شاحبة🥀

شاحبة.... كصباح ربيع اشتاق لليالي الشتاء.... أكهَلَ قلبها توالي الصفعات.... فما عاد لها ردة فعل.... ما تلقاه هو اللامبالاة .... حين تلمح ذاك الشيء المشابه لخاصتها هي ستتعرّف عليه ....ستتعرف عليه كما تعرف الأمّ وليدها الوحيد من بين الكثيرين.... ستذبل عيناها لملاقاته.... كما لو كانت تتمنى أن لا يشابهها أحدٌ ما بهذا.... لم ترد لأحدٍ أن يشاركها التجربة نفسها.....

"هههه أجل تلك المعلمة لطيفة لكن في ظروفٍ أخرى ب..." كانت ريم تتحدث حتى وصلتها رسالةٌ ما

: إنه على الجسر أظنه يحاول إنهاء حياته ..

" م...كحح! تبًا !" صرخة أردفت بها ريم بعد قراءتها تلك الرسالة لترد على الفور

: أخرجوا أسلحتكم وأطلقوا النار في الهواء لا تتوقفوا حتى أصل!!! تبًّا إضمنوا حياته حتى وصولي!!

*قبل سنةٍ من الأن
___________________________________
كيم جي ها هو طالب بمعهد الفنون بالسنة الأولى مثل تلك الظواهر قد يكون من النادر حدوثها في هذا السن ولكن هذا ما قد كُتب له في أقداره ..هو يتعرض للتنمر من الأكبر سنًّا له ..في كل صباح قد يتوجب عليه ملاقاة مجموعة الشباب الأكبر سنّا قبل بدء المحاضرات لما ؟ هو بالطبع عليه دفع مصروفه لهم بسبب ذلك هو لم يعد يتناول الطعام في المعهد إلا إذا قام أحد رفاقه بشراء البعض له ..بعد فترةٍ قطعًا هو سئمَ من ذاك الوضع لذا تعيّن عليه إخبار أحد الأساتذة وقد تم عقابهم بعدها حتى أنهم قاموا بالتعهد على ألا يتعرضوا له ثانية ..ولكن لاحقا هم قاموا بتتبعه إلى المنزل وقاموا بإيذاء كلبه بإصابات بليغة كردٍّ له على فعلته ..هو لم يكرر فعلته أبدًا بل وبدأ بدفع المزيد من النقود لهم حتى انتبه للأمر أحد الرفاق في المعهد...
"أ...أرجوك ليس عليك فعل هذا أنا حقًا بخير" كان هذا رد جي ها لرفيقه الذي قام بالتبليغ عن أولئكِ الشباب للشرطة في هذه المرة

" أنا لم أفعل شيئًا.. أنا فقط قمت بتصحيح الأمور " أردف ببساطة وتهكم شين وون هو طالب في السنة الأولى ورفيقه في القسم

حمدًا لله هو لاحقًا لاحظ بأن رفيقه جي ها قد تحرر من تنمر أولئكِ الشباب عليه، ولكن ....ما لم يكُن في حسبانه هذه المرة انتظار أولئك الشباب لشين بعد المعهد للقيام بضربه مرةً في كل إسبوع وبأماكن مختلفة حتى لا يتم القبض عليهم في تلك المرة ..هو لا يمتلك دليلًا أو شاهدًا حتى هذه المرة ..هذا قد سبّب له ضغطًا نفسيًا بليغًا لم يكن باستطاعته البوح به لأحد حتى ما عاد يتحمله هو فكّر ماذا لو أقوم بِ...هو أخذ بجرح نفسه مرًارًا وتكرارًا يلومُ نفسه على التدخل بالطريقة الخاطئة ما كان عليه إظهار هويته أمامهم قط حينها ..ماذا لو قام بتغيير تخصصه؟ هو لا يعلم إذا ما كانوا سيستمرون في التعرض له بعدها أم لا هو حقًا لا يعلم.....

وفي أحد الأيام هو أخذ يفكّرُ بينما يتمشى بترنّح على الجسر ليلًا فهو يحب المجيء إلى هنا ليلًا ....

___________________________________

*ريم

في ذلك اليوم ..أنا أعرف جيدًا ما رأيت في عينيّ شين ..الذي قد أعرفه من خلال لمحه فقط كما عانيت منه قبلًا ..هو يعاني اكتئابًا ولا أظنه يحاول معالجة الأمر ..إلهي في ذلك اليوم أنا لم أره فقط من خلال عينيه أنا أيضًا رأيتُ الندوب على كلتا يديه هل يظن بأنها غير واضحة؟؟ ..عندما أفلت والدي من بين يداي وقد أفلتت والدتي من قبله كان من شأنه قتلي من الداخل ..أظنني كنتُ جسدًا بلا روح لقد عانيت من اكتئابٍ حاد حينها ..لقد كنتُ أحضرُ اجتماعات العائلة ..ألهو مع صديقاتي ..وحتى أتحدث مع أخواتي في أوقات الفراغ لم يستطع أحدهم سماع صرخاتي من الداخل ..هم لم يلحظوا حتى ذبول ابتسامتي ..أو تلك الأكياس السوداء تحت عيني التي تكاد تلامس وجنتاي الشاحبتان...
ولكن حين تطورت حالتي وبدأت أستمتع بترك الندوب على جسدي هم قاموا برميي في مصحٍّ نفسيّ ..إنه المكان الذي لا تستطيع فيه التحدث مع أي أحدٍ به ..ولا حتى الجدران ..حتى الجدران كان لديها أذان لتسمع بها ..أي كلمة قد يشتبهون بها على شيء سيء أنا حتمًا أذهب بعدها إلى جلسات الكهرباء ..حتى ما عدتُ أفتحُ فمي ..لقد أخذت وقتًا أعتاد فيه على التحدث مرةً أخرى بعد خروجي من ذاك السجن ..تم انتهاك خصوصيتي هم حقًا لم يعترفوا بمعنى تلك الكلمة....ه...هل هذا ما كانو يقصدون به " الجحيم الحي؟ " قطعًا إنه هو ..لقد خسِرت الوزن..الشعر..الصحة وحتى الإرادة ماذا كان ليحدث لو متّ فقط واجتمعت بوالديّ؟ ،لكِن إنها تلك الليلة ..التي حظيت بها بحلم ليس بغريب عني هو كان تكرًارًا لما حدث في ذاك اليوم لوالدي ..استيقظت بينما كان جسدي يتشنج لقد أُصِبت بنوبةِ هلع ..بينما أفكر إلهي هل من استمتع بقتل والدي ما يزال حيا يرزق؟؟ ..ليس عليّ أن أكون بخير لأخرج من هنا ..لمَ لا أمثّل؟؟ ..وهنا تمامًا حيث بدأت تمثيليتي بالتعافي وكلمسةٍ أخيرة أنا وعدتّ الممرضة المسؤولة عن حالتي بمكافأة نقدية عند اقتراحها بالإفراج عني من هذا الجحيم ..وها أنا ذا ...
___________________________________

لا أعلم لما ..ولكنني حتمًا لا أستطيع منع بضعٍ من الدموع من شقّ طريقها إلى خارج عيناي ..هل هو التوتر؟ ..أنا لا أفهم مشاعري الأن ولكن في تلك اللحظة كل ما عليّ فعله هو اللحاق بالوقت قبل أن ينفذ مني...

*ندى

" أغمضت عيني لثوانٍ قبل فعلها ،الأمر ليس سهلًا كما توقعت أوه؟! " صرخ شين فجأة بينما كان يفكر ..حتى فطع تفكيره أصوات عالية حتى عاد ليفكر..

" أصواتُ إطلاقُ النيران؟  ياا! مستحيل ،من الممكن أنها مفرقعات نارية و..ولكن أنا لا أرى شيئًا في السماء! ،هل يعني هذا أنّ هناك من يحاول قتل أحدٍ ما؟ ولكن أين؟ " هو أخذ يلتفّ يمينًا ويسارًا يبحث عن مصدر الصوت لقد شعر بالقلق حقًا ماذا لو احتاج أحدهم المساعدة؟ ولكنه عاد ليفكر...

" تشش عن أيّ مساعدةٍ أفكر؟؟ أنا حتى عاجزعن مساعدةِ نفسي..." هو فكر قليلًا بينما أغمض عيناه ببطء

" أتمنى أن يسامحني الجميع..." هي جملةٌ صغيرة همَسَ بها شين لنفسه قبل أن يتنهد ومن ثمّ بدأ يميلُ بجسده نحو عُمقِ الماء...

*شين

إنها النهاية أليسَ كذلك؟! ..هذا كلّ ما كان يشغلُ تفكيري حينما كنتُ مغمضَ العينين ..تمامًا قبل أن يسحبني أحدٌ ما للخلف بأحضانه لنقع سويًّا على رصيفِ الجسر ..سأعترف بكوني متفاجئًا ..أعني..من سيتمشى على الجسر في مثلِ هذه الساعة ِ المتأخرة ؟! ..ولكن أخذ التفاجؤ منعطفًا آخر حينما نهضت من بين أحضانه بينما بدت ملامح ذاك الشخص مألوفة...

" ر...ريم؟؟! " اسمهُ هو الوحيد الذي استطعت أن أنطق به بينما هو متشبثٌ بأحضاني ..هو لم يبدِ ردةَ فِعل لذا بادرت باستفهام

" ك..كيف..." بدأت أنطق بجملتي ليقاطعني بينما يدفن رأسه بصدري

" هل هذا حقًا ما يهم الأن؟! " هو قالها بصوتٍ مبحوح بينما شعرت بالبلل على صدري ..ه..هل هذه دموع؟؟

" يا أحمق! ولو لثانيةٍ واحدة هل حقًا اعتبرتني كصديق؟، أعني..من سيصدق قصتك الخرقاء التي اختلقتها كعذر لتغيير تخصصك هاه؟ " هو صمت قليلًا بينما يستنشق ما سال من أنفه الصغير ليرفع رأسه إليّ ويكمل حديثه بعيناه الدامعتان اللتان لمعتا تحت ضوء القمر ..هل هذه لوحةٌ فنية؟؟ لقد كدت أنسى سبب وجودي هنا ..

" أخبرني..هل تطنني حقًا لم ألحظ ندبات يديك؟ يالك من غبي انت حتى لم تخبرني ما يدفعك حقًا لتقوم بشيءٍ كهذا! " صرخ ريم في نهاية حديثه لأتلقى صفعةً قوية بعدها ليكمل

" هل تظن بأن هذا قرارك لتأخذه حتى؟؟ " هو سأل لينهض ويكشف لي عن ظهره و ياللفظاعة ...لقد استغرقت وقتًا حتى أستوعبَ ما أرى ...

" ه...هل هذه ندوب قمتًَ انت بصنعها ؟؟ " لقد سألته مستنكرًا بينما توسّعت حدقتا عينيّ

" أجل، وتستطيع أن ترى بعينيك كم أن حالتها سيئة، على الرغم من كونها قديمة إلا أن تلك الندوب قد تركت أثارًا جسيمة، بغض النظر عن السبب الذي دفع كلينا لترك الندوب على أجسادنا ،أنا حتمًا أدرك بأننا كنّا المخطئين بحق أنفسنا لا أحد غيرنا فعل " هو صمت قليلًا وقام بالكشف عن ندوبِ يداي ليتلمسها ويكمل

" إذًا؟ هل تنوي إخباري بالقصة الحقيقية خلف كلّ هذا أم..؟ " ابتسم لي قليلًا في نهاية سؤاله ..أنا حقًا أشعر بالشفقة على نفسي ولكنني لا أظن أن ريم يشفق علي ..كانت لديه نفس المشكلة ..أنا أشعر وكأنني لست وحيدًا بهذا ..لم أشعر بنفسي إلا وأنا أضمّه بقوّة ..أنا لم أعرف ما أقولُ له ولكن أظن بأنّ دموعي تحدثت عني لتنهمر بعدها...

[عند تشانيول]
*تشانيول

تبًا !! ..أنا أشعر بالغضب ..وبالقلق في نفس الوقت .....اههه وكذلك الحزن لما أريد أن أبكي فجأة؟؟ ..لمَ كلّ هذه المشاعر المختلطة في آنٍ واحد؟؟ ..أنا حقًا بائس ..الأمر وكأنني لا أحصل أبدًا على الوقت معها هل هذا كثيرٌ لأطلبه؟! ..أ..أنا حتى لا أعلم إلى أين ذهبت وهاتفها معي بالسيارة ..أظنّ بأنني سأنتظر ..إنه الدور الذي أبرع فيه ..أليس كذاك؟! ..أنا دائمًا ما أنتظر وهي تجد طريقها لي في النهاية...

-11:50 ًمساء-

اهه يا إلهي هل غفوت؟ ..هي لم ت...لم أكمل الجملة لقد رأيتها في نهاية الجسر ..كانت تسير وهي تحمل أحدًا ما يبدو بأنه فاقد الوعي ..لم تمر العديد من الثواني حتى فكرت في الإسراع إليها بالسيارة ..يبدو ثقيلًا عليها ..

" مستعجلة؟.." سألت بعدما أوقفت سيارتي بجانبها وترجلت منها

"تشان ،صديقي شين قد أغشي عليه هل يمكنك توصيله إلى المعهد؟ " سألت بعينان حمراوتان ،هل كانت تبكي؟؟

تنهدت بصوتٍ مرتفع ،أشعر وكأنني متأذٍ ولكن لا أعلم لما " لقد أغلق المعهد أبوابه لنبتِ الليلة في منزلي " قلت ببرود ودخلت إلى السيارة لأشغل المحرك وجهاز التدفئة ..هي وضعته في مقعد السيارة الخلفي لتركب بعدها..

*ريم

" تشانيول أنت منقذ أتعلم ؟! " لقد قلتها بابتسامة حاولت بها إخفاء ما تألمت في البوح به مع شين ..لكن تشانيول اختطفَ لي نظرةً لم أفهمها وعاد لينظر للطريق...

" أنا فقط أتمنى أنني أفعل الصواب.." ردّ ولم أفهم ..أنا حتى لم أسأل عما كان يقصد ..لقد بدا لي وكأنه لا يريد التحدث فجأة..

سابقًا ...شين ...لقد أخبرني بما يحدثُ معه ..أخبرني وكأنه كان مكبلًا بالأصفاد من عنقه وحتى أخمص قدميه ..هو حتى أغمى عليه قبل أن يكمل ..ولكنني أظن بأنني أفهم الباقي ..لن يكون من الصعب حل المشكلة ولكن ..هل سيكون قادرًا على تخطي الأمر ؟؟ ...

[عند وصولنا]

تشانيول أنا س..أنا لم أكمل حتى جملتي لقد قاطعني بحدة...

" لن تذهبي إلى أيّ مكان ،لدي غرفٌ فارغة بالفعل ،لذا لن أزعجك " هو قالها ومدّ لي بعض الملابس ..لقد كان مرعبًا كيف أنه استطاع قراءة ما كنتُ سأقوله ...

ا..الملابس نوعًا ما واسعة قليلًا أظن بأن جزءًا من عظام ترقوتي ظاهر ..ولكن لا بأس أنا سأنام وأبدل ملابسي في الصباح قبل أن يراني أحد...

-صباحًا1:02-

لم استطع إغماض أجفاني ..ب..بما أنه نائم هل يا تُرى هو بخير ؟ ..أنا لم أنتبه لحاله جيدًا عندما وصلت مع شين إليه ..أنا لا أريده أن يراني هكذا فالملابس واسعة بحق و...أعني...لا يمكنه فقط أن يراني هكذا ..مع ذلك ..أنا لا أحصل على أيّ نوم ..بطريقةٍ ما قد أتوقف عن التفكير به ما إن اطمأننت عليه ..حسنًا..لنفعلها سريعًا ونعد إلى غرفتنا يا أنا هيّا ! ...

*ندى

لقد تشجعت حقًا وخرجت من غرفتها ..تبحث عن غرفة الأطول ..

" يا إلهي كيف يعيش في منزلٍ كبيرٍ كهذا وحده؟! ،إنه تقريبًا بنفس حجم منزل عائلتي في الديار " هذا ما كانت تحدث نفسها به بينما تتجول هنا وهناك تبحث عنه..

" لا ليست هذه " ...

" الغرفة الخاطئة " ...

" أوه؟! المكتبة؟ " ...

بقيت تبحث طوال العشر دقائق متسللةً على أطرافها كيلا تحدث صوتًا ..حتى وصلت إلى غرفةٍ نومٍ ما ..كانت المدفأة مُشعلةً بها ...

" ترى هل هذه؟! ،و..ولكن أين.." كانت تحدث نفسها بصوتٍ منخفض حتى...

" هل تبحثين عن شيءٍ ما؟! " سأل الأطول من خلفها بينما شعرت بأنفاسه في أذنها ..يبدو بأنه كان يحاول إخافتها ..ولكن ما يشغل تفكيرها الأن أنه يرى كم أن ملابسه واسعة عليها..

" ل..لا تنظر إليّ! " هي صرخت بجملتها بينما تخفي ما يظهر بكلتا يديها ..لينظر إليها بهدوء ..هو تنهد بتململ بعدما لاحظ فعلًا ملابسه الواسعة كيف تبدو عليها ..ليقوم بسحب رقبة السترة إلى الخلف ...

" توقفي عن الإزعاج ،كلانا متعبان بالفعل ولكن إنظري كيف أن صوتكِ يصدح في المكان " قال وأغمض عينيه بضع مرات بينما يفكر...

" هل ربما أنتِ هنا لتطمئني عليّ؟ " سأل بينما يشير بإبهامه إلى نفسه مع تلك التعابير المتفاخرة

"م..مستحيل! " هي قالتها وهمّت بالذهاب سريعًا ولكنها ببساطة تعثرت ليمسك هو بها سريعًا ...

" هل نحن نصور مشهد مسلسلٍ ما ؟ " سأل لتعرف بأنه يبتسم تحت غطاء وجهه

" أتعلم أيّ مسلسلٍ أمثّل به؟! " هي صرخت في نهاية جملتها منقضةً عليه ..تنهال عليه بالضرب لكونه أغاظها قبل قليل...

" ت..توقفي أيتها الهوجاء! " صرخ وهو يبعدها عنه ..حتى انتهى بهم الأمر ليتعثرا ويقعا...

لقد نظر إلى الجهة الأخرى بينما يغطي وجهه بظهر كفه ..احمرّ وجهه خجلًا بعدما وقعت عليه ..لتنهضَ سريعًا وتعود إلى غرفتها متحاشية النظر إليه...

*شين
-في الصباح-

يا إلهي! ..هل حقًا أغميَ علي بينما أقصّ على ريم؟! ..هذا...همف هذا حقًا مخجل ..أظنّ بأنه أخذني إلى منزله للمبيت ..يا إلهي المنزل حقًا كبير ..هذا ما كنت أفكر به بينما أبحث عن ريم ..أوه؟ لقد وجدته ..لقد كان نائمًا في سكون ..دخلت بهدوء أتمعن في تفاصيله ..هادئ ..كليلةٍ مثلجة في غابات الصنوبر ..هذا ما جال في خاطري ..لتخطر ببالي تلك الفكرة السقيمة ..ا..البارحة إذا لم يكن هناك أحدهم ليتحدث معي ..إذا لم يكن هو موجود ..هل كنت لأبدو هكذا ؟! ..جسد خاوٍ يطفو على سطح الماء ..ساكن كما لوأن الحياة لم تدبّ فيه قبلًا ؟ ..التفكير بالأمر يضعني تحت الضغط ..أخذت أفرك جبهتي محاولًا التخلص من تلك الأفكار ...

" هل تفكر في إيقاظه ؟! " لقد جاء هذا الصوت من خلفي ..لقد شعرت بالبرودة تسير إلى كامل جسدي ..التفتّ سريعًا ..يا إلهي إنه ضخم مبعثر الشعر أحمر العينين حادّ النظرات ..ه..هل هو لصّ ؟! ..في الصباح ؟ ...

" مرحبًا في منزلي أيها الصديق المتعب " هو قالها بتهكّم وكأنه...هل يمقتني؟...

" م..منزلك؟! "يا إلهي أين أنا حتى؟ ..وجّهتُ نظري إلى القابع في السرير ..بتعب لقد لاحظت هالاته السوداء تشق طريقها إلى مساحات أوسع تحت عينيه ..عيناه الغائرتان كيف لم ألحظ كم كان مُجهدًا في الأمس ...

" ريم استيقظ ،ريم؟ " أخذت في التربيت على رأسه بهدوء ليستيقظ ..فتح عينيه ببطء ينظر إليّ بلا تعابير مفهومة ..هوغطى نفسه بغطاء السرير ونهض بتثاقل ..أظن بأنه يغطي ما كانت ملابسه الفضفاضة تكشفه ..لكن لم أفهم لما قام بتغطيته...

" فليخرج كلاكما سآتي في دقائق .." هو أردف بتعب ليغطي عينيه بباطن يده ..ترددت لوهلة ثم خرجت بدوري وخلفي صاحب المنزل ضخم البنية ..هو أرشدني لدورة المياه وذهب أظنه سيعدّ الطعام ...

*ريم

يا إلهي ما هذه الفوضى التي أضع نفسي بها ؟ ..دفنت وجهي بين كفّاي بينما أفكر ..لقد كنتُ مجهدةً كما لو كنتُ مريضة ..أظن بأنّ قلبي هو المريض هذه المرة ..لا أنفكّ أحلُم بوالدي ودماءه مرشوقة عليّ ..لقد مرت السنوات بالفعل ولا أستطيع التخلص من هذا الحلم ..تبًا من قال أن الوقت يُنسي الألم؟ ..هل عليّ العودةُ إلى المصح بعد إيجاد القاتل؟؟ ..سمعت نافذة الغرفة يُرمى عليها شيءٌ ما ..هل أتخيل؟ ..لقد نهضت من سريري متوجهةً إلى نافذتي المغلقة....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

END.

TO BE CONTINUE..

مقاومة...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top