3- انكسار

Vote &comment 🌚

.
.
. .

بقي جونز مصعوقا يريد أن ينطق لكن جميع اجزاء عقله قد توقفت لا يعلم ما يحدث حوله فالصدمة التي لديه عظيمة ، أكبر من أن يستوعبها ، كان الحضور أيضا في حالة دهشة مما يحدث .

عند انصراف الشرطة انقسم الجموع إلى نصفين بعضهم في حالة دهشة وأستغراب، والبعض الأخر بدأوا يتهامسون مما حدث، هل أن السيدة صونيا قد قتلت الطفل أم أن هناك سوء فهم .

بينما جونز أستفاق على كف السيدة كريستال الذي توجه نحو خده نظرت إليه بعين تشع شرا ثم قالت بمقت شديد

" أ هذه هي زوجتك التي تتباهى بها ؟ لقد قتلت طفلي، على الرغم انني متأكدة بأنك انت القاتل وليست المسكينة هي فقط تتستر عليك ... اين ذهب ذلك العشق المصطنع الذي تكنهُ لجو ... ليتني كنت اعلم أنك ستتجرئ على قتله لكنت .... "

قطع حديثها أحد زملاء جونز بالعمل قائلًا بغضب
" اصمتي ، السيد كيم لم ولن يقصر مع جو أبدا لذلك كفاكِ هراءً "

انصرفت بسخط بعدها بدأ المعزون بالتعزية والانصراف .

بعد أن أستعاد جونز وضعه ، ركب سيارته وسار نحو مركز الشرطة ، دخل المبنى وسأل الموظف الذي يجلس في الباب عن الضابط الذي اعتقل السجينة صونيا كيم ، أرشدهُ إلى أحد الغرف ، بصحبة احد رجال الشرطة

دخل غرفة الذي يجلس فيها المحقق , عندما شاهده الأخير أمرهُ بالجلوس في المقعد المجاور ،تكلم جونز بصوت حاول اخراجهُ بطبيعية

" سيدي المحقق هلا اخبرتني عن سبب اعتقال زوجتي ؟ هل تأكدتم من صحة الخبر قبل الأقدام على اعتقالها؟؟ "

ابتسم المحقق بجانبية ثم أردف
" سيد كيم يؤسفنى اخبارك بأن نتائج التشريح ليست في صالح زوجتك وأن شريط المراقبة* يثبت أن زوجتك، هي الوحيدة التي كانت معه ساعة وقوع الحادث "

تكلم جونز بصوت على رغم من محاولة تهدئته ألا أنهُ خرج بنفور

" سيدي لماذا تتكلم كأنها جريمة قتل ؟ وأن زوجتي هي الفاعلة "

" سيد كيم أنها فعلًا جريمة قتل، وسنحقق أن كانت زوجتك بريئة ام مذنبة .. كذلك سنقوم بتعين محاميا اذا لم تضع لها محامي "

أجابه جونز بمضض " شكرا سوف اعين لها محاميا بنفسي "

" إذن يؤسفنا الان انهاء حديثنا "

نهض جونز من مقعده وانحنى قبل مغادرته خارج الغرفة ، ما أن اصبح خارج المبنى حتى أستخرج هاتفه من جيبه

ثم أتصل بصديقه المحامي القديم

" سيد بارك هل أستطيع أن نلتقي في اقرب فرصة"

الطرف الآخر
" جونز هذا انت ؟ كيف حالك؟ لقد سمعت أنك تزوجت، لما لم تقم بدعوتي ؟ .. "

قاطعه جونز بصوت مختنق
" سيد بارك هل انت متفرغ الان ؟ اذا كنت كذلك هلمَ إلى منطقة فيرنوس ستيشن "

انهى حديثه واغلق الخط قبل أن يتلقى جوابا من الأخر .

بقي شان مستغربا من مكالمة زميله فقد أحس أن نبرة صوته تدل على خطب ما ، توجه نحو سياره وسار نحو المكان المقصود .

نصف ساعة وكان الاثنان في المكان المطلوب ، نظر شان بتعجب نحو جونز وهو يلاحظ هيئته المزرية بحلتهِ السوداء ليبدأ بالكلام

" جونز ماذا حدث ؟ لما وجهك ممتقع هكذا ؟ هل فقدت احدهم ؟ "

تكلم جونز بصوت يكاد يسمع ممزوج بالصدمة

" سيد بارك احتاج إلى خبرتك في المحاماة ، انا لقد تزوجت منذ ستة أشهر بفتاة تدعى صونيا ويوم أمس وجدنا طفلي .... ممددا على الارض ممسكا بقطعة حلوى ... أدت .... إلى مقتل جو ... "

قاطعهُ شان بصدمة

" ماذا تقول جو قد مات؟ متى وكيف ؟ "

بيد أن الأخر لم ينتبه إلى مقاطعته لهُ، حيث قد اكمل حديثه كأنهُ يخاطب الفراغ

" واليوم في مراسم الدفن اعتقلت زوجتي بتهمة قتل ابني .... وانا إلى هذه اللحظة لا اعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إليه ؟ ... لا اصدق انني فقدت اثمن شيء لدي ؟؟... "

ثم رفع رأسه ونظر إلى شان بحزن عميق وأكمل حديثه " هل تصدق لقد مات جو؟ سوف لن اسمع صراخه مجددا، سوف لن ارى ضحكته ثانية، سوف لن العب معه ... "

حينها لم تعد الكلمات تخرج من فمه أكثر من هول ما حدث لهُ، تكلم الاخر مواسيا
" لا تحزن جونز انا اعتذر لسماع ذلك ، اعلم أنك كنت متعلق به كثيرا، ولكن عليك المضي في حياتك ... "

تكلم جونز وهو يضغط على نفسه

" شان اريدك أن تذهب إلى مركز الشرطة وتخرج صونيا من التهمة التي التصقت بها ... انا حقا لا اعلم كيف اصبحت عقول الناس تفكر؟ هي حتما الان في صدمة شديدة ! ومتأكد أن شرطة تزيد الخناق عليها انا اخشى من أن يحدث لها مكروه، قلبي غير مطمئن "

خاطبهُ شان بصوت واثق

" لا تقلق جونز سأبذل جهدي لأخراجها ... هل تعلم إلى اين اخُِذت ؟ "

" إلى مركز شرطة لندن "

" حسنا من الافضل أن اذهب الان لعلي استطيع أخراجها "

.
.

أُخذت صونيا إلى مركز الشرطة و وضعوها في الحجز إلى حين أستكمال التحقيق ، بينما بقية الاخيرة جالسة في أحدى الزوايا ، دافنَ رأسها بين ذراعيها الموضعة على ركبتيها وبدأت تبكي لا تعلم لما أتهمت بقتل شخص تحبه بجنون؟.

هي تحب الأطفال كثير لذى شعرت بقهر شديد عندما وجهت إليها اصابع الاتهام .

ثم فكرت كيف ستكون نظرة جونز نحوها إذا صدق أنها الجانية ،حينها علت شهقاتها من هول البشاعة.

.
.
.

دخلت أمراة إلى مركز الشرطة ، في مقتبل العمر ممشوقة القوام ، سمراء البشرة ذات شعر اسود فاحم دخلت وهي لا تنفك من البكاء مع التحدث ببعض الكلمات المتقطعة
" لا اصدق .. حبيبي .. صغيري المدلل .. قد مات لماذا حصل ... "

ثم بدأت بالنحيب تكلم الشرطي مواسيا
" أهدئي يا انستي نحن نعتذر لأحضارك إلى هنا "

دقائق حتى قدم المحقق ، وجلس في الكرسي المقابل ثم أستطرد
" انسة اهاري نعتذر لاننا قد جأنا بكِ كل هذه المسافات ولكن هناك بعض الاسئلة التي نتمنى أن تجيبي عنها وتساعدي القانون في اغلاق القضية "

تكلمت الفتاة ببعض الخوف
" سأحاول أن اقدم لكم يد العون "

" انا متاكد إنك سمعتي بموت الطفل جو ابن السيد كيم "

هزت رأسيها بالموافقة
" هل كنت قبل استقالتك مسؤولة عن أعطائه الدواء والاعتناء به "

" انا كنت فقط مسؤولة عن الترتيب وأمور الطبخ "

" هل لاحظتي أمر غريبا على سيدتك صونيا من تهاون في أعطائهِا للعلاج في موعده المحدد او النسيان "

أخذت الانسة برهة تفكير ثم اردفت
" في الحقيقة كان السيد جونز دائمآ ما يذكر سيدتي صونيا في مواعيد الدواء لذى لا اعتقد أنها قد نسيت أعطائه ِ يوما "

تصاعد الغضب لدى المحقق وقال بصوت حاد
" انسة اهاري ارجوك أن تتذكري جيدا أمامنا طفل قد مات ولم يتجاوز الرابعة ونود أن نعلم، ان كان قد مات نتيجة حادث عرضي ام ان هناك يد قد تدخلت في موته ، أنها مسألة دقيقة جدا ولا تتحمل التهاون "

اظطرب قلب الانسة ولم يعد عقلها قادر على تفكير لذلك تكلمت بتوتر
" انا لا اعلم ؟ لم اعد استطيع مواصلة التحقيق "

أكمل المحقق أستجوابه
" ماذا عن مرض السيدة صونيا هل تعلمين شيء قد يفيد التحقيق "

اجابة بعد أن هدئت قليلا
" سيدتي كانت تعاني من صداع نصفي وكانت ايضا تتعاطى علاجا في انتظام "

" هل تعلمين اسم الدواء الذي كانت تأخذه "

" الاسبرين "

" حسنا بأمكانك المغادرة ومن الافضل أن تكوني قريبة في حال احتجنا إليك ثانية "

وقبل أن تقف من مكانها سألها المحقق الذي كان يجلس بجانب الاول الذي كان ملتزم الصمت طوال فترة الاستجواب
" انسة اهاري هل بمكانك اخباري اين كنت في يوم الحادي عشر من يوليو يوم الاثنين؟ اي في يوم مقتل جو "

اجابته بعد مدة بأستغراب
" لماذا هل انا متهمة ولا اعلم ؟ "

" انسة اهاري نعلم انكِ كنتي في مدينة اخرى ولكن نحن كرجال تحقيق لا نستبعد اي شخص سواء من بعيد او قريب لذى من الافضل أن تجيبي عن سؤالي "

تكلمت بعدة برهة من التفكير
" في العاشرة صباحاً كنت قد ذهبت إلى متجر التحف ولكن للاسف كان مغلقا لذلك اضطريت أن اعود وقضيت بقية النهار في منزلي ولم اغادره "

" هل رأك احدهم من معارفك ؟ حتى يؤكد صحة اقوالك وهل خطيبك كان معك"

اجابة بأرتباك
" كلا لم يراني احدهم وخطيبي كان في خفر عسكري "

ثم اكملت بغضب طفيف
" .. ولا اعلم لماذا تحدثني كأنني المتهم الرئيسي في القضية ؟ "

" انسة اهاري لقد علمنا أن السيد كيم لم يغير مفاتيح منزله منذ أن اقام فيه لذلك لا نستبعد حصولك على احد النسخ وربما ركبتي قطارا وجئتي ودخلتي المنزل من الباب الخلفي وقمتي بأعطاء الطفل الحلوى بعدها عدتي إلى منزلك بحجة أن المتجر مغلف "

تصاعد الدم في عروقها ثم أردفت
" يبدو انني سأضطر إلى تعيين محاميا لي فانا لم يعد بمقدوري مواصلة التحقيق "

" كما تشائيت يا انسة اهاري يمكنك الانصراف وسننتظر قدوم محاميكِ"

غادرت المكان بتخبط بينما أمر المحقق الاول بأدخال الأخرى .

دخلت تشين بخطوات متثاقلة خائفة من اجواء المكان
" تفضلي ياانسة يان ونعتذر على ازعاجكِ، ولكن لدينا بعض الاسئلة ، لقد سمعنا أنكِ زرت السيدة كيم صونيا في يوم مقتل الصغير منذ الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشر صباحا فهل لاحظتي امرا مريبا او تصرفا غريبا صدر منها ؟ "

هزت رأسها نافيا ثم إجابت
" كلا لقد كانت طبيعية جدا "

" كيف كان تعاملها مع جو ؟ هل بدرت اي تصرف عدوانياً اتجاههُ ؟ او لاحظت على ملامحها الضجر عند رؤيتها الصغير ؟ "

" كلا صونيا تحب الاطفال كثيرا ولا يمكن أن تؤذي احدهم هي شخص لطيف و... "

قاطعها المحقق
" أنسة يان لا نريد إن تذكري لنا محاسن صديقتك نريدكِ أن تتعاوني معنا ربما اظهرت سلوك يدل على مقتها للصغير وانتِ لم تفطني عليها "

" اخبرتكم صونيا انسانة مسالمة ولا يمكن أن تؤذي حشرة "

تأفأف المحقق ثم قال بضجر
" دعينا من هذا والآن إخبرينا بعد أن غادرتِ هل عدتِ إلى سينت مير ميد مباشرة "

" نعم لقد لحقت بالقطار السريع وذهبت في اول رحلة التي صادفت في الواحدة مساءٍ "

" انسة يان اظنكِ لم تفيدنا كثيرا "

ثم استدار إلى المحقق الآخر حتى يبدأ بتوجيه اسئلته
" آنسة يان هل لديكِ دليل يثبت عودتك مباشرة في القطار ؟ هل رأكِ احد الحضور ؟ "

" بإمكانكم سؤال موضفي خدمة التذاكر لقد قطعت تذكر منهم "

" نعم ربما قطعة تذكر حتى تثبت وجودكِ في مكان آخر "

أرتبكت تشين وتلعثمت
" كـ كلا لقد حجزت مقصورة رقم سبعة عشر وقد صادف أنني نسيت فيها قلم حبر أزرق اللون يثبت أنني كنت فيها "

" هذا ليس دليلا كافيا كذلك ربما أثناء تواجدكِ في منزل السيد كيم وبالتحديد أثناء مغادرة صديقتك السيدة صونيا لتحضير القهوة لكِ غادرتي مكانكِ إلى حيث غرفة الصغير وخبئة قطعة الحلوى في مكان يسهل العثور عليه من قبل الصغير بعدها غادرت المنزل ولم يبقى لكِ سوى أن يقع الصغير في الفخ "

صرخت تشين بغضب
" هذا غير صحيح كيف اقتل ابن اعز صديقاتي "

" لماذا الأنفعال يا آنسة يان؟ نحن فقط نأخذ الأمور من جميع الاتجاهات ، سؤال أخير لماذا خرجتي من الباب الخلفي وليس الأمامي الذي دخلتي منه ؟"

توترت واضطربت قبل أن تجيب
" الأمر، فقط كان مصادفة حيث لم أنتبه من أي باب دخلت أو خرجت "

قلص المحقق عيناه ثم تحدث
" هل تعلمين أن غرفة جو تقع قرب الباب الجانبي "

أبتسمت تشين بتكلف
" نعم لقد لاحظت ذلك وكان بصحة جيدة "

همم المحقق ثم أردف
" آنسة يان الطفل لم يأخذ دوائه منذ يوم عن الحادث لذلك لا أعتقد أن صحته كانت جيدة كما تظني "

إرتبكت تشين أكثر وتخبطت في مكانها تحاول ترتيب نفسها ، حينها قطع المحقق تفكيرها قائلًا
" حسنا يمكني المغادرة ولكن عليكِ عدم السفر حتى نستطيع التواصل معكِ "

وقفت تشين باضطراب ، وانحنت لهم قبل غادرت المكان

.
.
.

تُركت صونيا في الزنزانة لمدة ساعتين ثم أُخِذت إلى غرفة الاستجواب .

دخل المحقق وجلس في الكرسي المقابل لصونيا ثم قال " سيدة كيم هل لديكِ أي كلام تقوليه قبل أن نبدأ التحقيق وإذا كان لديكِ اعتراف وتسهلين علينا المهمة، سنخفف عنكِ العقوبة "

تكلمت صونيا بصوت مخنوق كئيب جدا
" لا أعلم كيف تفكرون بأنني سوف أقتل أبني ؟ "

تكلم المحقق بمضض
" سيدة كيم نعلم جيدا أن جو هو أبن زوجك، لذلك ربما فكرتِ بالتخلص منه حتى يفرغ المنزل لكِ أنتِ و السيد جونز "

تكلمت صونيا بعصبية من كلام المحقق المستفز
" أنا لم أقتل جو "

تكلم المحقق بمتعاض

" سيدة صونيا الجميع يقول أنهُ ليس الفاعل إذن من الذي قد أعطى الحلوى إلى الصغير؟ أنتِ الوحيدة التي كنتِ معهُ في المنزل ..."

قاطعتهُ صونيا بقهر
" أنا لا أعلم كيف وصلت إليه ؟ "

أكمل المحقق بغيض
" القطعة طارت وجاءت إليه بقدرة قادر .. كذلك أن تشريح الجثة يدل على أن الصغير لم يأخذ دواءه لمدة يوم ونصف ألا تظنين أن هذا تقصير فضيع منكِ لعدم أخذه العلاج ويستوجب الحساب عليه وخصوصا بعد أن علمنا أنكِ أنتِ المسؤولة عن مهمة أعطائهِ الدواء "

وسعت صونيا عينيها ثم أجابته بذهول
" هذا غير صحيح أنا كنت أعطيه في موعده المحدد حتما أن هناك خطأ في التقرير"

المحقق وقد زاد الخناق عليها

" ربما سئمتي من العناية بالصغير وفكرتِ بالخلاص منه و أعتقدتِ أن زوجكِ سيعتبر الأمر حادثٌ غير مقصود لكنكِ في الحقيقة تعمدت عدم إعطائه الدواء ثم قدمتِ إليه قطعة الحلوى فحتى لو تناول كمية قليلة ستؤدي إلى موته بعدها تكون قد أنتهيتِ من مهمة العناية بطفل ليس أبنكِ فقط كنت تعتبره عاهة عليكِ "

أزداد نحيب صونيا كأنها دخلت في حالة هستيرية وبدأت تصرخ بـ ( أنا لم أقتله ) ولم تعد بأستطاعتها مواصلة التحقيق تكلم المحقق بضيق

" سيدة كيم سوف ننهي الاستجواب لهذا اليوم ونكمله إلى أن تتحسن حالتكِ "

.
.

كان جونز و شان قد وصلا إلى مركز الشرطة ، توجه جونز نحو الشرطي الذي يجلس خلف المكتب
" اود أن أعين محاميا إلى السيدة كيم صونيا "

أخذه إلى غرفة المجاورة حيث يقبع المسؤول هناك ، عند دخولهم ، شرح الشرطي إلى مرؤسه سبب زيارتهم بعدها قام بعطائهم حزمة ورق ثم خاطبه

" هل يمكنك أن توقع هنا ؟ "

بعدها أمرهُ بتوقيع المحامي على بعض الأوراق ثم خاطب جونز

" الآن بمكانك الانصراف ؟ المحامي سوف يكمل باقي الإجراءات "

أخذ شان نسخة من ملف القضية بينما جونز عاود الحديث إلى المسؤول

" هل أستطيع أن أرى صونيا ولو قليلا .... كذلك أتمنى أن تفرجوا عنها سريعا ،هي مريضة ولا تستطيع المكوث طويلا "

" سيد كيم أعلم أننا سوف نرى في قضية زوجتك من جميع النواحي ، كذلك أننا سوف لن نظلم أحد لهذا لا تقلق "

أعاد جونز تكرار طلبهُ في الزيارة ، هو عزم عدم مغادرة المكان ألا بعد رؤية صونيا ، هو قلق عليها كثيرا لا يعلم أن كانوا يعاملوها جيدا أم لا .

سمح المحقق له بعد مدة بأن يرى زوجته لمدة خمس عشرة دقيقة فقط .

دخل جونز بشوق يشعر أنه قد افتقد الأخرى لمدة دهور ودهور ، توجه نحوها بسرعة وقام بعناقها بدفئ بعدها وضع جبهته على جبهتها ثم قال بأبتسامة محببة لكي تهدئ الاخرى

" صونيا اعدكِ بأن تخرجي من هنا سريعا "

تكلمت صونيا بشهقات فهي لم تنفك عن البكاء

" لا أفهم لما يتهمونني بقتل جو ... كيف أقتل شخص أحبه ... أنا خائفة جد... "

أحتضنها جونز بحنان وربت على ظهرها بهدوء

" صونيا لا تقلقي أنا معكِ دائمآ "

نظرت صونيا نحو جونز بعين منتفخة ثم قالت بصوت مبحوح

" أنت لست مثلهم لا تصدق أنني قتلت جو "

" أنا لا أصدق ولا واحد بالمئة أنكِ مذنبة لذلك تشجعي وكوني قوية "

قالها وهو يزيد في عناقها، دخل الحارس قائلا

" انتهى وقت الزيارة "

تكلم جونز سريعا
" لقد عينت محاميا لك، لذى تشجعي سوف يخرجكِ قريبا "

أنهى حديثه بأبتسامة باهتة .

في مكان آخر من المبنى كان شان يقلب أوراق القضية بمهل حتى يدخل إلى موكله ولديه المام بالموضوع

.
.
.
.
.
.
..
. . . .

صونيا عادت إلى جلوسها السابق مُشابكةٌ يداها مع تغطية وجهها بالكامل ، فعلى الرغم من كلامات جونز المهدئة ألا أن الحزن الذي بداخلها كبير جدا فهي إلى هذه اللحظة لا تصدق أن جو قد توفى ، تتخيله أنهُ سوف يدخل عليه في أي لحظة راكضا نحوه أحضانها ، ولكن جميع تخيلاتها قد تبخرت مع سماع طرقات الباب ودخول شخص طويل القامة مرتديا بدلة رسمية رمادية اللون عليه سماة الوقار ثم تكلم وهو يعطيها يده للمصافحة

" أدعى شان بارك أنا المحامي الذي كلفني السيد جونز بالدفاع عنكِ .. لذى أتمنى أن تصارحيني بكل ما حدث في يوم وفاة جو واتمنى أن تكوني صادقة معي حتى أستطيع الدفاع عنكِ وأخراجكِ في أقرب فرصة "

صونيا بشحرجة " أنا لم أقم بأي شيء ! ولا أفهم لما يتهموني زورا ؟؟حتى لا أعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إليه .."

قاطعها شان بقليل من الصرامة
" سيدة كيم لقد قرأت ملف القضية بالكامل وهناك جبلاً من الأدلة ضدكِ، لذى أتمنى أن تهدئي وتسردِ علية ما حدث في يوم الذي توفي فيه الصغير "

" سأخبرك بكل ما حدث في يوم الإثنين ، أستيقظت مثل كل يوم على يد جو أيقظني لأخذه إلى الحمام بعدها جهزت الفطار لجونز ثم ايقظته بعد أن انتهى ذهب إلى عمله، وأنا بدأت بعمالي الرتيبة بينما كان جو بجانبي يلعب مثل أي يوم ، في العاشرة صباحا قدمت صديقتي تشين وتجاذبنا أطراف الحديث لمدة ساعة كاملة بعدها انصرفت وأنا بدأت بملاعبة جو ومن ثم مشاهدة الرسوم المتحركة معه ، في الواحدة ونصف تركتهُ يشاهد التلفاز وحده وأنا ذهبت لأجهز الطعام لهُ ، بعد الإنتهاء من أطعامهُ قمت بتنويمه .. "

قاطعها شان

" لقد سمعت أن لديكم خادمة تقوم بصنع الطعام لكم ، أتسائل لما أنتِ من قمتي بصنع طعام الفطار والغداء ؟؟ "

بللت شفتيها ثم أكملت
" الخادمة لقد استقالت من العمل منذ ثلاث أسابيع، بسبب تقدم أحدهم لخطبتها وهذا الخطيب يعيش في منطقة بعيد لذلك استقالت للعيش عنده "

" أعتذر عن المقاطعة الآن أكملي حديثك "

تنهدت صونيا ثم أستطردت
" إتصل جونز وأخبرني بأن أتناول الطعام لأنهُ سوف يتأخر في عمله لذلك تناولت الطعام وغسلت الصحون مثل أي يوم عادي بعدها فتحة التلفاز لتمضية بعض الوقت ، في هذه الأثناء قدم جو نحوي حيث كان قد أستيقظ من النوم ، بدا باللعب قربي وأنا أكملت المشاهدة إلى أن انتهاء البرنامج ثم أغلقت التلفاز، بعدها بقيت أنتظر جونز إلى أن أنتبهت إلى غياب جو توجهتُ نحو غرفته و وجدتهُ .. "

صونيا أنخرطت بالبكاء ولم تكمل حديثها ...

تكلم شان مواسيا
" لا تقلقي سيدة كيم سأحاول اخراجك في أقرب وقت .... والآن سأسلكِ سؤالا هاما وأعتذر أن كنت إضغط عليكِ وأنتِ في مثل هذا الظروف ولكن هذا لمصلحتكِ ، هل أنت واثقة من إعطائه الدواء في موعدهُ ؟ حيث جاء في تقرير التشريح أن جو لم يتناول علاجهُ منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة فهل كنتِ ملتزمة في إعطائه الدواء في موعده ؟ أرجوكِ ركزي في إجابتكِ "

.
.
.
.
.
.
.
.
.

8: 45 pm

كان جونز في منزلهِ يعاين غرفة أبنه ويحدق بالصور التي تملأ الجدران وبينما هو يتجول فيها رن هاتفه من المشفى رفع السماعة ليتكلم الطرف الآخر

" سيد كيم لقد فعلت ما أخبرتني به وأعدتُ فحص الجثة وأود أخبارك أن النتائج كما هي، فقد أثبت التشريح الجنائي أن الصغير لم يتناول دوائه منذ أكثر من يوم، لذلك أقترح عليك أن تعين محاميا حاذقا "

أجابهُ بعد مدة من أسيتيعاب الخبر بصوت مختنق

" أشكرك يا حضرة الطبيب لأعلامي "

ثم اغلق الخط بشرود أخذ برهة تفكير قبل أن ينطلق كالمجنون إلى خزانة الادويه حيث علب الدواء ، اخذها وفتحها بسرعة ليجد بعض حقن الانسولين فارغة وتحتوي على النقص أي أنها قد استخدمت .. حينها صرخ في الهواء

" إذن كيف؟ ... كيف يخبرني بأنهُ لم يتناول علاجه؟هناك خطب ما "

.
.

9: 00pm

جلس شان في مكتبه يقرأ ملف القضية جيدا يحاول أن يعلم كيف وصلت قطعة الحلوى إلى الصغير ؟ ثم إتصل بجونز يستفسر بعض الأمور كان جونز لايزال يقلب الّبوم الصور وينظر إلى صورة طفله مع تذكر اللحظات التي قضاها معه .

حيث قطع رنين الهاتف تأملاته ، رفع السماعة بشرود وأجابه
" مرحبا سيد بارك هل من جديد ؟ "

" جونز هل أستطيع قراءة ملف صونيا وجو الطبي ؟ "

" كما تشاء سأحضره غدا لك "

وقبل أن يغلق شان الخط تكلم

" شان أتمنى أن أسمع منك أخبار طيبة، تفرحني بأفراج صونيا "

" بالتأكيد "

.
.
.
. . .

توجهِ جونز نحو غرفة وفتح الأدراج حيث يضع الملفات التي يحتفظ بها ثم أستخرج مجلدين قلبهما بحزن وهو يلاحظ ملف جو وكيف جاهد في الحفاظ عليه ولكنه للأسف لم يستمر طويلا ، يشعر أنه غارقا في بحر من الحزن والأسى فزوجته أصبحت متهمة بقضية موت طفله، ولكنهُ موقن كل اليقين بأنها بريئة، وأن شخص لا يعلم من يكون قد فعل هذا ! فهو لا يذكر أن لديها اعداء، كذلك لا يظن أن زوجته المسالمة قد تكون لديها اعداء فهي لا تؤذي حشرة فكيف بطفل مريض .

وهو يفكر كان يقلب الملف الخاص بصونيا ، وبينما هو يقلب وجد ورقة ممزقة أستغرب تمزقها وفكر ربما يكون جو من مزقها دون قصد ، ثم بدأ يبحث عن الورقة المفقودة ولكن لا أثر لها، بيد أنه لم يجد حلا سوى الذهاب إلى المشفى الذي نقل جونز إليه أوراق صونيا لهُ لأستلام دوائها في كل شهر ، حيث قد استبدل المشفى بعد الزواج مع مشفى أبنه .

أرتدى أول ثياب تقع عيناه عليه وغادر بعجل فهو يريد أن يحضر الأوراق ويقدمها إلى شان بسرعة حتى ينتهي هذا الكابوس ويخرج زوجته في أقرب وقت لم يعد يحتمل بقائها أكثر في الحجز ، يخشى عليها بأن تصاب بحالة نفسي .

وصل إلى مشفى كوڤيان ثم سأل موظفة الباب عن المكان الذي يحتفظون بملفات المرضى، فقامت بالإتصال بأحدى الممرضات لتحضر لهُ الملف، قدمت ممرضة أخذتهُ إلى الطابق الثالث ثم ساروا في دهليز طويل، بعدها وقفت أمام أحد الأبواب وأستطردت

" سيد كيم الملف الذي تريدهُ يقع في قسم 5 خانة رقم 3 ، أما أنا أعتذر لقد جائني إتصال طارئ من أحد المرضى "

أجابها جونز بهدوء

" شكرا أستطيع أن أخذ الملف وحدي يمكنكِ الانصراف إلى عملك "

دخل المخزن وتوجه نحو الممر المطلوب ، ليشاهد امراة تحاول احراق أحد المجلدات ، توجه نحوها بسرعة وقبل أن تحرق المجلد سحبهُ من يدها ثم تكلم بلهجة صارمة
" لماذا تحاولين حرق المجلد ؟ "

عندما أنتبهت إلى هيئة جونز توسعت عيناها ثم أذدرأت ريقها بخوف بينما الأخر فتح المجلد ونظر المحتوى لمن يعود حتى تفاجئ وتوسعت بؤبؤتيه وهو ينظر نحوها بصدمة .

__________^____^__________

* شريط مراقبة الموضوع في الشارع

ارائكم :

توقعاتكم :

اقتراحاتكم :

See you later my dear :

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top