الفصل الثاني
(الفصل الثاني)
تطلع إيروس بملل في ارجاء الزنزانة الحجرية التي تحتويه ، انها فارغة تقريباً إلا من السرير المثبت في الجدار الذي يجلس عليه ، الظلام يحيط بالمكان لا يمحوه سوى ضوء قنديل قادم من نهاية الرواق و طول فترة بقائه هنا لم يسمع صوتاً مما جعله يخمن انه وحيد في هذا السجن و لابد انه تم تفريق بقية الجنود الذين معه .. السكون السائد اعطاءه الوقت ليفكر و يعيد حسابته ، انهم في وضع لا يحسدون عليه و قد كانت بداية مهمتهم كارثية ، منذ اقل من اسبوع لم يكن يفكر حتي ان كان شقيقه علي قيد الحياة ام لا لكن الان سايروس حي و متزوج من اميرة هالين و احد المقربين من ملكها ، فكيف سيجد حل لمشكلتهم هذه ..؟ .
انتبه للشخص الذي دخل الي الزنزانة لينتابه شعور غريب حالما وقعت عيناه علي شقيقه ، ظلا يتبادلان النظرات بصمت قبل ان يقول سايروس اولاً:- مرحباً .
لم يجب إيروس بل استمر بالنظر اليه بصمت ليحاول اعتصار ذهنه عن كل ما يذكره حول شقيقه قبل ان ينفى ، و رغم ان إيروس كان في العاشرة حينها لكنه لازال يذكر القليل عن تلك الحادثة التي هزت انحاء اركيديا ، محاولة الامير الاول و وريث العرش قتل والده الملك و الانقلاب علي حكمه ليتفرد بالحكم لنفسه لقد كانت محاكمة مصيرية .
- انا برئ .
اخفض سايروس راسه بإنكسار فلا دليل لديه سوى كلمته التي لا تساوي شيئاً في اركيديا و ايضاً لم يجبه إيروس فعن اي براءة يتحدث و قد قضي الامر و انتهي و شهد الكثيرين ضد سايروس ، ثم انه لم يأتي للمناقشة او البحث عن قضية مر عقد من الزمن عليها .. فعاد سايروس ليقول:- لنتحدث خارجاً .
تطلع به إيروس بشك محاولاً معرفة نواياه او اين الخدعة في هذا العرض .
- لا تقلق اعدك اني لن افعل اي شيء .
خرج سايروس من الزنزانة و ترك الباب مفتوحاً ليبقي إيروس ينظر اليه لدقائق لكنه فضل ان يتبعه فربما يمكنه ايجاد حل ان تناقش مع ملك هالين ... سار سايروس من خلال الاروقة الفارغة ليتبعه إيروس و هو يحاول يبقي مسافة بينهما ، عليه ان ينتبه فقد يقع في فخ او خطة خبيثة يدبرها سايروس فلا يمكنه الوثوق به لقد حذره والده كثيراً منه رغم انه يدرك انه لا يمكنه فعل الكثير بدون اي سلاح.
فتح سايروس باب احدى الغرف و دخل و ترك الباب مفتوحاً امام إيروس الذي ظل ينظر اليه بحذر ليفسر سايروس:- هذا مكتبي يمكننا الحديث هنا .
جلس سايروس خلف المكتب ليتقدم إيروس و يجلس علي الكرسي المقابل له ليقول إيروس فوراً:- اريد الحديث مع ملك هالين .
اخفض سايروس رأسه و هو يرسم ابتسامة صغيرة معترفاً بينه و بين نفسه انه فعلا احمق لأنه فكر انه ربما جدت تطورات بقضيته او ربما ان والده او شقيقه يريدان رؤيته فقال بهدوء:- جان استعدي عمي .
رغم ان إيروس لم يرى احد غيرهما بالغرفة لكنه ايقن ان هناك العديد من الامور الغير مألوفة في مملكة هالين فهي من الممالك التي يلفها الغموض بالنسبة لسكان اركيديا .
خلال دقائق انظم اليهم فرانز و ما ان دخل الي المكتب حتي نهض إيروس من علي كرسيه لينحني باحترام قائلاً:- جلالة الملك شرف كبير لي ان اقابلك و انا اقدم خالص اعتذري عن كل ما حدث سابقاً .
لم يبدو علي فرانز انه مهتم بالرسميات فقد تجاهله ليجلس علي الكرسي المقابل له و رغم ان إيروس تعجب من عدم وقوف سايروس باحترام لاستقبال الملك لكنه فضل ان يدع تساؤلاته لنفسه و عاد للجلوس في مكانه و يدخل مباشرتاً في صلب الموضوع:- لقد مات جدي ملك اركيديا السابق .
رغم ان سايروس بالكاد يذكره فقد مرت سنوات طويلة منذ ان راه اخر مره إلا انه لا ينكر انه شعر ببعض الحزن لأجله و عاد إيروس ليكمل:- لقد كان جدي هو من يحمل قوة جوهرة اركيديا و بعد موته كان من المفترض ان تنتقل القوة الي ابي او لي لكن ذلك لم يحدث و حينها علمنا انك علي قيد الحياة فاصدر امر ملكي بضرورة قتلك .
وجه إيروس كلماته الي الملك:- ان قوة جوهرة اركيديا مهمة لكامل مملكتنا و انا مكلف باستعادتها مهما كلفني الامر .
نظر اليه فرانز بدهشه قبل ان يسأل:- لما تخبرني بذلك بينما المعني بالأمر امامك ..؟! .
كان يبدو ان الوضع يزداد تعقداً فقد ظن انه بتدخل الملك قد يجد حلاً لكن لا يبدو علي الملك انه يضع بالاعتبار قتل سايروس كأحد الخيارات ... فهم فرانز نظراته ليكمل بهدوء:- لن تستفيد من قتل سايروس فحسب ما سمعته ان قوة جوهرة اركيديا تنتقل من الاب لاحد ابنائه او احفاده و في هذه الحالة ستنتقل تلك القوة الي اليوت .
ازداد توتر إيروس فما يقوله الملك صحيح لكنهم لم يضعوا بالحسبان احتمال ان يكون لدي سايروس ابن حين اصدر ملك اركيديا الامر بقتله و لم تكن الخطة الاصلية اعادة سايروس لاركيديا ليتنازل عن القوة بل قتله .. حك إيروس رقبته و هو في حيرة ، ان الوضع يزداد تعقيد و امامه حلان لا يدري ايهما يختار و هل سيؤيده والده فيما سيقرره ..؟! .
قاطع افكاره صوت سايروس الهادي:- سأذهب معك الي اركيديا لحل الامر .
نظر اليه إيروس بدهشة ، غير قادر على تصديق انه سيقوم بمخاطرة كهذه ..؟ فقد يأمر والدهما بقتله ما ان تطأ قدماه اراضي اركيديا حتي دون ان يسمع ما لديه او يقتنع انه جاء بكامل ارادته ليتنازل عن قوة جوهرة اركيديا .. اراد ان يعرب عن هواجسه هذه لكنه لم يجرؤ فمهمته الاولي ضمان عودة قوة جوهرة اركيديا باي طريقة .
سمع الثلاثة طرقاً خفيفاً على الباب قبل ان يفتح جزء صغير منه لينتبه إيروس للطفل الضئيل الذي يختبئ خلف الباب ، نهض سايروس من كرسيه ليتجه اليه و هو يقول بابتسامة:- ما الامر ياصغيري ..؟ .
ما ان اقترب سايروس منه حتي اسرع الصغير رامياً نفسه بين يدي والده الذي حمله ليظل اليوت يختلس النظر بتوجس الي الشخص الذي يجلس مقابلاً لجده .
اخفض إيروس راسه مخمناً ان هذا الطفل يراه الان كوحش كاسر سيؤذي عائلته ، لم يستطع منع نفسه من التفكير انه ان مات الاب و ابنه الان فستنتهي كل مشاكل اركيديا ، ومضت هذه الفكرة السوداوية لثانية قبل ان ينفضها بسرعة معاتباً نفسه كيف يمكنه ان يفكر في قتل طفل ..؟ ففي النهاية هو ابن شقيقه اي انه عمه حتي لو كان والدهما قد تبرأ من سايروس .
تشبث اليوت بوالده و هو ينظر بخوف الي إيروس ، فهم سايروس نظرات ابنه ليهمس مطمئناً:- لا تخف يابني لن اسمح بأن يصيبك اذي .
همس اليوت عدت كلمات في اذن والده الذي اخذ يضحك بينما عبست ملامح الصغير ليقوم سايروس بقرص وجنته قائلاً بمرح:- ايها المشاكس لا اصدق انك تتجسس علي لصالح امك .
- اعرف انكِ هنا .
اخترق دخان اسود الجدار و تشكل علي هيئة فتاة تعرف عليها إيروس فوراً فهي ذات الفتاة التي كاد يقتلها ، تقدمت لتقف بجانب زوجها و ابنها لتنظر الي الاخير بعتاب و تزم شفتيها باستياء:- لم يكن عليك الوشاية بكل شيء ، كيف سأعتمد عليك في نقل الاخبار لي ، في المرة القادمة سأرسل ميردريك بدلاً منك.
اخفض اليوت رأسه و ظهرت بوادر البكاء علي ملامحه بعد ان وبخته والدته ليسرع سايروس ليخفف عنه:- لا تبكي ياصغيري انت لم تخطئ ابداً .
نظر إيروس للفتاة الواقفة امامه لينتابه الشعور بالندم ليقف و ينحني بخفة معتذراً:- انا فعلا اسف علي ما فعلته لقد كان اسأت الفهم في ذلك الوقت انستي ...
- انا سيدة متزوجة .
قاطعه صوتها الحادة ليبلع ريقه و اعتذاره فمن خلال نظراتها النارية لا يبدو انها قد تسامحه فتدخل سايروس بينهما بابتسامة:- انا اعرف ان قلب اميرتي الابيض لا يمكن ان يحمل حقداً علي احد .
ظلت تنظر اليه بعبوس طفولي فقد ظنت انه فهم موقفها لكن يبدو انه سيتنازل امام شقيقه و هذا ما يزعجها ليبادر سايروس بالقول:- عزيزتي هناك بعض المشاكل التي تستلزم ذهابي الي اركيديا لبعض الوقت ، الامر ليس خطيراً و ليس هناك ما يدعو للقلق .
هتفت ايلير في وجهه بغضب:- لست غبية لتخدعني بكلامك هذا ، لو لم يكن الامر خطيراً لما تسلسل هؤلاء الي هالين و اختطفوا اليوت ثم كيف تريدني ان اتركك تذهب مع هذا بعد كل الذي فعله .
صمتت لثانية قبل ان تصرخ بحدة:- كريس جهز الجيش ان لازم الامر سنحتل اركيديا ...
قاطعها سايروس بسرعة:- كريس لا تفعل .
خيم صمت طويل بينهما كليهما لديه وجهة نظر ، كشرت ايلير بعبوس بينما ظل سايروس ينظر اليها بهدوء و هو متمسك برايه ليدير الاثنان وجهيهما الي فرانز لعله يحسم الامر بينهما لكنه اجاب بهدوء:- ان جيشنا من اقوى الجيوش و بالنسبة لي لا مانع ان نشن حرباً علي اركيديا لقد تعدوا علي ارضنا و حاولوا قتل مستشاري الاول و ابنتي و اختطاف حفيدي و لن يلومني احد علي ذلك لكن الموضوع يخص سايروس و له مطلق الحرية في اي قرار سيتخذه .
ابتلع إيروس رايقه و هو يراقب اطراف الحديث بتوتر فالتو استوعب هذه الحقائق و ستكون مصيبة ان وقعت الحرب الان فرغم ان اركيديا دولة قوية لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالخوض في حرب خصوصاً بعدم وجود قوة جوهرة اركيديا ستتزلزل ثقة الشعب بجدارة العائلة الحاكمة و سينشق الكثيرين عن حكم والده و ستعم الفوضى البلاد .. لم يجد وقتاً ليتسأل كيف انتهي الامر بأن يكون سايروس المستشار الاول لملك هالين و زوج للأميرة ، لما علي حظه ان يكون سيئاً هكذا ، هل من الصعب ان يتمني لو كان سايروس مجرد مواطن عادي في هالين و ليس بمكانة تسمح له بشن حرب بين المملكتين ... انتشله صوت شقيقه من افكاره السوداوية حين قال:- شكرا لك ياعمي مازالت عند راي سأذهب الي اركيديا لحل المشكلة .
هتفت ايلير في وجهه و هي تكافح لمنع دموعها من النزول:- نحن عائلة و دائما ما كنا نتخذ قرارتنا معاً .
مسحت دموعها بكفها بسرعة لتكمل بعصبية:- سايروس بلاك ان غادرت الي اركيديا وحدك فاقسم لك انك لن تجدني حين تعود ، سأقتل ابني ثم سأقتل نفسي افهمت ..! .
اقترب سايروس منها محاولاً احتوائها و هو يقول بحنان:- استمعي الي جيداً ياحبيبتى لا داعي للقلق انا اعدك بأني سأعود سالماً .
رفعت ايلير رأسها بتحدي و هي تقول بإصرار:- بالتأكيد ستعود سالماً سأحرص علي ذلك بنفسي و سأذهب معك .
لم تدع مجالاً للنقاش فنظراتها النارية اخرست كلا الاخوان ليتبادلا النظرات بحيرة قبل ان يوجها نظرهما الي الملك الذي هز كتفيه بقلة حيلة ليفهما انه لا شيء سيثني ابنته حين تقرر فعل شيء و سايروس اكثر من يعرفها .
***
فجأه تصريح ايلير حين اعلنت انه من الافضل ان ينطلقوا الان الي اركيديا و ايدها سايروس موفقاً قائلاً انه كلما اسرعوا بالذهاب اسرعوا بأنهاء الامر و العودة و الحقيقة هو ايضاً يوفقهما فكلما عاد بسرعة الى اركيديا كلما كان ذلك افضل .
وقف إيروس في ارجاء الساحة الكبيرة التي اتوا اليها ، لم يفهم لما هم هنا ..؟! ألم يكونوا قد قرروا الانطلاق الان ثم ما هي الوسيلة التي ستوصلهم بحلول المساء بدل رحلة يومين كاملين من مدينة بستال حيث هم الي اركيديا .. افاق إيروس من شروده حين اقبل فرانز باتجاهه و سلمه رسالة مختومة بالشعار الملكي لمملكة هالين قائلاً:- ارجوا ان تسلم هذه الرسالة الي والدك .
امعن إيروس النظر الي الرسالة قبل ان يستلمها بتحفظ ليعود الملك ليقول:- و لا تقلق علي رفاقك سيلحقون بكم و سيوصلهم جنودي الي حدود هالين بسلام .
اومأ إيروس مطمئناً لينظر الي سايروس الذي يقف علي بعد عدة خطوات و بجانبه ايلير و معهما اليوت الذي يبكي علي قرار رحيل والديه ، تأمل إيروس تلك العائلة و كم شعر بالندم لقد كاد ان يجعل ذلك الطفل الصغير يتيم ... اي خطأ هذا الذي كاد يرتكبه لم يكن يستطيع مسامحة نفسه حتي الان لكن الكارثة ستحدث فعلا ان لم يستطع اقناع والده و مجلس اللوردات بعدم قتل سايروس .
و قد شد انتباهه ملامح ايلير المبتسمة بسعادة لذهابها مما جعله يتسأل للحظات هل نسيت كل شيء ..؟! فيبدو انها قد سامحته و تعاملت بتلقائية جعلته يشك انها كانت ذات الفتاة التي كانت تريد شن حرب علي وطنه منذ اقل من ساعة لكن ما لفت انتباه بشكل كبير الفتي الذي يبدو في السادسة الذي يقف بجانب سايروس فلم يكن يعلم ان لدي شقيقه ابن اخر لكنه سريعاً ما هز رأسه فهو لا يعلم شيء عن حياة شقيقه ..؟! فقد مرت عشر سنوات و هي ليست بالفترة القليلة ، للحظات تلاقت عيناي إيروس بتلك العينين السوداوين التان تحدقان فيه بثبات جمد الدم في عروقه لثواني احس انه يغرق في بحر مظلم و موجة هواء باردة اجتاحته .
لكنه سريعاً ما استعاد انتباهه حين سمع صوت دوى قوى ليرافقه ظهور مخلوقان في السماء لم يكن إيروس ليصدق وجودهما خارج القصص الخرافية لولا انه يرى امام عينيه تنينان مهيبان يهبطان من السماء ، احداهما باللون الاسود ذو حراشف حادة و الاخرى بدى اصغر من الاول بلون يميل الي الابيض و هالة نبيلة تحيط به .
تقدم سايروس الي التنين الاسود و اخذ يمسح علي رأسه قائلاً:- لقد افتقدتك كثيراً سورن .
هدأت ملامح التنين ليتقبل لمست سايروس بينما اخذ إيروس ينقل نظراته بين من حوله بتوتر ، الجميع يبدون هادئين مما جعله يتسأل هل من الطبيعي رؤية التنانين في هالين ..؟! .
ربتت ايلير علي راس التنين الابيض قائلة:- لا تقلق انها اليفة و لا تؤذي .
تسأل إيروس بينه و بين نفسه كيف لكائن يستطيع ان يبتلعه في لقمة واحدة ان لا يكون مؤذي ..؟! .
انتبه متأخراً للأشخاص الذين ظهروا من العدم ، حارسان يرتديان درع فضي و الفتاة التي تقف معهما جميعهم يحملون ملامح متشابهه كأنهم من عائلة فقد كانوا يتصفون بالشعر البني الباهت و البشرة الشاحبة ... اشارت ايلير اليهم معرفة:- جان و جينكز و ايضاً فيرا سيأتون معنا .
لهجتها الباردة و نظراتها الحادة لم تبدو كأنها تطلب رايه بل تضعه تحت الامر الواقع لكنه لم يعترض فمن حقها اخذ مرافقين فهي اميرة في النهاية .
ارتكزت العينان السوداوان للطفل ذو الست سنوات على إيروس ليتفحصه من رأسه لأخمس قدميه بنظرة شملة مقيمة بينما العبوس يحتل ملامحه قبل ان يحني رأسه بخفة معرفاُ عن نفسه:- اسمح لي بأن اقدم نفسي انا الامير ميردريك ايزنهايم ازرال كنت اتمنى ان اقول اني سعيد بمقابلتك لكني لست كذلك.
وضع سايروس يده علي كتف ميردريك و هو يعتذر:- اعذره انت تعرف الاطفال .
اومأ إيروس براسه بتفهم فهو يدرك ان هذان الطفلان لن يحبه فجأة ليبقي يستمع لشقيقه و هو يحدثهما:- الان عدني انكما ستحسنان التصرف و تطيعان جدكما .
ضم سايروس الصغيرين وهمس لهما بعدة كلمات ليهز الطفلين رأسهما لتقوم ايلير بضمهما ايضاً و هي توصيهما:- انتبها لنفسيكما و ابقيا دائماً معا مهما كانت الظروف و سنحاول أن نعود في اسرع وقت.
وقف فرانز بجانب الطفلين:- لا تقلقا اوكد لكما انهما لن يغيبا عني لحظة واحدة.
تنهدت ايلير قبل ان تأخذ نفساً عميقاً محاولة ان تتماسك و ألا تسمح لعيون اليوت الدامعة و ملامح ميردريك المكتئبة بتغير رايها فهي لم يسبق لها ان تركتهما ابداً مما دفع سايروس لتدخل:- ربما من الافضل ان تبقي هنا و اعدك ان انهي المسألة بسرعة.
اجابته ايلير بعناد:- لقد قررت و انتهى الامر و لن تذهب إلى اي مكان بدوني.
لتلفت بعدها الي إيروس و تشير الي التنين الابيض قائلة:- سننطلق الان و سأسمح لك بركوب سفيريا .
امتطي سايروس تنينه ليمد يده و يساعد ايلير علي الصعود خلفه لتتشبث به وهي تبتسم بسعادة بينما تقدم إيروس الي التنين الابيض بشجاعة لم يدرى من اين اتي بها ليقلد شقيقه و يمتطيه ، تمسك بالسرج بقوة ما بدأ التنين بتحريك جناحيه و الارتفاع عالياً ، اغمض عينيه في البداية لكنه سريعاً ما فتحهما و هو يشعر بنسمات الرياح تضرب وجه و تحرك شعره ، لم يعرف كيف يصف شعوره لكن الطيران بين السحاب من اجمل الأحاسيس التي انتابته في حياته.
***
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
هذه تجربتي الاولي في عالم الروايات التي اجرب نشرها لذلك قد تحتوي على بعض الاخطاء التي اتمني ان تنبهوني اليها و اتمني ان تعجبكم روايتي و تصوتوا لها بـ ⭐
دمتم في حفظ الله
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top