4- انقلاب
Vote &comment 🌚
. . .
كان الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساء ، عندما بدأ الصداع يشتد على صونيا ، مسكت رأسها ثم تكلمت مع الحارس الذي يقف خلف الباب
" سيدي أنا أحتاج إلى أخذ دوائي هل تستطيع الإتصال بزوجي؟ حتى يحضر لي العلاج ... أرجوك يجب علي تناوله "
خزجها بنظراته ثم قال دون كتراث
"سيدة كيم لقد أخُِذ دوائكِ للمختبر للفحص لذلك من الأفضل أن تنسي أمره "
هتفت صونيا بترجي
" أرجوك إتصل بجونز ليحضره لي علاج غيره ؟ "
أجابه الحارس بضجر
" ياه لا أعلم لما متطلباتكِ كثيرة، أنتِ مجرد سجينة مؤقتة ولا ضير في عدم أخذكِ للعلاج ليوم واحد "
وسعت صونيا عيناها ثم وقفت وتوجهت نحو أسوار الباب الحديدي ومسكتهُ قائلة بصوت أكثر ترجيا
" أستميحُك بأي آله تعبده بأن تتصل بجونز ليحضر لي غيره، فأنا لا أستطيع أن أقاوم الصداع الذي فتك بي "
" حسنا، حسنا لا تبدئي بالبكاء سأتصل لكِ "
أخرج هاتفهُ من جيبه وقبل أن يجري ٱتصالاً جاءتهُ مكالمة هاتفية من شخص ما ، ما أن قرأ الإسم حتى نهض من مقعده وغادر وأبتسامة واسعة تملأ ثغره حيث أتصلت به من يعتبرها معشوقتهِ ونسى جميع كلام السجينة .
صونيا صبرت نفسها على أمل أن يعود الحارس سريعا ويبشرها بقدوم جونز او إحضار الدواء ولكن دون جدوى فالشرطي قد نسي نفسه بالحديث مع الفتاة المعجبة بها .
.
.
.
.
.
فتح جونز الملف ونظر لمن يعود حتى تفاجأ بأنه ملف صونيا وسع عيناه ثم نظر إلى الممرضة وقال بصيغة تعجب
" لماذا تريدين حرقه ها ؟ .. هيا أجيبيني ؟ "
أجابت بعد مدة
" سيد كيم ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ وفي هذه الساعة المتاخرة ؟ "
جونز بصرامة
" لا يهم من أحضرني المهم لما تحاولين أحراقه ؟ " قال هذا وهو يشد على ذراعها بقوة
ثم صرخ في وجهها
" هيا تكلمي؟ هل أبتلع القط لسانك ؟ "
أصدرت من فمها
" اه "
من شدت ضغط جونز على ذراعها ثم تكلمت بصعوبة " سيد كيم ارجوك اهدئ ... أنا فعلت هذا .. حتى لا تنظر إلى المحتوى وتنصدم "
ارخى جونز شد يدها ثم قلب الصفحات بعجل يريد أن يفهم ما ترمي إليه، كان قد فتحهُ من الخلف إلى الامام، حيث الصفحة الأولى ليبدأ بقراءة اسم المريض صونيا كيم ،اسم المرض المدرج انفصام بالشخصية
جونز أعاد قراءة أسم المرض عدت مرات يحاول أن يفهم ما يجري ؟ لماذا أختلف أسم التشخيص؟ هو متأكد أنه كان مرض الصداع النصفي ، كيف الآن تحول إلى مرض أخر؟؟
نظر نحوها بدهشة ثم سألها بستفهام
" هل أنتي متأكدة أن هذا هو الملف الصحيح الذي يعود إلى المريضة صونيا ألم يقم أحد بتبديله ؟"
تكلمت بأسى " أعتذر سيد كيم لقد حاولت منعك ولكنني لم أستطيع .. أنا أعلم أن موقف زوجتك ضعيف لذلك أردت أن أتلف الملف في حال قدوم رجال التحقيق "
تكلم جونز بعد مدة
" أتمنى ألا يعلم أحدهم بمحتوى الملف، أنا سأخذ هذا معي "
غادر المكان مذعورا مما اكتشفهُ ثم وصل إلى مكان منعزل حتى قام بحرق المجلد بعدها بدأ يصرخ بألم " هذا غير صحيح ... صونيا لا يمكن أنها تخدعني .. هناك خطأ ما .. أنا متأكد من أنها بريئة "
تزامن الأمر في مكان أخر حيث مركز الشرطة
أحست صونيا بأن رأسها سينفجر من شدة الألم ولم تعد تميز حولها بوضوح وأصبحت غشاوة أمام عيناها ثم بدأت تدخل في مرحلة الانهيار ، دون الشعور منها فقدت نفسها بالصراخ، حيث الألم الذي فتك بها ليس هينّاً.
هرعت الشرطة القريبة من الزنزانة بالقدوم نحوها بينما توجه أحدهم نحو ظابط الشرطة ما أن وصل إليه حتى هتف قائلًا
"سيدي أن السجينة كيم قد دخلت في نوبة عصبية ماذا سنفعل لها ؟ "
وقف الضابط بعد سماع الكلمات من مكانه ثم أردف بعد وهلة
" كيف حدث هذا؟ لما لم تنتبهوا لها جيدا؟ حسنا خذوها إلى المشفى مع توفير بعض الحرس لها "
أخُِذت صونيا إلى مشفى لندن العام و وضعت في جناح خاص مع وضع حارسان على الباب .
ثم شرع إليها الطبيب لفحصها ، بعد أن أنتهاء تكلم موجها حديثه إلى المحقق
" سيدي المحقق أن السجينة لديها إدمان على دواء الفينسايكليين وهو من العلاجات التي إذا اُخِذَت لفترات طويلة تسبب الهلوسة والاضطرابات النفسية "
تكلم المحقق بشك
" حضرت الطبيب هل هذا دواء يعطى لمرضى الصداع النصفي ؟ "
بلل الطبيب فمه ثم اجاب
" نعم ، هي لديها صداع نصفي ولكن الدواء الذي تأخذهُ مجرد علاج مؤقت، يزيل اعراض الجانبية لمدة معينة بعدها تعود الاعراض ثانية ، ومع الاسف كثرة تناوله الفينسايكلين أدت إلى ادمانها عليه ربما كانت تأخذهُ دون استشارة الطبيب ، لذلك انا انصح بتركها في المشفى للعلاج من الادمان وألا سوف تسوء حالها كثيرا وتصاب بالهلوسة وتبدأ تتخيل امور عدة غير صحيح مع الخربطة في الحديث ثم تتفوه بأمور بعدها تنفي حدوثها او تنسى أنها قالتها "
إتصل المحقق بجونز وأمره بالحضور إلى المشفى .
أستفاق جونز من هلعهِ على إتصال المحقق بعد أن أجاب على الإتصال، حتى خرج من منزله وتوجه بسرعة نحو المكان فهو قلقاً عليها كالعنة ، خائفا من أن تؤذي نفسها ،يعلم أن موت جو قد أثر على نفسيتها كثيرا .
سار إلى المشفى بملابس غير مرتبة مع شعر عكش وذقن غير حليق .
وصل إلى المحقق وقال بصوت لاهث من المسافة التي قطعها سيرًا على الأقدام وصولًا إلى المشفى.
تكلم بأندفاع موجها حديثه الى الطبيب الذي بجانب المحقق
" ما الأمر ياحضرة الطبيب ؟ هل حدث مكروه لصونيا ؟ "
تدخل المحقق بالحديث قبل أن ينطق الطبيب بحرف
" سيد كيم هل تعلم ماهو الدواء الذي تتناولهُ زوجتك ؟ "
أرتبك جونز ثم أجاب بعد برهة
" اسبرين مع بعض الفيتامينات "
أعاد المحقق سؤاله
" سيد كيم أن غلاف علبة الاسبرين يحتوي بداخلهِ على دواء الفينسايكلين "
عقد جونز حاجبيه بتعجب وقال بتلقائية
" ماذا ؟؟ .. كيف !! .. أنا متأكد أن صونيا تأخذ أقراص الاسبرين ، سيدي هناك شخص يحاول الإيقاع بزوجتي "
" سيد كيم إذا لم تكن زوجتك متهمة ولم تتعمد تناول الفينسايكلين بسبب تشابه اقراصهُ مع اقراص الاسبرين، من برأيك يستطيع أن يكون قريب منها كفاية حتى يغير محتوى العلبة ؟؟ "
قال هذا وهو يحدجه بنظراته، ازدراء جونز ريقه بأمتعاض من التهمة التي وجهت إليه .
.
.
.
كان شان في مكتبه المتوسط الحجم، يجلس على مقعد أخضر اللون قرب النافذة، وفي حوزته ملف القضية أعاد تقليبه .
بدأ يتخيل ما جرى ذلك اليوم كأنه يشاهد شريط مراقبة ، من قدوم جو إلى غرفته وفي يده شوكولاته يمضغها حيث قد افترس بعض منها بينما تحولت بشرته إلى اللون الأصفر الممتقن والعرق يتصبب من راسه وعيناه غائرتان جدا سار عدت خطوات مترنحا داخل الغرفة قبل أن يسقط على الأرض صريعا
بعدها تخيل قدوم صونيا فإنتبهت إليه ثم ركضت في أتجاهه وسحبت قطعة الحلوى من يده بعدها بفترة قدوم الآخر ليهرون نحوهما ثم حمل الصغير واخذه الى المشفى .
تخيل كل ذلك كأنه يرى شريط تسجيل موضع في غرفة الصغير .
ثم نظر إلى التقرير الطبي الخاص بصونيا وخاطب الهواء
" حتما هناك شخص كان يفرغ محتوى العلبة ويستبدلها بغيره ولكن من يكون ؟ وما الفائدة التي سيؤول إليها من قتل طفل صغير؟ هل هناك حقد داخلي يدفنهُ الفاعل إلى صونيا حتى يلصق التهمة عليه من كل جانب ، لقد جاء في سيرة صونيا الذاتية أنها فتاة هادئ، منعزل، تحب العناية بالاطفال ....
و من جهة صديقتها المقربة تشين التي زارتها في صباح يوم مقتل جو ، فقد سألت الموظفين القطار وأكدوا لي سفرها إلى سان ميد مير في الساعة الواحدة أي قبل مقتل الضحية بأربع ساعات لذلك يستحيل ان تكون الفاعلة ...
في هذه الحال لم يبقى أمامي سوى حل وحيد أن جو قد خرج من المنزل دون علم صونيا اثناء انشغالها ، بينما صادف جو شخص لا يعلم بمرضه قام بأعطائه الحلوى وارجع الصغير إلى منزله من الباب الجانبي ، ثم هرولة الصغير إلى غرفته ،سعيدا بما حصل ، وبهذا تكون القضية مجرد سهواً ودون تعمد من احدهم على ايذاء الطفل .
أغلق الملف وعاد برأسه إلى الوراء ثم أسدله على الكرسي حتى يصفي ذهنه قليلًا حتى يعود وينظر إلى المسألة من زاوية أخر ، بينما بجانبه كوب قهوة لم يرتشف منه قطرة وبرد من تعرضه للهواء القادم من النافذة .
.
.
.
.
.
كانت صونيا راقدة على سريرها ثم بدأت الالم تشتد عليها مما جعلها تئن وتتألم ، شيئا فشيئا بدأت صرخاتها تعلو في أنحاء الردهة مع تحريك جسدها لا أراديا نتيجه الألم الذي في رأسها ، بعدها بدأت في نوبة صرع .
بينما الممرضة هرولت لأستدعاء الطبيب ،كان الطبيب في ردهة الأطباء حيث قدمت إليه الممرضة مسرعة وعلامة القلق والتوتر تملأ محياها
" سيدي المريضة كيم حالتها تزداد سوءً "
" هل قمتي بأعطاءها الدواء المهدئ ؟ "
" نعم ولكن المريضة لا تستجيب للعلاج "
" إذن أذهبِ وأنا سأوافيك بعد دقائق ؟ "
توجهُ نحو الخزانة الملابس وأرتدى صدريته البيضاء مع باج التعريف الملصق عليها ثم أنطلق إليهم .
.
.
.
قدم جونز الورقة النقدية إلى صاحب المتجر، ثم أخذ أكياس ، حيث قد أشترى بعض الأطعمة والأغراض التي تحتاجها صونيا ثم خاطب نفسه
" أتمنى أن تتحسن صونيا بسرعة ويستطيع المحامي إخراجها فحالتها قد تدهورت بعد موت جو كثيرا وهؤلاء المحققون لا يرحمونها أبدا "
ركب سيارة الأجرة إلى حيث المشفى في غضون عشرون دقيقة وصل إلى الطابق الذي توجد فيه صونيا ، أراد الدخول لكن الحارسان منعوه وقاموا بتفتيشه أولًا مع الأكياس الذي يحملها .
أخرجوا أقراص الفيتنامينات وابقوا على باقي المشتريات بعدها سمحوا لهُ بالدخول .
تنهد بعمق ثم دخل الغرفة ، وجد صونيا مستغرق في نوم عميق ، أبتسم عندما لاحظ ملامحها النائمة تقرب منها ثم جلس بجانبها على السرير بعدها بدأ يداعب خصلات شعرها ثم همس
" صونيا أنا واثق أن الحقيقة سوف تظهر قريبا و سينكشف اللثام عن من يحاول الإيقاع بكِ وجعلكِ متهمة "
تقرب من وجهها ثم قبل جبينها بهدوء حتى لا يُقظها.
بعدها قام بفراغ الأكياس في البراد ما أن أنتهى حتى دخل عليه أحد الحراس قائلًا
" سيد كيم أنتهى موعد زيارتك "
نظر إلى الأسفل ثم أردف
" حسنا فقط أضع أخر غرض ثم أخرج "
مرت عشرة أيام وكانت حالة صونيا في تدهور مستمر حيث لم يستطع الطبيب سوى أعطائها بعض المهدئات التي تجعلها تعاود النوم .
قدم جونز كالمعتاد بعد أن قام الحارسان بتفتيشه دخل الغرفة ليجد أن صونيا مقيدة كلتا يداها
أستغرب ذلك جدا ثم سار بضعة خطوات قبل أن تدير الأخيرة رأسها بأتجاهه بعد أن كانت تنظر في الإتجاه الأخر .
تفاجأ جونز من نظرات صونيا المريبة وأبتسامتها التي تزين شفتيها ، أرتبك جونز من نظراتها وسار نحوها ببطء ، خلال ذلك نظرت صونيا نحو السقف بعدها أعادت نظراتها إلى جونز ثم أردفت بنبرة غريبة
" جونز أنت قلت لي سابقا أنك أسير في حبي وأنك سوف لن تنظر إلى شخص أخر غيري .. أنت تحبني أنا فقط لا أريد أي أحد أن يوازيني على حبك جونز ... هل تفهم ما أرمي إليه؟ "
وسع جونز عيناه وهو يسمع كلام الأخرى ، ثم تكلم بصعوبة بالغة بصوت يكاد يسمع من شدّة صدمته
" صـ صونيا يستحال أن تفكري هكذا؟ أنتِ لا يمكنكِ أن تغاري من طفل؟ أنتِ لم تؤذي جو ابدآ .. لا تتفوهي مثل هذا الكلام ! "
أبتسمت صونيا قائلة
" جونز أنا أحبك أنت فقط "
طأطأ جونز رأسه ثم همس بكلمة
" كلا .. أنا متاكد أن إذناي قد أخطأت السمع ! "
رفع راسه وأبتسم بأنكسار إلى الأخرى، تكلمت صونيا بقلق
" جونز لما عيناك تدمعان؟ هل حدث أمر ما ؟ "
هز جونز راسه بالنفي وأجاب بنفس النبرة المنكسرة " كلا .. لقد .. دخل شيء في عيناي فقط "
ثم ازدرد ريقهُ بتوتر وشعر أن جميع قواه قد خارت وأن قدماه لم تستطيعان أن تعيناه على الوقوف لم يستفق ألا على صوت صونيا الباهت الممزوج بالأكتئاب وهي تنظر إلى النافذة
" جونز أنا حزينة جدا .. هل تعلم لما أنا حزينة؟؟"
أدارت راسها إلى جونز الذي أصبح يقف أمامها مباشرة ثم أكملت حديثها
" لأن في داخل إحشائي طفلك .. أرجوك جونز أفتح الاصفاد أريد التخلص منه، أنا لا أحب أن يوازيني أحد على حبك لي ، حتى هذا شيء الذي بداخلي لا أريده اخرجه "
جونز في هذه اللحظة جميع حواسه قد تعطلت ولسانهُ قد انعقد .
وضع يداه على وجهه بعد مدة ليست قصيرة أستجمع همام نفسه ثم تكلم بأبتسامة باهتة وهو ينظر إلى إليها بحزن عميق بصوت يكاد يسمع
" صونيا .. أن صديقي لديه آلة تعذيب .. لذلك من الأفضل أن تتركي الطفل في داخلك إلى حين مولده، ثم يأتي زميلي ويأخذه منكِ ليضعه في الآلة وبهذا نكون قد تخلصنا منه .. ما رأيكِ "
أبتسمت صونيا ببلاهة ثم أردفت
" حسنا "
" إذن عديني بأنكِ سوف تحافظين على الجنين إلى حين ولادته ثم تقومين بأعطائه لهُ "
" أنا أحبك وسأفعل أي شيء تريده "
" الآن أنا سأذهب .. وربما أتأخر لذلك لا تقلقي "
تكلم صونيا بحب
" جونز عدني بأنك سوف تعود سريعا ولن تتركني أبدا "
تكلم جونز بنكسار
" أعدكِ "
أنهى جملته وغادر الغرفة بخطوات ثملة ، يشعر أن الدنيا قد اسودت عليه من كل جانب، وأن خنجراً قد طعن قلبهُ ومزقهُ إلى أشلاء لا تحصى، ولم يعد فيه مكان لم ينزف وأنهُ خسر كل شيء .
.
.
.
كان شان يراقب شريط الفيديو الموضوع في الشارع المطل على منزل جونز يحاول أن يرى إذا كان استنتاجه صحيحا بخروج الطفل عنو وألتقائه بأحد المارة الذي قدم إليه قطعة حلوى .
أعاد الشريط عدّة مرات إلى أن أنتبه إلى الدقيقة الخامسة والأربعون من الساعة الثالثة مساءٍ ، أعادها عدّة مرات ليكتشف أن هناك خمسة عشر دقيقة قد فُقِدت من الشريط التسجيل خاطب داخله
" يحتاج لي فقط الذهاب إلى مركز المدينة حيث يحتفظون بنسخ أخرى للكاميرات االمراقبة، بما يكون تنبئي صحيحا ، واخيرا وجدت طرف خيط برائة صونيا ، اظن أن الدقائق المحذوفة تظهر الشخص الذي قام بذلك "
رفع يداه للعلى لغرض تمديدها بعدها حرك رأسه للجانبين حتى يفتح التشنج الذي أصابه ما أن انتهى أخذ هاتفه للأتصال بجونز لكن الأخر كان اسبق ، فتح شان الخط بسرعة ثم تكلم ببهجة
" جونز لقد وجدت الدليل الذي سيخرج صو "
لم يكمل حديثهُ حيث قاطعه الأخر بصوت مختنق
" شان أنسى كل شيء لا داع لان تتعب نفسك أكثر أنا ذاهب إلى مركز الشرطة لأضع التهمة لي "
عقد شان حاجبيه من جواب جونز لمدة أقل من عشر ثوان ثم هتف
" جونز إياك وأن تفعل ذلك ! أنتظرني "
لم يتلقى من الآخر سوى أغلاق الخط ، تحرك شان بسرعة من مقعدهِ وغادر المكان بعجل .
في غضون أقل من نصف ساعة كان يقف أمام مركز الشرطة ، عندما راى جونز تكلم بسرعة كبيرة
" جونز ماذا حدث؟ لماذا تود تسليم نفسك ؟"
نظر جونز نحوه بأبتسامة منكسرة ممزوجة بخيبة عميقة
" لقد أنتهى كل شيء .... هل تعلم أظن السبب ليس في كريستال أو صونيا ، السبب كان أنا منذ البداية لم أكُن الزوج الناجح ولا الأب الصالح "
خاطبه شان بتشجيع
" لا تقل هذا جونز لقد وجدت دليل البرائة، فلا تهدم ما فعلته وحتى لو كان غير كافيا ، أستطيع إثبات أنه مجرد حادث ولا علاقة لصونيا في الأمر ، أمهلني فقط قليلا وسوف اخرجها "
نظر جونز إلى الإسفل ثم تكلم بحسرة
" أعتذر شان أنا أود أن أنهي هذا بنفسي ، أنا أريد أن أتعفن في السجن ، أريد أن أعقاب على فشلي الذريع ,على كوني آب سيء لم يستطع أنقاذ طفله ... أنا كل يوم أسمع صراخهُ في إذناي ، أرى بكائه وأنكسار بسبب خذلانه له ... "
تلعثم شان ثم قال بأرتباك
" جونز .. أنت لا سبب لك في كل هذا ، لا داع لان تزيد الأمور سوءٍ .. أخبرتك أستطيع أن اعالج المشكلة ... "
" أعتذر شان الأمر خرج عن السيطرة ، صونيا أعترفت لي بأنها تحبني أنا ولا تريد أي أحد أن يوازيها في حبها .. هل تفهم ما أرمي إليه "
خرجت
" ماذا !! "
من ثغر شان بتلقائية
" شان لدي طلب أخير أن صونيا حاملا في طفلي وأود أن تأخذ الطفل منها بعد الولادة، وتربيه عوضا عني، فأنا ربما سوف تطول إقامتي في السجن لذلك أعتني به جيدا ولا تجعلهُ يعلم من هم والداه"
أجابه شان بيأس
" ما بك جونز ؟ هل جننت ؟ إذا كان مثل ما تقول قاتلة لماذا تريد أن تسجن مكانها ؟ وتعاقب بدلها "
أبتسم ببهوت قائلا
" شان أنا أود أن اهرب من كل هذا، أريد أن أتعفن فأنا المسؤول عن قتل جو ، فأنا من أحببت قاتلة وأنا من تزوجتها"
حسحس الآخر بغضب
" إذا كان كذلك سوف لن أربي طفل والدته قاتلة "
أجابه جونز بصوت منخفض
"
أنه طفلي كذلك وأنا أطلب منك الإعتناء به، شيء أخر هل يمكنك أن تزور التقرير وتضع الدواء الذي تدمنه صونيا هو الاسبرين وتقوم برشوة الطبيب ؟ سأمهلك ساعتان "
رفع شان رأسه للأعلى بحزن فهذه أول قضية يخسر فيها هكذا وأمام أعز أصدقائه .
توجه جونز إلى مركز الشرطة حيث غرفة التحقيق، بعد مضي ثلاث ساعات خلالها زار قبر طفله ثم أردف مخاطبا المحقق
" سيدي لدي بعض الاعترافات أود أن أدلي بها "
" شكرا لتعاونك معنا سيد كيم "
" سيدي قبل يوم من ..."
نظر إلى الأسفل ثم أكمل بختناق
" من موت جو كان دوائه قد نفذ لذلك قررت شرائه في اليوم التالي ولكن ........ أعمالي .. الكثيرة ..... جعلتني أنسى ... تزامن الأمر ... قبل ثلاثة أيام .. كنت قد تبضعت علبة حلوى (كارتون حلوى) لأن زوجتي حامل ..وكانت قد أعربت لي عن رغبتها بتناول السكريات لذلك أشتريت الحلوى ثم خبئتها ...في أحد الأدراج ويبدو أن جو قد علم في مكانه ثم حدث ما حدث "
تكلم المحقق في صوت حاد
" سيد كيم هل أنت متأكد من أقوالك ؟ فكلامك يدل على إهمال شديد مع تهاون في الأمر وسوف تعاقب بشدة إذا كان ما تقوله صحيحا "
تكلم قاضي التحقيق
" وماذا عن مرض زوجتك ؟ هل أنت واثق بأنها لم تتعمد إيذاء طفلك ؟ "
أجابه جونز بصوت حاول أن يجعله ثابتا ورزينا
" صونيا لا دخل لها فيما حصل الأمر فقط كان سوء فهم وخطأ بسيط .. وحالتها تدهورت نتيجة موت جو وليس نتيجة مرضها "
" ماذا عن الدواء الذي تدمنه ؟ "
" لقد أخبرني الطبيب في مامضى أنه أخطاء أعطائكم التقرير الصحيح تستطيعون الإتصال به "
إتصل المحقق الآخر وتأكد من أقواله أستدار بعد دقائق إلى الأخير بأنفعال ثم قال بسخط
" سيد كيم أنك من صنف الرجال الذين يتزوجون ثم ينسون إبنائهم ، هل وصلت دنائتك إلى أن تنسى ما هو قطعة من جسدك ... أنت تستحق أن تتعفن في السجن لعلك تقدر جوهرة الأبناء "
جونز ما أن سمع كلامهُ الجارح حتى عض شفتيه بقوة، وشعر أن خنجراً قد طعنه في قلبه من هول الألم الذي أجتاح قلبه ، تمنى أن تنشق الارض وتبتلعه على أن يسمع هذا الكلام
وبينما كان جونز لا يتجاوب معهم في التحقيق جعلهم يتشددون عليه أكثر إلى أن وصل مدة محاكمته إلى ثمان سنوات على إهمالهِ وتسببهِ في موت الطفل .
في ذلك السجن المنعزل ذات الجدران المعتمة و المهترئة مع شقوق قد ملأت الأرجاء تدل على عتق السجن وردائته .
دخل جونز إلى الحبس ثم تأمل المكان وشدّة ظلمته وعلى الرغم من ظلمة السجن ألا أن قلب جونز كان أكثر ظلمة وأشد سواداً حيث الحزن الذي كان يكبته خلال هذه الفترة القصيرة ليس هينناً .
جونز توجه إلى أحد زوايا السجن ثم جثى على الأرض خائر القوى واضعا يداه على رأسه شعر في تلك اللحظة أنه لم يعد يستطيع التحمل أكثر حيث قد أنفجر من الكبت الذي كان يحمله في داخله ، دخلة في نوبة بكاء عارمة ثم بدأ يجر شعر رأسه ويصرخ في هضيمٍ شديد ، بعدها بدأ يعض أنامله حسرة ، حيث بدأ يسمع صراخ طفله وصورته التي بدأت تجول عقله .
__________T____T__________
ارائكم :
اقتراحاتكم :
: See you soon my sweet
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top