فصل|01

رَدْهَةٍ صَغِيرةٍ تَقَلْقَلَ خَفِيّها طِفلَان واهِينان ضَمّ جِرْمهما إِنْسِيٍّ يَائِس ، إِنْسِيّةٍ بَصَقتْ الحياةِ فوقَ وَقَارِها و أمستْ صَرَّةٌ لا يَسَمَّع عَوِيلها أحد. تَلَمَّستْ أحد أولادها تَجَرُّ أنفاسها بوُعُورةٍ، إشتهتْ شَمِّ أطرافِ نَعْيمٍ لمْ تجدهُ بأحدٍ قَطّ. إشتهتْ ظِلِّ فَطِيمها الذي لمْ يهَنئ بحليبِ ثديّها يوماً. دبّتْ إليهما كصِنْدِيد لا يفَقَّهِ على فعلِ شيءٍ .

عينيها ليستْ بريئةٍ مِثلُ عينيهِ ، فعينيهِ تستمدُ السَنا من الشمسِ وشفتّيهِ ناعمةٍ ، هو ليس كهي ، هي الشرِ الذي يمشي على الأرضِ و هو الخيرُ الذي يُحيطُ السماءِ بجناحيهِ ، هل رأتْ يوماً ذَلِك الشيطانِ الذي يمشي على قدمين فوقِ الأرضِ ؟ ، هي أداةِ الرَّبِ الحادةِ ، و هو فراشةٌ رقيقةٌ في بساتينيّ السماويةِ يُحَلِّق، فهذا ما يفرقهما هم الأثنين.

أَمَاطتْ بَدَنها عنه و أَجْهَشَتْ بالبُكَاءِ :

" إِكْتَرَثُ لأمرِ أخيكَ جيداً، ثَابَرْ عليهِ و لا تتركهُ وحيداً "
إِنْتَمَى جسدهِ الصغيرِ إلى أمهُ يَحتضِنها مَكْتُومِ الوجعِ :

" تعاهدنا البقاءِ معًا,لمَ خذلتَّني! "

أَمسكتْ وجهِ صغيرها و دموعِها سَحّتْ على خديّها تَحَرَّقُ فؤادها ظَنّاً :

"لا يسعْنيّ البقاءِ هنا ، فالتفكيرِ بهذا الشأنِ وحدهُ جريمةٌ يا ولدي، أنتَ كبيرٌ و تقدِّر على الأعْتناءِ بأخيكَ الصغير. أنا أثقُ بكَ "

وَضَعَتْ قبلةٌ صغيرةٌ فوقِ جبينهِ الصغيرِ و احْتَشِدتْ للرحيلِ، تَخَلَّتْ عن صغيريّها تحتَ إِنْتِحَابِ روحهِا و سَارَتْ صَوْبِ بابِ جَهَنَّمِ تُدَعَكُ قلبها تَشتَكِ إلى رَّبها سُوءَ العذابِ. أنزلَ عليها صَيِّبٍ من لَهِيبٍ يحرقُ جسدِها دونَ اِنطْفَاءٍ.

أُغْلِقَتْ البابِ و أُغْلِقْتْ بابِ الرَحمةِ معها، تركتْ فؤادِها خلفِها لا تدَّري عواقبُ ما فعلته . باتَ كُلِ شيءٍ شاحِبٍ في حياتهِ و كأنَ الحياةِ نَشَلتهِ من لُبِّ مَسَرَّتهِ و رَجَمَ بالحجارةِ إلى رَحمِ الرِجْزِ. إذْ بها شاهدةٌ على حياتِهما البائِسةِ ستصبحُ نَكالاً لِمْا بَيْنَ يَدَيْها .

صبيٌ يَحتَسَّي جُرعاتِ الألمِ وحيداً، صبيٌ لا فارِضٌ و لا بِكْرٌ فإنهُ عَوَانٌ بينَ ذَلِكَ، ينسدلُ شعرهُ فوقَ جبينهِ و كأنَ الليلِ سَدَلَ ظُلَّمَتهِ عليهِ. ملامحهِ عَرِمَةٌ كَعَرَامةِ الأفعى التي لا شِيةَ فِيها غيرَ الصُفرةَ حيّن تَتَخَّلصُ من سُمِها نَاحِيةِ وَقِيعَتِها لا تَشْتَهيّ تركه.

أذابَ صوتهِ المَنْكُودِ الحجارةِ التي لا قلب لها و إذ بهِ يتكلَّم :

" تباً لكِ أينما كنتِ ، اتمنى أن تتبعثريّ كما بعثرتنيّ ."

كنجمةٍ هي سقطتْ في قلبهِ وزينتهُ ، ثم تلاشتْ فلمْ يعدْ يبصرُ بعدها شيء.

نحن نعيش في أرض تُدعى أرض السافلين . ~

.
.
.
.


6th April

عَجَّ صوتِ السياراتِ مُتَأَهِبةٍ للتَعَلُّقِ بجانٍ أَمْستْ أولى اهتماماتهِ التخلصِ مِنْ مَن يُلاحقهِ بُغْيَةِ الحصولِ على القوتِ . التظاهُر بأنكَ بخير بحد ذاته تعب فلا عجبٌ عليهِ أن يكونَ صَيّادٍ ماهرٍ. يُلاحقُ أيامهِ الماضيةِ و يخبرُ نفسهُ ‏أزهِريْ من جديدٍ ، أثبتيْ لهم دائماً أن ذبوليّ خُرافةٍ.

إِنْبَثَقَ صوتِ اللاسلكي جَوْفِ سيارةٍ تقودّها أنثى يُسَابقُ جمالها جمالِ السماءِ بغيومِها و تَغدو هي الشمسِ الساطعةِ التي تسقيّ القَومَ حَرِّ صيفها . عشقَ الجَانيّ كُلِ طينٍ من جسمِها ، فُتِّنَ بأدقِ تفاصيلها حيثُ صَنعَ من حبرِ عينيها لوحةٍ تظهرُ بَدِيعُ خَلَقِها :

" فرقةِ A إِلتزموا بالتعليماتِ رجاءاً، لا نُريدُ خسارتهِ "

خَبْطتْ المَقْوَّدِ بيديها و أَرَاقَ صَخَّابِ صوتِها في أَنحَاءِ السيارةِ ، تَوَغَّرَ صَدْرَها و بَصَقَتْ أنفاسها الحارِقةِ بينما يديها تُصارعُ النافذةِ من أجلِ أَطلاقِ النارِ على الجَانيّ.

أَلتَّفَ جسدهِ إليها و إِكْتَنَفَ بالابتسامةِ الساخرةِ فوقَ شفتيه ثم عادَ للنظرِ أمامه، الطريقُ يصبحُ شبهَ مُنعدمٍ من الحركةِ و الإِنسْ في هكذا وقتٌ يكون في حالةِ تراخي و مُنغمسٌ في النومِ لذا لا يصعبُ عليهِ التجولُ في هكذا شوارع ، رغماً عن ذَلِكَ الشرطةِ ليستْ أقلُ خبرةً منه فأنها جائِعةً و الأسدُ أن جَاعَ سَطَا على مُعَادهِ.

صَدَحَ صوتٍ أَنسَاهُ الزمانِ نبرةِ صوتهِ الحنونةِ و أفقدَّتهُ السيطرةِ على مَفَرِّهِ ليعانِق كَفك كَفّي.

إِعْوَجّاجِ الدراجةِ أفقدَّتهُ جُلِ التركيزِ على قيادةِ جسدهِ إلى ما أَنَابَ إليهِ حيثُ تَدَهْوَرَ معها إلى داهِيَةِ الطريقِ و عَلَقَ فيهِ إلى هَاوِيةِ جَهَنَّم ، شَرَعَ بتحريرِ قدمهِ العالقةِ بينَ طيّاتِ تِلّكَ الخُردَّةِ و رأسهِ يَتَرَصَّد إِقْبالِ حضرَّتها إليهِ.

إِدْراكِ الموقفِ الذي وِضِعَ بهِ دُونَ إِبْطاء و دَبَّ التَهَيُّبُ في جُثمانهِ فَوْراً، أطلَّقَ سبيلُ قدميّه و فَرَّ هارباً من مسرحِ الجريمةِ، تَرَجَّلتْ الضابطةُ من سيارتِها تُطَارَدُ الجانيّ الذي يفَرُّ هارباً بجُنحَتَّهِ، باتتْ هي و هو لَهْوٍ يتمتعُ بهِ الطريقِ.

تَركَّضُ خلفه دْونَ تَأَفِّف ، تُجاهد من أجلِ الحصولِ عليهِ حيَّاً للحفاظِ على مهنتِها ، يجوُّلُ الأزقةِ و الأحياءِ يُبعدُ جسدهِ من أنظارِها ألا ما أنْفَكّتْ عن ذلك . المُطَارَدةِ استمرتْ لوقتٍ طويلٍ ، هي لا تملكُ الدعمِ كيّ تحصلُ على فرصةٍ كبيرةٍ للأمساكِ بهِ و هو لا يملكُ القُدَّرةِ على الركضِ سريعاً بسببِ قدميّهِ المُصابةِ و كليهما يُجاهدُ من أجلِ ابقاء شيءٌ ما على قيدِ الحياةِ.

تَوَقفَ عندَ نقطةٍ مَسْدُودةٍ مِنَ الطُّرُقِ و صدرهِ ناوَشَ الهواءِ بعَائِقةٍ. مَرَّغَ بَدَنهِ نَاحِيتها مُبتسماً، خَافَ منها نُشُوزِاً أو إِعراضاً و سُرعانَ ما طَفِقَ ينْتَاغ :

" يرسلونَ لي أُنثى تَهَرَعُ مِنْ ظلِها؟ "

رَفَعَتْ كفيّها نَاحِيةِ وجهه تُحَذَره :

" أياكَ و العبثِ معي، بالرغمِ من كونيّ أُنثى إلا و أنِيّ قادرةٌ على أَطَاحةِ ألفِ رجلٍ ، كما و أنيّ لستُ امرأةً حديديةً ، لكني امرأةً تعلمُ جيداً متى يجبُ أن تكون رجلاً و متى تتألق بكاملِ أنوثتها . "

أَطْنَبَ النظرِ لها ، عيناها سحرٌ ، يُمناها نجمٌ ، وأيسرها قمرٌ ، وَجهُها كان بَريئاً كطفلةً صَغيرةً عائدةً سَيراً مِن مَدرستها وقَد داهمُها النعاس. فاتِنتهِ الصغيرةِ يُميزها حتى إذْ أَمستْ برأسِ النوارسِ شيبٍ. إِرْتَدّ يسألها بنفسهِ كمَ قمراً يشعُ من وجهكِ حينَ تبتسمينٰ؟

تَشَبَّثَ بَصَرها عليه و آوَتْ يديها إلى جيبِها تخرجُ جهازِها اللاسلكي و تُرددَّ بهِ :

" سيدي أرسلَ لي قواتِ دعمٍ ، المُجرمَ بين يدي "

ثوانٍ حتى وصلَ إليها الرد :

" عُلِم "

اخفضتْ جهازها إلى مكانهِ و ابقتْ يديها عالقةٍ في الهواءِ تُدَاهمْ المُجرمِ ، أَسْهبَ بيكهيون بالنظرِ إليها و عقلهِ يفكرُ بخطةٍ يَفرُّ بها من بين أيديهم. لا يسعهِ حتى الحراك فأَنى لهُ الهروبِ ؟

خَطَا للأمامِ و حَجَزتهُ قائلة :

" لا تتحرك "

لازَمَ مكانهِ دْونَ نَابِض و انتظرَ اللحظةِ الحاسمةِ حتى أَطلقَ عنانَ روحهِ و فَرَّ من مكانهِ يضربُ العَائِقِ يُوقعهُ أرضاً. استفاقتْ مينّي سريعاً و هرولتْ نَاحِيتهِ تُحاولُ جاهدةً إيصالِه حياً إلى مقرِ الشُرطةِ. ‏أبتسمَ أبتسامةٌ عريضةٌ خلفها صُراخ طفلٍ يتألم .

وقتها شعرَ بأنَ شيطانهِ لا يُهزمَ حتى و أن جَهْرَ بِالسُّوءِ. الشيطان لا يأتيكَ بقرونٍ وثيابٍ تُذَعَركَ، يأتيكَ بما تشتهيّ نفسكَ ، الشيطان يغري لكن لا يجبرُ. لا يزالُ لا يصدقُ انَ كلِ هذا حزنهِ ،
ماذا فعلَ لك أيها الرَّب ؟ هل قتلَ احد ملائكتك ؟

صَوَّبتْ مينّي السِلاح نَاحِيةِ جسدهِ على بعدٍ كبير ثم ضغطتْ الزِنادَ لتخرجُ رصاصةً ذهبيةً من بين فُتِحاتهِ و أَستَقَرتْ في جزءهِ الأيسرِ من بطنهِ، تَدَفَّقَتْ الدماءِ مِنْ جرحهِ و خَرَّ ساقطاً على حافةِ الرصيفِ. أَمسْ يُداهَمه التفكير، أنى له أن يموتْ تاركاً خلفهِ قُطعةً صغيرةً من قلبهِ، أن ماتَ هو ستموت قطعتهِ البعيدة لكن إلى مَتى يبقى قَتِيلاً هكَذا وَيظلُ يعشَقُ قاتِلهِ ؟

تقربتْ سريعاً إليهِ و خَبأتْ سِلاحها الهُجومِيّ بين طيّاتِ بنطالها و أخذتْ تحملُ جسدهِ بين يديها تلعمه :

" لمْ يكُ إِمساككَ سهلاً لكنيّ فعلتها "

فتحَ عينيهِ يُراقبُ ملامِحها بوَصَبْ، عَينيه البُنيتان كقهوةٍ سادةٍ تستحِلِ فنجانٍ أَغرقتها في بحرٍ لا قاعَ له، باتَ بريقَ عينيهِ يُخبرِها لا تفعليّ ذَلِكَ لديّ من اعتني بهِ.

ابعدتْ يديها عن جسدهِ واقفةٌ على بعدٍ منه تلعنُ نفسها مُتَحَدثةً :

" أكرهُ نفسيّ كثيراً ما كانَ عليَّ ضربُكَ سيقتلنيّ الرئيس "

لطالما عقدَ بيكهيون مع الشيطان تَحالفاً فلا اظن أنَ على مينّي تركهُ طليقاً حِفاظاً على روحِها، اِعْتَدَلَ واقفاً يشتكيّ الألم ثم لحظاتٍ لمْ تشعرَ مينّي إلا وهي في الأرضِ تسمعُ حدَّيثهُ :

"أنتِ تستحقين من يُقيم بكِ حرباً ، لا يحظى بكِ حُباً "

رَكَضَ مُبتعداً عن مكانِ الجريمةِ و سَاقَ قدمهِ إلى المأوى الذي يتواجدُ بهِ قطعتهِ الناقصةِ حيثُ ينامَ هناك لا ضَجَّةُ تُلاحقه.

هو قويٌ جداً، لأنه إختارَ السيرِ محتفِظاً بحرقةِ صدرهِ ، ولم يسمحْ لأحدٍ أن يلقي عليهِ نظرةِ شفقةٍ ، و لا أن يمد يدهِ إليهِ. فهل تبقى له شيءً كيّ يخسره ؟

‏ لا يعلمُ كم كان مرهقاً أن يتظاهرَ بأنَ الأمرَ لا يعنينهِ ، في اللحظاتِ التي كان فيها كل شيء بداخلهِ يكترث.

وَلَجَ إلى البيتِ تَحتَ ألمهِ القَاتِل و نزيف دمهِ الذي لا يتوقف، استقبلهُ شقيقهِ الأصغرُ منهِ سناً و هَتَفَ بِقلق :

" ما بكَ بيكهيون؟ لِمَ أنتَ تنزُفُ هكذا؟ "

حَوَطَ بيكهيون جَسدِ صغيرهِ بجسدهِ و مَيّلَهِ إلى الجانبِ قليلاً كيّ لا يؤلمُ جرحهِ :

" لا تَكْتَرثُ لي، أنتَ كيف كان يومكَ اليوم؟ "

أَزاحَ الصغيرُ ملامحِ الحُزنِ من عليهِ و ابتسم لشقيقهِ فرحاً بِما قدّمهُ اليوم من إِنجازٍ عظيمٌ :

" اليوم قدَّمتُ لآنستيّ لوحةٌ رسمْتُ بها عائلتنا ، هي دْونَ أنَ تقول شيئاً سحبتْ الورقةِ مني و وضعتها جانباً "

تَسَلَّل القلق لقلبِ بيكهيون و صاحبهُ حُزناً طَفيفاً على ما يمَرُّ بهِ شقيقهِ الأصغر، فهو يظن أن ما تفعلهُ بهِ المعلمةِ جيداً له لا يدَّري بأنها لا تفضلُ عائلتهما و تعاملهُ كأنهُ حيواناً ظالاً.

كُلِ محاولةٍ منه قابِلتْ بفشل فلا أحدٍ من الحضاناتِ رضتْ أن تستقبلُ طفلاً لا يفقهُ شيءً حتى أموالاً لا يمتلك لدفعِ قسطِ الحضانةِ . فيُحاصرهُ واقعٌ لا يجيدُ قراءتهِ.

قلبهِ كالقدسِ يحترقُ ، و قلبهم كعربيٌ لا يُبالي ، نَالَ قطعةٍ من القماشِ الأبيضِ يُزينهِ القليلُ من الدواءِ المُطهرِ كيّ يعتني بما أُصيبَ بهِ جسدهِ و عقلهِ ينالُ الحصةِ الأكبرِ من الألم تقديسَ عظيمَ للوَن اﻻسودَ واَول تقديسَ لقلبيَ.

لمْ يُكلفْ عنانَ نفسهِ للذهابِ إلى إحدى المستشفياتِ المختصَّةِ لمعالجةِ هكذا حالاتِ؛ لأنهُ يعرف سَيُطردُ منها دْونَ أدنى شكٍ.

حاولَ جاهداً مُعالجةِ جرحهِ إلا و بكلُ محاولةٍ منه تَصِيحُ روحهِ وَجَعاً و كأن الرَّبِ يذقهُ مِنَ العذابِ الأدنى دْونَ العذابِ الأكْبَرَ.

جَثَا شقيقهِ أمامهِ يلمسُ يديهِ و يُربتُ عليها و كأنهُ يخبرهُ ستكونَ على ما يُرام.

اِنْصَبّتْ دموعهِ ألماً و يُجارِي شقيقهِ بتَحْنَانِ :

" أنا بخير، فقطْ شعرتُ بالحنين اتجاهكَ عزيزي و الحَنيِّن وعكّة صَحيِّة ."

تَغَّلغَلتْ الدموعِ إلي عينيّ الطفلِ و شَرعَ يسحبُ شهقاتِهِ مُتَوجّعاً :

" إذاً ما كان عليكَ أن تَحّنُ لي أخي! "

ماذا يفعلُ المرءِ عندما يقعُ في حُبِ نجمةٍ ظهرتْ لليلتان مُتتاليتان وأختفتْ بعد ذٰلك للأبد!
.
.
.
.

‏هدوءِ المكانُ يسبقُ العاصفةِ حيثُ يجلسُ قائدِ المجوعاتِ في منتصفِ القاعةِ الكُبرى يتوسطها طاولةٌ كبيرةٌ يُحيطُ بها عدةِ كراسٍ و يَحطُ فوقها مجموعةٍ مِنَ الحاسباتِ لتتبعِ أثرِ الجاني، كان يُراقبُ المُنْهَزِمين أمامِ مُجرمٍ واحدٍ.

عينيهِ لمْ تبتعدْ عنها، كَان هدوئها أجمِل ما أصابهُا ،وكَان جمُالها في عيناهُا الناعُستين جمالاً لمْ يُقاسُ بأحدٍ يوماً ،و كَانت ثرثرتها تُزيدُ معدلِ التنفس بكلِ آدمٍ هنا، وستكَون هّي الأولى والأخير من يُفضلها الجميع، وعّشقِهم لها يزِيدُ بين ألحّين والأخر .

خَبَطَ الطاولةِ قوياً و صَاحَ :

" عيبُ عليكم! رجلاً واحداً لمْ تقدِّروا على سلبِ روحهِ "

إِلْتَقَمَتْ مينّي رَعَّبها اتجاه رئيسها و حَوَلتْ مجرى عينيها بعيداً عن مجرى عينيهِ، تَرَجْرَجَ جسدها ذُعْراً و أَلتفتْ إليهِ تَنْصِّتُ إلى كلِ حرفٍ يصدرُ منه :

" عارٌ عليكِ يا مينّي، هذهِ كانت فرصتنا الوحيدة لأمساكه و أنتِ جعلتِ من الوضعِ سخرية "

جَحَظتْ مينّي عينيها بعدمِ الرضى و جَدَحتْ عينيها إليهِ :

" لا تُلقيْ اللومِ عليَّ وحدي فقط! كانَ معي هؤلاء الشبابِ أيضاً "

كَظَم القائد غَيْظهِ و ثَبَّتَ سبابتهِ نَاحِيتها يَلتَذُّ بطعمِ النصرِ :

" منْ أتصلَ بنا و قال المجرم تحتَ قبضتيّ؟ من وُجِدَ مُغمٍ عليهِ في قارعةِ الطريق! "

سكتَ لثوانٍ و أكمل :

" ليسَ لديكِ الحق كيّ تُجادلي رئيسكِ؛مينّي ، أُراهنْ أنكِ ستتخليّن عن القضيةِ خلالِ هذا الأسبوعِ "
غَلغلتْ أصابعها بين خُصلاتِ شعرها الأمامية كانتْ غاضبةٌ و باردةٌ، حالما حصَنتْ ذاتِها بالثقةِ حاصرتْهُ بنظراتٍ جافية :

" لا تتحدى جبروتي في التخلي ، أنا أفلتُ في عزِ تعلُّقي ولا ألتفتْ ، أُنهيكَ ولو كان إنهاؤكَ شيئًا من إنهائي ، أتجاوزكَ ولو كان في ذلك تجاوزًا لسعادتي ، أفعل أي شيء في سبيل ذاتي فلا تراهن؛ كيونغسو ."

جابَ الصمتُ في انحاءِ القاعةِ، الجميعُ ينظرُ إلى ذَلِكَ القائِمِ أمامهم، ينتظرون سماعِ كلمةٍ منهُ . بَدَلَ كيونغسو مظْيّ عينيهِ إلى الشبابِ ، طَوَّقَ أثنين منهم بكلاماتهِ الناشِفة :

" أذهبوا إلى غرفةِ التحقيقات و قدَّموا لي المزيد من المعلوماتِ عن هذا المجرم "

صَرَّفَ انتباه الشباب تَوَقُّدُ بَدنَ مينّي فقَهْقَهَ البعضُ عليها و استقبلَوا منها الغَيَّظ و البعضِ سكتْ عبرةً من الذين قبلهم.

غابت الأسود فترةٌ ، فظنَّت الكلاب أنها ملوكٍ
.
.
.
.
.
انتهى البارت هامستر ❤😭

يوووووووي اخيرا، يومين اني اكتب بيه 🌚💔 هيج صعب الاكشن.

البارت طويل يمكن بس هذا الي طلع مني 🌚💔

رأيكم بـ:

مينّي؟

بيكهيون؟

كيونغسو؟

الطفل؟

البارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

البارت القادم بعد 30 فونت و كومنت ❤

Be safe and healthy

Be safe from coronavirus

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top