١- الحكاية لم تبدأ هنا

٣٠/١/٢٠٢٠
"وعدتك أن لا أحبك..
ثم أمام القرار الكبير، جبنت
وعدتك أن لا أعود...
وعدت...
وأن لا أموت اشتياقاً
ومت
وعدت مراراً
وقررت أن أستقيل مراراً
ولا أتذكر أني استقلت..."

~نزار قباني

( أهلاً ،
لا أستطيع أن أقول سوي أنكَ تسرعت في اختيار تلك القصه لتقرأها، لماذا ؟

لأنكَ علي وشك أن تواجه أشياء لم تسمع عنها من قبل، كُتبت من قِبَل كاتبه أنتُزع من رأسها كل شئ واقعي ، أستبدلت واقعها بخيال خارق للطبيعة.........و المنطق.

فإليك هذا التحذير إن كنت هنا تبحث عن قصه حب بين مستذئب و رفيقته من حيث سيحبان بغضهما و يعيشوا في تبات و نبات و بلا بلا بلا....... أو يرفضها فتنتقم و تصبح أقوي و يندم و هذا كل شئ..... إن كنت حقاً تبحث عن ذلك فأخرج من هنا لأن هذه القصه لا تمس تلك الأفكار بأي صله.

ماذا ؟ هل بقيت ؟ حسناً تحمل نتجه أختيارك تفضل علي هذا الكرسي لأن الموضوع.... مُعقد بعض الشئ.

أنا لا أحب المُماطلة بإختصار هذه قصة حياتى. سأكون بكاذبه إن قلت أنها سعيدة....... أو حزينة ، هي خليط بين الأثنين ولكن خليط لا ينتمي لبعضه، كالسم و العسل ، كالليل و النهار و أهم شئ أنها كالظلام و النور. و لكنها مُركزه بعض الشئ، فالنور فيها شديد السطوع و الظلام فيها كالليالي الكاحلة. فقصتي كانت في وقت لم يذكر من قبل. كانت قبل ذلك اليوم الذي تبدأ فيه أي رواية أميرة من أميرات ديزني أو بعد تلك النهاية السعيدة التي لم يذكروا ما يحدث بعدها. )

" لدينا حاله طوارئ " قالت الممرضة و هي تدخل حجرة الطبيب لتتقابل مع زوجان من الأعين الخضراء.

" ماذا حدث؟ " سألها الطبيب

" وجدنا فتاة فاقده للوعي علي الطريق العشرين عند مدخل غابة الدم الأسود. "

هذا الكلام لم يستدع أنتباه الطبيب فقط بل و أبنته صاحبه الأربعة عشر عاماً.

" هجوم حيواني ؟ " سألها بهدوء تام محاولاً ان لا يظهر توتره أمام ابنته.

" لا ، و لكنها فاقدة للوعي و مبلله بالكامل كأنها خرجت من المحيط. و أقسم أن قلبها توقف عن النبض و توقفت عن التنفس حتي ظنناها قد ماتت و فصلنا عنها الأجهزة و بعدها فتحت عيناها و عاد قلبها للنبض." قال ليرفع الطبيب حاجبه الأيسر ناظراً لها في اندهاش و سرعان ما تغيرت نظرته لها و هو يقول مضيقاً عيناه

" هل شربتي اليوم ؟ "

" لا أقسم أن هذا ما حدث. تعل و شاهد بنفسك. "

" حسناً " ذهب و تبعته الممرضة و ابنته التي انتابها الفضول من الكلام الذي سمعته.

❤️❤️❤️

" يا إلهي، هذا صحيح" قال الطبيب و هو يتفحصها و ينظر لتقرير جهاز نبض القلب الذي امامه

تقدمت أبنته لتنظر لتلك الفتاة بأعين يملأها الفضول و ظلت تتفحص هيئتها و ملابسها المبللة بالكامل حتى ملابسها كانت غريبة كأنها قادمة من زمن آخر. استقرت عيناها على تلك القلادة التي كانت ترتديها و مكتوب عليها.

دُنميكا

" اسمك دُنميكا. اسم رائع" قالت ابنه الطبيب لها

ظلت صامته قليلا و كأنها تجمع المعلومات في رأسها ثم قالت فجأة كمن أضاء مصباح في رأسها.

" أنا لا أتذكر شئ"

" ماذا تعنين؟ ألا تتذكري من أنتِ؟" سألها الطبيب و هو يتقدم منها.

و عندما لم يجد إجابه له سوي الصمت سألها سؤال آخر

"ماذا عن عائلتك؟"

"من أين جئتي؟"

" ماذا حدث لكِ؟"

كانت الإجابة لكل الأسئلة واحدة :الصمت

" أريد أشعة على جهازها العصبي. الآن. " قال للممرضة الواقفة خلفه

" و لكن ماذا سنفعل معها بعد ذلك؟ أين ستذهب؟" سألته الممرضة

" ستبقى عندي"

(دعونا نتخطي بعض الأحداث التي تتضمن أنني أعيش حياة بلا ماضٍ أو هوية كل ما أعرفه أنن أسمى دُنميكا. لا زكريات، لا عائلة، ولا حتى سبب لفقداني الذاكرة فأنا سليمة مئه بالمئه. مر الوقت إلى أن تحولت دقائق الإنتظار إلى أربع سنوات. أربع سنوات و أنا أعيش في بيت دكتور جرايسون و أبنته ماليا و حقاً جعلوني أشعر بتلك الحياة الأسرية الدافئة حتى جاء ذلك اليوم الذي أضطررت فيه للرحيل عنهم و لم أكن أعرف أن برحيلي ذلك سأفتح قبور الماضي التي كانت بالكاد قد رُدمت.)

"من تكون تلك الطالبة المجتهدة الجميلة؟" همست ماليا من خلفي.

" إن طُردنا سآخذ حذائك الأحمر ذو الكعب العالي." همست لها.

"ماذا؟" خرج صوت ماليا مرتفع قليلا نسبه إلى أنني أهددها بأخذ حذائها المفضل.

صوت ماليا العالي أستدعي أنتباه رينا، رينا تكون مدرستنا منذُ عامين و المسكينة حقا طفح كيلها منا.

١-وقعت عيناها علينا

٢-أعتطنا تلك النطرة التي تعني ( أما أنا أم أنتما في تلك المدرسة)

٣-أمتلا المكان بصوتها و هي تقول " أنتظراني عند المدير"

لا أعتقد أنكم تحتاجون تفاصيل أكثر من ذلك لننتقل للمهم، فأنا أتخيل أسوأ انواع العقاب التي سنتعرض لها أنا و ماليا و لكن ما لم أتوقعة هو معاقبي أنا.

كان العقاب هو أن واحدة منا ستذهب لمدرسة آخرى لمدة ثلاثة أسابيع.

بعد محاولات عديدة مع كِين للوصول إلى حل آخر غير ذهاب إحدانا لم يوافق، بالمناسبة كين هو مدير المدرسة، و كانت نهاية هذا الحوار أنني من سيذهب ليس لانه من اجبرني.

حقيقاً هو ترك لنا حرية الاختيار و أنا من أختار الذهاب لسببين أولهما أن ماليا حقاً لا تستطيع أن تفارق والدها و الثاني أن اسم المدرسة جعلني أنتبه لشئ.

كيف لمدرسة أن يكون اسمها الدم الأسود؟

أسم لا يليق بمدرسة لكنه يليق بغابة.

❤️❤️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top