5- النهاية
Vote &comment 🌚
.
.
.
.
بعد ثمان سنين مضت، فتحت تلك الزنزانة المنعزلة وترسب نور الشمس لها ، خرج منها رجل كث الشعر قد ماتت روحهُ من زمن .
خرج من سجنهِ بملامح باردة جامدة ينظر إلى الفراغ مثل فراغ قلبه .
أخذ سيارة أجرى أقلته إلى احد المنازل .
طرق الباب بغير هدى ،فُتِح الباب لهُ بعد مدة،
سقطت عيناه على فاتح الباب، وجدهُ طفل صغير، ضعيف البنية، أبيض البشرة ،بني الشعر .
خاطب جونز ذاتهُ
" شاحب كوالدته ،نحيف كخاصتها "
الطفل لم يستغرب من الزائر على الرغم من لحيتهُ الكثة وشعرهُ الكثيف وبشرتهِ التي ازدادت سماراً ، لم يخف او يرتعد بل بقية ينظر له مدة من الزمن ثم خاطبه ببرائة
" انتظر هنا ياعم دقائق وأتي بوالدي "
ما أن أستدار للمضي مسكهُ جونز احتضنهُ ثم حملهُ وقبل رأسه، بعدها وجنتيه ثم دلفى إلى داخل المنزل حيث غرفة الجلوس .
كان شان في غرفة يقف أمام المراة تكلم بصوت مرتفع
" من القادم بن "
لم يأتيه جوابا لذلك اضطر إلى الخروج ليستطلع الامر .
كان بن ينظر إلى وجه حاملهِ يتأملهُ ولم ينتبه إلى نداء والده .
شان ما أن شاهد جونز حتى تفاجأ ثم ابتسم بفرح
" جونز لما لم تخبرني انك سوف تخرج اليوم ؟ لكنت قد جاءت لأستقبالك من المركز "
اجابهُ دون اكتراث
" لم أشاء أن اقلقك "
الأخر بمرح
" كذلك ماهذهِ الهيئة المرعبة ! انهض و اغتسل قبل أن تخيف الطفل "
" هذا ما جاءت لأجله هل لديك مكينة حلاقة؟ "
قال هذا وهو يعطيه الصغير
بعد مرور خمس وأربعين دقيقة خرج من الحمام حليق الذقن والرأس .
توجه نحو غرفة الطعام حيث قد جهز شان المائدة
تكلم جونز وهو يحمل الصغير ويضعهُ في احضانه
" لقد سمعت أنك كنت مسافرا "
اجابهُ الأخر بصوت قد مس فيه بعض الحزن
" نعم بعد أن دخلت السجن لم احتمل البقاء اكثر، لذلك سافرت إلى امريكا ولم اعد ألا بعد أن كبر بن واستحق دخول المدرسة لهذا عدت لغرض تسجيله في المدرسة "
" كم أصبح الان عمره ؟ "
" سبع سنين "
تحمم الأخر بتفهم ، في هذه الاثناء غادر بن حضن جونز وانطلق نحو غرفة اللعب .
عاود جونز إلى الحديثه
" هل يعلم الحقيقية ؟ "
تكلم شان وهو ينظر إلى الاتجاه البعيد
" كلا هو يعتقد أنني والده الحقيقي وأن أمه قد ماتت عند ولادته "
هز جونز راسه بتفهم .
بعد الانتهاء من تناول الطعام، ارتدى جونز سترته ثم أردف
" شان اشكرك على الضيافة انا الان ذاهب "
" لماذا العجل ! بأمكانك البقاء مدّة اطول "
اجابهُ جونز بهدوء
" اعتذر ولكنني اود الذهاب إلى ... "
تغيرت ملامح شان إلى ضجرة ثم قاطعهُ بصرامة
"
لا تقل أنك ذاهب لرؤية قاتلة أبنك "
تنهد جونز ثم اجابهُ ببرود
" وداعا "
غادر قبل أن يسمع صراخ شان لهُ .
.
.
.
.
ذهب جونز إلى مصحة التي اودع فيها صونيا ،
يريد أن يلقي عليها نظرة
وصل إلى حديقة المصحة ثم شاهد من بعيد شخص يحيط به الاطفال من كل جانب وبيده حزمة من الزهور يوزعها على الصغار بينما زقزقات الاطفال تعالت هنا وهناك .
استدار قليلُا حتى تبينت قليل من ملامح الشخص وجدها صونيا تقهقه مع ضحكات الصغار .
نظر إليها بعمق ثم خاطبها ذهنياً
" إذا كنتِ تحبين الصغار هكذا ! إذن لماذا ؟ لماذا جو ؟ ... صونيا اجيبيني ماذا فعل لكِ؟
لماذا قمتي بقتله ؟ لماذا لم تقتليني عوض عنه؟"
انهى عتابه البصري وأكمل طريقهُ إلى الداخل حيث الطبيب الذي وضع للأشراف على صونيا .
ما أن التقى به حتى أردف ببهجة
" سيد كيم يسعدني أن أهنّك بأن زوجتك قد امتثلت إلى الشفاء منذ سنتين ولكنها اصرت على بقاء في المصحة ... لقد كانت مصرة على أمل أنك سوف تأتي لأخذها على الرغم من أن البعض كان يائسا من عودك لها.
همم الأخر لهُ فقط
ليكمل الطبيب حديثه
" أن صونيا في أول سنة لها إزدادت حالتها سوءً، وفي السنة الثانية بدأت تعطي استجابة بسيطة إلى أن شفيت تماماً في سنتها السادسة، وفي الحقيقة أخر شيء تتذكره هو وفاة ابنكما وأنك وعدتها بالعودة هذا كل ما تتذكره تقريباً، حتى أنها لا تعلم أنها ولدت طفلًا و أن قريبك قد جاء وأخذ الطفل منها بحجة أنها كانت في حالة صحية متدهورة جدا وتم التوقيع على أن يكفلها وأن تكون ولادتها سرا لا تعلم به "
هز الأخر رأسه
بعدها اكمل الطبيب حديثه
" إذا اردت أن تخرجها فقط عليك التوقيع على بعض الاوراق تأخذها من الطبيب الذي في الغرفة المجاورة "
أجابهُ بعد مدة
" حسنا "
ثم ترك الطبيب واستدار للعودة هو لم يشاء أن يلتقي بصونيا ويعيد لهُ الذكريات القديمة لذلك قرر المغادرة بهدوء دون أن تعلم الأخرى بقدومه .
بعد أن خطى بضعة خطوات سمع نداء احدهم من الخلف كانت فتاة ترتدي زي الممرضات .
قالت بلهاث
" سيد كيم لدي كلام هام اتمنى أن تسمعهُ إلى النهاية دون مقاطعة "
هز رأسه بتفهم
اكملت حديثها
" حسنا هلُم لنذهب إلى مكان انسب، فما سأقولهُ هام جدا "
اصطحبته إلى احدى الغرف ثم اغلقت الباب، بعدها جلست أمامه في الكرسي المقابل
أخذت تنهدية عميقة ثم أردفت
" اتمنى قبل أن ابدأ، أن تقدر اسبابي "
همم الأخر فقط .
أكملت حديثها بتردد
" سيد كيم اود اخبارك .. أن صونيا كانت مجرد ضحية لما حدث لطفلك فهي لم تكن السبب في مقتله بل شخص أخر ... "
رفع جونز حاجبه بينما هي زفرت الهواء ثم أكملت
" شخص خطط لليقاع بصونيا وجعلها تبدو هي من قامت بقتل جو ولكن الحقيقة شخص أخر ... بعد أن دخلت صونيا المشفى وظهرت عليها علامات الهلوسة كُنت قد وضعت للعناية في الردهة المجاورة "
ارتبكت ثم قالت بتخبط
" قبل أخر زيارة لك، الفاعل لقد جاء لزيارة صونيا واخبرها بأنك لا تحبها وأنك فقط تزوجتها لغرض خدمة طفله .. وبما أن حالة صونيا الصحية لم تكن جيدة فقد صدقت الامر وشعرت بالغيرة من طفلك، وبهذا عندما قدمت لزيارتها اعترفت لك ولكن الحقيقة غير ذلك فبعد أن هدأت قليلًا عادت إلى النحيب على طفلك... لذلك انا فقط اخابرك بأن تعطيها فرصة أخرى "
قلص جونز عيناه ثم هتف
" كيف علمتي بكل هذا ؟ "
" الفاعل لقد اخبرني بعد أن تفاجأ بردّت فعلك، هو لم يُكن يتوقع أنك ستأخذ الاتهام عنها ،لذلك جاء واعترف لي "
نظر إلى الفراغ ثم قال ببرود
" لماذا تخبريني الان بهذا كُله ؟ "
تلعثمت ثم اجابت
" ربما لا تصدق ولكنني شعرت بتأنيب الضمير، حاولت الذهاب إلى المحامي الذي وكلتهُ ولكنني فوجئت بكونه مسافرا وانقطعت جميع اخباره، لم تأتيني الشجاعة للذهاب إلى مركز الشرطة خشيت أن يحققوا في أمر الفاعل، اردت أن تخرج دون الحاجة إلى معرفته "
بعدها بدأت بالبكاء قائلة
" الفاعل شخص قريب مني لم امتلك الشجاعة للعتراف عليه، لا انكر تصرفه كان بشعاً عندما قتل طفل صغيرا .. "
اجهشت بالبكاء ثم اكملت
" فكرت حينها أن عدالة السماء سوف تأخذ حقها إلى صغير وفعلا بعد انقضاء عشرة ايام مات، حينها قلت بما أن الفاعل مات ونال جزائه لما علي أن اشوه سمعته لذلك التزمت الصمت ولكن بقي ضميري يؤنبني كثيرا في السنوات التي مضيتها في سجن
لذلك قررت أن اصارحك في الحقيقة في أول لقاء معك ...انا اعلم انني اخطأءت بكتمان الحقيقة لكن اتمنى أن تتفهم موقفي "
نظر إليها ثم قال
" هل الشخص نعرفهُ انا أو صونيا ؟ هل هو قريب مني ؟ "
أومت بالموافقة بعدها غادرت وهي تكتم شهقاتها .
بقي جونز ينظر يمينا وشمالا يحاول أن يستوعب ماقيل لهُ ، فقد أصبح في موضع شك مريب من هذا الشخص المجهول الذي قتل جو ، ثم خاطب ذاته
هل تقول الحقيقة ام لا ؟؟
بعد خمسة عشر دقيقة من السكون
شجع نفسه ، توجه إلى حيث مكان استمارة صونيا وقع عليها ثم خرج من المبنى إلى حيث الحديقة
سار نحو الشخص الذي اجتمعت حوله الاطفال ثم سمع حديثهم
كان احد الاطفال قد وجه حديثه إلى صونيا
" هل لا تزالين تنتظرين ذلك الشخص ؟"
اجابته صونيا بأبتسامة شوق
" نعم لدي امل كبير في عودته "
تكلم الطفل الأخر
" اذا جاء ماذا ستفعلين لهُ ؟"
ظلال وردية اعتلت وجه صونيا ثم قالت بستحياء
" سأخبره انني افتقدك "
أكملت حديثها ثم نهضت
ما أن استقامت حتى يد أمتدت من الخلف احتضنتها من الوراء ، شهقة صدرت من ثغره صونيا بتلقائية مع اضطراب في دقات قلبه
لا تعلم هل تحققت أمنيتها بسرعة ؟ برجوع من ذابت شوقاً لرؤيته ،من احترق لهيب قلبها لفراقه، حبيبها ولون حياتها .
تلئلئت عينا صونيا بشوق وحنين عندما لاحظت جونز وهو يحاصرها بذراعيه
ابتسمت بأتساع، ثم استدارت بسرعة وحوطت عنق الأخر
قائلةٌ بلهفة
" جونز اشتقت إليك كثيرا "
قالت هذا وهي تضم وجهها في نحر الأخر تشتم عبير رائحته
بعدها اكملت
" خشيت ألا تأتي حتى كدت افقد الامل بعودتك، سمعت كلاما لاذعا بعدم رجوعك لاحظت نظراتهم التي تشع شرا وحقدا ، سمعت ... "
ثم اكملت بحزن شديد
" اتهاماتهم الموجهة نحوي ونعتهم بكونني قاتلة مع ذلك كان لدي امل بأن تعود بجانبي "
لم يبدي الأخر سوى البرود، بقيا برهة من زمن على وضعهم قبل أن يتكلم جونز بنبرة تخلوا من التعابير حيث جردت من المشاعر
" اظننا اطلنا البقاء هنا ، هلمي لنعود إلى المنزل "
التمعت اعين صونيا عندما سمعت كلمة منزل فهي قد أشتاقت إلى منزلها كثيرا حتى أنها قد نسيت بعض تقاسيم تفصاله .
شدت على يد الأخر وسارت ببهجة ثم أستدارت إلى الاطفال وانحنت قائلةٌ بصوت فرح
" اصدقائي اظن موعد ذهابي قد حان ، اشكركم على الوقت الذي قضيناه معا "
صفق الصغار لها ثم هتفوا
" اتمنى أن تزورينا ثانية "
صعدوا السيارة ، حتى، بادرت صونيا بالحديث
" جونز متى عدت؟ لماذا لم تعبث لي برسالة طوال هذه المدة ؟ انت زوج سيء "
قالتها بعبوس طفيف
ثم اكملت حديثها بتفائل وهي تخذ يد جونز
" لكنني سأسامحك لأنك قد عدت، لذلك عليك أن تعدني بعدم الذهاب ثانية ؟ "
كان جونز منتبه في طريقه، ملتزم الصمت كأنه في فراغ صامت ، إلى أن وصلوا إلى وجهتهم .
ننظرت صونيا إلى المنزل ثم اردفت بضحكة وقد اعتلى وجهها الحياء
" اشعر انني ادخل المنزل لأول مرة، لقد نسيت هيئته "
انهت حديثها بقهقه خفيفة.
بينما الأخر سحب يديها للداخل إلى حيث غرفتهم
ثم شد جونز في عناق صونيا بعدها تكلم قرب إذنها هامسا " اخبرني صونيا هل اشتقتي لي كما أنا فعلت؟ "
ثم خاطبها في قلبه
" اشتقت إلى أن التقي بكِ كل يوم، افكر بالوسيلة التي تجعلكِ تعاني "
رفعت صونيا رأسها ونظرت بطرف عينيها وأردفت
" احمق اليس واضحا منذ أن التقيت بك وانا اتغزل بك بينما انت فقط ... "
اطبق شفاه جونز على جبهة صونيا قائلًا
بنبرة فارغة
" لندع الحديث جانبا عزيزتي "
هو لم يشاء أن يظهر انتقامه من أول يوم ،
أومت صونيا بخجل وهي تنظر إلى الإسفل .
.
.
في المساء
تقربت صونيا نحو جونز ثم تكلمت بصوت منخفض.
" جونز ... لدي طلب ؟ "
همم الأخر لتكمل
تكلمت وهي تنظر في عيني جونز
" اود أن الّد لك طفلا يعوضك عن الذي خسرته "
تغيرت ملامح جونز مائة وثمانون درجة إلى غاضبة حاقدة
" صونيا انا لا اريد أي اولاد ، انا احبكِ انتِ فقط لذلك من الافضل أن تنسي الموضوع "
انهى حديثه بنبرة غريبة .
دُهِشت صونيا من ردّت فعله ثم أردفت بصوت متقطع
" جونز ماذا جرى لك ؟ انا احب أن الد لك طفلًا يعوضك عن الصبي الذي فقدته "
" صونيا انتِ تكفيني وانا لا اريد شيء يعوضني عما نقصتهُ "
بدأت بعض الدموع تتجمع في مقلتيها ثم قالت
" جونز ارجوك لا تفعل ذلك ؟ دعنا ننجب ولد يعوضك عن جو "
هنا صرخ جونز في وجه صونيا
" لا أحد يعوضني عن جو لا انتِ ولا عشرة منكِ.. لا أحد يستطيع أن يأخذ مكانه لذلك انسي أمر الاطفال نهائيا ولا تجعليني اغضب "
بدأت صونيا بالبكاء ثم قالت بشهقات
" جون انا احب الاطفال لذلك لا تحرمني من أن الد لك واحداً "
احتضن جونز صونيا الذي بدات تبكي بصمت ، ثم همس في أذنها
" صونيا انا اريدك انتِ فقط "
أزدرأت صونيا ريقها ثم تكلمت ببحة
" ماذا عن الوعد التي قلتها بأننا سوف نملأ المنزل بعصافيرنا المستقبلية وسنبني الروض الخاص بنا "
خزجها جونز بنظرات مؤنبة صارمة جعلت صونيا تشل للحظات وتكبت حزنها مع أبتلاع ريقها بخوف .
.
.
كانت صونيا تعد ابريق الشاي في المطبخ عندما دخل عليها جونز ثم أردف
" صونيا غيري ثيابك اود اصطحابكِ معي "
تهلل وجه صونيا، ربما تحسن جونز في معاملته معها.
سار مسافة عشر دقائق على الاقدام إلى منزل ابيض اللون ، طرق جونغ الباب ثم دلف بعده الاخر .
استقبله شان ببشاشة لكنه ملامحه لم تدم طويلا حيث تغيرت عندما لاحظ دخول صونيا
جلس جونز وصونيا على الاريكة بينما بلل الواقف شفتيه ينتظر تعليلا من الأخر الذي كان ملتزم الصمت
تكلمت صونيا مخاطبةٌ شان
" مرحبا .. الست انت ... تذكرتك انت المحامي بارك "
اجابه الأخر بمضض
" نعم انا هو، من الجيد أنكِ تذكرتني بعد كل هذه السنين "
اعتلت كتلة وردية وجه صونيا ثم قالت
" نعم على الرغم أن ذاكرتي مشوشة وكثير من الامور قد نسيتها "
قدم بن نحوه شان الذي حملهُ وقبلهُ بعدها اعاد أنزالهُ إلى الارض ، ركض نحو جونز الذي حمله هو الأخر وقبله
ابتسامة واسعة زينت فم صونيا وهي تلاحظ جونز يحمل الصغير ويلاعبه خلال فترة ذهاب شان لتحضير القهوة، حيث تفجرت بداخلها مشاعر الامومة تمنت لو تستطيع أن ترزق بواحد حتى تعوض جونز عن جو .
تقربت صونيا قليلًا لتكون اقرب إلى الصغير ارادت أن تلمسه ،قربت اصبعها وقبل أن يحدث التلامس ، حتى استقام جونز من مكانه وحمل الطفل وتوجه نحو المطبخ حيث شان تارك الأخرى تنظر إليهم من بعيد .
جونز نظر من بعيد إلى حيث صونيا ليتأكد أنها سوف لن تسمع حديثهم .
بدأ شان بالحديث
" جونز هلا تشرح لي مايحدث معك ؟ لماذا قمت بأرجاعها ؟ "
أجابه الأخر بخفوت
" نعم ولهذا السبب انا جاءت لك لأخبرك بما سمعت، في اليوم الذي غادرت منزلك ،ذهبت إلى المصحة التي نقلت إليها صونيا وهناك صادفت أحدى الممرضات واخبرتني بكلام غريب سوف اسرد عليك وانت اخبرني ماذا اصنع "
قال هذا بعد أن انزل الصغير
بدأ يسرد عليه ما أخبرته الممرضة عليه من تبرئت صونيا، بينما بقي الأخر، ينصت له.
عندما انتهى اردف
" الان افتيني ماذا اصنع ؟ "
خاطبه شان بحيرة بعد أن اخذ نفس عميق
" امم يبدو كلامخطيرا، ولكن علينا أن نتاكد أولًا "
برهة صمت قليلة ثم هتف
" جونز لو انك جعلتنا نتحقق في امر الشريط المراقبة ؟ ربما يظهر الشخص الذي تسلل إلى المنزل وقام بعطاء جو "
تأفأف جونز ثم أجاب
" لا اعلم، وقتها خفت أن تظهر صونيا في الشريط لذلك اطمئنيت لأنهُ حذف فأنا لم امتلك الشجاعة إذا كانت صونيا هو من تجرئت على قتل ابني عندها ربما كنت ساقتل نفسي في اللحظة "
زمجر شان بضجر
" كل هذا حدث بسبب عدم سماعك لأوامري ؟"
اجابه الاخر ببرود
" انا مازلت في حالة شك في الامر .. في بادئ الأمر ارجعت صونيا لأعذبها على مافعلته حتى انتقم ولكن الان انا في شكوك ربما سامضي على ما عزمت عليه فانا اعدت صونيا لإعاقبها لست مهتما ان كان كلام الممرضة صحيحا ام لا "
ثم اكمل في بطئ شديد
" سوف لن اجعل موت جو يذهب هبائا حتى لو لم تكن لدى صونيا يد في موته إلا انني ساعتبرها مذنبة كونها لم تحافظ عليه جيدا ، لماذا لم تنتبه له ؟ كان عليه ان تكون اكثر حرصا ؟ هي السبب في جعل شخص يتجرئ على قتله "
تعجب شان من جوابه .
بعد أن ابطئ عليه جونز نهضت صونيا من مكانها تبحث في الغرف عن غرفة الصغير، تريد مشاهدته عن قرب تتخيل كيف ستحمله وتحتظنه .
عندما وصلت إليه تنهدت بفرح وقبل أن تتخطى عتبة باب الغرفة، جاءها صوت جونز من الخلف بصرامة
" صونيا هلمِ معنا لأرتشاف القهوة "
همهمت برضوخ ليكمل الأخر
" دعنا نعد إلى غرفة الجلوس "
ازدرأت صونيا ريقها وهي تناظر الصغير من بعيد تحاول أن تمسك اعصابها .
عاد الاثنان إلى الاريكة، حتى تكلم شان
" حقا صونيا كيف حالك ؟ لماذا اراكِ ملتزمة الصمت؟ "
اجابته بأرتباك بعد أن اخذت نظرة على جونز كأنها تاخذ الأذن
" بخير، لقد فكرت انكم لم تلتقيا منذ زمن طويل فقلت أن افسح المجال لكما "
همم الاخر بتفهم
اخذت صونيا نفس عميق ثم خاطبت شان
" حقا بن والدته اين هي؟ لماذا لا أر... "
أجابها جونز بصوت مرتفع نسبيا
" والدته ماتت منذ زمن، هل ارتحتي الان يا سيدة صونيا "
انهى حديثه ببرود
ارتجفت صونيا من جوابه ثم تكلمت بتخبط وهي تستدير إلى شان
" اعتذر لم اقصد أن اذكرك "
تعجب شان من ردت فعل جونز ثم اجابها وهو فاتح عيناه على جونز
" لا بأس.. شكر "
تكلم جونز ببرود لتغيير مجرى الحديث وهو يعاين الفراغ
" شان أخبرنا عن رحلتك إلى امريكا؟ لقد سمعت أنك سافرت إليها لمدة ستة سنوات "
اجابهُ شان وهو على نفس نظرات الاستغراب
" نعم نعم امريكا جميلة ولكن لا يوجد ماهو اجمل من الوطن، هناك فقط سوف تحس بالغربة "
لم ينتبه جونز إلى أجابته ، فقط كان يشاهد صونيا التي كانت تنظر من بعيد إلى بن الذي كان يلعب .
بن عندما اصبح على بعد متران نهضت صونيا من مكانها بابتسامة ملئت ثغرها ، توجهت نحو صغير لكي تحتضنه لكن ما أن انحنت نحو الصغير حتى جاءها صوت جونز من الخلف .
" صونيا اذهبي واحضري لي قدح ماء "
فزعت صونيا من صرخت جونز ثم استقامت وتوجهت نحو المطبخ ، ما أن دخلت حتى انحنت على الارض و وضعت يدها على فمها لتقلل من حدت شهقاتها تخفف من بكائها، خاطبت ذاتها بصوت مسموع
" جونز لم يعد يحبني لانني لم اكن ام جيدا ؟ لم تستطع أن تحافظ على طفلها "
وبينما هي تمسح دموعها بيداها ، يد صغيرة حُطت على وجنتيها تحاول مسح دموعها ، فتحت عيناها لتشاهد الطفل بن امامها ثم تكلم ببرائة
" لا تبكي ارجوك انا احبكِ"
اجابها الطفل مواسيا
لتزيد صونيا من عناق بن ثم خاطبته
" انا احبك بن "
كان جونز يقف في باب المطبخ عندما لاحظ عناق الاثنين ليردف
" صونيا اظن أن وقت زيارتنا انتهى لنعد "
انهى كلامه متوجها إلى باب الخروج .
.
.
.
.
.
في أحد الايام كانت صونيا كالعادة وحدها في المنزل عندما دخل عليها بن ، دُهِشت صونيا من قدومه ثم تكلمت
" من احضرك إلى هنا ياصغيري ؟"
اجابه بفرح " لقد اخبرت ابي أن يصطحبني إليكِ ولكن ابي رفض، لذلك قررت المجيء بمفردي حيث تبعت العم جونز إلى منزله ثم انتظرت خروجه وأتيت " انهى حديثه بقهقة نصر
ارتعدت صونيا من كلامه ثم قالت بخوف
" من الافضل أن اعيدك إلى منزلك اخشى أن يأتي جونز ويراك معي ثم يتهمني باختطافك "
بيد أن الصغير لم يسمع كلامها وتوجه راكضا نحو غرفة جو ..
تكلم بتعجب " واو .. لديكم العاب "
ثم انتبه إلى صورة جو المعلقة
هتف وهو يشير بسبابته
" من هذا ؟ "
تكلمت صونيا بحشرجة " ارجوك اخرج أيها الصغير؟ هذه الغرفة لا يسمح لي بدخولها ... اخشى أن يعود جونز ويرانا ثم يغضب ويعاقبني "
" امم.. هل ذهب بعيدا ولم يعود ؟ "
قالها بنبرة حزينة
عندما رفض الصغير الخروج ، جثت على الارض باكيا عندما تذكرت ايامها مع جو
ثم خاطبت نفسها بحسرة
" لو انني كنت حذرة .. لو انني انتبهت عليك اكثر لكنت الان بأحضاني، لكان جونز سعيدا ، اتمنى لو استطيع أن ارزق بطفل ينسي جونز الحزن الذي لديه "
ثم نظرت إلى الصغير بعيون دامعة
" ارجوك بن ادعو لي بان ارزق بطفل يفرح جونز؟ انت مازلت صغير وقلبك نقي، ربما الله يتقبل دعوتك اكثر مني "
تقرب بن نحو صونيا واحتضنها قائلًا
"
حسنا يمكنكِ أن تكوني امي فانا امي ماتت منذ ولادتي، واستطيع ان اناديك امي "
قبلتهُ صونيا من جبهته بهدوء ثم أردفت
" انا احبك بن واتمنى أن اصبح والدتك "
بعدها مسكت وجنة الصغير ثم قالت
" بن لندعو معا على أن أرزق بطفل يكون أخ لك "
فرح بن ورفع يده مع صونيا ثم دعوا بنفس الوقت على أن ترزق بطفل ، عندما انتهوا من دعائهم فتحت صونيا عيناها ليشاهد جونز قد عاد ،
رجفة سارت في جسدها .
كان جونز أن يمسح الارض بصونيا لولا وجود بن حيث امتص غضبه ثم أردف بصرامة
" بن ماذا تفعل هنا؟ هل يعلم والدك بقدومك إلى هنا؟ "
كان الصغير في حالة صدمة لذلك تكلم بأرتباك
" نـ.عم "
توجه نحوه وحمله بسرعة ثم خرجوا من الغرفة واحكم اغلاقها من الخارج بينما كان ينظر إلى صونيا بتوعد ..
اوصل جونز بن إلى منزله ليجد أن شان مُنهك بعمله ولم يكن منتبها على غياب الطفل .
خاطب جونز بسخط
" كيف لم تنتبه على الصغير ؟ هل تعلم أين وجدته؟ عند صونيا "
توقع غضب الأخر ولكن شان اجابه بهدوء
" هذا طبيعي أن يتعلق الطفل بصونيا، فهي أمه ،ولا اظن يوجد شيء اقوى من غريزة الامومة حتى لو لم تعلم صونيا بكونه طفلها، فهي سوف تتعلق ببن كذلك الاخر ، نحن لا يمكنا ان نغير أمر الطبيعة، لذلك لا تفعل "
صفق جونز لهُ بسخرية ثم ضحك عاليا بعدها أردف
" احتفظ بفلسفتك لنفسك اما انا فالنار بداخلي لم تنطفئ بعد "
.
.
.
.
مر شهران على امر هذه الحادثة، عندما قدم كل من شان وبن الى منزل جونز .
بعد ألانتهاء من تناول الغذاء كانت صونيا في المطبخ تغسل الصحون عندما قدم بن إليها فرحا انحنت نحوه ثم قبلت ارنبة انفه بعدها هتفت
بسعادة " بن انا حامل وقريبا سوف الد لك اخ صغير واود ان تعتني به جيدا "
قال بن ببشاشة " اخ سوف ياتي لي "
صونيا " نعم ولكن لا تخبر احد "
" حتى ابي "
هممت صونيا ثم اجابه
" لا اعلم ربما يخبر جون ... "
لم تكمل كلامها حيث انتبهت ان جونز يقف في باب المطبخ ينصت لهم .
جفلت صونيا ثم اجابت برجفة
" لندعو ان يأتي في السلامة "
احتضنت الصغير وحملته بسرعة وتوجهت إلى حيث شان لتتجنب نظرات جونز الغاضبة لها .
.
.
.
في المساء غادر شان وصغيرهُ الى منزلهم ، بينما كانت صونيا طوال الوقت تدعو أن يمر اليوم على خير وان الا تحدث مشاجرة .
قبل أن تدخل صونيا الى غرفتهم تكلم جونز الذي كان جالساً في الفسحة (الصالة )
" صونيا ساقول الكلام مرة واحدة واتمنى الا تجعليني أكرره عليكِ كثيرا "
ازدرءت ريقها و أومت بالموافقة ليكمل الاخر حديثه وهو ينظر ببرود نحوها
" صونيا اريدكِ ان تجهضي الطفل انا لا اريده ان يأتي الى هذه الحياة "
شهقت صونيا من طلبه وتوسعت بؤبؤتيها ثم حركت رأسها الى الجانبين بنفي ودموعهُا بدات تتكون منذرة بالنزول ..، بعدها تكلمت بصعوبة
" سوف لن اقتل ابننا ابدا "
نهض جونز من مكانه ، لتهرول صونيا نحو غرفتها ثم تقفل الباب على نفسها ، بينما أنفاسها بدات تعلو وتهبط من الفزع
مسكت ناحية بطنها ثم اردفت بحشرجة
" لا تقلق ياصغيري سوف احميك جيدا "
.
.
في صباح اليوم التالي
استيقظت صونيا على طرقات الباب الغرفة بعنف ، رجفة سارت في جسدها مع كل طرقة يطرقها جونز ثم خاطبها من خلف الباب
" اذا لم تنزل الولد فعلم انني سوف لن اعتبره طفلي ولن ارعاه او حتى اطيق النظر إليه فانا لا اريده ، افهم هذا الامر "
انهى كلامه وغادر الى عمله ، بينما بقيت صونيا قابعة في غرفتها خائفة على صغيرهم .
.
.
.
استمرت صونيا بتجنب جونز والاختباء منه كلما تواجد في المنزل يقفل على نفسه في الغرفة مدة اشهر .
كانت صونيا في غرفة الجلوس تقلب البوم الصور جو فقد استطاعت اخذها خلسة ، عندما ذهب جونز الى عمله وبدات تقلب الصور تحدثها كأن صاحب الصور حي يسمع
" جو سوف الد اخ لك .. سيكون اخاك الاصغر عليك الاعتناء به جيدا وعدم المشاجرة معه "
اخذت نفس عميق ثم اكملت بحسرة
" اتمنى لو كنت بجانبي الان حتى تعينني على رعايته وتقوم بعطائه اسما، حتى عندما يكبر ستخبره انك انت من قام بتسميته "
بقيت تخاطب الصور مدة من الزمن ولم تنتبه على الوقت الى ان دلف جونز المنزل ، عندما رأى الاخيرى تحمل البوم صور طفله ، جن جنونه توجه نحوها لااراديا واختطف الدفتر الصور ورماه على المنضدة .
صعقت صونيا عندما لاحظت جونز امامها، وقبل أن تنطق بحرف يدٌ طوقت رقبتها بقوة
ثم صرخ بغضب عارم " الم انهكِ على عدم الاقتراب من غرفة جو او لمس اي غرض يخصه، لماذا تعارضين اوامري ؟"
حاولت صونيا ان تقاوم وان تبعد يد جونز ثم قالت بصعوبة " جو..نز ..اارجوك .. اعتذر "
بعدها تحولت نظرات جونز من اعين صونيا الدامعة الى بطنها المنتفخة
ابتسم بجانبية واردف بصوت اجش
" سوف اجعلكِ الان تُسقطين الطفل وننهي هذا الامر "
ارتعشت صونيا بشدة ودموعهُا زادت وحاولت أن تبعد يد جونز التي بدات تشد على رقبتها اكثر ، ولكن دون فائدة .
ابعد جونز يده اخير ثم مسك ذراع صونيا بقوة بعدها خاطبها بحدة
" دعني اخذكِ الى اعلى السلم واسقطكِ منه ربما ننجح في اجهاضه "
ارتعدت صونيا كثيرا وحاولت عبثاً ان تقاوم يد جونز التي تسحبها الى حيث السلام وبدات تصرخ ببكاء حاد يائس .
" ارجوك جونز لا تفعل ذلك معي .. انه طفلك قبل كل شيء .. لماذا تريد قتل أب.. "
لم تكمل جملتها حتى صرخ جونز عليها
" انه ليس أبني ابدا انه طفلك وحدك ، ابني جو فقط لا غير افهمي هذا جيدا "
وسعت صونيا عيناها وهي تلاحظ نظرات المقت تشع من عين الاخر ففتحت فمها داهشاً
ثم صرخت بتوسل
" ارجوك جونز لا تفعل هذا بي انا لا ذنب لي في .. "
لم تنهي حديثها حيث صرخ جونز بحقد
" ساجعلكِ اليوم تتمنين طلب الغفران على فعلتكِ البشعة هل تظنين ان جو سيسامحكِ "
اجابت بنكسار و حسرة
" اعتذر لانني لم انتبه الى جو عندما احضر الحلوى ولم اخذها منه، اعتذر لانني كنت أم سيئة .. جو ارجوك سامحني .. اعلم انني كنت مقصرة معك.."
انهت حديثها بخنقة تشعر انها تريد أن تتقيء
وقبل أن تصعد صونيا اول درجة وهي لا تزال تسحب يدها ولا تنفك عن البكاء مع ترجياتها العالية ، دخل شان المنزل لزيارة صديقه ، عندما سمع بكاء صونيا ركض نحو المصدر ثم اسرع في ابعاد يد جونز من ذراعها
صارخا " جونز هل جننت دع صونيا وشأنها "
بعد أن فتح النزاع ، امر الاخيرة بالذهاب الى غرفتها ثم استدار الى جونز و قال بصوت معاتب
" ماذا جرى لك "
اجابه الاخر ببرود وهو يناظر الفراغ
" اصمت شان لا دخل لك في مايحدث بيننا "
" ان ما تفعله خطأ ياصاح ، لماذا تستمر في القاء اللوم عليها ، الم تخبرك الممرضة بانها بريئة اذن لماذا الاصرار على جعلها قاتلة طفلك "
نظر جونز اليه بنظرات غريبة ثم اردف ببرود قاتل
" لقد اخبرتك لا يهمني ان كان كلامها صحيح ام لا ، فهذا لا يعني ليس لديها مسؤولية في قتل جو لماذا لم تكن اكثر حرصاً "
اجابة شان بصرامة
" اذن ساخذ صونيا الى منزلي الى ان تلد وانت من الافضل ان تراجع نفسك "
زفر جونز الهواء بيأس ثم قال
" افعل ما تشاء لست مهتما فانا سوف لن اعتبره ابني "
.
.
كانت صونيا على سريرها دافنة رأسها تبكي بصمت الى ركض بن نحوها بخوف بعدها قال
" لماذا ذلك عم شرير يحاول ضربكِ "
استقامت صونيا بسرعة ومسحت دموعها ، ثم حتضنته برقة و قربته نحو صدرهُا اكثر عله تخفف من رجفته ،بعدها تكلمت ببحة مع ابتسامة شاحبة
" كلا يا صغيري هو ليس شرير ابدا هو شخص رائع ولطيف "
تكلم الطفل بخوف
" لماذا رايته يحاول أيقا.. "
لم يكمل الصغير عبارته حيث قطعت صونيا حديثه بحنان وهي تقرب راسه اكثر الى صدرها
" انت تتخيل فقط هو مسكني حتى لا اسقط "
تكلم بن بصعوبة ،غير مصدق كلام الاخرى
" اذن لماذا كان صوته مرتفعاً نحوك "
اجابته صونيا بصعوبة
" هو فقط حزين جدا لان ابنه تركه وحيدا لذلك كان غاضبا لانه لا يملك طفل جميل مثلك "
ابتسم بن ببهوت .
.
.
.
.
صونيا استطاعت أخيرا ان تلد الطفل وكان شان وبن بجانبها في المشفى ، شعرت من اعماقها بالحزن تمنت لو ان جونز كان معها في هذه اليوم .
قدمت الممرضة تحمل صغير صونيا ثم وضعته بين يديها ، حملته برفق ثم جاءها بصيص امل ربما عندما يرى جونز الطفل سوف ينسى حزنه وألمه، هي تعلم أن زوجها الى الان لم يتجاوز خبر موت جو ، كان لديها ايمان بان هذا الطفل عندما يراه يخفف عنه قليلا .
.
.
.
جونز بعد أن ولدت صونيا اصبح هادئٌ وبدأ يتجنبها هي وطفلها ويحاول الا يرى المولود ولم يشاء ان يعرف اسمه حتى .
فبعد أن اعاده شان صونيا الى منزلها بأمر منها كانت تريد أن تقرب الصغير الى والده ، ولكنها وجدت الاخير اصبح يقضي نهارهُ خارجا ولا يعود إلى منزل الا فوق العاشر مساءً ثم يغادر من الصباح الباكر لكي لا يختلط مع معهما .
وهذا ما جعل صونيا تشعر بالأحباط فقد توقعت أن يحدث العكس ويخرج من عزلته ولكن بيد العكس حدث .
.
.
.
.
بعد أن اصبح عمر الطفل اقل من عام بأشهر
كان جونز يزور قبر جو وينتحب ، يلوم نفسه لا يعلم لماذا النار التي بداخله لا تأبى ان تنطفئ و بينما هو يبكي ، غامرت صونيا بالقدوم الى المقبرة لرؤيته هي تعلم ان الاخر لا يرضى ان تزور جو كونه يعتقد انها الفاعلة ولكنها تحلّت بالشجاعة وتجرئت وتوجهت نحوه .
في وسط نحيب جونز الصامت ، خاطبته صونيا بأبتسامة
" جونز لا تبكِ كثيرا وتلوم نفسك دائمآ ربما ماحدث له كان فيه صالحاً ..
ربما هو الان قد ارتاح من جميع حُقن العلاج ..
من جميع نظرات الأشمئزاز نحوه ..
من جميع سخريات الاطفال له ..
لقد تحرر من كل هذا ..
ربما الان هو سعيد ..
هو كان يبتسم أمامك حتى لا يحزنك او يجرحك بينما هو في الحقيقة ينزف بألم في كل مرة يأخذ فيها الحقنة او يرى نظرات الناس له ...
هو كان طفل ذكي جدا يفهم مايحدث حوله ..
يعلم أنه عاقة عليك ..
لذلك اظن ان ماحدث هو الافضل له حتى لا يعاني اكثر "
تكلم جونز بصعوبة مخنوق جدا
" الامر فقط صعب انا لا استطيع ان اتخطاه انا اراه في احلامي دائما وفي يقظتي ينادي علي "
" جونز ربما ابني ليس جميل مثل جو ولكن اتمنى ان تقبل به عوضا عنه واعلم لا احد يستطيع أن يأخذ مكان جو في قلبك ، لذلك ارجوك ان تقبل اعتذاري لانني لم اكن حريصة كفاية لحمايته "
استقام جونز بصعوبة ، لتكمل صونيا حديثها
" لقد اخبرت بن ان يسميه وقد سماه تايون "
نظر جونز نحو صونيا بعيون ذابلة ثم عانقها وبكى على كتف الاخرى بحرقة بعدها أردف
" اعتذر صونيا ربما حزني على جو جعلني وحشا ولا اعلم بنفسي ، القيت عليكِ الذنب وانتِ كنتِ الضحية ايضا "
أكمل حديثه وهو يتناول تايون من يدها ثم حمله لأول مرة و عانقه بعدها قبله
ثم نقر على خده ليقهقه الطفل بفرح .
بينما صونيا ابتسمت بسعادة لانها استطاعت أن تنعش جونز وتعيده الى سابق عهده .
- End-
________~___~_________
واخيرا خلص البارت احسة اشطولة
اطول بارت 😤
خلصت الرواية على خير ( تنهد عميق )
بقية فقط بارت من منظور الكاتبة
( انكشاف الستار )
If loved the End please
_ ❤& 💬 _
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top