•●||Part: 64||●•
ذرات ذهبية تبرق كلمات سقطت عليها نفحات من مياه التي تتطاير كلما قفزت عليها تلك القدمان الصغيرتان و صوت ضحكات بريئة تملأ الأرجاء مع وجهها البريء اللطيف للغاية تشع باعثةً كمَّا من سعادة تلك الطفلة التي تستمتع بالقفز فوق مياه البحر الزرقاء و هي تجري فوق الرمال الذهبية لشاطئ صغير الممتد على طول تلك السماء التى انبسطت على الأرض.
توقفت تنظر للبحر الذي كان يحاول منافسة تلك الزرقة التى تبرق في عينيها و شعرها فحمي اللون حريريٌ طويلاٌ تجاوز كتفيها تتراقص خصلاته مع نسمات البحر لتبتسم بسعادة لتنظر للأسفل حيث رأت قرب قدميها أرنبها الصغير أبيض اللون مثل ثلج يقف قرب قدمها يقفز قربها لتجلس على ركبتيها و تمسح على رأسه برقة لكنها نظرت له بإستغراب و هي تراه يقفز بلا توقف لتنظر له بتعجب و تتحدث قائلة: روبي ماذا بك؟ إن كنت جائعا لن أطعمك أصبحت أرنبا سمينا!
نظرت له مجددا و هو لا يتوقف عن قفز إلى رأته يبتعد عنها ليتقف و تجرى خلفه و تعبس بخف: هذا سمين سريع في جري عكس وزنه يا له من معجزة علي بيعه لسرك سيصبح مشهورا!
توقفت تنظر لأين أوصلها أرنبها روبي لتنظر و تشهق بعد ما رأته لتقترب بحرص و تمسك أرنبها و تضمه لصدرها قائلة بصوت مرتجف: يا الهي روبي أقتلته؟ لما؟! لم أربك هكذا كيف تفعل هذا؟! لا أصدق صغيري أصبح قاتلا!
لترفع أرنبها لتنظر له في عينيه و تتحدث بجدية: لكن لا تقلق لن أتخلى عنك سنهرب معا و نصبح مطلوبين عالميا! و سنبقى معا و إن أمسكوا بنا و حتى لحظة الإعدام لن نفترق مهما حدث! لكن أولا دعني أطلب إذن من أبي لأهرب و أيضا أريد مالاً لن أنفق مصروفي أريده لشراء هدية مميزة لأمي!
جرت بسرعة مبتعده لتصعد على سلالم بيضاء لتصل لبوابة فضية اللون و تدلف لداخل و يظهر أمامها منزل أبيض اللون متوسط نحو طابقين مع حديقة بسيطة جميلة بزهورة ملونة.
خطواتها سريعة توقفت إثر إصطدامها بشخص ما الذي أمسكها من كتفيها كي لا تقع على الأرض لينظر لها و يتنهد قائلا بنبرة معاتبة: كم مرة قلت لك لا تجري هكذا أو على أقل انظري أمامك كيوكا!
رفعت رأسها لتتأمل ملامح من أمامها فتا متوسط طول في خامسة عشرة من عمره ببشرة بيضاء فاتحة و شعر قصير منفوش قليلا بلون بنفسجي فاتح جدا مائل للبياض و عينان بنفسجيتان داكنتان جدا لتشهق كيوكا بسعادة بمجرد أن أدركت أخيرا من يكون الذي امامها لتقفز و تعانقه بيديها صغيرتين مهللة بفرح: آه جيد أنك عدت يا آليس! اتصل بأبي و أخبره أني أريد هرب لأن روبي ارتكب جريمة قتل!
نظر لها آليس بملل فهو معتاد على خيالها طفولي هذا لكن هذه مرة ما تقوله قد تخطى حدود المنطقية تماما ليبعدها عنه و يتحدث بلا مبالاة: ياه أجل سأخبر والدك الذي هو وسط جلسة نقاش مهمة في عملة لأخبره أن أرنب ابنته قد إرتكب جريمة و ابنته ستهرب مع أرنبها من عدالة!
ضحك بسخرية بينما يرى عبوسها طفولي يرتسم على وجهها لتنظر كيوكا له بغضب شديد لتمسك يده و تسحبه معها صارخةً فيه: إلم تكن تصدقني تعال سأريك بنفسي ساحة الجريمة!
تنهد بملل بينما قرر سير معها و مسايرتها في لعبتها الطفولية مع أنها كانت أكثر من لعبة لقد كانت لعبة خطيرة جدا.
•••
أضواء مدينة خافته و السيارات التي تمرُّ ذهاباً و إياباً مسلطة أضواء تذهب و تعود وسط هذه ظلمة على هؤلاء الأربعة الواقفين أمام بناية ضخمة تصل لعنان السماء.
ليتقدم للأمام أحدهم مبعثرا خصلات شعره الفضية و عيناه المكتسيتان بخضرة الأرض لرفاقه من خلفه ليتحدث سايرن قائلا: و إذا ماذا تنتظرون لندخل! لا نريد من زعيمنا أن يهدر وقته على حثالة! ذكرني ليون في أي شقة كان؟
نظر له ليون بحافة عينيه بينما يتنهد بملل قائلا: أذاكرتك ذاكرة سمك؟ كم مرة يجب عليَّ أن أخبرك؟ الطابق الخامس و الثلاثون الشقة سِتُّ مئةٍ و واحد!
ابتسم سايرن بينما ضحك بخفة و يسير فوق درجات متوجها لداخل بناية و خلفه يسير التوائم الثلاثة ليتحدث بإبتسامة غريبة تشق وجهه: أردت أن أتأكد فأنا لا مشكلة عندي بإقتحام هذه البناية كلها!
•••
الدماء تجمدت و جفت في عروقه و وجه شَحب من هول ما يراه ربما كان يصارع نفسه على أنه مجرد حلم آخر يعيد له ذكريات ماضيه لتتجسد أمامه مجددا لكن كيف ألم يستيقظ قبل قليل؟ هل هو لا يزال يحلم أو ماذا؟
لكنه لن يكذب إن كان حقيقة أو لا أن ما يراه صحيح تماما بل دقيق لأبعد الحدود بأدق تفاصيل صغيرة و الكبيرة التي أخذ يتمعنها بدقة لعله يبصر خللا صغيرا يثبت له أنه في حلم أو كابوس!
لكن كيف له أن يخطئ تلك عينين اللتان جمعتا زرقة البحر و خُضرة الأرض في لون لامعٍ ينعكس من خلال عينيه لن يخطئ تلك عينين مطلقا و إن تغيرت بعض من ملامح صاحبها لكنها لم تتغير لا تزال تحمل تلك البهجة و الدفأ التي تنبعث منها و كمَّ الحب و الحنان الذي يتدفق من الدماء التي تنبض مع قلب صاحبها.
أو هكذا كانت له قبلا قد تكون للآن مفعمة بذلك بريق المميز لكن في نظره صاحبها هذا ميت تماما و الأفضل له أن يموت و ألا يعود للحياة مجددا بعد ما فعله لن يغفر له لن يسامحه مجددا مهما ما كانت تعني له تلك عينان في ماضي!
يداه قبضتا بقوة على ملاءة السرير بقوة بينما أغلق عينيه بشدة غير راغب بتذكر ماضي من جديد ليحاول تهدئة نفسه لعل هذا طيف من ذاكرته يختفي و يتركه و يرح للبعيد بلا رجعة!
لكن آماله هذه قد مزقت و تناثرت بعيدا لتتلاشى هي بدل ذكرياته مريرة هذه بصوت من اقترب منه و وقف قرب سرير حيث هو مع ارتسام ابتسامة جميلة على شفتيه متحدثا بهدوء: مَرَّ وقت طويل كاكاروتو لقد كبرت كثيرا من آخر مرة رأيتك فيها إذا كيف حالك؟
توقف زمن عند كاكاروتو عند هذه الكلمات "كيف حالك؟!" هل هذا كل ما يستطيع قوله؟! بعد كل سنين يأتي ليسأله عن حاله! يا له من سؤال سخيف حقا بل تعدى مستويات الغباء كليا أمن من أمامه فقد عقله ليسأله هذا سؤال برأيه كيف سيكون حاله للآن الجحيم كانت لتكون لأفضل بل جنةً لم يحلم بها!
يده اليمنى وضع فوق وجه بينما ابتسامته أخذت تتسع أكثر فأكثر حتى بدأ ينفجر بضحك لسبب لا يفهمه أهي عملية عكسية تستوحي كيانه كله لتخرج ضحكاته بدل دموعه بينما لذكراه تَمرُّ بسرعة عليه مراراً و تكراراً.
الواقف قربه نظر له بحيرة ما الذي قاله ليجعل الآخر ينفجر ضحكاً هكذا؟ اقترب وضع يده على كتف كاكاروتو بينما تحدث بقلق انعكس في عينيه التي ترمقانه ببعض تفسير لما ألمَّ به الآن: كاكاروتو ماذا بك؟ أأنت بخير؟
مجددا هذا السؤال اللعين! ما قصة العالم يسألونه ألا يوجد سؤال آخر غير ألا يمكنهم أن يشغلوا عقولهم البليدة و يتفحصوا من أمامهم و أن يكونوا أذكياء ليتفهموا حال الشخص دون إنهيال عليه بهذه الأسئلة بلا معنى!
كاكاروتو توقف عن ضحك مسندا وجهه بيده ثم نظر لمن أمامه بحافة عينيه مسريا رجفة و قشعريرة في قلب الآخر الذي تراجع بضع خطوات للخلف و عيناه لم تبتعدا عن عيناها كاكاروتو اللتان عكستا برودة الصقيع و ذبول روح مالكها و تلك الإبتسامة الصغيرة التي أظهرت نَابَ فكه العلوي الحاد التي تظهر مدى الوحش الهائج الذي سينقض عليه في أي لحظة الآن.
الآخر فتح فَاههُ لقول شيء لكن كلمات لم تخرج لحظة التي ضربه كاكاروتو بقدمه على كلتا قدميه ليستقطه أرضاً على صدره و يقفز عليه مثبتاً يديه خلف ظهره يمسكهما بيد واحد بينما اليد الأخرى امتدت لداخل قميصه تخرج مسدساً لتتسع ابتسامة كاكاروتو أكثر و يتحدث بصوت بارد خاف خال من احساس عكس ابتسامته تلك مطابقا لنظراته الذابلة تلك قائلا: لا تعرف كم تمنيت لحظة التي أراك تعود للموت مع أني كرهت هذا لكن يال حظي جميل أكنت حلما أو لا سأستمتع بأخذ ثأري منك يا ياكومو! أسمعني صوت صراخك العَذبَ!!
•••
جلست هناك على أريكة خضراء داكنة قرب زوجها بينما تبتسم ابتسامة خبيثة سعيده بماسر خطتها التي تسلك المنحنيات التي رسمتها بيدها لتغير تعابيرها لحزينة زائفة كـكلماتها السامة التي تنشرها من بين صوتها المهتز الرقيق جدا: باران عزيزي اهدأ لا تقسوا على نفسك هكذا ليس الأمر ذنبك أنت لم ترتكب أي خطأ.
نظر نحوها ليتنهد بينما يشد على قبضته بقوة بينما ابتسم بسخرية على جمال الأخبار هذه التي تلقاها واحدة تلو الأخرى: ما هذا اليوم يزداد سوءاً! أولاً طلب استقالة سيباستيان بعد ما كنت بدأت أوسع جناح الخدم ليأتي بعائلته لتعيش هنا أخيرا يقرر هذا و صديقي مفضل رحل هكذا دون توديعي حتى لما؟ و فيجيتا يزيد الأمر سوءاً لما عساه يريد الرحيل هو الآخر؟
وقف بسرعة و سار نحو مكتبه و يضرب يده على طاولة بقوة بينما يده الأخرى إمتدت لتمسك هاتفه لكن قبل أن يفتحه وجد يدي ماري قد أمسكت يده التي تمسك الهاتف متسائلةً عما ينوي فعله لينظر باران لفترة ثم يسحب يده من بين يديها و قد فهم نظراتها ليجيبها قائلا: ماذا تظنني سأفعل؟! أريد تحدث لإبني لا يعقل أنه سيغادر هكذا بلا سبب! لا تطلبي مني أن أهدأ! لن أهدأ إنه ابني خسرت ابناً مرة لن أخسر فيجيتا الآن! إن كنت من قَصَّرَ في حقه فسأعوضه و أصحح خطئي هذا! أريده أن يعود!!
عَضَّ على شفتيه محاولا كبح مشاعره بقوة بينما يشير بأن تخرج و تتركه وحده لتفعل ما طلبه لتخرج و تغلق الباب خلفها و تبتسم بينما تكمل تتمة كلامها في نفسها: "أجل عزيزي اقلق على ابنك بدل أن تقلق على نفسك لا تقلق سأجمعك مع أبنائك كلهم في قبر واحد"
•••
البارت انتهى😈
كيف كان؟ أحسه ناقص في شيء ما؟
رأيكم بطفلة كيوكا مع أرنبها سمين روبي؟😂
أحسها أنا عندما كنت طفلة لكن عندي قطة سمينة لكن جعلتها تقوم بحمية و صارت رشيقة😂👌
لن أسألكم أرنبها قتل من؟ لأنها واضحة تماما من ما محتاج لتفكير لكن سؤال ميت حقا أو ميت؟🙄
و من هو شخصية جديدة قادمة من ماضي كاكاروتو الذي هو ياكومو؟ و ماذا فعل ليكرهه كاكاروتو لهذا الحد؟ و ماذا سيفعل به بعد أن وقع بين قبضته بعد تلك سنوات؟
و الأفعى سامة على ماذا تنوي؟ هل ستحاول قتل باران أيضا؟ و لما أحس أن تاربل لن يسلم من سمها هذا؟
إذا كان أحدكم لديه سؤال بشأن الرواية ليسألني أو لم يفهم شيئا لكن ليكن سؤاله واضحا و منطقيا لن يكون حرقاً لأحداث فصول القادمة😁
سايونارا نلتقي في البارت القادم بإذن الله❣️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top