XI

Ganna_Tommo monirh-2009 شكراً لانكم الوحيدتين الي لاحظتوا أن الرواية وصلت الألفين قارئ 😭💜💜

'اتبع قلبك ولكن خذ عقلك معك'

🌟 🌟 🌟

فتحت عينيها الجذّابتين، انعكست أشعة الشمس على بشرتها البيضاء فجعلتها تتوهج بشكل جميل وفريد.

راقبت السقف بشرود، كان تنفسها منتظمًا وعقلها خالٍ من الأفكار، كأنها انفصلت عن العالم ومن حولها وفقدت الشعور به.

تلك المشاعر التي تجول داخلها كانت غريبة، وكأن حواسها تضاعفت عشرات المرات، كانت تسمع دبيب النمل في الخارج، حفيف أوراق الشجر، أصوات الحيوانات، صوت جريان النهر، كما أن شعور نسمات الهواء الذي يتسلل من النافذة كان مختلفًا حين لامس بشرتها، حتى الروائح التي يحملها الهواء بدت قوية ومختلفة.

تسلل إلى أذنها صوت شاب يملأه الحماس الممزوج بالاستغراب: ماذا؟ هناك مستذئبة في منزلنا!

كان قادمًا من الطابق السفلي، لم تكن قادرة على فعل شيء إثر صدمتها.

رنّت كلمة «مستذئبة» في أذنيها عشرات المرّات.

أنّبه صوت آخر:

- اصمت أيها الأحمق، قد تسمعك.

- لقد سمعت بالفعل.

استطاعت تمييز صوت لوك الساخر فقابله الجميع بالصمت.

نهضت بهدوء ووجه خالٍ من التعابير، لا تعلم كيف عرف أنها استمعت لحديثهم، ولكنها تعلم جيدًا أن هذه العائلة ليست بشرية أو عادية على الإطلاق.

لمحت حقيبتها الموضوعة جانب السرير ثم جالت بنظرها حول الغرفة، خزانة ملابس خشبية بنية داكنة، كما هو السرير ذو الأعمدة الأربعة.
يوجد بابان في الحُجرة فتوجهت لأحدهما، فتحته فقابلها حمام أبيض مع بعض التفاصيل الزرقاء البسيطة.

توجّهت نحو المرآة المعلقة على الجدار ونظرت إلى انعكاس صورتها، صدمت بشدة عندما وجدت خصلات من شعرها الطويل تحولت للون البني المائل إلى الأحمر كلون الصدأ، وأصبح لون عينيها الرمادي ممزوجًا بالأزرق.

أغمضت عينيها عدّة مرات لعلّ وعسى يكون مجرد تشوش أو ضعف في نظرها ولكن لم يتغير شيء، شعرت بانزعاج قوي وعدم رضا، فلطالما أحبّت عينيها وشعرها بألوانهم الأصلية. خرجت من الحمام والغرفة فوجدت نفسها في ممر تقابلها غرفتان وعلى يمينها نهاية مسدودة، توجهت إلى الطريق الوحيد فوجدت سلالم تؤدي إلى الأسفل.

عندما وصلت إلى منتصف الدرج رأتهم، كانوا أربعة أشخاص، ثلاثة رجال وفتاة، كان لوك يجلس بجانب كارمِن على أريكة بنية اللون بجانب مقعد جلدي أسود يجلس عليه رجل بشعر بني داكن، طويل بعض الشيء، بينما يقابله شاب ببشرة برونزية وشعر أسود ناعم يصل طوله إلى أسفل عنقه، أما ملابسهم فقد تشابهت في تفصيلها بقمصانهم البيضاء رغم اختلاف ألوان بناطيلهم.

هبطت ديانا درجات السلّم ثم وقفت عند نهايته وانتاب جسدها طاقة عجيبة أشعرتها بالغرابة.
نظروا لها متفحّصين بشيء من الارتباك والتوتر.

قاطع ذلك الصمت غير المريح تقدم الشاب أسود الشعر بابتسامة عريضة، مد يده بُغية مصافحتها وقال بمرح: مرحبًا، أنا أدعى آيزاك.

آيزاك من الأشخاص الذين يجبرونك على أن تصاب بعدوى ابتسامتهم المرحة والمشبعة باللطف والظرافة، رغم ملامحه الحادة التي لا تناسب شخصيته الطفولية المرحة.

رفعت يدها وأمسكت كفّه الدافئ، رسمت على شفتيها ابتسامة عذبة، وقالت بلطف: أهلًا آيزاك، أنا ديانا.

همس وكأنه يجرب اسمها: ديانا.

أردف بابتسامة أكثر اتساعًا: اسم جميل، كصاحبته تمامًا.

شعرت بالدماء تتدفق إلى وجنتيها فاشتعلتا خجلًا، سحبت يدها فأرجعت خصلة من شعرها قد انسدلت على وجهها ذي الملامح اللطيفة.

همست بانزعاج ردًا على حديثه -عندما لمحت تلك الخصلات النحاسية التي تتخلل شعرها الأسود-: كنت سأوافقك الرأي قبل أن يصبح شعري هكذا.

تحدث زاك بلطف:

- إنه جميل.

- ما زلت أُفضّل اللون الأسود.

زمّت شفتيها بحزن طفولي كما تفعل دائمًا، سمعت ضحكة كارمن التي أسرعت بكتمها بينما حاول الآخرون إخفاء ابتسامتهم.

كان لوك ينظر نحوها بهدوء شارد، ثم أشاح بنظره بعيدًا بتفكير، سيطر الصمت على المكان بعض الوقت ولكن سرعان ما كسرته معدتها مصدرةً أصواتًا تدل على جوعها، شعرت ديانا بالإحراج الشديد وهي ترى ابتسامة آيزاك العريضة.

ابتسمت كارمن بلطف وتوجهت نحو المطبخ المطل على غرفة الجلوس المتواجدين فيها حاليًا، استغربت ديانا قدرتها على سماع صوت معدتها من هذه المسافة.

اجتاحها شعور قوي بالغثيان، أحسّت كأن قلبها قد ازداد حجمًا، هاجم الصداع خلايا دماغها فشعرت وكأنه يتفتّت لقطع صغيرة. كادت تفقد توازنها فجلست على الدرج وأمسكت رأسها بين كفّيها المرتجفتين، فرّت تنهيدة متألمة من بين شفتيها اللتين طالهما جفاف غريب.

صدح صوت آيزاك القلق مناديًا: ألفين.

جلس بجانبها وواضع يده على كتفها الأيمن، قال لوك بصوتٍ هادئٍ بشكلٍ مريب: ألفين لا يستطيع مساعدتها، آيزاك.

كانت ديانا غارقة في دوامة من الألم الشديد، لكنها لم تظهر منه شيئًا، أحنت رأسها وأخفت ملامحها المُعذّبة، شعورها منعها من الشعور بالقادم الجديد.

سمعت صوتًا مألوفًا: ماذا يحدث؟

تحملت الألم ورفعت رأسها نحو الواقف أمام الباب، نقل بصره بين من في الغرفة واستقرت عيناه عليها وغرقت في عينيه العشبيتين المختلطتين بالأزرق.

أفقدتها عيناه الشعور بالألم الذي اجتاحها قبل قدومه، تجمّد جسدها، وفقدت القدرة على التنفس أو فعل أي شيء غير النظر إليه، شعرت وكأنها -وبشكل غريب- فوق السحاب، أحسّت بنسمات هواء دافئة تحيط بها وتلف قلبها الذي شعرت وكأنه توقّف من شدّة نبضاته المتسابقة.

وقفت ببطء وتنفّست بارتعاش، ثم أجبرت الكلمات على الخروج بشكل مفهوم: هل أعرفك؟

وقف أمامها بوضوح، تأكدت من عدم توهمها رؤيته قبل فقدانها للوعي قبل سويعات، راقبت ملامحه الهادئة، طوله الفارع ومنكبيه العريضين، وخصلاته البندقية المسرّحة إلى الخلف ملامسةً طرف عنقه المغطى بياقة سترته السوداء التي يصل طولها إلى ركبتيه وقد نُقشت أكمامها وأطراف بنطاله بخيوط فضية.

تحدّث بهدوء دون أن يبعد نظره عنها: ربما، بما أنكِ تعرفين اسمي.

سألت بنبرة مرتجفة: ويليام؟

أردفت بعد محاولتها الفاشلة في تعديل وقوفها غير المتوازن: أنتَ ويليام أندرسون، أليس كذلك؟

كادت تقع لولا ذراع آيزاك التي أمسكتها، عقد ذراعيه أمام صدره فبرزت عضلاته المنحوتة بشكل مذهل أسفل قميصه الأبيض وأجابها: أجل.

سألته بأنفاس متقطعة: أتعرف والدتي؟

ثم أكملت: اسمها هيلينا، عاشت آخر سنتين من حياتها في قرية كلير دي لُون.

أغلق عينيه وتنهد، أمسك جسر أنفه بإصبعيه السبابة والإبهام، أشاح وجهه نحو الجدار الزجاجي المُطِل على الغابة.

قال متجنبًا النظر إليها: كانت صديقتي.

سخر لوك بغضب: لا أستطيع تحمل هذه التفاهة أكثر من هذا.

خرج من الغرفة فابتسم ويليام بهدوء، نظرَت إليه ديانا بصمت، توسّلت قلبها الأحمق أن يتوقف عن الخفقان بهذا الشكل الغريب وغير الطبيعي.

خاطبها آيزاك بلطف: يجب أن تجلسي ديانا، بالكاد تستطيعين الوقوف باستقامة.

نظرت نحوه ومنعت تنهيدتها المرهقة من الخروج.

جلست على الأريكة وجسدها يرتجف.
خاطب آيزاك ألفين الجالس على المقعد بقربهما بكلمات قلقة: افعل شيئًا رجاءً.

رد عليه بصوت أجش وهادئ: لا أظن أنّي سأنجح ولكن سأحاول.

نظر نحوها بهدوء قبل أن يستأذنها، أمسك يدها فأجابته بإماءة وهي بالكاد تتنفس.

نهض آيزاك تاركًا له المكان فجلس بجانبها، أمسك بكفّها مغمض العينين، لم تعلم سبب الرجفة التي أصابت كامل جسدها، أهي يد ألفين الباردة أم نظرات ويليام الغريبة نحوها؟

بعد ثوانٍ قليلة هدأ جسدها فأغمضت عينيها بإرهاق وتعب، ترك ألفين يدها، وعادت نبضات قلبها إلى معدلها الطبيعي، تسربت تنهيدة متعبة من بين شفتيها المرتجفتين.

شعرت بحرارة طفيفة في الجانب الداخلي من ذراعها اليسرى، رفعت كُم فستانها الذي ترتديه فصدمت بنقش ذهبي في منتصف ساعدها الأيسر.

تقدم ويليام نحوها بنظرات وَجِلة وقد تسلّل الخوف إلى قلبه، أمسك يدها ونظر إلى النقش وظللت الصدمة ملامحه.

همس بعدم تصديق: هذا مستحيل!

تخللت أصابع يده اليمنى خصلاته كعادته عندما يقلق أو يتوتر.

سألت بانفعال وأعصابها على حافة الانهيار: ما هو المستحيل؟

وقف موليًا ظهره لها دون أن ينظر إلى أي أحد وتحدث: ستعرفين كل شيء في وقته المناسب.

تحدث ويليام بهدوء وحزم: زاك، اذهب إلى أمي واطلب منها الحضور في أسرع وقت ممكن، إياك أن يعرف أي أحد ولا حتى والدك، هل فهمت؟

أجابه آيزاك بطاعة: حاضر.

خرج من الغرفة بخطوات واسعة، صرخت بغضب: هل لي أن أعرف ما الذي يحدث بحق الجحيم؟

نظرت إلى ويليام الذي تغيرت ملامحه الهادئة إلى أخرى مصدومة حين التقت أعينهما.

لمحت نفسها في زجاج النافذة فتوسعت عيناها بصدمة حين رأت خصلاتها وقد صُبغت بالأبيض الثلجي، بينما عيناها تتوهّجان باللون الذهبي.

🌟 🌟 🌟

رأيكم في الفصل؟

اترككم في أمان الله ورعايته 💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top