الحلقة الأولى
ڤوت وكومنت بليز💜
ملاحظة:
ويليام = جونغكوك
فريدلي= تيهيونغ
نواه= جيمين
____________
تعالت إحدى مقطوعات بيتهوڤن الكلاسيكية من الغرامافون، وتخللت مسامع فريد الذي كان يغازل إحداهن ويهمس لها بكلمات الحب على إحدى الشرف في ذلك القصر مختليًا بها بعيدًا عن ضجيج الحضور وفضولهم، يقبّل منحنيات وجهها وعنقها ناعما البشرة.
قالت بنبرة مرتجفة أثناء ما طوقت عنقه بذارعيها:
« فريد، أتحبني؟»
ضمها إليه ثم قبّل خطّ عنقها قائلًا:
« بالطبع، أنتِ كل حياتي»
قالت بعد أن أشعرتها قبلته بالوهن:
« أوه يا فريد، أنا أعشقك»
همّ بتقبيل شفاهها لكن هناك صوتٌ أجش رجولي قاطعهما، ابتعدت تلك المرأة بجفلة ونظرت إلى الرجل الواقف عند أعتاب باب الشرفة، التفت فريد له وقد استاءت ملامحه على ذلك المتطفل الذي جعل جهد ساعتان يذهب هباءًا.
«فريد هل لي بلحظة؟»
ابتسم فريد موجهًا نظراته نحو تلك المرأة قائلًا:
« عزيزتي، سنكمل حديثنا لاحقًا!»
عدّلت تلك السيدة هندامها ثم ذهبت رامقة صديق فريد بنظرات غير راضية لمقاطعتهما، اقترب صديقه منه وقبل أن يقول شيء، قال فريد:
« أهو أمر مهم ذاك الذي جعلك تقاطعني؟ جيمس»
تنهد جيمس رادفًا:
« لقد أنقذتك من ورطة كدت ستقع بها، يجب أن تشكرني»
اتكأ فريد على سور الشرفة الحجري داسًّا يداه في جيبا بنطاله ثم قال:
« لم تكن هناك ورطة، لقد أهدرت جهدي مع الرياح»
أطلق جيمس ضحكة مكتومة استهزاءًا بوضعه وقال:
« ألا تشفق عليهن عندما يحبنّك، ثم تتركهن بكل بساطة؟»
ابتسم فريد ابتسامة جانبية وبدون أدنى شعور بالذنب قال:
« إن لم أفعل، فسيفعلن ذلك، لا يغرّنّك فهن مخادعات.»
ابتعد عن السور ثم مشى عدة خطوات إلى الداخل، لكنه توقف لمّا أردف جيمس:
« لا دخل لهن بما فعلته والدتك!»
أدار فريد رأسه إلى جيمس وقد تصلبت ملامحه من الانزعاج، ثم قال:
« لا تذكر ذلك الأمر أو تلك المرأة مرة أُخرى، إن كنت تريد أن تحافظ على صداقتنا»
في مكانٍ آخر من ضواحي ويلز وفي منطقة تسكنها الطبقة الراقية، وقع قصر الكونت جاي دي أوليڤر، حمل القصر الطابع الڤيكتوري من الخارج والداخل، مقسّم إلى أربعة أجزاء، يطلق عليه الناس أحيانًا قصر الفصول الأربعة، وهو قصر توارثته الأجيال حتى سكنه الكونت جاك دي أوليڨر إثر وصية من والده إذ كان الأخير الابن البكر وقد كان القصر نصيبه من التركة، أما باقي الأراضي والقصور التي ملكها أوليڤر الخامس عشر - الجد - فقد قسمها على باقي أولاده التسعة، وبقي الحال على ما هو عليه ولم يعترض أي من أولاده على تقسيم الحصص.
لاحقًا الكونت جاك دي أوليڤر اشترى أراضٍ زراعية مجاورة لبعضها حتى امتدت إلى كيلوي متر طولًا وعرضًا، زرع في القسم الأكبر منها رز وحنطة، وبنى طواحين لصناعة الطحين، كما زرع قسم من الأراضي بأصناف من كرومات العنب وأصناف أخرى من الفواكه، كما ربّى الخيول والمواشي للتجارة،وبنى مصنع لصناعة الألبان ومشتقاته، يعمل في تلك الأرض أكثر من ألف مزارع وموظف، وأضحى الكونت دي أوليڤر حاليًا من أثرى وأشهر التجار في المنطقة.
كل ذلك بات يديره اللورد ويليام، الابن البكر للكونت دي أوليڤر من زوجته الأولى والتي ماتت أثناء الولادة، كان ويليام ذي شعرٍ غُرابي، يرتبه في المعتاد إلى الخلف، يرتدي حلّات ذات ألوان رسمية، يسكن في الجزئ الجنوبي من القصر أو فصل الشتاء كما هو متعارف لدى الخدم.
في شخصية ويليام شيء من الترفّع والكبرياء والنبل، وهو ذكي ورزين وهادئ، يلفّه بعض الغموض، ذو عينان رماديتان زادت من ملامحه غموضًا، وبشرة بيضاء مائلة إلى الاصفرار وعظام خدّاه بارزتان، وشفتان رفيعتان، صارمٌ في العمل وذي هالة وحضور جذابين وقويين.
يقف أمام نافذة مكتبته ينظر من خلالها إلى الخارج، حيث اتشحت السماء بالسواد، وتلألأت النجوم كقطع من الألماس المكسور، يعقد كلتا ذراعاه ضد صدره، يرتدي نظارة قراءة، ورغم هدوءه إلّا أن عقله يضج بالأفكارِ عن والده وأخوته والمزرعة.
طُرِق الباب أثناء إخراجه ساعته من جيبه وتأكده من الوقت، أذن للطارق بالدخول، كان كبير الخدم يحمل صينية صغيرة عليها ظرف رسالة، اقترب من المكتب وقال:
« لورد ويليام، هذا بريد من أجلك، يحمل ختم ويلينستون»
أقترب ويليام منه وأخذ الظرف أثناء ذلك قال:
« هل عاد فريد؟»
قال رئيس الخدم والذي يحمل نبرة صوت ثخينة، ورأسٍ أصلع وجسدٍ نحيل، وخدود وجفون مترهلة:
« لورد فريدلي لم يعد بعد، لكن..»
فتح ويليام الظرف وأخرج الورقة التي حواها قائلًا:
« لكن ماذا؟ توماس»
بعد صمت قال توماس:
« لورد نواه انتظر طويلًا على مائدة الطعام، وأحزنه عدم حضور أحد»
قال ويليام موجهًا نظراته إليه:
« بلّغ نواه اعتذاراتي توماس، لقد طرأ أمر هام يخص العمل»
ثم قرأ فحوى الرسالة، وتغيرت ملامحه تلقائيًّا من ساكنة إلى أخرى قلقة، لاحظ كبير الخدم توماس ذلك، وأراد سؤاله لكنه تردد، أخفض ويليام ذراعاه ثم قال:
« غلاديس مريض»
هذا السبب كان كافٍ لتوماس حتي يبرر سبب قلقه، إذ أن غلاديس صديق ويليام المقرب، وهو يدير مصانع الألبان، كانا صديقان منذ الصغر، تعلما معًا وكبرا معًا، وخسارته لا تعوّض بالنسبة لويليام، قال توماس:
« لعل المرض ليس خطيرًا، لورد ويليام!»
قال ويليام:
« يجب أن أذهب إلى ويلنستون غدًا!»
في وقت لاحق من تلك الليلة، عاد فريد ثملًا إلى القصر وكاد يقع لو لا أنه اتكأ على الحائط، توجه إلى أقرب أريكة وألقى نفسه عليها، جاء توماس ثم وقف أمامه وقال:
« لورد فريدلي، هل أخدمك بشيء؟»
رفع فريد يده ولوّح له بالذهاب، قال توماس قبل أن يذهب:
« أمرك، سيدي»
بعد دقائق أجبره صوت أخوه على فتح عينيه والنظر نحوه، إذ وقف ويليام أمامه طاويًا ذراعاه معًا عاقدًا حاجباه ناظرًا له بازدراء على حاله قائلًا:
« يالك من عار، فريدلي أوليڤر»
غضب فريد وصكّ أسنانه لكنه وقبل أن يقول شيئًا، قاطعه ويليام رادفًا:
« حتى وأن أردتَّ فعل شيء، لن تستطيع، فريدلي»
قال فريد متحاملًا على نفسه:
« ما الذي تريده؟»
فكّ ويليام ذراعاه ثم قال:
« ليس وكأنك ستكون ذا نفع، إن أردتُّ شيئًا»
همّ فريد بالوقوف لكنه سقط على الأرض، أعلى رأسه ونظر إلى ويليام الذي قال بعد تنهيدة:
« بدلًا من التسكع وقضاء الوقت بالعبث هنا وهناك، قم بزيارة والدك، إنه يسألني عنك كلّما زرته»
ابتسم فريد ساخرًا ثم قال:
« بالطبع، فأنت ابن ذلك العجوز المدلل»
أزعج ويليام نعته لوالده بالعجوز، فقال:
« انتقي ألفاظك، فريدلي!»
ألقى فريد ابتسامة ساخرة أخرى وقال:
«إنه ليس والدي، ولا يمتّ لي بصلة، لن أزور شخصًا مثله!»
أخذ ويليام نفسًا ثم أخرجه ليتحكم بغضبه، ثم أردف:
« بدلًا من الاستلقاء كالموتى، قم بزيارته.»
ثم ذهب، لم يكلف فريد نفسه عناء العودة والاستلقاء على الأريكة، واكتفى بالاستلقاء على الأرض، أغلق عيناه ثم توالت الذكريات التي لا يرغب بذكرها، مقتطفات من الماضي، لمّا هربت والدته بعد أن وعدته بالعودة في مساءٍ ماطر ذي سماء ملبدة بغيوم سوداء، بعد ذلك تغيّر كل شيء، باتت معاملة والده له قاسية حتى أنها مختلفة عن معاملته لويليام أو نواه.
فتح عيناه ليوقف وابل تلك الذكريات من الاحتشاد في عقله، كوّم يده في قبضة ثم ضرب الأرض.
« تبًا لك ويليام!»
كان فريد ذا شعر عسلي وعينين زرقاوين قاتمتين وبشرة سمراء لا تشوبها شائبة، أشبه بوالدته أكثر من والده وهذا أحد أسباب معاملة والده له بقسوة، يملك فريد جسدًا متناسق، كما يرتدي ملابسه بدون ربطة عنق أو سترة ويكتفي بالصديري فوق القميص مع البنطال، كما أنه يعتني بشؤون العائلة القانونية بصفته محامي للعائلة مع السيد ماثيو ديلان ( وهو رجل كبير في السن، يعتبر محامي العائلة منذ أن كان اوليڤر الأول موجودًا، يعتمدون عليه في أغلب القضايا القانونية وخاصة الكبيرة منها، يعمل فريد تحت إشرافه، كما أنه يدير شؤون المزرعة عند سفر ويليام خارج البلاد، أما فريد فغالبًا ما يوكلون إليه القضايا المتوسطة والصغيرة)، رغم أنه يلهو إلا أنه ناجح في عمله وذكي.
في اليوم التالي، ذهب ويليام إلى ويلنستون - اسم المزرعة- كان توماس وبعض الخدم يراقبون ولوجه إلى العربة وانطلاقه، وقد حرص ويليام رؤية والده قبل الذهاب والاطمئنان على صحته، فقد رقد الأخير في الفراش قرابة الشهر إثر وعكة صحيّة حادّة.
أثناء ذلك وفي القصر الشرقي ( فصل الربيع) كان نواه يجلس على أحد الكراسي على الشرفة، يربض بجوار كرسيه كلب راع ألماني أبيض اللون، سمع حركة قريبة كما أن الكلب تأهّب، قال:
« مَن؟»
أمسكت والدته يده وقالت:
« إنها أنا عزيزي»
ابتسم وقال:
« أُمّاه! تفضلي بالجلوس»
جلست والدته مواجهة له ومازالت تمسك يده، قالت:
« عزيزي نواه، لا يمكنك حبس نفسك طوال الوقت في غرفتك، عليك أن تخرج وتقابل..»
قاطعها نواه قائلًا:
« وما الفرق؟ لا أعتقد أن الحال سيتغير إن قابلت أحدًا..»
بان الحزن على ملامحه لمّا قال:
« يكفي ما حدث لآرثر!»
ضمت والدته يده بين يديها ثم قالت:
« ليس ذنبك، كان ذلك مقدّرًا»
صكّ نواه على أسنانه ونزلت دموعه على خديه ثم قال:
«إنه كذلك! لم يكن يرغب بالذهاب، لكنني أصريت على ذلك، كان عليّ تركه..»
أجهش بالبكاء، وقفت والدته وضمّته إلى صدرها، وأخذت تمسح على رأسه بيد، وتربت على ظهره بالأخرى رادفة:
« أوه يا إلهي، فلترحمنا.»
كان نواه ذا شعر أشقر، وعينان زرقاوتان زاهيتان، فقد بصره مُذ كان في السادسة إثر سقوطه من على ظهر الحصان ذات نهار، يملك شخصيّة عطوفة ولطيفة، هادئ أغلب الأحيان ويبتسم أغلب الوقت، يحب عائلته كثيرًا ويقدر كل شخص فيها، يملك نواه جسد هزيل وواهن بالمقارنة مع إخوته، للديه بشرة بياء شاحبة، وشفاه ممتلئة وشعرٍ قصير متموّج.
بعد فقدانه لبصره، ارتأى والده بتوظيف كادر متكامل لتعليمه، وأدخله لاحقًا إلى مؤسسة تعليمية خاصة بالمكفوفين، كانت المؤسسة ملكًا لأحد معرفه، وهذا ما جعل دخول نواه لها سهل، تخرج نواه بصفة معلم، آملين بشفائه وممارسة عمله، على حد قول الأطباء أن هناك احتمال لشفائه، لم يملك نواه الكثير من الأصدقاء لصعوبة تواصله مع الآخرين.
في وقت لاحق بعد الغداء، نادت سيلڤيا ( والدة نواه) رئيس الخدم، كانت تجلس على كرسي خارج الشرفة، لمّا جاء رئيس الخدم قال:
« أطلبتني، سيدتي؟»
أطبقت سيلڤيا المروحة ثم التفتت إلى رئيس الخدم وقالت:
« نواه يعيش في وحدة، منذ أن فقد صديقه آرثر في ذلك الحدث قبل شهر، وهو غير مقبل على الحياة كالسابق، اعتقدت أن ذلك سيدوم لأسبوعين حسبما أعرفه عنه، لكن الأمر قد طال عمّا توقعته توماس.»
قال رئيس الخدم:
« بما تأمريني، سيدتي؟»
تنهدت سيلڤيا وقالت:
« أريد مّرافقًا له، وظّف لي أحد كمرافقٍ له توماس.»
قال توماس:
« هناك الكثير من الخدم من يرغب بخدمة السيدة والسيد الشاب.»
قالت سيلڤيا معترضة:
« لا! ليس من الخدم، سيعاملونه كسيدهم ولن يكون مرتاحًا كفاية معهم، أريد شخصًا يصبح صديقًا له ليتحدث معه عن كل ما يختلج صدره، لا يهمني كم سيستغرق ذلك، أريد من نواه أن يخرج من قوقعته ويفضّل أن يكون ذلك الشخص فتى، اختر لي شخص تراه جيدًا وفي عمر نواه، سأكتب شروط العقد بنفسي وأعطيها لك»
قال توماس:
« كما تريدين سيدتي»
____________
قصة جديدة!
رايكم بالبارت؟
طبعًا هنه اصلا قصص مختلفة وافكار منفصلة اجتني فعلمود أوفر الموضوع، حطيتهن كلهن بقصة وحده، فإنجوي إت بليز❤️
ڤوت وكومنت🙂❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top