🍁3🍁
أستيقظت جين على صوت مناداة السيد غتون
فتحت عيناها بتثاقل ثم نظرت إلى الشخص الممدد في احضانها، وجدت لوكاس لا يزال يتشبث بها .
ابتسمت إلى منظرهِ الجميل الذي اعاد الروح إلى قلبها
مسدت شعرهُ بلطف ثم ابعدت بعض الخصلات من فوق عينيه، و دنت منه وقبلتهُ برقة من جبهته .
ثم استقامت من السرير بهدوء جدا وتأكدت من وضع الغطاء جيدا على جسد الصغير وغادرت .
نزلت السُلم لتجد الخادمة ديان في الإسفل تنتظرها
همست لها بصوت منخفض
" انستي السيد غتون، ينتظرك على مائدة الطعام "
نظرت بطرف عينها ببرود بأتجاه غرف الطعام، ثم سارت بخطوات ثابتة إلى حيث يجلس ذلك العربيد ومازالت صدى صوته المقزز يرن على مسامعها
أتخذت لها المقعد المقابل للكرسي الذي يجلس عليه، حيث ابعد مسافة يمكنها الجلوس عنه، ثم التقطت الشوكة والسكين وبدأت تمضغ الطعام على مضض
تحدث غتون بصوت مزمجر
" جين ! .. لقد علمت أنكِ تقابلين المليونير الفريد، كذلك مدير الاعمال ويل، واشعر أن المبلغ الذي أحضرتيه كان ناقصا "
لم تجبه وأنما التزمت الصمت، بينما هو قلص عينيه وقال بلهجة السؤال
" إلى ماذا ترمين من مقابلتك الاثرياء أن تنشري الفضائح ؟ ..ام طلب التصدق منهم لإجمع المبلغ ؟ "
وضعت الشوكة جانباً ثم مسحت ثغرها وأردفت بضحكة صخبة
" سيد غتون لماذا تشكك في نواياي ؟ وتتخيل امور لا صحة لها ، انت شخص كريم وتنفق عليّ بأغداق ولا داع لان اطمع لجمع مبالغ اضافية ! ....واذا كان يوجد اشخاص قد خدعتهم فجميع الاموال التي أجنيها تكون من نصيبك "
انهت حديثها بصوت لعوب وهي تشير إليه
ضرب المائدة بقوة وصرخ بهيجان
" هل تضنين انني جاهل عن افعالك ؟ ولا اعلم أين تذهبين وتمسين ، بل اعلم أنكِ تعطيني عُشر المبالغ التي تجمعيها "
هزت كتفها بغير مبالاة بينما هو استقام وتقرب منها وقرب رأسهُ من وجهها حتى تكون عيناه في عينيها مباشرة وقال بأبتسامة سخرية ممزوجة بالتقزز
" حبيبتي حتى لو جمعتي اطنان من المبالغ لا ازال أمتلك الورقة الرابحة التي تجعلكِ خاضعة لي ولا تستطيعين أن تغادري عتبة الباب خطوة واحدة وتبقين تحت سيطرتي للأبد "
انهى حديثه بقهقهة عالية و بمهل شديد جدا
بينما هي رمقتهُ بحدة وخاطبتهُ في داخلها
" اللعنة عليك أيها العفن، اتمنى لو احطمك واذبحك واقدمك إلى الكلاب الجائعة "
ثم ارتدى سترتهُ السوداء وغادر القصر بزهو، مرفوع الرأس .
جهزت جين نفسها للخروج فهي لم تعد تتحمل تسلط كتون عليها، خرجت نحو الحديقة تحاول أن تخفف من غضبها
مشت على العشب الرطب ثم بدأت تضرب الارض بقدماه، تريد أن تنفس عن سخطها .
استمرت لدقائق ثم وضعت أحدى يديها في جيبها لتلامس شيء صلب، أستخرجت لتنظر إلى الخاتم .
شعرت بنفور عميق ثم رفعت يدها بنية رميهُ ولكنها تراجعت عن فعلتها في أخر لحظة .
اعادت وضعههِ في الجيب واستدارت للمضي قدما ولكنها تفاجأت بوجود دان أمامها .
دُهِشت عن رؤيته وأرتبكت قليلا ، بينما هو خاطبها
" جين ... "
اردت أن تصرخ فيه وتخرج غضبها عليه، بحجة مناداتها بهذا الاسم، ولكنهُ سبقها بصوت يملؤهُ الأسى
" لقد علمتُ سبب تصرفكِ معي هكذا ! "
رفع عيناه ونظر في عينيها لأول مرة مباشرةً، بنظرة تعاطف ممزوجة ببعض الامل
" جين لستِ مجبرة على هذا العمل ؟ لقد سمعت أن الرجل الذي تبناك عرض عليك أن تجمعي لهُ مبلغً طائلًا من المال لقاء حريتك "
ثم هتف بتشجيع وهو يسحب يدها بحنان نحوهُ "تستطيعين أن تهربي معي ولست مجبرة على تسديد المال "
صمتت برهة ونظرت إليه بشرود بينما أصطبغ وجهها باللون الأحمر ، بينما هو شابك يدها بين يديه وأردف بكل حب ومودة
" جين هلمِ معي، نهرب، ونتزوج بعيدا ونحقق جميع الاحلام التي تمنيناها وهتفنا بها عندما كُنا صغارنا في الميتم "
لدقائق سرحت بالحُلم الوردي وبدأت تحلق عاليا وشعرت بطيف من السعادة عندما تخيلت الامور من هذا الجانب المشرق ولكن عندما أكمل عبارتهُ
" جين سوف نسافر إلى الريف حيث الطبيعة التي رسمناها بأيدينا وننسى جميع ما يربطنا في لندن، فلا يوجد شيء يستحق أن تبقي من أجله؟ "
فجأة لاحة صورة لوكاس أمام انظارها تنعكس، صورة طفل هزيلٌ يهتف بـ أسمها، تبدلت ملامحها بأخرى غاضبة، دفعتهُ بعيدًا عنها ثم صرخت بقهر
" كفاف تراهات وأستيقظ من نومك ، عن أي احلام زهرية تهذي بها، فنحن أين من هذا أن يحدث "
أستدارت وسارت عدّة خطوات ثم ألتفتت إليه واستطردت بسخط
" ومن الافضل ألا نلتقي ثانية دان، كفانا مطاردة السراب "
بقية دان مندهش من تغييرها المفاجأ، بينما هي توجهت نحو الداخل وسارت إلى حيث غرفتها بخوف، وجدت لوكاس لا يزال نائما سحبتهُ نحو احضانها وشدت في أحتضانه ثم لاحت الذكريات تتدفق في عقلها
عندما كانت في سن الثالثة عشر حينما قدمَ السيد غتون إلى الميتم وعرض عليها التبني، فرحت في بادئ الأمر وظنت أنهُ نهاية كابوسها ولكنها تفاجأت ببداية كابوس أخر، حيث تسلطهِ وجوره وأنه احضرها لتعين زوجته المريضة
والتي ماتت بعد اشهر معدودة من وجودها وتكفلت هي بعناية الطفل الرضيع، تعلقت بلوكس كثيرا ثم اكتشفت أنهُ مصاب في مرض في القلب وأخبرها السيد غتون أنه سوف لن يعطيه العلاج ما لم تقوم بالاحتيال وأعطائه مبالغ ضخم في نهاية كل شهر .
لذلك كبرت على الاحتيال والسرقة من أجل الحصول على العلاج الذي خبأ غتون هويتهُ عنها .
عندما انتهت من استرجاع ذكرياتها غادرت الغرفة وسارات في الرواق لتسمع صوت همس، تقربت من مصدر الصوت وبالكاد سمعت حديث السيد غتون مع شخص أخر يسألهُ
" يالك من شخص محضوض ! من أين تأتي بكل هذا المال يارجل ؟ "
ضحك غتون قائلا
" لو تعلمت كيف؟ لقلت ما امكرني "
أجابهُ الرجل بتشوق
" كيف ؟ "
خاطبهُ غتون بغرور
" امتلك شخص يسحر عقول الرجال ويجعلهم يدفعون دون ملل او تردد "
الأخر أردف بتعجب
" ومن هذا الشخص؟ وما الفائدة التي يجنيها من كل هذه المخاطرة؟ "
تحدث غتون بحذر
" الفتاة التي تعيش معي تدفع لي شهريا جميع المبالغ التي تجنيها من أحتيالها على الرجال "
برهة قصيرة وأكمل السيد غتون أسترسالهُ ببعض الضجر " على الرغم من تشددي عليها بتجنب الاغنياء، فلا نية لدي للفضائح "
الرجل تنهد وقال بسخرية
" وهل تفعل هذا لك بدافع الحب !! "
فهقهة غتون وقال
" تؤتؤ .. لقد ابتززتها بحجة الطفل لوكاس "
" الطفل لوكاس !! "
" نعم، طفل مصاب بمرض القلب ونوع العلاج قد خبأتهُ عنها وأصبحت اعالجهُ شهريا في الخفاء، فأن اكتشفت تلك نوع الدواء، هجرتني في اقرب حافلة وغادرت المدينة ومن فيها "
" وما هو العلاج ؟ "
" في الحقيقة علاجهُ الوحيد هو الحصول على قلبٌ مُتبرع اما الدواء الذي يتناولهُ الان هو مجرد للاعراض الثانوية والذي يزول بعد مرور خمسة أيام لذى انا احرص على اعطائهُ في غياب جين واتعمد عدم اعطائه في نهاية الشهر حتى احرضها على الدفع سريعا "
خاطبهُ الأخر بعتاب
" واليس أبنك ! كيف تفعل شيء كهذا ؟ "
ربت على كتف الأخر واردف بزمجرة
" لا تكن احمقا ليس ابني، أنه أبن زوجتي الراحلة من زوجها الأول، وانا كل يوم اتهدد بقتلهِ في داخلي والتخلص من مشاكلهِ المزعجة، فقد ارهقني جدا وخصوصًا عندما تتأخر تلك البلهاء عنه "
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ارائكم :
اقتراحاتكم :
If loved the part please ❤&💭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top