XXIV

مساءكم آيس كريم 😋😂

بصراحة البارت كان هيكون اطول من كدا لكن شفت اني هتأخر كمان يومين فيه+تعب الامتحانات لازق فيا ومش عارفة اخلص منه، ووضعي في الايام الي فاتت يا إما نايمة او نعسانة.

حمسوني بتعليقاتكم عشان اكتب اسرع وما أتأخر عليكم 😢

🌟 🌟 🌟

المكان هادئ، الجو لطيف، نسائم الرياح الخفيفة تداعب وريقات الأشجار، أما الحيوانات فقد تنوعت أصنافها، كل هذا زاد من جمال تلك الغابة الزاخرة بمختلف أنواع النباتات.

يجلس ألڤين مستندًا على إحدى أشجار السيكويا دائمة الخُضرة، يراقب كارمن بابتسامة بسيطة أثناء جمعها بعض النباتات وأوراق بعضها الآخر، وطبقة رقيقة من لحاء شجرة ما، لم يكن يعرف عمّا تبحث فهي الخبيرة في كل هذا.

- يؤلمني أن معظم هذه النباتات ستنقرض.

تسلل صوتها الكئيب إلى مسمعه فنظر نحوها بتساؤل.

تنهدت ثم أجابت عن سؤاله غير المنطوق دون النظر إليه: بعد عدّة عقود سيصبح للبشر حضارة متقدمة، الطبيعة آخر اهتماماتهم، سوف يقودون الآلات بدلًا من العربات التي تجرّها الأحصنة، وسنكون مجرد أساطير بالنسبة لهم.

اتسعت عيناه بصدمة، ثم تساءل بتعجّب: وأين سنكون نحن من كل هذا؟

- لا أدري، رأيت هذه الرؤيا ليلة البارحة.

- كيف تعرفين إذا ما كانت ستتحقق أم أنها مجرد حلم؟

- قبل عثور ويليام عليك بفترة رأيتك، وقد شعرت بدافع قوي يجعلني أرغب في إيجاد تعويذة، أو أي شيء يمنع وفاتك، وعندما ظهرت صُدِمت بشدّة، وكان الترياق قيد التجربة وقتها، وإخضاعك له كان مجازفة كبيرة، ورغم ذلك كنت أعلم أنكَ ستنجو لأنني رأيت ذلك أيضًا.

تجلّت الصدمة على ملامحه المشرّبة بسمرة خفيفة، وعبثت أصابعه بخصلات شعره البنية وأعادها إلى الوراء، ثم قال باستنكار هادئ: هذا لا يعني أن بني جنسنا سينقرضون، كار.

رفعت كتفيها بعدم اكتراث، ثم ردّت بهدوء وقد استأنفت عملها: ما أنا متأكدة منه، أن لا شيء سيظل على حاله إثر ظهور ديانا.

قاطع نقاشهما حركة غريبة بقربهما. نهض ألڤين ملتفتًا حوله بحذر وترقّب، بينما وضعت كارمن أغراضها أرضًا لتكون على أهبة الاستعداد.

ومن بين الأشجار ظهرت ثلاث نساء، استطاعت كارمن التّعرف على هيلّا بشعرها الناري كلون عينيها، وقد وقفت على يسارها إيلا (والدتها) ذات العينين الخضراوين المتوهجتين وشعرها البندقي المموج، أما المرأة على يمينها فقد لمعت مقلتيها الزرقاوين بنظرات خالية من المشاعر كحال رفيقتيها، أما خصلاتها فقد اتخذت من البني الرملي لونًا لها.

رسمت هيلّا على شفتيها ابتسامة لا تبشّر بالخير، وقد وجّهت نظراتها المتفحّصة صوب ألڤين الذي شعر بعدم الراحة، بينما وقف أمام كارمن بحركة دفاعية جعلت إيلا ترسم ابتسامة جانبية ساخرة.

وجّهت هيلّا حديثها إلى ألڤين: يمكنك اختصار العناء، والحفاظ على حياة تلك الصغيرة إذا جئت معنا بهدوء، ودون متاعب لكلينا.

استخدم ألڤين قدرته ليُحدّث كارمن دون أن يسمعه غيرها، وذلك داخل رأسيهما فقط، وقد طلب منها أن تنجو بحياتها وتهرب ولكنها أشد عِنادًا من أن تنفذ.

اندفعت كارمن ووقفت أمامه، ثم هتفت بانفعال غاضب: أنتِ تحلمين، أيتها المخبولة.

تنهدت هيلّا بحزن مصطنع، ثم قالت: رغبت بأن نقوم بحل هذا الموضوع بودية، ولكنكِ من أردتِ هذا.

أعقبت حديثها برفع يدها، وقد زيّن بنصرها خاتم فضي يعلوه حجر أحمر لامع، فتوهّجت يدها وأصبحت كرة من اللهب، ثم بدأت بهجومها عليهما.

~٠~*~٠~

شبكت ديانا أناملها بأنامل ويليام الواقف أمام نافذة حجرة مكتبه، يراقب المنظر الجليدي الذي انبسط على مد البصر، أما ديانا فقد أصرّت على مرافقته إلى هنا، حيث قصر فريكولاكاس الذي يسكنه مصاصو الدماء، وقد تمّ استدعاء جميع أفراد المملكة من ذوي القدرات الفريدة؛ ليتم التناقش من أجل ابتداع طريقة للتصدي للهايدرا.

عبست ديانا بحزن، ثم همست: أكره رؤية هذا العبوس يظلل ملامحك، ويل.

تنهد وهو يشعر بأن الحمل على قلبه يزداد ثِقلًا، ولكنه قال دون النظر إليها: ديانا، الجميع في خطر محدق، وتتحدثين عن العبوس! هذا لا شيء مقارنة بما سيصيبنا جرّاء عودة الهايدرا.

وقفت أمامه ثم أراحت كفها الأيمن على خدّه الملتحي وأجبرته على النظر إليها، بينما تستكين يسراها على صدره حيث ينبض قلبه بخفوت، ثم همست بحنان وعطف: كل شيء سيكون على ما يرام.

حاصر جسدها الضئيل بذراعيه عندما أسند يديه على إطار النافذة، ثم أراح جبينه على جبينها، سرت قشعريرة على كامل جسدها. شوقها العظيم تجاهه تجلى في مقلتيها الزرقاوين.

- وجودكِ هنا الآن وأنفاسكِ المُسكِرة تثملني. الألم الذي عاشه كِلانا بعيدًا عن بعضنا بعضًا يجعلني أؤمن بكل كلمة إيجابية كنتِ وما زلتِ تتلفظين بها.

- لا أشعر بالقوة والتفاؤل إلا بقربكَ، بين ذراعيك، أتنفس هواءك، أسمع نبضات قلبك...

أحاطها بذراعيه واحتضنها، وقد عانقها بروحه وقلبه، وكل ذرة في جسده تهتف حبًّا لها، أما هي فقد هطلت دموعها بغزارة، وبكت حبها الذي حُرمت منه سنوات، رحيل والدها دون وداع يليق به ولا حتى قبر تزوره عندما تشتاقه، طفلها الذي لا تعرف ما إذا سيتذكرها أم سيظل يحمل الكُره في قلبه تجاهها، بكت كثيرًا ولم يُفلتها ويليام أبدًا، شعرت وكأن عناقه يمتص كل ذرة حزن تسكنها، أحست بالحياة تغزو جسدها وشعرت بدفء طال قلبها وقلبه.

أخذ نفسًا عميقًا ثم قبّل رأسها وأبعدها عنه ثم عانق وجهها بكفيه ماسحًا دموعها بإبهاميه، وهمس بصوت متحجرش؛ بسبب غصته: أنتِ الشيء الوحيد الذي أحارب من أجله، لا حياة لي من بعدك.

سألت بغصة: أتحبني ويل؟

علِم أنها تحتاج إلى سماعه يعبر عن مشاعره تجاهها وليس رؤية أفعاله فحسب؛ لذلك لم يوبخها على سؤالها الذي تعرف إجابته مسبقًا.

- لن أخبركِ بأني سوف أحبكِ للأبد؛ لأنني سأدعو الرب في كل ثانية أعيشها بأن يجمعني بكِ في الحياة الأخرى. صغيرتي، أنا أتنفسكِ حتى وأنتِ بعيدة عني.

- أريدكَ أن تعلم أن روحي لن تعشق غيرك، سواء أحببتني أم لا، ستظل روحي مفتونة بك وحدك.

قبل أن يتمكن من التلفظ برد مناسب يليق بحجم مشاعره نحوها، اقتحم أخاه آيزاك الحجرة دون أن يطرق الباب، قائلًا: لقد حضر الجميع وهم في انتظارك.

نفث ويليام بحنق، ثم التفت إليه: ألا يمكنك أن تتصرف كرجل بالغ، وتتوقف عن اقتحام الغرف دون أن تطرق أبوابها؟

ابتسم آيزاك باتساع وفخر بنجاحه في إثارة سخط أخيه، ثم قال: ألا تظن أن لديك ما هو أهم لتسأل عنه؟

تجاهله ويليام معيدًا تركيزه إلى ديانا، فوجدها تنظر إليه بشرود، أحاط وجهها بكفيه ثم انحنى وطبع قبلة على جبينها، وقال بلطف ونظراته تعكس حبًا لا يظهر لسواها: سنكمل حديثنا عند عودتي، لن أتأخر عليكِ، صغيرتي.

عقدت حاجبيها باستنكار وقالت: عودتك؟ ألن تسمح لي بالذهاب معك؟

أسند جبينه على جبينها واستكانت يداه على جانبي عنقها، بعد أن أعاد خصلاتها النحاسية إلى الوراء، ثم همس: لا يجب أن يعلم أحد منهم أنكِ التايتينيا، إذا وصل هذا الخبر إلى الهايدرا سيحاولون إيذاءكِ، من المفترض أن يتم إذاعة خبر أنني متزوج أولًا ثم نخبر الجميع بالحقيقة كاملة.

- لمَ لا تطلعهم على الحقيقة منذ الآن؟ بل لماذا لا نخبرهم معًا، أنا وأنت؟

واجه الاستنكار الذي في عينيها بنظرات متوسلة مُردفًا: مصاصو الدماء هؤلاء هم من رفضوا نظامنا الجديد، تركوا المملكة وأسسوا لأنفسهم حياة لن ترضيكِ، ووجودكِ هنا سيجعلهم يغضبون أكثر، فرفضهم حلفنا مع مستذئبي الشمال كان أحد أسباب رحيلهم.

دام الصمت ثوانٍ قليلة، ثم كسرته بنبرة حازمة: إن لم تستطع إقناعهم سأتدخل.

~٠~*~٠~

أراح جسده المنهك على الكرسي الهزاز المواجه لنافذة غرفة نومه، وراح يراقب السماء التي أبدع الخالق في رسمها بأجمل ألوان الغروب الخلّابة.

خطوات صغيرة متعثرة قطعت شروده. تسلق جسد طفلته الضئيل ساقه واستكانت داخل حضنه، ثم همست: أكا.

أحاط جسدها بذراعيه فقربها إلى صدره، ثم ردّ بنبرتها نفسها: روح أكا.

تشبثت يداها الصغيرتان بملابسه، وحدقت بملامحه المتعبة، فتمتمت بلكنتها الطفولية شبه المفهومة: أيمكنني النوم بجانبك؟ أمي تقول أنك متعب ولا يجب أن أزعجك، ولكنني لن أفعل أعدك.

نظر إلى زوجته أريناس التي انضمت لهما قبل ثوانٍ، ووقفت على يمينه دون أن تتحدث، ثم أعاد بصره إلى طفلته قائلًا بابتسامة حنونة: يمكنكِ ذلك بالطبع، وفي كل مرة تريدين النوم بقربي افعلي دون استئذان.

- آكين، أنت متعب كثيرًا، ويجب أن ترتاح.

أنبته أريناس بنبرة حنونة، بينما أصابعها تخللت خصلات شعره الفحمي، ولم يعجب ذلك ابنتها فقامت بشد ملابس والدها حتى ينتبه إليها.

سحب آكين يد زوجته ثم أمسكها بيده الحرة، وقد انشغلت يده الأخرى بإمساك طفلته، وزاد ذلك من حنقها فضحك على ملامحها الطفولية التي ظللها غضبٌ لطالما استمتع بإثارته.

- لطالما كنت أتعهد بالموت لكل فتاة تحاول أخذك مني، وهأنا أقف عاجزة أمام طفلة بطول شبرين.

تمتمت زوجته بمزاح يعلم جيدًا أنها تخفي وراءه غيرة عظيمة، ضغط على كفها بيده ثم ردّ: ما زلتِ طفلتي الأولى.

- لستُ الأولى، فشقيقتك الموقرة أخذت هذه المنزلة قبلي بسنوات.

همست وهي تنحني نحو طفلتها تحاول حملها، قبل أن تردف بهدوء مخاطبة ابنتها محاولة أن لا تبكي أمامه: تينيرت، والدكِ يريد تغيير ملابسه، سأعيدكِ له بعدئذٍ.

استسلمت الطفلة فحملتها أريناس ثم اتجهت إلى الأريكة على بُعد عدة أقدام، وهي تهدهدها وقد دفنت تينيرت وجهها في عنق والدتها بعد أن أحاطته بذراعيها الصغيرتين، في حين نهض آكين متوجهًا إلى حجرته بُغية تبديل ملابسه، وهو يفكر في طريقة يرضي بها زوجته التي شاركته همه وكربه، بينما لم تظهر يومًا حزنها واحتفظت به داخلها.

بعد دقائق قليلة دلفت أريناس بثوبها العاجي الطويل وخصلاتها حالكة السواد التي تصل إلى أسفل خصرها، وتحمل طفلتها بالوضعية نفسها التي تركها عليها، وقد أنهى آكين تبديل ملابسه قبل دخولها بثوانٍ قليلة.

كانت تحب ملابسه قبل زواجهما. الجميع يرتدي هذا الزي التقليدي باختلاف الأقمشة وأشكال الزخارف أسفل البنطال وأكمام الرداء الذي يصل طوله إلى أعلى ركبتيه بقليل، ولهذا السبب قام بطلب ملابس نوم بهذا التصميم نفسه إلا أنها أكثر راحة.

وضعت أريناس طفلتها التي غلبها النعاس على السرير الواسع وقد زُخرف بنقوش ملكية جميلة، ثم دثرتها بلحاف أخضر خلّاب.

دنا آكين من موضع جلوسها ثم جثا أمامها وقد عانق كفيها، وقال: رينا، هل أنتِ بخير؟

زيفت ابتسامةً وردت: كيف لا أكون بخير وأنتَ معي.

لم يصدقها وحين همَّ بالحديث بادرته بسؤالها: أَمَا زال عنقك يؤلمك، أم خف الوجع عن البارحة؟

- لا تغيري الموضوع رينا.

- أيّ موضوع أكا؟

علِم أنه لن يستطيع مجاراة عنادها، فاستسلم قائلًا: أشعر بحال أفضل بعد تدليكك إياه.

سحبت جسده لتجلسه على السرير بقربها، ثم نهضت متوجهة إلى أحد الأدراج وأخرجت منه علبة معدنية صغيرة، وعادت إليه ثم جلست خلفه وطلبت منه نزع قميص النوم.

وضعت بعضًا من السائل اللزج على منطقة الألم أسفل عنقه ولوح الكتف الأيمن، وبدأت تدليكهما صعودًا وهبوطًا حتى أوقفها بوضع يده على كفّها، ثم قام بسحبها فالتصقت بظهره وذراعيها الممدودتين على جانبَي عنقه صارتا أسيرتَي كفيه، في حين ابتسم باتساع عندما رأى وجنتيها المحمرتين خجلًا عبر انعكاس صورتها في المرآة قُبالتهما.

- آكين، ماذا تفعل؟

تلعثمت خجلًا وهي تحاول الابتعاد عنه، ولكن قبضتيه لم تسمحا لها بالحراك.

- عانقيني دون حديث.

طلَبَ بصوت هامس فخبأت وجهها بخصلات شعره الكثيف، بينما تنهد هو بهدوء وشعور من الأمان والهدوء أحاط به وأنساه تعب يومه.

نقلت رأسها إلى كتفه الأيمن لتطبع قبلة رقيقة على موضوع ألمه الذي تمنت من إزالته بعد التدليك، ثم همست بحزن:

-اشتقتك كثيرًا، أصبحتَ بالكاد تعود إلى المنزل من أجل النوم وتخرج مجددًا.

- تعلمين أنني أحمل مسؤولية المملكة بأكملها على عاتقي، كما زاد دخول ذلك المستذئب إلى حياة توتيل من قلقي بشأنها، ومشاكلنا مع عائلة عمي كونها لن تتزوج ابنهم تزيد الوضع سوءًا.

زاد عبوسها وهي تهمس:  كان والدك يحمل مسؤولية المملكة بالكامل، والقبائل المجاورة، ويقضي معكم الكثير من الوقت.

- لست ببراعة والدي، أريناس.

عندما لفظ اسمها بالكامل علمت أن الغضب بدأ يسيطر على أعصابه، فقامت بسحب يديها من بين كفيه وابتعدت عنه بصمت، ثم أغلقت علبة الدواء ونهضت لتعيدها مكانها وتهم بالخروج، قبل أن يوقفها بقوله: أين ستذهبين؟

ردت بهدوء دون أن تلتفت نحوه: إلى حجرة توتيل، لم أرها طوال اليوم.

نهض من مكانه وتوجه نحوها فسحب ذراعها ليمنعها من الخروج ثم أحاط وجهها بكفّيه، ونظر في عينيها اللّتين غطتهما غشاوة من الدموع.

- كم مرة طلبت منك أن لا تشكي حزنك لأيّ أحد سواي؟

- أنتَ متعب، ويجب أن تنام.

- أتظنين أنني سأستطيع الخلود للنوم وأنتِ تبكين بسببي؟

لفّت ذراعيها حول جذعه في عناق احتاجته لأسابيع، بادلها إيّاه بوضعه كفه الأيمن على رأسها بينما أحاط كتفيها بذراعه اليسرى.

مضت فترة من الصمت انحدرت خلالها دموعها غاسلة جزءًا من هموم فؤادها الذي احترق شوقًا للذي هي بين ذراعيه الآن، ثم همست وقد تخللت كلماتها شهقات كانت كسهام تدمي قلبه إثر بكائها: أنتَ عائلتي الوحيدة، أكا، توتيل مشغولة بمساعدة أهالي المملكة، ووالدتك تقضي وقتها وحيدة ولا تتشارك الحديث مع أحد، لا ألومها فما مرت به مؤلم جدًّا، حتى إن أرادت فحتمًا لن ترغب بقضاء الوقت مع بشرية مثلي، وأهل المدينة يبعدون أطفالهم عندما أخرج برفقة تينيرت، وينتهي بي الأمر أكذب عليها حتى لا تكرهني لأنني السبب وراء تجنب الجميع لها...

قطع حديثها بإبعادها عنه مسافة قصيرة ثم نظر إليها، وسألها باستنكار: من سمم أفكاركِ بهذه الأكاذيب؟ لا أحد يكرهكِ هنا، أنتِ زوجتي ووالدة ابنتي، ولا يملك أحد الحق في الاعتراض على ذلك.

همست بابتسامة حزينة: ما زلت ترى الحياة من ثقب الإبرة أكا.

- هذه الحقيقة.

ابتعدت عنه خطوة للوراء وكفكفت دموعها، ثم أعادت نظراتها إليه قائلة: لم أقل أنهم يكرهونني، ولكنني لا أحد بالنسبة لهم، وقد ازداد الوضع سوءًا بعد رحيل جلالته، خصوصًا والدتك فقد صارت تتجاهلني بالكامل ولا تقبل رؤية تينيرت إلا وحدها.

هطلت دموعها بغزارة واهتز صوتها ولكنها ابتلعت غصتها ثم استأنفت: ليس لي عائلة سواك، عندما تكون بعيدًا عني أشعر وكأن الهواء يختفي، دونك أُحس وكأنني أحتضر...

لم تستطع استكمال حديثها المتقطع بسبب بكائها الذي اشتد، ولولا ذراعي زوجها لانهارت أرضًا، فلم تعد لها القدرة على الصمود فترة أطول، بعد أن استمر عذابها الصامت قرابة السنة.

لم يكن يعلم أنها تحمل كل هذا الحزن داخل فؤادها الهش، وتذكر لقاءهما الأول قبل أربع سنوات في سوق القرية التي يسكنها البشر، وهي الأقرب لهذه المملكة، كانت خادمة بعمر الثامنة عشر، تعمل في منزل عائلة ظالمة لم تمنحها سوى بقايا طعامهم، وملابس رثة وحذاء لم تُتْرك فيه بقعة لم تتم خياطتها بعدد المرات الذي تمزق فيها، وانتهى بهم الأمر بطردها وتركها دون مأوى بسبب خطأ لم تقترفه، وقد كان لقاؤهما الثاني بعد أيام قليلة، إذ وجدها تموت جوعًا في الغابة المحيطة بالمملكة، فجلبها معه إلى هنا وقد كان والده وشقيقته التوأم الوحيدين اللّذين دعماه في علاقته بها.

لم يجد ما يقوله وقد ألجمه حزنه وتأنيب ضميره اللّذين تعاظما داخله. همست بكلمات إضافية: لم أعد أستطيع النوم ليلًا، منذ أن راودني كابوس مريع. حلمت أنك لم تعد تريدني في حياتك وأرسلتني إلى حيث جئت.

بان تأثره في كلماته حين قال: دونكِ لا حياة لي، أعلم أنني قصّرت في حقكِ طوال الفترة الماضية، ولكن هذا لا يعني أني سأترككِ، أنتِ حب حياتي وسأكون قتلت نفسي بأشد الطرق ألمًا إذا فكرت بترككِ.

أعادها إلى حضنه، هامسًا بكل كلمة يعرفها تعبر عن عشقه لها، ومدى أهميتها في حياته وامتنانه للقدر الذي جمعه بها.

🌟 🌟 🌟

إن شاء الله الفصل عجبكم؟

يا ريت تقولوا رأيكم بالتفصيل 😭

أكثر شي حبيتوه في الرواية والفصل دا؟

أكثر شي ما حبيتوه؟

كان الفصل هينتشر الصبح بس طلعت ورجعت قبل شوي وتعبانة وبكرة رايحة اشوف النتيجة، وإن شاء الله رح أبدأ كتابة الفصل الجديد بكرا عشان ما اتاخر عليكم ❤

دمتم بخير 💖

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top