هروب

كلما استطعت الهرب مِن الطعنات، تظهر لي السكين مجددًا، ولكن لِمَ تزداد السكين حدةً؟
مهلًا هل تستمتعون بقتلي لهذه الدرجة؟!
_______________________

كانت "حوراء" تشعر بالغضب الشديد، فظلَّت تضرب "بصير" بقوة في جميع أنحاء جسده، مرَّة على كتفه، ومرَّات على قدمه؛ كي لا يطاردها مجددًا، وأخيرًا ضربته على رأسه ضربة طائشة لم تكن تقصدها.

كان "بصير" يحاول أن يتحدث معها، ولكنها لم تعطيه فرصة حتى، كلما حاول الوقوف تأتيه ضربة على قدمه تعجزه حتى عن المحاولة، ومع صراختها بأنَّه قاتل، وأنَّ حور مَن أرسلته؛ للتخلص منها، تبيَّن أنها شبه مغيبة، أو أنها لا تعي جيدًا ما يحدث.

حاول "بصير" التحدث بصوت أعلى، ولكن جائه صوتها الذي ارتفع أكثر:
اخرص أيها اللعين، لعنكم الله جميعًا.

فصرخ "بصير" عليها بغضب لعلها تبتعد قليلًا، وتكف عن ضربه، ولكن جائته ضربه فوق رأسه، فشعر بأن المكان حوله يدور، فوضع يده فوق رأسه، ليجد سائل غزير أحمر اللون ينساب مِن رأسه، ويبلل يده، فسقطت دماغه أرضًا.

بعد تلك الضربة لم تستمع "حوراء" إلى صراخه المزعج مجددًا، فسقطت منها قطعة الخشب وهي في حالة صدمة، لا تصدق أنَّها قتلت شخص! فخرجت دموع الندم مِن مقلتيها كالودق المتساقط في ليالي الشتاء الباردة.

جلست "حوراء" بجواره، وأخذت تحرك جسده بقوة وهي تصرخ باسمه، فصرخ هو الآخر متأوهًا ومتألمًا مِن آثار تحريكها له، تطلعت حوراء حولها، وتمنت أن يكون شخص هنا معها، ولكنها لم تجد أحد، فقالت:
سأذهب لأطلب المساعدة.

نزلت حوراء مِن تلك البناية، وفور ما نزلت مِن على الدرج، وجدت رجلًا  خالط شعره الأبيض خصلات سوداء، فركضت نحوه، وأخذت تخبره:
هناك رجل ملقى في الأعلى، لديه جرح في رأسه، ويعاني مِن نزيف.

صُعِق الرجل، وظهر على وجهه الخوف والفزع، فسارع بالصعود لأعلى بسرعة تناسب سنه وهو يردد:
يا ستير.

صعد الرجل للأعلى، فوجد بالفعل "بصير" يفترض الأرض، وحوله بقعة دماء ليست بالكبيرة، فاقترب منه، وأخذ يتفحصه جيدًا، ثمَّ تحدث بنبرة شاركها الخوف:
هل أنت بخير؟ بماذا تشعر؟

فأجابه "بصير" بتعب وإرهاق شديد:
أشعر بأنَّ كل ما حولي يدور، وعيني عاجزة عن الرؤية بوضوح.

فحمد ذلك الرجل الله حينما وجد أنَّ الإصابة ليست بخطيرة، فنظر حوله باحثًا عن الفتاة الِّتي استوقفته، فلم يجدها، فسأل "بصير":
كانت هناك فتاة سمينة، هل تعرفها؟

فكَّر "بصير" قليلًا، ثمَّ أجابه:
لا، لا أعرفها.

دقَّ الرجل على أحد أبنائه؛ ليساعده في نقل "بصير"، ولحسن حظه كان الرجل ساكنًا في إحدى البنايات القريبة، فلم يتأخر ابنه، وسرعان ما نُقل "بصير" إلى المستشفى.

كانت "حوراء" تسير في الشوارع العشوائية، لا تدري أين تذهب، أو إلى مَن تلجأ، أصبحت أكثر تشتتًا بعد مطاردة "بصير" لها، لا تدري مَن سيتعرض لها في المرة القادمة، بالكاد نجت مِن  هذا الحدث اليوم، والأسوأ أنَّها كانت ستقتل شخص! حتى لو ذلك الرجل في ناظرها حاول قتلها، هي ليست بتلك الضغينة، وليس لديها الإستعداد في قتل نفس حتى لو كانت تلك النفس مخطئة.

ظلَّت "حوراء" تتطلع حولها بخوف، تنظر في الوجوه جيدًا، وحينما تشعر بسير أحد بجوارها أو حتى بالقرب منها، ترتعد كل ذرة في جسدها، ويظهر على وجهها الفزع، فنظر لها مَن بجوارها نظرات استغراب.

وهكذا هي أكملت الطرقات وهي تشعر أنَّه سيخرج أحد فجأة ليقتلها، فضمَّت جسدها، ووقفت فجأة في منتصف الطريق بعدما عجزت عن الإكمال دون سبب، وأخذت دموعها تنزل كقطرات الغيث الِّتي نزلت مِن السماء.

في البداية كان غيث عينيها طفيفًا، ولكن بدأ يشتدد رويدًا رويدًا حتَّى أصبح غزيرًا، وبدأت شهقاتها تعلوا وتظهر بعدما فاض بها الألم، وعجزت عن الكتمان.

وأثناء بكائها شعرت بقطرات الماء تُنزل على رأسها، ثمَّ وقعت بعض القطرات على ملابسها، لم تكن تلك قطرات عيونها، بل كانت قطرات أنزلها الخالق مِن السماء، فاختلطت دموعها مع دموع السماء وكأنَّ الله يساعدها على إخفاء حزنها وضعفها عن الناس.

أكملت "حوراء" سيرها حيث لا تدرى إلى أين واجهتها، واستوقفتها امرأة كبيرة بعض الشيء ظ٧رت أمامها فجأة في منتصف الطريق، فعندما رفعت "حوراء" عينيها، تقابلت مقلتاها مع مقلتى تلك المرأة، فوجدت المرأة عيونها محمرة مِن شدَّة البكاء، فعانقتها، وأخذت تربط عليها وهي تسألها:
ما بكِ يا عزيزتي؟

وأخيرًا وجدت "حوراء" عناق دافىء يقيها مِن غوائل الحياة، ها هي تسقى مِن كأس الحنان مجددًا، فشعرت برغبة عارمة في البكاء بكثرة؛ فكم انتظرت هذا العناق منذ فترة، فرفعت وجهها لتنظر لوجه لتلك المرآة، فوجدته وجهًا بشوشًا تنبع منه الرحمة، ولكن فجأة استيقظت على صاعقة مَن هذه المرأة؟ لقد فقدت الثقة في الجميع.. القريب والغريب، وحاولت آخر فرد مِن عائلتها قتلها، فلِمَ تلك المرآة لن تؤذيها!

ارتعش جسدها وهي في عناقها، ثمَّ تحول فجأة وجه المرآة البشوش إلى وجه مسخ! وتلك الرحمة التي زينته اندثرت وتلاشت، وحلَّ محلها رغبة شديدة في القتل، وتلك اليد التي كانت تربط عليها برفق، تحولت إلى سكين تمتد طويلًا لتطعنها فجأة خلف ظهرها.

فدفعت "حوراء" المرأة بعيدًا عنها بعنف، ثمَّ بدأت بالركض سريعًا بعدما صرخت بهلع:
ابتعدي عني، أعرف مرادكٍ جيدًا.

كانت "حوراء" تركض بأقصى سرعة لها، لم تنتبه لما حولها، بالكاد استطاعت النجاة مِن السيارات المارة في الشارع بعدما سمعت السب واللعن مِن بعض سائقى السيارات الِّتي ظهرت أمامهم فجأة، ولكنها لم تهتم، كل ما تريده الآن الهروب إلى مكان حيث لا يجدها أحد.

بعد ركض طويل تعبت "حوراء"، ولم تستطع الإكمال، فجلست على رصيف الشارع تلتقط أنفاسها، وأخذت تستعيد أحداث هذا اليوم المشئوم الملىء بالمطاردة مِن الجميع.

بعدما عجزت هي عن النوم، غيرَّت ملابسها، ثمَّ حملت حقيبتها الِّتي لا تعرف ما بها، وانطلقت خارج المنزل وهي تتحرك ببطىء ولا تصدر صوتًا كاللص.

كان ذلك في الساعة السادسة والنصف صباحًا، فحينما خرجت لم تجد في الشارع، كان الشارع صامتًا وهادئًا، وأول ما تطلعت له هي سيارتها اللعينة حيث بدأ عندها كل شيء، منذ اليوم الّتي رآت عليها الدماء.

نظرت إلى زجاج سيارتها نظرة طويلة، ثمَّ تسرب لها تلك الذكرى حيث نزلت مجددًا بعدما أخبرتها حوراء أنَّه لا توجد دماء على الزجاج، وحينما نزلت بالفعل لم يكن هناك دماء، ولكن كان الزجاج نظيفًا لا تشوبه شائبة على الرغم مِن أنَّ سيارتها لم تستخدمها منذ فترة، ولم تقبلها حتى وكأنَّ الزجاج كان ممسوحًا! 

لم تدري كيف لم تنتبه لهذا الأمر، وفجأة في لحظات هلع وصدمة، أحضرت حجر ضخم، ثمَّ ألقته على الزجاج ليتحطم الزجاج، ويتناثر شظاياه على الأرض وعلى السيارة.

أسرعت "حوراء" في خطاها حيث اللا مكان، لم يشغل بالها أين الذهاب في ذلك الوقت، كلُّ ما أرادته في تلك اللحظة الابتعاد عن تلك البناية الَّتي بها شخصًا يدعي حبها، وهو في الحقيقة عدوها.

وبينما وهي تجلس تستعيد أحداث يومها، فإذا باستماعها لصوت خطى عالية بعض الشيء يقترب منها، وحينما تطلعت خلفها، وجدت رجلًا طويلًا وضخم البنية، يرتدي قناعًا لم يظهر مِن وجهه شيء إلا عينيه القاستين والضيقتين.

أردف ذلك الرجل بنبرة ملئها الخبث والشر:
مرحبًا عزيزتي، هل نلعب معًا؟

وفجأة أسقط ذلك الرجل تلك القطعة الحديدية التي في يده فوق رأس "حوراء" لتغيب عن الوعي دون سابق إنذار بعدما عجزت حتَّى على أن تحرك قدمها ولو قليلًا.

كانت "حور" تجلس في الصالون الخاص بشقة "ياسمينا" متوترة، ثمَّ فجأة تضرب فخذيها بكلتا يديها، وتمد يديها قليلًا للأمام، وتعود لتضرب فخذيها مجددًا وهي تردف:
أين ذهبت؟ أين ذهبت؟ ليست بخير، قلبي يخبرني أنَّها ليست بخير.

ربطت "ياسمينا" على ظهرها،  وحاولت أن تبث بها الطمأنينة بعباراتها حيث قالت:
لا تقلقي، إن شاء الله ستكون بخير، تفائلوا بالخير تجدوه، ادعي الله أن يجدها "بصير".

حركت "حور" رأسها يمينًا ويسارًا والدموع تندفع مِن عينيها كالشلالات، وقالت:
أشعر بها، هي أختي، أشعر أنَّها في مأزق، اجعل العواقب سليمة يا رب.

وفجأة دخل عليهم "بصير" المتعب مِن البرد وثيابه متسخة ومليئة بالأتربة، وزينها لون أحمر يشبه الدماء، وعلى جبهته شريط أبيض تبينت "ياسمينا" أنَّه شاش، على ذراعه الأيسر جبيرة بيضاء تُوضع في حالة الكسور، وحينما شعر "بصير" بنظرات الفتاتان المندهشة والموجهة له قال بحرج:
لا تقلقوا؛ فأنا بخير.

كانت حالته يٌرثى لها، فلقد كان جسده متعبًا مِن البرد، وأكملت "حوراء" عليه بضربها له بشدِّة، كم كانت سخية بعدما فتحت رأسه، وكادت أن تكسر جميع عظامه، طلبت المساعدة لأجله!

ركضت "ياسمينا" نحوه، وأخذت تتفحصه وهي تضع كلتا يديها على صدره وتردف بهلع:
ماذا حدث لك؟

وحينما سمعت والدتهما والَّتي تدعى "شيماء" صوته القادم مِن الغرفة، دخلت؛ لتعلم إذا كان علم شيء عن "حوراء"، وما إن رآته، ضربت بيدها على صدرها، وركضت نحوه تضع يدها في عدة أنحاء مِن جسده وهي تردف:
هل أنت بخير؟ هل تشعر بالسوء؟ كيف حدث لك هذا؟

قبَّل "بصير" جبهتها، ثمَّ ابتسم ابتسامة مصطنعة وقال:
حمدًا لله أنا بخير، ولتجلسوا جميعًا، أحتاج أن أسئل السيدة "حور" عِدة أسألة، وقبل هذا دعوني أحكي ماذا حدث.

بدأ "بصير" يروي لهم كل شيء مِن البداية حيث أين وجد "حوراء"، وكم كانت خائفة منه حتَّى أنّهَا هربت دون أن تنتظره أن يخبرها بشيء، وكم كانت غاضبة حينما كانت تضربه، وعباراتها الَّتي قيلت فيها أنَّ "حور" مَن أرسلته لقتلها.

انتهى "بصير" مِن سرد ما حدث، ثمَّ نظر إلى "حوراء" بأعين يملئها الشك وقال:
لِمَ قالت "حوراء" هذا؟ هل حدث شيء ما بينكما جعل علاقتكم ليست بخير؟

مسحت "حور" دموعها، وحاولت أن تمنع نفسها مِن البكاء وقالت:
لا، لم يحدث شيء بتاتًا، ولكن "حوراء" لا تراني أختها منذ عودتي مِن السفر، تعتقد أنِّي شخص آخر غير أختها، تعتقد أنِّي شبيهة أختها في كل شيء، ولكنِّي لست هي!

تفاجأ "بصير" والجميع مِن تلك الكلمات، فعاد "بصير" يسألها مجددًا:
هل حالة أختكِ النفسية بخير؟

عادت "حور" تبكي مِن جديد كأن عينيها عجزت عن الامتناع أكثر، ثمَّ قالت بعدما حاولت منع شهقاتها:
لا، إنها سيئة لدرجة كبيرة، منذ عودتي وجدتها تتحدث مع دميتها، في البداية اعتقدت أنَّ تحب الحديث مع الدمى لتخرج مشاعرها، ولكن ما اكتشفته أنَّها تتخيل أنَّ دميتها تتحدث معها وترد عليها، ثمَّ وجدتها عِدة مرات تقف وتتحدث بمفردها وكأنَّ هناك شخص معها، ولكن  كانت تبدوا كأنها فاقدة للوعي، وهي لا تدري عن هذا شيء، ومنذ ثلاثة أيام تخيلت صوت قادم مِن شقتكم، وفي أول يوم عمل لها تخيلت أنَّ زجاج سياراتها الأمامي موضوع عليه دماء، فصعدت إلى غرفتها فورًا، ولكن حينما نزلت أنا لم أجد شيء.

كان "بصير" يستمع إلى كل شيء بتركيز، وحينما وجد "حور" صمتت قال:
هل هذا كل شيء؟

التقطت "حور" أنفاسها بعد حديثها الطويل، ثمَّ أكملت:
الأمس قالت أنَّ أحد كان يحاول قتلها وهي نائمة، ولقد قالت أنَّها أنا منَ حاولت قتلها، وبسبب صراخها جاءت "ياسمينا"، وقالت أيضًا أنَّ الكهرباء كانت مقطوعة، ولكني أنرت الأضواء، واتضَّح لي أن كل هذا مِن وحي خيالها.

اعتدل "بصير" في جلسته، وعاد بظهره للخلف، وظلَّ ينظر إلى "حور" نظرات غريبة لم تتبين مقاصدها ولا لسببها، ثمَّ أردف بخبث، وأعين تنظر لها بقوة:
إذًا لِم لم تجعليها تذهب إلى طبيب نفسي؟

فأجابت "حور":

لم أكن أعتقد أنَّ الأمر سيسوء هكذا، في البدايه اعتقدت أنَّ هذا بسبب وحدتها، وأنَّها حينما تخرج وتتعامل مع الناس، اعتقدت أنَّها إذا اختلطت مع العالم الخارجي سينتهي كل شيء وتعود إلى طبيعتها، اعتقدت أنَّ حالتها تلك ستختفي، ولذلك أجبرتها على الذهاب إلى العمل، وعلى الرغم من أنَّها في البدايه رفضت كثيرًا، ولكن مع اصراري جعلتها تذهب، ولكنها لم تذهب إلىى العمل لفترة طويلة، لقد ذهبت ليوم واحد فقط، ربما لذلك لم تتحسن حالتها ولكني لو كنت أعلم أنَّ هذا سيحدث أقسم أنِّي لكنت أحضرتها إلى الطبيب حتَّى لو كان هذا رغمًاا عنها، أعلم انني مخطئة، وأعلم أنَّ الوقت تأخر، ولكن أرجوك يا "بصير" أعيدها،
هي أختي، وليس لي غيرها، هي الفرد الوحيد الذي تبقي لي مِن عائلتي، مِن فضلك أنقذها، يمكنني أن أفعل لك اي شيء،  سأدفع لك بقدر ما تريد، ولكن ساعدني في أن أراها سالمه مجددًا.

كان "بصير" يتطلع إلى "حور" التي لا تكف عن البكاء كأنَّ الدموع منتظرة حدثًا مأساويًا منذ فترة، ثمَّ وقف فجأه، وقال:
سأساعدك ولكن هذا ليس لأنك ستدفعين لي، بل هذا لأنه واجبي كمحقق،  وكواجب عليَّ تجاه جارتي، هل يمكنك أن تريني غرفتها؟

وقفت حوار تسير إلى شقتها،  ويتبعها "بصير" و"ياسمينا"، وحينما فتحت باب شقتها ظلت واقفة أمامه لعده ثواني كأنها لا تريد الدخول، ولكنها تماسكت ثمَّ أخذتهم إلى غرفه "حوراء".

وما إن دخل "بصير" غرفتها، أبصرت عينيه كل شيء، فظل يتطلع إلى الغرفه بعنايه وتركيز شديد،  فكان ينظر في كل أنحاء الغرفه،فلاحظ بها كل شيء، انتبه لتبعثر الفراش والزجاج المحطم على الارض، ورآى قطرات الدماء التي زينت الأرض، فظل واقفًا عدة ثواني، ثمَّ بدأ يتجول  في الغرفه حتَّى أردف:
هل دخل أحد إلى هذه الغرفه؟
فأجابت "حور":
نعم لقد دخلت اليوم بعدما تأخرت "حوراء" عن الخروج.

فسألها مجددًا:
هل هذه الدماء هي دماء حوراء فقط؟

فأجابت:
لقد جرحت قدمي اليوم حينما دخلت إلى الغرفه،  لم أنتبه إلى الزجاج المكسور، وظللت أبحث عنها .

فرد عليها "بصير":
حسنًا، سأطلب مِن صديقي أيضا المساعدة.

فسألته "حور":
ألا يمكننا أن نقدم بلاغًا لغيابها؟
فرحك رأسه أسفًا:
لا، ينبغي أن يمر يومان، ولكني آمل أن نراها في أقرب وقت، قد تكون في حالة ليست جيده بما يكفي، ولكن دعونا نثق بالله.

عاد "بصير" إلى غرفته متعبًا، ثمَّ استلقى بجسدخ على الفراش لعله يستريح مِن عناء هذا اليوم، دقائق ثمَّ أمسك هاتفه، ودقَّ على صديقه، وحينما جائه الرد قال:
مرحبا يا "شهاب" لقد اختفت إحدى  جارتنا، إذا حدث أي جريمه اختطافه في الشارع، أو حادث مرور او اي شيء كانت ضحيتها أنثى مِن فضلك أخبرني.

فرّد عليه "شهاب":
حسنًا، لا ترهق نفسك واترك الأمر لي.

أغلق "بصير" الهاتف، ثمَّ غرق في النوم سريعًا.

في اليوم التالي سمع "بصير" النائم نغمه هاتفه، ففتح عينيه بإرهاق، وتطلع إلى الشاشه، وما إن راى اسم "شهاب" يزين الشاشه أجاب:
لِمَ تدق في هذه الساعة المبكرة؟

فرَّد عليه "شهاب": لقد وُجدت جثه لأمرأة شابة ملقاة على جانب الطريق منذ عِدة ساعات، لم نتعرف عليها، لقد نُقلت إلى المستشفى؛ ليتعرف الطبيب الشرعي عن سبب الوفاة، هل يمكنك أن تحضر لتتأكد إن كانت جارتك أم لا؟




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top