الي ان يفرقنا الموت
- معاً الي ان يفرقنا الموت .
قَسَم نطقاه معاً بذات الوقت ، قاله بنبره حالمه ، تحمل امل بمنزل يجمعهما ، اطفال يربينهما ، حياة و مستقبل ، سنوات عمراً طويلة يعيشانها معاً .
اما هي فلم تستطع اخفاء الحزن و اليأس بصوتها ، ان الندم يتملكها كما السرطان الذي انتشر بكامل جسدها ، لما وافقت علي الزواج منه ، لم تدري اتلومه او تلوم نفسها ..؟! .
لماذا توقفت عن صده و رفض حبه ..؟! لماذا بادلته المشاعر ..؟! بل لما لم ييأس هو منها ، و يبحث عن اخرى تستطيع ان تمنحه حياة و تحقق له احلامه فهي لا يمكنها منحه شيء مما يتطلع اليه ، انها تحتضر ببطء ، ايامها بهذه الحياة معدوده ما هي إلا مسألة وقت .
كانت تدرك ذلك ، اخبرته مراراً و مع ذلك لم يتخلي عنها ، رافقها بكل زيارتها للمستشفي ، اهتم بها ، بقي معها لم يتذمر او يشتكي ، ظل صابراً متأملاً ان تتعاطف معهما الاقدار و تمنحه قصة حب تختم بنهاية سعيدة يروينها لاحفادهما .
لكن امالهما ذبلت كما تذبل الزهور ببداية الشتاء و لم يكملا العام معاً ، رحلت لتحمل معها كل احلامه الى القبر .
استفاق من شروده و اعماق ذكرياته ليقف امام قبرها ، بقي لدقائق قبل ان يجلس قربه ، لم يكترث للبرد القارص و الثلوج التي تغطيه من حين لاخر ، بدأ يحدثها عن يومه وسط عمله و عن المنزل كيف هو موحش بدونها و عن الكثير من اللحظات التي تمني وجودها معه .
يحدثها كما لو انها قربه و تسمعه .. ومن يدري لعل روحها بجانبه ، تسمعه ، تشاركه احزانه ، تذرف الدموع علي فراقهما ، تنتظر متي ينتهي الانتظار...؟! .
و من يعلم لعل الموت الذي فرقهما يوماً سيجمعهما قريباً ..! .
______________
ايها الموت احترت في امرك ..؟!
ولا اظن ان لبساطة عقلي ان تفهمك
لا حق لي كي الومك علي كم اخذت من احبه
لكن لي رجاء واحد ألا تتكرم و تجمعنا
خذني معهم حيث نكون معا دائماً للأبد
Zizi Omar
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top