المقدمة

هذا هو الجزء الثاني من رواية أمنية النجوم، أرجو منكم قراءة الجزء الأول بعنوان «أمنية النجوم: الأمنية الأولى» قبل قراءة هذا الجزء كي لا تفسدوا على أنفسكم متعة الرواية💙
—————

كان يحمل ابنه بين يديه عندما فتح باب المقهى الذي عمل به سابقًا. لم يكن يأتي لهذا المقهى كثيرًا، لكنه عندما يفعل كان يجلس بجانب النافذة في الزاوية. تلك الزاوية التي كان دائمًا ما يحدق بالفتاة التي تجلس بها، الفتاة التي أسرت قلبه وتمكنت منه.

«هل لي بكوب قهوة سوداء؟» سأل النادل ثم ذهب ليجلس بمكانه المعتاد.

أجلس ابنه على الطاولة مقابلًا له ثم ابتسم له «جيسونغ، هل تعرف معنى اسمك؟»

نظر له طفله ثم عاود النظر عبر النافذة، كان الفتى الصغير يحب تأمل الناس والنظر عبر النافذة كوالدته، لكنه لم يكن يفهم ما يقوله له والده على الإطلاق.

«اسمك يعني مصدر السعادة اليومي، لكن له معنى آخر وهو: حب النجوم... هل تعرف سبب تسميتك بهذا؟» سأل ولم يتلقَ جوابًا كالعادة، فقد كان ابنه منغمسًا جدًا بالنظر عبر تلك النافذة «لقد رأيت والدتك هنا لأول مرة، كانت تقول أنني هدية لها من النجوم لأنها تمنت أن تقع بالحب، لذا فقد أسميناك نسبةً لذلك.»

ابتسم للنادل الذي وضع كوب قهوته ثم بدأ يرتشف منه بروية تاركًا ابنه الذي كان يحاول التحدث بكلمات غير مفهومة مع المارة بالخارج.

«لقد كانت والدتك تتردد على هذا المقهى كثيرًا، ولم تكن تجلس إلا بهذه الزاوية.» قال بينما يحتسي قهوته ببطء «كنت أراقبها بينما أراسلها عندما تأتي للمقهى، لم تكن تعرف أنني أنا النادل الذي يتحدث معها، لكنها كانت تجعلني أشعر بقلبي يدق في صدري.»

تذكر كيف كان يشعر بالسعادة تنتشر بجسده عندما تدخل المقهى وشعر أن السعادة تتجول بخاطره عند ذكرها، لكنه لم يعد يشعر بدقات قلبه تضطرب لفرطها بعد الآن.

أنهى كوب قهوته وحمل ابنه مجددًا «حان وقت العودة للمنزل أيها الصغير، توقف عن النظر عبر النافذة لقد طبعت بصماتك على زجاجها بجدارة.» قال له ضاحكًا.

خرج من المقهى وبدأ يسير لسيارته بينما ابنه يعبث بشعره مصدرًا أصواتًا تدل على استمتاعه، وكان يضحك معه حتى لفت انتباهه لون سطع في السماء لوهلة «جيسونغ انظر! إنها الشهب التي حدثتك عنها، هل علينا أن نتمنى شيئًا؟» سأل طفله الذي ضحك له وصفق بيديه، ثم نظر مع والده للشهب مهتمًا بها.

كره جيمين فتور قلبه بعد فقدانه لزوجته، كره تلاشي شعوره بالحماس لأي شيء، كره كون ابنه لم يقابل والدته، وكم كره مرَّ الحياة الذي شعر به بعد فقدانها. نظر للشهب التي زينت السماء، أغلق عينيه كي لا يسمح للدموع أن تتدفق أكثر، وهمس بأمنيته للنجوم «أريد أن أشعر بدقات قلبي...»

الجمعة، ٢٣ - يوليو - ٢٠٢٥

قريبًا | COMING SOON
٢٦ ديسمبر | December 26

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top