الفصل الثالث
الفصل الثالث
×××××××××
بعد ساعتين أخذت ليز توبخ نفسها وهى تنظف أرضية البهو على مسلكها عدة مرات :
-أنى حقا غبية.....لم أكن خائفة وأنما مصدومة لم أكن فى حاجة إلى كيرك وأبتسامته التى جعلتنى مجنونة ولكن لم تكن غلطة كيرك وصديقته الصغيرة كريستى تشاندلر التى أمتطت ظهر فرستها وإذا كانت قد جعلت من نفسها موضع سخرية فإن الغلطة غلطتها إن قرارها المجنون نحو منقذها المدعو كيرك كان عملا أخرق غير مدروس.إنها لن تنسى أبدا لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه وصدره يرتفع وينخفض فى حركة مستمرة من الضحك وهى ملتصقة به هى وطفلاها كل هذا لأن حصان وفارسته أفزعاها
أوشكت على الأنتهاء من النظافة وهى تتذكر اللمعان الراقص فى عينى كيرك وكريستى تشاندلر خاصة الأخيرة بشعرها الأشقر و رنين صوتها الضاحك عندما وبخها كيرك لأنها أفزعت الحيوان المسكين كما أنب كريستى لأنها فى نفس الوقت أفزعت الشابة المسكينة الآتية من المدينة وكأنه يود أن يقول الفتاة الطيبة الساذجة همست فى نفسها :
-حسنا إذن البقرة لم تجرح ريان والكلب تبين أنه حيوان طيب يعشق الأطفال و أخيرا الجياد لا تأكل الناس....ولكنى لم أنشأ و أتربى فى مزرعة بين كل هذه الحيوانات ولم تقض عطلاتها الأسبوعية مع كيرك ألبريت فوق تلك المزرعة اللعينة التى عاشت عليها كريستى تشاندلر ذات الخدين الورديين
تساءلت بعد ذلك لماذا لا تقضى كريستى عطلاتها الأسبوعية مع كيرك ثم تذكرت إمتعاضه عندما قال لها :إنه لا يستطيع التمشية فوق ظهر الجواد معها لأن عليه أن يساعد ليز فى نظافة البيت .
عندما نظرت من فوق كتفها رأت كيرك يعمل فى الصالون وسط شمس ساطعة جعلت الأثاث يضوى لمعانا كان الأثاث عتيقا ولكنه مريح رأت كتبا ومجلات وجرائد مرصوصة بعناية على أرفف كانت تغطى الجدران بينما نار جميلة مشتعلة فى المدفأة كان الطفلان راكعين على ركبهما أمام مائدتهما الصغيرة يلونان بنشاط كتب الصور الخاصة بهما
كان كيرك قد أعلن أن الحجرة التى أختارتها كصالة ألعاب لهما باردة جدا ويجب أن يفرش فيها سجادة وحتى يتم ذلك كان على السيدة هيلى أن تشارك الطفلين حجرة الصالون ولا داعى للالتفات إلى شكواها الدائمة
رفع عينيه ورآها فأبتسم تلك الأبتسامة البطئية التى تضغط طرفى شفتيه وتصل إلى أسفل عينيه تلك الأبتسامة التى لم تستطيع أن تتعود عليها فى كل مرة كانت ركبتاها ترتخيان تساءلت هل يشك فى تأثير تلك الأبتسامة عليها؟أحاطت عيناها فى نظرة سريعة متفيه العريضتين وأعلى ساقيه القويتين ووسطه الرفيع وساقيه الطويلتين أحمر وجهها عندما تذكرت نفسها وهى بين ذراعيه لقد كان صدره صلبا قويا لاشك أنه مدرك لتأثيره على النساء وما عليها إلا أن تتذكر إعتراضه عندما علم أن عليه أن يقيم من الآن مع السيدة هيلى وعائلة ليز تريماين وكررت ليز لنفسها عبارته حينها :''إننى أعرف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان أيام الأحد لدى صديقات يأتين إلى المزرعة ويبقين فيها''
قال لها عن بعد :
-بماذا تهمهمين؟هل هناك شئ يسير بالمقلوب؟
-لا....كل شئ على ما يرام ولكن عليك أن تهتم بماشيتك بدلا من تلميع البيت .إنه عملى لو عرف ليستر براون ما تزاوله الآن من عمل لخفض من راتبى الشهرى.
-إن طفليك يساعدانى فى حلب البقرة كما أننى مدين لك بشئ.
-إن وعائين صغيرين من اللبن يحلبانهما لا يمثلان مساعدة أرجو أن تدعنى أكمل النظافة اليوم هو يوم الأحد وهو أحد الأيام التى تخصصها للنساء على ما أظن.
نظر إليها وهو لا يعلم إن كان يضحك أو يدهش :
-مخصص لمن؟
-للنساء...هذا ما قلته لى فى مكتب كاتب العدل السيد ليستر براون أنا أسفة لان وجودى غير من نظام حياتك.
فكر كيرك الرحمة يا ربى!كيف أثق بامرأة تتذكر كلمة بكلمة كلاما مرسلا فى الهواء ورد عليها بحدة:
-لا تشغلى بالك بنمط حياتى فأنا لا أشكو من شئ؟
ثم أضاف :
-أسمعى يا ليز ! من اللحظة التى فرض علينا أن نعيش سويا يجب أن نعيش فى أنسجام و هذا يتطلب تنازلات من كل منا ولكن كل شئ سيسير على خير وجه.
أستنتجت ليز جيدا التنازلات المطلوبة منها إنه رجل مهذب جدا و بوجد طفلين وسيدتين بالغتين فى بيته فإنه لن يحضر نساء إلى المنزل
فى هذه اللحظة هبطت السيدة هيلى الدرج وهى ترتدى ثوب أخضر يلفها وكأنه عباءة وقالت بصوت حاد :
-هل يمكن أن أغامر بالدخول إلى المكان الذى نظفتيه يا أنسة؟
أجابت ليز بحرارة:
-من فضلك أفعلى!
دخلت المرأة العجوز إلى الصالون دون أن تعير الطفلين أى أنتباه وفتحت التليفزيون على برنامج دينى ذهبت ليز إلى حجرة الغسيل لتحضر أسفنجة وذهب كيرك لينضم إليها سألها فى صوت هامس:
-ماذا تعنى هذه الكوميديا؟
كتمت ليز ضحكتها :
-لقد بدأ الأمر مبكرا هذا الصباح هبطت من غرفتها أثناء قيامى بتنظيف المطبخ وأرضيته وأمرتنى أن أصعد لترتيب سريرها فى الحال حتى تستطيع أن تعود إل حجرتها بسرعة بعد ذلك كان على أن أحمل لها صنية عليها أربع قطع توست وزبدة وست شرائح من اللحم المحفوظ وأبريق قهوة .
-أهـ ! وماذا فعلت ؟ .
-ماذا فعلت؟لقد ضحكت وقلت لها إننى ليست خادمتها وإذا أرادت أن تأكل عليها أن تنزل فى ساعات الوجبات وتأخذ ما أضعه فى طبقها دون كلام وإلا عليها أن تطبخ لنفسها وجباتها وتغسل فى الحال الصحون وأدوات المطبخ وكان عليها أن تصبر حتى تتناول إفطارها لأن أرضية المطبخ لازالت مبتلة ولا أريد منها أن تترك أثار أقدامها القذرة إذا سارت عليها.
أعلن كيرك وهو يضحك:
-حسنا جدا .وماذا قررت؟ .
-أرادت أن تطلب ليستر بالتليفون كى تشتكى له ولكن ذلك لم يكن ممكناً لأن اليوم هو الأحد ومن ساعتها ظلت فى حجرتها ولم تأكل شيئا.
قال لها وهو يفتح زجاجة سائل المنظف:
-لن يضرها أن تفوتها وجبة او أثنتين....يا إلهى.
-يا لها من مخلوقة! ماذا سنفعل معها؟.
-فقط علينا أن نتعود عليها.
وضع زجاجة المنظف فى الدولاب وقال :
-إننى أتساءل ألا نستطيع أن ندفع بها إلى الثلج فى الخارج كما يفعل أهالى الأسكيمو بالمسنين منهم ؟.
-أنه أمر مرعب وشنيع!.
ولكن منظر السيدة هيلى وهى متلفحة بثوبها الأخضر وتزرع أرضية المزرعة المغطأة بالثلج هو منظر شنيع حقا لكنه ممتع
قالت له مقترحة :
-ألم تفكر فى الهنود الحمر آلات التعذيب وكيف يجعلون النمل يلتهم أعداءهم؟ .
قال:
-هناك أيضا ما هو اسوأ ليس عندنا نمل ولكن ما رأيك أن نربطها فى لوح خشبى ونتركها على الجليد حتى يسحبها تيار الماء .
بدأت ليز تضحك من صميم قلبها وأنتهز كيرك الفرصة ليقترب منها ويحصرها ما بين الغسالة الكهربائية والثلاجة وقال بصوت رقيق :
-إننى أحب رنين ضحكاتك إنه يجعلنى أفكر فى ليالى الصيف الحارة.
لم تنطق بكلمة وأنما أخذت تنظر إليه وقد تقطعت أنفاسها وقلبها يدق بعنف داخل صدرها لمس خدها بطرف أصبعه إلى أن وصل إلى أثر جرح وسألها:
-ماذا حدث هنا ؟
-لقد عضنى كلب عندما كنت فى السادسة من عمرى.
-أهـ هذا يفسر خوفك من مارس كيف حدث ذلك؟.
أبتسمت وقالت:
-كنت أجرى على الشاطئ وكنت فى غاية النشوى من الريح التى كانت تهب والأمواج المتلاطمة ومن سرعتى فى الجرى لم أنتبه إلى كلب الجيران الذى كان يعدو بجوارى وعندما أردت أن أدور حول نفسى وقعت عليه وأعتقد أننى أهاجمه فتصرف بالغريزة على ما أتعتقد ولكنى....لكنى من وقتها لا أثق بالكلاب
-نعم أنه أمر طبيعى ولكن إذا كان مارس ينبح بهذا العنف فى ليلة وصولكم فإنه لم يفعل ذلك ليهاجمك وإنما لانه كان ثائرا على ربطه بالسلسلة وسط البرد والثلج أول مرة رأيت فيها أثر الجرح هذا أردت أن ألمسه فى حنان.هل لمسه أحد عندما حدث لك ما حدث؟ .
-لا.لقد كنت مغطأة بالدماء وأضطروا إلى عمل عدة غرز خياطة وأعطونى حقنة ضد التيتانوس .
تساءل إن كان قد بدأ يهتم بها؟بالتأكيد كان مهتما بها.على مرور الأيام عرف ذوقها المرح وروحها الحية إنها امرأة لا يشكو منها المرء لقد اضطرت لمواجهة مصاعب جمة والتغلب عليها منذو وفاة زوجها و لكن ليس هذا سببا أن يتمناها وينجذب إليها عليه أن ينتبه و لا يجب أن يسقط فى الفخ الذى نصبه له أميروز ، اللعنة لقد قضى سبع سنوات يصارع الرجل العجوز حول كل الموضوعات وفى معظم الأحيان كان ينتصر وليس الآن بعد ذلك يترك نفسه مستسلما لحكم رجل ميت إنه يعلم جيدا ماذا دبر أميروز كى يجبره على طاعته و هو الأزواج ! خلع حذاءه ذا الرقبة الطويلة وخرج من الباب الخلفى .سرعان ما وضحت أفكاره أمام البرد بعد حرارة المنزل وعطر تلك المرأة على أية حال إنها ليست من طرازه المفضل ومن الأفضل أن ينساها ويختار امرأة تناسبه تماما ثم أن الحياة الزوجية ليست أساس حلمه لقد كان أعزب روحيا تماما مثل أميروز فى الجزء الأكبر من حياته
ركل إطار الجرار بقوة وبدأ ينظف الثلج الذى يغطى المحرك ولكن صورة ليز لم تفارقه
كان قد نظف جراره جيدا ثم بدل ملابسه وأنضم إلى ليز فى المطبخ كانت تحضر طعام الغداء قال:
-إنى ذاهب إلى المدينة....هل أستطيع أن أحضر لك شيئا ؟ .
ألقت عليه نظرة من فوق كتفها كان كيرك رائعا فى بنطلون جينز جديد وقميص أزرق أنعكس لونه الحى على عينيه الرماديتين كان جميلا بدرجة كبيرة وملئيا بالحيوية أضطرت أن تركز على سؤاله وردت:
-نعم من فضلك أريد فواكه طازجة وتفاحا وموزا وبرتقالا وجزرا وبصلا .
قال ريان متسائلا وهو يجلس القرفصاء أمام صندوق القطيطات الصغيرة:
-هل ممكن أن تحضر الشوكولا أيضا ؟ .
نبهته أمه بعنف :
-ليست أنت من يصدر أوامر يا ريان.
-ولكن جدى كان دائما يحضر لنا الشوكولا.
-كيرك ليس جدك.
-هل سيصبح والدنا ؟وإذا كان والدنا هل يستطيع أن يحضر لنا شوكولا حتى لوقلت أنت لا؟إن الأباء هم السادة هذا ما قاله جدى.
أحمر وجه ليز وأرادت أن تسكت هذا الولد اللعين
قال كيرك موافقا على كلامه فى جدية :
-إن جدك عنده حق.
قال جاسون بصوت ممطوط :
-نعم...غير أنه هو وجدتنا ما يسمحا لنا بركوب الدراجة بالمنزل فهل يمكننا أن نفعل ذلك معك؟.
صاحت أمه:
- جاسون!لقد قلت لك من قبل أنك عاقل جدا وربما أحضر لك سانتا كلوز دراجة لكل منكما فى عيد الميلاد المجيد كن عاقلا ومعنى ذلك ألا تلقى أسئلة.
- حقيقى هيا ليز ليست جريمة أن يطلب شوكولا.
أعلنت فى حزم لكل منهما :
-عندما أقول لا شوكولا فمعنى ذلك لا شوكولا ولا رجعة فى ذلك.
-من فضلك لقد كنت أعشق الشوكولا وأنا طفل وأنا أعشقها دائما...باكوان من الشوكولا للأطفال موافقة؟.
-لا من فضلك لا تعارضنى عندما أوجه لهما الحديث لأبد أن أعلمهما دون المساعدة من أحد وأعلمهما ألا يتوسلا و يلحا.
-بالتأكيد عندك حق .
تنهدت من الواضح أنها بدت متسلطة بعض الشئ ولكن كيف لها أن تتجنب ذلك ؟ أن حماها وحماتها كان يستسلمان كثيرا للطفلين كثيرا وهو ما كانت ترفضه دائما وقالت حتى تلطف من حدتها :
-ولماذا لا يكون زبادى مثلجا ؟.
قبل الطفلان وتلقى كيرك طلب الزبادى المثلج بالفواكه لم يصر بعد ذلك على الشوكولا وأتجه فى برود نحو الباب لاحظت ليز بروده وحزنت قالت له:
-سنتناول غداء خفيف خلال خمس دقائق عل تريد أن تأكل شئ قبل أن ترحل؟.
نزعت أبتسامتها مقاومته
وعاد إلى مكانه وود لو أخذها بين ذراعيه وهى ترتدى مريلتها البيضاء وقد أحمر وجها من حرارة الفرن
قال بعد أن أسترد سيطرته على نفسه :
-لا لأن ذلك سيوخرنى.
ثم أضاف دون أن يدرى السبب فيما قاله:
-لا تنتظرنى على العشاء.
كان عليه أن يهرب ولم يكن هناك سبب أخر لهذا القرار المفاجئ قال لنفسه مزمجرا وهو يصعد الشاحنة الصغيرة ليذهب أميروز للجحيم! فى أى بركة موحلة أغرقنى ! قرر أيضا ألا يعود الليلة إلى هذه المزرعة اللعينة
قالت السيدة هيلى بجفاء وهى تضرب كتف ليز:
--إن مكانى هنا ! كان أميروز يجلس على رأس المائدة وأنا هنا .
قفزة ليز كانت السيدة هيلى يمكن أن تفوز بجائزة البدانة دون منازع خاصة عندما تصر على طرق الأرضية بعصايتها من دقائق نادتها ليز لتخبرها أن الغداء جاهز.ولكنها لم تتلق منها أى رد والأن وقد أستقرت مع طفليها أمام المائدة هاهى تلك التنين العجوز جاءت لكى تشيع الأضطراب أثناء الطعام أجابت ليز برقة مفتعلة وأدب جم :
-أعذرينى وسامحينى لم أكن أعرف أن لك الحق فى مقعد محدد حتى اليوم .
كانت السيدة هيلى قد أكتفت بالدخول ومعها صنية تخدم نفسها بنفسها ثم تختفى بحجرتها من الواضح أنها قررت الأختلاط من الآن فى العائلة وتابعت ليز الحديث :
-كم كان يسعدنى أن أترك لك مكانى للغداء و لكن عليك حالا أن تجلسى من فضلك على الطرف الأخر من المائدة وأحترمى نفسك إلا إذا كنت تفضلين أن تنتظرى حتى ننتهى جميعا من الغداء وهذا يتيح لك احتلال مكانك المفضل .
زمجرت المرأة العجوز وهى تهز رأسها فى أمتعاض ثم ذهبت لتجلس فى المكان الذى حددته ليز لها
سأل ريان:
-هل يمكننا الخروج بعد المائدة يا أمى لقد قلت لنا إن باستطاعتنا صناعة رجل الثلج بعد الغداء ؟.
-موافقة أنهض وساعد أخاك فى أرتداء حذائه البوت.
أختفى الصبيان فى المكتب وأخذا يثرثران فى ضجة وهما يرتديان حذاءيهما البوت بعد لحظات رن صوت امرأة فى البهو
- مرحبا يا كيرك يا عزيزى....أين أنت ؟.
جعل هذا النداء كلا من ليز والسيدة هيلى تتسمران فى مكانهما وأستدارا بحركة واحدة حيث رايا فتاة شابة ذات شعر أحمر تدخل الحجرة وقد بدأ عليها الذهول أيضا أختفت أبتسامتها الواسعة وكذلك عيناها بزرقة البحر وأن كانتا باردتين أستقرتا على ليز :
-أين كيرك ؟ومن أنت ؟.
-كيرك خرج ولن يعود إلا متأخرا أما أنا ليز تريماين.
نهضت وتذكرت أنها فى بيتها فى المزرعة وليست تلك المجهولة التى لم تحاول أن تمسح حذاءها الطويل قبل الدخول قطع وصول جايسون حبل الصمت والذى جاء يطلب أن تلبسه قفازه قالت بأدب :
-هذان والداى ريان وجاسون وهذه.....
قالت الفتاة الحمراء وهى تمد يدها إلى السيدة هيلى :
-أعرف هذه السيدة .
ثم بحركة مسرحية قبلت خدى السيدة العجوز
-هل أنت أم كيرك ؟لقد عرفت ذلك فى الحال لقد أخبرنى أنك ستقمين مؤقتا هنا إننى سعيدة جدا بمعرفتك أخيرا أنا جينا .
قالت أسمها المجرد وكأنها ليشرح كل شئ أستمرت الحمراء فى حديثها :
-لقد حدثك كيرك عنى...أليس كذلك؟ .
أخذت مقعدا وجلست بالقرب من السيدة هيلى التى لم تكن قد نطقت كلمة واحدة وفمها فاغر تابعت جينا حديثها بلهجة فيها مودة:
-أعتقد أيضا أنه حكى لك عن خلافنا البسيط ولكنى اتيت كى أصالحه قولى لى يا سيدة ألبريت أتعتقدين أنه سيرجع إلى منطق العقل؟ .
نجحت السيدة هيلى فى أغلاق فمها وفتحته لتقول :
-أنا السيدة هيلى و لست أم كيرك أنا شريكته فى الميراث.
أزعج هذا الخبر الشابة الحمراء لدرجة كبيرة :
-أتقصدين أن تقولى أنه ليس الوريث الوحيد للمزرعة؟ولكن...ما صلتك بالأب أميروز؟.
تمنعت كل من السيدة هيلى وليز بقسوة أعلنت السيدة هيلى بجفاء:
-هذا لا يخصك ومن لحظة وجودى هنا فهذا بيتى تماما مثل كيرك ألبريت وإننى أمنعك أن تدخلى هنا دون أن تطرقى الباب.
-أنا...بالتأكيد....أرجو المعذرة....
أصبح صوت جينا مجرد همس رقيق :
-لقد ظننت أننى قريبا سأصبح فى بيتى فى المزرعة ولكن عندما رقد العجوز أميروز مريضا....فإن كيرك تغير...
وضعت يدا بأظافرها شديدة الحمرة على ذراع السيدة هيلى وقالت:
-من فضلك ساعدينى أنا أحبه حقا ولكنه مثل كل الرجال يتصرف أحيانا بعناد أريد فقط أن يستمع إلى وهذا كل ما أطلبه.
حررت السيدة هيلى ذراعها وظل وجهها متجهما :
-ليس لدى أى نفوذ على هذا الولد يا أنسه إنه قاسى وسوقى ولا إحساس عنده كما كان أبوه وأنت ليز أنصحك ألا تنساقى وراءه فى المغسلة .أن هذا الولد صورة مشوهة لوالده الذى كان يستخدم سحره و وعوده اللانهائية كى يحتفظ بمديرة لمنزله دون أن يدفع لها أجرها.
سارعت ليز بإخراج الطفلين وتساءلت عما رأته السيدة العجوز أو سمعته حقا.أستقرت عينا جينا الباردتين على ليز :
-هل كنت أنت وكيرك تتآمران فى المغسلة ؟أريد أن أقول لك شيئا عندما نتزوج أنا وكيرك لن يكون هناك مكان لمديرة بيت أو لأى امرأة أخرى.
ضغطت ليز على شفتيها وقررت ألا تظهر تأثرها بكلماتها الجارحة قالت:
-أرجو أن تعذرانى أنتما الأثنتان لأننى سانضم إلى ولداى...إلى اللقاء جينا لقد سعدت بمعرفتك.
خرجت ليز دون أن تضيف شيئا وعندما عادت فيما بعد لم تدهش عندما رات المائدة لم ترفع بعد وأن المطبخ كان فى فوضى كبيرة وصلا إلى سمعها من الصالون محادثة ساخنة أدهشتها كانت جينا هولاند والسيدة هيلى متعاطفتين شئ غريب!!.
نادت على ولديها وأرسلتهما إلى حجرتهما ليناما بعض الوقت وعندما هبطت الدرج رأت باب المدخل يفتح ويدخل كيرك يصاحبه مارس كان متجهماً وبدأ عليه العناد قالت ليز بمرح لاداعى له:
-هاللو...لقد أعتقدت أنك لن تعود هذا المساء.
أزال الثلج من فوق حذائه ونظر إليها فى تحد :
-لقد غيرت رأيى...إنه بيتى قبل كل شئ ولن يضطرنى أحد أن أبقى خارجه.
أصبحت عينا ليز شبه معتمتين :
-لكن...من أجبرك على البقاء فى الخارج؟ليست أنا على أية حال .قال متأسفا :
-لا لست أنت
فى خطوات سريعة وصل أمامها ووضع يديه المثلجتين على عنقها العارى وأخترقت عيناه عينيها ثم قال معترفا :
-ولكن هذا.نعم
-ماذا؟
شدت ليز رقبتها حتى تستطيع أن تتلقى قبلته الطويلة الحارقة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top