2- صدمتان

Vote &comment 🌚
قراءة ممتعة : -
.
.
.

كان جونز يعمل على حاسوبه في مقر عمله الذي يبعد شارعين من منزل اقامته .

بعد أن أنتهى من تدقيق آخر برنامج وإطفاء الحاسوب دخلت عليه موظفة من القسم الأخر كانت متوسط الطول تميل إلى البدانة ترتدي فستان ازرق قصير نسبيا .

قام و أعطاها الأوراق المنجزة في المشروع ، ما أن خرجت من الباب حتى دخلت صونيا بفستانها الزهري المنقوش ثم هتفت بأبتسامة
"مفاجأة "

" أجمل مفاجأة ... هلمِ إلى مكتبي المتواضع "
قال هذا وهو يفتح ذراعيه حتى يجلسها في حجره .

أحاطت صونيا ذراعها حول عنق جونز ثم قالت في غيرة مصطنعة

" جون هل تحبني بشدة لدرجة إنك لن تفكر في يوم ما أن تنظر إلى أمراة غيري ؟ هل تجدني الزوجة المثالية التي تكفي لسد جميع متطلباتك "

أبتسم جونز وهو يشد في عناق صونيا وقربها إلى جسده أكثر ، يود لو يستطيع أن يضعها في قلبه تعبيرا عن حبهُ لها

" صونيا إياكِ وأن تفكري في أنني سوف أنظر إلى فتاة أخر غيرك ، فأنا أسير في حبك ، أنتِ الشخص الذي عوضني عن الحزن الذي بداخلي، أنتِ الذي لون حياتي "

أرادت صونيا أن تقبل جونز ولكن صداع قد داهمها فوضعت يدها على رأسها ، حينها تحدث جونز بقلق

" حبيبتي هل أنت بخير ! "

" لا تقلق أنهُ مجرد صداع خفيف "

" هل تناولتِ دواءك ؟ "

ضحكت قائلةٌ " أنا إلى الآن لا أصدق كيف قبلت بي ، أنت لديك شخص مريض وأنا أتيت أضيف عناء إلى عنائك ! "

" لا تتفوهي في مثل هذا الحديث سوف أشعر بالحزن، كذلك أنتِ لست أردتِ ذلك أن يحدث ! هذه مشيئة الله "
قال هذا ثم قبل رأسها بلطف .

بعدها همس " أتمنى الآن أن صداعكِ قد زال "

همست قرب أذنه
" وهو كذلك "

.
.
.
.
.
.
.
.
4: 00pm

كانت صونيا جالسة على الأريكة ، تشاهد الرسوم المتحركة بملل وبحجرها يتربع جو عندما دخل جونز وهو يحمل كيس معه .

أنتبه إليهِ جو لينهض ويهرول نحو جونز بسرعة حملهُ الأخر قائلًا " حبيبي الصغير كيف حاله ؟"

أجابهُ بفرح " جو بخير "

" هل كنت مطيعاً مع ماما صونيا أم أرهقتها ؟ "

" جو كان مطيعًا لقد سمع الكلام "

طبع جونز على رأس أبنهُ قبلة مكافئة لهُ بينما صونيا توجهت نحوهما ليكمل جونز عناقه لها

.
.
.
.
.

. بعد أنتهاء جونز من تجهيز وجبة العشاء ، قدمت صونيا قائلةٌ " هل تحتاج إلى مساعدة ؟ "

" لقد إنتهيت من تجهيز كل شيء، فقط بقية السلطة دقائق وأستدعيكما إلى المائدة "

" دعني أنا أكمل عوضا عنك ؟ "
قالت هذا وهي تلتقط السكين من يد جونز ، بينما الأخر أبتسامة أمتنان قد زينت شفتيه .

بعد الإنتهاء من تناول الطعام كانت صونيا منهكة بغسل الثياب ، دقائق حتى قدم جونز وسألها

" حبيبتي هل أعطيتِ الدواء إلى جو ؟ "

أستغرقت صونيا بضعة دقائق لتتذكر أن كانت قد أعطت الطفل العلاج ام لا ...

بعد برهة أجابتهُ بأرتباك
" أعتقد أنني قد أعطيتهُ الدواء "

" وأنتِ هل تناولتيه ؟ "

ضحكت صونيا ثم أجابت بصوت منخفض خجول
" نعم ، أنا سعيد كونك قلقً علي "

جونز بعبوس
" ولما لا أكون كذلك؟ أولستِ زوجتي وحبيبتي ؟ "

أقتربت صونيا نحوه و وضعت قليلًا من رغوة الصابون على إنف ، ليقهقه جونز من تصرف زوجتهِ الصبياني

" أرى أنكِ أصبحتِ تقلدين جو في أفعالكِ الصبيانية "

" ألا يحق لي أن اللهو معك ؟ "

أجابها جونز بوضع بعض الصابون على وجنتها ضاحكا

.
.
.
.
.
.

. أحضر جو كرتهِ الصغيرة ثم قال مخاطبًا صونيا
"

جو يريد أن يلعب ؟  "

" حبيبي العب بهدوء دون أن تؤذي نفسك "

" جو سوف لن يؤذي نفسه "

قبلتهُ صونيا من رأسه قائلةٌ
" أنت فتى مطيع "

توجه جو إلى الغرفة المجاورة وبدأ بالعب في هذه الأثناء رن جرس المنزل ،توجهت صونيا نحو الباب وفتحته وجدت زميلتها المقربة تشين تهلل وجهها بقدومها بهذا الشكل المفاجأ

" تشين صدفة جميلة أن تأتي لزيارتي ؟ "

" أعتذر لعدم أستطاعتي المجيء في يوم زفافك لقد كنتُ مسافرة "

" لا بأس بذلك .. تفضلِ "

أدخلتها إلى غرفة الجلوس ثم أحضرت لها علبة صودا

" لما أتعبتِ نفسكِ فأنا لست غريبة؟ "

" أنتِ صديقتي المقربة كيف لا تريدين أن اضيفكِ؟ "

قهقهت قليلًا ثم بادرت تشين بالسؤال
" كيف حال الزواج معك ؟ "

" ممتاز جدا ،فالرجل الذي تزوجتهُ لا يقصر معي أبدا "

" هذا جيد جدا "

في هذه الاثناء مر جو من جانبهم وهو يحمل كرتهِ بيده ، تكلمت تشين بتعجب
" من هذا الصغير ؟؟ "

" أنهُ أبن زوجي وأنا أعتبرهُ أبني "

" صونيا كيف تزوجتِ شخصًا كان متزوجاً ؟ وفوق هذا لديه طفل ؟ "

تكلمت صونيا بضيق من كلام زميلتها

" مابكِ تشين ؟ وماذا في الأمر أن كان متزوج ؟ هو رجل دارس ومتعلم ولديه جميع المؤهلات الزوج الصالح، كذلك أنتِ تعلمين انني مريضة كان جيدً منه أنهُ قبل بي "

" أعتذر صونيا أن كنتُ قد أغضبتكِ "

" لست غاضبة "

" من أنفعالك تبدين لي أنكِ تحبيه جدا "

أجابتها صونيا ببعض الخجل
" ولما لا أحبهُ أنهُ ينفذ جميع إحتياجاتي، لا يقصر معي في شيء "

" أنا سعيدة من أجلك كونكِ وجدت الشخص الذي تحبيه "

أبتسمت صونيا للأخرى .

بعد ساعة من الحديث المتواصل ودعت صونيا زميلتها ثم توجهت إلى غرفة جو ، بعد أن أخذت حقنة الانسولين لتعطي الدواء للصغير .

وجدتهُ يلعب بدبهِ المحشو ما أن شاهدها حتى تغيرت ملامحهُ إلى كأيبة ممزوجة بالحزن

خاطبتهُ بحنان
" لما أراك حزين ياحبيبي ؟ "

تكلم جو وهو ينظر إلى الأسفل
" جو فقط يتمنى أن يتخلص من هذا الدواء، هو لا يحبه .. جو يعلم أذا لم يأخذه سيكون جون حزينا جو لا يريد أن يجعل جون حزينا "

أحتضنت صونيا الصغير بدفئ
" لا تحزن ياحبيبي أعدك في يوم ما سوف تتخلص من كل هذا العذاب "

تكلم الطفل بشك
" هل حقًا جو سوف يتخلص منه ؟ "

" نعم ، بالتأكيد سوف تتخلص منه "

أبتسم الطفل بسعادة وهو يعانق صونيا

" جو يحبكِ كثيرًا "

" وأنا أحبك أكثر "

بعدها بدأت بأغداق الصغير بالقبل

.
.
.
.

كانت صونيا تجلس على الأريكة في الغرفة المطلة على بهو المنزل في أنتظار قدوم جونز من عملهِ ، حتى أنتابها صداع جعلها تمسك رأسها غير عالمَة بما يحدث حولها .

لم تستفق من الصداع ألا بعد مدة ، نهضت من مكانها قاصدَ الذهاب إلى غرفتها لأخذ الدواء

وفي طريقها نظرت إلى غرفة جو ،أستغربت من الهدوء الذي يعُم منها ،فكرت ربما جو قد نام او أنهُ يلعب بغرض يخص جونز .

دخلت غرفة الصغير و وجدتهُ مستلقي على الارض .

ضحكت بخفة قائلةٌ
" ياه ! الأطفال حقًا متى ما شعروا بالنعاس ناموا ولم يهتموا إلى المكان الذي سينامون عليه ! "

أنهت حديثها وهي تتوجه نحوهُ لتحملهُ، حتى أنتبهت إلى يد جو التي تمسك شيء، وسعت عينيها عندما لاحظت قطعة الشكولاته في يده

ركضت نحو الصغير و حملتهُ بسرعة ثم بدأت تحرك وجنتيه على أمل أن يستفيق ، حركتهُ يمينا وشمالا
هزت جسده، لكن جسد الطفل كان باردا كالثلج لا يبدي أي أستجابة .

دموع صونيا أصبحت كالسيل وهي تنهمر من مقلتيها وهي تحتضن الصغير بقوة مع التحدث بحشرجة
" جو أستفق ... بدأت تخيفني كثيرا .. جون سـ يعود قريبًا عليك بالنهوض لأستقباله ... "

أنقطعت الكلمات من فم صونيا وهي تشد في أحتضان الصغير .

دخل جونز المنزل وهو يلاحظ السكينة ، أستغرب هدوء المكان توجه نحو غرفة طفله ما أن رأى الاثنان حتى هرول نحوهم ثم أخذ جو من ذراعها الاخرى .

حملهُ بسرعة ثم حركهُ، لكن الصغير لا يرضى أن يحرك إنشاً، تكلم جونز بصوت منخفض يخاطب طفلهُ " حبيبي أستيقظ أنت لا يمكنك أن تقلق والدك هكذا؟ لا يمكن أن ترحل وتتركه وحيدا ؟ "

في غضون عشرون دقيقة كانوا قد وصلوا إلى وحدة الطوارئ ، ما أن كشف الطبيب على الصغير حتى هز رأسهُ متأسفا بعدها أستطرد
" يؤسفني اعلامك بأن طفلك قد فارق الحياة منذ ساعة نتيجة أرتفاع المفاجأ في نسبة السكر في الدم ادت إلى وفاته "

وقف جونز مدة من الزمن يحاول أستيعاب كلمة أن جو قد فارق الحياة ، فقد دخل في حالة صدمة شديدة جعلتهُ أخرسًا عن الحديث لا يستطيع أن ينطق بحرف واحد .

بينما صونيا جثت على الارض منهارة شعرت أن قطعة منها قد أنفصلت عن جسدها .

سار جونز عدة خطوات في ممر المشفى قبل أن تعلو صرخات صونيا في رواق لا تتحمل أن جو قد مات سريعا هكذا .

قدمت أمراة شابة في عمر العشرينيات تميل إلى النحافة مع شعر طويل نسبيا وبشرة سمراء توجهت نحو جونز وصرخت في وجهه بصوت مملوء بالحقد

" قتلت أبني لماذا ؟ ... ها لماذا قتلته أجبني ؟ .. وانت تدعي حبك له؟ أين ذهبت جميع تراهاتك التي اقعدت الدنيا بها ؟ وانت تقول طفلي الذي لا يمكنني أن استغني عنه ، ذهبت وتزوجت امرأة أخرى ونسيت حبك له .. كيف تتجرئ على قتل أبني الوحيد ؟ يجب أن تعاقب على فعلتك ... "

ثم دخلت في نوبة بكاء نظر جونز نحوها بنظرات أشبه بأن تكون محبطة حيث الصدمة التي فيها جعلته لا يستوعب أنهُ فقد كبد فؤاده ، أبنه الحبيب الذي حاول بجمع الطرق أن لا يجعل الموت يخطفه

. . . . . . .

.
.
.
.
.

- يوم الجنازة -

كان جميع معارف جونز في العمل كذلك جيرانه المحيطين قد حظروا في جنازة الصغير .

رفعوا الرجال التابوت وفتحوه حتى يلقي جونز نظرته الأخيرة نحو طفله .

توجهت كريستال نحو جونز وقامت بصفعه بعدها تكلمت بصوت باك
" لا اصدق انك قتلته؟ اين ذهب جميع الحب الذي تتحدث عنه؟ انت أناني لا تريد الا نفسك ، ذهبت وتزوجت ونسيت أبنك بسرعة، لا اصدق أن الحب أعماك لدرجة انك فضلت شهوتك على طفلي ! ... صغيري المسكين ... "

علت صرخات كريستال في أرجاء المقبرة ، صونيا لم تتحمل كلامها السليط أكثر وضعت كفها على وجهها وأنخرطت بالبكاء بصمت

تقربت كريستال نحو جونز أكثر ثم مسكته من سترته وهي تصرخ
" أجبني لما أنت هادئ الم تقل أنك سوف تعتني به أين ذهب هذا كله؟ هل كان مجرد كلام قلته لتصب جام غضبك علي؟ وقتها وقلت أنكَ ستتكفل مهمة العناية به "

جونز لم ينبس بحرف واحد حيث لا يزال تحت تأثير الصدمة وأكتفى بالنظر نحوها بنظرات الخذلان .

في وسط معاتبة كريستال لجونز وصوتها الحاد ، قدم رجال الشرطة واقتحموا المقبرة

... توجه المحقق نحو جونز ثم تكلم بصغة الامر

" سيد جونز كيم يؤسفنا أخبارك بأننا أصدرنا مذكرة اعتقال إلى زوجتك صونيا كيم، بتهمة قتل الطفل جو حيث أن السيدة كريستال زوجتك السابقة قد أصدرت اتهام نحوك، مفادهُ أنها تعمدت قتل طفلك ، لذلك سوف نوقف عملية دفن الجثة ونأخذها إلى وحدة التشريح ونعيد معاينة الجثة "

بعدها أستدار المحقق نحو صونيا ثم أستطرد

" سيدة كيم من الأفضل التزام الصمت فأي كلام ستقوليه الآن سيعتبر دليل ضدك إلى حين أثبات دليل برائتك "

وضع رجال الشرطة الاصفاد في يد صونيا التي كانت في حالة من الحزن العميق الممزوج بالصدمة ، ثم ساقوها إلى حيث سيارتهم .

بينما جونز في وسط صدمته الأولى التي لم يتخطاها بعد ، فوجئ بصدمة أكبر جعلتهُ يُشل جميع جسده وهو يرى زوجته تعتقل من قبل رجال الشرطة .

____________"____"____________

🌹🌹🌹🌹

If you loved the part please-

-💭 & ❤ -

See you soon

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top