النهآيه


بسم الله الرحمن الرحيم ❤
قراءه ممتعه .. ☘

***

تلاشى ضوء النهار وقد حل محله الجمود

الهدوء والظلام ~

الهدوء الذي باتت تمجده، أختلط بمشاعرها السوداويه

أن تجلس لتتأمل احد البحار في سكينه تامه، لتنفث سيجارتها دون اعتراضات كان ابسط ما تريد

نظارتها السوداء ربما حجبت دموعها عن كل الاعين، لكن الحزن كان ظاهراً من خلف حصونها المزيفه

وهو قد رآه .. رأى حزنها!

ورائها تماماً وبجانبه ستيفن الذي اشار موضع جلوسها

حينها بهت وجهه مناظراً الطريقه التي سكنت بها الاجواء حولها سوى تلك السيجاره بين شفتيها الطاهرتان!

تسمم حياتها بفمها، ولا يدرك كم سممها هو

سقطت حقيبة ظهره ليلتقطها ستيفن، ثم تراجع للوراء مستنداً على احدى الاشجاء في دور المُشاهد الصامت لرد فعلها الغير متوقع

بينما الاخر، اقترب منها

وقف خلفها

تجمد جسدها من رائحة العطر المألوف

ارتجفت شفتيها، وحينها طرحت السيجاره الأرض

انفاسها التي اخرجتها مُرتجفه بينما تناظر خلفها دلت على الكثير والكثير

ان تراه واقف بملامح متألمه كان اخر ما توقعت

قسمها الا تعود بعدما هجرها ؟

أين باتَ ؟

قد حاولت محرابة الشوق داخلها

كبريائها الذي تناثر ، لم يكن ليقبل به .

اذاً لما نبضت عروقها ؟

لما تجمدت دموعها ؟

لما تلاشت انفاسها امام رافضها !

ربااه، وكم هجرها ؟

اقترب أكثر، استعادت رباط جئشها، لكن الغصه سيطرت عليها، وشعرت برغبه خانقه للبكاء

كان هو .

كان هو بحق كل شيء آمنت بهِ .. لم يكن سراب

جلس بجانبها

ودعس على السيجاره غيظاً بينما يجلس

تباً كيف تركها كل هذه الفتره ؟

انهى المسؤوليه على كتفه واتبع مسؤوليته الكبرى والتي هي

سيستعيدها مهما كلفه الامر

لم يعد هناك شيء يخسره بعد الان

وّفر له ادوارد العمل

وفر له منزل بالقرب منها

والدته ماتت، اخوته في سلام

لم يعد هناك ما يخسره سواها

وبِئساً كم ندم على خسارتها

" انتَ لستَ وَهم "

قالتها بنبره هادئه عكس الاعاصير داخلها

قتلت حادقتيها دموعاً ساخنه تسمم كبريائها بكل طرق الضعف الممكنه

" لمَا عدت ؟ "

فقدت اعصابها عندما طال صمته وطال تحديقه، بأبتسامه خافته منكسره

فقط يراقب كم تبدلت امرأته، وكيف بهتت صورتها التي عهدها

" بحق السموات والارض لما عدتَ ؟ "

" لاجلك "

لأجلي؟!

رفعت رأسها، كما رفعت كفها المُرتجف تهبط به على وجنته بأقوى ما تمتلك

التف وجهه للجانب الاخر بفعل صفعتها، كما التحمت جوارحه الماً عليها

" انت ساقط سافل فارس ، وغد ، لعين ، لمَا عدتَ ؟ تباً .. لما عدتَ ؟ "

ناظر الارض ولازالت ابصاره لم ترتفع

بينما هي كاد يصيبها الجنون ، اعني هجرها وعاد

هجرها وعاد بعد اشهر طالت

اي قلب يمتلك هو ؟ اي سُلطه ؟!

ما الحق اللعين الذي اتخذه ليسبب ذلك التآكل بها ؟

" من اي شيء انتَ ؟ ، من ماذا خلقتَ ؟ من اي واقع نشأت لتقرر العوده والرحيل في اي وقت تريد ؟ اي حق تمتلك لتتقرب مني فارس ، وحينما ينهشني حبك تبتعد دون مبالاه لي.. لمشاعري! "

رفع رأسه، وناظرها بحادقتان حمراوتان، كل واحده منهم احتوت على عباراتٍ حمراء دافئه

" حبكِ اكبر حق امتلكت "

" الحب ؟ ، لما اللعنه مؤلمه، لما ليس شعور جيد ؟، الحب ليس به سعاده، لا اريد الحب ، لم اشعر ابداً بالوحدةِ والالم كما الآن "

" لم اقصد ترككِ اوركيدا، لا اقدر هجرك "

" لكنك هجرت "

" وعدتُ "

" سترحل مجدداً "

" عند موتي فقط "

آمأت بالرفض وبدأت تجشع في البكاء حسرةً على مشاعر مهدوره

انعدام ثقه وخوف

كوابيس تطارد بلا رحمه

" كاذب .. أنت سترحل "

" اقسم لن افعل اوركيدا "

" لن تواجه عالمي فارس، انتَ ضعيف "

" ضعيف عندما يتعلق الامر بكِ فقط "

" لن تحبني "

" امجدك "

" ستتركني "

" امجدك "

" انت لست بشر .. انت مسخ، ذو قلب اسود "

" امجدكِ "

دارت وجهها عنه ، واكتفت بالصمت

ظلت صامته فصمتَ

.. راقب تفاصيل حركاتها

خاصةً عندما اغمضت حادقتها تستنشق عطره بتلقائيه، ولازالت دموعها لم تجف، انفرجت شفتيها ترتجف بقوه قد استشعرها

اعطته الامل لعودتهما

ربما لم يحبها سوى عند رحيلها

ربما تمسك بحبها لحظتها

لكنه حلم بها وارادها

وهي اول امرأه يريدها

تلاشت رائحة السجائر عن المكان ما ان انطفئت سجارتها وذبلت

لعلها اشارة القدر لذبلان روحها وهلاكها .
او ذبلان حزنها وتلاشيه .

طال الصمت وطال ثم طال

لذا نهضت عنه وكادت ترحل بتشتت وضياع

كان هو بالفعل ، لم يكن سراب

وكأن روحها عادت ، لكنها عادت مُحطمه

وكأن ما كُسر بها لن يعود

شعر بخطر فقدانها

لذا سحبها من ذراعها فسقطت وقبعت بين ذراعيه

لم يفكر قبل ان يسحبها تجاهه، هو فقط فعلها دون تردد

" تزوجيني "

تلاشت انفاسها وناظرته بلا تصديق

ارتجفت حصونها .

رفضته مئات المرات في عقلها
وقبلت به الالاف في قلبها

" تزوجيني اوركيدا، لا تسامحيني لكن تزوجيني، واجهيني بالحب وانتِ زوجتي، تلك الرابطه التي ستربطيني بها، وسأربطكِ بها، هي ما ستجمعنا، لا الحب "

" لا اا .. لا .. "

" تزوجيني واتركي المواجهه، اتركي الرفض، تجاهلي المنطق واتبعي جوارحك للمره الاخيره "

جوارحي التي حطمتها ؟

الجوارح التي دعستها فارس ؟

ارادت قولها لكن الموقف لم يسعفها

هي ذبلت .. فقدت ما لا يُسترجع بسببه

تقزز من ملامستها قديماً والان يحملها ببساطه

كان يرفض النظر لها، والان يتخذ حقه الكامل في مناظرتها ولمسها ؟

نهض بها

ثم انحنى امامها مخرجاً خاتم لم يكن باهظ كالذي عرض عليها من قبل

كالذي ترتديه دائماً

لكنه كان اكثرهن تميزاً، لم يكن رخيص، فقط من الذهب الابيض، النقي، اختاره لها وحدها

" اقبليني اترجاكِ "

ارادت رفضه ونحر كبريائه كما فعل معها

ارادت تنكيره امام الجميع المترقب

لكنها انحنت على قدميها تواجهه

خارت قواها وسقطت

مواجهته اقوى مما تظن

سحب كفها البارد وسط تشوشها، ولم ترفض بل راقبته بلا تصديق بينما يضع الخاتم مازحاً بغصة الم

" لم اكن لاقبل الرفض على اي حال "

ضحكت سخريتاً، بجروح لم تذبل

حينها فقط ترك ستيفن الحقيبه جانباً وانسحب بوجه جامد

انتصر الاخر في الحرب

لم يكن يلوم سوى ذاته ويؤنبها

لو لم يجف معها لما تركته

لكنه ايضاً لم يكن ليحتمل غرورها كثيراً

تلك التي امامه لم تكن تشبه اوركيدا التي عشقها وهام بها

ذبلت ، تحطمت ، ماتت بالآخر مئة مره، بينما الاخر قد تخلى، هاب ، حطم وتحطم فقط لاجلها

انسحب مشاهداً مثلها علاقه لم يحللها

لم تعطي اوركيدا بعد اجابتها

لكنه فضل الانسحاب فهي لن تكون له على كلٍ

ظلت تناظر فارس بلوم وعتاب
وظل الاخر يناظرها برجاء

لن يلين قلبها في يومٍ وليله.

وفارس لن يتسلم مهما طال به الزمان.

خسرها مره
ولن يخسرها مجدداً

لم يجد ما يخسره دونها

لذا لن يتركها ولو مات بها مجدداً

***

" لن تخبرني من المرسل ؟ "

تنهد جاسر بضجر للمرة المئه، بينما يحلل قميص العمل خاصته، فهو عاد للتو ليقابلني انا مصدر ألامه وبهجته في مواجهتهُ، بطَله تلاشت لها انفاسه ..

طله لم يشاهد مثلها قبلا ربمَا

" جاسر "

همستُ أسمه بلين بينما اقف امامه، ثم لففتُ يدي حول عنقه

نقطة ضعفه

ابتسمتُ برقه لذا انحنى عليي بحادقتان ماكرتان

تلاشى ارهاق العمل عن وجهه، بينما يسحب خصري اقرب له

تبسمتُ بأتساع بينما اميل عليه بتلاعب

ارتفعت دقاتي، تواجهه خاصته العاشقه

فجأه انحنى على وجهي، ووجهته لم تكن سوى شفتاي، لكنني انحنيت للوراء محطمه تلك الوجهه تماماً

ناظرني بأستفسار لم يخلو منه الغضب

قرأت حادقتاه وعلمت كم كان يعافر لألا يجبرني او يُغصبني

تغير للكثير .

لكنني اريد ان اختم ماضينا اولا، لا اريد ان اعيش في لغز كان، وظل، لذا قلتُ والفضول ينهشني

" اختم الماضي اولا "

لعن تحت انفاسه بنفاذ صبر وكأنه توقع مثلها فعله، ثم همس بحده

" ليلى "

ذبلت ابتسامتي وناظرته بتساؤل وبلا تصديق

اردت ان يكذب ادعائه حول ليلى

ترجيته بحادقتاي ان ينكر لكنه لعن تحت انفاسه للمره الثانيه

ليلى كانت صديقتي منذ صغري بل وفي مراهقتي

ربما انفصلت عنها في الجامعه، لانها تغيرت
بطريقةٍ ما .. تغيرت!

اكلنا معاً في ذات الطبق، كنا نجالس بعضنا للساعات

السخريه ليست في كونها اقرب شخص الي رغم انفصالنا وتلاشينا

بل لانني شككتُ بميرا وسامر، واستبعدتها هي عن كل شكوكي

سامر الذي لم يخبرني لاجل ذلك الموقف الذي انا به الان

ابعد شخص يخطر ببالك قد يكون من يؤلمك اكثر من اي شيء

ابتعدتُ لا انكر

لكنني لم ابتعد من فراغ

وهي قابلت ابتعادي فقط .. بخيانه

وياليتها اكتفت بالخيانه، بل ارادت تدمير حياتي الخاصه مع الرجل الذي احب!

لم اتجاهل رسائلها من فراغ، هي لم تكن تحب اصدقائي، حدثت اكثر فتاه كرهها الجميع وعشقها سامر ، فقط ليزداد قهر سامر

لكنني لم اتركه

اخترته عليها

ميزت صداقتي به، على صديقة حياتي لانها لم تعد كما كانت

مر وقت طويل لم نتحدث به

لذا لما اتألم ؟

هل خيانة شخص قضيت كل لحظه من حياتك معه منذ الطفوله، مؤلمه لهذا الحد

" لم ارد ان اخبركِ، اعلم انها اكثر واحده استبعدتها، خانت تلك الثقه، كنتُ اعلم انها هي منذ البدايه "

" كان بأمكانك ان تشكوها ، لكنك تجاهلت "

" تجاهلت لاجلك، كنتِ لتعرفين وقتها "

رفع انامله يمسح بها دموعي

حاوط وجنتي في حنان، وانامله لازالت تزيل الدموع التي انسدلت مني

" لا تبكي سيرا، خذي من سعادتي، لكن لا تبكي "

" احبكَ ، احبك كثيراً "

" احبك اكثر من كل كثير "

صفع شفتاه على خاصتي بعدها

سحب مني كل الالام والدموع

لم اتوقع ان تكون الخيانه منها هي

لكنها لا شيء ،امام قُبله واحده منه

تناسيت المي ..
وكأن احزاني تبددت الى سعاده

ففي النهايه زفاف ميرا بعد يومان من الان

***

لم تعد غرفتها مظلمه ولم تعد تهاب اغلاق نافذة شرفتها

باتت تستشعر الامان في وجوده

فجأه تلاشى التحدي بينهما، تناسته وتناساه!

عوضها بالكثير

عاد حبه يغزوها

ميرا كانت امرأه نقيه لتظل على نهج حبه،
لكنها ليست ملاكاً لتتجاهل كل شيء

قررت الانتقام بعد الزواج

فنيار لم يرى وجهها الاخر بعد

تبسمت بشرود وخللت المشط في خصلاتها القصيره

تخيلت انتقامها اللذيذ وحياتها معه

فقط .. ان تحصد تلك الكلمه منه!

هو قال سابقاً ' لن اجبرك على شيء ' ، لا يعلم ان اقترابه منها يشتتها

ولهذا وعدها الوغد بعدم الاقتراب

يريد ملاعبتها اذاً ؟ له ذلك

تلاشت ابتسامتها من الظل خلفها

ربما قاتل متسلسل او سارق

لكن تلاشى هلعها عندما ميزت من هو، بالطبع تلك الفعله لا تليق سوى بالمتحرش الوقح خاصتها ..

شهقت بينما تراه يفتح خزانتها دون التفوه بكلمه يتفقد فستان الزفاف

الا يعلم ان تلك الفعله مُشينه

فلا يجب ان يرى الفستان!

لكن تباً هو اخرجه ..

وناظره بغضب وانفاس مهتاجه فهمت سببها

ابتسمت بتوتر

تعلم الشجار القادم الان، ذلك الرجل المعقد لا تعلم ما مشكلته مع فستانها المسكين

اعني فقط اطرافه تقبع أسفل الركبتين، ضيق من عند الخصر، مزخرف برقه، ذو اكمام شيفونيه وصدرٍ مفتوح .. كان آيه

كيف كانت لترفضه!

سال لُعابها على الفستان ما ان رأته مع سيرا لذا اختارته فوراً، وسيرا لم تكن صديقه صالحه لترفض الفستان

" كنتُ اعرف "

هسهس بحده، لذا توقفت بحذر

" نيار اترك الفستان "

" اين الفستان ميرا بحق السماوات، تلك منامه، ذاتاً ماذا يستر هو ؟ لا ارى به انش مغلق "

" سأرتدي الفستان نيار "

" يستحيل "

" ذاتاً الفستان اكثر اهميه منكَ "

ناظر تحديها بحده لكن لانت حادقتاه بمكر فجأه وبدأت تمر عليها من الاسفل للأعلى

ابتلعت ببطىء، عندما القى الفستان ارضاً دون اكتراث

" لن ترتديه "

تقدم منها ليزداد تراجعها وذعرها، لا تعرف ما الذي ينوي فعله

توجست من نظراته لها

نظرات راغبه، متوعده، ارادت الفرار منها لكن لا سبيل

" الم نتفق الا تقتحم المنزل مجدداً ؟ "

" واتفقنا ألا يوجد ملابس عاريه "

" مهلا هو ليس ملابس بل فستان "

"اوليس الفستان ملابس ؟ "

سحبها اثناء جدالهما تجاهه، وهمس ببطىء امام وجهها

" لن ترتدي الفستان "

" بلا سأرتديه "

" اذاً لا زفاف "

اتسعت حادقتيها بذهول

فقط تخلى عنها بهذه البساطه لاجل فستان

" سأتزوجك دون حفل لعين ميرا، ارتدي الفستان، لا حفل "

بحثت عن المزاح في حادقتاه لكنها لم تجد

" انتَ انتَ .. قاسٍ ، وحش ، وغد "

ارتفع ثغره بمكر حينها وامال عليها غامزاً

" اعلم "

" نيار لا تَمزح! لن اتزوج منكَ دون حفل "

" ولن اقيم الحفل بهذا الفستان "

" لما ما به ؟ ،لا افهم لما الرفض اعني هو يوم واحد سأرتديه وكفى! "

" لن اقيم حفل اعرض به مفاتن زوجتي "

فرغ فمها امام همسه المحتد امام وجهها

" ومن ثم هل وافق والدكِ على تلك القطعه الرخيصه ؟ "

" مهلا اتعلم كم كلفك ؟ "

" الرُخصَ ليس بالأموال، دفعتي اموال كثيره لعرض مفاتنك ميرا ، لن اقبل بهذا "

" سأرتديه نيار ، احببته! "

امتعض وجهه، لكن فجأه ثغره ارتفع بمكر، مشكلتها في ارتدائه اذاً

آمال على اذنها وهمس ماكراً

" ارتديه لي "

" يا منحرف ويلك اخرج من غرفتي ، ابي "

وضع كفه على فمها ، عكس قهقهته الداويه في المكان

" إن جاء والدك سيقتلني، حينها لن يصير لا زفاف، ولا فستان "

لانت حدقتيها بأستهزاء ، لكن صراخها المغتاظ علا عندما طبع قبله سريعه على جبهتها وسار تجاه باب الغرفه

ذهب ليوقظ العجوز المسكين متحججاً بأرادته في الشروع معه في الصلاه

وكان مدخله الثاني لقلب الوالد

كلما ضربه الاخر تلاشت ضغينته، وباتت تقبل وحب، لذا تورم وجهه نيار ليلتها ايضاً

***

لازالت الليله لم تنتهي بعد

فلا نهايه للحكايات

تنتهي واحده لتبدأ اخرى

السعاده والحزن متضادان، لكنهما اتفقا، على عدم التفاني

يجتمعان في العشق

يجتمعان في الم الحب

فقد قالوا الاضداد تتجاذب

فأنجذبت السعاده للحزن، لتصير اللوحه رماديه لذيذه تغلف جروحنا

الدموع التي تساقطت منا روت قلوبنا قهراً قد تفاقم، والسخريه ان الحبَ قاتلهُ

الحرب مستمره غير متناهيه، حيث تنتهي احزاننا القاسيه، ليأتي فاصلنا من السعاده ..

كتلك الحرب بين ادوارد وتاليا

عافر وعافر، حطم حاجز خوفها

وها هي ملكاً له

ها هي تقبلته

ها قد وهبته فرصته الاولى

واستغلها جيداً

انتقم على طريقته الرجوليه

وكم هذا النوع من الانتقام لذيذ، فقط ان ترى معشوقك يهيم بك، سيولد بك كماً من مشاعر المتجمعه التي لا توصف

كأس فاخر من النبيذ تستقيه ، ليلهب جروحك حتى تلتأم ببطىء

الصبر والصبر به مكافأه للصابرين

اعني ها هي تتحس موضع بطنها بلا تصديق

تتحسه بسعاده ، بأعين شارده

الشعور اللذيذ، الشعور بالآمان والسلام

ها هي في شهورها الاولى وتشتاق لحمل صغيرها، اعني كيف سيكون حجمه ؟ رائحته ؟ من قد يشبه ؟

ان تشعر بالامومه هو شيء لا يقدر بثمن

لكن الشعور يختلف عندما نشعر بها مع رجل نحب

نشعر بالسلام والامان وكل شيء طاب لقلوبنا المرهقه من رماد نيران الزمان

التفتت للخلف بعينان شاردتان، لامعتان ، قلبها ينبض سعادتاً بينما تتفقد الكاشف بلا تصديق

قفزت عدة مرات بينما تصرخ بحماس

صرخت بسعاده فقدتها منذ نعومة اظافرها

فقدتها منذ ان ولدت

لو لم تُلد لما افنى والدها حياته

لما ماتت والدتها قهراً ..

لو لم تولد لانتهى كل شيء

لكن تباً كم كرهت اعتراضاتها القديمه

فلو لم تولد

لما باتت ام، اماً لاطفال ادوارد!

الرجل الذي لم تحلم به قط

' حبه لن يكون دائم ' همستها كل ليله، بدموعها، قهرها ورفضها

وها هي ببساطه ، اماً لطفله

سمعت طرقاته المتسارعه والقلقه على باب المرحاض عندما انتهى صراخها المتحمس

تعلم ان خلف تلك الطرقات القلقه غضب لا يحمده عقبآه .. اعني ان تغادر دون علمه بالطبع، اثارت به مخاوف وشكوك تجاهلها قديماً عشقاً بها ..

فإن كان العشق أعمى، لكان ادوارد دون عينان، لو كان الحب يقتل ، لمات بها مئات المرات، لرتل فقط ليموت بها مجدداً ومجدداً

كم صلى شكراً للرب على نعمة آلامها  ..
نعمة وجودها .

' كم اعشقها يا خالقي، كم اعشقها يا الله '

همسها كل ليله امام باب غرفتها، وكانت هذه توقعاته القصوى، لكن ها هي ملكاً له

لو كان للجمال مقاييس ، لاقتحمت تاليا موسوعته دون ادنى تحديات

يراها المرأه الاجمل ولا يمل منها ، يراها ملكا له ومنه، لا يتخيل يوما دونها

لكن ان تغادر دون اذنه

امر لا يتقبله البته !

هو دللها فقط لتتقبله وها هي ملكا له، لذا سيريها وجهه الحقيقي العاشق لكل انش بها

فتحت الباب ، وقابلت وجهه الغاضب القلق بعينان لامعتان ، ووجه مُشرق سعيد

" ماذا فعلتِ ؟ "

سألها بريبه من دموعها الفارحه تلك ، لم يراها في تلك المرحله من السعاده قط

' اترجاكَ ان تدم السعادة لقلبها ربي، لأكون رجلا استحققها '

" خرجتِ دون اذني "

ناظرته بتوجس عندما همسها بحده، فمرت من اسفل ذراعاه هامسه بمراوغه

" ربما فعلتُ "

" تعرفين ماذا قد افعل في هذه الحاله ؟ "

" ستضربني ادوارد ؟ "

التفت له بحده من تهديده الغير مباشر، بالكاد يكبح غضبه عنها

لكمه واحده من يده وستطرح ارضاً

لا يعلم ما الذي يقيها شره حتى الان

لا يعلم ما الذي يحميها منه!

يقسم انها لو وقعت بين قبضته سيؤذيها ، يتناسى مبادئه وسيفعلها

لكن ذلك البريق في حادقتاها، يمنعه، يكبحه، يجعله يريد ضمها، صفعها ، دون اذيتها

تتحداه حادقتاها ان يضربها

الا تعلم انه رجل ... رجلها!

سحبها من ذراعها، لم يشعر بضغط قبضته على معصمها، حاول قدر الامكان الا ينفعل

توقف قلبه عندما علم بمغادرتها

ظن انها تخلت عنه!

أقبح شعور اختبره قبيل الخيانه كان هجرها!

" إلاما تريدين الوصول تحديداً تاليا، اتريدين صفعه ؟ ما الذي تريديه وبحق الجحيم! لستُ مُخنث لعين لتغادري منزلي دون معرفه مني، لست مُخنث لتتحديني ، قد اؤذيك "

" اذاً لتؤذني "

ضغط على أسنانه بقسوه ، ازدادت قبضته حول معصمها

عنيده ورأسها كالحجار ، تباً كم يتمنى تهشيم تلك الحجار في اقرب حائط

" اين كنتِ ؟ "

" ادوارد "

لانت نبرتها وتبدل غضبها وتحديها

لا تعلم ما بها هذه الايام

تغضب على اللا شيء ، تبكي لاجل لا شيء

ارهقه الامر ، ارهقه بكائها دون اي اسباب تذكر، لا يحتمل تلك النظره اليائسه منها

تقلباتها المزاجيه باتت تخنقه

ناظرها بتساؤل

ووجهه يدنو تجاه خاصتها

السخريه انه لازال يريدها

يريدها بتقلباتها المزاجيه المعقده، كيف يرى عيوب مميزات لا احد يعرف

هو فقط .. رآها مثاليه !

" ستصير اباً "

" من ؟ "

" انت! "

ترك ذراعها وتلاشت انفاسه بينما يهمس بفم فارغ

" ما بي ؟ "

" ستكون اباً ادوارد "

عكس اي رد فعل توقعته، هو ارجع رأسه للوراء ضاحكاً بكل قوته

" لم اقل نكته ما "

ازدادت قهقهاته، ثم حملها لافاً بها بلا تصديق

" أحبك احبك ، تباً كم احبك يا امرأه "

انزلها وسط ذهولها وابتسامته، وناظرها بعينان لا تريان سواها

سواها هي فقط

لثم فكها ، وهمس بكم يحبها

قبل وجنتها، ورقبتها، تاركاً دلائل لهيامه بها

تحسس بطنها كل ثانيه تملكاً لها ولطفله

قبل شفتيها بعشق جام

ولم يكتفي بتعبيراته الجسديه فقط

بل همس بالغزل ، همس بعشقه

فغاصت في حبه مجدداً

وقعت له ولم ينجدها احد ..
تعمق بها ، وكان توق نجاته قُبلاتها

" احبكَ "

" اعشقكِ "

" لتدومي في سعاده معشوقتي، في خير وآمان، لتكوني انتِ وطفلي في سلام دائم، اتمنى ان يحفظكِ الرب تاليا، اتمنى ان تدومي لي "

" لا اذكر من تلك الليله شيءً ادوارد، كل ما اذكره كم انت رجل متكامل ، شهم، كنت خائفه من الشروع في الحب، خاصةً معك، لا ادرك ما هي عيوبك ، لازلت لا افهم ، لكنني الان لم اعد خائفه، اتمنى ان يحفظك الرب لي، وان يرزقنا دائماً بكل خير "

" لا اذكر من جفائكِ سوى الابتسامات، وكم مره تبسمتِ لي، لا اذكر سوى عشقكِ "

قَبل نحرها لتحاوط هي عنقه في المُقابل

" لندوم معاً، حتى الكهول "

***

" يا ذات النظرات السوداء ، الن يلين قلبكِ تجاهي ، فعينان الزمرد هاتان مثلهما لم اشاهد، والثغر العابس لا يليق سوى ب .. "

" توقف عن هذا يا شرقي ، هنا عمل ، لا مجال للمزاح "

" ادعى سامر هيامي ، سامر حياتي ، انظري لي ، هاك قلبي مات بكِ مجدداً "

" إن لم تتوقف عن التغزل ، سأمزقك ، لا اجيد النواح كالساقطات ، لذا توقف عن هذا ، انت لا تعرف من اكون "

نهضت عن كرسي مكتبها بينما تسحب الملف الرمادي الذي عملت عليه لفتره، لتسمع صفيره من خلفها بينما يقول بصوت عالٍ

" مثاليه عزيزتي لكن التنوره قصيره "

" تباً لكَ "

" أحبكِ "

صَرح بها بجرءه مشاهداً ظلها الذي تلاشى خلف باب المكتب

لا يعلم كيف تناسى التي مات بها حتى حَفر لذاته ملايين القبور

فجأه تناسها، لتقتحم حياته انثى فريده من نوعها!

علم ان الخير لا يأتي سوى بعد الشر، وكانت شره حبه الاول، وهذه هي خيره

الحب الاول لا يُنسى، لكن الشغف متجدد

التزم سامر دينياً ، دعى وصلى وعاد حيث ينتمي، اذنب كثيراً ولازال يذنب ، لكنه تاب ، بكى واستغفر ، دعى ان تُنتزع الاخرى من قلبه

' ربي كانت قضائي وقدري ولا اجرؤ على الاعتراض، اعلم انني عاصي وخطيء، لكن حبها قاتل يا الله، حبها مُهلك ، لا حول لي ولا قوه امام جوارحي المُطلع عليها، على كل انش من جوارحي الفانيه، اتطلع لتنتزعه ربي، اتطلع لانسى تلك المرأه '

استجاب ربه ولم ينسى سامر حبه فقط.
بل هام مجدداً .

وقد كانت بدايته، بعد نهايته المُهلكه

بات سامر من اقوى سلاسل المبرمجين دولياً، حصد ثمرة جهده، ذكاءه الالكتروني انجده ورفعه في وقت قياسي

بنى لذاته مجد ، وحصون قويه تحت ظل ايمانه بربه ..

ولم تكن النهايه

ومن يعلم نهاية عاشق، لاخرى تحبه، لكن تكابر خوفاً من الشروع

تجربه نهايتها معروفه

وتحدياتها كثيره

' خسرتُ مره ، ولن اكررها '

' سأتزوجكِ هيامي ، وهذا وعدي '

***

" حبيبتي افتحي لي "

" ارحل عن هنا رامز "

" لم اقصد ان اتغزل بها "

" لا تكذب ، انت خائن، خائن لعين "

" بالله عليكِ ريما، هي اصغر منكِ بست اعوام! "

" هذا لا يغير حقيقة كونك خائن "

" لا فائده اذاً هآ ؟ "

" نم على الاريكه عزيزي "

تباً .. تزوجها منذ اسبوع وها هي تطالب ان يغفو على الاريكه لاجل تغزله بطفله

لكن ليس رامز من يُفعل به هذا

لذا اخرج المفتاح الاحتياطي ، واقتحم غرفته التي نهبتها منه

كما نهبت كل انش به

" إن انجبنا فتاه، لصارت في ذات عمرها ريما "

" كيف تقتحم الغرفه هكذا "

جلست على الفراش بعينان غاضبتان، بينما تراه يغلق الباب بكل بساطه ومكر

" لازلتَ خائن رامز "

تقدم منها والقى سترته على الكرسي بحاجبان متلاعبان وابتسامه ماكره

" احتاج ان ابرر سيدي القاسي "

" هه .. ، مبتذل كثيراً "

نزع قميصه، وحينها هددته

" لا تقترب يا خائن "

ابتسم بلين وترك قناعه المازح جانباً

ان تغار عليه المرأه التي يحب ، شعور اختبره منذ اسابيع ولم يسأم منه بعد

جلس بجانبها على الفراش، ولف خصله من حريرها حول انامله

مثاليه .. وله!

" احبك انتِ ريما ، انتِ من تزوجتها ، اقسم غيرك امرأه لم ارى بعد زواجنا "

" كاذب "

همستها بأنفاس ثقيله عندما قرب وجهه من خاصتها

صدقته! لكنها كابرت ان تعترف ..

" لتكوني سالمه عزيزتي، دامكِ الله في صحه عافيه لتفسدي ايامي، ولأهيم بذلك الثغر العابس "

" دامك الله لي رامز ، لانتقم بحق كل دمعه مني ، ولاجعل حياتك دوني جحيم "

ابتسم بأتساع امام ابتسامتها المتلاعبه

فقط هكذا قد تصالحا

" اكرهك "

" اهيمُ بكِ "

" اعشقكَ منذ نعومة اظافري "

طبع قبله عاشقه على وجنتها

" كنتِ لي منذ ولادتك "

" وكنتِ ابنتي وزوجتي "

طبع قبله على وجنتها الثانيه

" آسف على كل شيء ريما "

" اسامحك رامز، لكنني ايضاً سأنتقم بطريقتي "

" احبكِ "

قبلها بعدما قهقه بخفوت، لتبادله بقهقه وعشق جام ..

نحن من نصنع نهايتنا السعيده

التفهم والظروف المناسبه

تجعلنا في نعيم وراحة بال

بالتأكيد ليست دائمه

لكنها لا تُفنى .. ولا تستحدث من عدم.

يتبع الخاتمه ♡

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top