بداية تشابك
أين هو يا ترى؟! ..وبينما كنت منغمسة في البحث ..وجدته! ..سيارة ضخمة متوقفة على جانب الطريق يقف بجانبها شاب! ..هل هو لوي؟! ..لقد كنت أموت من الفضول لرؤية كيف يبدو ..لكن ما قتلني حقاً هو أنه كان موجهاً ظهره إليّ ..وكأنه يقول لن أدعك تري وجهي حتى آخر لحظة! ...
أوقفت سيارتي خلفه ..وترجلت من السيارة ..لمست كتفه المنتصب بأطراف أصابعي بشكلٍ هادئ...
" لوي ! " قلت بهدوء وعيناي متلهفتان لالتهام ملامح وجهه
*ندى
" لوي؟! " سألت بفضول بينما كانت تفكر وكأنه لا يريد منها رؤية وجهه لآخر لحظة
إلتفت بينما كان يرتدي كمامة وجه ونظارات شمسية تخفي معظم وجهه ..بالإضافة إلى القبعة التي تجعل باقي ملامحه مبهمة
" ر..ريم!؟ ه..هل هذه حقاً أنتِ ؟!، كيف لم أتعرف عليك طوال هذه المدة؟!!! أنا حقاً أسف!! " صرخ تشان بينما أخذ صوت تأوهاته وشهقاته يعلو لتستنتج ريم بكاءه
إحتضنها فجأة بقوةٍ كادت تحطم أضلعها ..لم تفهم ريم ما يحدث بهذه اللحظة فأبعدته وإذا بسيل الأسئلة ينهمر عليه...
"لوي؟ لماذا تبكي؟ وماذا تعني بأنك لم تعرفني طوال هذه المدة؟ كذلك لما تغطي وجهك؟ بعد كل تلك السنوات أود رؤيتك! " قالت بابتسامة شابها التساؤل
أدار لوي ظهره ..خلع نظاراته ..وأخذ يمسح دموعه ..وبقي هكذا يتنفس بهدوء لبعض الوقت ثم...
" حسنًا إذا كشفت لك عن وجهي هل ستسمحين لي بتقبيلك؟" قالها بصوتٍ مبحوح بعدما اقترب منها بضع خطوات
"إذا اقتربت مني خطوةً أخرى سألكمك! " قالت بفزع بينما تراجعت خطواتها
" وما أدراك أيتها الحمقاء؟ ألم يخطر لك بأنني قد أقبل رأسك؟ " رد بسخرية
" لا رأسي ولا غيره! لا أحتاج رؤية وجهك أعلم بأنك ستكشفه لي عاجلًا أم آجلًا " قالتها ببرود
" تعالي معي أريد أن أريكي شيئاً! " قال بحماس وجذبها نحو سيارتها ليركب كلاهما...
" المفاتيح؟! " سأل وهو يمد يده لها ..فأعطته إياها بتردد
*في الطريق
" إلى أين!؟ " سألت ريم
" سترين بعد قليل " ردّ بحماس وهو يزيد من سرعة السيارة
*ريم
وصلنا إلى منزل كبير ..وعندما توقفت السيارة ترجّل لوي منها فتبعته أنا الأخرى ..بدا لي بأن هذا هو منزله ..فقد أخرج مفتاحاً وفتح الباب ..ولكن عندما دخل ترددت حقًا في الدخول ..هل أدخل؟! ..ماذا سيريني يا ترى؟! ...
" هيا أيتها الحمقاء إتبعيني! " قالها صارخًا لأدخل بعدها بسرعة ...
أمسكني من يدي وأخذ يسحبني بقوة! ..بينما بدأ في صعود السلم وما بيدي حيلة ..أنا اتبعه فقط حتى لا تُقتلع ذراعي من مكانها
..دخلنا إلى غرفةٍ مملوءة بالدببة المحشوّة! ..حرفياً ...
"ما هذا بحق ال..." قلت بصدمة ليقاطعني هو
" إنها غرفتي بالتأكيد ستكون لطيفةً مثلي " قالها بتفاخر وأكمل
"هيا! هيا! تعالي سأريك شيئاً ما " قال وأخرج دبوس شعر يبدو طفولياً من خزانته
حينها إلتهمني الفضول واقتربت منه لأرى ما قصة هذا الدبوس ..تنهد لوي وهو يمسكه بينما جلس على حافة سريره ...
" إنه دبوسك! " قالها لأستغرب أنا والتقطه منه
"هذا؟ " سألت باستغراب ليعود ويمسكه مني
"نعم ،إنه خاصتك! " وأكمل
"في إحدى تلك المرات التي كنتِ بها هنا مع يورا تلعبان بالدمى أوقعتي هذا الدبوس ،فأخذته لكن عندما كنت قد قررت أن أرجعه لم أستطع! ،فقط أردت شيئاً يخصك معي ، هل تذكرين عندما سمحتي لي بأن أكون فارسك؟! أريد منك أن تكوني أميرتي كما في السابق أنا..." قال لأقاطعه بدوري
" موافقة! ،سأكون أميرتك يا صديقي ! وأنت فارسي الوفيّ" قلت بابتسامة وأكملت وأنا أنظر لساعتي بصدمة
" أوه! يا إلهي لقد تأخرت عن موعدي" قلت وهممت بالذهاب لكنه أمسك يدي بغضب
" هل تحاولين الهرب مجدداً ؟؟" قال فنظرت له وتنهدت بابتسامة
" لقد أردت حقاً رؤيتك مجدداً يا صديقي القديم ،أردت أن أردّ لك مالم أقدّمه لك حينها ،إنه الوداع! ذلك الذي ذهبتُ بدون أن أقدمه أعتذر لك! أما الآن فو...." كدت أكمل حديثي لولا مقاطعته لي بغضبٍ عارم
" ف ماذا؟! هل ستقدمين وداعاً آخراً الآن؟ أنتي فقط مجرد جبانة ! " قال ليستفزني ذلك بقوة لكنني كظمت هذا لأبتسم بهدوء
" حقًا؟! هل أنا كذلك؟ " رددت بينما سحبت يدي منه بهدوء لأخرج وأتركه بينما هو في غضب شابته الحيرة
عندما خرجت من المنزل كانت حينها الساعة العاشرة والنصف مساءً ..وعندما هممت بركوب السيارة
" آخ يا إلهي ما هذا الحظ؟!! " قلت بصدمة بعدما تذكرت أن مفاتيح السيارة بحوزة لوي ...
ماذا سأفعل الآن؟ ..هل أعود لأطلب منه المفاتيح؟! ..لا! لن أفعل ! سأعود إلى المنزل مشيًا! ..ل..لكن على هذه الحال سيستغرق الأمر حوالي ثلاث ساعات ..لا بأس هل أنا مستعجلة؟! ..نعم بعد التفكير أنا كذلك ! ..فلدي موعد غدًا وهو مهم ..لا يمكنني إلغاؤه ! ...آآيش ما هذه الحماقة التي تحدث معي بحق ال*.... ..على أية حال علي أن أبدأ في المشي ..حتى أصل إلى هناك قبل أن يتأخر الوقت
*في الصباح
*ندى
استيقظ لوي باكرًا بانزعاج وهو يفرك عينيه ...
" هاااه..." قالها بين تثاؤبات ونعس
نهض من سريره بتثاقل متوجهًا للحمام ...لكن تصله رسالة مفاجئة إلى هاتفه ...فعاد ليأخذ هاتفه لكنه تفاجئ بوجود تلك المفاتيح التي كانت بجانب الهاتف...
" ه..هل هذه مفاتيح ريم؟! " ...
[في مكان آخر]
" عااااا! النجدة! إنه الموز " صرخت ريم بفزع واستيقظت ..بينما أخذت تفرك عيناها لتتذمر
" لماذا تستمر كوابيس الموز بملاحقتي؟ " قالت بتنهد و توجهت إلى الحمام...
[في الحمام]
كانت ريم تتأمل آثار التعب والإرهاق التي بدأت تلتهم وجهها شيئًا فشيئاً ...
" التعب؟ ..الإرهاق؟ تشه!! إنهما لا شيء بالنسبة لما أعانيه من ألم ..مع ذلك علي أن أبقى تلك ال ريم الحديدية ..التي حطم مرور الزمن قلبها ..حتى آخر لحظة سوف أ..... آآه! يا للهول هذا ليس وقت آلحديث مع نفسي " صرخت ريم بعدما نظرت إلى الساعة لتكتشف أنها قد تأخرت حتمًا عن موعدها ...
على عجل ارتدت بنطالا مشققًا ..وسترة صوفية ثقيلة ..نظارات شمسية وبالطبع لم تنسى كمامة وجهها ..ختمت كل هذا بساعةٍ فضية اللون ..وحذاء أسوذ طويل الرقبة ...
استقلت أحد سيارات الأجرة ...ونزلت أمام تلك الشركة وبقيت تتأملها ...
" هاااه مضى وقتٌ طويل..." قالت بتنهد ودخلت
[في الشركة]
دخلت الشركة بدون إلفاتٍ للنظر ..وتوجهت إلى مكتب الإدارة ...
" أريد التحدث إلى السيد مارك " قالت بجدية موجهةً حديثها للسكرتير
" وهل لديك موعد؟! " سأل السكرتير دون أن ينظر لها حتى فكل تركيزه على اللعبة التي يلعبها بحاسوبه
خلعت ريم نظاراتها وكمامتها ..لتظهر ملامحها الغاضبة والمستعجلة لترد ...
" لا ليس لدي أيّة مواعيد ! " ردت
" لا يمكنك الدخول بلا موعد مسبق " قالها ومازال يلعب في حاسوبه
" أنا لست هنا للانتظار ،اختصر معي الكلام أيها الأحمق! هل لدى مارك اجتماع بالداخل؟ " سألت بغضب بعدما ركلت مكتبه بقوة لينتبه لها
" هل أنت غبي؟!! أخبرتك بأنه لا يمكنك الدخول دون موعد! " ردّ بصراخ لتتمالك ريم نفسها
" نعم لقد أخبرتني بالفعل ،لكن كيف قلتها هو ما أزعجني" قالت بسخرية
" حقًا؟! وكيف تريد مني قولها؟ " سأل باستفزاز
" ستقولها لي بابتسامةٍ واهتمام وستسأل مارك ما إذا كان متفرغًا الآن فوقتي ضيّق " قالت بهدوء شابه الغضب
" اسمه السيد مارك أولًا واغرب عن وجهي ثانيًا " قالها لتلكمه ريم لكمًة كانت كفيلة. بجعل أسنانه تنزف ..ودخلت المكتب
" مارك! " نادت بعد دخولها ليلتفت لها شاب يبدو في أواخر العشرينات
" أوه! ريم أنتِ هنا ؟! " سأل وتقدّم لها
" لقد اشتقت لك حقًا ! أعني أنا وطاقم الشركة " قالها بابتسامةٍ وهو يصافحها
سحبت ريم يدها منه " نعم أنا أيضاً اشتقت لكم لكن.." لم تكد ريم تكمل جملتها إلا ودخل السكرتير بفمه النازف
" هه..هه أيها الرئيس؟! " سأل باستغراب وتعب إثر اللكمة
" ما بك تايون؟! إنها رئيسة الشركة ألم تعرفها؟! " قالها مارك بابتسامة ليرتبك هو
" هل هي تلك التي يتحدث عنها طاقم الشركة ؟! ه...هل..." قال بتلعثم لتقاطعه ريم
" نعم إنها أنا ! أما الآن فاغرب عن وجهي قبل أن أطردك حقًا هذه المرة ! وسنرى لاحقًا عن سوء تصرفك مع زوّار الشركة سواءً بموعد كانو أم لا! " ردّت ببرود ليخرج السكرتير سريعًا
" إذًا مارك اسمع أريد أن أسألك عن أحد العاملين القدامى إنه برنارد ديلون "
" برنارد ديلون أحد المشتبه بهم الثلاثة في قتل والدها ،كان يعمل سابقًا في شركة والدها وقام بطرده لسبب غير معروف..."
*في مكان آخر
*تشانيول أو كما تعرفه ريم الآن " لوي"
كيف عادت تلك الغبية إلى منزلها؟! ..لما لم تعد لأخذ المفاتيح؟ ..الفتيات! ..هل هنّ جديات؟ ..أفعالهن دائماً غبية!! ...
على أية حال ذهبت بالسيارة إلى منزلها ..وبقيت أنتظر حوالي أكثر من نصف ساعة ..لأتفاجأ بعودتها في سيارة مع شابٍ ما ..توقفت السيارة أمام المنزل ..ونظر لي ذاك الأحمق نظرةً غريبة ثم أخذ يحدثها بموضوعٍ ما ..لقد أطالا الحديث بل وإنهما يضحكان أيضاً ..كدت أذهب إليها لأخرجها من هناك بنفسي ..لولا خروجها من السيارة بعدما ودّعته ...
" من هذا؟! " سألت بينما ظهرت نبرة غضبي
" إنه نائبي في الشركة " ردت بابتسامة وأكملت
" هل تريد شيئًا لماذا أنت هنا؟ " سألت بنفس ابتسامتها لأزداد غضبًا
" ألا تريدين مفتاح سيارتك؟!! " صرخت
" ولكن لما تصرخ بوجهي؟ " سألت بعدما شعرت بالفزع
" ولم سأصرخ يا ترى؟! لما لم تعودي لأخذ المفاتيح يا غبية! ناهيك عن ركوب السيارة مع رجلٍ آخر " قلتها بغضب
" وما شأنك أنت ؟! " ردت
لم أتحمل ردّها اللامبالي ..لذا ألقيت لها المفاتيح أرضًا وهممت بالذهاب ..لكنها استوقفتني بينما تجذبني من ذراعي
" أعتذر! أ..أرجوك لا تذهب! ه..هل تودّ احتساء كوب قهوةٍ برفقتي؟ " سألت هي بإلحاح لأشعر باهتمامها
" لا ،فأنا مشغولٌ جدًا الآن " قلتها بتمثيل لتبدأ ريم بالتذمّر
" مابك؟ لقد أصبحت متغطرسًا جدًا " ردت بعبوس
" حسنًا حسنًا ملعقتي سكر!! " قلتها بتنهدٍ مُمثّل لترتسم الابتسامة على وجهها
[في غرفة المعيشة]
*ريم
بعدما قام مارك بتوصيلي إلى المنزل ..تفاجأت حقًا ب لوي ينتظرني أمام منزلي ..لقد بدا وسيمًا جدًا ..بغض النظر عن الكمامة التي يغطي بها وجهه ..وتلك النظّارات الشمسية التي يرتديها ..إنها الحادية عشر مساءً ..هل يغطي عينيه من ضوء القمر؟! ..بالإضافة إلى أنّ هذه هي المرّة الأولى التي أصفُ بها شابًّا ما بالوسيم ..ما الذي يحدث لدماغي هذه الأيام؟! ...
إنها أيضًا مرّتي الأولى التي أدعو بها شابًّا ما لكوب قهوةٍ بلا سبب ..أنا فقط أردتّ أن يبقى معي لفترةٍ أطول ...
" كوب قهوةٍ بالحليب لأجل الباندا لوي " قلت ووضعت له كوبه على الطاولة
" قصدت تشبيه عيون الباندا بنظاراته الشمسية "
جلسنا نحتسي أكوابنا بهدوء بينما الصمت هو سيد الموقف ..استمر الوضع على هذه الحال لبضعة دقائق حتى...
" ريم! " نادى لوي بعدما وضع كوب قهوته على الطاولة
" ن..نعم ..." رددت بتوتر ظهر في نبرة صوتي
" أريد عقد اتفاق معك " قالها بنظرةٍ ماكرة
" ألا وهو ؟! " رددت بتساؤل ..ليبدأ بالاقتراب مني ويهمس بأذني
" إذا سمحتِ لي بتقبيلك لن أستطيع بسبب الكمامة والنظارات ،لذا سأقوم فقط بخلعهم وحينها ستستطيعين رؤية ملامح وجهي " قالها لتبدأ وجنتاي بالتصبّغ باللون الأحمر بينما كاد قلبي ينفجر
" ماذا؟ ألا تملكين الفضول لمعرفة كيف أصبحت؟! " أكمل بينما مرّر أصابعه على رقبتي ليصرخ قلبي في تلك اللحظة
" أرجوك إعذرني لبرهة!!! " قلتها وهربت إلى المطبخ لأفكر
إلهي ما هذا الهراء الذي يحدث معي؟! ..لم سينفجر قلبي هكذا ؟؟ ..لا! لا! سأ......
كنت أحدّث نفسي لكنني لم أنتبه لدخول لوي إلى المطبخ ..لقد كنت مغمضة العينين بينما أفكر ..لأتفاجأ به قد فتح أزرار معطفه ليضمّني إلى صدره ..وأكمل بشبك ذراعيه حولي ..إنه طويل لذا قام بإسناد رأسه على رأسي...
" أعلم بأنه من الصعب عليكِ أن تتقبلي مشاعري تجاهك ،أنا مازلت ذلك ال لوي هشّ القلب لذا أرجوكِ لا تحطميه ،خذي وقتك ،فأنا أثق بك! " أنهى ذلك الأحمق حديثه وطبع قبلةً ناعمة على مقدمة جبهتي وغادر ..ليتركني وحدي في حيرة ..جلست على الأرضية لأستجمع قواي التي خارت بمجرد لمسه لي ...
*ندى
بدأ الشتاء يشتدّ ..ويلتهم بألسنته الثلجية عديمة الرحمة أجساد الضعفاء ..زفرت ريم لينبعث من بين شفتيها ذاك البخار ..الذي يؤكد انخفاض درجات الحرارة ..نهضت من مكانها متوجهةً لغرفتها ..كي تقاطع إرهاقها المزعج بالنوم...
*في الصباح
-10:02صباحًا-
استيقظت باردة المشاعر بنعس بسبب أصوات العصافير المتجمعة ناحية نافذتها ..لقد قامت العديد من الطيور ببناء أعشاشها هنا ..ف ريم لا تفتح النافذة حتى لا تلفت أنظار الجيران ..اقتربت من نافذتها الزجاجية ..لتتأمل قطع الثلج تتساقط بنعومة ..والتي أخذت تتجمع شيئًا فشيئًا ..لتغطي كل شيءٍ بعدها ..زفرت ريم ليتكوّن الضباب على زجاج نافذتها ..ويخفي صورة أي شيء من خلالها...
هي فقط جلست وقامت بإسناد رأسها إلى ركبتيها وحاوطتهما بذراعيها لتحتضنهما ..واحدة! ..و وحيدة! ..في ذلك المنزل البارد ..الذي لم تُسمع فيه صوت ضحكةٍ منذ وقت طويل...
بقيت على هذه الحال ما يقارب النصف ساعة ..من سيمرّ من أمام باب غرفتها ..سيستطيع سماع صوت ذلك الأنين! ..إنها تلك البلورات المالحة ..التي شقّت طريقها إلى خارج عيناها ..لتسيل على التوالي ..وكل دمعةٍ تحمل في جعبتها قصة مؤلمة...
نهضت من مكانها باندفاع لتمسح دموعها .. "توقفي! هذا لن يفيدك! " رددت بصوت مبحوح ..ارتدت ملابسها ..وخرجت من المنزل متوجهةً لأقرب مكان قد يقتل جوعها ..ويغيّر مزاجها العكر ...
[مقهى blüte "بلوتي"]
-الساعة ال 10:56صباحًا-
أخذت ريم تفكر ...
" كما لو أنه كان البارحة ،على تلك الطاولة التي تحاذي النافذة ،كانت أمي تتذمر من والدي الذي طلب كعكة التوفي بينما هو مصاب بالسكر ،وأنا وإخوتي جميعاً في صفّ أمي ،لنقول بنفس الوقت-أبي ليس عليك تناول هذه!- ومن ثمّ نقوم بانتشال كعكته ليتم إلتهامها حتى آخر قطعة بها ،نعم! كما لو أنها البارحة... ،فقط لو استطيع استعادة ثانية واحدة من الماضي لفعلت! ،كم هذا مؤلم! مجرد التفكير بهذا يشعرني بالاختناق "
" المعذرة! " سوهي
" أوه! سوهي أنتِ لم تُطردي بعد؟! " سألت ريم بتعجب ف سوهي دائمًا ما تتأخر عن العمل
" ماذا؟! " ...
" قصدت أنه من حسن حظي رؤيتك اليوم ،بالمناسبة تبدين جميلة " قالت بتمثيل ابتسامةٍ مكلفة
" حقًا؟!! ياله من لطفٍ منك ،مع ذلك مازلت مصرّة على طلبي " ردت بتذمر كالأطفال
" هممم؟ " تساءلت ريم عن ماهية طلبها
" أريد الخروج معك بموعد!! " صاحت تذمرًا بعدما بدا لها أن ريم قد نسيت أمرها تمامًا
" أه ..في الواقع سيكو....." تلقت ريم اتصالًا مفاجئًا من الطبيب كيم
" إعذريني لحظة! ..." قالت و ردّت على تلك المكالمة
-المكالمة-
ريم : ألو مرحباً
طبيب كيم : مرحباً! أين أنت الآن؟ أريد محادثتك
...: الآن ؟!
.......: فورًا !
...: أنا في مقهى blüte ' بلوتي'
.......: عشر دقائق!
-نهاية المكالمة-
أنهى الطبيب المكالمة ..بينما بقت ريم هكذا في حيرةٍ من أمرها .." ما الأمر المهم الذي سيحتّم على الطبيب القدوم إليّ " هكذا أخذت تفكر ...
" ألن تجيبني؟! " قالت سوهي بتنهد
" بعد التفكير مليًّا ما رأيك لو اتصلتي بي غدًا؟ تملكين رقمي صحيح؟! " سألت بابتسامة لتلمع عينا سوهي
" ب..بالطبع! لدي رقمك وسأتصل بك غدًا !! " ردت بحماس لتضحك ريم بخفة
" إذًا هلّا أحضرتي لي كوبين من قهوة الحليب فأنا أنتظر أحدًا ؟ " ريم
" حااااضر سيدي! " قالتها بتمثيل لتضحك ريم بقوة
بعدما ذهبت سوهي بدقائق معدودة ..ارتسمت على وجه ريم ملامح القلق وأخذت تفكر ...
" هل ستنجح خطتي يا ترى؟! " ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
END.
TO BE CONTINUE..
بداية تشابك '٢' ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top