم فهو قليل الكلام وعابس!

- ربما وجودي بقربكما لم يرقه!
تحدثت جينا مجدداً، ولم تزل إبتسامتها الخفيفة عن شفتيها بقصد المزاح.

إلا أنّ المُتَحَدث عنه قد وسّع عيناه ونفى سريعاً رفقة قهقهته المرتبكة:
- اوه كلا، لقد تم فهمي بشكلٍ خاطئ! كل ما في الأمر أني شارذ الذهن منذ الصباح وقليل التركيز...أعتذر عن هذا.

همهم الإثنان المقابلان له، وعادا لإنهاء أطباقهما، أما هو فقد حدق بالفراغ وتمتم بخفوت:
- هل كان إنزعاجي واضحاً الى هذا الحد؟!

رمش قليلاً، ثم نفى برأسه وعاد لطبقه.

وبفعلتها قبل قليل أثبتت له أنها قادرة على قراءة الوجوه، وهذا لن يكون لصالحه أبداً بما أنه سيراها كل يوم بدءً من هذه اللحظة!

__________________________

عند الغروب...

حيث أبدت السماء خجلها الفاتن وسط سماء نيسان المليئة بالغيوم اللطيفة، فبدى مظهرها كحلوى غزل البنات تماماً.

وفي هذا الوقت من آخر النهار، كان الأورجي الخمسة وسومي في طريق عودتهم الى المنزل بعد يومٍ شاق وممتع.

أيديهم مليئة بالأكياس، ورغم هذا إستقلُّوا الحافلة حتى وصلوا الى إحدى المحطات، ولكن كان لايزال أمامهم ركوب حافلةٍ أخرى حتى يوفروا على أنفسهم تعب السير الى المنزل مع كل هذه المشتريات.

جلسوا بإنتظار الحافلة، وما إن شعروا بتأخرها أخذ تايهيون هاتفه حتى يتأكد من موعد وصولها عبر برنامج المواصلات في العاصمة.

- يا رفاق...
حدّثهم، فإستداروا خمستهم نحوه بإهتمام.

- أعتقد أن الحافلة ستتأخر لنصف ساعةٍ أخرى!

- اللعنة!
هسهس بومقيو بشتى الشتائم لحظهم العاثر، بينما تذمر البقية بإمتعاض نظراً لتعبهم.

- لن ننتظرها لنصف ساعةٍ أخرى، فالظلام قد أوشك على الحلول، وجين وڤانيسا سيقلقان إن لم نعد باكراً.
كان هذا كاي الذي إستقام بالفعل، فإمتثل البقية لإقتراحه وهموا عائدين سيراً على الأقدام، إذ أنّ المنزل لا يبعد عن المحطة كثيراً، لذا قاموا بإختصار الوقت بدلاً من الإنتظار.

وفي طريقهم، كان كاي يسير أولهم بينما يضع سماعات الرأس خاصته كعادته دوماً، ويستمع لموسيقى الروك الصاخبة.

بومقيو يحمل سومي على ظهره بعد أن توسلته مِراراً بحجة أنّ حذائها قد آلمَ قدميها ولم تعد تقوى على السير أكثر، وهو قد وافق مقابل أن ترتب له خزانته.

سوبين المسكين حمل أكياس سومي دون إعتراض، أما يونجون فقد كان يمازح تايهيون ويسخر من طوله مقارنةً بكاي الأصغر منه سناً، والآخر يكتفي بالهمهمة دون أن يكترث لأمره، لأنه وببساطة لا يغضب بسهولة، بل أنه بارد الأعصاب حد الإستفزاز!

وسرعان ما توقف يونجون عن السير والكلام ما إن لمح شيئاً قد جذب إنتباهه داخل متجر صغير للتحف التذكارية، فلم يتوانى عن دخوله أبداً.

- مساء الخير يا عم.
قام بتحية العجوز صاحب المتجر ببسمةٍ ودودة، فردّ له الآخر بمثلها، ولم يتردد يونجون عن طرح سؤاله الذي كان السبب في دخوله، حيث أشار نحو لاقطات أحلام معلقة قرب باب المتجر الزجاجي وتسائل:
- المعذرة...هل لي أن أعرف من أين تحضر هذه اللاقطات؟

- هناك فتاةٌ شابة متعاقدٌ معها، وهي من تصنعهم وتحضرهم لي كل نهاية أسبوع...ولكن لما تسأل عن مصدرهم؟!

- كل ما في الأمر أني أمتلك واحدةً تشبههم تماماً، ورغبتُ بمعرفة هوية صانعهم، فهل لك أن تخبرني عن إسم هذه الفتاة؟

- إنها تدعى يونهي.

- آه...شكراً على وقتك يا عم، سأعود لزيارتك قريباً.
إبتسم بإتساع كعادته المبتهجة، ولوّح لذاك العجوز الذي قد إستلطفه بالفعل.

__________________________

كان أونوو في طريق عودته الى المنزل بعد يومٍ طويل في الجامعة، إذ أنه يفضل العودة سيراً على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة في أغلب الأوقات، وبينما يسير متريثاً ويعبث بهاتفه، دخل حياً صغيراً ليختصر طريقه.

وبعد مدة من السير توقف، ورفع عيناه عن هاتفه محدقاً أمامه حيث إعترض طريقه خمسة شبان في زقاقٍ منزوي.

ناظرهم بكل برود، وقد كان على صدد إكمال طريقه وتجاهلهم، إلا أن أقصرهم قامة أمسكه من ذراعه مؤكداً له نواياهم السيئة ورغبتهم بإفتعال المشاكل.

ولكنه كان يعرفهم جيداً، حيث خاطب الذي إعترض طريقه للمرة الثانية دون أن يلتفت نحوه حتى:
- مالذي تريده لينو؟

أطلق المدعو بلينو قهقهةً ساخرة هو ومن معه قبل أن يلكم الآخر بكل قوته.

- تعلم جيداً مالذي أريده.
خرجت حروف ذاك المتنمر من بين صرير أسنانه مع غُلٍّ دفين تجاه الذي أدار وجهه بفضل اللكمة.

وسرعان ما أضاف لينو بينما يمسك الآخر من ياقة قميصه:
- كيف تجرؤ على التلاعب بحبيبتي؟!

- أنا لم أفعل...لا شأن لي إن كانت حبيبتك لا تكتفي بك كرجل!
بروده وهدوءه وكذلك كلماته اللاذعة جعلت من الآخر يفور غضباً ويعود للكمه مرةً ثانية حتى إفترش أونوو الأرض.

- كيف تجرؤ على قول هذا أيها اللعين!
صرخ لينو، وقد كان على صدد ركل الآخر، إلا أنّ أونوو أمسك بساقه وسحبه لأسفل.

إعتلاه وبدأ يلكمه هو الآخر، ولكنه أنَّ بألم ووقع جانباً عندما تلقى ضربة قوية على ظهره.

- لم أكن أعلم بأنك قويٌ هكذا!
إستقام لينو بينما يقهقه بسخرية ويمسح الدماء التي سالت من أنفه بكم قميصه، ثم دحرج أونوو بقدمه، ووضعها على صدره كنوعٍ من الإذلال.

ورغم كل هذا، إبتسم أونوو بينما يغمض جفناه، وأنبس ساخراً بدوره:
- وانا أيضاً لم أكن أعلم بأنك أحمق وساذج الى هذا الحد! لأنك تفتعل مشاكلَ لا طائلَ منها، وذلك لأجل عبدة ذكور لم تحبك من قبل!

برز فكا لينو، وأخذ صدره يعلو ويهبط، ولكنه إبتسم بزيف ودنى من الواقع أرضاً وهمس:
- هل تقول هذا لأنها كانت تعجبك؟!

فتح المُخاطب عيناه، ولم تتخلى شفتاه عن تلك الإبتسامة المستفزة.

- أنا لم ولن أنجذب لعاهرة مثلها...أنا لستُ مثلك!
ثم أنا لم أصرف لها إهتماماً من قبل، بل هي التي ظلت تلاحقني وتحاول إغوائي، وهذا يعني أنها لم تحبك من قبل.

كلماته كانت القطرة التي أفاضت الكأس، حيث عادا للشجار، وهذه المرة خمستهم إلتقوا عليه بالضرب المبرح.

قاومهم للحظات، ولكنهم كانوا أكثر منه عدداً، فتلقى ضربةً أخرى على ظهره جعلته يخور أرضاً لشدة ألمه، وقد صار ضحيةً لتنمرهم وضربهم العنيف.

وبعد ذلك، شعر بألمٍ فظيع في كامل جسده، ثم بدأت رؤيته تصبح ضبابية حتى كاد يفقد وعيه.

ولكنه سرعان ما عاد لوعيه حينما سمع صراخاً هلِعاً، يليه شجاراً آخر وصوتُ ضربٍ مبرح.

فرق جفناه ببطأ، وحاول تمييز ما حوله، ولكن كلُّ ما رآه كان شجاراً بالفعل، وقد توقف عقله عن الإستيعاب لهول ما رأى، فظن أنها مجرد أوهام، وآخر ما شعر به كان يدان صغيرتان قد كوبتا وجهه، وصوتاً أنثوياً يردد بقلق:
- يا إلهي هل أنت بخير؟! هل تسمعني؟!

حاول أن يرى وجهها القريب منه، ولكنه فقد وعيه قبل أن يفعل ذلك!

●•●•●•●•●•●•●•●•●•●•●

#يتبع...

- رأيكم بالبارت؟

- نسبة حماسكم؟

- شو أكثر جزئية حبيتوها بالبارت؟

- توقعاتكم للبارت القادم؟

من بعد هالبارت رح بتبلش الاحداث تولع، والحماس بيصير ألف.


حاسة متحمسة اكثر منكم😂

يلا يلا نروح للمقتطفات التشويقة...

عنوان البارت القادم: "حقيقة مبهمة!"

المقتطفات التشويقية:~

- ماذا هناك نامجون؟..ماذا؟!..حسنا حسنا انا قادم، أرسل لي عنوان المستشفى في الحال!

~

- لا داعي لإفتعال مشاكل أكبر، يمكنكَ سحب القضية.

~

- لا تقلقِ، جونغكوك لن يرغمكِ على ترك حلمك مهما كان السبب، فهو شخصٌ يحب الإبداع وسيدعمكِ، صدقيني...إنه رجل بأخلاقٍ نبيلة.

~

- لقد دخلنا في شجار مع بعض الفتيان.

~

- لِمَ يعاملني بهذا الجفاء فجأة؟! غريبٌ أمره!

~

- هل أعلنت عائلته عن الخطوبة حقا؟!

~

- آنسة ڤانيسا، هل أنتِ حقا على علاقة بوريث شركة خطوط آي سي الجوية جيون جونغكوك؟

~

- لدى الثعالب حاسة سمع قوية جداً، ولهذا السبب يكرهون الضوضاء والأصوات الحادة!

توقعاتكم؟

بدي ياكم تركزوا ع شغلة، وهي أشكال الدمى تبع الاورجي وشو هي الحيوانات يلي بتجسدها، انا حطيت صورهم بثاني بارت تقريبا، لهيك احفظوا منيح كل واحد شو هي دميته ولأي حيوان تنتمي.

يلا أشوفكم على خير💞


See you next part...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top