تقدمت بخطوات متثاقلۃ نحو تلك الثانويۃ اللعينۃ ... انها السنۃ الثانيۃ لدراستي بها لكنني اشعر ان قرونا مضت ... كان هناك العديد من الفتيان امام الباب ... ليتقدم مني احد منهم و يتصرف معي بشكل انحرافي ... لم ارد ان اصدر ردۃ فعل لكنه مد يده علی حجابي ... فصفعته فادرته بحركۃ سريعۃ و شددت يده بقوۃ ... في تلك اللحظۃ وددت لو ابتر يده عن جسده لكن هذا اول يوم دراسي لي هذا العام و لم ارد ان تكون بدايته بهذا السوء ... لذا دفعته نحو الارض و ركلته ... و تقدمت للامام لكنني ما ان تذكرت طريقۃ حديثه معي حتی عدت اليه و لكمته بقوۃ ... حينها دخلت الثانويۃ بطاقۃ ايجابيۃ ... بدوت قاسيۃ نوعا ما او ربما مجنونۃ لكنه يستحق اكثر من ذلك بكثير ... اخرجت نظاراتي الطبيۃ من حقيبتي ثم وضعتها و دخلت الفصل املۃ ان يمر هذا العام بسلام ... بدا استاذ الجغرافيا بشرح الدرس الممل اماي فقد بقيت انظر حولي لاری ان كان هنالك تلاميذ جدد ام انهم اصدقاءي الثمانيۃ السابقين فحسب ... و يبدو ان لا جدد هذا العام ... فاخرجت هاتفي و بدات العب لعبۃ Subway surfer ليراني الاستاذ و يسالني عما يفعله الهاتف في يدي و طبعا اخترعت حجۃ سريعۃ و هو انني احاول وضعه علی الصامت ... لكن ما ان خرجت من الفصل حتی اصطدمت بجسم صلب ... تبا هل هناك شيء سيء لم يحدث بعد هذا اليوم ... طبعا انها غرابۃ ذاك الذي اصطدمت به فقد مد يده لمصافحتي و ابتسامۃ عريضۃ تغطي شفاهه ... يبدو ان هذا العام سيصبح طويلا بالفعل لاتلقی مكالمۃ هاتفيۃ من رءيسي :" هناك مهمۃ جديدۃ ... بعثت التفاصيل لبريدك الالكتروني ... كوني حذرۃ "
لانظر الی ذاك الفتی الذي ما زال متسمرا مكانه و اقول " جاكلين ... ١٦ سنۃ ... شعبۃ الاقتصاد " فكبرت ابتسامته ليقول " انور ... ١٧ عاما ... نفس الشعبۃ " ابتسمت له ابتسامۃ مصطنعۃ ... ثم غادرت ... حتما هذا العام سيكون غريبا .