ليس طبيعياً " ٢٩ "
بقي مصعب على وضعه المؤلم ذاك وقت ليس بقصير, ولكنه بغتة رفع رأسه, وقال بابتسامة مغتصبه حزينة:
_جمال هل نسيت وعدنا لأبي أن تبقى أخوتنا مهما صار!
أرتبك جمال لحظه قال بعدها بكبرياء:
_كلا لم أنسه...ولكنك قد تسببت في مقتل أخوتنا كما تسببت في مقتل والد...
أبتلع جمال لسانه حين شعر بفداحة ما قال, وألقى بنظرة متفحصة قلقه لمصعب الذي بدا كما لو كان صُفع, وهاله الامتقاع الشديد الذي اكتسى به وجهه, وعينيه التي ظلت محدقة به وقد اغرورقت بالدموع, ولسانه يردد بهذيان وانهيار:
_يا إلهي...أنا قتلت والدي!.. أنا قتلته!
نهض جمال نحوه , وهو يقول في توتر:
_مصعب..إنها زلة لسان لم أقصدها ..أبداً...لا تكترث بمـ...
ولكن بغتة دخل هيثم, واعتنقه في سرور جارف صائحاً:
_لقد نجوت..لقد نجوت يا جمال.
كاد جمال يقع من ارتماء هيثم المفاجئ عليه, فصاح:
_هيثم أكادُ أقع.
تكرر مشهد مشابه أمام عيني جمال كان مختزن في ذاكرته, فرمى بنظرة نادمة متألمة لمصعب الذي ظل على جموده المخيف ذاك وقد انحدرت الدموع من عينيه لتخط على وجنتيه الشاحبتان ...
أبتعد هيثم عن جمال وأخذ يدور في الحجرة دون أن ينتبه لمصعب صائحاً بسعادة :
_ستخرج يا جمال من السجن..ستخرج.
تلك الكلمات جذبت جمال ليستدير نحو، سائلاً بلهفه بالغة:
_ كيف!
تراجع هيثم للخلف, وهمس بصوت مرتجف:
_لقد أخبرتُ والدك.
عقد جمال حاجبيه في غضب, وهو يسأله:
_لماذا أخبرته؟ ثم من أين لأبي بمال؟
زاد هيثم من تراجعه, وهو يهمس بخوف:
_لقد باع مزرعته.
ما أن سمع جمال ذلك حتى رمى بنفسه على مقعد قريب, واحتضن رأسه بكفيه, وصاح في حزن:
_يا إلهي...مزرعة أبي...إنها مصدر رزقه الوحيد ..ما الذي فعلته!!.لقد كان عمي عبدالله محقاً عندما قال أني متهور وطائش.
أقترب هيثم منه, وقال مواسياً:
_جمال إنها ليست أغلى منك بالنسبة له...ثم أنه سيضطر لدفع الثلثين فقط والثلث الباقي قال أنه سيستثمره أو يشتري به محلاً..يعمل به.
أجابه جمال بمرارة:
_لقد كان يحبها كثيراً ..لقد ورثها عن جدي..لابد أنه حزين الآن.
جذبه هيثم من يده, وهتف بلهجة ودود :
_جمال لقد باعها وانتهى الأمر...هيا لم يبقى سوى بعض الأوراق ننهيها وبعدها ننسى السجن ..هيا دعك من هذا و انهض..
ظل جمال بعض الوقت على حاله ذاك, ولكنه مالبث أن نهض بتخاذل تحت إلحاح وجذب هيثم المستمر له, وما أن استدارا معاً نحو باب الخروج حتى دُهشا تماماً من مقعد مصعب الخالي..
فصاح هيثم في توتر:
_أين ذهب مصعب!
أجابه جمال بعقلً شارد في حال والده :
_لعله عاد إلى خالته.
هز هيثم رأسه, وقال بتوتر أكبر:
_كلا..لقد قال لي أنه لن يعود أليها مجدداً.
أنتزع جمال نفسه من شروده, وسأله باستغراب, و هما يغادران الحجرة:
_ولماذا قال ذلك؟
أخرج هيثم هاتفه النقال, وهو يجيبه في عجلة:
_لقد قال أنه سيقضي بعض الأجازة في مدينته في منزل والده برفقتك.
همس جمال في ذهول:
_معي..أنا!!..
أجرى هيثم اتصاله بمصعب, وهو يهتف:
_يجب أن ينتظرنا حتى ننهى أوراقك فقط...وبعدها نغادر معاً.
ظل جمال صامتاً بعد أن تسلل الندم مجدداً إلى داخله ..لقد كان مصعب محقاً ..لقد جاء ليعتذر منه ثم يعودان معاً إلى مدينتهم...وبدأ حال مصعب الأخير يرتسم أمام عينيه عندما قال له تلك الكلمات الخطيرة .. شعر بانقباض شديد وراح يتّلفت يمنة ويسرة باحثاً عنه..
فيما أغلق هيثم هاتفه, وصاح في غضب:
_لم يرد..لابد أنه غاضب .ماذا كان سينقصك يا جمال لو صفحت عنه.
أرتبك جمال بضع لحظات ولم يشعر بنفسه الا وهو يقول مبرراً:
_لقد أهان كرامتي.
صاح هيثم في وجهه:
_أيُّ أهانةً تتحدث عنها ؟! .. إنه حتى لم ينطق بكلمة سيئة في وجهك..كل ما غضبت منه مجرد نظرات لعل شيطانك صورها لك..هل نسيت إنك أوقعته في المخدرات وكدت تقتله ؟! أيُّ أهانه بعد خذلانك له أمام ثقته الكبيرة بك ..وفي النهاية صفح عنك حتى أني من تعامله معك ما شككت لحظه واحده أنك قد أسأت له...لا بل أنه كاد يقتل نفسه من أجلك عندما تحمل إصابة كتفه وخرج من المستشفى وهو يعلم تماماً أن علاج ألامه فيه بعد الله.. لقد ضحى بنفسه وحياته من أجلك أنت ...أنا لا أعلم كيف غاب هذا كله عن عقلك .. أن ..
قاطعه جمال فجأةً صارخاً بعصبيه مريرة:
_كفى .. كفى.
رمقه هيثم بنظرة غاضبه خالطها استغراب طفيف من نبرة صوته التي حملت مرارة وألماً قال بعدها:
_هيا ننهي أوراقك أولاً..وبعدها نخرج لنبحث عنه.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أعاد جابر هاتفه النقال إلى جيبه, وقال بسعادةً بالغة:
_إن مصعب حي لقد لحق به الى مركز الشرطة.
نهض شاهر, وقال ثائراً:
_ماذا تنتظر أذهب واقبض عليه!
تطلع أليه جابر باستنكار, وقال:
_نختطفه عند مركز الشرطة سنكون أغبياء لو فعلنا ذلك.
رمى شاهر بقايا سيجارته, صائحاً في حنق:
_ومتى ستحين الفرصة المناسبة للقبض عليه بعد أن يغيب مرة أخرى!
لوح له جابر بكفه ليهدأ, وقال ببرود عجيب:
_هناك مجموعة من رجالنا يراقبونه وإذا ما حانت اللحظة المناسبة فلن يتأخروا أبداً..فلا تقلق.
كوم شاهر قبضته, وقال في ضيق:
_لقد كنت مخطئاً عندما أمرتُ بقتل مصعب سابقاً ومن حسن حظي أنه بقي على قيد الحياة..ولكن أعدك أنه بعد خلاص أيمن من السجن سأقتله بلا تردد عقاباً له على المدة الطويلة التي مكثها أبني في السجن بعيداً عني.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وقف جمال وهيثم طويلاً أمام مبنى مركز الشرطة, وعيونهم لا تكف عن البحث عن مصعب في كل مكان محيط بهم...ثم لم يلبث أن زفر هيثم قائلا في يأس:
_ لا يوجد له أثر... لقد غادر بلا شك.
حاول جمال إخفاء قلقه عن عيني هيثم , وهو يهتف:
_هل تظنه عاد إلى مدينتنا !
أطرق هيثم مفكراً للحظه قال بعدها :
_كلا.. لا أظن ذلك...
ثم أدار عينيه وقد أطل منها مزيج من الضيق والقلق مضيفاً :
ــ إنها المرة الأولى التي أراه فيها حزيناً هكذا...
انعقد حاجبا جمال بشده ولم يستطع إخفاء انزعاجه وقبل ان يفتح شفتيه قطع حديثه مرور شخصين الى جوارهم كانا يتكلمان بصوتٍ مسموع بعض الشيء...قال أولهم بلهجةً مستهجنة:
_هل فقد عقله ؟! .. لقد قطع الشارع ببطءً شديد.
حرك الأخر كتفيه مجيباً باستغراب:
_لقد كدتُ أُجن عندما كادت تصدمه تلك السيارة.
سأل الأول بغته بفضول:
_لقد رأيته يخرج من مركز الشرطة أتظنه كان سجيناً وأُطلق للتو.
هز الآخر كتفيه قائلا بشك :
ــ لا أعلم...ولكن فتىً صغير بمثل هيئته تلك لا أظن أنه قد يكون قادراَ على ارتكاب جريمة ولو كانت صغيرة.
ارتفع حاجبا الأول وقال مؤيداَ له :
ــ أنت محق...ياله من مسكين ..لابد إذن من أنه أحد أقربائه وقد صدمه بجريمة شنيعة قد ارتكبها وإلا لم يكن ليتحرك جسداً دون روح.
استمر ذاك النقاش بين الشخصين فيما ظل جمال يرمقهم بنظرة متسعة شديدة القلق ودون أن يُدرك كيف قفز بهم عقله واستنتاجه لشخصٍ واحد..
جزء خفي من أعماقه نبئه بأن الحديث يخص صديقه مصعب خاصةً بعد أن تشكل في ذهنه صورة وجهه الأخيرة التي مُلئت صدمةً و ألماً وحزناً ..
فيما لم يفق هيثم من استغراقه بالنظر يمنة ويسرة إلا مع صوت جمال حين شد من عزيمته وتقدم منهما , قائلاً :
_السلام عليكم.
استدار الشخصان نحوه بدهشه , وأجابا معاً:
_وعليكم السلام ورحمة الله.
لم يستطع جمال التخفيف من حدة ملامحه المليئة بالتوتر وبصعوبة شديدة حافظ على هدوء صوته وهو يلقي بسؤاله:
_لو سمحتما هل تعرفان الفتى الذي كنتما تتحدثان عنه !
أجابه الأول ببرود :
_كلا لا نعرفه .
فيما أردف الأخر مضيفا بثقة :
ــ لا أظنه من سكان العاصمة..
استجمع هيثم بقايا من تماسكه وكأنه أدرك مايرمي أليه جمال بسؤالهم وأسرع يسألهما بلهفه :
_ماذا ..ماذا حدث له؟
أجابه الآخر ببساطه:
_لقد خرج من مركز الشرطة بهدوءً عجيب ثم أخذ يقطع الشارع ببطء وكأنه لا يعي ما حوله فكادت تصطدم به إحدى السيارات المارة إلا ..
قاطعه الأول مكملاً بدهشة:
_لقد أخذ ينظر لتلك السيارة بوجوم ثم مالبث أن أخذ يركض مبتعداً وكأن أحداً يلاحقه .
فغر هيثم فاه في فزع فيما ردد جمال بخوفً واضح:
_وكأن أحدا يلاحقه ؟!...ياإلهـــي.
ثم أحتدت نظراته وهو يسألهم بسرعه :
ــ ذلك الفتى ...ماذا كان يرتدي؟
حك الأول رأسه ثوان ثم قال ببطء:
_قميص أحمر ...وبنطال أزرق على ما أظن.
لم يكد يقلها حتى صاح جمال في ارتياع:
_أنه هو..سحقـــاً...ما الذي فعلته !..ما كان علي قول ذلك له.
سألهم هيثم بلهفه:
_لقد قلتما أنه ذهب يركض...فأين كان اتجاهه؟
أجابه أحدهم ببرود, وهو يشير بسبابته اتجاه أحد الأزقة القديمة:
_ هناك.. لم يكن ذلك الفتى طبيعياً أبداً.
هرع جمال إلى ذلك الزقاق بأقصى سرعته كالمجنون, ولحق به هيثم, وقلوبهم ترتجف من شدة القلق...
فقد صدق حدسهم بكون ذاك الشخص مصعب..
ولكن ما أفزعهم حقا هو حدسهم الجديد ...فلا زالت تلك الكلمات تدوي في سمعهم..
" وكأن أحدهم يلاحقه "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
صرخ أحد رجال شاهر في حنق وهو ينظر لساعته الملتفه على معصمه والتي أشارت للتاسعة مساءاً :
_هل وجدته!
أخفى رفيقه مسدسه تحت سترته في ذلك الزقاق الصغير, قائلاً في ضيق:
_لقد كان سريعاً جداً...
ضرب الأول قبضته في كفه ثم شد عليها, وقال بعصبية بالغة:
_لقد باغتنا بسيره خارج مبنى الشرطة وسط الطريق حتى أنٌا كدنا نصطدم به ...وما أن نزلنا من السيارة وهرعنا خلفه حتى أطلق لساقيه العنان.
ضم رفيقه طرفي سترته, وقال بتوتر:
_سيقتلنا جابر لو عدنا بدونه.
أشار له الأول بغتةً بطرف يده ليصمت, وأرهف سمعه للحظة أثر سماعه لصوت خطوات مقتربة منهم ثم اتسعت عيناه فجأة بعد رؤيته لذاك الشخص الراكض نحوهما , ودون تردد أسرع ليختبا خلف كومة من صناديق القمامة هامسا:
_أظن...أظن أن هذا صديقه جمال...
أجابه رفيقه بلهفه ممزوجه بفرحته:
_سيقودنا أليه حتماً.
أومأ برأسه موافقاً له ..ولم تمضي لحظات حتى كان الأثنان يتبعان جمال وهيثم بحذر وحيطة شديدة حتى لا يفطنوا أليهما .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لهث جمال بقوة من شدة التعب, وهو يحاول التقاط أنفاسه بعد ركضه المتواصل مع هيثم داخل تلك الأزقة بحثاً عن مصعب .
نظر هيثم إلى ساعته, وقال بتوتر:
_جمال أنٌا نبحث عنه منذ ساعة كاملة...ولم نجده..
جثا جمال على ركبتيه, وقال بصوت منهار:
_أنا السبب.. أنا من فعل به هذا...لو حدث له مكروه فلن أسامح نفسي أبداً.
أقترب منه هيثم، وقال :
_جمال هذا ليس وقت اللوم...دعنا نبحث عنه .
هز جمال رأسه, وقال بحزنً شديد:
_أخي الوحيد...أنا من سببت له كل هذا الألم...لا أعلم كيف استطعت مقاومة نفسي عندما رأيته ..لقد اشتقت له كثيراً ..ولكني أخفيت ذلك بحاجز من الغضب ظننت أنه سيردعه عن تكرار ما فعله...وأنهيت ذلك كله باتهامي له بمقتل والده ..ما كان ليحتمل هذا أبداً ..إني أسوأ مما ظننت.
بُهت هيثم تماماً من كلماته الأخيرة فهو لم يسمعه عندما قالها لمصعب, كاد يصرخ في وجهه بكل غضبه, ولكن الحال المؤسف الذي صار عليه جمال لا يسمح بذلك أبداً, فحاول إيقافه, وهو يقول بصوت تجاذبته مشاعر شتى:
_جمال هذا ليس وقت الصراخ والندم .. أرجوك.. عليك أن تنقذه أولاً ..فكر معي ماهي الأماكن التي يمكن أن يذهب أليها..
نهض جمال كالمصعوق, وهو يصيح في حزم:
_هذا صحيح علي أن أنقذه أولاً...وإلا لزداد الأمرُ سوءاً.
دار جمال بتوتر في ذلك الزقاق وعقله يعمل ..ماهي الأماكن التي يرتادها مصعب عندما يكون غاضباً وحزيناً.. نعم ماهي...بدأت فجأة تتردد داخله تلك الكلمة التي قالها أحد الشخصين الذين التقى بهما..(لم يكن طبيعياً)...وقرن بينها وبين الشكل الأخير لمصعب بعد كلماته له...
حركت هذه الكلمات مشهد مر بذاكرة جمال من قبل, فصاح في ارتياع:
_يا إلهي...
اتسعت عينا هيثم, وقال في سرور:
_هل عثرت على مكانه؟
جذبه جمال من يده بقوة, وصاح وهو يركض:
_قد نجد المكان فقط أما مصعب فأني أتمنى أن لا يكرر ما فعله من قبل حتى نجده.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تطلع مصعب بحزنٍ شديد إلى أمواج البحر المتحركة بعد أن أسدل الظلام سكونه على كل ما حوله, ضم ركبتيه إلى صدره وأحاطها بذراعيه...
وأخذ يلوم نفسه لوماً شديداً...
ما كان عليه أن يشاهد تلك المقاطع المختزنه في هاتفه النقال...
لقد فجرت ما تبقى من آلامه...
ولكنها رائعة ..
رائعة جداً ..
فلقد جعلته يعيش في عالمٍ آخر جميل...
ولم تمر دقائق أخرى حتى عادت الدموع لتتفجر من عينيه المحمرتان مجدداً, وهي تعانق شاشة هاتفه النقال مرة أخرى, وكأنه لم يلم نفسه منذ قليل...
رمى بهاتفه بعيداً بعد أن اكتفى من المشاهدة, وأخذ يحرك رمال الشاطئ بطرف سبابته, وهو يهمس :
_هنا قُتل أبي.
ثم ألقى بنظرة للبحر, وقال بابتسامة شاحبة:
_وهناك غرق اخي معاذ.
ثم ألقى نظرة خلفه الى حيث المدينة بأنوارها المتلئلئة , وهمس بمرارة :
_وهناك قتلتُ أخي جمال قبل قليل.
ارتجفت شفتيه بشدّه وهو يضيف :
_كلهم ذهبوا لم يعد يبقى أحد غيري.
وثب واقفاً بغتة, وقال :
_ولماذا أبقى أنا!
ظل مصعب واقفاً للحظات يلتفت يمنة ويسرة وقد غرق عقله في لجة عميقة من التفكير, وفجأة تجمد جسده بأكمله وتصلبت عيناه المحمرتان على ذاك البحر الهائج الذي ليس له نهاية..
والى عقله قفزت تلك الفكرة المجنونة الخطيرة..
نعم فلقد قرر أخيرا..
قرر أن موقعه الصحيح هو وسط البحر مع أخيه معاذ فوالده قُتل عندما كان يحميه, وجمال قُتل بسبب شكوكه ...لم يبقى إلا معاذ فهو أخاه ولن يشعر بتأنيب الضمير عندما يكون معه لأنه لم يؤذه أبداً كما تسبب في إيذاء والده وجمال.
أبتسم مصعب ابتسامة مخيفه أخذ بعدها يتحرك باتجاه البحر...
¤¤¤¤¤¤¤¤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top