•●||Part 70||●•

"منذ فترة طويلة بعيدا في زمنٍ ما.. كنت خائفا من أن يتكسر قناعي و أن أُري مَن أخشاه ما حبسته و أن يعلم حقيقتي.. لكن لم أكن أعلم أني كنت أهتم لمعرفته هذا و أيضا لا أهتم.. للآن لم أعلم سبب تصرفاتي تلك خلعت ذلك قناع لا! بل هشمته أمامه! أخيرا هو يعرف من أنا حقا.. إنه لشعور جيد أن تقول حقيقة.. جيد جدا!"
•••

إبتسم كاكاروتو بينما وضع قدما فوق الأخرى و إستند على الجدار خلفه بينما رفع يده ليضعها على رقبته و يمسك بذلك الطوق غير المرئي و يهشمه لقطع تناثرت كهشيم الزجاج و في اللحظة التي لامست تلك الشظايا الأرض كانت شَعر كاكاروتو قد تلاشت شُقْرَتهُ و إذا به يظهر فضيا لامعاً و عيناه قد سبقته بإظهار دمويتها مُعدمةً تلك الزرقة نظر نحو أخيه الذي كان مصدوما و ربما مفجوعا مميراه ليتحدث قائلا: أكنت تسألني ماذا كنت أفعل هنا؟ كنت أقتل! ماذا حدث هنا؟ أنا قتلتهم جميعا!

أبعد نظره عن أخيه لينظر نحو عنكبوته الخاصة تسير فوق يده ليبتسم بينما أمسك بأنامله طرف ذلك الخيط الرفيع الذي بالكاد يرى مع لمعة النيران عليه لتتسع إبتسامته بينما شدَّ على الخيط بخفة شديدة و في نفس اللحظة وضع غوكو يده على خده لشعوره بلسعة خفيفة لينظر ليده بعدما أبعدها عن خده ليتفاجئ بالدم على يده ليتساءل كيف جرح فجأة هكذا؟ لكن الأمر لم ينتهي على هذا الأمر تكرر عدة مرات لتنتشر الجراح الصغيرة على جسده من ذراعيه إلى قدميه!

نظر نحو الأمام ليرى كاكاروتو يقترب منه غير آبه لتلك الجثث التي يسير عليها و توقف عندما أصبح أمام غوكو مباشرة ليمسكه من ذقنه و يقربه من وجهه لتلقي حمراوتاه بقرينتها من زرقاويتا أخيه لترتسم عليه إبتسامة كشرت عن نابِ فكه العلوي و نبرته الخافته فيها شيء من بَحيحِ شيطانٍ يتحدث معه في آن واحد: أهلا بك أخي في عالمي أنا هنا لست كاكاروتو بل أعرف بالزعيم أو كما يعرفني الكل بـ السلاح 007 هههه دعني أريك ماذا أكون حقا أخي العزيز ما رأيك هل آخذك لظلمات معي؟ قد نموت معا هناك أو نحترق!

قهقة صغيرة فرت من بين شفتيه سرعان ما تعالت ضحكاته بشكل هستيري مخيف بينما غوكو كان قد بدى كشخص قد سكب عليه ماءٌ مثلج ثمَّ سكب عليه ماءٌ مغلي لم يعرف ماذا يختار بين شعور الحيرة و الصدمة و بين شعور الغضب مدَّ كلتا يديه ليمسك بأخيه من كلتا ذراعيه قريبا من كتفيه و يجذب كاكاروتو نحوه ليقابله مباشر وجهها لوجه و يصرخ قائلا: كاكاروتو بماذا تهذي الآن؟! أفقدت عقلك أم ماذا؟ من مستحيل أن تفعل شيئا كهذا أخبرني ماذا حصل هنا؟! أخبرني حقيقة! تكلم!

تنهد كاكاروتو بينما أبعد يدي غوكو عن ذراعيه ليرفع رأسه و ينظر نحو أخيه و إبتسم أجل إبتسم تلك الإبتسامة البريئة التي تبعث الطمئنينةَ فالقلب و تُشرقَ هذا اليوم دفئاً ليفتح فاه متحدثا بصوته المعتاد الطفولي المرح الرقيق كالنسمة قائلا: أهذا ما تريده؟ تريد رؤية هذا وجه و هذه الإبتسامة أليس كذلك؟ تريديني أن أكون أمامك كالطفل البريء و الخائف الذي لا يعرف أي شيء؟ تريدني أن أبتسم لك و أقول لك أني لا أعلم أي شيء مما يحصل هنا؟

رفع كلتا إصبعي السبابة ليشير بهما نحو وجهه بينما إبتسامته بهتت قليلا لكنها ظلت إبتسامة بالكاد ترى على شفتيه و نظرته توجهت نحو غوكو تلك النظرات فجأة تغيرت لباهته و عادت لبوردها و تلك إبتسامة بقيت صغيرةً باردةً و يتحدث بنفس برودةِ بَحيحِ الصقيعِ: أنا لم أبتسم من قلبي مطلقا منذ أن صرخت رافضا رؤيتي بعدما تحررت أخيرا من عذابي و أول شيء فكرت به بعد هروبي هو جري نحوك كالمجنون.. و في النهاية لم ترد رؤيتي أتظن أن الخدم فقط من سمعوا صراخك ذاك؟ لا بل الغبي الذي كان يقف على باب غرفتك متلهفا لرؤيتك أتذكر ذلك أخي؟

إبتسم بخفة بينما أسند رأسه بكتف غوكو مخبئا شيئا من ملامحه عن أخيه ليتحدث بصوت خافت للغاية: لكني نادم.. نادم لأني لم أودعك وقتها لم أظن أنها ستكون آخر مرة قد آراك في تلك سنة.. أعلم كنت غاضبا لكن إفهمني أخي لم يكن لدي خيارٌ آخر.. آسف على ما حدث وقتها آسف لأني لم أستطيع تحدث إليك أو الرد على رسائلك أو إتصالاتك صدقني حاولت لكني لم أستطع كنت مقيدا عن حياة كلها لم أفعل إلا ما أمرت به كنت دمية تجارب أخي طوال وقت.. لا شيء غير دمية لعينة تتحرك بلا روح! يتحكمون بها! يلعبون بها! أنا لست نادما على ما فعلته لإبعادك فلا أستطيع تصورك بنفس مكاني لا أستطيع تخيلك وحشا أو سلاحا ملطخا بالدماء أنا سعيد أني أنا من إختبر كلَّ ذلك و ليس أنت أخي! و حضيت بحياة سعيدة جدا و أصدقاء كثر و عائلة تقبلتك بينهم و مدرسة و منزل و كل ما تريده تحصل عليه.. أنا سعيد أنك عشت حياة مترفة مريحة مع ملعقة فضة باهضة في فمك.. لكن أيها أرعن غبي!! لما عدت؟ كانت أمور على ما يرام كنت على ما يرام وحدي! كنت سأموت وحدي و أنهي هذه مهزلة! لكنك عدت و افسدت كل شيء الآن علي فعل أمور شنيعة! فضيعة! فقط لأضمن سلامتك و آخرين!.. افهمني عشنا في عالمين مختلفين و لا ريد لعالمي ان يلامس سكون و جمال عالمك ليدنسه..

إلتفت غوكو نحو أخيه فور إحساسه بضعف نبرته و شعوره بشيء دافئ على كتفه لم تكن سوى دموع توأمه رفع يديه ناويا عناق أخيه و ضمه له لكنه صدم بإبتعاد كاكاروتو عنه و فوق ذلك غَطَّى وجه غوكو بيده و تحدث قائلا: لا تنظر إلي و أنا هكذا.. أكره نفسي عندما تراني بهذه طريقة لا تنظر لي بتلك نظراتِ نظراتُ حزن و أسى.. و شفقة!

بقي غوكو صامتا و دون أي حركة تُذكر أراد أن يسمع من أخيه كلَّ شيء يريد أن يفهم لذا سينتظر و يستمع و يفهم منه ماذا يحدث و إن كان بالكاد يتحمل إبقاء أعصابه هادئة لكنه سيحاول كبح نفسه بقدر ما يقدر عليه!

أبعد كاكاروتو يده عن وجه غوكو لكن غوكو لم يره أمامه فـقد تحرك ليكون خلف غوكو مسندا ظهر كليهما ببعض تنهد كاكاروتو بعمق بينما أكمل كلامه قائلا: أما الآن نحن الإثنان كوجهين لعملة واحدة لكن أنا فالأسفل دائما.. سر للأمام أخي و لا تلتفت للخلف أبدا طريقك منير أما أنا سأكمل طريقي بين الظلمات فهناك حيث أنتمي.. لا تخف و لا تقلق و لا تتردد سأكون دائما سندا لك فالعلن أو الخفاء أخي!.. أفضل دور قد لعبته في حياتي أن أكون ظلك و لا يزعجني أن أكون كذلك فأنا مرتاح بكوني كذلك كثيرا..

أحسَّ غوكو بإختفاء ثقل أخيه عن ظهره و سماعه لصوت تلك خطوات تبتعد إستدار بسرعة لينظر ناحية أخيه لتتسع عيناه عند رؤيته لـ كاكاروتو واقفا ينظر نحوه بعيون باردة ذات نظرة حادة و قد وجَّهَ مسدسا نحوه مباشرة! نظراتهما تلاقت لكن كاكاروتو لم يجفل و لا لثانية واحدة: قلت ألا تلتفت للخلف أبدا!

تحدث صارخا بغضب بينما ضغط على زناد مسدسه بقوة و صوت تلك رصاصة دَوى فالأجواء الدماء تراقصت شيء من حمرتها على الأرض بينما أخرى أخذت تنتشر على زاوية من ثياب غوكو بتحديد أسفل صدره بتحديد شهق بألم بينما وضع يده في مكان إصابته بينما حاول تدارك الألم فضيع الذي إنتابه لكن لم يكمل شعوره بالألم إلا و رصاصة أخرى قد إخترقت ذراعه اليسرى بقوة و إذا بأخرى إخترقت قدمه اليمنى!

تنهد كاكاروتو بعمق بينما نظر نحو أخيه الذي سقط على أرض ينزف بشدة بينما يصارع الألم الذي إنتابه حينها نظر كاكاروتو للجانب ليرى أحدهم قد دخل مكان بسرعة إبتسم كاكاروتو بينما استدار متحدثا بصوته بارد لكن قليلا كان حادا: هل حظي أخيرا لا يريد إزعاجي؟ أوه يال حظي سَعيد فريسة أخرى أتت بنفسها.. و يالها من فريسة حمقاء! لم أخبرك أني سأقتلك لمجرد رؤيتك؟ ليس لدي وقت لأضيعه معك لذا تكلم بسرعة لما أنت هنا؟

تباطئت خطوات ياكومو بهدوء ليتوقف و ينظر نحو كاكاروتو لفترة: كل ما في الأمر أن رسالة مزعجة أخبرتني سأرى شيئا يسرني هنا لكن لم أظن أني سأجد هذه سخافة التي تحدث هنا على ما يبدو أن أحدهم قد بدأ يجن أكثر مما هو عليه.. ما خطبك كاكاروتو؟

لم يكن هنا جواب أو حتى صوت فقط الصمت ما كان يجول بين ثلاثة أشخاص في نفس مكان بينما ألسنة نار ترتفع و تزيد درجة حرارة المكان و رائحة دخان و جثث المحترقة تعكر صفو الجو أكثر من لازم و تزيده خُنقةً!

تنهد ياكومو بخفة بينما أدرك أنه لن يصل لشيء بالحديث مع كاكاروتو و ربما يصل لما هو أسوأ و ينتهي الأمر بشكل مأساوي! فلا حلَّ هنا سوى الصمت و تحرك مع تفكير بكل حركة فأي خطأ قد يكون اكثر من مُميت!

حثَّ خطواته للحركة و اقترب من غوكو ليجلس قربه على أحد ركبتيه تفحص بنظراته جسد غوكو و نظره أولى عرف مقدار حاجته للعلاج بسرعة رفع نظره نحو كاكاروتو و حاول فهم ما يفكر به لكنه لم يقدر رغم معرفته بما يخص كاكاروتو لكن يظل جاهلا بأمر لا يستطيع فهمه و لا بما يفكر و لا لما يفعل هذا شخص غامض جدا حتى على ذاتِ نفسه!

مدَّ ياكومو يديه نحو غوكو مساعدا اياه على وقوف لكنه توقف عندما لاحظ أن غوكو قد تألم من هذه حركة بسيطة فإصاباته كانت تؤلمه بشدة و من أبسط حركة لم يكن أمامه خيار سوى أن يحمله بين ذراعيه برفق متأكدا أنه لم يتسبب بحركة تؤلمه ثم نظر نحو كاكاروتو الذي لم يبدي أي حركة.

أراد بقاء و تحدث مع كاكاروتو لكن الوقت ليس في صالحه و عليه أخذ غوكو بسرعة ليأخذ العلاج قبل أن تسوء حالته لذا لم يجد خِياراً سوى ذهاب بسرعة سائرا خارج هذا مبنى الذي بدأ ينهار يشتعل أكثر بالنيران.

بينما كان وعيه يترنح بين الضبابية و المظلمة من زاوية بسيطة كان ما يراه بسيطا بسبب وجه قريب من كتف ياكومو نظر نحو أخيه الذي لم يتحرك من مكانه فتح غوكو فاهه ناويا الحديث لكن لا شيء خرج لم تكن لديه طاقة ليتحدث و يتكلم إكتفى بنظر نحو اخيه يبتعد عن ناظريه مكتفيا بصراخ من أجله في داخله ثم أخيرا حلًّ السكون و الظلمة عليه ليغلق عينيه بهدوء مستسلما لثقل جسده وضعفه.

•••
ابتسمت بخفة بينما أمسكت بذلك البيدق الأسود لتحركه خطوة واحدة نحو أمام في رقعة الشطرنج لتبتسم بخفة بينما لعبت بخصلات شعرها البنية اللون و تتحدث موجهة كلامها لمنافستها في لعبتها: أليس من المدهش رؤيتك قد عدتي من الموت يا لاجس؟ مع أن موتك كان مؤكدا هل عالمة مذهلة مثلك وجدت إكسيرا للخلود مثلا هههههه

إبتسمت لاجس بتكلفة بينما أسقطت بيدقا بتحريكها للوزير على لوحة الشطرنج بينما نظرت بعينيها خضروتان نحو من امامها لتتحدث بصوت رزين و هادئ اعتلت نبرتها الغرور الشديد: هه حققت انجازات كثيرة و أعرف أمورا لا يعرفها أحد لن يكون من صعب جعل جثة مُحترقة تشبهني تماما و حتى مع تشريح و تحليل ستظل تشير لي أنا هه و هذه خدعة بسيطة هي ما سمحت لي بإجراء تجاربي دون ازعاج و بأريحيه و إذا صديقتي عزيزة ماري أنا من تريد طرح الأسألة هنا.

أمالت لاجس رأسها قليلا لتسنده براحة بيدها اليسرى بينما أخذت تلعب بالبيادق بأنامل أصابعها لتبتسم أكثر و تتحدث قائلة: أو تحبين أن أناديك بإسمك فعلي أم أن تقمص شخصية زوجة ثانية أعجبك لهذا الحد؟ يا لك من ماكرة كل هذه سنوات و برعتي بتمثيل إذا لما تبقين على حياة ماري كل هذه سنوات كما تعلمين هي رفضت تعاون معنا رغم تهديدنا لها؟ أو علي أن أناديك أختي عزيزة جيني أتحبين تمثيل مكان أختنا لهذا الحد؟

ابتسمت ماري أو لنقل جيني بينما لمعت ابتسامتها لتنظر نحو لاجس لتتحدث قائلة: هه هي من رفضت التعاون مع أنني وعدتها بحفظ سلامة ابنها لكنها كانت عنيده لم توافق على أذية أي من طِفْلَي باران هه تلك حمقاء أحبت طِفلَيْ امرأة أخرى مه حجة واهيه انها تعتبرهما كطفليها ههه يالها من سخرية.

حملت كأس شاي لترتشف منه قليلا ثم أتبعت كلامها بضحكة خفيفة: أبقيت على حياتها لأني أريد من ماري أن تنال ما تستحقه أخيرا و لأنها قد اتخذت قرارات سخيفه و لأني لا أزال أريد انتقام منها فقد نالت كثير من الإهتمام فالماضي و الآن دورها لتعاني كما أنني أشعر بالملل أحيانا لذا أستمتع برؤيتها كلما قلت لها أني قتلت إبنها الصغير ذاك عليك قدوم لرؤية نظرتها تلك ههه تصبح مجنونة يا لها من غبيه.

تنهدت جيني بينما نفخت خصلات من شعرها سقطت على وجهها لتنظر نحو لاجس التي كانت مستمتعة و هي تلاعب نفسها على لوحة الشطرنج لتتحدث جيني بجديه فجأة لفتت انتباهها: إذا لاجس كيف حال عملك مع إبني؟

إبتسمت لاجس بينما رفعت اصبعها لتعدل نظارتها التي سقطت قليلا لتتحدث بطريقة غريبة لكن بنبرة دلت على سعادة: يا لك من أمٍ حنون حقا بنسبه له فلقد انتهى الأمر بضع دقائق و ينتهي لكن بنسبه لي فـصغيري أنا يحرز تقدما مذهلا و دائما وفق توقعاتي أنا التي تعجبني طبعا لكن لا تشغلي بالك سنبدأ من الغد.. علي اسراع قليلا فهناك بعض متطفلين قد يتطفلون اكثر من لازم لذا اعذريني سأذهب الان و لنا لقاء آخر.

•••

"كم هذا.. ماذا كانت تلك كلمة؟ آه غريب غريب للغاية لم أتوقع أن أرى ردة فعل كهذه منك أو أنك تعمدت تصرف هكذا؟ تماديت قليلا باشعال نار بمبنى مهجور من اساسا" ضحكة طفيفة مرت من بين شفتيه بينما أسند ظهره على جذع شجرة لينظر للجالس اسفلها و يبتسم: "أنت لم تهاجمني او تفعل اي ردة فعل لذا افترض انك تتذكرني كاكاروتو هههههه و من سينسى شاب وسيما مثلي و ممثلا بارعا ايضا"

رفع كاكاروتو نظره للجانب لينظر نحو دانييل الذي ظل يثرثر للفراغ مادحا نفسه ليقاطع جوه هذا قائلا: "أنت لا تظهر إلا عندما يكون لديك شيء مهم لقوله أو معلومة جيدة لذا أخبرني و اذهب من هنا ليس لدي مزاج لتعامل مع سخافاتك!"

هزَّ دانييل كتفيه بلا مبالاة بينما أخذ يتهم جميع بالغيرة منه لهذا يعتبرون أعماله مذهلة سخيفة لكنه سرعان ما غير موضوع كلامه موجها إياه لـ كاكاروتو قائلا: "إسمع أعلم أن ما سأقوله ستنكره أو لنقل لن تصدقني لكن بكل الأحوال علي إخبارك بما لن يجرؤ ياكومو على إخبارك به.. هو نوعا ما سخيف جدا بأن يراعي مشاعر شخص يود قتله و يتمنى له موت هههه هذا مضحك "

أمال جسده للأمام بينما ابتعد بضع خطوات عن كاكاروتو ليكمل كلامه بينما كان يلعب بخصلات شعره: " أظنك تذكر ذلك يوم أعني عندما كنت على وشك اتمام الحادية عشرة و بلوغ سنة التي تليها.. لا أظنك ستنساها فأنت كنت أساسَ المأساة التي حدثت.. لعلمك لست هنا لتذكيرك بهذا فقط أضع نقاط على بعض أمور.. كاكاروتو سأقولها لمرة واحدة لذا استمع لي جيدا سواء صدقت أو لا لن أعيد كلامي مجددا "

تنهد دانييل بهدوء ربما شيء من تردد لمس نفسه أهو متردد بشأن إخباره؟ لكن لا مجال لتراجع فقد عقد عزم على هذه خطوة بتأكيد: "اسمع كاكاروتو.. أولا ياكومو لم يقتل يوران في حقيقة كان أنت فقدت سيطرة و فقط الامور بدت من منظورك أنه من فعل هذا لكن هو لم يبرر لك أي شيء فقط مراعاة لمشاعرك و حالتك تلك يعرف مدى تعلقك بـ يوران كثيرا... و ثانيا ما لم يستطع يوران إخبارك به أيضا بسبب خوفه هو آخر أنه هو والدك كاكاروتو والدك أنت وحدك لذا.. ثالثا ما لم تدركه بعد غوكو ليس أخاك ليس توأمك ليس بينكما أي صلة بالدم حتى سبب تشابهكما أن كلاكما تعرض لنفس تجارب و هو رضيع لكن غوكو لم يتعرض لها بشكل مباشر أو مؤذي فقد كنت أنت وسيط لذلك... من صعب شرح ذلك فهي قد كانت عملية معقدة لكن لو دققت بالأمر مع وقت ملامح غوكو تتغير كلون شعر مثلا هذا نتيجة لانتهاء تأثيرك عليه الآن جيناته و جسده تعود لحالتها الأصلية فقد تطهر جسده تقريبا من شوائب عكسك أنت الأمر قد لا يختفي و لو بعد سنوات حتى... هذا كل ما لدي لأخبرك به كاكاروتو عليك تفكير به جيدا و إن كنت تصدق ما أقوله حاول أن تضبط نفسك أراك لاحقا تعرف أين تجدني إن احتجتني"

أخذ نفسا عميقا بينما أسرع في خطاه مبتعدا هل هو خائف؟ بطبع هو كذلك مهما كان قدر هدوئه فهو لن يساعده على تحمل ردات فعل كاكاروتو من يدري أي تصرفات سيبدي بعد معرفة كل هذا دفعة واحدة! بدأ بحث خطاه لتجري مبتعدة أكثر: "آااه تبا سيقتلني ياكومو إن عرف ما قلته الآن له! "

بينما كان دانييل يجري بعيدا تنفس كاكاروتو بعمق بينما رفع رأسه لينظر نحو سماء باحثا عن لون قزحية عينيه فيها: "أظن هذا يفسر الكثير... لكن أكان عليه إخباري بهذا يبدو أنني لن ألتمس سلام مجددا.. لكنني متعب متعب للغاية فقط سأنام كآخر مرة أحس بالهدوء"

•••

فــي صبــاح اليــوم التالــي.. استيقظ كعادته ككل صباح كان على وشك أن ينهض كعادته من سريره لكنه توقف مع شعوره بوخز في جسده قليلا ليتساءل عن سبب هذا الألم الذي أصاب جسده فجأة لتبدأ ذاكرته تتنشط سريعا متذكرة ما حدث قبلا؟... جثث و نار و صوت طلق ناري.. و أخي؟

"أخــي" همس بتلك كلمة مع نفسه بينما استجمع قواه ليتمكن من جلوس على سرير على أقل بينما بقي هادئا و هو يتذكر ما حدث بينه و بين كاكاروتو ربما الأمر كان حلما؟ لكن إصابات على جسده تنفي كون ذلك حلما و لو قليلا لكن ماذا حدث؟ لا يتذكر شيئا بعد أن فقد وعيه ترى ماذا حدث بعدها؟ و من ذلك الشخص الذي ظهر فجأة؟

توقف غوكو عن تفكير لبرهة بينما لمح النافذة أمامه بتحديد ما ركز عليه هو إنعكاسه على زجاج النافذة وضع يده على رأسه بينما أحس بشعره يتخلل بين أصابعه ليتساءل قليلا بينما لا يزال ينظر لإنعكاسه بتمعن: "منذ متى كان لون نصف شعري أسودا؟ لا أظن أني قد صبغته مؤخرا؟"

اكمل تساؤلاته بينما يعبش بخصلات شعره شقراء التي لامسها شيء من سواد "ربما حلم؟" فكر في نفسه لكنه سرعان ما جذبه صوت باب يفتح لينظر نحو من دلف لداخل الذي سرعان ما رأى غوكو مستقظا ابتسم له: "صباح خير غوكو إذا كيف تشعر؟ من مطمئن أن إصاباتك ليست خطيرة حتى رصاصات لم تصب أي مكان حساس"

ابتسم ياكومو بينما سحب كرسيا ليجلس قرب غوكو بينما انتظر ردا من غوكو الذي سرح في وجهه لفترة قائلا: "ياكومو أنت حي؟!"

تنهد بينما نظر لسقف إلى متى عليه سماع هذا كل مرة؟ نظر ناحية غوكو قائلا: "لا غوكو أنا لست ياكومو تعرف ذلك كان أبي الذي مات فالحادث قبل سنوات فقط الجميع ينادونني هكذا لاني اشبه ابي كثيرا حتى أمي لهذا اعتدت و اعتاد جميع.. هذا أنا يوتا ألا تتذكرني؟"

نظراته كانت ترقب غوكو و تنتظر منه جواب كلما سمعه يردد اسم -يوتا- محاولا تذكره لكنه صدم بـما فعله غوكو إذا به أمسكه من شعره بقوة و شده: "أهذا أنت مجددا! جيد أقسمت أن أشدك من شعرك و أرميك من فوق سطح عمارة!"

: "آااه تتت غوكو اترك شعري هذا مؤلم! أقسم لك أنا آسف كنت طفلا طائشا و غاضبا ظننتك حقا سبب موت أبي خطؤك لم أكن أعلم أن تنمر و أذيتك كان سيئا أنا آسف سأعتذر من ما كاكاروتو أيضا!" تأوه ياكومو بينما وضع يديه على رأسه و في محاولة صعبة منه لإقناع غوكو لترك شعرك: "دعني أريد إخبارك شيئا عن كاكاروتو.... هاه بهذه سرعة؟" نظر باستغراب بينما كان يحاول فهم سرعة استجابة عند غوكو بمجرد نطق اسم أخيه ليتنهد براحة قصيرة مع شعورة بنظرات غوكو تحرقه ليتكلم: "حسنا حسنا سأخبرك لكن أولا علي إخبارك بقصة طويلة حدثت قبل ولادتك أنت و كاكاروتو ببضع سنوات بسبب أن أمور مترابطة ثم لا أريدك أن تسأل كثيرا من أسئلة و تقاطعني"

اعتدل في جلسته بينما لاحظ تركيز غوكو لسماع هذه قصة التي سيكون هو راوي فيها ليبدأ بسردها كما عرفها و عاشرها بكل تفصيل عرفه:

••قـبل عـدة ســنوات••

كل شيء بدأ مع طفلة التي رمتها أمها مع أختها فالنهر كانت معجزة أن هذه طفلة قد نجت و لم تغرق فالنهر مع ذلك هل غرق كان أهون عليها مما ستقاسيه لاحقا؟ الان بعد أن نجت من موتا غرقا الآن هي وحدها فالغابة خائفة لا تدري ماذا تفعل؟ السير حافية قدمين بلا طريق محدد و هي ترتجف من برد و الليل على وشك أن يحل قريبا و أبسط صوت كان يجزع قلبها صغير كثيرا كل ما كانت تفكر به أنه عندما تصل لنهاية طريق ستجد منزلها و سيكون كل شيء بخير.

عند مدخل غابة توقفت لتستريح قليلا فقد تعبت من سير وحدها طويلا لتتوقف و تنظر حولها لتبتسم بسعادة ما إن لمحت طفلا بمثل عمرها كان يلعب بالكرة أمام منزل ريفي عتيق لتهرع عنده ما إن وصلت عنده كان أول شيء طلبته منه هو شرب ماء فهي ضمئانة جدا الطفل نظر لها باستغراب لكنه سرعان ما أشفق على حالها لذا جرى مسرعا ليحظر لها كأس ماء ما كاد يقدمه لها حتى خطفته منه و شربته دفعة واحدة.

مع استغرابه شديد منها و كيف ظهرت فجأة له إلا أنه وجد نفسه يعطفه عليها رحمة منه على حالها فقدم لها ما قدر عليه بعض خبز و تفاحة بدت فتاة قد شبعت لتبتسم له بينما اخبرته باسمها الذي كان "يورين" نظرت له على الأمل أن يخبرها باسمه ايضا لكنها عبست عندما رد عليها بأن اسمه "ولد" بطبع هي تعرف انه ولد ليست حمقاء لكي لا تعرف انه ولد!

ما إن لاحظ انزعاجها حتى بادر بتفسير لها سبب اسمه هكذا هو انه ليس لديه اسم لأن جده كان يناديه هكذا لان أمه كانت أحق بتسميته منه و كأي أبٍ حنون كبر بالعمر لا يزال مترقبا عودة ابنته غالية اليه حتى آخر أيام عمره.. ضحكت يورين قليلا بينما تحدثت ببراءة و هي تقول انها من ستعطيه اسما جميلا مثل اسمها و الذي كان حرفيا اسما اشتقته من اسمها من يومها صارت تنادي ولد غريب الذي قابلته اليوم بـ "يوران".

بنسبة لطفلين كان من صعب عيش وحدهما لكن كلاهما كان لديه افكار مختلفة و لنقل ماكرة مثل تسلل للمدرسة للحصول على وجبة مجانية و حتى حضور دروس لتعلم قليلا، او اعادة ما يسقط من ناس لهم دون اخذ شيء بغية حصول على مكافئة كل هذا كان لا مشكلة به لانهما مجرد طفلان بريئان لكن مع تقدم بالعمر أصبح أصعب لم يمضي وقت حتى أمسك بهما و مع عدم وجود وصي عليهما تم ارسال كلاهما لدار الأيتام لكن لم تكن هناك أي مشكلة لهما لديها سرير و منزل دافئ و وجبات ثلاثة تقدم لهم كل يوم و تعليم أيضا مع انه هناك بعض الأعمال شاقة و صرامة مسؤولين لكن كل شيء كان كنعيم لهما حياة لا بأس بها.

يوران و يورين كلاهما لم يفارقا بعض منذ طفولتهما كلاهما يعرف و يفهم آخر جيدا حتى بعد أن كبرا و وجب عليهما مغادرة الميتم إلا أنهما ظلا معا لتجربة هذه حياة جديدة معا مع أن بداية صعبة لكن المال الذي حصلا عليه من دار الأيتام مكنهما من استئجار شقة صغيرة تكفيهما و توصية من مسؤولين مكنت كلا منهما للحصول على وظيفة تناسبهما مع أن حياتهما استقرت لكن كلاهما كان لديه طموح لدراسة فالجامعة.

يورين كان لديها شغف بدراسة الموسيقى و الألحان و تعلم كيفية عزف نغمات جميلة، من جهة يوران لطاما كان لديه شغف بالرسم و الفن المعبر كثيرا لذا كلاهما اجتهد ليدرس لوحده على أمل أن يتم قبولهما و أن يجتازا إختبار هذا العام.

لكن ليس كل حلم جميل نهايته جميلة يورين لم تنجح فالاختبار لأن درجة اختبارها كان أقل من بقية لذا لم يكن لديها أي مقعد هناك بنسبة ليوران كان على حافة فشل أيضا لكن لحسن حظه أن متقدمين لمجاله كانوا قليلين لذا تم قبوله كان سعيدا لكن لم يستطع أن يفرح و يورين مستاءة لذا لم يجد سوى حلا واحدا أن يوفق بين دراسته و عمله و دعمه لـ يورين في دراستها دعمه لها كان كفيلا بجعلها سعيدة للغاية و فرحة لتحاول أكثر فأكثر حسنا من صعب وصف فرحة كلاهما عندما تم قبولها الآن كلاهما معا يدرسان بنفس جامعة معا ليبدأ حياة جديدة مع مراهقين من سنهما و تكوين صداقات و حضور كثير من حفلات فهذان اثنان محبوبان من قبل جميع.

ربما كلمة الجميع كانت مبالغة فيها كانت هناك عيون تنظر نحو يورين بحقد شديد و لم يخفا على أحد ذلك من معاملته لـ يورين لكن لم يستطع أحد فعل شيء فهي ابنة لأقوى عائلات فالمنطقة و فوق هي الداعمة الأولى لهذه جامعة لذا الجميع لم يملك سوى ترك ابنة "عائلة مورتيازو لاجس" تفعل ما تريده كلها بضع سنوات و ستغادر هذه جامعة لكن كان من غريب أن فتاة مثل لاجس قد تكره يورين؟ هي تملك مال و سلطة و كل ما تريده و لا تقل جمالا عن يورين إذا لما هذا حقد؟

لم يعرف أحد سبب لكن مع حياة لاجس فاحشة ثراء و رفاهية لم تكن حياتها مثالية جدا لكن ذلك كان مجرد قوقعة تخفي مدى شناعة هذه عائلة من أعمال غير قانونية التي تنوعت و اختلفت في مختلف مجالات لاجس لم تكن أقل منهم فقد تربت بينهم و كانت نابغة و شغفها بالتحقيق مستحيل و الحصول على ما تريد قادها كأي فرد من عائلتها لتحلم بسلطة على مستوى أكبر مهما كانت وسيلة فهو سبل وصولها لحلمها.

في نهاية العام الدراسي لهذه جامعة و مع بداية العطل و الراحة كان هناك حدث مميز الذي توقعه جميع "زواج كل من يورين و يوران" حسنا لم يشك أحد في هذا، الاثنان دائما معا يدعمان بعض و يعيشان معا و يحبان بعض لم يعترض أحد حتى و إن كانا صغيرين بسن فكلاهما يستطيع تحمل هذه حياة فلن تشكل فرقا لطالما كانا معا طوال هذه الحياة الجميلة حصلا عليها بعد عناء طويل و هذه فرحة استمرت حولهما.

حتى جاء لكلاهما حلم نابع من رغبتهما في تكوين عائلة معا و كانت هذه هدية من إله لصبرهما بأنهما قريبا سيكون أحدهما أباً و آخرى أماً لتمر هذه أيام جميلة و إن كانت متوترة خصوصا لـ يورين التي هي حامل لأول مرة في أسبوعها الثالث تقريبا تجربة جديدة لكلاهما و شاقة و صعبة لكن كلاهما تعاهد أن يمنحا هذا طفل أجمل حياة يستحقها هذه هي أمنيتهما التي يبتغيانها معا.

لكن ليست كل أماني تنير كما نريدها بل قد تتحقق لنا بشكل عكسي تماما في تلك الليلة من فصل الشتاء حيث برد يعصف بالارجاء كانت يورين تنتظر عودة زوجها من مناوبة عمله لليلة لكنه لم يعد و فوق قلقها و خوفها عليه إذا بها تجد غرباء قد دخلوا منزلها.

في تلك الليلة الأخير يورين استيقظت لتجد نفسها فالمشفى تقريبا و حولها الأطباء ربما لكنها فوجئت برؤية شخص مميز بشعره المائل للون أخضر مزرق عرفتها بسهولة كان "لاجس" ربما شعرت بالاطمئنان كون شخص تعرفه قريب منها لكن ما لم تدركه مباشرة انها الآن داخل أحد مختبرات السرية لعائلة "مورتيازو" حيث وقعت في عرين أكثر قتامة من عرين الأسد.













يتبع..

•••
أعتذر عن انقطاع لفترة طويلة طويلة جدا لكن مشاغل حياة و وقت فراغ نادر و قصير لكن باذن الله أتمكن من كتابة فصل آخر 💙


و سؤالي هل أحدكم قد لامس أطراف خيوط الحل فاللغز كاد بابه يسقط؟



نلتقي من فصل قادم باذن الله ☘️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top