٧ | عودة للماضِي.

هاري كان مستنداً بظهره على الأريكة واضعاً قدماه فوق الطاولة الصغيرة أمامه و دون أن يدري مضى بخياله إلى ذكرياتٍ بَعيدة..

حين يبدأ في تذكرها يبتسم و حين يتنهي من تذكرها يبكي.

"أكره الكُتب..أكره الكتُب." هو كان يدندن بينما يسير في المكتبة وسطَ أرفف الكتب باحثاً عن الكتاب الذي طلبَ منهُ الاستاذ في الجامعة تلخيصه كمشروعه المؤقت لنهاية الأسبوع.

"سُحقاً للكتب..سحقاً للكتب." عادَ يدندن بإستمتاع حتى وجد الكتاب و سحبه مبتسمًا،"ها أنتَ ذا. صديقي."

"لقد رأيت الكتب، كم هي بشعةٌ الكتب." أكملَ طريقه مدندناً.

"هاي أنتَ! أيمكنكَ فقط التوقف عن إهانة الكتب!" صاحت إحداهن فاقدةً لأعصابها ليرفع هاري عيناهُ نحوها و يبتسم بإتساع.

"أهلاً." قال.

" آوه مرحباً أيها اللطيف. "تكلفت إبتسامة صغيرة ثمّ أدارت عينيها مضيفة: "لا أريد أن أتعرف عليكَ، أريدك فقط أن تتوقف عن إهانة الكتب."

" لكن الكتُب سَخيفة." أخبرها هاري لتبتسم تلك الإبتسامة الحزينة و كانت أول ما يلاحظه هاري فيها.

"إنها ليست كذلك، الكتب جميلة للغاية. أنت فقط لا تدرك الأمر بعد. "

"أقنعيني." كتفَ ذراعيه على صدره.

"لستُ متفرغة،" رفعت كتفيها و سحبت الكتاب الذي كانت تقرأه على المنضدة و أمسكت بهاتفها ثمّ مضت بعيداً عنه.

"إنتظري!" صاحَ هاري من بعيد لينظر الجميع نحوه بإنزعاج شديد ليبتسم بخجل.

أسرع في خطواته مقترباً منها و قال: "متى ستكونين متفرغة؟."

" لا أعلم، ربما غدًا. أو بعد غد. أو ربما الاسبوع القادم. قد لا أصبح متفرغة أبدًا." ردّت بتلاعب.

"إذن كيف أصل لكِ؟." تسائل عاقدًا حاجبيه في حيرة من تلك الفتاة.

"إتبع طريق الكتُب.." غمزت ثمّ أعطته ظهرها مبتعدة.

"هذا مشوق." إبتسم هاري ثم نظر للكتاب بين يديه مبتسماً و عاد أدراجه داخل المكتبة ليبدأ بقراءة الكتاب و تلخيصه.

و عقله فقط يفكر في ما إذا كان سيراها مجدداً أو إن سيحدّثها عن أي شيء.. و إن كان حديثاً عن الكتب.

إنتفض هاري و أفاق من ذكرياته حين إستمع إلى صوت هاتفه العالي. كان لازال يجلس على أريكته الجلدية و لا يعلم كم مضى عليه شارداً.

ببطئ مدّ يده متذمراً و سحب هاتفهُ ليجد رقماً غريباً يظهر على الشاشة.

"هاري ستايلز يتحدّث." هاري بدأ.

"سيد ستايلز..رجاءًا توجه في أسرع وقت إلى مشفى شنجهاي الدولي. إحدى معارفك تعرضت لحادث و لا نعرف إسمها أو أي معلومات عنها و أنت الوحيد في قائمة إتصالاتها موقعك في شنجهاي لذا عليك المجيئ سريعاً لدفع كفالة العملية." قال الصوت من وراء سماعة الهاتف بروتينية ليتوتر هاري و يغلق قبضته بقوة على الهاتف حتى أصبحت مفاصله بيضاء.

كان يعلم أنها هي كادي، لا أحد غيرها يعرفه في شنجهاي.

أغلق الهاتف سريعاً و سحب حذاءه ليرتديه بعشوائية ثم ركض نحو غرفته ساحباً محفظته و خرج من شقته ركضاً مستقلاً سيارته التي يخشى دائماً قيادتها بسبب مهاراته المتدنية في القيادة.

و بينما هو يقود سيارته عاد بذاكرته للوراء مجدداً دون أن يدري.

تذكر أنه أصبح يذهب لذات المكتبة كل يوم على مدار الاسبوع الذي كان من المفترض أن يقوم بتلخيص الكتاب فيه.
كان تلخيص الكتاب في الحقيقة مجرّد حجّة، هو كان يأتي ليراها مجدداً.

لا يعرف. هنالك ذاك الشعور الذي يدفعك إلى فعل شيء غريب لا تعرف لما تفعله؛ إنه موجود بالفعل. هو موجود.

"أنت مجدداً؟ ما الذي تفعله هنا يا كاره الكتب؟."
صوتها ظهر فجأة بينما هو كان ينظر للكتاب أمامه.

بسرعة رفع عيناه نحوها و إبتسم:"رؤيتكِ جعلت الكتب جميلة في عيناي."

-

رأيكُم؟

أي إنتقادات؟.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top