لا نحتاج السرد؛ كي نزداد جمالا

ابتذالات الواتباد : لا نحتاج السرد؛ كي نزداد جمالا

-مايا:أنا سعيدة اليوم لأن هينري دعاني للعشاء في مطعم فاخر...سأضع تبرجي وأرتدي فستانا لامعا شفافا وأسرع إلى هناك

ترن ترن (رنين الهاتف)
-هينري:أين أنتِ؟ لماذا تأخرتِ هكذا؟
-مايا:أنا في سيارة الأجرة وسأصل قريبا

-مايا:ها قد وصلت...ما الذي تريد إخباري به؟
-هينري:اطلبي ما تأكلينه وسنتحدث عن الأمر
-مايا:لا بد أنه سيعترف بحبه لي وسيطلب مواعدتي خيخيهيهيهيهيكيكيكي
-هينري:سمعت ما تقولينه
-مايا:كيف ذلك؟!
-هينري:لأن الكاتبة لا تستخدم السرد...كان من المفروض أن تسرد أنك تتحدثين بصوت منخفض لكي لا أسمعك ولكنها لم تفعل ولهذا سمعتك
-مايا:ما هذه الكاتبة اللئيمة؟! أريد بعض الخصوصية مع نفسي...هذا يعني أنني إن قلت أن أسنانك كبيرة وجبهتك أوسع من مطار الولايات المتحدة ستسمعني؟

-مايا:آه لا أصدق أنا الآن في سيارة أجرة بعد أن غضب مني هينري وتركني اهئ اهئ كيف سأعيش من دونه الآن؟! اهئ اهئ
-السائق:أنتِ جميلة لا تبكي...سأعوضك عن هينري
-مايا:ماذا؟! كيف عرفت ما أفكر به!؟
-السائق:أستطيع سماعك فالكاتبة لم تكتب جملة "همست مايا" قبل أن تنطقي بجملتك
-مايا:ومن أين تعرف اسمي؟!

جبلق (صوت السائق يبتلع ريقه)
-مايا:ما هذا؟! أين أنا؟! هل تم خطفي؟! كيف وصلت إلى هنا؟! ولماذا فمي وعيوني مغلقة؟!

طرك طرك طرك (صوت خطوات أقدام تقترب)
-مايا:من أنت وماذا تريد مني؟
-السائق:كيف يمكنك التحدث وفمك مربوط؟!
-مايا:الكاتبة نسيت أن تسرد أنني لا أستطيع الكلام مع فمي المربوط وتصدر مني فقط الهمهمات لذا حصل هذا
-السائق:هذه الرواية بها الكثير من الأعطال التقنية
-مايا:تواصل مع مركز الدعم خخخخههههههععععععخخخخخ

فشت فشت (صوت السائق يرمش باستغراب بعد أن سمع هذه النكتة السخيفة)
-السائق:أحضرتك هنا لأذكرك بالأيام الخوالي
-مايا:هل نعرف بعضنا؟
-السائق:أجل يا مايا...أنا حبيب رضوعتك
-مايا:رضوعتي!
-السائق:تعلمين...شابة شبابك...طفلة طفولتك...رضيعة رضوعتك
-مايا:هل كان لدي علاقات في رضوعتي؟! وهل كلمة "رضوعة" موجودة في اللغة العربية أساسا؟!
-السائق:لا أحد يعلم فالكاتبة كسولة على البحث في قواميس اللغة العربية وكتابة السرد
-مايا:أتحفني وأخبرني عن علاقتنا
-السائق:كانت مؤلمة...أتتذكرين في الحضانة يوم أعطيتك رضاعة الحليب خاصتي ولكنك بدل أن تشربيها أعطيتها لهينري جاركم الملعون الذي مازلتِ تحبينه للآن؟
-مايا:مهلا مهلا! كم كان عمرنا بالضبط؟
-السائق:سنة وثلاث أشهر وأربع دقائق
-مايا:هذا غير منطقي! كيف تتذكر كل ذلك؟ أعني كنا مجرد رُضَّع وخلايا العقل والذاكرة عندنا مازالت لا تعمل بعد
-السائق:لكنها خيانة...أريد البكاء بشدة ولكن الكاتبة جعلتنا نبدو كالروبوتات منذ بداية الفصل بحيث لم تكتب أيا من المشاعر التي تختلجنا أو تسردها
-مايا:استخدم "اهئ اهئ" خاصتي إنها تنفع
-السائق:لا لن أفعل...ستصبحين حبيبتي وتنسين هينري وإلا سأقتل كليكما وأنتحر أنا أيضا
-مايا:النجدددددةةةةةة ساااااعدونيييييي إنه يريد قتلييييي النجدةةةةةةة

طرككك طرككك طركك (صوت هروب السائق)
-مايا:رائع! هرب وتركني مربوطة في هذا المكان الذي لا أبواب ولا نوافذ له ولا أعرف ما هو حتى بسبب أن الكاتبة لم تسرد لحظة انتقالي له...اهئ اهئ تبا

-مايا:مر يوم ولم يعد بعد

-مايا:مر أسبوع أكاد أموت من العطش والجوع

-مايا:مر شهر...أشتاق لهينري وأشتاق للحياة خارجا...الوداع أيها العالم الكئيب...تعلمت درسا مهما وهو أنه حين يعطيني أحدهم زجاجة حليب سأشربها وأخرس...ها أنا أحتضر...أرى جدتي المرحومة تناديني

هعععععقشببببق (صوت الموت)

النهاية 🌚



•••••••••••••••••••••••••••••••••••••

🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚

لدي سؤال بالله 🌚

أين السرد؟

أين السرررررررد؟

أييييييين السررررررررررد؟ 😡

هل أكله البعبع؟

هل من المريح قراءة الحوار وحده؟ هل بحق الله فهمتم شيئا؟ أشعر وكأنني أتابع دورا وموزو كلما وصلت لجملة مثل "ها أنا ذا في السيارة" و "أريد الهروب ولكن كيف؟!"

إنه مقزز مقزز مقزز ومبتذل للدرجة التي تبعث التقيؤ

وماذا عن الشخصيات التي لم يتم سرد طريقة كلامها أو مشاعرها؟ ألا تشعرون وكأن روبوت يتكلم؟ فمهما قال سواءً كان غاضبا، سعيدا، حزينا، مصدوما فبسبب نقص السرد ستشعرون أنه ثابت على نفس الحالة التي تبدو كهذا (😐) وهذا يسبب خللا في تخيلنا للأحداث ويجعل من الرواية مبتذلة بمعنى الكلمة

ثم الانتقال المرعب من مكان لمكان دون أن يعرف الكاتب ذلك! هل نحن في قناة تلفزيونية كلما ضغطنا جهاز التحكم نقفز لقناة مختفلة؟! لا يا ابن عمي المحترم هذه رواية والمكان والزمان بحاجة لسرد لتكون الأمور منطقية...فلا أحد سيفهم شيئا إن كنت في مطعم وفجأة قفزت لسيارة أجرة دون أن أدرك حتى

وماذا عن الألفاظ المقرفة مثل "شبلق" و "طك طك" و "ترن ترن" و "اهئ اهئ" ما الذي يفكر به من يكتبها؟!🌚🌚🌚🌚🌚🌚 أنا أضفت لكم الكلام بين الأقواس رحمة بكم كي لا تنفجر رؤوسكم وأنتم تحاولون ترجمة تلك الطلاسم...لكن جديا هذا هو أم الابتذال...بدل وضع تلك الكلمات التي تعبر عن صوت ما فمن الأحسن سردها

مثلا:
"ترن ترن" رن الهاتف عن غفلة
"طك طك" صدرت أصوات كعب عالٍ في نهاية الممر
"اهئ اهئ" من بعيد سُمع صوت بكاء لفتاة شابة
"ههههههههههه" ضحكت بصوت عالٍ

وهكذا

لا داعي لمغص بطوننا بطلاسم غير متوفرة في اللغة العربية🙂

السرد والوصف هما من أهم مكونات العمل الأدبي وهما متساويان مع الحوار...يجب أن يكون هناك توازن بينهم الثلاثة ليكون العمل الأدبي مقبولا...ربما لم أتحدث عن الوصف بصفة خاصة لكني أشرت له باعتباره جزءًا من السرد يحتاج العمل أن يتغذى بها لينجح

هل واجهتم رواية تسببت بانتحار السرد كهذه؟

هل كتبتم دون سرد قبلا؟ أو دون التوسع في السرد بالطريقة الكافية؟

نصيحة أو كلمة للسادة الكرام الذين يكتبون هكذا

وأخيرا ما أكثر شيء أعجبكم وأضحككم في قصة اليوم؟ 🥹🥀

والسلام عليكم


بثينة علي

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top