•●||Part: 65||●•

الحياة أبواب متعددة للغاية ما تكاد تفتح باباً واحداً إلا و تظهر لك أبواب أخرى و وراء كلِّ بابٍ شيءٌ مختلف عن آخر منعطفات عديدةٌ تقود لمنحنيات لا تنتهي إلا عندما تغلق هذه الأبواب أمامك بقوة و النور حولك يتراجع و ينحسر بعيدا عنك لتأسرك ظلمة بصحبة آخر أنفاسك عندها تعرف أن وقتك سيتوقف في هذه اللحظة تدرك أن خطَّ حياتك قد قُطعَ منهياً آخرَ صوتِ نبضةٍ لقلبك.

حيث حلقت طيور نوارس بكل حرية باسطةً أجنحتها تعانق عنان السماء بصحبةِ النسيم العليل للبحر الذي تلامسه أمواجه بكل رقةٍ و هدوءٍ الرمال الذهبية لذلك الشاطئ تتلاعب مع حبات ذهب تلك بكل وداعة و لطافة خالقة مشهداً يرخي النفوس لراحة متداخلة بتلك الزرقة العذبة التي تأسر فناناً شغوفا بفرشاته و ألوانه منعزلا عن عالم و لم يكن يسمع صوى موسقى من سينفونية المحيط اللا متناهي ممتدا للآفاق واسعة.

على ذلك الشاطئ اجتمع حشد كبير من ناس يتدافعون فيما بينهم لرؤية ماذا يحدث هناك لكن ما يمنعهم من الاقتراب أكثر هو ذلك شريط الأصفر التي كتبت عليه عبارات تحذير بخط كبير أسود اللون لكن ما منعهم أكثر هُمْ ضباط الشرطة الذين يقفون قريباً من الشريط الأصفر ذاك بينما في وسط إجتمع ثلاثة من رجال شرطة الأعلى رتبة من الآخرين.

تنهد الأول بينما ينظر لشريكيه في تحقيق ليتحدث بكل طبيعية فهو معتاد على رؤية مشاهد كهذه يوميا فهذه طبيعة عمله: لقد فارق الحياة و على أغلب أنَّ سبب هو نزيفٌ شديد بسبب الجرح في صدره لكن لا أستطيع الجزم تماما لذا لندعهم ينقلون جثة للمركز الجنائي و لندع طبيب التشريح يعاين الجثة لتحقق من زمن الوفاة و السبب.

وقف مبعدا يديه اللتان ترتديان قفازات بيضاء عن تلك جثة ليلتفت نحو زميله الثاني الذي بادر بتحدث بفضول: لكن ألن يصعب تحديد زمن وفاة الجثة جرفتها مياة لهنا و برودة مياه ستشتت قدرتنا على معرفة زمن كما أننا لا تعلم كم بقية جثة قبل أن تجرف لهنا؟

صمت ليفكر قليلا بينما عيناه ترتكزان أكثر على جثة يعاينها ببصره الثاقب باحثا عما يشبع فضوله الآن لكن نظره توجه لشريكه الثالث الذي أردف قائلا: نزيف شديد لا أظنه سبب موت ضحية وحده إن دققت في منطقة صدر سترى أنَّ عظام صدره مكسورة و رجله اليمنا كذلك و يده اليمنى كذلك لذا هناك أكثر من سبب لوافة الضحية لكن أولا!

استقام بوقفته بعد ما كان جالسا قريبا من جثة يعاينها لينظر لزميليه في تحقيق قائلا: ليتمَّ نقل جثة أولاً لتشريح و ابحثوا في بيانات الشخص المتوفى لمعرفة جثة من هذا و سنستكمل بقية تحقيق في مركز شرطة!

•••

الآخر فتح فَاههُ لقول شيء لكن كلمات لم تخرج لحظة التي ضربه كاكاروتو بقدمه على كلتا قدميه ليستقطه أرضاً على صدره و يقفز عليه مثبتاً يديه خلف ظهره يمسكهما بيد واحد بينما اليد الأخرى امتدت لداخل قميصه تخرج مسدساً لتتسع ابتسامة كاكاروتو أكثر و يتحدث بصوت بارد خافت خال من احساس عكس ابتسامته تلك المتناقضة لنظراته الذابلة تلك قائلا: لا تعرف كم تمنيت لحظة التي أراك تعود من الموت مع أني كرهت هذا لكن يال حظي جميل أكنت حلما أو لا سأستمتع بأخذ ثأري منك يا ياكومو! أسمعني صوت صراخك العَذبَ!!

ثوان بسيطة حتى استوعب آخر ما يحصل هنا من حوله فتلك سقطة مؤلمة أخرجته من وعيه لفترة اتسعت عيناه بدهشة و ضحكات الآخر هستيرية تزيد من دهشته تلك ضحكاته تلك كانت عكس نظراته تلك باردة محاولاته لرفع جسده كانت فاشلة و لا حتى تحرير يديه من قبضة كاكاروتو المحكمة عليه كان صعبا عليه التحرر أو فرار لثوان كان أَيقنَ لا أمل له للخلاص من هذا حتى تذكر شيئا فجأة ذاكرة قصيرة مرت على ذهنه ليتدارك الأمر و يحرك قدمه لتضرب طرف طاولة خشبية صغيرة قريبة منه.

اهتزاز الطاولة جعل شيئا يتهاوى منها و يسقط على الأرض بقوة صوت سقوط و ضربة لفتت إنتباه كاكاروتو لينظر لجانبه بطرف عينيه و تجول نظراته عن سبب هذا صوت حتى وقعت عيناه على ذلك الشيء الساقط على أرضية الغرفة.

هي ثانية حتى قفز مبتعدا عن ياكومو و يلتصق بجدار الغرف بينما عيناه اتسعتا بصدمة و أنفاسه اضطربت بسرعة شديدة و جسده أخذ يرتعش قليلا و عيناه لم تبتعد شبراً واحداً عن ذلك الشيء على الأرض مطلقاً.

من جهة الأخرى رفع ياكومو جسده عن الأرض و يقف مستقيماً لينظر نحو كاكاروتو لفترة ثم انحنى ليمسك ذلك الشيء و يمرر أصابعه على ذلك صندوق العتيق الذي مال لونه البني لذهبي قليلا و تلك زخرفة على غطائه تزيده جمالا مع ذلك قلب المحفور في منتصفه و ذلك المقبض فضي اللون البارز من نهاية أحد أطراف الصندوق تنهد ياكومو قائلا بينما نظراته ارتكزت على كاكاروتو مجددا: من حسن حظي أنك لم تتخطى خوفك هذا للآن اسمع كاكاروتو لم آتي لإيذائك أريد تحدث معك أريد توضيع بعض الأمور لك!

إلا أن آخر لم يهتم لما قاله بتاتا عيناه لم تبتعد عن ذلك الصندوق في يديه مطلقا بينما يداه تحركتا لتغطيا أذنيه ليصرخ قائلا: لا توقف! لا تفتحه! لا تفعل!

إرتجاف جسده يزداد مع صوت أنفاسه يرتفع و تلك الذكريات التي تَمُرُّ بسرعة عليه مما زاد عدم استقرار نفسه أكثر فأكثر لكن فجأة هدأ سَكُنت حركته تماما لينظر نحو ذلك الصندوق الذي رفع غطاؤه قليلا لينساب منه لحنٌ جميل هادئ و رقيق النغمات تترقاص فيما بينها لتشكل هذه سينفونية العذبة جدا و مع كل نغمة تنساب لمسامعه كان وعيه يطمس في الظلام ينعزل عن واقع محيط به ليجد الذكريات تتزاحم و تتدافع داخل عقله بسرعة و قوة رفع ناظره لمن أمامه لينظر له و عيناه تعكس خوفا شديدا و رجاءاً ليفتح شفتاه التي لم تنطق ببنت شفة و لم تنبس بأي حرف أو كلمة حتى خرجت بضع كلمات تنتشل بصعوبة من داخل جوفه و تخرج للعَلَنِ وسط أنفاسه متسارعة هذه قائلا: أرجوك أوقفه.. لا أريد سماعه!

دموع ظهرت في هواف عينيه تداعب أهدابه برقه بينما رفع يده لتغطي عينيه غير راغبٍ برؤية ذلك الصندوق الموسقي و لحنه الجميل ذاك ارتخى جسده قليلا بينما أدرك أن مقطوعة انتهت و سكن مكان لا يسمعه فيه صوت غير أنفاسه و دقات قلبه ليتنفس بعمق محاولا تهدئة نفسه.

تنهد الآخر بقلة حيلة بينما أعلق صندوق و وضعه على طاولة ليعيد نظره نحو كاكاروتو و يضم يديه لصدره و يتحدث قائلا بهدوء: اسمع كاكاروتو لم آتي لأذيتك أو لأي شيء مما تظنه أريد تحدث لك لا غير و بعدها يمكنك مغادرة.. عموما أنت ملزم بسماعي فلا مخرج لك من هنا لا نافذة و باب وحيد هنا هو خلفي لذا عليك اجتيازي لتخرج أو استمع لي و بعدها يمكنك خروج ماذا تختار؟

أبعد كاكاروتو يده عن عينيه و احتدت نظراته كلما رأى ارتكزت نظراته على ياكومو كلما ازدادت حدتها و يلمع غضب في عينيه بشده ليتكلم ببرود ممزوج بسخرية قائلا: لا أحتاج لمخرجك سخيف ذاك! إن أردت سأخرج بطريقتي!

نظر له ياكومو بإستغراب فماذا عساه يقصد؟ كيف سيخرج من غرفة كهذه؟ أينوي قتاله أم ماذا؟ أو قتله مباشرة ليخرج و يشفي غليله منه بسرعة؟!

أفكاره هذه بُتِرَتْ وسط صدمته مما يراه لو لم يكن صاحياً لكان كذب ما يحدث و قال أنه يحلم رؤيته لـ كاكاروتو يستدير ليواجه الجدار و يرفع قبضته ليضرب جدار بها بقوة على اثرها اهتزت هذه عمارة كلها ما هي إلا ثوان معدودة حتى إنفجر جدار و تشقق لأشلاء ناشرا غبارا كثيفا معمياً في كل أرجاء الغرفة.

وضع ياكومو يديه أمام وجه يحميها من حطام متطاير بمجرد شعوره بأجواء تهدأ أبعد يديه عن وجهه لينظر تحديد نحوه كاكاروتو الذي يقف على حافة تلك الفجوة التي صنعها في الجدار ليشهق بصدمة مما يراه و يصرخ قائلا: توقف! أجننت المكان مرتفع جدا! أتريد موت؟!

التفت نحوه نصف استداره بينما ابتسامة صغيرة تقشعر لها الأبدان ليتحدث بنبرة هادئة متزنة: موت؟ هههه ما مخيف فيه؟ لست أخاف من شيء أنا من يتسبب به و قريبا سأكون حاصد الأرواح الذي سيأخذ روحك لعينة هذه! استمتع بوقت قليل سأعود إليك قريبا!

أنهى كلماته بضحكة ساخرة بينما حرك قدمه للأمام لتخطو فوق اللا شيء و يسقط من ارتفاع شاهق لهذه العمارة و يظهر مشهد كما لو أنها محاولة أحدهم للإنتحار هاربا من هموم هذه الدنيا لعله يرتاح منها للأبد لمدة.

عبس كاكاروتو و هو يرى الأرض تصبح أقرب له ليتحدث بسخرية مع نفسه مفكرا في هذا مشهد الذي عبر عقله: "ههه لا مشكلة عندي بالإنتحار لكن للأسف لن أرحل إلا.."

سرح قليلا يفكر في تتمة أفكاره هذه ليعلوا صوت ضحكاته هستيرية في أرجاء بينما أصبح ما يفصله عن أرض سوى بضع خطوات خطوات ليفرد يده اليمنى لتمسك بعامد الإنارة على أطراف الرصيف بمجرد أن تمسك به جعل جسده يدور حول عامود الإنارة حتى لامست قدماه الأرض بكل سلاسلة و هدوء.

استقام بقوفته و نظره توجه نحو السماء التي بان عليها شيء من الحمرة بينما تشرق عليها الشمس ليتوقف عن ضحك و يبتسم بخفه قائلا: لن أموت الآن إلا و سحبت العالم أجمع معي للجحيم!

تنهد و أغلق عينيه بهدوء و ضمَّ يديه لصدره و ظهر عبوس طفولي على وجهه بينما يتذمر قليلا بين كلمات حديثه: لقد أتأخرتم ثلاث دقائق ما هذا أربعة من أفضل أتباعي و لا يستطيعون إيجاد زعيمهم هذا اذا تجاهلنا أنه تمَّ اختطافه منذ ساعات أنتم معاقبون هذا سيكلفكم راتب ثلاثة أشهر!

تنهد من كان يقف خلفه ليرفع يده و يعبث بخصلات شعره الفضيه بينما ضحك قليلا ليتحدث سايرن قائلا: نعتذر عن تأخر لكن الأحمق ليوناردو منعنا من دخول لم يسمح لنا بدخول لانه أراد ألا نقاطع لحظة درامية كما قال و ظَلَّ يسترق سَمع من خلف باب!

نظر سايرن بحافة عينيه لمن كانوا واقفين خلفه لكن سرعان ما تحولت بتعجب و إستغراب رمش بعينيه مرتين و يتحدث متسائلا: أين ذهب ذلك الأحمق قبل قليل كان هنا؟

سرعان ما ارتسمت على شفتيه ابتسامة غاضبة صغيرة و شدَّ بقبضته بقوة بينما نحو ليوناردو الذي كان يقفم أمام كاكاروتو مباشرة يمسك بيده يتفحصها و ينظر لها بتعمن ليتحدث بإنبهار و ذهول واضح على محياه متحدثاً: كم هذا مذهل مذهل جدا! و لا حتى ختش واحد عليها! لو لم أكن أعرفك حقا لظننتك آلياً أو حتى أن يديك هذه صناعية و حديدية! هذا رائع مدى تطورك مذهل حقا لا عجب أنك سلاح حي بذاته!

إبتسامته كانت تتسع و حماسه يزداد كلما إكتشفت شيئا جديدا يذهله لكن كل هذا قوطع بلكمة قويه أصابته أسقطته أرضا ليتأوه بألم بينما رفع يده لتمسح الدم الذي سال من أنفه جراء تلك لينظر بطفوليه لمن ضربه: ما بالك سايرن لما ضربتني؟ ماذا فعلت لك؟ لقد جرحت خاطري بهذه ضربه منك!

وقف سايرن أمامه بينما يفرقع أصابع يديه و يشد على قبضته قائلا: لا تلمسه مجنون مثلك عليه بقاء بعيدا عنه أتفهم؟!

نظر له ليوناردو بحافة عينيه بينما تحدث بلا مبالاة و عفوية غير مهتم بما سيقوله: ما بالك غاضب علي هكذا؟ لم أكن أتحرش بأميرتك لتغضب علي لا داعي لتهديد لن أقترب حسنا؟

عضَّ سايرن على شفته بقوة يكتم غيضه بينما إحمَرَّ وجهه من شدةِ غضبه ليشمر عن ساعديه بينما يتقدم نحو الآخر صارخاً: سأقتلك! تعال لهنا! سأقطع لسانك هذا!

إنتفض ليناردو لينهض بسرعة و يجري مبتعداً بسرعة لكنه توقف و عاد أدراجه ليأخذ حقيبته ثم يكمل هروبه و سايرن يجري خلفه يتوعده بقتله بشدة.

بينما هذان الإثنان يلعبان مطاردة مع بعضهما بعض كان توأمان في خلف يتنهدان بيأس على حال توأمها الثالث ليتحدث ليون قائلا: علينا حقا إيجاد طبيب جديد لزعيم هذا مجنون غير موثوق به أبدا!

هزَّ ليو رأسه موافقاً على ما قاله شقيقه ليخرج دفتره صغير معتاد و يبدأ يكتب عليه بينما أردف قائلا: أجل في أسرع وقت ممكن دع هذا لي سأجد من هو مستقر عقليا أفضل من هذا أحمق لا أصدق أنه شقيقنا حتى!

تنهد الإثنان بينما كاكاروتو كان ينظر للإثنين اللذان يتشجاران كالأطفال لأخذ نفسا عميقاً بينما نظر للأعلى نحو تلك شقة التي كان بها قبل قليل ليتحدث موجها كلامه للإثنين آخران قربه متحدثا: لنعد للقصر الآن أنا متعب أريد أن أرتاح و أيضا ليون أريدك أن تصلح بعض أمور فقد تعطل مجددا.

أومأ ليون بينما تحرك ليسير برفقة زعيمه مع شقيقه ليو تاركين كلاً من سايرن و ليوناردو يكملون قتالهم سخيف في خلف كما يريدان.

•••

صوت ضحكات بريئة صدت من بين الإثنين اللذان كانا يسيران معا في طريقهما معا ليمسك ذلك الطفل صغير يد شقيقه الأكبر ليتحدث بسعادة عكستها عيناه زرقاء بلون السماء قائلا: هذه الحلوى لذيذة حقا شكرا لك أخي!

نظر له شقيقه الأكبر ليبادله الإبتسامة ليتحدث بصوت حنون بينما رفع يده الأخرى لتعبث بشعر أخيه الأصغر و يقول: لا داعي لشكر لكن لنسرع و نعد للبيت الآن تعلم أن أحدهم سيغضب لأننا ذهبنا و لم نأخذه بخفة لا تنس أن تبقي له من حلوى حسنا؟

ضحك بخفة عندما رأى عبوسا طفوليا على وجه أخيه الأصغر ليتحدث بتذمر قائلا: ليس ذنبي أنه مهووس كتب عندما يقرأ أحدها ينعزل عن عالم هذه حلوى لي لن أعطيه!

أخذ يتذمر بطفولية و ببراءة صادقة تشع على محياه بينما الآخر يستمع له دون قول شيء فهو يعرف أنه في نهاية سيقدم له كلَّ الحلوى هكذا هما دائما يقدمان لبعض ما يحبانه كثيرا فآخر في نظرهما أهم من أي شيء و كم يحب هذه الأخوة الحميمة بين الإثنين من أخويه.

نظر نحو طريقه حتى وصلا نحو جسر يربط بين هذه الجزيرة الصغيرة و جزيرة أخرى أكبر الجسر كان كبيرا تعبر منه سيارات من جهة و لناس لمن أحب السير جهة أخرى.

سلك هو أخيه طريق الجسر سيرا مستمتعين بمنظر البحر الممتد و شواطئ هذه جزيرة الصغيرة لكن لحظاتهما الهادئة هذه لم تدم إلا بشعودهما بالجسر المعلق هذا يهتز و صراخ الناس يرتفع شيئا فشيئا و سيارت تتزاحم و تصطدم ببعضها البعض.

جلس بسرعه على ركبتيه و ضمَّ أخاه الصغير لصدره الذي تشبث به بقوة من شدة خوفه بينما يده الأخرى تمسكت بسور الحديدي للجسر بينما يهمس بكلمات هادئة لأخيه يطمئنه أن كلَّ شيء سيكون بخير و أنها مجرد هزة بسيطة و ستنتهي بسرعة أو كان هذا ما يرجوه.

عيناه إتسعت بصدمة عنما رأى النيران تندلع في نهاية الجسر و صوت إفجارات قوية تحدث لتزيد من قوة تأرجح الجسر لتبدأ تلك الحبال التي تثبت الجسر بتمزق وحدةً واحدةً بينما البنية التحتية للجسر بدأت تنهار فوق بعضها و تشققات تكبر لتحدث فاجعة و ينهار جسر.

وسط صراخ و نيران و سحابة الدخان الكثيفة كان جزءٌ من جسر قد تدلى للأسفل يتأرجح قليلا ربما بقي له قليل قبل أن ينهار و يسقط في محيط في هذا الجزءِ المعلق كان لا يزال متمسكا بذلك سور الحديدي بيده التي قد أصيبت و نزفت دماً بشدة بينما يده الأخرى كانت تمسك بيد أخيه بقوة شَعْرَةٌ صغيرة هي ما تفصلهما عن سقوط للأسفل.

نظر نحو أخيه ليبتسم بألم عندما رآه لم يصب إلا بخدوش بسيطة و لم يتأذى أعاد نظره للأعلى ليجد طريقة ليخرج من هذا مأزق لكن كلما حاول سلق أو حركة كان هذا جزءُ المعلق ينزل للأسفل لذا لم يكن له فرصة سوى البقاء ساكناً رؤيته بدأت تصبح مشوشه و يشعر بإختناق من دخان كثيف لكن تمكن من تميبز بعض ناس الذين يقفون في أعلى على حافة قريبا منهما لكن مع ذلك لم يقدروا وصول للأخوين ببساطة لإنقاذهما فذلك الجزء المعلق على وتر حساس أي حركة خاطئة ستقتل الإثنين.

نظر نحو أخيه لفترة ثم لتعكس نظراته حزنا شديدة بينما ابتسامة حانية رسمت على شفتيه ليتحدث قائلا لأخيه صغير: أحبك أخي أحبك كثيرا! لا تحزن أو تبكي بعد هذا أرجوك!

أنهى جملته و تلك الابتسامة لم تفارقه مع أنَّ دموعه خانته لتتساقط على خدود أخيه الأصغر الذي لم يفهم شيئا مما يقوله شقيقه الأكبر لكنه شعر بجسده يتأرجح بسبب ذراع أخيه التي بدأت تتحرك بسرعة و قوة في تلك لحظات كان من صعب علي ادراك الأمر إلا بأخيه الأكبر يرميه بِكُلِّ قوته لأعلى ليمسكه أولئك الرجال الذين كانوا فوق.

ابتسامته اتسعت هو يرى أخاه صغير بأمان تلك ابتسامة لم تفارقه و عيناه بقيت مرتكزة على أخيه صغير الذي كانت تتساقط دموعه هو الآخر ليتحدث بصوت هَشٍ و مهزوز: قلت لك لا تبكي فأنا أحبك.

إبتسامته لم تزل و لم يهتم لذلك الجزء الذي بدأ يسقط ليسقط هو معه بينما جسده يهوي برفقة الحطام للأسفل لم يهتم حتى لإصابته البليغة تلك كان كل ما ينظر له هو شقيقه الأصغر ابتسم بسعادة بينما مدَّ يده نحوه كما لو كانت يده ستمسكه لآخر مرة شعر بالبرودة بينما جسده ينزل أسفل ماء و لم يعد يرى أخاه و رؤيته تطمس في سواد مع صوت صراخ صغير وصل له في لحظاته الأخيرة مناديا عليه: أخــــي!!

صراخه و صوته المبحوح كان يعلوا في مكان بينما دموعه تتساقط من عينيه بينما يحاول تحرر من ذلك الرجل الذي يحمله و يجري بعيدا به عن أخيه ليرتفع صوت صراخه و هو يرى الجسر ينهار أكثر فأكثر حيث سقط شقيقه: لا! أخــــي!! أخــــي!! أخــــي!! أخــــي!!

شهقة قوية فرت منه بينما رفع يده لأعلى عيناه نظرت ليده التي أنزلها لتغطي فمه بينما عبوس ظهر على وجهه ليفكر في نفسه: "ما هذا الذي رأيته الآن؟ أهو مجرد حلم؟ لما أحس أنه أكثر من ذلك؟"

يده قبضت بقوة فوق ملابسه حيث قلبه بينما يشعر بغصة في حلقه بصحبة شعوره بدموع تداعب عينيه لتنزل دمعة واحدة و تنسال من عينه على وجهه ليعضَّ على شفتيه بقوة بينما أفكاره تجول في عقله و تتصارع هناك بقوة لمن ستحتل السيطرة: "إذا كان مجرد حلم إذا لما قلبي يؤلمني هكذا؟ لما أريد بكاء؟ من يكون؟ أنا لا أعرفه وجهه لم يكن واضحا!"

رمش عدة مرات عندما أدرك أنه ليس في غرفته ليجول بنظره في أرجاء و يرفع جسده عن سرير و يجلس هناك يحدق بأرجاء هذه الغرفة البيضاء عبس بإستغراب بينما يرى الضمادات قد لُفت حول كتفه: ما هذا؟ لما أنا في مشفى؟!

نظر للباب الذي فتح ليدخل أحد ما يرتدي معطفا أبيضا لينظر نحو مريض على سرير ثم ينظر للملف الذي بيده قبل أن يحدث مع ابتسامة ودودة: إذا استيقظت حمداً لله على سلامتك سون غوكو من حسن حظك أن إصابتك لم تكن بليغة أما الآن سأجرى لك بعض فحوصات لأتأكد أنك بخير و لا يوجد شيء خطير.

تقدم نحو سرير ليبدأ عمله تحت نظرات غوكو المنصدمة مما يحدث لكن ما الذي حدث له؟!
هذا ما كان يسأل نفسه به من غير أن يجد إجابة في ذاكرته هذه.

•••

شيء من ضوء الشمس داعب وجهه بينما بعض نسمات التي دخلت من نافذة حركت خصلات شعره ليفتح عينيه بهدوء و ينظر لما حوله في أرجاء غرفة صغيرة عادية جميلة بسيطة التصميم.

دُهِشَ عندما نظر لنفسه ليجد صدره ملفوفاً بضمادات وسط دهشته هذه كانت لمحات من ذاكرته تَمُرُّ ليشهق بخوف لكن حركته تلك آلمته بشدة ليعود لستلقي على سرير و ينظر لسقف فوقه مفكرا في أين هو؟ و ماذا حدث له؟

نظر لجانبه ليرمش عدة مرات بتعجب فهو لم ينتبه على جالس قربه إلا الآن نظر إليه مطولا لكن الآخر كان مشغولا بالكتابة على أحد دفاتر بشغف كبير لم يرد مقاطعته من عمله هذا لكنه أراد أن يعرف أجوبته هذه ليتحدث قائلا: عفوا سيدي!

الآخر توقف عن كتابة و رفع قلم بعيدا عن دفتر و ينظر نحو نائم في السرير ليبتسم إبتسامة صغيرة متحدثا: أوه إذا استيقظت أخيرا صباح خير فيجيتا كيف تشعر؟

تفاجئ فيجيتا بصدمة فهو لا يعرف هذا الشخص فكيف له أن يعرف من هو أراد أن يسأله لكن الآخر قاطعه قائلا: إذا كنت تتساءل عن كيف أعرفك فقد وجدنا بطاقة هويتك داخل محفظتك و كان عليها اسمك هكذا عرفنا من تكون.

وقف ليعدل إتجاه الكرسي ليواجه فيجيتا و يجلس هو مقابلا له ليرفع إحدى قدميه على الأخرى ثم يتحدث بكل هدوء و رزانة قائلا: إذا كنت تتساءل أين أنت؟ أنت في منزلي وجدك كُلٌّ من إبنتي و مساعدي مصابا على شاطئ و أظن هي أمواج ما جرفتك لهنا لكن ما الذي حدث لك لا أعلم؟ إضافة أن طبيب قال من الافضل أن لا تتحرك كي لا يفتح جرحك فأنت مصابٌ بشدة و إذا كنت تتساءل من أكون اسمي غوغيتا أفهمت؟

هزَّ فيجيتا رأسه مجيبا على سؤاله الأخير نظر نحوه راغبا بـشكر من قدم له مساعدة و أنقذه و فوق هذا عالجه و آواه في بيته لكن لم يتحدث بسبب نظرات الآخر التي كانت تنظر نحوه و لم يفهم لما ينظر له هكذا حتى سمع كلماتٍ تزيد من جيرته: عيناك حقا تشبهان عيني والدتك.

حدق فيجيتا به بصدمة هل ذكر لتو والدته؟ أيعرفها؟ لكن كيف هو لم يكن يعرف من إلا بـبطاقة الهويته؟ إذا كيف عرف والدته؟!

لم يتردد و لم ينتظر ثانية ليفكر في كلماته ليرمي بسؤال بسرعة على آخر و في صوته عكست نبرةُ حزن و شوق لوالدته الراحلة عنه للعالم الآخر منذ سنوات سماع شيء عنها قد يروي شيئا من ضمئه لرؤيتها: أتعرف أمي؟!

نظر له غوغيتا مطولا قبل أن يقف و يسير نحو النافذة ليفتحها بهدوء تاركا نسيما عليلا يقتحم جوَّ الغرفة نظر نحو البحر البديع الممتد للأفق لعيد نظره نحو فيجيتا و يبتسم بخفة و يتحدث مع ضحكة صغيرةٍ قائلا:
و كيف لا أعرف زوجتي؟

•••

البارت إنتهى😈
كيف كان؟ أعرف غامض أكثر من لازم!

أعتقد نسبة 100% بعد ما قرؤوا في بداية ظنوا فيجيتا هو شخص ميت 😂

لكن جثة من كانت على شاطئ إلم تكن لـ فيجيتا؟
و هل لها علاقة بـ فيجيتا و ما يحدث له؟

و هل حقا غوغيتا زوج والدة فيجيتا؟
لكن كيف قد توفيت من عدة سنوات؟

لما كاكاروتو يحقد بشدة على ياكومو و يريد قتله؟
لما يخاف بشدة ذلك صندوق و موسيقاه؟(قسم بالله حاسة فيه خوف يجنن 😭💔)

رأيكم ليوناردو و تصرفاته مجنونة؟
(عن نفسي هذا انسان يعجبني مرة 😂)
إن شاء الله ما يستبدلواه أو يقتله سايرن.

و ما قصة الحلم الذي رآه غوكو؟
أهو حلم حقا أو حقيقة؟
و إن كان حقيقة من ذلك شخص من حلمه؟
و ما الذي حدث فعلا بعد إنهيار الجسر؟

و هذا كل شيء بارت تعبت عليه و لضيق وقت و دراسة إعذروني على تحديث بطيء لكن مع أقرب فرصة بحدث أكثر.

نلتقي في بارت قادم بإذن لله وداعا جميعا في حفظ لله و رعايته❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top