أحاول عدم كشفي
*ندى
" يا إلهي! لا لا لا لا " رددت ريم بفزع بعدما تفاجئت بأنها اصتدمت بتشانيول
فقررت الركض قبل أن يتعرف عليها ..لكنه فاجأها بإمساك ذراعها ليسحبها بقوة منه...
" مهلاً لحظة! إنها أنتِ أﻻ تتذكرينني؟! " قال تشانيول بإرهاق من شدة البرد
" المعذرة؟! " ردت ريم باستغراب
"أنا ذاك الشاب الذي قام بتضميد يدك عندما كانت تنزف ، هل تذكرتني؟! " سأل تشانيول على أمل أن تتذكره
" واااااه! صحيح! إنه هو ذلك الشاب الذي قام بتضميد يدي في تلك الليلة! ، أنا حقاً لا أصدق! " رددت ريم في نفسها باستغراب شديد
" ه.. هكذا إذاً؟ ، في الواقع نعم لقد تذكرتك! أنا أشكرك بحق لقد كنت لطيفاً معي في تلك الليلة أنا حقًا ممتنة " قالت بهدوء و همت بالذهاب ، ولكنها تفاجئت به يسحبها مجدداً
" مهلاً لحظة! الجو حقاً بارد وأنا نسيت نقودي في المنزل ،هل يمكنكي دعوتي إلى كوب قهوةٍ دافئ على اﻷقل؟! بدﻻً من مجرد شكري " قال تشانيول بإلحاح
" نعم حسناً ﻻ بأس بذلك مادمت ﻻ تملك النقود " ردت ريم بتنهد
[في المقهى]
*ريم
من حسن حظي أن تشانيول لم يتعرف علي ..بطريقةٍ ما إنه قدري ..أن نتقابل أنا وتشانيول قبل يعرف أحدنا اﻵخر حتى ..قبل أن أعرف تشانيول اللئيم ..وقبل أن يعرفني أنا ريم مفتعل المشاكل ..وطبعاً لحسن حظي كنت أرتدي كمامتي في ذلك اليوم...
إذا على أية حال بدت لي فكرة المقهى مناسبةً جداً ..فقد كان الجوُّ شديد البرودة! ..وﻻ ضير أن يرافقني تشانيول فهو لن يتعرف علي...
دخل كلانا إلى المقهى ..وجلسنا على أحد الطاوﻻت ..ومن ثمّ طلبنا ..أمسكت كوب قهوتي أدفئ به يداي ..بينما ارتشفت بضع رشفات ..بعدما أدرت وجهي ﻷرفع جزءاً من الكمامة...
" إذاً يا آنسة ما اسمك؟! " سأل تشانيول بابتسامة هادئة
" أنا حقاً لن أستطيع إخبارك " رددت بنبرة أسف هادئة
" أهناك سببٌ معين لعدم إخباري باسمك؟! " قال بحزن
" حسناً في الواقع معرفة هويتي يسبب خطراً لي " قلت بتخاذل
" هكذا إذاً حسناً ﻻ بأس" رد تشانيول بخيبة أمل بينما حضر النادل ليعطينا الفاتورة
تفاجئت حقاً عندما أخرج تشانيول نقوداً ليدفع الحساب ..بقيت مصدومةً ومتجمدةً لبعض الوقت ...لكن قاطع هذا...
" أتمنى أنك لم تتضايقي فقد أردت حقاً احتساء كوب قهوةٍ معك، لذا اختلقت موضوع النقود ،أعتذر لهذا " قال تشانيول بوجه عابس
تنهدت بتعب فقد تأخر الوقت بعض الشيء ..وهممت بالذهاب ..لكنه قاطعني و وقف أمامي...
" أرجوكِ أن نتقابل مجدداً " قال بإصرار
" المعذرة لدي الكثير من اﻷشغال ولا وقت لدي " قلت بهدوء وذهبت مسرعة
بقيت أسير في هدوء ..بينما أخذت قطع الثلج الخفيفة تتساقط بلطف لتلامس اﻷرض ..كان المنظر ساحراً ..على العموم توجهت للمنزل ووصلت ..وبمجرد وصولي ارتميت على سريري بتعب ..وغطيت في نوم عميق...
*في الصباح
أخذ أحد ما يطرق الباب...
ارتديت كمامتي بتكاسل ..نهضت من سريري بتثاؤب محاولةً ارتداء معطفي ..وذهبت لأفتح الباب ببطئ وتعب .. هل هو الرجل الذي سيوصل لي مذكرات والدي؟ ..ولكن بهذه السرعة؟! ..كم هذا غريب!..
عندما فتحت الباب تفاجئت حقاً...
" صبااااح الخير! " قال الأحمق بابتسامة عريضة بينما يمد لي الجريدة
" أنت؟! " قلت بتفاجئ شديد بينما اتسعت عيناي
"أتمنى بأنك لم تنزعجي من ملاحقتي لك ، لكن فضولي كاد يقتلني حقاً عن مكان تواجدك هه..ه " رد تشانيول بنبرة تخاذل تبعتها ضحكة بلهاء ،لأغلق في وجهه الباب
*ندى
أسندت ريم ظهرها على الباب بتنهد ..لتحدث نفسها بصوت عالي...
كم هذا رائع! ..الأن هو يعرف مكان منزلي ..كيف لم يخطر ببالي ولو للحظة ..بأن ذلك الأحمق قد يتبعني إلى هنا! ..آآيش! أكاد أفقد عقلي ..متى سينتهي هذا العذاب يا ترى؟! ..علي إنهاء هذا الموضوع وبسرعة! ..فمكانتي الاجتماعية لا تسمح لي بفضيحة كهذه ..إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بأن قراراتي تشكل خطراً على العائلة ..حقاً! لقد وضعت نفسي في موقفٍ خطر!..
*ريم
على أية حال ارتديت بنطالاً وسترةً سوداء ذات أكمام طويلة ..بينما اخترت ارتداء معطف ثقيل ليقيني برودة الجو ..فأنا لا أتحمل البرد بطبيعة الحال ..وبالطبع لم أنسى كمامتي ..فالخطر عندما يتعرف على هويتي أحد يكون كبير...
نزلت السلم بتعب بينما أفرك يداي ببعضهما ..لعل البرد الذي قام بالتهام أطراف أصابعي يتلاشى ..أخذت مظلتي خوفاً من أن تمطر وأنا في الخارج ..وفتحت الباب بهدوء...
حمداً لله بأن ذلك الأحمق قد ذهب! ..حسناً السبب الوحيد في جعلي أخرج مبكراً هكذا ..هو عدم إجادتي للطبخ...
دخلت إلى أحد المقاهي بينما أردد في نفسي ..ياااه إنه المقهى الذي اعتدت دخوله مع العائلة عندما كنا نأتي لقضاء العطلة...
*سوهي
في الصباح كعادتي خرجت للعمل متأخرة ..بشعرٍ مبعثر ..وملابس غير مرتبة ..فقط لأصل إلى العمل في الوقت المناسب ..لكن دون جدوى ..لقد تلقيت محاضرة طويلة وعريضة من مدير العمل...
المدير: سووووووهيييييي!
أنا بندم: صدقاً أنا أعتذر سيدي! أعدك بأن تكون آخر مرّة أرجو منك مسامحتي
المدير بازدراء: نفس الكلام في كل مرّة! إذا كرّرته فستطردين مباشرةً مفهوم!
أنا بتنهد: نعم حسناً
بدأت عملي كالمعتاد ..آخذ طلبات الزبائن ..أوصل الطعام وهكذا .....
....: طلب الطاولة رقم 23 جاهز!!...
ذهبت لآخذ الطلب إلى الزبون ..ولكن بعدها تفاجئت حقاً ..وكأنني أستقبل الصباح بوسامته ....
" أنتِ؟! " سأل بتعجبٍ شابه إرهاق البرد
" لا يمكنني وصف سعادتي لأنك تذكرتني، إن سعادتي غامرة!" رددت بحماس
" نعم وكيف لي أن أنسى المجانين؟! " قال بتعجرف وأكمل
"ولكن كيف عرفتني وأنا أرتدي الكمامة؟ "سأل
*ندى
ذهبت ريم إلى المقهى المجاور لمنزلها لتحظى بفطورٍ هادئ ..لكنها حتماً تفاجئت عندما رأت سوهي تعمل بالمقهى ..تلك الفتاة التي قابلتها أمام المشفى...
" أستطيع معرفتك بكمامة أو بدون من بين جميع الناس! ..فأنت لديك كاريزما ما في طريقة مشيك،ارتداء ملابسك،وحتى جلستك" ردت سوهي بحماس
" أ..أحم في الواقع ......" ردت ريم بتلعثم لتقاطعها سوهي
" هل مازلت تذكر اسمي؟! " سألت
" ولكن بالطبع .... إ..إنه ...إنه فتاة المقهى " أجابت ريم بتغطرس بعدما وضعت قدمها فوق الأخرى
" بففف! إنه بالتأكيد ليس كذلك أيها الأحمق ! " ردت سوهي بسخرية لتكمل ريم
" أنا أذكره جيداً ولكن يمكنكي تذكيري بأول حرف" قالت ريم ببلاهة
" إنه سوهي! لقد ذكرته لك مرّات لا تعد ولا تحصى لكنك لا تنفك عن نسيانه " ردت بتوبيخ لريم
" على أيّة حال هل يمكنني الطلب فأنا جائع؟! " سألت ريم بابتسامة
" ولكن بالطبع يمك.............."
تشوّش تفكير ريم بمجرد أن رأت تشانيول يدخل من الباب ..فأخذت تفكر ...
" يا إلهي! هل يا ترى سيفضح أمري؟! فليس من مصلحتي أن تكتشف تلك الفتاة هويتي ولا حتى تشانيول أنا في وضعٍ خطرٍ الآن!
لذا وبدون تردد ....
" أعتذر منك لقد تذكرت بأنه علي فعل أمرٍ ما " قالت ريم بتوتر لتنهض من مكانها وتركض بسرعة البرق نحو الباب لتخرج بسرعة! ..دون ملاحظة تشانيول ...
[في مكانٍ آخر]
*لوهان
ياله من صباحٍ جميل! ..الجو لطيف والمكان خالٍ من الناس ..حسناً بدأت أهرول تارّة وأرتاح تارّة أخرى ..أخذت أكرّر ما أفعل حوالي عشر مرّات ..لقد تعبت حقاً لذا توقفت لبرهة لألتقط أنفاسي وفجأة!
"آه!" قلت حينما تفاجئت بأحدهم يركض بقوّة ليصطدم بي فأكملت بتفاجئ
" ريم؟! ، ما الذي يجري؟! هل هناك من يلاحقك؟ " سألت بقلق بعدما رأيتها تلهث من التعب
*ريم
لقد ركضت بأقصى قوّتي ..حتى لا يستطيع تشانيول رؤيتي ..يالسوء حظي! من بين جميع الأماكن في كوريا ..يبدو بأنه يعيش بالقرب من هنا ...أوتش!
لا أصدق ما تراه عيناي! ..لقد هربت من تشانيول لأذهب إلى لوهان؟!...
" ريم؟! ، ما الذي يجري؟! هل هناك من يلاحقك؟ " سأل بقلق بينما أخذتُ وضعية القرفصاء لألتقط أنفاسي التي أتنفسها بصعوبة شديدة
" هه..ههااه! ..لو..هان؟! " رددت بتقطّع أنفاس لأعتدل وأكمل
"هاه؟ يلاحقني؟ ل..لا بالطبع من هذا الذي سيلاحقني أنا فقط أتمرن لأحافظ على لياقتي " قلت بابتسامة متكلفة
" تتمرنين؟ بهذا المعطف الثقيل؟ "سأل باستغراب
" أمم..ل..لقد ..لقد نسيت إحضار ملابسي الرياضية معي ..كنت سأشتريها لاحقاً " رددت ببلاهة وأنا أحك مؤخرة رأسي
*ندى [خلف الأشجار عند ريم و لوهان]
" نعم! ..نعم....إنها أمامي الآن ..عُلم سيدي! " قال أحدهم بينما كان يتحدث في الهاتف ويختبئ خلف الأشجار بعدها مباشرة أخذ لريم صورةً ما وذهب مسرعاً ..
انهت ريم حديثها مع لوهان هكذا:
" إذاً إلى اللقاء فقد تأخرّت على موعد مهم " قالت ريم وهمّت بالذهاب ..لكن استوقفها لوهان
" مهلاً ... أود معرفة مكان منزلك؟" سأل
أخذت ريم تفكر "هههه ، تباً لكم جميعاً ، الجميع يود معرفة مكان منزلي فجأة الأمر ليس وكأنني سأستقبلكم به! " لترد عليه...
" في الواقع أنا لا أمتلك مهارةً في وصف الطرق ولكن لتجد منزلي عليك الالتفاف هكذا،وهكذا ثم هكذا..." أخذت ريم تمثل بطريقةٍ بلهاء ليستصعب فكرة المجيء إلى منزلها
" حسناً حسناً لا أريد تأخيرك عن موعدك وداعاً ولكن تأكدي بأننا سنتقابل حسناً؟ " سأل لوهان بتنهد لترد ريم
" حسناً " ردت بابتسامة انتصار لتذهب بعدها
*ريم
لقد كاد لوهان ينال مني! ..هاها ولكنني أذكى منه ..أحم أحم نعم على أية حال ..كان عليّ زيارة السيدة بارك ..لأطمئن عليها فهي تذكرني بوالدتي...
كنت في الطريق بينما كانت الأفكار تذهب بي وتعود ..كيف حالها وحال السيد بارك و يورا أيضاً؟ ..هل دائماً هم بجانبها؟ ..أم أنهم قد ينشغلون عنها؟! ..بالتفكير بالأمر أنا أذكر بأن يورا تمتلك أخاً أصغر ..نعم! لقد كان لديها ..أنا أذكره الآن لقد كان نوعاً ما سميناً ..أوه! وقد كان يمتلك أذنان كبيرتان حقاً ..حب طفولتي الأول ..أذكر جيداً كيف كان الأمر...
-في ذلك الوقت عندما كان لدي ست سنوات
-----------------------------------------------
كنت ألعب بدميتي في ذلك اليوم ..أذكر بوضوح أن الجو كان لطيفاً ..الجو لطيف،أنا ودميتي فقط ..كان الأمر أشبه بالنّعيم ..حتى مرّت تلك الهرّة من أمامي ..لقد توقفت أمامي لبضع دقائق وهي تنظر إلي...
"أوه! سيدة هرّة ماذا تفعلين هنا لوحدك؟" سألتٔ الهرّة بلطف ،لتذهب هي بدورها ..فتبعتها...
بقيت أتبعها حتى تعبت قليلاً ..قليلاً فقط...
" هه..هه..إنتظري يا سيدة هرّة أريد التحدث معك قليلاً"...
هذه كانت كلماتي قبل أن أنتبه لوجود شاحنة ضخمة ..تسير بسرعةٍ نحوي ..وأن يراني سائق الشاحنة كان أمراً مستحيلاً ..إذ أنني قصيرة ..بينما هو يركب شيئاً ضخماً...
حسناً لم يكن الأمر وكأنني سأستطيع النجاح بالهروب ..فقد كان بيني وبينها مترٌ ونصف تقريباً ..أما بالنسبة لقدماي القصيرتين ..فلن تساعداني على الركض بسرعة...
لذا و بهدوءٍ تام أغمضت عينيّ ..وظننت بأنها النهاية ..حسناً لم يمرّ علي شريط حياتي ..فأنا مجرد طفلة ..لكن خرجت بضع دمعات ..ففي ذلك اليوم كنت قد احتفلت بيوم مولدي ..لذا تحسّرت بعض الشيء لأنني حقاً لم أرد أن ينتهي الأمر في يوم مولدي...
تجمدت قدماي وأغمضت عيني ..والتي تذرف دموعاً كانت في ظني بأنها الأخيرة ..وفجأة! ..
كان هناك ذلك الذي دفعني بعيداً عن الشاحنة بقوة مما أوقعني على الأرض ..أكان ملاكاً؟! ..لا أستطيع رؤيته بوضوح بسبب الدموع المتجمعة في عيني ..لكنه أخذ يمسح لي دموعي...
إ..إنه أخ يورا الصغير! ..لطالما ظننت بأنه يكرهني ..فهو لا يتحدث معي غالباً ..ويتحاشاني على الدوام ..لقد شرد ذهني وهو يمسح دموعي ..لكنه عاد ليمسك بذراعيّ ليساعدني على النهوض...
" ها أنتِ ذا " قال بصوتٍ دافئ بينما أنا شردةُ الذهن وعيناي تحملقان فيه دون أن أنطق بحرفٍ واحد
"أوه! يا إلهي! ركبتاكِ تنزفان " قال وأخرج منديلاً بسرعة ليوقف نزيف الدماء من ركبتاي ، فاكتفيت بالإبتسام والنزول لمستواه ...
" شكراً لمساعدتي أنا حقاً أقدّر ذلك " قلت ويالغبائي دائماً لا أستطيع قول الكلمات اللطيفة وأكملت
" أه! انظر لديك جرحٌ على وجنتك" قلت وأخذت المنديل منه بينما بدأت أمسح جرحه
"ا..المعذ..رة! أتسمحين لي بأن أكون فارسك؟ " قال بخجل وعيناه تنظران ليمينه متحاشياً النظر في عيني فضحكت بخفة لأرد
" فلتسمح لي أنت أولاً بأن أكون أميرتك " ...
--------------------------------------------------------
هكذا فقط من بعد تلك اللحظة لم نكن نفترق ..حتى أننا كنّا نتناول المثلجات يومياً ..لكن في ذلك اليوم الذي اضررت فيه إلى السفر وعدم العودة ..لم أمتلك الشجاعة لأخبره بأني ذاهبة ..حتى تلك اللحظة أنا نادمة ..أتمنى أن أقابله مرةً أخرى لأعتذر منه ..ماذا كان اسمه يا ترى؟! ..أوه صحيح! ..إنه لُوي هكذا كانو ينادونه ...
دخلت إلى المشفى بهدوء ..والتي مازالت تمتلك ذلك النوع من الهالة السلبية الكئيبة ..إنها ذكرتني نوعاً ما بذكريات أمي وأبي ..حسناً دخلت بوجهٍ مبتسم ..على أمل إضفاء جوٍ مرح ...
" يا إلهي مرحباً " قالت السيدة بارك بفرحةٍ غامرة بينما هجمت علي يورا لاحتضاني
" كح! كح! يورا ! كعادتك تحاولين قتلي عندما تحتضنينني بقوتك تلك" قلت وأنا أحاول إبعادها عني
كان وجه السيد بارك مخطوفاً ..كما لو أنه رأي شخصاً ميتاً قام من الموت ما خطبه يا ترى؟! ..لكنه اقترب مني بهدوء بعدما تغيرت ملامح وجهه ..ليبتسم ويربت على رأسي بنعومة...
" مرّ وقتٌ طويل على رؤيتك يا ابنتي" قال
" نعم أنا أعتذر سيدي للأسف أشغالي تبدو ثقيلةً هذه الأيام " رددت بابتسامة تحسّر
" لا بأس! ،والآن سأترككي مع يورا و ريم فلدي عمل ما ، أتمنى أن تحسني الضيافة أيتها الطفلة" قال موجهاً كلامه ليورا وذهب مسرعاً ...
هل الأمر أنني أذكره بصديقه المتوفى؟ ..ولكن الذنب ليس ذنبي ..أنا أيضاً أتألم ..فجأة دخل مجموعة كثيرة من الفتيات ليصورن السيدة بارك بهواتفهن ...
" يا سيدة أين ابنك الآن؟! هل يأتي لزيارتك؟ هلّا أخذنا موعداً لرؤيته أرجوكِ" هكذا كنّ يتحدثن بصوت عالٍ وبعشوائية بينما السيدة بارك تغطّي وجهها ، ويورا تحتضنها ...
وقفت بسرعة بين السيدة بارك وهواتفهن ...
" سأقولها مرّة واحدة فقط ، إلى الخارج!! " قلت بصراخ وغضبٍ عارم لم أصرخ هكذا منذ فترةٍ طويلة ..شعرت الفتيات بالخوف وخرجن مسرعات ..لأهرع أنا إلى السيدة بارك...
" سيدتي هل أنتِ بخير "سألت بقلق لتومئ لي بينما ردت يورا
"هذا يحدث كثيراً للأسف " قالت يورا بوجهٍ خائب الأمل
يبدو بأن لُوي لديه الكثير من معجبات في الجامعة ..لذا نوعاً ما ندمي أصبح أقل ..على أية حال ..ذهبت و يورا لنشتري طعام الغداء ..فالسيدة يورا تأكل طعام المستشفى منذ فترةٍ طويلة ..ونحن في الطريق كنّا نتبادل أطراف الحديث ..ولحسن حظي لقد وافقت يورا على أن أعيّن حرسًا شخصيًا على غرفة السيدة بارك...
*الساعة ال 11:54pm
عدت إلى المنزل بعد يومٍ طويل ..و وجدته أمام عتبة منزلي ...
طردٌ بريديّ؟! لم أتلقى بريداً منذ زمنٍ طويل ..من سيرسل لي البريد يا ترى؟!
[غرفة المعيشة- أمام المدفأة]
أشعلت الحطب بسبب برودة الجو ..وجلست أمام ضوء نار المدفأة لأفتح الطرد ..بعد فتحه وجدت ذلك الكتاب الذي غلّف بجلدٍ بنيّ قديم الطراز ..ففتحته! ..نعم إنها هي! ...............مذكرات والدي الذي قُتل! ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
END.
TO BE CONTINUE..
فلتنادني بأمي ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top