النهاية

"إن لم تكن النهاية سعيدة، فهي ليست النهاية"

طلب وليس أمر، ممكن تروحوا لكتاب مسابقة أسوة وتصوتوا لفجر ديانا 😢

البارت ما راجعته ونشرته على استعجال وحصلت فيه مشكلة واتنشر نصه ودلوقتي صار كامل لكن من غير مراجعة برضو 😂💔

استمتعوا ❤

*عدلت على النهاية وأضفتلها شوية تفاصيل حسنتها حبتين، وقررت ما تكون فيه نسخة معدلة من فجر ديانا وهكتفي بيها كدا، رحلة ولازم تنتهي خلاص هركز على مشاريع تانية أهمها كتابة رواية تليق بالنشر الورقي، دعواتكم❤*

🌟 🌟 🌟

يسير بخطوات بطيئة، كلما نقصت المسافة زادت لوعته، لا زال غير مصدق أنها رحلت، ألن يراها بعد الآن؟ هل لقاؤهما -الذي سيجري بعد قليل- سيكون نهاية حياتهما معًا؟ لا يمكنه استيعاب هذه الحقيقة.

اجتاز حدود مملكة توتيل، ثم الحاجز الذي يحيط بمركز الحكم، الحراس متمركزين حول المبنى، وعندما دخل وجد أفراد عائلته ينتظرونه، عانقته والدته ودموع عينيها تأبى التوقف، ثم ربّت لوكاس على ظهره مواسيًا، رغم علمه أن لا شيء سيبدد ألم شقيقه.

نقل ويليام بصره بين وجوه الواقفين حوله كأنه يبحث عنها؛ ليشكي لها حزنه ووجعه الشديدين، لكنها رحلت دون رجعة.

لمح ستيفان جالسًا بجانب باب حجرة الاجتماعات، يحدق نحو الجدار أمامه بنظرات خاوية كأن لا حياة فيها، بجانبه توتيل واضعة رأسها على كتفه، متمسكة بذراعه متمنية أن يُسحب وجعه إليها وألّا يشعر بشيء يؤذيه، تظل مجرد أمنيات لا تتحقق.

أحس ويليام بيدٍ تمسك بيمناه، ثم تسلل صوت لورين إلى وعيه دون أن يدرك منها شيئًا فأعادت قولها مشيرة إلى الباب الذي يجلس ستيفان بقربه: ماثيو معها في تلك الحجرة.

لم يكن صعبًا عليه معرفة عمّن تتحدث، سار مغيبًا عن العالم كله، فتح الباب ودلف إلى القاعة، أُبعِدت الطاولة عن منتصفها موضعًا مكانها طاولة مستطيلة كالسرير قريبة من الأرض، فوقها ديانا مرتدية فستانًا أبيضًا جعلها كملاكٍ نائم، بينما جلس ماثيو على الأرض وأسند رأسه بجانب يدها، ووجهه مغطى بالدموع، محمرّ الأنف والخدين إثر شدة بكائه الذي هدأ الآن.

اقترب منهما ويليام فوضع كفه على كتف ابنه، فتح الأخير عينيه المحمرتين فوجد وجه والده المليء بالأسى فأحاطه بذراعيه منفجرًا بنوبة بكاء أخرى تخللتها تمتمات غير مفهومة، ولم يتبين ويليام منها شيء غير كلمة «رحلَت».

عانق ويليام ابنه دون حديث، غصة تخنقه وتمنعه من التنفس بشكلٍ طبيعي، نظراته لم تترك ملامح زوجته التي رحلت عنه دون وداع.

فُتح الباب، دخل آكين خلفه العراف والمشعوذة، بادِئًا حديثه بحزنٍ صادق أخفاه بنبرته الهادئة: أعتذر لخسارتكما، ولكن بقاؤكما هنا سيجعل موتها يضيع هباءً.

حدجه ماثيو بنظرات يملؤها الحقد، ثم قال بغيض: لقد ماتت بسببك أنت، كان يجب أن نجد طريقة أخرى للقضاء على الهايدرا.

أمسك ويليام بذراع ابنه ليمنعه من الهجوم على آكين، فخاطبه بصوتٍ متحجرش: لن نهاجم بعضنا البعض بعد الآن، هذا ما ماتت لأجله، فلننقذ الذين ضحّت بحياتها لأجلهم.

تقدمت المشعوذة يوجا وقالت بنبرتها الحادة: سنبقى أنا والعراف هنا من أجل منع أي محاولة من قِبل الهايدرا لنقل قواها، وعند إنتهاء المعركة ستنال جنازة تليق بملكة.

- أليس من الأفضل انضمامكما إلينا؟ نحتاج أي قوة إضافية ممكنة.

تبادلا نظرة ذات مغزى، ثم أكّد العراف على حديث المشعوذة قائلًا: إن تركت هنا دون حماية كافية، يمكن للهايدرا نقل قواها وبالتالي ستحسم أي معركة لصالحهم.

نهض ويليام ساحبًا ماثيو معه، خرجا وصولًا إلى منطقة غير محمية لينتقلا إلى منطقة تقع في الشمال الغربي من أوروبا، حيث يجتمع الجيش وقد سبقهما والدته وشقيقه، عندما قابل والده أحاطه الأخير بذراعيه في عناق افتقداه لسنوات طويلة، عناق حقيقي خالٍ من الضغائن.

بالنسبة لجيش الهايدرا فقد تكوّن من المستذئبين المنبوذين من قِبل قبائلهم، ومصاصي دماءٍ لم تُرضِهم القوانين التي تجبرهم على عدم شرب دماء البشر كيفما رغبوا، بالإضافة إلى سحرة لم يعجبهم نمط حياة مملكتهم التي منعوا فيها من استخدام السحر الأسود، والكثير من كائنات العالم السفلي التي تميزت بالعيون الملتهبة، وجلودهم الحمراء، وأنيابهم الحادة.

راقب ماثيو الصف الأول فرأى ألفا قبيلة مافروس ليكوس، وشعر بحقدٍ دفين ونار تلسع جوفه تهدد بالخروج وإحراق كل شيء يقف في طريقها.

نبأ وفاة ديانا كان قد انتشر كالنار في الهشيم، ولا أحد من الجيش الذي جمعته هي بفضل نقاء قلبها وروحها الطيبة سينسى تضحيتها.

جيش الهايدرا كان أكبر وأقوى، تجهّزوا منذ سنوات طويلة وتدرّبوا من أجل هذه المعركة الحاسمة، إن انتصروا ستكون الأرض لهم، ومنها سيتمكنون من الاستيلاء على عوالم أخرى، أو هذا ما أخبرته به هيلّا ورفيقاتها.

استعدّ الجانبان للهجوم، ثم انطلق جيش الهايدرا أولًا ليبدأ هجومه، أما الطرف الآخر فانتظر إشارة قادته... من سينتصر يا تُرا؟

~٠~*~٠~

فتحت عينيها الرماديتَين فوجدت نفسها في شرفة قصر فوق السحاب، التفتت لترى الفتاة ذاتها التي ظهرت صورتها على نصل السيف، ولكن العجيب في الأمر أنها التقت بوالدتها في المكان نفسه في حلم سابق.

ابتسمت الفتاة بودٍ وسعادة، ثم تحدث: أنا أفيانا، سعيدة بمقابلتكِ بعد كل هذا الإنتظار.

صعقت ديانا وارتجفت أطرافها، فسألتها متلعثمة: كيف؟ أين أنا؟

تقدمت أفيانا بفستانها الرمادي الذي يلامس الأرض، ثم تحدثت بهدوء:

- لا تفزعي، سأشرح لكِ كل شيء.

- لقد رأيت أمي هنا قبل فترة، ما الذي يحدث معي؟ سأصاب بالجنون، كما يجب أن أكون ميتة الآن!

وضعت أفيانا كفّيها على كتفَي ديانا وقالت: أنتِ لم ترِ والدتكِ هنا، بل أنا انتحلت شخصيتها حتى أعطيكِ بعض المشاعر الإيجابية التي كنتِ في أمس الحاجة لها.

سحبت ديانا نفسها من بين يدَي أفيانا فتحدث بغيض:

-كل ما حدث معي كان بسببكِ، جئتِ إلى الأرض ومعكِ هذا البلاء، أنتِ السبب في موت والدي، أمي تكرهني، تركت خلفي ابني وأخي وزوجي من أجل إنقاذهم بينما كان بمقدوركِ البقاء والتصدي للهايدرا، ولكنكِ فضلتِ الهرب بعيدًا.

- لم أهرب.

ابتسمت أفيانا بحزن، ثم حركت يدها فظهرت أريكتَين متقابلتين في منتصف القاعة وجلست على أحدهما مشيرة لديانا بأن تجلس على الأخرى.

جلست ديانا مكرهة فبدأت أفيانا حديثها: نحن في منطقة بين عالم البشر والتايتينيا، هنا تأتي الأرواح قبل إنتقالها إلى عالمي، أي شخص تقتله إحدى التايتينيا يأتي إلى هنا وأنقله أنا إلى مملكتي حيث يكون في إنتظاره أشخاص موثوقين إخترتهم بنفسي لهذه المهمة.

صمتت قليلًا لتتأكد من استيعاب ديانا لما قالته ثم أكملت: في الماضي كانت مملكتي أضعف ممالك التايتينيا وكان يجب أن نجد طريقة نحمي بها أنفسنا، وهنا جاءت فكرة الهايدرا، أفضل الفرسان لحمايتنا، وكنت أنا المشرفة على تدريبهم، ولكن لاحظت أن بعضهم بدأ يحيد عن الهدف الذي سعينا له جميعًا، وبدلًا من الإكتفاء بحماية مملكتنا بدأوا في الهجوم على بقية الممالك، واستخدموا قواهم في التكاثر والسيطرة على أجساد الجميع، حتى سقطت بين أيديهم ثلاث ممالك ونصف المملكة الرابعة، وحينها لم أجد حلًا لإيقافهم غير تدمير الممالك بمن فيها.

ابتلعت ريقًا جافًا وغزا الحزن نبرتها ولكنها تابعت: جمعت آخر جنودي الأوفياء وكل من يمكنه مساعدتي، وقمنا بنقل من لم يخضع لسيطرة الهايدرا إلى بقية العوالم ولكن لحقوا بنا وقتلوا منّا الكثير ولم يبقى غير مملكة توتيل فنقلتهم إلى الأرض مع أفضل جنودي وأغلقت البوابة ثم تسللت إلى الممالك الأربعة ودمرتهم، الواحدة تلو الأخرى.

ابتسمت أفيانا بأسى ثم همست: تسببت في قتل عائلتي وتدمير موطني، عشت حياةً أقل ما يُقال عنها مأساة، ولكنني قررت أن لا أستسلم ووجدت طريقة للإنتقال إلى الأرض، ولكن اكتشفت أن البلاء قد سبقني إلى هنا.

تحدثت ديانا بهدوء رغم الضوضاء العالية التي تجتاح رأسها: انتقلت الممالك الأربعة إلى الأرض بشكلٍ آخر!

تنهدت أفيانا بسخرية متألمة وقالت: بل أسوأ، في عالمي كانت الممالك مترابطة معًا، كنّا عائلة واحدة، ولكن هذه الممالك كانت متفككة للغاية ويكره بعضهم بعضًا.

سألت ديانا بتعجب: ماذا عن ابنتكِ؟

أجابتها بعد تنهيدة وبنبرة هادئة: انفصلت عن زوجي عندما كنت حاملًا بها، وتركتها عنده بعد ولادتها وبدء مشروع الهايدرا ولكنه ترك المملكة وأخذها معه ولم أسمعه عنهما أي شيء بعدها، ولكن اكتشفت في وقت لاحق أنه وجد طريقة لإنقاذها وإرسالها إلى الأرض ولم أبحث عنها خوفًا من وقوعها بين يدي الهايدرا، فأطلقت إشاعة موتها مع زوجي.

أغمضت ديانا عينيها وشعرت بصداع خفيف فسألت: ما هو وضعي الآن؟ هل أنا ميتة؟ وماذا سيحدث تاليًا؟

رسمت أفيانا ابتسامة مُحرجة ثم أجابت: أنا مجبرة على نقلك إلى مملكتي، لا قدرة لي على إرجاعكِ إلى الأرض.

قطع حديثها دخول رجل أسمر في نهاية عقده الخامس، وقد غزا الشيب بعضًا من خصلاته السوداء. شعرت ديانا أنها تعرفه وزاد شكها عندما تحدث قائلًا ببهجة: شرفٌ لي أن ألتقيكِ بشكلي الحقيقي أخيرًا.

قالت أفيانا بنبرة ضاحكة: هذا أغيلاس، أنتِ تعرفينه باسم ألفين.

جمدت الصدمة ديانا ونظرت إليه بعينين متسعتين، ففسر لها بابتسامة لطيفة: كان يجب أن يتواجد أحدنا -أنا أو أفيانا- بينكم دون علم الهايدرا ولم نجد غير هذه الطريقة، كما أن هيلّا كانت تخطط للتخلص مني، لكنها نست أن توتيل وآكين لن يخيبا ظني أبدًا.

ابتسمت أفيانا، ثم أضافت على حديثه: التوأم لم يخيبا ظن أحد قد، ولولاهما ما تمكنت من إنقاذ كل أولئك الأشخاص.

نظرت ديانا حولها بذهن شارد، ثم سألت بحيرة: ماذا سنفعل الآن؟

لم يجبها أحد، اختفيا تاركيها وحدها، ثم تلاشى المكان من حولها شيئًا فشيئًا.

~٠~*~٠~

سارت أريناس عبر طرقات مدينة زوجها متجهة نحو منبى الحاكم، تشغل عقلها رؤيا غريبة ضمّت امرأة تطلب منها الرجوع وإنقاذ الإيفاسيسا، أو بالأحرى طلبت أن تتشبث بها.

جيش عظيم حلّق في السماء عند بلوغلها الباب، كادت المشعوذة أن تقضي عليها لولا أن أكد العراف هويتها، سألت عن مكان ديانا منطلقة إلى هناك فور سماع الإجابة.

اقتربت من الجثة لا تعرف ما يجب أن تفعل، جلست بجانبها مغمضة العينين، أرخت نفسها وأعصابها بالكامل، رفعت يدها على صدر ديانا مسيطرًا عليها شعورٌ غريب متجمّعًا في كفيها يشبه وخز الإبر، وضغطٌ مزعج يحيط بجسدها.

لم يمضِ الكثير من الوقت قبل أن شهقت ديانا فاتحة عينيها على اتساعهما، ابتعدت عن مضجعها كالملسوعة بالنار، تنظر حولها بعينين مشوشتين والدوار يسيطر على رأسها.

انتفضت عندما لامست يد المشعوذة الباردة كتفها، لكنها هدأت بعد فترة وجيزة، جاءها صوت العراف هايجن الهادئ قائلًا: سعيدون بعودتكِ، أيتها الإفاسيسا.

- كيف حدث هذا؟

نظر العراف والمشعوذة نحو معضهما ثم إلى أريناس الجالسة في موضعها السابق دون أن تعلم ما يجب عليها فعله.

- الفضل للسيدة أريناس.

أجابها العراف، ثم أضافت يوجا باستعجال: لا وقت للتفسير، الملك أسهيري في إنتظاركِ خارجًا مع جنوده، يجب أن تنضموا للقتال فالمعركة في صالح الهايدرا حاليًا.

أصابت ديانا نوبة هلع وبدلًا من شكر أريناس على إنقاذ حياتها، سألت العراف بارتجاف واضح: هل مات أحدهم؟

اقترب منها العراف وأجابها: لم يمت أحد، تضحيتكِ خلقت درعًا مؤقتًا لحماية الجميع، لكنّ أعدادهم قليلة ولن يصمدوا طويلًا.

توجهت ديانا إلى الباب على عجل، أوقفتها يوجا قائلة: فلتتوخي الحذر من أجل جنينكِ.

نظرت إليها بعينين متسعتين فأجاب هايجن على سؤالها غير المنطوق: أجل، أنتِ حامل، إلّا أنّ قواكِ قد تؤثر على حياته.

ابتلعت ديانا صدمتها بصعوبة، ثم خرجت وأفكارها مليئة بسعادتها بالطفل الذي ينمو في أحشائها الآن، وتساءلت: «كيف سيكون رد فعل ويليام عندما يعرف أنها على قيد الحياة؟»

وجدت الملك اسهيري يجلس على صهوة حصانه المجنح بينما يحلّق جيشه في سماء المملكة ينتظرون إنضمام ملكهم إليهم. هبط حصان أبيض أمام ديانا فامتطته سريعًا، منطلقين إلى أرض المعركة على وجه السرعة، عبروا بوابة دائرية فتحها أسهيري في السماء؛ ليصلوا في لمح البصر.

المعركة بين الجيشين كانت طاحنة، ولم تكن عادلة أبدًا، ولولا تضحية ديانا التي خلقت درعًا حولهم لما نجى منهم أحد. تصدعت الأرض في عدة مواضع، كما انتشرت ألسنة اللهب في أماكن كثيرة، ولأن أرضية ساحة المعركة مكسوة بالجليد فتسبب ذلك بذوبان معظمه وقد استغل متحكموا الماء ذلك... كان مشهدًا مرعبًا تقشعر منه الأبدان.

بحثت ديانا عن ويليام أو أي أحد تعرفه، فسمعت صوت اسهيري مخاطبًا جيشه: أنتم ستقاتلون هنا، أنا وديانا سننضم إلى معركة الهايدرا.

فهمت ديانا أن الذين تبحث عنهم يقاتلون ضد الهايدرا وجهًا لوجه، فلحقت باسهيري حيث توجه إلى مكان يبعد عن المعركة مسافة لا بأس بها، وسرعان ما لمحت أربع معارك منفصلة، أطرافها كانوا أوين ولوكاس ضد إيلا، أما هيلّا فتبارز ويليام وماثيو، وبالنسبة ليولّا فقد تصدى لها ريلاين والسيدة منيرفا، والقتال الأخير كان بين التوأم -توتيل وآكين- ورولّا. قتالهم لم يكن هينًا على الإطلاق، وانتشرت الجروح في أجساد الجميع ولم تكن تلتئم كما يفترض بها أن تفعل، ولكن أجساد الهايدرا لم تخدش حتى، وكان على ديانا أن تتدخل لتنهي الأمر.

خفضت ديانا مستوى ارتفاعها حتى صارت على بُعد مترين من الأرض، ثم رفعت يدها بينما تدعو أن تتمكن من التحكم بقواها، وبالفعل شعرت بقوة هائلة تسري في جسدها، وظهرت نقوش باللونين الذهبي والفضي على كامل جسدها، ثم تشكّلت خيوط -بلون المنقوش ذاته- من أصابعها، فانفصلت الخيوط لتحيط الفضية منها أجساد ويليام ومن معه مساعدة على شفاء إصاباتهم جميعها، أما الخيوط الذهبية فأحاطت بالهايدرا مانعة إياهم عن الحركة.

تجمد الجميع وحدقوا بها بصدمة عظيمة، ولكنها أشارت إلى اسهيري ثم قالت: لن أحتاج مساعدتك هنا، يمكنك الإنضمام للجيش وقيادتهم.

همس ويليام باسمها وعدم التصديق باديًا على وجهه. هبطت هي عن حصانها المجنح في حين إلتأمت جراحهم بالكامل فتلاشت الخيوط الفضية.

صرخ آكين باسمها راميًا نحوها سيف أفيانا فالتقطته بكل سهولة، نظرت إلى والدتها ذات الملامح الغاضبة، والعينين الحاقدتين، سارت نحوها حتى وقفت أمامها وهمست بنبرة هادئة، تخفي خلفها أطنان من الحزن والأسى: لقد أحبّكِ والدي كثيرًا، ولكنكِ لم تفكري سوى في الهيمنة والسلطة.

تراجعت بضع خطوات للخلف حتى وقفت بجانب ويليام وامسكت بكفّه قائلة: ظننت أن الشر يحتاج إلى قوة عظيمة حتى يهزم، ولكنني اكتشفت أن الأفعال البسيطة من عطفٍ وحب يمكنها أن تجعل الظلام يتلاشى، هذا الدرس الذي سعى والدي لتعليمي إياه.

صمتت ثوانٍ ثم تابعت موجهةً حديثها إلى أربعاهن: أنا أشعر بالشفقة حيالكن، كانت أمامكن فرصة لعيش حياة سعيدة ولكنكن فضلتن القوة والسلطة على الحب والسعادة.

تحدثت هيلّا بغيض وحقد شديدين: هل تظنين أن قتلنا سينهي الأمر. الكون مليء بأمثالنا.

رسمت ديانا ابتسامة بسيطة، ثم سألت: من قال أنني سأقتلكن؟ كيف لي أن أقتل والدتي؟

ظهر التعجب على ملامح الجميع، ولكنها لم تأبه ورفعت يدها نحو الهايدرا، ثم أغمضت عينيها فأحاط والدتها توهج أحمر، أما جدتها فكان لونه أخضر، بينما توهّج يولّا فاتّخذ اللون البنفسجي، والأزرق أحاط رولّا، ثم بدأت تسحب قواهن من أجسادهم، حتى اختفى التوهج تمامًا ومعه تلاشى وعي نساء الهايدرا.

أشارت نحو الأرض بيدٍ متوهجة بخفوت، ظهرت جدران من الثرى مكونة بناءً عظيمًا -دون نوافذ- من حولهم، حجزت النساء الأربعة كلٌ في زنزانة متينة ببابٍ دون مقبض.

خرجت من المكان نحو ساحة المعركة حامية الوطيس، طلبت ممن حولها حمايتها خوفًا من هجوم أحدٌ عليها أثناء تنفذ خطتها، أحاطوها من كل جانبٍ بينما هبطت على ركبتيها باسطةً كفيها على الأرض، مغمضة العينين.

نبتت من الأرض حبالٌ كجذور النباتات ثبّتت جيش الهايدرا بالكامل، ثم -كما حدث مع والد ويليام عند البحيرة- سُحِبت منهم طاقة سوداوية تبددت في الأرض، ليُترَكوا بعدها مرميين على الأرض، منقطعي الأنفاس.

تنهدت براحة فور توقف القتال، نهضت ملتفتة نحو ويليام بابتسامة عريضة، فأحاطها بذراعيه غير مصدقٍ وجودها أمامه، قاطع لحظتهما جسد ماثيو الذي تسلل ليقف بينهما مطالبًا بحِصّته من اهتمام والدته، فانتشرت ضحكات الجميع في الأرجاء.

🌟 🌟 🌟

تمت بحمد الله 😭

هعيط، مش عايزة الرواية تخلص 😭😭😭😭😭😭😭 -اكتئاب شهر لقدام-

لا تنسوا تقولوا رأيكم في الرواية والنهاية كمان 😋

لا تبخلوا علي بالدعم في باقي أعمالي الحالية والمستقبلية 😊❤

فيه فصل (ما بعد النهاية رح انشره بعدين)


دمتم بخير ❤❤❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top