IX
'الجمال الدائم الوحيد هو جمال القلب'
🌟 🌟 🌟
أجلس على سريري أراقب عقارب الساعة التي تشير إلى الثالثة والعشرين دقيقة بعد منتصف الليل.
يدور في عقلي ما قرأته في مذكرة والدتي في وقتٍ سابق من اليوم.
«بقاؤك في القرية لن يساعد أحدًا، ستجدين المساعدة خارج هذا المكان، لقد حاولت كثيرًا جمع الممالك الأربعة معًا، لكني لم أفلح...هناك شخص يدعى ويليام أندرسون يستطيع مساعدتك»
لا أعلم كيف أستطيع جمع الممالك وأنا لا أملك من القوى شيئًا، ما فهمته ممّا كتبته في هذه المفكرة أنه يجب أن أقوم بهذه المهمة وحدي، لكنها أوصت أن أطلب المساعدة من هذا الرجل في هذا المقطع الوحيد.
أنا متأكدة أنه سيكون كبيرًا في العمر وسيرفض مساعدتي، كيف سأجده أصلًا؟ قد يكون في أي مكان على هذه الأرض!
لهذا السبب قررت أخذ أكثر الأشياء أهمية والرحيل، وانطلقت في رحلة البحث عنه.
~٠~*~٠~
تمسكت بحقيبة ظهري، وركضت بكل ما أملك من سرعة، سببت لي أغصان الأشجار جروحًا طفيفة لكني لم أهتم.
شعرت أن أنفاسي تكاد تنقطع بسبب الجري فترة لا بأس بها.
بعد مدّة من الزمن جلست قليلًا لأرتاح وألتقط أنفاسي المتلاحقة، فوق تعب جسدي الذي أشعر به كان ألم قلبي يفتك بي، بدأت أشتاق إلى عائلتي منذ الآن ولكني لن أتراجع.
لا أعرف إلى أين سأذهب، لكنني متأكدة أن كل حرف كتبته أمي في مذكرتها سيساعدني، لا أصدق أن طريقة تفكيري ومعتقداتي قد تغيرت بهذا الشكل في هذه الفترة القصيرة، ولكن بعد تحول شقيقي التوءم إلى مستذئب أمام عينَي جعلني ذلك أمحو كل ذرة شك بشأن صدق كل تلك القصص التي كتبتها والدتي في مفكرتها.
مضى بعض الوقت وبدأت أنفاسي العودة إلى طبيعتها، لكني شعرت بالضيق وكأن الجو المعتدل قد تحول تدريجيًا إلى شديد الحرارة.
عادت أنفاسي تتسارع من جديد، لكن هذه المرة كنت أشعر بالاختناق وكأن الهواء لم يعد له وجود، حاولت الوقوف ولكن لم أستطع الحركة حتى!
ما الذي أصابني؟
~٠~*~٠~
سأل رفيقته بصوت رجولي أجش: هل هي ميتة؟
أجابته بهدوء وهي تتفقد تلك الفتاة فاقدة الوعي: لا، ألا تسمع نبضات قلبها؟
قال بضيق ونظرة مشمئزّة: بلى أسمعها، لكنها لا تتنفس وهذا غريب فعلًا، إنها منهم، أليس كذلك؟ رائحة الذئاب تفوح منها.
تحدثت بقلق: هذا غير مهم الآن، الفتاة تحتاج المساعدة.
ثم نظرت إليه وأردفت بترجٍّ: أرجوك دعنا نساعدها.
حدّق بها بضيق، لا يستطيع رفض طلبٍ لها، تحدّث باستسلام: حسنًا، لكنها سترحل بعد أن نتأكد أنها بخير.
أجابته مبتسمة بامتنان: أشكرك من كل قلبي.
قام الشاب بحمل ديانا من الأرض بينما وضعت الفتاة الحقيبة على كتفها وركضا نحو المنزل الذي لا يفصلهما عنه غير نهر، تخطياه بقفزة لا يمكن للبشر العاديين القيام بها.
بمجرد دخولهما إلى المنزل قابلهما رجلٌ يبدو في بداية عقده الثالث وكأنه يتوقع قدومهما.
سأل بهدوء ناظرًا نحوهما بعتاب: كارمن، لوكاس، هل تدركان مدى خطورة إحضار هذه الفتاة إلى هنا؟
أجابته كارمن وهي تشير إلى لوك بإكمال طريقه: نعلم ذلك ألفين، لكنها تحتاج المساعدة.
سأل لوك متذمرًا: هل أضعها في الغرفة الخالية؟
أجابته كارمن: أجل، سألحقك بعد ثوانٍ، سأحضر عُدَّة الإسعافات الأولية؛ لتضميد جروحها.
نظر إليها ألفين متنهدًا باستسلام.
~٠~*~٠~
تقف على شرفة في قصر فوق السحاب، نسيم الهواء يداعب شعرها الأسود الطويل، يراودها شعور أنها تحلم ولكنه يبدو واقعيًا إلى حدٍّ كبير.
أغمضت عينيها مستمتعة بهذا الهدوء الذي يبعث على السكينة والاطمئنان.
همس صوت بالقرب منها: ديانا.
التفتتْ متسائلةً لكنها لم تجد أحدًا.
أغمضت عينيها متنهدةً فسمعت الصوت نفسه يهمس: صغيرتي.
أعادت فتح عينيها وهي تلتفت حولها بِحيرة، رأت إحداهن تقف في منتصف تلك الغرفة ذات الزخارف الهندسية الغريبة...رأت والدتها، هيلينا.
همست بغصة: أمي.
ركضت نحوها وغمرتها بعناق شعرت فيه وكأن روحها رجعت إلى جسدها بعد طول غياب.
همست بسعادة: اشتقت إليكِ كثيرًا.
استنشقت رائحة أمها وتناست لحظة أن هذا اللقاء ليس حقيقيًا.
قربت ديانا إليها أكثر وشدت عناقها وقالت: لو تعلمين كم اشتقت إليكِ أنتِ وستيفان، كما أفتقد أباكِ.
- جميعنا نشتاق إليكِ.
ابتسمت هيلينا وتحدثت: تعالي لنجلس.
ظهرت أريكة من العدم، اتسعت عينا ديانا ولكنها تجاهلت الأمر وجلست بجانب والدتها.
همست ديانا بعد فترة من الزمن: رحلت عن القرية!
ابتسمت لها مشجعة وقالت: أعلم يا صغيرتي، أثق أنك ستنجحين في هذه المهمة، أجزم أنك أشد قوة مني!
صمتت ديانا مفكرة، بعد ثوانٍ نهضت هيلينا ونظرت إليها الأخرى بفزع.
سألت ديانا بحزن وهي تقف بقرب والدتها: هل سترحلين؟
أجابتها مبتسمة بهدوء: لا، بل أنتِ...أنا هنا منذ سنوات، أما أنتِ فستعودين إلى حيث تنتمين.
أحنت شفتيها بحزن شديد وقالت: لا أرغب في الرحيل، أريد البقاء معكِ.
همست هيلينا وهي تضغط وجه ديانا بين يديها: سوف يأتي اليوم الذي سنكون فيه معًا.
سألت ديانا هامسة بحزن:
- هل سأراك مرة أخرى؟
- ربما.
همست وصوتها بدا كأنها تسمعه من داخل بئر عميقة.
بدأت صورة والدتها تتلاشى كما هو الحال مع المكان من حولها حتى صار كل شيء حالك السواد.
شعرت وكأن الهواء ينفد من حولها حتى شعرت بالاختناق، أغمضت عينيها جراء ذلك الألم الذي اجتاح رأسها وكأنه يتفتّت، صارت نبضات قلبها منخفضة كأنه سيتوقف، بدت وكأن روحها ستخرج من جسدها!
ولكن لا!
لن تموت بهذه السهولة، لديها مهمة يجب أن تُنَفَّذ، عائلتها، قبيلتها، جميع المخلوقات الخارقة ستنقرض إذا استسلمت الآن!
شهقة قوية، فتحت عينيها على مصراعيهما، تنفست بقوة وعاد قلبها ينبض بشكل طبيعي...
سمعت صوتًا أنثويًا بجانبها: حمدًا لله على سلامتك!
التفتتْ نحو الفتاة الشقراء التي تراقبها بعينيها الزرقاوين كالمحيط.
همست ديانا بصوت منخفض حتى لا يزداد ألم حنجرتها الذي يلسعها: أين أنا؟
أجابتها كارمن بابتسامة مطمئنة: في منزل عائلة أندرسون، وجدناك بالقرب من منزلنا فاقدة الوعي فأحضرناك إلى هنا.
كانت ديانا ضعيفة، عضلات جسدها تمنعها من الحركة، يصاحب ذلك ألم حاد.
عرّفت نفسها: بالمناسبة، أدعى كارمن.
نظرت إليها الأخرى مبتسمةً بهدوء وقالت: أنا ديانا، تشرفت بلقائك.
قبل أن تقول كارمن شيئًا آخر دخل شاب شديد الوسامة ذو شعر بني ولحية خفيفة، طول فارع ونظرات هادئة، مظهره يشع بالهيبة والعظمة.
تحدّث بصوت رزين: اتركيها لترتاح، كارمن.
تحدثت كارمن وابتسامتها الواسعة لم تختفِ ثانية: هذا خطيبي، لوكاس.
تحدّثت ديانا بهدوء وهي تنظر نحوه: تشرفت بلقائك، سيد لوكاس.
أومأ بهدوء، التحمت أعينهما معًا، بدا وكأنه يحاول قراءتها، أما ديانا فلم تكن تشعر بأي شيء غير الألم الذي ينهش قلبها، والذي خلق أطنانًا من الحزن في جوفها.
تحدّثت كارمن بهدوء: سيختفي الألم تدريجيًا، وستكونين بخير غدًا!
نظرا إليها فأردفت: سأحضر لكِ بعض الطعام، فأنتِ تتضورين جوعًا بكل تأكيد.
خرجت كارمن بخطوات سريعة، لم يبقَ معها غير لوكاس الذي توجّه إلى مقعد موضوع قرب السرير وجلس عليه.
سأل بهدوء: هل يمكنك إخباري عن سبب تواجدك في الغابة وحدك؟
نظرت نحوه بصمت، لا يمكنها إخباره بالحقيقة!
أجابت باقتضاب بعد فترة من الصمت: كنت أبحث عن شخص ما.
انحنى للأمام واتّكأ بمرفقيه على كِلا ركبتيه مُشبِّكًا أصابعه معًا وسأل: من يكون؟
- ويلـ...
قطعت جملتها عندما تذكرت اسم هذه العائلة أندرسون، إنه هنا!
سأل بحاجبين معقودين: من؟
نظرت إليه بهدوء وهمست: ويليام، ويليام أندرسون.
~٠~*~٠~
همست الشقراء بصدمة:
- هذا لا يمكن!
- بل ممكن كار، إنها ابنتها، لقد رأيتها في أفكارها، لم أصدق في البداية، ولكن عندما أخبرتني أنها تبحث عن ويليام تأكدت أنها ابنة هيلينا!
سأل ألفين بتفكير:
- ما الذي تريده من ويليام؟
- لا أعلم، ولكن كل ما أعرفه أنها تحتاج مساعدته في شيء ما، وهيلينا أرشدتها إليه!
سألت كارمن بتشتت: هل أرسل إليه لأخبره؟
تحدّث لوك بإصرار: لا، يكفي ما تسببت به والدتها له، ويليام لا يجب أن يعرف بالأمر!
تدخل صوتٌ أجش: لست طفلًا لتقرر بدلًا منّي، يا أخي العزيز.
تجمدت أجسادهم ونظروا نحوه بصدمة.
🌟 🌟 🌟
توقعاتكم للبارت الجاي؟؟
بحبكم اوي، شكراً على كلامكم الحلو الي بيفرحني عنجد 💜💜💜
اعملوا منشن لصحابكم وانصحوهم يقرأوا الرواية اذا عجبتكم😊💞
اترككم في أمان الله ورعايته ❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top