الصفحة 4 | تحطم


مملكة كليل - القصر الملكي

في منتصف نهار الصيف الحارق تحرك الخدم لإنهاء اعمالهم بسرعة بينما سار رجلان في منتصف العمر متجهين الى مكتب الملك ، كان احدهما هو الوزير جوان بينما الآخر هو رئيس الحرس يازو، وصل نقاشهما المستمر والمعتاد لنفس النقطه عندما أكد يازو بجدية
"كما قلت سابقاً  انها جيده للترفيه عن النفس "
اراد جوان ان يلف عيناه باستنكار لكنه تماسك لأجل كرامته وهز رأسه 
" الترفيه ؟ كل ما تراه عيناي هو اضاعه للوقت لا اكثر ، هذه الكتب المسماه بالروايات "
" اوه ، ربما لا يخرجون بفائده جيده لكن روح الإنسان تحتاج لتغيير الجو في بعض الأحيان ايها الوزير "

عندما تجادل للاثنان كان الخدم و الحرس من حولهم ينصتون بانتباه بينما يهتفون لرئيس الحرس كالعادة ، اقنعه ! اقنع هذا العجوز صلب الرأس !

التفت جوان للخدم عندما احس بنظراتهم فانتشروا بسرعه كالنمل متظاهرين بالعودة لأعمالهم مما جعله غاضباً وغير الموضوع بسرعه
" بالمناسبه الم تحل قضية سرقة الأغنياء و النبلاء ؟ "
اجاب يازو بلا اهتمام ..  " لا "
" لم تبدوا غير مهتم ؟ انها وظيفتك ! " 
" اوه ، بالطبع سأنظر في الامر ، عدا ان السارق لديه ضمير و اخذ نصف ثروتهم فقط ، كانوا يزعجونني مؤخراً ، يستحقون ذلك "
" ..... "
هل انت طفل في الخامسه ؟  ..
" لا تغير الموضوع ، ان مملكتنا هي الوحيدة التي تمنع الروايات ! ابنتي كادت تبكي وهي تطلبني في المرة الاخيرة ! "

شعر جوان بالسعادة عندما رأى باب المكتب المألوف وتظاهر بأنه لم يسمع كلمات الرجل بجانبه و اسرع بينما يشتم حظه لمقابلته في طريقة ، المره القادمة سيأخذ طريقاً اخر، تنهد يازو وتبعه عندما وصل الاثنان فتح الحرس الباب ليدخلا ، كاد جوان ان يقول تحيته الرسميه للملك لكنه صمت عندما رأى غلاف كتاب مألوف ذو لون احمر فاقع ، أحس بأن هذا اللون يحرق عيناه ..

شعر ان حلقه جاف وهو يسأل بأدب
" .... ايها الملك ، مالذي تقرأه ؟ "

رغم ان الملك إيان ذو الشعر الاحمر البني بدا مندمجاً للغايه إلا انه تحدث دون ابعاد نظره عن الكتاب ..
" هذا ؟ وجدته على الأرض في الممر ، لقد اسقطته احدى الخادمات "

" .... "
اتلتقط كتاباً اسقطته خادمه ؟ قبل ذلك اليست هذه الروايه ممنوعه ؟ يجب ان يجد هذه الخادمه والمصدر الذي ادخل الكتاب إلى القصر !! لم يعلم الوزير المسكين ان هذه خطه من الخدم حتى يصل الكتاب للملك ، لقد ارادوا ان يعجب بالرواية ثم يسمح بنشرها في المملكه ! على الاقل هذه هي احلامهم الوردية..

تقدم يازو ضاحكاً وهو يقول
" يبدوا ان الكتاب اثار اعجابك "
" بلا شك ! انني اتسائل عن مدى غباء هذه الشخصيات و لكن لسبب ما لا يسعني سوا إكمال القراءه ، هذا غريب " ..
امسك جوان بوجهه ، ليس وكأنه قادر على سحب الكتاب من الملك لذلك اضطر للوقوف خوفاً من ان يلغي قرار منع هذه الكتب المشبوهه !

في النهايه وضع إيان الكتاب جانبه و بدأ الحديث بجدية
" هل تم حل طفيليات الاميره ؟ "
اصبح الجو جدياً لذلك استقام ظهر الاثنين و اجاب يازو
" تم ذلك ، لقد اكتشفت في الوقت المناسب كما قال الباحث من المعهد ، كان لديهم الوقت الكافي للبحث عن طريقة لإخراجها من رأسها ، حتى وان كانت خشنة بعض الشيئ "
اومأ إيان ، لقد شعر حقاً بالرعب للحظه عندما علم بالأمر ، كان حفل عودة الامير سيقام خلال عدة ايام ان حدث شيئ ما خلال ذلك ..

" علينا شكر السيد ميغالو ، مهما كان موقفه فذلك لايغير امر مساعدته لنا ، ارسل له دعوه للحفل "
انحنى جوان
" كما تأمر "

تنهد إيان و التفت للنظر الى النافذه المطلة على الحديقه ، رأى ايلينا تمشي بين الزهور المزروعه بمساعدة خادمتها وهي تبتسم
" متى سيعود روناس ؟ "
" خلال يومين ، سيكون قادراً على الحضور للحفل "

هز إيان رأسه وهو يفكر كيف يقنع هذا المجنون بحضور الحفل ، اعليه الاستعانه بتوأمه ليان مجدداً ؟

.
.
.

اوصل الجيش ميغالو و تيتانيا و لورين الى اقرب مدينه و غادروا ، كان ميغالو يعلم ان اغلب الجيش سيظل متمركزاً عند الحدود بينما روناس و ليان سيعودان مع بعض الجنود للعاصمه لحضور الحفل بسبب امر الملك و ان اندفعوا بسرعه كافيه سيصلون خلال يوم ..

لم يغادر ميغالو معهم فهو يرغب بالابتعاد عن الشخصيات في القصة ، لذلك طلب من لورين استئجار عربة وبعض الحرس لأجل المظاهر حتى يبعدوا قصار العقول عن فكرة سرقتهم ، بعد الراحة قليلاً انطلقوا نحو العاصمة ، استغرق الامر منهم يوم ونص للوصول اخيراً وحينها عاد ميغالو لقصره الموجود في العاصمة ..

كانت تيتانيا تتجول في انحاء القصر مع لورين الذي تطوع بحماس لمهمة القيادة في المقابل ذهب ميغالو لغرفة الاستراحة وعندما جلس اخيراً على الأريكة و اراح ظهره المتألم طرق الباب ودخلت سايا التي قد حضرت من مملكة تيانو خلال وقت قياسي فور حدوث شظية الفضاء ، حتى قبل وصول رسالة لورين عرفت مكانهم بسرعه و اتت مع بعض الحراس ، كانت سريعه لدرجة ان ميغالو شك بأن مملكة تيانو هي في الباب المجاور لمكتبه ، في النهايه شعر بالفرق بين لورين و سايا ، انه الفرق بين القرد و الانسان ..

بعد تحيته وسكب الشاي وضعت دعوة على مكتبه قائلة
" لقد وصلتنا من القصر الملكي بالأمس "
لسبب ما أحس ميغالو بشعور سيئ و تحقق ذلك الشعور عندما قرأ الرساله و بالأخص عند عبارة ' خالص امتناني على مساعدتك '..
عم الصمت على المكان للحظه قبل ان يرفع ميغالو رأسه نحو سايا بابتسامة رائعة قائلاً
" احضري لورين ، حالاً "

عندما احضرت سايا لورين للمكتب رفعت له شمعه صامته في قلبها وهي تقول ببرود
" سأهتم بقبرك ، انطلق ومت بشجاعه "
ثم خرجت و اغلقت الباب متجاهلا تلقائياً الصرخات التي سمعتها بعد ذلك و تولت مهمة قيادة تيتانيا في الانحاء ..

في الطابق السفلي حيث جلس الخدم في المطبخ قضمت احداهن قطعة من البسكويت باستمتاع وهي تقول
" اوه لقد مضت فترة منذ سماع صراخ لورين "
اومأت الأخرى
" لم يعد السيد للقصر منذ فتره على غير عادته ، افتقد صوت التوبيخ "
" اوه كنت احب تلك اللحظه عندما يستخدم السيد عصاه لضربه ، من المضحك ان لورين لايدرك كره السيد لتلك العصا ويصر على احضارها له "
" لقد ولد احمقاً ولذلك السبب هو لطيف "

قوطع حديثهم عندما دخل رئيس الخدم وأمر احداهن بتجهيز بدلة ميغالو
" اوه ؟ اسيحضر السيد مناسبة ؟ ذلك نادر "
اومأ رئيس الخدم
" لقد اخبرتني سايا بالتجهز في حالة موافقته "
" عند ذكر الامر لقد رأيت امرأه حضرت مع السيد "
" اوه تلك الفارسه ؟ لقد كانت جميله "

" انها زوجة السيد "
رمى رئيس الخدم قنبله و خرج ببساطه ومن خلفه اسقطت الخادمه قطعة البسكويت ليعم الصمت المطبخ ...
" اظن انني اهذي ، هل قال انها زوجة .. زوجة من ؟ "
سقطت احداهن وهي تمسك قلبها ليمسكها احدهم بسرعه
" لأشهد زوجة السيد قبل موتي ، لقد كانت حياة تستحق "
" ميليييي ! لا تتركيني وحيداً "
بينما هرع البعض بمرح لإعلام الآخرين ، انها اخبار ذهبيه !
هز رئيس الخدم رأسه وهو يسير مبتعداً وفكر بأنه قد اصبح متساهلاً معهم مؤخراً

لم يلاحظوا ان سايا و تيتانيا قد مروا من امام باب المطبخ ، وعند مشاهدة افعالهم ضحكت
" ذلك يبدوا ممتعاً "
انحنت سايا
" المعذره لرؤيتك منظر قبيحا سأقوم بتأديبهم لاحقاً "
" لا لا ، من الممتع رؤيتهم هكذا لم اتوقع ان خدم ميغالو سيكونون بهذه الحريه "

لم تجب سايا لكن الكل في المنظمة يعرف هذا الأمر، لأن ميغالو بارد و لا مبالي  فهو لايهتم بالخدم، ان لم يخطئوا او يعبروا حدودهم فهو لايتعب نفسه بالقاء نظرة عليهم ، يعرفون انهم ان قاموا بعملهم على اكمل وجه فهم احرار فيما يفعلونه في وقت فراغهم ، لم يكن سيدهم طاغياً ..

اثناء قيادة تيتانيا في انحاء القصر غمرت سايا بأفكارها ، رغم انها لم تقل شيئاً حيال ذلك الا انها شعرت بالدهشه عندما سمعت بأن سيدها متزوج ، لقد كانت تعتقد دوماً ان ذلك الرجل البارد و الذي لا يهتم بحياة الاخرين سيموت وحيداً ، لكنه تزوج من امرأه جميله ومرحة ومن تفاعلهما يبدوا انهما يعرفان بعضيهما لسنوات عديدة ..
[ اتمنى ان يتغير للأفضل ]
فكرت سايا بجدية اثناء اعادة تيتانيا لغرفة الاستراحة ..

بعد انتهاء الأمر اخيراً و طرد هذا الأحمق والذي اعتبر نصف ميت دخلت تيتانيا لتجد ميغالو يحدق بصمت في الدعوة امامه ، لقد شعر بعمق بالمثل القائل لسان المرأ مصدر جميع كوارثه ، هذا الأحمق لورين لقد سبب تغير في الاحداث ! لو علم بالأمر مبكراً لكان قد ارسل احدهم لاغتيال او اسكات ذلك الخادم المدعوا غوان ، لكنه استهان بالوضع ولم يعلم سوى الان بما حدث ، لم تمت الأميرة وشفيت و غداً ستقام الحفله و لن يحدث شيئ ، لن يحقد ولي العهد على الرادوم بشكل كافي ولن يكثف جهوده للبحث بشأنهم و القضاء عليهم ، لقد اخطأ وبشكل فضيع .. كان عليه معرفة ماسيحدث بسبب شخصية لورين ، لم يكن فمه محكماً مثل سايا ..

فقط عندما كاد ميغالو ان يقسم بإبعاد هذا الاحمق من جانبه اخذت تيتانيا الدعوة و سألت
" هل ستحضر ؟ "
اومأ ميغالو
" لقد حدث بالفعل ماحدث من الافضل ان اذهب و ارى ما سينتج عن هذا التغيير "
ان استطاع فهو سيتحدث مع ولي العهد اوساري حتى يوجه انتباهه للقضاء على الرادوم ، بعد كل شيئ حقيقة ان الاميرة كادت تموت على ايديهم لم تتغير

لم يعرف ميغالو ان تيتانيا كانت سعيدة في الواقع وكادت تبتسم عندما علمت بالأمر ، لم تفعل شيئاً بعد و قد ساعدها هذا الخادم في بداية الاحداث لذلك ستغطي على افعاله الخرقاء هذه ، عليها استغلال الوضع الان و تغيير رأي ميغالو !

لذلك جلست بنشاط و قالت
" بما ان هذا الامر قد حدث فلدي اقتراح لك اذاً "
" اقتراح ؟ "
شعر ميغالو بنيتها على الفور لكنه لم يقاطعها

" بسبب ماحدث فلديك القدرة على طلب استقالتي من القصر ، لن يوافقوا بسهوله ان طلبت انا لكن كزوجي الذي ساهم في انقاذ الاميره بالتأكيد لن يرفض الملك ذلك ، وايضاً من هذه اللحظه تغيرت الاحداث سواء شئت ام أبيت اليس من الافضل اخذ زمام المبادرة و تسريع الأمر ؟ ربما سنعود لعالمنا ان انتهت الرواية "

لقد فكر ميغالو بالفعل في هذه النظريه ، مالذي سيحدث ان انتهت الاحداث ؟ عكس الروايه التي كتبت و انتهت فهذا عالم حقيقي سيستمر الناس في العيش و لن يتوقفوا ، ربما سيعودان عند انتهاء الأحداث وربما لا ..

بالنسبة للأحداث فحتى الآن لم يتغير سوى حدث اساسي و يمكن انقاذ الوضع ، لكن .. لديه احمق مثل لورين و الان بعد كلام تيتانيا التي تعرف ايضاً الاحداث فمن الواضح انه من الصعب الحفاظ على موقف عدم التدخل ، هو يعرفها حق المعرفه ولن يستطيع منعها ..

اخذ ميغالو نفساً عميقاً مودعاً حلم عدم التدخل والذي تحطم سريعاً وبدأ ينسج في رأسه خططه القادمة اثناء إعادة تركيزه لتيتانيا
" حسناً اذاً ، لقد فزتي هذه المره "
" هيهي .. لا تقلها بهذه الطريقه "

وقفت تيتانيا بابتسامه مرحة
" سأغادر للقصر الآن يا زوجي العزيز لأقاتل لأجل حبنا العظيم و الذي لن ينهار امام اشد العواصف ، اراك في الحفل ~ "
وهربت بسرعه بينما كاد ميغالو يسقط كوب الشاي وهو يحاول ايقاف القشعريرة التي ظهرت ، اراد غسل اذنيه ان استطاع

——————

ومن هنا نقدر نقول ، بدأت الأحداث ! 🎉 ( بدري صح ؟ XD )

بعض تخمينات القراء : هل عصا ميغالو تحتوي على سيف ؟
للأسف لا ƪ(˘⌣˘)ʃ
سر اصرار لورين على حمل ميغالو لها بسبب التدريبات التي تلقاها قبل خدمته لميغالو ، احدها هو مظهر النبيل الكريم كما سماه معلم الآداب ، يجب ان يحمل عصا معه في اي وقت او مكان ، لماذا ؟ لا اعلم ايضا 😌

هل تتوقعون ان يأتي يوم تسمح فيه روايات الحب في العاصمه ؟ 😂

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top