1- لقاء

Vote &comment 🌚
قراءة ممتعة : -

في احد ايام الربيع حيث ذرات الهواء تداعب من هب و دب بنسمات رياح طفيفة تبعث السكينة في النفوس ، توجه الرجل إلى الصيدلة ليبتاع بعض الدواء هو و طفله

كان طويل القامة عريض المنكبين، أسمر البشرة، ذو شعر اسود مجعد .

وخلال نقاشهُ مع الصيدلاني الذي تباطئ في أعطائه العلاج ، غفل عن الصغير الذي ركض بسرعة لاعباً على الرصيف

.
.
.
.

بينما في جهة أخرى كانت صونيا تسير شاردة التفكير ولم تنتبه الى الامام ، فتاة طويلة نسبيا بجسد ضعيف، ممشوق القوام مع بشرة بيضاء باهتة، وشعر اصفر .

حيث صادف أن الطفل ركض بأتجاهها بسرعة بدرجة افقدتهُ السيطرة ، مُصطدم بها

مؤديا إلى وقوع الطفل على الأرض الصلبة , محدثةٌ خدش بسيط باليد ، دُهِشت صونيا من الصغير الذي اصطدم بها وحاولت أن ترفعهُ

لكن الطفل ارتعب وبدأ يصرخ مع تحريك جميع اطرافه بعشوائية

ليضرب أصبعهُ المجروح بالأرض مؤديًا إلى صراخهُ بشكل رهيب

أنتبهت صونيا على الجرح الذي في يده قد بدأ يقطر دماً ، أستخرجت منديلًا من جيبها ضغطت على الأصابع محاولةٌ إيقاف النزيف وتهدئة الطفل بكلمات مهدئة وهي تنظر إليه بقلق

لاحظت ملامح الصغير بتمعن، حيث كان
طفلًا مختلاً ( متلازمة داون ) ضعيف البنية بدرجة كبيرة لدرجة بروز عظام فكيه مع جحوظ عيناه

مما جعل صونيا تشفق عليه أكثر على الطفل المصاب

نظرت إلى الجرح الذي يأبى أن يلتئم * مما جعلها ترتعد أكثر على الصغير وحاولت الضغط عليه بقوة لكي توقف النزيف .

بينما هي ماسكَ أصبع الصغير ، قدمَ والده ليأخذ الطفل منها ثم صرخ عليها بصوت أجش
" ماذا فعلتِ له ؟؟ "

قال هذا ثم بدأ ينفض الغبار من صغيره

أجابته صونيا بأرتباك واضح
" لـم أفعل.. شيء .. لقد "

تكلم الطفل ببكاء " لقد ضُرِبت جو ..
جو لقد جُرِح .. "

قال هذا وهو يُريه الاصبع المصاب

احتضن الرجل أبنهُ برقة وحنان بينما لا يزال الطفل يصرخ " الخالة لقد أوقعت جو .. الخالة لقد جرحت جو.. "

همس الأب مواسيا
" لا تقلق سأعاقب الخالة "

تكلمت صونيا بتقطيع
" كلا .. لم أفعل ذلك .. لقد اصطدم بي .. "

حاولت أن تشرح للوالد ما حصل ولكن الاب كان قد ذهب تاركا صونيا تتخبط بحزن بسبب حصولها على اتهام باطل .

.
.
.
.

مرت سبعة أيام على حادث وصونيا كانت طوال الفترة تتمنى أن تلتقي بوالد الطفل حتى تشرح لهُ الموقف بشكل أكثر دقة ، فهي لم تقصد إيذاء الصغير على الرغم من كونهُ مجرد حادث ألا أنها شعرت بتأنيب الضمير على الصغير

ثم تذكرت نظرات الأب الغاضبة والحاقدة عليها فخاطبت نفسها

" من الغضب الذي أبداه يبدو متعلق بطفلهِ بشدة وهذا أمر قليلًا ما نلاحظهُ في هذا الزمان حيث الاباء سوف تتخلى عن ابنائها مع اقل تعوق يلاحظوه فيهم .

.
.
.
.
.

كانت صونيا تتمشى في البارك ( متنزه )

لاحظت الصغير من بعيد يلعب برمال المخصصة لبناء القلاع عليها ،

فكرت ربما إذا تصالحت مع الصغير فأنها تستطيع أن تبين الموقف لوالده بدقة أكبر

توجهت نحوهُ بأبتسامة رقيقة ثم قالت بلطف شديد
" ماذا تفعل ياصغير ؟"

أجابهُ " جو يصنع بيتاً لجون "

" أنا أدعى صونيا وأنت ما أسمك؟"

" جو إسمهُ جو جونز "

وضعت صونيا يدها على شعر الطفل وبدأت تبعثرهُ بعشوائية ثم قالت

" أنت صغير لطيف جدا، وأتمنى أن أصبح صديقتك "

ضحك الطفل ببراءة قائلًا
" جو لا يعلم ما معنا صديق ؟ جو لم يلتقي بواحد "

أحسّت صونيا في الحزن في قلبها وفسرت أن تعوق الطفل يجعل الأطفال لا تقترب منه .

تكلمت موضحة
" الصديق يعني شخص يلعب معك دائما ، يقهقه معك بسعادة، يكون بقربك "

" تعنين شخصًا مثل جون ؟ "

" نعم .. جو أنت فتى جميل، وأنا سعيدة أنك أصبحت صديقي "

جو هتف بسعادة
" جو جميل .. جو جميل "

" جو ما رأيك أن أشتري لك المكسرات والحلوى؟ أظنها ستعجبك "

هتف الصغير مع ابتسامة واسعة
" جو يحب المصيص "

" من الجيد أنني الآن أمتلك واحدةٌ لك "

ثم أستخرجت من جيبها مصيص وقدمتها إليه قائلةٌ

" هذه هدية لك كونك فتى مطيع ويسمع كلام أبيه "

فرح الصغير بأتساع وهو يأخذها من يدها .

ما أن أراد الطفل وضع المصيص في فمهِ، حتى جاء والد الفتى وأختطفها من يده بقوة ، جعل جو يصرخ بقوة ثم قام يبكي بشدة وهو يضرب والده مع الصراخ
" أكره جون .. أكره جون "

الوالد بلطف

" جو إهدئ أنها سيئة صدقني .. أن طعمها مر وغير لذيذ .. سأشتري لك شيء أجمل منها أعُدك "

هنا صونيا لم تتحمل تصرفات الأب ثم صرخت هي الأخرى
" لا تخف لم أضع لهُ السُم حتى أقتله .. كذلك في ذلك اليوم هو أصطدم بي وسقط ثم جرح نفسه وأنا لم أفعل لهُ شيء يؤذيه، أردت فقط إيقاف النزيف لكنهُ خاف مني ثم أخبرك بأمور لم افعلها "

أكملت حديثها بنبرة واضحة وحادة نوعا ما

نظر جونز إلى صونيا بنظرات حادة مضيق بؤبؤتيه ثم قال بصوت عميق

" لانهُ مصاب بالسكري ولا اعلم أي لعنة احضرتك إليّ حتى تتسببين في قتل طفلي، فأي حلوى يتناولها يعني تدهور في صحته وربما قتله"

كان جو لا يزال يصرخ مع ضرب الارض بأقدامه وهو يوجه ضرباته نحو جونغ ببكاء

صُدِمت صونيا من جواب الأب وتخبطت غير عالمَة بما تجيب فهي لم تكن تعلم بمرض جو حتى تتقصد إذيته .

قاطع شرودها صوت جونز قائلًا
" هل إحدهم بعثكِ نحوي لتسببِي لي في مشاكل في غنى عنها "

ما أن أنتهى جونز من حديثهِ حتى علت صرخات جو في المتنزه
" أنا أكره جون .. جون لا يحب جو .. لا أحد يحب جو "

جونز أحتضن الطفل بدفئ لتهدئته
بينما لا يزال يصرخ جو
" جون لا يحب أن يعطي جو الحلوى .. هو دائمآ سيء معي "

تكلم جونز بصوت منخفض
" جو لا تبكي سأشتري لكَ الحلوى التي تريد.. " **

قاطعهُ جو ببكاء
" جون يشتري الحلوى الرخيصة.. جو لا يريدها ، يريد تلك التي أخذتها منه .. لا أحد يعطي جو الحلوى التي يحبها "

صونيا وضعت يدها على فمها وإستدارت معطيةٌ ظهرها إلى الاثنين لم تعد تطيق رؤية الطفل المنهار أمام والده
كان مظهرهُ يقطع القلب .

مضت خمس عشرة دقيقة حتى لاحظت أختفاء صوت الصرخ ، إشاحت نظرها لتشاهد أن الطفل قد نام في أحضان والده من كثرة البكاء.

حملهُ الإخير بهدوء وغادر بينما صونيا كانت تراقبهم وهي تشعر بالحزن على طفل الذي لم يبلغ الحُلم لديه كل هذا .

.
.
.

كانت صونيا خلال هذه الأيام تتواجد في الاماكن التي التقت بها الطفل و والده
شعور غريب جعلها تتعلق بالطفل بشدة على الرغم من كثرة العاهات التي لديه

كانت تجلس في الحديقة تنتظر طويلًا على أمل أن تلتقي بهم ولكن دون جدوى لتغادر عائد إلى منزلها

في أحد الايام

أسترخت صونيا على سريرها ونامت لمدة غير معلومة ثم استفاقت من نومها ، توجهت نحو المغسل وغسلت وجهها بعدها جلست على الاريكة وشغلت التلفاز ثم بدأت تقلب بين القنوات بملل إلى أن رن جرس باب الشقة

أستغربت الأمر فهي فتاة انطوائية وصديقتها المقربة الوحيدة لم تتصل بها لتخبرها بزيارتها

توجهت نحو الباب ونظرت من المرآة السحرية لرؤية الطارق

تفاجأت بالرجل هو وصغيره يقفون خلف الباب
بينما كان جو يضغط على زر الجرس كل ثوان معدودة

ارتبكت من قدومهم المفاجأ ثم خاطبت نفسها
" كيف علموا اين اسكن "

اصلحت نفسها وعدلت ثيابها مع ترتيب تسريحة شعرها ، نفخت الهواء من فمها ثم فتحت الباب بابتسامة واسعة

أبتسم جونز بخفة ثم أردف

" اه.. مرحبا كيف حالكِ ؟ "

" أهلا. "

" ارجو أنني لم أحضر في وقت غير مناسب "

هزت رأسها ثم اكملت
" ابدا تفضلا بالدخول "

دخل الاثنان المنزل ليتكلم جونز
" في الحقيقة من أين ابدأ .. لنتعرف أولًا أنا أدعى جونز كيم "

ابتسمت هي الأخرى و قالت
"وأنا صونيا جاكسون تشرفنا "


ركض جو نحوها واحتضنتهُ ثم حملتهُ بحنان

بلل جونز شفتيه ثم أستطرد
" أن جو تعلق بكِ كثيرا، ولقد أصر علي أن اصطحبهُ إليك لذلك أعتذر مرة أخرى من زيارتنا المفاجأة "

" على العكس أنا سعيدة جدا بقدومكم، يمكنكم زيارتي في أي وقت تشاؤون "

أشارت إليهم بجلوس على الأريكة بعدها أحضرت إليهم قدح القهوة الساخنة لجونز والشبس المملح لجو و قد سُعِد كثيرا به .

تكلم جونز ببهجة

" صونيا أنا ممتنا لكِ حقا ،لا تصدقين دهشتي حينما تذكركِ جو والح علي بأن أخذهُ إليكِ، حيث أخبرني بأنكِ صديقته ، لو تعلمين كم هذا يعني لي الكثير أن اجد شخص يهتم بجو .. فجو بالنسبة لي هو كل ما أملك في الحياة، لذلك كنت سعيدا عندما لاحظت حبكِ أتجاههُ"

ضحكت صونيا ببلاهة
" الأمر فقط أنا أحب الأطفال كثيرًا، لذلك لقد تعلقت به "

بعدها تحدث الاثنان في أمور شتى وكانت أغلب حديثهم عن جو .

.
.
.

تكرر زيارة جونز إلى صونيا كثيرًا خلال الشهرين الماضيين ، كون طفله تعلق بها ، وهذا الشيء قد اُعجِبَ جونز كون أبنه قد اختلط مع احدهم .

بدأ جونز بسرد قصته إلى صونيا وهم جالسين على الأريكة في غرفة الجلوس في منزلها

" بعد زواجي بعام رزقت بجو وقد ولدَ متخلف العقل منذ الولادة ثم أكتشفت بعد أشهر مرضه بالسكري مما أدى إلى زيادة مهمة العناية به وخصوصًا في مواعيد العلاج يجب أن تكون دقيقة وفي موعدها الصحيح ، مما جعل زوجتي تشمأز منه .. تخيلي لقد وصل بها الأمر أن أخبرتني بعد أن أصبح في عمر السنة بأن أرميه في أقرب حاوية لم تعد تتحمل العناية به، وتضجر لأنني اعتني بجو أكثر منها ، لذلك قمت وطلقتها فأنا لا أريد أن ارتبط بأمرٱة مجنونة تقارن نفسها مع طفل مريض بجميع العلل ...
بعد انفصالي عنها عانيت في مهمة البقاء مع جو خلال ساعات العمل وقد استقال كل من اوظفه في مهمة العناية به،  بعدها بدأت أخذه معي إلى العمل، إلى أن أصبح في سن الثالث قمت و وضعتهُ في الحضانة لمدة سنة إلى أن جاء ذلك اليوم

- في الماضي -

ذهب جونز إلى الحضانة لأحضار جو ، وجد المعلمة ليسألها عن أحواله وبعد أن طمأنته بأنهُ فتى هادئ منعزل عن زملائه لا يؤذي أحدهم
ولا يشعبث

توجهَ إلى حيث الغرفة التي يتواجد فيها طفله
وقبل أن يدخل
سمع صوت طفل يكلم زميله
" أنظر إلى هذا الفتى ! أنهُ قبيح إياك و الاقتراب منه "

الأخر بفزع
" واا.. أنهُ مخيف كأنه مخلوق فضائي"

حينها جو لم يُحتمل ركض خارج الصف ليصطدم بأباه باكيا مع صراخ
" يقولون أن جو قبيح .. "

جونز نظر نحو الاطفال، وجد أن الاطفال أعمارهم أصغر من أبنه لذلك لم يستطع أن يصرخ فيهم

أحتضنهُ جونز بدفئ
" جو أنت جميل جدا ، أنت أجمل شخص أمتلكهُ في هذه الحياة "

بينما الصغير صرخ
" جون يكذب ، جو قبيح ..
لا أحد يحب جو ..
جو لا يريد الذهاب إلى الحضانة ثانية "

على الرغم من إعتذار الاطفال إلى جو ، بعد أن أقنعهم جونز بسوء التصرف الذي فعلوه بزميلهم وترجوه بالعودة إلى الحضانة إلا أنهُ اصر على عدم الذهاب ثانية .

- انتهى -

وأصبح حينها أشد عنادً وأكثر صعوبة في التعامل معه ، بعد هذه الحادثة بشهر التقيت بكِ وأعجبت كثيرا كون جو قد اختلط مع شخص أخر غيري "

كانت صونيا تصغي إلى جونز دون إنقطاع ثم أصبحت غير مهتم لمضمون الحديث كل ما يهمها هو أن تسمع صوت جونز ذات النبرة الواضحة التي تنم على رجولة قائلها .

إلى أن قطع تأملها سؤال جونز المفاجأ
" صونيا هل تقبلين الزواج بي .. أنا سوف لن اطلبَ منكِ الكثير سوى أن تهتمي بمواعيد دواء جو ، لا شيء أخر حيث في الواقع يوجد خادمة تقوم بجميع الاعمال المنزلية أضافة إلى الطبخ اما المربيات التي استأجرهن لا يصمدن لأسبوع ، حيث أصبحتي تعلمين طبع جو ، صعب المراس بسبب طبيعة المرض علاوة إلى التخلف العقلي الذي هو فيه ... صونيا أنا لا أريدكِ الآن أن تجيبيني عن السؤال خذي وقتك فأنا في الأخير لا أريد أن أرهقكِ بحياتي "

صونيا اعتلى وجنتيها تلال وردية وأخذت برهة تفكير ليست بقصيرة ثم أردفت بتردد
" أنا لدي شيء أود أطلاعك به .."

" تفضلي "
أجابها بسرعة

" في الحقيقة .. أنا أيضا مصابة بمرض الشقيقة (صداع نصفي) فإذا كان هذا لا يهمك ..أنا ليس لدي مشكلة في الأرتباط معك "

صونيا تخبطت في أخر حديثها خائفة من أن يغير الآخر رأيهُ فيها ، ما أن انتهت من كلامها حتى عانقها جونز بسعادة قائلًا
"شكرا لك "

هنا صرخ جو عندما لاحظ والده يحتضن صونيا
" وأنا وأنا أيضا "

قالها وهو يركض نحوهم ليقهقه الاثنان عليه .

.
.
.
.
.
.
.
.

* المصابين بمرض السكر يواجهون صعوبة في تخثر الدم عندما يجرحون

** الحلوى التي قصدها هي حلوى مخصصة للاشخاص المصابين بمرض السكر حيث تكون خالية الدسم وقليلة نسبة السكر

🌹🌹🌹🌹

If you loved the part please-

-💭 & ❤ -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top