جميع فصول القصة دون أي أضافات أو ملاحظات

....


......................

في احد ايام الربيع حيث ذرات الهواء تداعب من هب و دب بنسمات رياح طفيفة تبعث السكينة في النفوس ، توجه الرجل إلى الصيدلة ليبتاع بعض الدواء هو و طفله

كان طويل القامة عريض المنكبين، أسمر البشرة، ذو شعر اسود مجعد .

وخلال نقاشهُ مع الصيدلاني الذي تباطئ في أعطائه العلاج ، غفل عن الصغير الذي ركض بسرعة لاعباً على الرصيف

.
.
.
.

بينما في جهة أخرى كانت صونيا تسير شاردة التفكير ولم تنتبه الى الامام ، فتاة طويلة نسبيا بجسد ضعيف، ممشوق القوام مع بشرة بيضاء باهتة، وشعر اصفر .

حيث صادف أن الطفل ركض بأتجاهها بسرعة بدرجة افقدتهُ السيطرة ، مُصطدم بها

مؤديا إلى وقوع الطفل على الأرض الصلبة , محدثةٌ خدش بسيط باليد ، دُهِشت صونيا من الصغير الذي اصطدم بها وحاولت أن ترفعهُ

لكن الطفل ارتعب وبدأ يصرخ مع تحريك جميع اطرافه بعشوائية

ليضرب أصبعهُ المجروح بالأرض مؤديًا إلى صراخهُ بشكل رهيب

أنتبهت صونيا على الجرح الذي في يده قد بدأ يقطر دماً ، أستخرجت منديلًا من جيبها ضغطت على الأصابع محاولةٌ إيقاف النزيف وتهدئة الطفل بكلمات مهدئة وهي تنظر إليه بقلق

لاحظت ملامح الصغير بتمعن، حيث كان
طفلًا مختلاً ( متلازمة داون ) ضعيف البنية بدرجة كبيرة لدرجة بروز عظام فكيه مع جحوظ عيناه

مما جعل صونيا تشفق عليه أكثر على الطفل المصاب

نظرت إلى الجرح الذي يأبى أن يلتئم * مما جعلها ترتعد أكثر على الصغير وحاولت الضغط عليه بقوة لكي توقف النزيف .

بينما هي ماسكَ أصبع الصغير ، قدمَ والده ليأخذ الطفل منها ثم صرخ عليها بصوت أجش
" ماذا فعلتِ له ؟؟ "

قال هذا ثم بدأ ينفض الغبار من صغيره

أجابته صونيا بأرتباك واضح
" لـم أفعل.. شيء .. لقد "

تكلم الطفل ببكاء " لقد ضُرِبت جو ..
جو لقد جُرِح .. "

قال هذا وهو يُريه الاصبع المصاب

احتضن الرجل أبنهُ برقة وحنان بينما لا يزال الطفل يصرخ " الخالة لقد أوقعت جو .. الخالة لقد جرحت جو.. "

همس الأب مواسيا
" لا تقلق سأعاقب الخالة "

تكلمت صونيا بتقطيع
" كلا .. لم أفعل ذلك .. لقد اصطدم بي .. "

حاولت أن تشرح للوالد ما حصل ولكن الاب كان قد ذهب تاركا صونيا تتخبط بحزن بسبب حصولها على اتهام باطل .

.
.
.
.

مرت سبعة أيام على حادث وصونيا كانت طوال الفترة تتمنى أن تلتقي بوالد الطفل حتى تشرح لهُ الموقف بشكل أكثر دقة ، فهي لم تقصد إيذاء الصغير على الرغم من كونهُ مجرد حادث ألا أنها شعرت بتأنيب الضمير على الصغير

ثم تذكرت نظرات الأب الغاضبة والحاقدة عليها فخاطبت نفسها

" من الغضب الذي أبداه يبدو متعلق بطفلهِ بشدة وهذا أمر قليلًا ما نلاحظهُ في هذا الزمان حيث الاباء سوف تتخلى عن ابنائها مع اقل تعوق يلاحظوه فيهم .

.
.
.
.
.

كانت صونيا تتمشى في البارك ( متنزه )

لاحظت الصغير من بعيد يلعب برمال المخصصة لبناء القلاع عليها ،

فكرت ربما إذا تصالحت مع الصغير فأنها تستطيع أن تبين الموقف لوالده بدقة أكبر

توجهت نحوهُ بأبتسامة رقيقة ثم قالت بلطف شديد
" ماذا تفعل ياصغير ؟"

أجابهُ " جو يصنع بيتاً لجون "

" أنا أدعى صونيا وأنت ما أسمك؟"

" جو إسمهُ جو جونز "

وضعت صونيا يدها على شعر الطفل وبدأت تبعثرهُ بعشوائية ثم قالت

" أنت صغير لطيف جدا، وأتمنى أن أصبح صديقتك "

ضحك الطفل ببراءة قائلًا
" جو لا يعلم ما معنا صديق ؟ جو لم يلتقي بواحد "

أحسّت صونيا في الحزن في قلبها وفسرت أن تعوق الطفل يجعل الأطفال لا تقترب منه .

تكلمت موضحة
" الصديق يعني شخص يلعب معك دائما ، يقهقه معك بسعادة، يكون بقربك "

" تعنين شخصًا مثل جون ؟ "

" نعم .. جو أنت فتى جميل، وأنا سعيدة أنك أصبحت صديقي "

جو هتف بسعادة
" جو جميل .. جو جميل "

" جو ما رأيك أن أشتري لك المكسرات والحلوى؟ أظنها ستعجبك "

هتف الصغير مع ابتسامة واسعة
" جو يحب المصيص "

" من الجيد أنني الآن أمتلك واحدةٌ لك "

ثم أستخرجت من جيبها مصيص وقدمتها إليه قائلةٌ

" هذه هدية لك كونك فتى مطيع ويسمع كلام أبيه "

فرح الصغير بأتساع وهو يأخذها من يدها .

ما أن أراد الطفل وضع المصيص في فمهِ، حتى جاء والد الفتى وأختطفها من يده بقوة ، جعل جو يصرخ بقوة ثم قام يبكي بشدة وهو يضرب والده مع الصراخ
" أكره جون .. أكره جون "

الوالد بلطف

" جو إهدئ أنها سيئة صدقني .. أن طعمها مر وغير لذيذ .. سأشتري لك شيء أجمل منها أعُدك "

هنا صونيا لم تتحمل تصرفات الأب ثم صرخت هي الأخرى
" لا تخف لم أضع لهُ السُم حتى أقتله .. كذلك في ذلك اليوم هو أصطدم بي وسقط ثم جرح نفسه وأنا لم أفعل لهُ شيء يؤذيه، أردت فقط إيقاف النزيف لكنهُ خاف مني ثم أخبرك بأمور لم افعلها "

أكملت حديثها بنبرة واضحة وحادة نوعا ما

نظر جونز إلى صونيا بنظرات حادة مضيق بؤبؤتيه ثم قال بصوت عميق

" لانهُ مصاب بالسكري ولا اعلم أي لعنة احضرتك إليّ حتى تتسببين في قتل طفلي، فأي حلوى يتناولها يعني تدهور في صحته وربما قتله"

كان جو لا يزال يصرخ مع ضرب الارض بأقدامه وهو يوجه ضرباته نحو جونغ ببكاء

صُدِمت صونيا من جواب الأب وتخبطت غير عالمَة بما تجيب فهي لم تكن تعلم بمرض جو حتى تتقصد إذيته .

قاطع شرودها صوت جونز قائلًا
" هل إحدهم بعثكِ نحوي لتسببِي لي في مشاكل في غنى عنها "

ما أن أنتهى جونز من حديثهِ حتى علت صرخات جو في المتنزه
" أنا أكره جون .. جون لا يحب جو .. لا أحد يحب جو "

جونز أحتضن الطفل بدفئ لتهدئته
بينما لا يزال يصرخ جو
" جون لا يحب أن يعطي جو الحلوى .. هو دائمآ سيء معي "

تكلم جونز بصوت منخفض
" جو لا تبكي سأشتري لكَ الحلوى التي تريد.. " **

قاطعهُ جو ببكاء
" جون يشتري الحلوى الرخيصة.. جو لا يريدها ، يريد تلك التي أخذتها منه .. لا أحد يعطي جو الحلوى التي يحبها "

صونيا وضعت يدها على فمها وإستدارت معطيةٌ ظهرها إلى الاثنين لم تعد تطيق رؤية الطفل المنهار أمام والده
كان مظهرهُ يقطع القلب .

مضت خمس عشرة دقيقة حتى لاحظت أختفاء صوت الصرخ ، إشاحت نظرها لتشاهد أن الطفل قد نام في أحضان والده من كثرة البكاء.

حملهُ الإخير بهدوء وغادر بينما صونيا كانت تراقبهم وهي تشعر بالحزن على طفل الذي لم يبلغ الحُلم لديه كل هذا .

.
.
.

كانت صونيا خلال هذه الأيام تتواجد في الاماكن التي التقت بها الطفل و والده
شعور غريب جعلها تتعلق بالطفل بشدة على الرغم من كثرة العاهات التي لديه

كانت تجلس في الحديقة تنتظر طويلًا على أمل أن تلتقي بهم ولكن دون جدوى لتغادر عائد إلى منزلها

في أحد الايام

أسترخت صونيا على سريرها ونامت لمدة غير معلومة ثم استفاقت من نومها ، توجهت نحو المغسل وغسلت وجهها بعدها جلست على الاريكة وشغلت التلفاز ثم بدأت تقلب بين القنوات بملل إلى أن رن جرس باب الشقة

أستغربت الأمر فهي فتاة انطوائية وصديقتها المقربة الوحيدة لم تتصل بها لتخبرها بزيارتها

توجهت نحو الباب ونظرت من المرآة السحرية لرؤية الطارق

تفاجأت بالرجل هو وصغيره يقفون خلف الباب
بينما كان جو يضغط على زر الجرس كل ثوان معدودة

ارتبكت من قدومهم المفاجأ ثم خاطبت نفسها
" كيف علموا اين اسكن "

اصلحت نفسها وعدلت ثيابها مع ترتيب تسريحة شعرها ، نفخت الهواء من فمها ثم فتحت الباب بابتسامة واسعة

أبتسم جونز بخفة ثم أردف

" اه.. مرحبا كيف حالكِ ؟ "

" أهلا. "

" ارجو أنني لم أحضر في وقت غير مناسب "

هزت رأسها ثم اكملت
" ابدا تفضلا بالدخول "

دخل الاثنان المنزل ليتكلم جونز
" في الحقيقة من أين ابدأ .. لنتعرف أولًا أنا أدعى جونز كيم "

ابتسمت هي الأخرى و قالت
"وأنا صونيا جاكسون تشرفنا "

ركض جو نحوها واحتضنتهُ ثم حملتهُ بحنان

بلل جونز شفتيه ثم أستطرد
" أن جو تعلق بكِ كثيرا، ولقد أصر علي أن اصطحبهُ إليك لذلك أعتذر مرة أخرى من زيارتنا المفاجأة "

" على العكس أنا سعيدة جدا بقدومكم، يمكنكم زيارتي في أي وقت تشاؤون "

أشارت إليهم بجلوس على الأريكة بعدها أحضرت إليهم قدح القهوة الساخنة لجونز والشبس المملح لجو و قد سُعِد كثيرا به .

تكلم جونز ببهجة

" صونيا أنا ممتنا لكِ حقا ،لا تصدقين دهشتي حينما تذكركِ جو والح علي بأن أخذهُ إليكِ، حيث أخبرني بأنكِ صديقته ، لو تعلمين كم هذا يعني لي الكثير أن اجد شخص يهتم بجو .. فجو بالنسبة لي هو كل ما أملك في الحياة، لذلك كنت سعيدا عندما لاحظت حبكِ أتجاههُ"

ضحكت صونيا ببلاهة
" الأمر فقط أنا أحب الأطفال كثيرًا، لذلك لقد تعلقت به "

بعدها تحدث الاثنان في أمور شتى وكانت أغلب حديثهم عن جو .

.
.
.

تكرر زيارة جونز إلى صونيا كثيرًا خلال الشهرين الماضيين ، كون طفله تعلق بها ، وهذا الشيء قد اُعجِبَ جونز كون أبنه قد اختلط مع احدهم .

بدأ جونز بسرد قصته إلى صونيا وهم جالسين على الأريكة في غرفة الجلوس في منزلها

" بعد زواجي بعام رزقت بجو وقد ولدَ متخلف العقل منذ الولادة ثم أكتشفت بعد أشهر مرضه بالسكري مما أدى إلى زيادة مهمة العناية به وخصوصًا في مواعيد العلاج يجب أن تكون دقيقة وفي موعدها الصحيح ، مما جعل زوجتي تشمأز منه .. تخيلي لقد وصل بها الأمر أن أخبرتني بعد أن أصبح في عمر السنة بأن أرميه في أقرب حاوية لم تعد تتحمل العناية به، وتضجر لأنني اعتني بجو أكثر منها ، لذلك قمت وطلقتها فأنا لا أريد أن ارتبط بأمرٱة مجنونة تقارن نفسها مع طفل مريض بجميع العلل ...
بعد انفصالي عنها عانيت في مهمة البقاء مع جو خلال ساعات العمل وقد استقال كل من اوظفه في مهمة العناية به،  بعدها بدأت أخذه معي إلى العمل، إلى أن أصبح في سن الثالث قمت و وضعتهُ في الحضانة لمدة سنة إلى أن جاء ذلك اليوم

- في الماضي -

ذهب جونز إلى الحضانة لأحضار جو ، وجد المعلمة ليسألها عن أحواله وبعد أن طمأنته بأنهُ فتى هادئ منعزل عن زملائه لا يؤذي أحدهم
ولا يشعبث

توجهَ إلى حيث الغرفة التي يتواجد فيها طفله
وقبل أن يدخل
سمع صوت طفل يكلم زميله
" أنظر إلى هذا الفتى ! أنهُ قبيح إياك و الاقتراب منه "

الأخر بفزع
" واا.. أنهُ مخيف كأنه مخلوق فضائي"

حينها جو لم يُحتمل ركض خارج الصف ليصطدم بأباه باكيا مع صراخ
" يقولون أن جو قبيح .. "

جونز نظر نحو الاطفال، وجد أن الاطفال أعمارهم أصغر من أبنه لذلك لم يستطع أن يصرخ فيهم

أحتضنهُ جونز بدفئ
" جو أنت جميل جدا ، أنت أجمل شخص أمتلكهُ في هذه الحياة "

بينما الصغير صرخ
" جون يكذب ، جو قبيح ..
لا أحد يحب جو ..
جو لا يريد الذهاب إلى الحضانة ثانية "

على الرغم من إعتذار الاطفال إلى جو ، بعد أن أقنعهم جونز بسوء التصرف الذي فعلوه بزميلهم وترجوه بالعودة إلى الحضانة إلا أنهُ اصر على عدم الذهاب ثانية .

- انتهى -

وأصبح حينها أشد عنادً وأكثر صعوبة في التعامل معه ، بعد هذه الحادثة بشهر التقيت بكِ وأعجبت كثيرا كون جو قد اختلط مع شخص أخر غيري "

كانت صونيا تصغي إلى جونز دون إنقطاع ثم أصبحت غير مهتم لمضمون الحديث كل ما يهمها هو أن تسمع صوت جونز ذات النبرة الواضحة التي تنم على رجولة قائلها .

إلى أن قطع تأملها سؤال جونز المفاجأ
" صونيا هل تقبلين الزواج بي .. أنا سوف لن اطلبَ منكِ الكثير سوى أن تهتمي بمواعيد دواء جو ، لا شيء أخر حيث في الواقع يوجد خادمة تقوم بجميع الاعمال المنزلية أضافة إلى الطبخ اما المربيات التي استأجرهن لا يصمدن لأسبوع ، حيث أصبحتي تعلمين طبع جو ، صعب المراس بسبب طبيعة المرض علاوة إلى التخلف العقلي الذي هو فيه ... صونيا أنا لا أريدكِ الآن أن تجيبيني عن السؤال خذي وقتك فأنا في الأخير لا أريد أن أرهقكِ بحياتي "

صونيا اعتلى وجنتيها تلال وردية وأخذت برهة تفكير ليست بقصيرة ثم أردفت بتردد
" أنا لدي شيء أود أطلاعك به .."

" تفضلي "
أجابها بسرعة

" في الحقيقة .. أنا أيضا مصابة بمرض الشقيقة (صداع نصفي) فإذا كان هذا لا يهمك ..أنا ليس لدي مشكلة في الأرتباط معك "

صونيا تخبطت في أخر حديثها خائفة من أن يغير الآخر رأيهُ فيها ، ما أن انتهت من كلامها حتى عانقها جونز بسعادة قائلًا
"شكرا لك "

هنا صرخ جو عندما لاحظ والده يحتضن صونيا
" وأنا وأنا أيضا "

قالها وهو يركض نحوهم ليقهقه الاثنان عليه .

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كان جونز يعمل على حاسوبه في مقر عمله الذي يبعد شارعين من منزل اقامته .

بعد أن أنتهى من تدقيق آخر برنامج وإطفاء الحاسوب دخلت عليه موظفة من القسم الأخر كانت متوسط الطول تميل إلى البدانة ترتدي فستان ازرق قصير نسبيا .

قام و أعطاها الأوراق المنجزة في المشروع ، ما أن خرجت من الباب حتى دخلت صونيا بفستانها الزهري المنقوش ثم هتفت بأبتسامة
"مفاجأة "

" أجمل مفاجأة ... هلمِ إلى مكتبي المتواضع "
قال هذا وهو يفتح ذراعيه حتى يجلسها في حجره .

أحاطت صونيا ذراعها حول عنق جونز ثم قالت في غيرة مصطنعة

" جون هل تحبني بشدة لدرجة إنك لن تفكر في يوم ما أن تنظر إلى أمراة غيري ؟ هل تجدني الزوجة المثالية التي تكفي لسد جميع متطلباتك "

أبتسم جونز وهو يشد في عناق صونيا وقربها إلى جسده أكثر ، يود لو يستطيع أن يضعها في قلبه تعبيرا عن حبهُ لها

" صونيا إياكِ وأن تفكري في أنني سوف أنظر إلى فتاة أخر غيرك ، فأنا أسير في حبك ، أنتِ الشخص الذي عوضني عن الحزن الذي بداخلي، أنتِ الذي لون حياتي "

أرادت صونيا أن تقبل جونز ولكن صداع قد داهمها فوضعت يدها على رأسها ، حينها تحدث جونز بقلق

" حبيبتي هل أنت بخير ! "

" لا تقلق أنهُ مجرد صداع خفيف "

" هل تناولتِ دواءك ؟ "

ضحكت قائلةٌ " أنا إلى الآن لا أصدق كيف قبلت بي ، أنت لديك شخص مريض وأنا أتيت أضيف عناء إلى عنائك ! "

" لا تتفوهي في مثل هذا الحديث سوف أشعر بالحزن، كذلك أنتِ لست أردتِ ذلك أن يحدث ! هذه مشيئة الله "
قال هذا ثم قبل رأسها بلطف .

بعدها همس " أتمنى الآن أن صداعكِ قد زال "

همست قرب أذنه
" وهو كذلك "

.
.
.
.
.
.
.
.
4: 00pm

كانت صونيا جالسة على الأريكة ، تشاهد الرسوم المتحركة بملل وبحجرها يتربع جو عندما دخل جونز وهو يحمل كيس معه .

أنتبه إليهِ جو لينهض ويهرول نحو جونز بسرعة حملهُ الأخر قائلًا " حبيبي الصغير كيف حاله ؟"

أجابهُ بفرح " جو بخير "

" هل كنت مطيعاً مع ماما صونيا أم أرهقتها ؟ "

" جو كان مطيعًا لقد سمع الكلام "

طبع جونز على رأس أبنهُ قبلة مكافئة لهُ بينما صونيا توجهت نحوهما ليكمل جونز عناقه لها

.
.
.
.
.

. بعد أنتهاء جونز من تجهيز وجبة العشاء ، قدمت صونيا قائلةٌ " هل تحتاج إلى مساعدة ؟ "

" لقد إنتهيت من تجهيز كل شيء، فقط بقية السلطة دقائق وأستدعيكما إلى المائدة "

" دعني أنا أكمل عوضا عنك ؟ "
قالت هذا وهي تلتقط السكين من يد جونز ، بينما الأخر أبتسامة أمتنان قد زينت شفتيه .

بعد الإنتهاء من تناول الطعام كانت صونيا منهكة بغسل الثياب ، دقائق حتى قدم جونز وسألها

" حبيبتي هل أعطيتِ الدواء إلى جو ؟ "

أستغرقت صونيا بضعة دقائق لتتذكر أن كانت قد أعطت الطفل العلاج ام لا ...

بعد برهة أجابتهُ بأرتباك
" أعتقد أنني قد أعطيتهُ الدواء "

" وأنتِ هل تناولتيه ؟ "

ضحكت صونيا ثم أجابت بصوت منخفض خجول
" نعم ، أنا سعيد كونك قلقً علي "

جونز بعبوس
" ولما لا أكون كذلك؟ أولستِ زوجتي وحبيبتي ؟ "

أقتربت صونيا نحوه و وضعت قليلًا من رغوة الصابون على إنف ، ليقهقه جونز من تصرف زوجتهِ الصبياني

" أرى أنكِ أصبحتِ تقلدين جو في أفعالكِ الصبيانية "

" ألا يحق لي أن اللهو معك ؟ "

أجابها جونز بوضع بعض الصابون على وجنتها ضاحكا

.
.
.
.
.
.

. أحضر جو كرتهِ الصغيرة ثم قال مخاطبًا صونيا
"

جو يريد أن يلعب ؟  "

" حبيبي العب بهدوء دون أن تؤذي نفسك "

" جو سوف لن يؤذي نفسه "

قبلتهُ صونيا من رأسه قائلةٌ
" أنت فتى مطيع "

توجه جو إلى الغرفة المجاورة وبدأ بالعب في هذه الأثناء رن جرس المنزل ،توجهت صونيا نحو الباب وفتحته وجدت زميلتها المقربة تشين تهلل وجهها بقدومها بهذا الشكل المفاجأ

" تشين صدفة جميلة أن تأتي لزيارتي ؟ "

" أعتذر لعدم أستطاعتي المجيء في يوم زفافك لقد كنتُ مسافرة "

" لا بأس بذلك .. تفضلِ "

أدخلتها إلى غرفة الجلوس ثم أحضرت لها علبة صودا

" لما أتعبتِ نفسكِ فأنا لست غريبة؟ "

" أنتِ صديقتي المقربة كيف لا تريدين أن اضيفكِ؟ "

قهقهت قليلًا ثم بادرت تشين بالسؤال
" كيف حال الزواج معك ؟ "

" ممتاز جدا ،فالرجل الذي تزوجتهُ لا يقصر معي أبدا "

" هذا جيد جدا "

في هذه الاثناء مر جو من جانبهم وهو يحمل كرتهِ بيده ، تكلمت تشين بتعجب
" من هذا الصغير ؟؟ "

" أنهُ أبن زوجي وأنا أعتبرهُ أبني "

" صونيا كيف تزوجتِ شخصًا كان متزوجاً ؟ وفوق هذا لديه طفل ؟ "

تكلمت صونيا بضيق من كلام زميلتها

" مابكِ تشين ؟ وماذا في الأمر أن كان متزوج ؟ هو رجل دارس ومتعلم ولديه جميع المؤهلات الزوج الصالح، كذلك أنتِ تعلمين انني مريضة كان جيدً منه أنهُ قبل بي "

" أعتذر صونيا أن كنتُ قد أغضبتكِ "

" لست غاضبة "

" من أنفعالك تبدين لي أنكِ تحبيه جدا "

أجابتها صونيا ببعض الخجل
" ولما لا أحبهُ أنهُ ينفذ جميع إحتياجاتي، لا يقصر معي في شيء "

" أنا سعيدة من أجلك كونكِ وجدت الشخص الذي تحبيه "

أبتسمت صونيا للأخرى .

بعد ساعة من الحديث المتواصل ودعت صونيا زميلتها ثم توجهت إلى غرفة جو ، بعد أن أخذت حقنة الانسولين لتعطي الدواء للصغير .

وجدتهُ يلعب بدبهِ المحشو ما أن شاهدها حتى تغيرت ملامحهُ إلى كأيبة ممزوجة بالحزن

خاطبتهُ بحنان
" لما أراك حزين ياحبيبي ؟ "

تكلم جو وهو ينظر إلى الأسفل
" جو فقط يتمنى أن يتخلص من هذا الدواء، هو لا يحبه .. جو يعلم أذا لم يأخذه سيكون جون حزينا جو لا يريد أن يجعل جون حزينا "

أحتضنت صونيا الصغير بدفئ
" لا تحزن ياحبيبي أعدك في يوم ما سوف تتخلص من كل هذا العذاب "

تكلم الطفل بشك
" هل حقًا جو سوف يتخلص منه ؟ "

" نعم ، بالتأكيد سوف تتخلص منه "

أبتسم الطفل بسعادة وهو يعانق صونيا

" جو يحبكِ كثيرًا "

" وأنا أحبك أكثر "

بعدها بدأت بأغداق الصغير بالقبل

.
.
.
.

كانت صونيا تجلس على الأريكة في الغرفة المطلة على بهو المنزل في أنتظار قدوم جونز من عملهِ ، حتى أنتابها صداع جعلها تمسك رأسها غير عالمَة بما يحدث حولها .

لم تستفق من الصداع ألا بعد مدة ، نهضت من مكانها قاصدَ الذهاب إلى غرفتها لأخذ الدواء

وفي طريقها نظرت إلى غرفة جو ،أستغربت من الهدوء الذي يعُم منها ،فكرت ربما جو قد نام او أنهُ يلعب بغرض يخص جونز .

دخلت غرفة الصغير و وجدتهُ مستلقي على الارض .

ضحكت بخفة قائلةٌ
" ياه ! الأطفال حقًا متى ما شعروا بالنعاس ناموا ولم يهتموا إلى المكان الذي سينامون عليه ! "

أنهت حديثها وهي تتوجه نحوهُ لتحملهُ، حتى أنتبهت إلى يد جو التي تمسك شيء، وسعت عينيها عندما لاحظت قطعة الشكولاته في يده

ركضت نحو الصغير و حملتهُ بسرعة ثم بدأت تحرك وجنتيه على أمل أن يستفيق ، حركتهُ يمينا وشمالا
هزت جسده، لكن جسد الطفل كان باردا كالثلج لا يبدي أي أستجابة .

دموع صونيا أصبحت كالسيل وهي تنهمر من مقلتيها وهي تحتضن الصغير بقوة مع التحدث بحشرجة
" جو أستفق ... بدأت تخيفني كثيرا .. جون سـ يعود قريبًا عليك بالنهوض لأستقباله ... "

أنقطعت الكلمات من فم صونيا وهي تشد في أحتضان الصغير .

دخل جونز المنزل وهو يلاحظ السكينة ، أستغرب هدوء المكان توجه نحو غرفة طفله ما أن رأى الاثنان حتى هرول نحوهم ثم أخذ جو من ذراعها الاخرى .

حملهُ بسرعة ثم حركهُ، لكن الصغير لا يرضى أن يحرك إنشاً، تكلم جونز بصوت منخفض يخاطب طفلهُ " حبيبي أستيقظ أنت لا يمكنك أن تقلق والدك هكذا؟ لا يمكن أن ترحل وتتركه وحيدا ؟ "

في غضون عشرون دقيقة كانوا قد وصلوا إلى وحدة الطوارئ ، ما أن كشف الطبيب على الصغير حتى هز رأسهُ متأسفا بعدها أستطرد
" يؤسفني اعلامك بأن طفلك قد فارق الحياة منذ ساعة نتيجة أرتفاع المفاجأ في نسبة السكر في الدم ادت إلى وفاته "

وقف جونز مدة من الزمن يحاول أستيعاب كلمة أن جو قد فارق الحياة ، فقد دخل في حالة صدمة شديدة جعلتهُ أخرسًا عن الحديث لا يستطيع أن ينطق بحرف واحد .

بينما صونيا جثت على الارض منهارة شعرت أن قطعة منها قد أنفصلت عن جسدها .

سار جونز عدة خطوات في ممر المشفى قبل أن تعلو صرخات صونيا في رواق لا تتحمل أن جو قد مات سريعا هكذا .

قدمت أمراة شابة في عمر العشرينيات تميل إلى النحافة مع شعر طويل نسبيا وبشرة سمراء توجهت نحو جونز وصرخت في وجهه بصوت مملوء بالحقد

" قتلت أبني لماذا ؟ ... ها لماذا قتلته أجبني ؟ .. وانت تدعي حبك له؟ أين ذهبت جميع تراهاتك التي اقعدت الدنيا بها ؟ وانت تقول طفلي الذي لا يمكنني أن استغني عنه ، ذهبت وتزوجت امرأة أخرى ونسيت حبك له .. كيف تتجرئ على قتل أبني الوحيد ؟ يجب أن تعاقب على فعلتك ... "

ثم دخلت في نوبة بكاء نظر جونز نحوها بنظرات أشبه بأن تكون محبطة حيث الصدمة التي فيها جعلته لا يستوعب أنهُ فقد كبد فؤاده ، أبنه الحبيب الذي حاول بجمع الطرق أن لا يجعل الموت يخطفه

. . . . . . .

.
.
.
.
.

- يوم الجنازة -

كان جميع معارف جونز في العمل كذلك جيرانه المحيطين قد حظروا في جنازة الصغير .

رفعوا الرجال التابوت وفتحوه حتى يلقي جونز نظرته الأخيرة نحو طفله .

توجهت كريستال نحو جونز وقامت بصفعه بعدها تكلمت بصوت باك
" لا اصدق انك قتلته؟ اين ذهب جميع الحب الذي تتحدث عنه؟ انت أناني لا تريد الا نفسك ، ذهبت وتزوجت ونسيت أبنك بسرعة، لا اصدق أن الحب أعماك لدرجة انك فضلت شهوتك على طفلي ! ... صغيري المسكين ... "

علت صرخات كريستال في أرجاء المقبرة ، صونيا لم تتحمل كلامها السليط أكثر وضعت كفها على وجهها وأنخرطت بالبكاء بصمت

تقربت كريستال نحو جونز أكثر ثم مسكته من سترته وهي تصرخ
" أجبني لما أنت هادئ الم تقل أنك سوف تعتني به أين ذهب هذا كله؟ هل كان مجرد كلام قلته لتصب جام غضبك علي؟ وقتها وقلت أنكَ ستتكفل مهمة العناية به "

جونز لم ينبس بحرف واحد حيث لا يزال تحت تأثير الصدمة وأكتفى بالنظر نحوها بنظرات الخذلان .

في وسط معاتبة كريستال لجونز وصوتها الحاد ، قدم رجال الشرطة واقتحموا المقبرة

... توجه المحقق نحو جونز ثم تكلم بصغة الامر

" سيد جونز كيم يؤسفنا أخبارك بأننا أصدرنا مذكرة اعتقال إلى زوجتك صونيا كيم، بتهمة قتل الطفل جو حيث أن السيدة كريستال زوجتك السابقة قد أصدرت اتهام نحوك، مفادهُ أنها تعمدت قتل طفلك ، لذلك سوف نوقف عملية دفن الجثة ونأخذها إلى وحدة التشريح ونعيد معاينة الجثة "

بعدها أستدار المحقق نحو صونيا ثم أستطرد

" سيدة كيم من الأفضل التزام الصمت فأي كلام ستقوليه الآن سيعتبر دليل ضدك إلى حين أثبات دليل برائتك "

وضع رجال الشرطة الاصفاد في يد صونيا التي كانت في حالة من الحزن العميق الممزوج بالصدمة ، ثم ساقوها إلى حيث سيارتهم .

بينما جونز في وسط صدمته الأولى التي لم يتخطاها بعد ، فوجئ بصدمة أكبر جعلتهُ يُشل جميع جسده وهو يرى زوجته تعتقل من قبل رجال الشرطة .

____________"____"____________

بقي جونز مصعوقا يريد أن ينطق لكن جميع اجزاء عقله قد توقفت لا يعلم ما يحدث حوله فالصدمة التي لديه عظيمة ، أكبر من أن يستوعبها ، كان الحضور أيضا في حالة دهشة مما يحدث .

عند انصراف الشرطة انقسم الجموع إلى نصفين بعضهم في حالة دهشة وأستغراب، والبعض الأخر بدأوا يتهامسون مما حدث، هل أن السيدة صونيا قد قتلت الطفل أم أن هناك سوء فهم .

بينما جونز أستفاق على كف السيدة كريستال الذي توجه نحو خده نظرت إليه بعين تشع شرا ثم قالت بمقت شديد

" أ هذه هي زوجتك التي تتباهى بها ؟ لقد قتلت طفلي، على الرغم انني متأكدة بأنك انت القاتل وليست المسكينة هي فقط تتستر عليك ... اين ذهب ذلك العشق المصطنع الذي تكنهُ لجو ... ليتني كنت اعلم أنك ستتجرئ على قتله لكنت .... "

قطع حديثها أحد زملاء جونز بالعمل قائلًا بغضب
" اصمتي ، السيد كيم لم ولن يقصر مع جو أبدا لذلك كفاكِ هراءً "

انصرفت بسخط بعدها بدأ المعزون بالتعزية والانصراف .

بعد أن أستعاد جونز وضعه ، ركب سيارته وسار نحو مركز الشرطة ، دخل المبنى وسأل الموظف الذي يجلس في الباب عن الضابط الذي اعتقل السجينة صونيا كيم ، أرشدهُ إلى أحد الغرف ، بصحبة احد رجال الشرطة

دخل غرفة الذي يجلس فيها المحقق , عندما شاهده الأخير أمرهُ بالجلوس في المقعد المجاور ،تكلم جونز بصوت حاول اخراجهُ بطبيعية

" سيدي المحقق هلا اخبرتني عن سبب اعتقال زوجتي ؟ هل تأكدتم من صحة الخبر قبل الأقدام على اعتقالها؟؟ "

ابتسم المحقق بجانبية ثم أردف
" سيد كيم يؤسفنى اخبارك بأن نتائج التشريح ليست في صالح زوجتك وأن شريط المراقبة* يثبت أن زوجتك، هي الوحيدة التي كانت معه ساعة وقوع الحادث "

تكلم جونز بصوت على رغم من محاولة تهدئته ألا أنهُ خرج بنفور

" سيدي لماذا تتكلم كأنها جريمة قتل ؟ وأن زوجتي هي الفاعلة "

" سيد كيم أنها فعلًا جريمة قتل، وسنحقق أن كانت زوجتك بريئة ام مذنبة .. كذلك سنقوم بتعين محاميا اذا لم تضع لها محامي "

أجابه جونز بمضض " شكرا سوف اعين لها محاميا بنفسي "

" إذن يؤسفنا الان انهاء حديثنا "

نهض جونز من مقعده وانحنى قبل مغادرته خارج الغرفة ، ما أن اصبح خارج المبنى حتى أستخرج هاتفه من جيبه

ثم أتصل بصديقه المحامي القديم

" سيد بارك هل أستطيع أن نلتقي في اقرب فرصة"

الطرف الآخر
" جونز هذا انت ؟ كيف حالك؟ لقد سمعت أنك تزوجت، لما لم تقم بدعوتي ؟ .. "

قاطعه جونز بصوت مختنق
" سيد بارك هل انت متفرغ الان ؟ اذا كنت كذلك هلمَ إلى منطقة فيرنوس ستيشن "

انهى حديثه واغلق الخط قبل أن يتلقى جوابا من الأخر .

بقي شان مستغربا من مكالمة زميله فقد أحس أن نبرة صوته تدل على خطب ما ، توجه نحو سياره وسار نحو المكان المقصود .

نصف ساعة وكان الاثنان في المكان المطلوب ، نظر شان بتعجب نحو جونز وهو يلاحظ هيئته المزرية بحلتهِ السوداء ليبدأ بالكلام

" جونز ماذا حدث ؟ لما وجهك ممتقع هكذا ؟ هل فقدت احدهم ؟ "

تكلم جونز بصوت يكاد يسمع ممزوج بالصدمة

" سيد بارك احتاج إلى خبرتك في المحاماة ، انا لقد تزوجت منذ ستة أشهر بفتاة تدعى صونيا ويوم أمس وجدنا طفلي .... ممددا على الارض ممسكا بقطعة حلوى ... أدت .... إلى مقتل جو ... "

قاطعهُ شان بصدمة

" ماذا تقول جو قد مات؟ متى وكيف ؟ "

بيد أن الأخر لم ينتبه إلى مقاطعته لهُ، حيث قد اكمل حديثه كأنهُ يخاطب الفراغ

" واليوم في مراسم الدفن اعتقلت زوجتي بتهمة قتل ابني .... وانا إلى هذه اللحظة لا اعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إليه ؟ ... لا اصدق انني فقدت اثمن شيء لدي ؟؟... "

ثم رفع رأسه ونظر إلى شان بحزن عميق وأكمل حديثه " هل تصدق لقد مات جو؟ سوف لن اسمع صراخه مجددا، سوف لن ارى ضحكته ثانية، سوف لن العب معه ... "

حينها لم تعد الكلمات تخرج من فمه أكثر من هول ما حدث لهُ، تكلم الاخر مواسيا
" لا تحزن جونز انا اعتذر لسماع ذلك ، اعلم أنك كنت متعلق به كثيرا، ولكن عليك المضي في حياتك ... "

تكلم جونز وهو يضغط على نفسه

" شان اريدك أن تذهب إلى مركز الشرطة وتخرج صونيا من التهمة التي التصقت بها ... انا حقا لا اعلم كيف اصبحت عقول الناس تفكر؟ هي حتما الان في صدمة شديدة ! ومتأكد أن شرطة تزيد الخناق عليها انا اخشى من أن يحدث لها مكروه، قلبي غير مطمئن "

خاطبهُ شان بصوت واثق

" لا تقلق جونز سأبذل جهدي لأخراجها ... هل تعلم إلى اين اخُِذت ؟ "

" إلى مركز شرطة لندن "

" حسنا من الافضل أن اذهب الان لعلي استطيع أخراجها "

.
.

أُخذت صونيا إلى مركز الشرطة و وضعوها في الحجز إلى حين أستكمال التحقيق ، بينما بقية الاخيرة جالسة في أحدى الزوايا ، دافنَ رأسها بين ذراعيها الموضعة على ركبتيها وبدأت تبكي لا تعلم لما أتهمت بقتل شخص تحبه بجنون؟.

هي تحب الأطفال كثير لذى شعرت بقهر شديد عندما وجهت إليها اصابع الاتهام .

ثم فكرت كيف ستكون نظرة جونز نحوها إذا صدق أنها الجانية ،حينها علت شهقاتها من هول البشاعة.

.
.
.

دخلت أمراة إلى مركز الشرطة ، في مقتبل العمر ممشوقة القوام ، سمراء البشرة ذات شعر اسود فاحم دخلت وهي لا تنفك من البكاء مع التحدث ببعض الكلمات المتقطعة
" لا اصدق .. حبيبي .. صغيري المدلل .. قد مات لماذا حصل ... "

ثم بدأت بالنحيب تكلم الشرطي مواسيا
" أهدئي يا انستي نحن نعتذر لأحضارك إلى هنا "

دقائق حتى قدم المحقق ، وجلس في الكرسي المقابل ثم أستطرد
" انسة اهاري نعتذر لاننا قد جأنا بكِ كل هذه المسافات ولكن هناك بعض الاسئلة التي نتمنى أن تجيبي عنها وتساعدي القانون في اغلاق القضية "

تكلمت الفتاة ببعض الخوف
" سأحاول أن اقدم لكم يد العون "

" انا متاكد إنك سمعتي بموت الطفل جو ابن السيد كيم "

هزت رأسيها بالموافقة
" هل كنت قبل استقالتك مسؤولة عن أعطائه الدواء والاعتناء به "

" انا كنت فقط مسؤولة عن الترتيب وأمور الطبخ "

" هل لاحظتي أمر غريبا على سيدتك صونيا من تهاون في أعطائهِا للعلاج في موعده المحدد او النسيان "

أخذت الانسة برهة تفكير ثم اردفت
" في الحقيقة كان السيد جونز دائمآ ما يذكر سيدتي صونيا في مواعيد الدواء لذى لا اعتقد أنها قد نسيت أعطائه ِ يوما "

تصاعد الغضب لدى المحقق وقال بصوت حاد
" انسة اهاري ارجوك أن تتذكري جيدا أمامنا طفل قد مات ولم يتجاوز الرابعة ونود أن نعلم، ان كان قد مات نتيجة حادث عرضي ام ان هناك يد قد تدخلت في موته ، أنها مسألة دقيقة جدا ولا تتحمل التهاون "

اظطرب قلب الانسة ولم يعد عقلها قادر على تفكير لذلك تكلمت بتوتر
" انا لا اعلم ؟ لم اعد استطيع مواصلة التحقيق "

أكمل المحقق أستجوابه
" ماذا عن مرض السيدة صونيا هل تعلمين شيء قد يفيد التحقيق "

اجابة بعد أن هدئت قليلا
" سيدتي كانت تعاني من صداع نصفي وكانت ايضا تتعاطى علاجا في انتظام "

" هل تعلمين اسم الدواء الذي كانت تأخذه "

" الاسبرين "

" حسنا بأمكانك المغادرة ومن الافضل أن تكوني قريبة في حال احتجنا إليك ثانية "

وقبل أن تقف من مكانها سألها المحقق الذي كان يجلس بجانب الاول الذي كان ملتزم الصمت طوال فترة الاستجواب
" انسة اهاري هل بمكانك اخباري اين كنت في يوم الحادي عشر من يوليو يوم الاثنين؟ اي في يوم مقتل جو "

اجابته بعد مدة بأستغراب
" لماذا هل انا متهمة ولا اعلم ؟ "

" انسة اهاري نعلم انكِ كنتي في مدينة اخرى ولكن نحن كرجال تحقيق لا نستبعد اي شخص سواء من بعيد او قريب لذى من الافضل أن تجيبي عن سؤالي "

تكلمت بعدة برهة من التفكير
" في العاشرة صباحاً كنت قد ذهبت إلى متجر التحف ولكن للاسف كان مغلقا لذلك اضطريت أن اعود وقضيت بقية النهار في منزلي ولم اغادره "

" هل رأك احدهم من معارفك ؟ حتى يؤكد صحة اقوالك وهل خطيبك كان معك"

اجابة بأرتباك
" كلا لم يراني احدهم وخطيبي كان في خفر عسكري "

ثم اكملت بغضب طفيف
" .. ولا اعلم لماذا تحدثني كأنني المتهم الرئيسي في القضية ؟ "

" انسة اهاري لقد علمنا أن السيد كيم لم يغير مفاتيح منزله منذ أن اقام فيه لذلك لا نستبعد حصولك على احد النسخ وربما ركبتي قطارا وجئتي ودخلتي المنزل من الباب الخلفي وقمتي بأعطاء الطفل الحلوى بعدها عدتي إلى منزلك بحجة أن المتجر مغلف "

تصاعد الدم في عروقها ثم أردفت
" يبدو انني سأضطر إلى تعيين محاميا لي فانا لم يعد بمقدوري مواصلة التحقيق "

" كما تشائيت يا انسة اهاري يمكنك الانصراف وسننتظر قدوم محاميكِ"

غادرت المكان بتخبط بينما أمر المحقق الاول بأدخال الأخرى .

دخلت تشين بخطوات متثاقلة خائفة من اجواء المكان
" تفضلي ياانسة يان ونعتذر على ازعاجكِ، ولكن لدينا بعض الاسئلة ، لقد سمعنا أنكِ زرت السيدة كيم صونيا في يوم مقتل الصغير منذ الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشر صباحا فهل لاحظتي امرا مريبا او تصرفا غريبا صدر منها ؟ "

هزت رأسها نافيا ثم إجابت
" كلا لقد كانت طبيعية جدا "

" كيف كان تعاملها مع جو ؟ هل بدرت اي تصرف عدوانياً اتجاههُ ؟ او لاحظت على ملامحها الضجر عند رؤيتها الصغير ؟ "

" كلا صونيا تحب الاطفال كثيرا ولا يمكن أن تؤذي احدهم هي شخص لطيف و... "

قاطعها المحقق
" أنسة يان لا نريد إن تذكري لنا محاسن صديقتك نريدكِ أن تتعاوني معنا ربما اظهرت سلوك يدل على مقتها للصغير وانتِ لم تفطني عليها "

" اخبرتكم صونيا انسانة مسالمة ولا يمكن أن تؤذي حشرة "

تأفأف المحقق ثم قال بضجر
" دعينا من هذا والآن إخبرينا بعد أن غادرتِ هل عدتِ إلى سينت مير ميد مباشرة "

" نعم لقد لحقت بالقطار السريع وذهبت في اول رحلة التي صادفت في الواحدة مساءٍ "

" انسة يان اظنكِ لم تفيدنا كثيرا "

ثم استدار إلى المحقق الآخر حتى يبدأ بتوجيه اسئلته
" آنسة يان هل لديكِ دليل يثبت عودتك مباشرة في القطار ؟ هل رأكِ احد الحضور ؟ "

" بإمكانكم سؤال موضفي خدمة التذاكر لقد قطعت تذكر منهم "

" نعم ربما قطعة تذكر حتى تثبت وجودكِ في مكان آخر "

أرتبكت تشين وتلعثمت
" كـ كلا لقد حجزت مقصورة رقم سبعة عشر وقد صادف أنني نسيت فيها قلم حبر أزرق اللون يثبت أنني كنت فيها "

" هذا ليس دليلا كافيا كذلك ربما أثناء تواجدكِ في منزل السيد كيم وبالتحديد أثناء مغادرة صديقتك السيدة صونيا لتحضير القهوة لكِ غادرتي مكانكِ إلى حيث غرفة الصغير وخبئة قطعة الحلوى في مكان يسهل العثور عليه من قبل الصغير بعدها غادرت المنزل ولم يبقى لكِ سوى أن يقع الصغير في الفخ "

صرخت تشين بغضب
" هذا غير صحيح كيف اقتل ابن اعز صديقاتي "

" لماذا الأنفعال يا آنسة يان؟ نحن فقط نأخذ الأمور من جميع الاتجاهات ، سؤال أخير لماذا خرجتي من الباب الخلفي وليس الأمامي الذي دخلتي منه ؟"

توترت واضطربت قبل أن تجيب
" الأمر، فقط كان مصادفة حيث لم أنتبه من أي باب دخلت أو خرجت "

قلص المحقق عيناه ثم تحدث
" هل تعلمين أن غرفة جو تقع قرب الباب الجانبي "

أبتسمت تشين بتكلف
" نعم لقد لاحظت ذلك وكان بصحة جيدة "

همم المحقق ثم أردف
" آنسة يان الطفل لم يأخذ دوائه منذ يوم عن الحادث لذلك لا أعتقد أن صحته كانت جيدة كما تظني "

إرتبكت تشين أكثر وتخبطت في مكانها تحاول ترتيب نفسها ، حينها قطع المحقق تفكيرها قائلًا
" حسنا يمكني المغادرة ولكن عليكِ عدم السفر حتى نستطيع التواصل معكِ "

وقفت تشين باضطراب ، وانحنت لهم قبل غادرت المكان

.
.
.

تُركت صونيا في الزنزانة لمدة ساعتين ثم أُخِذت إلى غرفة الاستجواب .

دخل المحقق وجلس في الكرسي المقابل لصونيا ثم قال " سيدة كيم هل لديكِ أي كلام تقوليه قبل أن نبدأ التحقيق وإذا كان لديكِ اعتراف وتسهلين علينا المهمة، سنخفف عنكِ العقوبة "

تكلمت صونيا بصوت مخنوق كئيب جدا
" لا أعلم كيف تفكرون بأنني سوف أقتل أبني ؟ "

تكلم المحقق بمضض
" سيدة كيم نعلم جيدا أن جو هو أبن زوجك، لذلك ربما فكرتِ بالتخلص منه حتى يفرغ المنزل لكِ أنتِ و السيد جونز "

تكلمت صونيا بعصبية من كلام المحقق المستفز
" أنا لم أقتل جو "

تكلم المحقق بمتعاض

" سيدة صونيا الجميع يقول أنهُ ليس الفاعل إذن من الذي قد أعطى الحلوى إلى الصغير؟ أنتِ الوحيدة التي كنتِ معهُ في المنزل ..."

قاطعتهُ صونيا بقهر
" أنا لا أعلم كيف وصلت إليه ؟ "

أكمل المحقق بغيض
" القطعة طارت وجاءت إليه بقدرة قادر .. كذلك أن تشريح الجثة يدل على أن الصغير لم يأخذ دواءه لمدة يوم ونصف ألا تظنين أن هذا تقصير فضيع منكِ لعدم أخذه العلاج ويستوجب الحساب عليه وخصوصا بعد أن علمنا أنكِ أنتِ المسؤولة عن مهمة أعطائهِ الدواء "

وسعت صونيا عينيها ثم أجابته بذهول
" هذا غير صحيح أنا كنت أعطيه في موعده المحدد حتما أن هناك خطأ في التقرير"

المحقق وقد زاد الخناق عليها

" ربما سئمتي من العناية بالصغير وفكرتِ بالخلاص منه و أعتقدتِ أن زوجكِ سيعتبر الأمر حادثٌ غير مقصود لكنكِ في الحقيقة تعمدت عدم إعطائه الدواء ثم قدمتِ إليه قطعة الحلوى فحتى لو تناول كمية قليلة ستؤدي إلى موته بعدها تكون قد أنتهيتِ من مهمة العناية بطفل ليس أبنكِ فقط كنت تعتبره عاهة عليكِ "

أزداد نحيب صونيا كأنها دخلت في حالة هستيرية وبدأت تصرخ بـ ( أنا لم أقتله ) ولم تعد بأستطاعتها مواصلة التحقيق تكلم المحقق بضيق

" سيدة كيم سوف ننهي الاستجواب لهذا اليوم ونكمله إلى أن تتحسن حالتكِ "

.
.

كان جونز و شان قد وصلا إلى مركز الشرطة ، توجه جونز نحو الشرطي الذي يجلس خلف المكتب
" اود أن أعين محاميا إلى السيدة كيم صونيا "

أخذه إلى غرفة المجاورة حيث يقبع المسؤول هناك ، عند دخولهم ، شرح الشرطي إلى مرؤسه سبب زيارتهم بعدها قام بعطائهم حزمة ورق ثم خاطبه

" هل يمكنك أن توقع هنا ؟ "

بعدها أمرهُ بتوقيع المحامي على بعض الأوراق ثم خاطب جونز

" الآن بمكانك الانصراف ؟ المحامي سوف يكمل باقي الإجراءات "

أخذ شان نسخة من ملف القضية بينما جونز عاود الحديث إلى المسؤول

" هل أستطيع أن أرى صونيا ولو قليلا .... كذلك أتمنى أن تفرجوا عنها سريعا ،هي مريضة ولا تستطيع المكوث طويلا "

" سيد كيم أعلم أننا سوف نرى في قضية زوجتك من جميع النواحي ، كذلك أننا سوف لن نظلم أحد لهذا لا تقلق "

أعاد جونز تكرار طلبهُ في الزيارة ، هو عزم عدم مغادرة المكان ألا بعد رؤية صونيا ، هو قلق عليها كثيرا لا يعلم أن كانوا يعاملوها جيدا أم لا .

سمح المحقق له بعد مدة بأن يرى زوجته لمدة خمس عشرة دقيقة فقط .

دخل جونز بشوق يشعر أنه قد افتقد الأخرى لمدة دهور ودهور ، توجه نحوها بسرعة وقام بعناقها بدفئ بعدها وضع جبهته على جبهتها ثم قال بأبتسامة محببة لكي تهدئ الاخرى

" صونيا اعدكِ بأن تخرجي من هنا سريعا "

تكلمت صونيا بشهقات فهي لم تنفك عن البكاء

" لا أفهم لما يتهمونني بقتل جو ... كيف أقتل شخص أحبه ... أنا خائفة جد... "

أحتضنها جونز بحنان وربت على ظهرها بهدوء

" صونيا لا تقلقي أنا معكِ دائمآ "

نظرت صونيا نحو جونز بعين منتفخة ثم قالت بصوت مبحوح

" أنت لست مثلهم لا تصدق أنني قتلت جو "

" أنا لا أصدق ولا واحد بالمئة أنكِ مذنبة لذلك تشجعي وكوني قوية "

قالها وهو يزيد في عناقها، دخل الحارس قائلا

" انتهى وقت الزيارة "

تكلم جونز سريعا
" لقد عينت محاميا لك، لذى تشجعي سوف يخرجكِ قريبا "

أنهى حديثه بأبتسامة باهتة .

في مكان آخر من المبنى كان شان يقلب أوراق القضية بمهل حتى يدخل إلى موكله ولديه المام بالموضوع

.
.
.
.
.
.
..
. . . .

صونيا عادت إلى جلوسها السابق مُشابكةٌ يداها مع تغطية وجهها بالكامل ، فعلى الرغم من كلامات جونز المهدئة ألا أن الحزن الذي بداخلها كبير جدا فهي إلى هذه اللحظة لا تصدق أن جو قد توفى ، تتخيله أنهُ سوف يدخل عليه في أي لحظة راكضا نحوه أحضانها ، ولكن جميع تخيلاتها قد تبخرت مع سماع طرقات الباب ودخول شخص طويل القامة مرتديا بدلة رسمية رمادية اللون عليه سماة الوقار ثم تكلم وهو يعطيها يده للمصافحة

" أدعى شان بارك أنا المحامي الذي كلفني السيد جونز بالدفاع عنكِ .. لذى أتمنى أن تصارحيني بكل ما حدث في يوم وفاة جو واتمنى أن تكوني صادقة معي حتى أستطيع الدفاع عنكِ وأخراجكِ في أقرب فرصة "

صونيا بشحرجة " أنا لم أقم بأي شيء ! ولا أفهم لما يتهموني زورا ؟؟حتى لا أعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إليه .."

قاطعها شان بقليل من الصرامة
" سيدة كيم لقد قرأت ملف القضية بالكامل وهناك جبلاً من الأدلة ضدكِ، لذى أتمنى أن تهدئي وتسردِ علية ما حدث في يوم الذي توفي فيه الصغير "

" سأخبرك بكل ما حدث في يوم الإثنين ، أستيقظت مثل كل يوم على يد جو أيقظني لأخذه إلى الحمام بعدها جهزت الفطار لجونز ثم ايقظته بعد أن انتهى ذهب إلى عمله، وأنا بدأت بعمالي الرتيبة بينما كان جو بجانبي يلعب مثل أي يوم ، في العاشرة صباحا قدمت صديقتي تشين وتجاذبنا أطراف الحديث لمدة ساعة كاملة بعدها انصرفت وأنا بدأت بملاعبة جو ومن ثم مشاهدة الرسوم المتحركة معه ، في الواحدة ونصف تركتهُ يشاهد التلفاز وحده وأنا ذهبت لأجهز الطعام لهُ ، بعد الإنتهاء من أطعامهُ قمت بتنويمه .. "

قاطعها شان

" لقد سمعت أن لديكم خادمة تقوم بصنع الطعام لكم ، أتسائل لما أنتِ من قمتي بصنع طعام الفطار والغداء ؟؟ "

بللت شفتيها ثم أكملت
" الخادمة لقد استقالت من العمل منذ ثلاث أسابيع، بسبب تقدم أحدهم لخطبتها وهذا الخطيب يعيش في منطقة بعيد لذلك استقالت للعيش عنده "

" أعتذر عن المقاطعة الآن أكملي حديثك "

تنهدت صونيا ثم أستطردت
" إتصل جونز وأخبرني بأن أتناول الطعام لأنهُ سوف يتأخر في عمله لذلك تناولت الطعام وغسلت الصحون مثل أي يوم عادي بعدها فتحة التلفاز لتمضية بعض الوقت ، في هذه الأثناء قدم جو نحوي حيث كان قد أستيقظ من النوم ، بدا باللعب قربي وأنا أكملت المشاهدة إلى أن انتهاء البرنامج ثم أغلقت التلفاز، بعدها بقيت أنتظر جونز إلى أن أنتبهت إلى غياب جو توجهتُ نحو غرفته و وجدتهُ .. "

صونيا أنخرطت بالبكاء ولم تكمل حديثها ...

تكلم شان مواسيا
" لا تقلقي سيدة كيم سأحاول اخراجك في أقرب وقت .... والآن سأسلكِ سؤالا هاما وأعتذر أن كنت إضغط عليكِ وأنتِ في مثل هذا الظروف ولكن هذا لمصلحتكِ ، هل أنت واثقة من إعطائه الدواء في موعدهُ ؟ حيث جاء في تقرير التشريح أن جو لم يتناول علاجهُ منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة فهل كنتِ ملتزمة في إعطائه الدواء في موعده ؟ أرجوكِ ركزي في إجابتكِ "

.
.
.
.
.
.
.
.
.

8: 45 pm

كان جونز في منزلهِ يعاين غرفة أبنه ويحدق بالصور التي تملأ الجدران وبينما هو يتجول فيها رن هاتفه من المشفى رفع السماعة ليتكلم الطرف الآخر

" سيد كيم لقد فعلت ما أخبرتني به وأعدتُ فحص الجثة وأود أخبارك أن النتائج كما هي، فقد أثبت التشريح الجنائي أن الصغير لم يتناول دوائه منذ أكثر من يوم، لذلك أقترح عليك أن تعين محاميا حاذقا "

أجابهُ بعد مدة من أسيتيعاب الخبر بصوت مختنق

" أشكرك يا حضرة الطبيب لأعلامي "

ثم اغلق الخط بشرود أخذ برهة تفكير قبل أن ينطلق كالمجنون إلى خزانة الادويه حيث علب الدواء ، اخذها وفتحها بسرعة ليجد بعض حقن الانسولين فارغة وتحتوي على النقص أي أنها قد استخدمت .. حينها صرخ في الهواء

" إذن كيف؟ ... كيف يخبرني بأنهُ لم يتناول علاجه؟هناك خطب ما "

.
.

9: 00pm

جلس شان في مكتبه يقرأ ملف القضية جيدا يحاول أن يعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إلى الصغير ؟ ثم إتصل بجونز يستفسر بعض الأمور كان جونز لايزال يقلب الّبوم الصور وينظر إلى صورة طفله مع تذكر اللحظات التي قضاها معه .

حيث قطع رنين الهاتف تأملاته ، رفع السماعة بشرود وأجابه
" مرحبا سيد بارك هل من جديد ؟ "

" جونز هل أستطيع قراءة ملف صونيا وجو الطبي ؟ "

" كما تشاء سأحضره غدا لك "

وقبل أن يغلق شان الخط تكلم

" شان أتمنى أن أسمع منك أخبار طيبة، تفرحني بأفراج صونيا "

" بالتأكيد "

.
.
.
. . .

توجهِ جونز نحو غرفة وفتح الأدراج حيث يضع الملفات التي يحتفظ بها ثم أستخرج مجلدين قلبهما بحزن وهو يلاحظ ملف جو وكيف جاهد في الحفاظ عليه ولكنه للأسف لم يستمر طويلا ، يشعر أنه غارقا في بحر من الحزن والأسى فزوجته أصبحت متهمة بقضية موت طفله، ولكنهُ موقن كل اليقين بأنها بريئة، وأن شخص لا يعلم من يكون قد فعل هذا ! فهو لا يذكر أن لديها اعداء، كذلك لا يظن أن زوجته المسالمة قد تكون لديها اعداء فهي لا تؤذي حشرة فكيف بطفل مريض .

وهو يفكر كان يقلب الملف الخاص بصونيا ، وبينما هو يقلب وجد ورقة ممزقة أستغرب تمزقها وفكر ربما يكون جو من مزقها دون قصد ، ثم بدأ يبحث عن الورقة المفقودة ولكن لا أثر لها، بيد أنه لم يجد حلا سوى الذهاب إلى المشفى الذي نقل جونز إليه أوراق صونيا لهُ لأستلام دوائها في كل شهر ، حيث قد استبدل المشفى بعد الزواج مع مشفى أبنه .

أرتدى أول ثياب تقع عيناه عليه وغادر بعجل فهو يريد أن يحضر الأوراق ويقدمها إلى شان بسرعة حتى ينتهي هذا الكابوس ويخرج زوجته في أقرب وقت لم يعد يحتمل بقائها أكثر في الحجز ، يخشى عليها بأن تصاب بحالة نفسي .

وصل إلى مشفى كوڤيان ثم سأل موظفة الباب عن المكان الذي يحتفظون بملفات المرضى، فقامت بالإتصال بأحدى الممرضات لتحضر لهُ الملف، قدمت ممرضة أخذتهُ إلى الطابق الثالث ثم ساروا في دهليز طويل، بعدها وقفت أمام أحد الأبواب وأستطردت

" سيد كيم الملف الذي تريدهُ يقع في قسم 5 خانة رقم 3 ، أما أنا أعتذر لقد جائني إتصال طارئ من أحد المرضى "

أجابها جونز بهدوء

" شكرا أستطيع أن أخذ الملف وحدي يمكنكِ الانصراف إلى عملك "

دخل المخزن وتوجه نحو الممر المطلوب ، ليشاهد امراة تحاول احراق أحد المجلدات ، توجه نحوها بسرعة وقبل أن تحرق المجلد سحبهُ من يدها ثم تكلم بلهجة صارمة
" لماذا تحاولين حرق المجلد ؟ "

عندما أنتبهت إلى هيئة جونز توسعت عيناها ثم أذدرأت ريقها بخوف بينما الأخر فتح المجلد ونظر المحتوى لمن يعود حتى تفاجئ وتوسعت بؤبؤتيه وهو ينظر نحوها بصدمة .

__________^____^_______

كان الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساء ، عندما بدأ الصداع يشتد على صونيا ، مسكت رأسها ثم تكلمت مع الحارس الذي يقف خلف الباب

" سيدي أنا أحتاج إلى أخذ دوائي هل تستطيع الإتصال بزوجي؟ حتى يحضر لي العلاج ... أرجوك يجب علي تناوله "

خزجها بنظراته ثم قال دون كتراث

"سيدة كيم لقد أخُِذ دوائكِ للمختبر للفحص لذلك من الأفضل أن تنسي أمره "

هتفت صونيا بترجي
" أرجوك إتصل بجونز ليحضره لي علاج غيره ؟ "

أجابه الحارس بضجر
" ياه لا أعلم لما متطلباتكِ كثيرة، أنتِ مجرد سجينة مؤقتة ولا ضير في عدم أخذكِ للعلاج ليوم واحد "

وسعت صونيا عيناها ثم وقفت وتوجهت نحو أسوار الباب الحديدي ومسكتهُ قائلة بصوت أكثر ترجيا

" أستميحُك بأي آله  تعبده بأن تتصل بجونز ليحضر لي غيره، فأنا لا أستطيع أن أقاوم الصداع الذي فتك بي "

" حسنا، حسنا لا تبدئي بالبكاء سأتصل لكِ "

أخرج هاتفهُ من جيبه وقبل أن يجري ٱتصالاً جاءتهُ مكالمة هاتفية من شخص ما ، ما أن قرأ الإسم حتى نهض من مقعده وغادر وأبتسامة واسعة تملأ ثغره حيث أتصلت به من يعتبرها معشوقتهِ ونسى جميع كلام السجينة .

صونيا صبرت نفسها على أمل أن يعود الحارس سريعا ويبشرها بقدوم جونز او إحضار الدواء ولكن دون جدوى فالشرطي قد نسي نفسه بالحديث مع الفتاة المعجبة بها .

.
.
.
.
.

فتح جونز الملف ونظر لمن يعود حتى تفاجأ بأنه ملف صونيا وسع عيناه ثم نظر إلى الممرضة وقال بصيغة تعجب
" لماذا تريدين حرقه ها ؟ .. هيا أجيبيني ؟ "

أجابت بعد مدة
" سيد كيم ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ وفي هذه الساعة المتاخرة ؟ "

جونز بصرامة
" لا يهم من أحضرني المهم لما تحاولين أحراقه ؟ " قال هذا وهو يشد على ذراعها بقوة

ثم صرخ في وجهها

" هيا تكلمي؟ هل أبتلع القط لسانك ؟ "

أصدرت من فمها
" اه "
من شدت ضغط جونز على ذراعها ثم تكلمت بصعوبة " سيد كيم ارجوك اهدئ ... أنا فعلت هذا .. حتى لا تنظر إلى المحتوى وتنصدم "

ارخى جونز شد يدها ثم قلب الصفحات بعجل يريد أن يفهم ما ترمي إليه، كان قد فتحهُ من الخلف إلى الامام،  حيث الصفحة الأولى ليبدأ بقراءة اسم المريض صونيا كيم ،اسم المرض المدرج انفصام بالشخصية

جونز أعاد قراءة أسم المرض عدت مرات يحاول أن يفهم ما يجري ؟ لماذا أختلف أسم التشخيص؟  هو متأكد أنه كان مرض الصداع النصفي ، كيف الآن تحول إلى مرض أخر؟؟

نظر نحوها بدهشة ثم سألها بستفهام
" هل أنتي متأكدة أن هذا هو الملف الصحيح الذي يعود إلى المريضة صونيا ألم يقم أحد بتبديله ؟"

تكلمت بأسى " أعتذر سيد كيم لقد حاولت منعك ولكنني لم أستطيع .. أنا أعلم أن موقف زوجتك ضعيف لذلك أردت أن أتلف الملف في حال قدوم رجال التحقيق "

تكلم جونز بعد مدة
" أتمنى ألا يعلم أحدهم بمحتوى الملف، أنا سأخذ هذا معي "

غادر المكان مذعورا مما اكتشفهُ ثم وصل إلى مكان منعزل حتى قام بحرق المجلد بعدها بدأ يصرخ بألم " هذا غير صحيح ... صونيا لا يمكن أنها تخدعني .. هناك خطأ ما .. أنا متأكد من أنها بريئة "

تزامن الأمر في مكان أخر حيث مركز الشرطة

أحست صونيا بأن رأسها سينفجر من شدة الألم ولم تعد تميز حولها بوضوح وأصبحت غشاوة أمام عيناها ثم بدأت تدخل في مرحلة الانهيار ، دون الشعور منها فقدت نفسها بالصراخ، حيث الألم الذي فتك بها ليس هينّاً.

هرعت الشرطة القريبة من الزنزانة بالقدوم نحوها بينما توجه أحدهم نحو ظابط الشرطة ما أن وصل إليه حتى هتف قائلًا
"سيدي أن السجينة كيم قد دخلت في نوبة عصبية ماذا سنفعل لها ؟ "

وقف الضابط بعد سماع الكلمات من مكانه ثم أردف بعد وهلة
" كيف حدث هذا؟  لما لم تنتبهوا لها جيدا؟ حسنا خذوها إلى المشفى مع توفير بعض الحرس لها "

أخُِذت صونيا إلى مشفى لندن العام و وضعت في جناح خاص مع وضع حارسان على الباب .

ثم شرع إليها الطبيب لفحصها ، بعد أن أنتهاء تكلم موجها حديثه إلى المحقق

" سيدي المحقق أن السجينة لديها إدمان على دواء الفينسايكليين وهو من العلاجات التي إذا اُخِذَت  لفترات طويلة تسبب الهلوسة والاضطرابات النفسية "

تكلم المحقق بشك
" حضرت الطبيب هل هذا دواء يعطى لمرضى الصداع النصفي ؟ "

بلل الطبيب فمه ثم اجاب
" نعم ، هي لديها صداع نصفي ولكن الدواء الذي تأخذهُ مجرد علاج مؤقت، يزيل اعراض الجانبية لمدة معينة بعدها تعود الاعراض ثانية ، ومع الاسف كثرة تناوله الفينسايكلين أدت إلى ادمانها عليه ربما كانت تأخذهُ دون استشارة الطبيب ، لذلك انا انصح بتركها في المشفى للعلاج من الادمان وألا سوف تسوء حالها كثيرا وتصاب بالهلوسة وتبدأ تتخيل امور عدة غير صحيح مع الخربطة في الحديث ثم تتفوه بأمور بعدها تنفي حدوثها او تنسى أنها قالتها "

إتصل المحقق بجونز وأمره بالحضور إلى المشفى .

أستفاق جونز من هلعهِ على إتصال المحقق بعد أن أجاب على الإتصال، حتى خرج من منزله وتوجه بسرعة نحو المكان فهو قلقاً عليها كالعنة  ، خائفا من أن تؤذي نفسها ،يعلم أن موت جو قد أثر على نفسيتها كثيرا .

سار إلى المشفى بملابس غير مرتبة مع شعر عكش وذقن غير حليق .

وصل إلى المحقق وقال بصوت لاهث من المسافة التي قطعها سيرًا على الأقدام وصولًا إلى المشفى.

تكلم بأندفاع موجها حديثه الى الطبيب الذي بجانب المحقق

" ما الأمر ياحضرة الطبيب ؟ هل حدث مكروه لصونيا ؟ "

تدخل المحقق بالحديث قبل أن ينطق الطبيب بحرف
" سيد كيم هل تعلم ماهو الدواء الذي تتناولهُ زوجتك ؟ "

أرتبك جونز ثم أجاب بعد برهة
" اسبرين مع بعض الفيتامينات "

أعاد المحقق سؤاله
" سيد كيم أن غلاف علبة الاسبرين يحتوي بداخلهِ على دواء الفينسايكلين "

عقد جونز حاجبيه بتعجب وقال بتلقائية

" ماذا ؟؟ .. كيف !! .. أنا متأكد أن صونيا تأخذ أقراص الاسبرين ، سيدي هناك شخص يحاول الإيقاع بزوجتي "

" سيد كيم إذا لم تكن زوجتك متهمة ولم تتعمد تناول الفينسايكلين بسبب تشابه اقراصهُ مع اقراص الاسبرين، من برأيك يستطيع أن يكون قريب منها كفاية حتى يغير محتوى العلبة ؟؟ "

قال هذا وهو يحدجه بنظراته، ازدراء جونز ريقه بأمتعاض من التهمة التي وجهت إليه .

.
.
.

كان شان في  مكتبه المتوسط الحجم، يجلس على مقعد أخضر اللون قرب النافذة، وفي حوزته ملف القضية أعاد تقليبه .

بدأ يتخيل ما جرى ذلك اليوم كأنه يشاهد شريط مراقبة ،  من قدوم جو إلى غرفته وفي يده شوكولاته يمضغها حيث قد افترس بعض منها بينما تحولت بشرته إلى اللون الأصفر الممتقن والعرق يتصبب من راسه وعيناه غائرتان جدا سار عدت خطوات مترنحا داخل الغرفة قبل أن يسقط على الأرض صريعا

بعدها تخيل قدوم صونيا  فإنتبهت إليه  ثم ركضت في أتجاهه وسحبت قطعة الحلوى من يده بعدها بفترة قدوم الآخر ليهرون نحوهما ثم حمل الصغير واخذه الى المشفى .

تخيل كل ذلك كأنه يرى شريط تسجيل موضع في غرفة الصغير  .

  ثم نظر إلى التقرير الطبي الخاص بصونيا وخاطب الهواء
" حتما هناك شخص كان يفرغ محتوى العلبة ويستبدلها بغيره ولكن من يكون ؟ وما الفائدة التي سيؤول إليها من قتل طفل صغير؟  هل هناك حقد داخلي يدفنهُ الفاعل إلى صونيا حتى يلصق التهمة عليه من كل جانب ، لقد جاء في سيرة صونيا الذاتية أنها فتاة هادئ، منعزل، تحب العناية بالاطفال ....

و من جهة صديقتها المقربة تشين التي زارتها في صباح يوم مقتل جو ، فقد سألت الموظفين القطار وأكدوا لي سفرها إلى سان ميد مير في الساعة الواحدة أي قبل مقتل الضحية بأربع ساعات لذلك يستحيل ان تكون الفاعلة ...

في هذه الحال لم يبقى أمامي سوى حل وحيد أن جو قد خرج من المنزل دون علم صونيا اثناء انشغالها ، بينما صادف جو شخص لا يعلم بمرضه قام بأعطائه الحلوى وارجع الصغير إلى منزله من الباب الجانبي ، ثم هرولة الصغير إلى غرفته ،سعيدا بما حصل ، وبهذا تكون القضية مجرد سهواً ودون تعمد من احدهم على ايذاء الطفل .

أغلق الملف وعاد برأسه إلى الوراء ثم أسدله على الكرسي حتى يصفي ذهنه قليلًا حتى يعود وينظر إلى المسألة من زاوية أخر ، بينما بجانبه كوب قهوة لم يرتشف منه قطرة وبرد من تعرضه للهواء القادم من النافذة .

.
.
.
.
.

كانت صونيا راقدة على سريرها ثم بدأت الالم تشتد عليها مما جعلها تئن وتتألم ، شيئا فشيئا بدأت صرخاتها تعلو في أنحاء الردهة مع تحريك جسدها لا أراديا نتيجه الألم الذي في رأسها ، بعدها بدأت في نوبة صرع .

بينما الممرضة هرولت لأستدعاء الطبيب ،كان الطبيب في ردهة الأطباء حيث قدمت إليه الممرضة مسرعة وعلامة القلق والتوتر تملأ محياها

" سيدي المريضة كيم حالتها تزداد سوءً "

" هل قمتي بأعطاءها الدواء المهدئ ؟ "

" نعم ولكن المريضة لا تستجيب للعلاج "

" إذن أذهبِ وأنا سأوافيك بعد دقائق ؟ "

توجهُ نحو الخزانة الملابس وأرتدى صدريته البيضاء مع باج التعريف الملصق عليها ثم أنطلق إليهم .

.
.
.

قدم جونز الورقة النقدية إلى صاحب المتجر، ثم أخذ أكياس ، حيث قد أشترى بعض الأطعمة والأغراض التي تحتاجها صونيا ثم خاطب نفسه

" أتمنى أن تتحسن صونيا بسرعة ويستطيع المحامي إخراجها فحالتها قد تدهورت بعد موت جو كثيرا وهؤلاء المحققون لا يرحمونها أبدا   "

ركب سيارة الأجرة إلى حيث المشفى في غضون عشرون دقيقة وصل إلى الطابق الذي توجد فيه صونيا ، أراد الدخول لكن الحارسان منعوه وقاموا بتفتيشه أولًا مع الأكياس الذي يحملها .

أخرجوا أقراص الفيتنامينات وابقوا على باقي المشتريات بعدها سمحوا لهُ بالدخول .

تنهد بعمق ثم دخل الغرفة ، وجد صونيا مستغرق في نوم عميق ، أبتسم عندما لاحظ ملامحها النائمة تقرب منها ثم جلس بجانبها على السرير بعدها بدأ يداعب خصلات شعرها ثم همس

" صونيا أنا واثق أن الحقيقة سوف تظهر قريبا و سينكشف اللثام عن من يحاول الإيقاع بكِ وجعلكِ متهمة "

تقرب من وجهها ثم قبل جبينها بهدوء حتى لا يُقظها.

بعدها قام بفراغ الأكياس في البراد ما أن أنتهى حتى دخل عليه أحد الحراس قائلًا
" سيد كيم أنتهى موعد زيارتك "

نظر إلى الأسفل ثم أردف
" حسنا فقط أضع أخر غرض ثم أخرج "

مرت عشرة أيام وكانت حالة صونيا في تدهور مستمر حيث لم يستطع الطبيب سوى أعطائها بعض المهدئات التي تجعلها تعاود النوم .

قدم جونز كالمعتاد بعد أن قام الحارسان بتفتيشه دخل الغرفة ليجد أن صونيا مقيدة كلتا يداها

أستغرب ذلك جدا ثم سار بضعة خطوات قبل أن تدير الأخيرة رأسها بأتجاهه بعد أن كانت تنظر في الإتجاه الأخر .

تفاجأ جونز من نظرات صونيا المريبة وأبتسامتها التي تزين شفتيها ، أرتبك جونز من نظراتها وسار نحوها ببطء ، خلال ذلك نظرت صونيا نحو السقف بعدها أعادت نظراتها إلى جونز ثم أردفت بنبرة غريبة

" جونز أنت قلت لي سابقا أنك أسير في حبي وأنك سوف لن تنظر إلى شخص أخر غيري .. أنت تحبني أنا فقط لا أريد أي أحد أن يوازيني على حبك جونز ... هل تفهم ما أرمي إليه؟ "

وسع جونز عيناه وهو يسمع كلام الأخرى ، ثم تكلم بصعوبة بالغة بصوت يكاد يسمع من شدّة صدمته

" صـ  صونيا يستحال أن تفكري هكذا؟ أنتِ لا يمكنكِ أن تغاري من طفل؟ أنتِ لم تؤذي جو ابدآ .. لا تتفوهي مثل هذا الكلام ! "

أبتسمت صونيا قائلة

" جونز أنا أحبك أنت فقط "

طأطأ جونز رأسه ثم همس بكلمة

" كلا .. أنا متاكد أن إذناي قد أخطأت السمع ! "

رفع راسه وأبتسم بأنكسار إلى الأخرى، تكلمت صونيا بقلق
" جونز لما عيناك تدمعان؟  هل حدث أمر ما ؟ "

هز جونز راسه بالنفي وأجاب بنفس النبرة المنكسرة " كلا .. لقد .. دخل شيء في عيناي فقط "

ثم ازدرد ريقهُ بتوتر وشعر أن جميع قواه قد خارت وأن قدماه لم تستطيعان أن تعيناه على الوقوف لم يستفق ألا على صوت صونيا الباهت الممزوج بالأكتئاب وهي تنظر إلى النافذة

" جونز أنا حزينة جدا .. هل تعلم لما أنا حزينة؟؟"

أدارت راسها إلى جونز الذي أصبح يقف أمامها مباشرة ثم أكملت حديثها

" لأن في داخل إحشائي طفلك .. أرجوك جونز أفتح الاصفاد أريد التخلص منه، أنا لا أحب أن يوازيني أحد على حبك لي ، حتى هذا شيء الذي بداخلي لا أريده اخرجه "

جونز في هذه اللحظة جميع حواسه قد تعطلت ولسانهُ قد انعقد .

وضع يداه على وجهه بعد مدة ليست قصيرة أستجمع همام نفسه ثم تكلم بأبتسامة باهتة وهو ينظر إلى إليها بحزن عميق بصوت  يكاد يسمع

" صونيا .. أن صديقي لديه آلة تعذيب .. لذلك من الأفضل أن تتركي الطفل في داخلك إلى حين مولده، ثم يأتي زميلي ويأخذه منكِ ليضعه في الآلة وبهذا نكون قد تخلصنا منه .. ما رأيكِ "

أبتسمت صونيا ببلاهة ثم أردفت
" حسنا "

" إذن عديني بأنكِ سوف تحافظين على الجنين إلى حين ولادته ثم تقومين بأعطائه لهُ "

" أنا أحبك وسأفعل أي شيء تريده "

" الآن أنا سأذهب .. وربما أتأخر لذلك لا تقلقي "

تكلم صونيا بحب

" جونز عدني بأنك سوف تعود سريعا ولن تتركني أبدا "

تكلم جونز بنكسار

" أعدكِ "

أنهى جملته وغادر الغرفة بخطوات ثملة ، يشعر أن الدنيا قد اسودت عليه من كل جانب،  وأن خنجراً قد طعن قلبهُ ومزقهُ إلى أشلاء لا تحصى، ولم يعد فيه مكان لم ينزف وأنهُ خسر كل شيء .

.
.
.

كان شان يراقب شريط الفيديو الموضوع في الشارع المطل على منزل جونز يحاول أن يرى إذا كان استنتاجه صحيحا بخروج الطفل عنو وألتقائه بأحد المارة الذي قدم إليه قطعة حلوى .

أعاد الشريط عدّة مرات إلى أن أنتبه إلى الدقيقة الخامسة والأربعون من الساعة الثالثة مساءٍ ، أعادها عدّة مرات ليكتشف أن هناك خمسة عشر دقيقة قد فُقِدت من الشريط التسجيل خاطب داخله

" يحتاج لي فقط الذهاب إلى مركز المدينة حيث يحتفظون بنسخ أخرى للكاميرات االمراقبة، بما يكون تنبئي صحيحا ، واخيرا وجدت طرف خيط برائة صونيا ، اظن أن الدقائق المحذوفة تظهر الشخص الذي قام بذلك   "

رفع يداه للعلى لغرض تمديدها بعدها حرك رأسه للجانبين حتى يفتح التشنج الذي أصابه ما أن انتهى أخذ هاتفه للأتصال بجونز لكن الأخر كان اسبق ، فتح شان الخط بسرعة ثم تكلم ببهجة

" جونز لقد وجدت الدليل الذي سيخرج صو "

لم يكمل حديثهُ حيث قاطعه الأخر بصوت مختنق

" شان أنسى كل شيء لا داع لان تتعب نفسك أكثر أنا ذاهب إلى مركز الشرطة لأضع التهمة لي "

عقد شان حاجبيه من جواب جونز لمدة أقل من عشر ثوان ثم هتف

" جونز إياك وأن تفعل ذلك ! أنتظرني "

لم يتلقى من الآخر سوى أغلاق الخط ،  تحرك شان بسرعة من مقعدهِ وغادر المكان بعجل .

في غضون أقل من نصف ساعة كان يقف أمام مركز الشرطة ، عندما راى جونز تكلم بسرعة كبيرة

" جونز ماذا حدث؟  لماذا تود تسليم نفسك ؟"

نظر جونز نحوه بأبتسامة منكسرة ممزوجة بخيبة عميقة

" لقد أنتهى كل شيء .... هل تعلم أظن السبب ليس في كريستال أو صونيا ، السبب كان أنا منذ البداية لم أكُن الزوج الناجح ولا الأب الصالح "

خاطبه شان بتشجيع

" لا تقل هذا جونز لقد وجدت دليل البرائة، فلا  تهدم ما فعلته وحتى لو كان غير كافيا ، أستطيع إثبات أنه مجرد حادث ولا علاقة لصونيا في الأمر ، أمهلني فقط قليلا  وسوف اخرجها "

نظر جونز إلى الإسفل ثم تكلم بحسرة

" أعتذر شان أنا أود أن أنهي هذا بنفسي  ، أنا أريد أن أتعفن في  السجن ، أريد أن أعقاب على فشلي الذريع ,على كوني آب سيء لم يستطع أنقاذ طفله ... أنا كل يوم أسمع صراخهُ في إذناي ، أرى بكائه وأنكسار بسبب خذلانه له ... "

تلعثم شان ثم قال بأرتباك

" جونز .. أنت لا سبب لك في كل هذا ، لا داع لان تزيد الأمور سوءٍ .. أخبرتك أستطيع أن اعالج المشكلة  ... "

" أعتذر شان الأمر خرج عن السيطرة ، صونيا أعترفت لي بأنها تحبني أنا ولا تريد أي أحد أن يوازيها في حبها .. هل تفهم ما أرمي إليه "

خرجت

" ماذا !! "
من ثغر شان بتلقائية

" شان لدي طلب أخير أن صونيا حاملا في طفلي وأود أن تأخذ الطفل منها  بعد الولادة، وتربيه عوضا عني، فأنا ربما سوف تطول إقامتي في السجن لذلك أعتني به جيدا ولا تجعلهُ يعلم من هم والداه"

أجابه شان بيأس

" ما بك جونز ؟ هل جننت ؟ إذا كان مثل ما تقول قاتلة لماذا تريد أن تسجن مكانها ؟ وتعاقب بدلها "

أبتسم ببهوت قائلا

" شان أنا أود أن اهرب من كل هذا، أريد أن أتعفن فأنا المسؤول عن قتل جو ، فأنا من أحببت قاتلة وأنا من تزوجتها"

حسحس الآخر بغضب

" إذا كان كذلك سوف لن أربي طفل والدته قاتلة "

أجابه جونز بصوت منخفض
"

أنه طفلي كذلك وأنا أطلب منك الإعتناء به، شيء أخر هل يمكنك أن تزور التقرير وتضع الدواء الذي تدمنه صونيا هو الاسبرين وتقوم برشوة الطبيب ؟ سأمهلك ساعتان   "

رفع شان رأسه للأعلى بحزن فهذه أول قضية يخسر فيها هكذا وأمام أعز أصدقائه .

توجه جونز إلى مركز الشرطة حيث  غرفة التحقيق، بعد مضي ثلاث ساعات خلالها زار قبر طفله ثم أردف مخاطبا المحقق

" سيدي لدي بعض الاعترافات أود أن أدلي بها "

" شكرا لتعاونك معنا سيد كيم "

" سيدي قبل يوم من  ..."

نظر إلى الأسفل ثم أكمل بختناق

" من موت جو كان دوائه قد نفذ لذلك قررت شرائه في اليوم التالي ولكن ........ أعمالي .. الكثيرة ..... جعلتني أنسى ... تزامن الأمر ... قبل ثلاثة أيام  .. كنت قد تبضعت علبة حلوى (كارتون حلوى) لأن زوجتي حامل ..وكانت قد أعربت لي عن رغبتها بتناول السكريات لذلك أشتريت الحلوى  ثم خبئتها ...في أحد الأدراج ويبدو أن جو قد علم في مكانه  ثم حدث ما حدث "

تكلم المحقق في صوت حاد
" سيد كيم هل أنت متأكد من أقوالك ؟ فكلامك يدل على إهمال شديد مع تهاون في الأمر وسوف تعاقب بشدة إذا كان ما تقوله صحيحا "

تكلم قاضي التحقيق
" وماذا عن مرض زوجتك ؟ هل أنت واثق بأنها لم تتعمد إيذاء طفلك ؟ "

أجابه جونز بصوت حاول أن يجعله ثابتا ورزينا
" صونيا لا دخل لها فيما حصل الأمر فقط كان سوء فهم وخطأ بسيط .. وحالتها تدهورت نتيجة موت جو  وليس نتيجة مرضها  "

" ماذا عن الدواء الذي تدمنه ؟ "

" لقد أخبرني الطبيب في مامضى أنه أخطاء أعطائكم التقرير الصحيح تستطيعون الإتصال به "

إتصل المحقق الآخر وتأكد من أقواله  أستدار بعد دقائق إلى الأخير بأنفعال ثم قال بسخط
" سيد كيم أنك من صنف الرجال الذين يتزوجون ثم ينسون إبنائهم ، هل وصلت دنائتك إلى أن تنسى ما هو قطعة من جسدك ... أنت تستحق أن تتعفن في السجن لعلك تقدر جوهرة الأبناء "

جونز ما أن سمع كلامهُ الجارح حتى عض شفتيه بقوة، وشعر أن خنجراً قد طعنه في قلبه من هول الألم الذي أجتاح قلبه  ، تمنى أن تنشق الارض وتبتلعه على أن يسمع هذا الكلام

وبينما كان جونز لا يتجاوب معهم في التحقيق جعلهم يتشددون عليه أكثر إلى أن وصل مدة محاكمته إلى ثمان سنوات على إهمالهِ وتسببهِ في موت الطفل  .

في ذلك السجن المنعزل ذات الجدران المعتمة و المهترئة مع شقوق قد ملأت الأرجاء تدل على عتق السجن وردائته .

دخل جونز إلى الحبس ثم تأمل المكان وشدّة ظلمته وعلى الرغم من ظلمة السجن ألا أن قلب جونز كان أكثر ظلمة وأشد سواداً حيث الحزن الذي كان  يكبته خلال هذه الفترة القصيرة ليس هينناً .

جونز توجه إلى أحد زوايا السجن ثم جثى على الأرض خائر القوى واضعا يداه على رأسه شعر في تلك اللحظة أنه لم يعد يستطيع التحمل أكثر حيث قد أنفجر من الكبت الذي كان يحمله في داخله ، دخلة في نوبة بكاء عارمة ثم بدأ يجر شعر رأسه ويصرخ في هضيمٍ شديد ، بعدها بدأ يعض أنامله حسرة ، حيث بدأ يسمع صراخ طفله وصورته التي بدأت تجول عقله .

__________T____T__________

بعد ثمان سنين مضت، فتحت تلك الزنزانة المنعزلة وترسب نور الشمس لها ، خرج منها رجل كث الشعر قد ماتت روحهُ من زمن .

خرج من سجنهِ بملامح باردة جامدة ينظر إلى الفراغ مثل فراغ قلبه .

أخذ سيارة أجرى أقلته إلى احد المنازل .

طرق الباب بغير هدى ،فُتِح الباب لهُ بعد مدة،
سقطت عيناه على فاتح الباب، وجدهُ طفل صغير في  الخامسة، ضعيف البنية، أبيض البشرة ،بني الشعر .

خاطب جونز ذاتهُ
" شاحب كوالدته ،نحيف كخاصتها "

الطفل لم يستغرب من الزائر على الرغم من لحيتهُ الكثة وشعرهُ الكثيف وبشرتهِ التي ازدادت سماراً ، لم يخف او يرتعد بل بقية ينظر له مدة من الزمن ثم خاطبه ببرائة

" انتظر هنا ياعم دقائق وأتي بوالدي "

ما أن أستدار للمضي مسكهُ جونز احتضنهُ ثم حملهُ وقبل رأسه، بعدها وجنتيه ثم دلفى إلى داخل المنزل  حيث غرفة الجلوس .

كان شان في غرفة يقف أمام المراة تكلم بصوت مرتفع
" من القادم بن "

لم يأتيه جوابا لذلك اضطر إلى الخروج ليستطلع الامر .

كان بن ينظر إلى وجه حاملهِ يتأملهُ ولم ينتبه إلى نداء والده .

شان ما أن شاهد جونز حتى تفاجأ ثم ابتسم بفرح
" جونز لما لم تخبرني انك سوف تخرج اليوم ؟ لكنت قد جاءت لأستقبالك من المركز "

اجابهُ دون اكتراث
" لم أشاء أن اقلقك "

الأخر بمرح
" كذلك ماهذهِ الهيئة المرعبة ! انهض و اغتسل قبل أن تخيف الطفل "

" هذا ما جاءت لأجله هل لديك مكينة حلاقة؟ "
قال هذا وهو يعطيه الصغير

بعد مرور خمس وأربعين دقيقة خرج من الحمام حليق الذقن والرأس .

توجه نحو غرفة الطعام حيث قد جهز شان المائدة

تكلم جونز وهو يحمل الصغير ويضعهُ في احضانه
" لقد سمعت أنك كنت مسافرا "

اجابهُ الأخر بصوت قد مس فيه بعض الحزن
" نعم بعد أن دخلت السجن لم احتمل البقاء اكثر، لذلك سافرت إلى امريكا ولم اعد ألا بعد أن كبر بن واستحق دخول المدرسة لهذا عدت لغرض تسجيله في المدرسة "

" كم أصبح الان عمره ؟ "

" سبع سنين "

تحمم الأخر بتفهم ، في هذه الاثناء غادر بن حضن جونز وانطلق نحو غرفة اللعب .

عاود جونز إلى الحديثه
" هل يعلم الحقيقية ؟ "

تكلم شان وهو ينظر إلى الاتجاه البعيد
" كلا هو يعتقد أنني والده الحقيقي وأن أمه قد ماتت عند ولادته "

هز جونز راسه بتفهم .

بعد الانتهاء من تناول الطعام، ارتدى جونز سترته ثم أردف
" شان اشكرك على الضيافة انا الان ذاهب "

" لماذا العجل ! بأمكانك البقاء مدّة اطول "

اجابهُ جونز بهدوء
" اعتذر ولكنني اود الذهاب إلى ... "

تغيرت ملامح شان إلى ضجرة ثم قاطعهُ بصرامة
"

لا تقل أنك ذاهب لرؤية قاتلة أبنك "

تنهد جونز ثم اجابهُ ببرود
" وداعا "

غادر قبل أن يسمع صراخ شان لهُ .

.
.
.
.

ذهب جونز إلى مصحة التي اودع فيها صونيا ،
يريد أن يلقي عليها نظرة

وصل إلى حديقة المصحة ثم شاهد من بعيد شخص يحيط به الاطفال من كل جانب وبيده حزمة من الزهور يوزعها على الصغار بينما زقزقات الاطفال تعالت هنا وهناك .

استدار قليلُا حتى تبينت قليل من ملامح الشخص وجدها صونيا تقهقه مع ضحكات الصغار .

نظر إليها بعمق ثم خاطبها ذهنياً
" إذا كنتِ تحبين الصغار هكذا ! إذن لماذا ؟ لماذا جو ؟ ... صونيا اجيبيني ماذا فعل لكِ؟
لماذا قمتي بقتله ؟ لماذا لم تقتليني عوض عنه؟"

انهى عتابه البصري وأكمل طريقهُ إلى الداخل حيث الطبيب الذي وضع للأشراف على سيهون .

ما أن التقى به حتى أردف ببهجة
" سيد كيم يسعدني أن أهنّك بأن زوجتك قد امتثلت إلى الشفاء منذ سنتين ولكنها اصرت على بقاء في المصحة ... لقد كانت مصرة على أمل أنك سوف تأتي لأخذها على الرغم من أن البعض كان يائسا من عودك لها.

همم الأخر لهُ فقط

ليكمل الطبيب حديثه

" أن صونيا في أول سنة لها إزدادت حالتها سوءً، وفي السنة الثانية بدأت تعطي استجابة بسيطة إلى أن شفيت تماماً في سنتها السادسة، وفي الحقيقة  أخر شيء تتذكره هو وفاة ابنكما وأنك وعدتها بالعودة هذا كل ما تتذكره تقريباً، حتى أنها لا تعلم أنها ولدت طفلًا و أن قريبك قد جاء وأخذ الطفل منها بحجة أنها كانت في حالة صحية متدهورة جدا وتم التوقيع على أن يكفلها وأن تكون  ولادتها سرا لا  تعلم به "

هز الأخر رأسه

بعدها اكمل الطبيب حديثه
" إذا اردت أن تخرجها فقط عليك التوقيع على بعض الاوراق تأخذها من الطبيب الذي في الغرفة المجاورة "

أجابهُ بعد مدة
" حسنا "

ثم ترك الطبيب واستدار للعودة هو لم يشاء أن يلتقي بصونيا ويعيد لهُ الذكريات القديمة لذلك قرر المغادرة بهدوء دون أن تعلم الأخرى بقدومه .

بعد أن خطى بضعة خطوات سمع نداء احدهم من الخلف كانت فتاة ترتدي زي الممرضات .

قالت بلهاث
" سيد كيم لدي كلام هام اتمنى أن تسمعهُ إلى النهاية دون مقاطعة "

هز رأسه بتفهم

اكملت حديثها
" حسنا هلُم لنذهب إلى مكان انسب، فما سأقولهُ هام جدا "

اصطحبته إلى احدى الغرف ثم اغلقت الباب، بعدها جلست أمامه في الكرسي المقابل

أخذت تنهدية عميقة ثم أردفت
" اتمنى قبل أن ابدأ، أن تقدر اسبابي "

همم الأخر فقط .

أكملت حديثها بتردد
" سيد كيم اود اخبارك .. أن صونيا كانت مجرد ضحية لما حدث لطفلك فهي لم تكن السبب في مقتله بل شخص أخر ... "

رفع جونز حاجبه بينما هي زفرت الهواء ثم أكملت
" شخص خطط لليقاع بصونيا وجعلها تبدو هي من قامت بقتل جو ولكن الحقيقة شخص أخر ... بعد أن دخلت صونيا المشفى وظهرت عليها علامات الهلوسة كُنت قد وضعت للعناية في الردهة المجاورة "

ارتبكت ثم قالت بتخبط
" قبل أخر زيارة لك، الفاعل لقد جاء لزيارة صونيا واخبرها بأنك لا تحبها وأنك فقط تزوجتها لغرض خدمة طفله .. وبما أن حالة صونيا الصحية لم تكن جيدة فقد صدقت الامر وشعرت بالغيرة من طفلك، وبهذا عندما قدمت لزيارتها اعترفت لك ولكن الحقيقة غير ذلك فبعد أن هدأت قليلًا عادت إلى النحيب على طفلك... لذلك انا فقط اخابرك بأن تعطيها فرصة أخرى "

قلص جونز عيناه ثم هتف
" كيف علمتي بكل هذا ؟ "

" الفاعل لقد اخبرني بعد أن تفاجأ بردّت فعلك، هو لم يُكن يتوقع أنك ستأخذ الاتهام عنها ،لذلك جاء واعترف لي "

نظر إلى الفراغ ثم قال ببرود
" لماذا تخبريني الان بهذا كُله ؟ "

تلعثمت ثم اجابت
" ربما لا تصدق ولكنني شعرت بتأنيب الضمير، حاولت الذهاب إلى المحامي الذي وكلتهُ ولكنني فوجئت بكونه مسافرا وانقطعت جميع اخباره، لم تأتيني الشجاعة للذهاب إلى مركز الشرطة خشيت أن يحققوا في أمر الفاعل، اردت أن تخرج دون الحاجة إلى معرفته "

بعدها بدأت بالبكاء قائلة
" الفاعل شخص قريب مني لم امتلك الشجاعة للعتراف عليه، لا انكر تصرفه كان بشعاً عندما قتل طفل صغيرا .. "

اجهشت بالبكاء ثم اكملت
" فكرت حينها أن عدالة السماء سوف تأخذ حقها إلى صغير وفعلا بعد انقضاء عشرة ايام مات، حينها قلت بما أن الفاعل مات ونال جزائه لما علي أن اشوه سمعته لذلك التزمت الصمت ولكن بقي ضميري يؤنبني كثيرا في السنوات التي مضيتها في سجن
لذلك قررت أن اصارحك في الحقيقة في أول لقاء معك ...انا اعلم انني اخطأءت بكتمان الحقيقة لكن اتمنى أن تتفهم موقفي "

نظر إليها ثم قال
" هل الشخص نعرفهُ انا أو صونيا ؟ هل هو قريب مني ؟ "

أومت بالموافقة بعدها غادرت وهي تكتم شهقاتها .

بقي جونز ينظر يمينا وشمالا يحاول أن يستوعب ماقيل لهُ ، فقد أصبح في موضع شك مريب من هذا الشخص المجهول الذي قتل جو ، ثم خاطب ذاته
هل تقول الحقيقة ام لا ؟؟

بعد خمسة عشر دقيقة من السكون

شجع نفسه ، توجه إلى حيث مكان استمارة صونيا وقع عليها ثم خرج من المبنى إلى حيث الحديقة

سار نحو الشخص الذي اجتمعت حوله الاطفال ثم سمع حديثهم

كان احد الاطفال قد وجه حديثه إلى صونيا
" هل لا تزالين تنتظرين ذلك الشخص ؟"

اجابته صونيا بأبتسامة شوق
" نعم لدي امل كبير في عودته "

تكلم الطفل الأخر
" اذا جاء ماذا ستفعلين لهُ ؟"

ظلال وردية اعتلت وجه صونيا ثم قالت بستحياء
" سأخبره انني افتقدك "
أكملت حديثها ثم نهضت

ما أن استقامت حتى يد أمتدت من الخلف احتضنتها من الوراء ، شهقة صدرت من ثغره صونيا بتلقائية مع اضطراب في دقات قلبه

لا تعلم هل تحققت أمنيتها بسرعة ؟ برجوع من ذابت شوقاً لرؤيته ،من احترق لهيب قلبها لفراقه، حبيبها ولون حياتها .

تلئلئت عينا صونيا بشوق وحنين عندما لاحظت جونز وهو يحاصرها بذراعيه

ابتسمت بأتساع، ثم استدارت بسرعة وحوطت عنق الأخر
قائلةٌ بلهفة
" جونز اشتقت إليك كثيرا "

قالت هذا وهي تضم وجهها في نحر الأخر تشتم عبير رائحته

بعدها اكملت
" خشيت ألا تأتي حتى كدت افقد الامل بعودتك، سمعت كلاما لاذعا بعدم رجوعك لاحظت نظراتهم التي تشع شرا وحقدا ، سمعت ... "

ثم اكملت بحزن شديد
" اتهاماتهم الموجهة نحوي ونعتهم بكونني قاتلة مع ذلك كان لدي امل بأن تعود بجانبي "

لم يبدي الأخر سوى البرود، بقيا برهة من زمن على وضعهم قبل أن يتكلم جونز بنبرة تخلوا من التعابير حيث جردت من المشاعر

" اظننا اطلنا البقاء هنا ، هلمي لنعود إلى المنزل "

التمعت اعين صونيا عندما سمعت كلمة منزل فهي قد أشتاقت إلى منزلها كثيرا حتى أنها قد نسيت بعض تقاسيم تفصاله .

شدت على يد الأخر وسارت ببهجة ثم أستدارت إلى الاطفال وانحنت قائلةٌ بصوت فرح
" اصدقائي اظن موعد ذهابي قد حان ، اشكركم على الوقت الذي قضيناه معا "

صفق الصغار لها ثم هتفوا
"  اتمنى أن تزورينا ثانية "

صعدوا السيارة ، حتى، بادرت صونيا  بالحديث
" جونز متى عدت؟ لماذا لم تعبث لي برسالة طوال هذه المدة ؟ انت زوج سيء "
قالتها بعبوس طفيف

ثم اكملت حديثها بتفائل وهي تخذ يد جونز
" لكنني سأسامحك لأنك قد عدت، لذلك عليك أن تعدني بعدم الذهاب ثانية ؟ "

كان جونز منتبه في طريقه، ملتزم الصمت كأنه في فراغ صامت ، إلى أن وصلوا إلى وجهتهم .

ننظرت صونيا إلى المنزل ثم اردفت بضحكة وقد اعتلى وجهها الحياء
" اشعر انني ادخل المنزل لأول مرة، لقد نسيت هيئته "
انهت حديثها بقهقه خفيفة.

بينما الأخر سحب يديها للداخل إلى حيث غرفتهم
ثم شد جونز في عناق صونيا بعدها تكلم قرب إذنها هامسا " اخبرني صونيا هل اشتقتي لي كما أنا فعلت؟ "

ثم خاطبها في قلبه
" اشتقت إلى أن التقي بكِ كل يوم، افكر بالوسيلة التي تجعلكِ تعاني "

رفعت صونيا رأسها ونظرت بطرف عينيها وأردفت
" احمق اليس واضحا منذ أن التقيت بك وانا اتغزل بك بينما انت فقط ... "

اطبق شفاه جونز على جبهة صونيا قائلًا
بنبرة فارغة
" لندع الحديث جانبا عزيزتي "
هو لم يشاء أن يظهر انتقامه من أول يوم ،

أومت صونيا بخجل وهي تنظر إلى الإسفل .

.
.

في المساء

تقربت صونيا نحو جونز ثم تكلمت بصوت منخفض.

" جونز ... لدي طلب ؟ "

همم الأخر لتكمل

تكلمت وهي تنظر في عيني جونز
" اود أن الّد لك طفلا يعوضك عن الذي خسرته "

تغيرت ملامح جونز مائة وثمانون درجة إلى غاضبة حاقدة
" صونيا انا لا اريد أي اولاد ، انا احبكِ انتِ فقط لذلك من الافضل أن تنسي الموضوع "
انهى حديثه بنبرة غريبة .

دُهِشت صونيا من ردّت فعله ثم أردفت بصوت متقطع
" جونز ماذا جرى لك ؟ انا احب أن الد لك طفلًا يعوضك عن الصبي الذي فقدته "

" صونيا انتِ تكفيني وانا لا اريد شيء يعوضني عما نقصتهُ "

بدأت بعض الدموع تتجمع في مقلتيها ثم قالت
" جونز ارجوك لا تفعل ذلك ؟ دعنا ننجب ولد يعوضك عن جو "

هنا صرخ جونز في وجه صونيا
" لا أحد يعوضني عن جو لا انتِ ولا عشرة منكِ.. لا أحد يستطيع أن يأخذ مكانه لذلك انسي أمر الاطفال نهائيا ولا تجعليني اغضب "

بدأت صونيا بالبكاء ثم قالت بشهقات
" جون انا احب الاطفال لذلك لا تحرمني من أن الد لك واحداً "

احتضن جونز صونيا الذي بدات تبكي بصمت ، ثم همس في أذنها
" صونيا انا اريدك انتِ فقط "

أزدرأت صونيا ريقها ثم تكلمت ببحة
" ماذا عن الوعد التي قلتها بأننا سوف نملأ المنزل بعصافيرنا المستقبلية وسنبني الروض الخاص بنا "

خزجها جونز بنظرات مؤنبة صارمة جعلت صونيا تشل للحظات وتكبت حزنها مع أبتلاع ريقها بخوف .

.
.

كانت صونيا تعد ابريق الشاي في المطبخ عندما دخل عليها جونز ثم أردف
" صونيا غيري ثيابك اود اصطحابكِ معي "

تهلل وجه صونيا، ربما تحسن جونز في معاملته معها.

سار مسافة عشر دقائق على الاقدام إلى منزل ابيض اللون ، طرق جونغ الباب ثم دلف بعده الاخر .

استقبله شان ببشاشة لكنه ملامحه لم تدم طويلا حيث تغيرت عندما لاحظ دخول صونيا

جلس جونز وصونيا على الاريكة بينما بلل الواقف شفتيه ينتظر تعليلا من الأخر الذي كان ملتزم الصمت

تكلمت صونيا مخاطبةٌ شان
" مرحبا .. الست انت ... تذكرتك انت المحامي بارك "

اجابه الأخر بمضض
" نعم انا هو، من الجيد أنكِ تذكرتني بعد كل هذه السنين "

اعتلت كتلة وردية وجه صونيا ثم قالت
" نعم على الرغم أن ذاكرتي مشوشة وكثير من الامور قد نسيتها "

قدم بن نحوه شان الذي حملهُ وقبلهُ بعدها اعاد أنزالهُ إلى الارض ، ركض نحو جونز الذي حمله هو الأخر وقبله

ابتسامة واسعة زينت فم صونيا وهي تلاحظ جونز يحمل الصغير ويلاعبه خلال فترة ذهاب شان لتحضير القهوة، حيث تفجرت بداخلها مشاعر الامومة تمنت لو تستطيع أن ترزق بواحد حتى تعوض جونز عن جو .

تقربت صونيا قليلًا لتكون اقرب إلى الصغير ارادت أن تلمسه ،قربت اصبعها وقبل أن يحدث التلامس ، حتى استقام جونز من مكانه وحمل الطفل وتوجه نحو المطبخ حيث شان تارك الأخرى تنظر إليهم من بعيد .

جونز نظر من بعيد إلى حيث صونيا ليتأكد أنها سوف لن تسمع حديثهم .

بدأ شان بالحديث
" جونز هلا تشرح لي مايحدث معك ؟ لماذا قمت بأرجاعها ؟ "

أجابه الأخر بخفوت
" نعم ولهذا السبب انا جاءت لك لأخبرك بما سمعت، في اليوم الذي غادرت منزلك ،ذهبت إلى المصحة التي نقلت إليها صونيا وهناك صادفت أحدى الممرضات واخبرتني بكلام غريب سوف اسرد عليك وانت اخبرني ماذا اصنع "
قال هذا بعد أن انزل الصغير

بدأ يسرد عليه ما أخبرته الممرضة عليه من تبرئت صونيا، بينما بقي الأخر، ينصت له.

عندما انتهى اردف
" الان افتيني ماذا اصنع ؟ "

خاطبه شان بحيرة بعد أن اخذ نفس عميق
" امم يبدو كلامخطيرا،  ولكن علينا أن نتاكد أولًا "

برهة صمت قليلة ثم هتف
" جونز لو انك جعلتنا نتحقق في امر الشريط المراقبة ؟ ربما يظهر الشخص الذي تسلل إلى المنزل وقام بعطاء جو "

تأفأف جونز ثم أجاب
" لا اعلم، وقتها  خفت أن تظهر صونيا في الشريط لذلك اطمئنيت لأنهُ حذف فأنا لم امتلك الشجاعة إذا كانت صونيا هو من تجرئت على قتل ابني عندها ربما كنت ساقتل نفسي في اللحظة "

زمجر شان بضجر
" كل هذا حدث بسبب عدم سماعك لأوامري ؟"

اجابه الاخر ببرود
" انا مازلت في حالة شك في الامر .. في بادئ الأمر ارجعت صونيا لأعذبها على مافعلته حتى انتقم ولكن الان انا في شكوك ربما سامضي على ما عزمت عليه فانا اعدت صونيا لإعاقبها لست مهتما ان كان كلام الممرضة صحيحا ام لا "

ثم اكمل في بطئ شديد
" سوف لن اجعل موت جو يذهب هبائا حتى لو لم تكن لدى صونيا يد في موته إلا انني ساعتبرها مذنبة كونها لم تحافظ عليه جيدا ، لماذا لم تنتبه له ؟ كان عليه ان تكون اكثر حرصا ؟ هي السبب في جعل شخص يتجرئ على قتله "

تعجب شان من جوابه .

بعد أن ابطئ عليه جونز نهضت صونيا من مكانها تبحث في الغرف عن غرفة الصغير، تريد مشاهدته عن قرب تتخيل كيف ستحمله وتحتظنه .

عندما وصلت إليه تنهدت بفرح وقبل أن تتخطى عتبة باب الغرفة، جاءها صوت جونز من الخلف بصرامة

" صونيا هلمِ معنا لأرتشاف القهوة "

همهمت برضوخ  ليكمل الأخر

" دعنا نعد إلى غرفة الجلوس "

ازدرأت صونيا ريقها وهي تناظر الصغير من بعيد تحاول أن تمسك اعصابها .

عاد الاثنان إلى الاريكة، حتى تكلم شان
" حقا صونيا كيف حالك ؟ لماذا اراكِ ملتزمة الصمت؟  "

اجابته بأرتباك بعد أن اخذت نظرة على جونز كأنها تاخذ الأذن
" بخير، لقد فكرت انكم لم تلتقيا منذ زمن طويل فقلت أن افسح المجال لكما "

همم الاخر بتفهم

اخذت صونيا نفس عميق ثم خاطبت شان
" حقا بن والدته اين هي؟ لماذا لا أر... "

أجابها جونز بصوت مرتفع نسبيا
" والدته ماتت منذ زمن، هل ارتحتي الان يا سيدة صونيا "
انهى حديثه ببرود

ارتجفت صونيا من جوابه ثم تكلمت بتخبط وهي تستدير إلى شان
" اعتذر لم اقصد أن اذكرك "

تعجب شان من ردت فعل جونز ثم اجابها وهو فاتح عيناه على جونز
" لا بأس.. شكر "

تكلم جونز ببرود لتغيير مجرى الحديث وهو يعاين الفراغ
" شان أخبرنا عن رحلتك إلى امريكا؟  لقد سمعت أنك سافرت إليها لمدة ستة سنوات "

اجابهُ شان وهو على نفس نظرات الاستغراب
" نعم نعم امريكا جميلة ولكن لا يوجد ماهو اجمل من الوطن، هناك فقط سوف تحس بالغربة "

لم ينتبه جونز إلى أجابته ، فقط كان يشاهد صونيا التي كانت تنظر من بعيد إلى بن الذي كان يلعب .

بن عندما اصبح على بعد متران نهضت صونيا من مكانها بابتسامة ملئت ثغرها ، توجهت نحو صغير لكي تحتضنه لكن ما أن انحنت نحو الصغير حتى جاءها صوت جونز من الخلف .

" صونيا اذهبي واحضري لي قدح ماء "

فزعت صونيا من صرخت جونز ثم استقامت وتوجهت نحو المطبخ ، ما أن دخلت حتى انحنت على الارض و وضعت يدها على فمها لتقلل من حدت شهقاتها تخفف من بكائها، خاطبت ذاتها بصوت مسموع
" جونز لم يعد يحبني لانني لم اكن ام جيدا ؟ لم تستطع أن تحافظ على طفلها "

وبينما هي تمسح دموعها بيداها ، يد صغيرة حُطت على وجنتيها تحاول مسح دموعها ، فتحت عيناها لتشاهد الطفل بن امامها ثم تكلم ببرائة

" لا تبكي ارجوك انا احبكِ"
اجابها الطفل مواسيا

لتزيد صونيا من عناق بن ثم خاطبته
" انا احبك بن "

كان جونز يقف في باب المطبخ عندما لاحظ عناق الاثنين ليردف
" صونيا اظن أن وقت زيارتنا انتهى لنعد "
انهى كلامه متوجها إلى باب الخروج .

.
.
.
.
.

في أحد الايام كانت صونيا كالعادة وحدها في المنزل عندما دخل عليها بن ، دُهِشت صونيا من قدومه ثم تكلمت
" من احضرك إلى هنا ياصغيري ؟"

اجابه بفرح " لقد اخبرت ابي أن يصطحبني إليكِ ولكن ابي رفض، لذلك قررت المجيء بمفردي حيث تبعت العم جونز إلى منزله ثم انتظرت خروجه وأتيت " انهى حديثه بقهقة نصر

ارتعدت صونيا من كلامه ثم قالت بخوف
" من الافضل أن اعيدك إلى منزلك اخشى أن يأتي جونز ويراك معي ثم يتهمني باختطافك "

بيد أن الصغير لم يسمع كلامها  وتوجه راكضا نحو غرفة جو ..

تكلم بتعجب " واو .. لديكم العاب "
ثم انتبه  إلى صورة جو المعلقة

هتف وهو يشير بسبابته
" من هذا ؟ "

تكلمت صونيا بحشرجة " ارجوك اخرج أيها الصغير؟ هذه الغرفة لا يسمح لي بدخولها ... اخشى أن يعود جونز ويرانا ثم يغضب ويعاقبني "

" امم.. هل ذهب بعيدا ولم يعود ؟ "
قالها بنبرة حزينة

عندما رفض الصغير الخروج ، جثت على الارض باكيا عندما تذكرت ايامها مع جو

ثم خاطبت نفسها بحسرة
" لو انني كنت حذرة .. لو انني انتبهت عليك اكثر لكنت الان بأحضاني، لكان جونز سعيدا ، اتمنى لو استطيع أن ارزق بطفل ينسي جونز الحزن الذي لديه "

ثم نظرت إلى الصغير بعيون دامعة
" ارجوك بن ادعو لي بان ارزق بطفل يفرح جونز؟ انت مازلت صغير وقلبك نقي، ربما الله يتقبل دعوتك اكثر مني  "

تقرب بن نحو صونيا واحتضنها قائلًا
"

حسنا يمكنكِ أن تكوني امي فانا امي ماتت منذ ولادتي، واستطيع ان اناديك امي "

قبلتهُ صونيا من جبهته بهدوء ثم أردفت
" انا احبك بن واتمنى أن اصبح والدتك "

بعدها مسكت وجنة الصغير ثم قالت
" بن لندعو معا على أن أرزق بطفل يكون أخ لك "

فرح بن ورفع يده مع صونيا ثم دعوا بنفس الوقت على أن ترزق بطفل ، عندما انتهوا من دعائهم فتحت صونيا عيناها ليشاهد جونز قد عاد ،
رجفة سارت في جسدها .

كان جونز أن يمسح الارض بصونيا لولا وجود بن حيث امتص غضبه ثم أردف بصرامة
" بن ماذا تفعل هنا؟ هل يعلم والدك بقدومك إلى هنا؟ "

كان الصغير في حالة صدمة لذلك تكلم بأرتباك
" نـ.عم "

توجه نحوه وحمله بسرعة ثم خرجوا من الغرفة واحكم اغلاقها من الخارج بينما كان ينظر إلى صونيا بتوعد ..

اوصل جونز بن إلى منزله ليجد أن شان مُنهك بعمله ولم يكن منتبها على غياب الطفل .

خاطب جونز بسخط
" كيف لم تنتبه على الصغير ؟ هل تعلم أين وجدته؟ عند صونيا "

توقع غضب الأخر ولكن شان اجابه بهدوء
" هذا طبيعي أن يتعلق الطفل بصونيا، فهي أمه ،ولا اظن يوجد شيء اقوى من غريزة الامومة حتى لو لم تعلم صونيا بكونه طفلها، فهي سوف تتعلق ببن كذلك الاخر ، نحن لا يمكنا ان نغير أمر الطبيعة، لذلك لا تفعل "

صفق جونز لهُ بسخرية ثم ضحك عاليا بعدها أردف
" احتفظ بفلسفتك لنفسك اما انا فالنار بداخلي لم تنطفئ بعد "

.
.
.
.

مر شهران على امر هذه الحادثة، عندما قدم كل من شان وبن الى منزل جونز .

بعد ألانتهاء من تناول الغذاء كانت صونيا في المطبخ تغسل الصحون عندما قدم بن إليها فرحا انحنت  نحوه ثم قبلت ارنبة انفه بعدها هتفت
بسعادة " بن انا حامل وقريبا سوف الد لك اخ صغير واود ان تعتني به جيدا "

قال بن ببشاشة " اخ سوف ياتي لي "

صونيا " نعم ولكن لا تخبر احد "

" حتى ابي "

هممت صونيا ثم اجابه
" لا اعلم ربما يخبر جون ... "

لم تكمل كلامها حيث انتبهت ان جونز يقف في باب المطبخ ينصت لهم .

جفلت صونيا ثم اجابت برجفة
" لندعو ان يأتي في السلامة "

احتضنت الصغير وحملته بسرعة وتوجهت إلى حيث شان لتتجنب نظرات جونز الغاضبة لها .

.
.
.

في المساء غادر شان وصغيرهُ الى منزلهم ، بينما كانت صونيا طوال الوقت تدعو أن يمر اليوم على خير وان الا تحدث مشاجرة .

قبل أن تدخل صونيا الى غرفتهم تكلم جونز الذي كان جالساً في الفسحة  (الصالة )

" صونيا ساقول الكلام مرة واحدة واتمنى الا تجعليني أكرره عليكِ كثيرا "

ازدرءت  ريقها و أومت بالموافقة ليكمل الاخر حديثه وهو ينظر ببرود نحوها

" صونيا اريدكِ ان تجهضي الطفل انا لا اريده ان يأتي الى هذه الحياة "

شهقت صونيا من طلبه وتوسعت بؤبؤتيها ثم حركت رأسها الى الجانبين بنفي ودموعهُا بدات تتكون منذرة بالنزول ..، بعدها تكلمت بصعوبة

" سوف لن اقتل ابننا ابدا "

نهض جونز من مكانه ، لتهرول صونيا نحو غرفتها ثم تقفل الباب على نفسها ، بينما أنفاسها بدات تعلو وتهبط من الفزع

مسكت ناحية بطنها ثم اردفت بحشرجة
" لا تقلق ياصغيري سوف احميك جيدا "

.
.

في صباح اليوم التالي
استيقظت صونيا على طرقات الباب الغرفة بعنف ، رجفة سارت في جسدها مع كل طرقة يطرقها جونز ثم خاطبها من خلف الباب

" اذا لم تنزل الولد فعلم انني سوف لن اعتبره طفلي ولن ارعاه او حتى اطيق النظر إليه فانا لا اريده ، افهم هذا الامر "

انهى كلامه وغادر الى عمله ، بينما بقيت صونيا قابعة في غرفتها خائفة على صغيرهم .

.
.
.

استمرت صونيا بتجنب جونز والاختباء منه كلما تواجد في المنزل يقفل على نفسه في الغرفة مدة اشهر .

كانت صونيا في غرفة الجلوس تقلب البوم الصور جو فقد استطاعت اخذها خلسة ، عندما ذهب جونز الى عمله وبدات تقلب الصور تحدثها كأن صاحب الصور حي يسمع

" جو سوف الد اخ لك .. سيكون اخاك الاصغر عليك الاعتناء به جيدا وعدم المشاجرة معه "

اخذت نفس عميق ثم اكملت بحسرة
" اتمنى لو كنت بجانبي الان حتى تعينني على رعايته وتقوم بعطائه اسما، حتى عندما يكبر ستخبره انك انت من قام بتسميته "

بقيت تخاطب الصور مدة من الزمن ولم تنتبه على الوقت الى ان دلف جونز المنزل ، عندما رأى الاخيرى تحمل البوم صور طفله ، جن جنونه توجه نحوها  لااراديا واختطف الدفتر الصور ورماه على المنضدة .

صعقت صونيا عندما لاحظت جونز امامها، وقبل أن تنطق بحرف يدٌ طوقت رقبتها بقوة

ثم صرخ بغضب عارم " الم انهكِ على عدم الاقتراب من غرفة جو او لمس اي غرض يخصه،  لماذا تعارضين اوامري ؟"

حاولت صونيا ان تقاوم وان تبعد يد جونز ثم قالت بصعوبة " جو..نز ..اارجوك .. اعتذر "

بعدها تحولت نظرات جونز من اعين صونيا الدامعة الى بطنها المنتفخة

ابتسم بجانبية واردف بصوت اجش
" سوف اجعلكِ الان تُسقطين الطفل وننهي هذا الامر "

ارتعشت صونيا بشدة ودموعهُا زادت وحاولت أن تبعد يد جونز التي بدات تشد على رقبتها اكثر ، ولكن دون فائدة .

ابعد جونز يده اخير ثم مسك ذراع صونيا بقوة بعدها خاطبها بحدة
" دعني اخذكِ الى اعلى السلم واسقطكِ منه ربما ننجح في اجهاضه "

ارتعدت صونيا كثيرا وحاولت عبثاً ان تقاوم يد جونز التي تسحبها الى حيث السلام وبدات تصرخ ببكاء حاد يائس .

" ارجوك جونز لا تفعل ذلك معي .. انه طفلك قبل كل شيء .. لماذا تريد قتل أب.. "

لم تكمل جملتها حتى صرخ جونز عليها
" انه ليس أبني ابدا انه طفلك وحدك ، ابني جو فقط لا غير افهمي هذا جيدا "

وسعت صونيا عيناها وهي تلاحظ نظرات المقت تشع من عين الاخر ففتحت فمها داهشاً

ثم صرخت  بتوسل
" ارجوك جونز لا تفعل هذا بي انا لا ذنب لي في .. "

لم تنهي حديثها حيث صرخ جونز بحقد
" ساجعلكِ اليوم تتمنين طلب الغفران على فعلتكِ البشعة هل تظنين ان جو سيسامحكِ "

اجابت بنكسار و حسرة
" اعتذر لانني لم انتبه الى جو عندما احضر الحلوى ولم اخذها منه، اعتذر لانني كنت أم سيئة .. جو ارجوك سامحني .. اعلم انني كنت مقصرة معك.."

انهت حديثها بخنقة تشعر انها تريد أن تتقيء

وقبل أن تصعد صونيا اول درجة وهي لا تزال تسحب يدها ولا تنفك عن  البكاء مع ترجياتها العالية ، دخل شان المنزل لزيارة صديقه ، عندما سمع بكاء صونيا ركض نحو المصدر ثم اسرع في ابعاد يد جونز من ذراعها

صارخا " جونز هل جننت دع صونيا وشأنها "

بعد أن فتح النزاع ، امر الاخيرة بالذهاب الى غرفتها ثم استدار الى جونز و قال بصوت معاتب
" ماذا جرى لك "

اجابه الاخر ببرود وهو يناظر الفراغ
" اصمت شان لا دخل لك في مايحدث بيننا "

" ان ما تفعله خطأ ياصاح ، لماذا تستمر في القاء اللوم عليها ، الم تخبرك الممرضة بانها بريئة اذن لماذا الاصرار على جعلها قاتلة طفلك "

نظر جونز اليه بنظرات غريبة ثم اردف ببرود قاتل
" لقد اخبرتك لا يهمني ان كان كلامها صحيح ام لا ، فهذا لا يعني ليس لديها مسؤولية في قتل جو لماذا لم تكن اكثر حرصاً "

اجابة شان بصرامة
" اذن ساخذ صونيا الى منزلي الى ان تلد وانت من الافضل ان تراجع نفسك "

زفر جونز الهواء بيأس ثم قال
" افعل ما تشاء لست مهتما فانا سوف لن اعتبره ابني "

.
.

كانت صونيا على سريرها دافنة رأسها تبكي بصمت الى ركض بن نحوها بخوف بعدها قال
" لماذا ذلك عم شرير يحاول ضربكِ "

استقامت صونيا بسرعة ومسحت دموعها ، ثم حتضنته برقة و قربته نحو صدرهُا اكثر عله تخفف من رجفته ،بعدها تكلمت ببحة مع ابتسامة شاحبة
" كلا يا صغيري هو ليس شرير ابدا هو شخص رائع ولطيف "

تكلم الطفل بخوف
" لماذا رايته يحاول أيقا.. "

لم يكمل الصغير عبارته حيث قطعت صونيا حديثه بحنان وهي تقرب راسه اكثر الى صدرها
" انت تتخيل فقط هو مسكني حتى لا اسقط "

تكلم بن بصعوبة ،غير مصدق كلام الاخرى
" اذن لماذا كان صوته مرتفعاً نحوك "

اجابته صونيا بصعوبة
" هو فقط حزين جدا لان ابنه تركه وحيدا لذلك كان غاضبا لانه لا يملك طفل جميل مثلك "

ابتسم بن ببهوت .

.
.
.
.

صونيا استطاعت أخيرا ان تلد الطفل وكان شان وبن بجانبها في المشفى ، شعرت من اعماقها بالحزن تمنت لو ان جونز كان معها في هذه اليوم .

قدمت الممرضة تحمل صغير صونيا ثم وضعته بين يديها ، حملته برفق  ثم جاءها بصيص امل ربما عندما يرى جونز الطفل سوف ينسى حزنه وألمه، هي تعلم أن زوجها الى الان لم يتجاوز خبر موت جو ، كان لديها ايمان بان هذا الطفل عندما يراه يخفف عنه قليلا .

.
.
.

جونز بعد أن ولدت صونيا اصبح هادئٌ وبدأ يتجنبها هي وطفلها ويحاول الا يرى المولود ولم يشاء ان يعرف اسمه حتى .

فبعد أن اعاده شان صونيا الى منزلها بأمر منها كانت تريد  أن تقرب الصغير الى والده ، ولكنها وجدت الاخير اصبح  يقضي نهارهُ خارجا ولا يعود إلى منزل الا فوق العاشر مساءً ثم يغادر من الصباح الباكر لكي لا يختلط مع معهما .

وهذا ما جعل صونيا تشعر بالأحباط فقد توقعت أن يحدث العكس ويخرج من عزلته ولكن بيد العكس حدث .

.
.
.
.

بعد أن اصبح عمر الطفل اقل من عام بأشهر

كان جونز يزور قبر جو وينتحب ، يلوم نفسه لا يعلم لماذا النار التي بداخله لا تأبى ان تنطفئ و بينما هو يبكي ، غامرت صونيا بالقدوم الى المقبرة لرؤيته هي تعلم ان الاخر لا يرضى ان تزور جو كونه يعتقد انها الفاعلة ولكنها تحلّت بالشجاعة وتجرئت وتوجهت نحوه .

في وسط نحيب جونز الصامت ، خاطبته صونيا بأبتسامة

" جونز لا تبكِ كثيرا وتلوم نفسك دائمآ ربما ماحدث له كان فيه صالحاً ..
ربما هو الان قد ارتاح من جميع حُقن العلاج ..
من جميع نظرات الأشمئزاز نحوه ..
من جميع سخريات الاطفال له ..
لقد تحرر من كل هذا ..
ربما الان هو سعيد ..
هو كان يبتسم أمامك حتى لا يحزنك او يجرحك بينما هو في الحقيقة ينزف بألم في كل مرة يأخذ فيها الحقنة او يرى نظرات الناس له ...
هو كان طفل ذكي جدا يفهم مايحدث حوله ..
يعلم أنه عاقة عليك ..

لذلك اظن ان ماحدث هو الافضل له حتى لا يعاني اكثر "

تكلم جونز بصعوبة مخنوق جدا
" الامر فقط صعب انا لا استطيع ان اتخطاه انا اراه في احلامي دائما وفي يقظتي ينادي علي "

" جونز ربما ابني ليس جميل مثل جو ولكن اتمنى ان تقبل به عوضا عنه واعلم لا احد يستطيع أن يأخذ مكان جو في قلبك ، لذلك ارجوك ان تقبل اعتذاري لانني لم اكن حريصة كفاية لحمايته "

استقام جونز بصعوبة ، لتكمل صونيا حديثها
" لقد اخبرت بن ان يسميه وقد سماه تايون "

نظر جونز نحو صونيا بعيون ذابلة ثم عانقها وبكى على كتف الاخرى بحرقة بعدها أردف
" اعتذر صونيا ربما حزني على جو جعلني وحشا ولا اعلم بنفسي ، القيت عليكِ الذنب وانتِ كنتِ الضحية ايضا "

أكمل حديثه وهو يتناول تايون من يدها ثم حمله لأول مرة و عانقه بعدها قبله

ثم نقر على خده ليقهقه الطفل بفرح .

بينما صونيا ابتسمت بسعادة لانها استطاعت أن تنعش جونز وتعيده الى سابق عهده .

________~___~_________

قبل ثلاث سنوات بعد أن استلمت كريستال اوراق الطلاق دخلت في حالة نفسية شديدة كون جونز قد فضل جو عليها .

لذلك بقيت تتقصى اخباره بالخفاء ومن بعيد ثم بدات تحاول أن ترشي جميع من استأجرهن جونز للبقاء على جو ، على امل أن يجزع من أبنه ويحس بالذنب أتجاهها على تركهُ لها .

ولكن كل امالها ذهبت هبائاً

إلى أن جاء اليوم الذي شاهدته يلتقي بصونيا ثم زواجه منها ،

الخبر جعلها اكثر حزنا ويأساً حيث شعرت أن جونز قد ضاع منها ، إلى أن جاءتها فكرة شيطانية وهي الايقاع بصونيا حتى تفسد الزواج وتبرهن لجونز أن زوجتهُ ايضا ليست افضل منها ، وأنها سوف تفكر مثلها بتفضيل جونز على ابنه .

ذهبت إلى الصيدلانية التي كانت في ضائقة مالية ، ثم اتفقت معها على أن تغيير محتوى علبة الدواء الذي تتناوله صونيا حيث يزيل الاعراض الجانبية فقط .

حتى تجعلها في حالة نسيان مستمرة مع البداء بالهلوسة بمرور الوقت ، لكي تثبت إلى جونز أنها ليست كفئ لذلك ويقوم ويطلقهُا ايضا .

لكن الخطة لم تكن ناجحة حيث جونز كان هو من يذكر صونيا في كل موعد دواء لذلك بدات تفكر بخطة جديدة أكثر ضماناً .

وهي الايقاع بصونيا على أنها هي التي قتلت طفله .

فهي تعلم أن جونز سوف يتهاون مع كل شيء ألا جو .

.
.
.

بدات تراقب الموعد الذي تبدأ صونيا بالصداع والنسيان ثم العودة إلى حالتها الطبيعية ، استغرقت ايام وهي تحدد متى سوف تبدأ بالنسيان المؤقت الذي يداهمها مع الصداع .

إلى أن قررت أن تجازف إلى خطوتها التالية وهي التسلل إلى منزل جونز وافراغ محتوى علبة الانسولين بالتدريج حتى تتخيل صونيا أنها قامت بأعطاء الدواء إلى الطفل بعد أنقضاء فترة الصداع لديها .

لم تواجه صعوبة بالامر كون لديها نسخة من مفاتيح المنزل وحددت الوقت الذي يكون جونز لديه اعمال كثيفة تجعلهُ يعتمد على صونيا الاعتماد الاكبر في مسألة العلاج .

.

وفعلاً استطاعت أن تمرر يومًا كامل على الصغير لم يأخذ دوائه ولكن بما أن جو كان دائمًا في حالة حمية لم يتأثر إلى المستوى الذي يجعلهُ في حالة صحية متدهورة .

لذلك قررت أن تقدم على خطوة أكثر جرأة وهي اعطاء الطفل حلوى ذات نسبة سكر عالي تودي بحياته في نصف ساعة على الاكثر مالم يسعف بالعلاج .

.
.
.

تسللت إلى داخل المنزل وانتظرت الفرصة الملائمة التي شغلت فيها صونيا بمشاهدت التلفاز ، توجهت نحو غرفة ابنها ثم قامت بأعطائه الحلوى

استغرب جو قليلا كونها أول سيدة تقوم بتقديم الحلوى لهُ من نوع مغري وجميل جدا .

بعثرت شعرهُ بلطف ثم أردفت

" حبيبي لا تقلق جونز سوف لن يغضب منك لانني أخذتُ الأذن منه "

تهلل وجه الطفل وخاطبها ببرائة
" وأخيرا جون سمح لجو بأكل الحلوى الذي يحب "

" نعم تناولها بالهناء والصحة "

بعدها قام وأخذ الحلوى منها بسعادة ، ثم بدأ يلتهمها بسرعة مستشعراً بنعيمها الحلو

ثلاث دقائق ، حتى تدهورت حالتهُ ليسقط صريعا وبعد مضي خمس دقائق أخرى كانت كافية لأنتشال روحه .

بينما خرجت كريستال من الباب الجانبي كأن شيء لم يكن .

.
.
.

بقية في الخارج تراقب عودة جونز من العمل حتى ترى ردة فعله ، عندما رأته يأخذ الصغير إلى اقرب مشفى ، توجهت نحو كاميرا المراقبة وحذفت جزء من الشريط التي تظهر فيه ، في حال قامت الشرطة بالتحقيق .

وبعد الانتهاء توجهت نحو المشفى حتى تحرض جونز على صونيا بكونها مقصرة في رعاية الطفل .

عندما لم ترى أستجابة من الأخر قررت أن تلجأ إلى خطوة أخرى، وهي اقامت دعوة ضدها مع ايقانها أن صونيا بدأت تستجيب مع الدواء التي كانت تأخذه دون علم منها بمحتوها .

بعد أن رات الشرطة تأخذ صونيا تجدد الامل لذلك بقي لها فقط أن تثبت أنها مريضة بمفصام بالشخصية لدى جونز

كيف؟ وذلك بفعل تقرير أخر مزور مع الاتفاق مع الصيدلانية نفسها بأن ترتدي زي الممرضات من ارتداء باروكة شعر وارتداء نظارات تغير قليلًا من ملامحها ، في حال قدم جونز وسأل عن التقرير ثم التظاهر أمامه بحرقهِ حتى يصبح أمر مرض صونيا مؤكدًا .

وفعلًا ما أن رأته يسأل عن التقرير اتصلت بها لتسبقه إلى المكان .

بعد نجاح الخطة اعطتها المبلغ المتفق عليه ، في بادئ الأمر الصيدلاني لم تكن تعلم أن كريستال قد قتلت الصغير فقد أخبرتها أنها فقط تريد أن تجعل زوجة زوجها السابق أن تظهر أمامه في حالة هلوسة حتى يطلقها ويعود لها .

عندما علمت بموت الصغير انتابها الخوف لذلك قررت السفر إلى خارج البلاد تزامن الأمر مع كريستال التي عندما علمت أن جونز قد أخذ على عاتقه العقاب وحده وتمت تبرئة صونيا جن جنونها لم تتوقع أن يستميت جونز في الدفاع عنها ، ذهبت إلى اختها من الام، الممرضة في قسم أخر . واعترفت لها بالذنب الذي ارتكبتهُ .

لذلك بقية الممرضة في حالة حيرة بين نارين لا تستطيع أن تخبر عن أختها لهذا بقية ملتزمة الصمت .

بينما كريستال قررت السفر خارجا لعلها تهدئ ثارتها و أثناء تحليق الطائرة حدث عطل ادى إلى وقوعها وموت من فيها .. والذي كان من ضمن الركاب كريستال و الصيدلانية ...

.
.
.
.
.

- النهاية -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top